صفعة ....

[الزمزوم]

صفعة على قفا حمد

بعد الصفعة التي تلقاها رئيس مشيخة قطر من الرئيس الموريتاني، جاءت الأخرى من الشعب التونسي الذي تظاهر، أثناء زيارة حمد لتونس، ضد سياسة قطر وتدخلها في الشأن التونسي الداخلي وشؤون الدول العربية الاخرى. بعد ذلك جاءت الصفعة من روسيا في 19 يناير قوية ومزدوجة من رئيس الوزراء الروسي(حاكم روسيا الفعلي) فلاديمير بوتين، الذي شدد خلال حديثه التلفوني والرئيس الفنزويلي أوغو تشافيز على ضرورة لجم أي محاولة للتدخل بالشأن السوري من قبل الدول الإستعمارية، وصرح بوتين أيضاً بأن روسيا لن تسمح بأي تدخل خارجي في الوضع السوري دون تفويض من الأمم المتحدة(الشيء الذي تعول عليه مشيخة قطر).
بعد ذلك بقليل جاءت الصفعة الروسية الثانية من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي صرح خلال مؤتمر صحفي خصه للوضع في الشرق الأوسط وعلاقات روسيا مع الغرب، بأن روسيا لن تسمح بأي تدخل خارجي في الشأن السوري، وأنها ستفشل أي محاولة على هذا الصعيد في مجلس الأمن الدولي، موجها الدعوة لكل أطراف الأزمة السورية للحوار، وعارضا إستضافة هذا الحوار على أرض روسيا. وفي نفس اليوم إتصل الوزير الروسي بأمين عام الجامعة العربية ليبلغه موقف موسكو بهذا الشأن. يجب الإشارة بأنه بعد هذه التصريحات القوية من الجانب الروسي سارع أمين عام الناتو للتصريح بأن الناتو لايخطط لأي نوع من أنواع التدخل في الشأن السوري.
بعد هذه الصفعات المتوالية بدأ الإنتفاخ الذي صور لحمد أوهام العظمة بالتنفيس، وراحت الخطط الكبيرة التي حبكها هذا المهترئ بأموال الشعب القطري تصطدم بحقائق اقوى بكثير من مؤامراته وبترودولاراته، فهذا الرجل الذي تخيل لحظة بأنه اصبح سوبرمان زمانه، الحاكم بأمره كل مجريات السياسة العربية، يغير هنا ويبدل هناك بشراء النفوس المريضة، وحتى باستأجار حلف الناتو، وقف هذا الرجل متبلكماً متلعثماً غير قادر على إتمام المهمة التي كلف بها من قبل حماته في الغرب بضرب العرب بالعرب وتجزئتهم إلى الحد الذي يكونون فيه أشباه دول، قريبة جدا بالحجم من دولته قطر أو حتى كما البحرين، بعد ذلك يعلن الغرب مشيخة قطر زعيمة للعالم العربي الذي سيدور بقيادتها حول القطب الأوحد في المنطقة"إسرائيل".
إذا الوهم الذي نفخ هذا السفاح المتصهين قد بدأ يتبخر فهو لم يقرأ الأوضاع في سوريا جيدا ولو قرأها جيدا بتفاصيلها لفكر كثيرا قبل القبول بمهمة "قلب النظام السوري" وتجزئة سوريا، وطوال حوالي العام كان الشعب السوري بمئات الآلاف يخرج إلى الشوارع رافضا المؤامرة والفتنة ومعبرا عن تمسكه ببرنامج إصلاح حقيقي يحقق لسوريا الديمقراطية والحرية والكرامة(الأشياء التي تفتقدها قطر ومشيخات الخليج) مع الحفاظ على وحدتها وأمنها وسلامتها وسياستها المستقلة والوطنية، المقاومة لمشاريع الهيمنة الصهيونية والغربية، وإن الإرهاب الذي تدعمه قطر ودويلات الخليج في سوريا بالمال والسلاح الذي يستهدف الناس الآمنين البسطاء وقوى الجيش والبنية التحتية، هذا الإرهاب صار يوحد أكثر الشعب السوري ضد المؤامرة وضد من يمولها ويرعاها، وهاهي فرق المراقبة العربية التي تزور سوريا تعلن للملأ بأن الأوضاع في هذا البلد ليس بصورة التضخيم والتهويل التي تعرضه فضائية المشيخة وفضائية آل سعود، بل أن الوضع بشكل عام هو تحت السيطرة، فالناس الذين يخرجون للتظاهر السلمي لايعترضهم احد، أما الإرهابيون فهم من يحاول زعزعة الأوضاع، وهم الذين يخطفون الناس ويفجرون البنى التحتية وهم الذين يهاجمون قوى الأمن والجيش.
إذا الصورة الآن صارت واضحة للجميع وساعد في توضيحها وجود فرق المراقبة العربية على الأرض، هذا الوجود الذي جعل من "نمر" الإعلام المسمى"الجزيرة" فأرا من ورق، ومن قناة العربية "صرصار" إعلام، ورد قطر إلى حجمها الطبيعي كدويلة عدد سكانها أكثر بقليل من حي في دمشق ومساحتها الإجمالية، مع القاعدة الأمريكية الضخمة على أراضيها والتي توازي مساحتها نصف مساحة قطر، أقل بكثير من مساحة ريف دمشق. والآن بعد كل هذه الصفعات هل مازال حمد يعتقد بأن اقتراحه بإرسال قوات عربية إلى سورية سيلقى اهتمام من الجامعة العربية؟، التي صارت تعي جيدا بأن الدور الذي رسموه لها في سيناريو مايسمى بالربيع العربي صار اليوم أكبر بكثير من حجم إمكانياتها ولذا نرى بعض التراجع فى نهجها المتعلق بسوريا مع تخفيف في اللهجة والدعوة إلى الحوار للخروج من الأزمة. وأما حمد فبعد أن صفع مرات على قفاه، قد يعود لرشده قبل فوات الأوان؟، وقد لايعود؟ طالما أنه لم يستطيع تدمير سوريا كما دمر ليبيا، وطالما أنه لم يستطع استأجار حلف الناتولقصف سوريا، كما استأجره لقصف ليبيا، الناتو، الذي يحسب الأمور جيدا بالمقارنة مع شيخ قطر، ولايقدم على تدخل غير مضمون النتائج. فهل يعود لرشده حمد؟ أم أن الصفعات التي تلقاها على قفاه قدأعجبته ويريد منها المزيد؟، بتقديري سنرى منها المزيد لأن هذا الرجل قد فقد عقله، أو "تمسح".