" أبهى شاي مع ساجد و الناشيونال جيوغرافي "
جلستُ في مقهى بالقرب من العمل لأشرب كأس شاي و في مقابلي شاشة عملاقة عليها حصة ناسيونال جيوغرافي و هي تعرض بديع الخالق و اتقان الإنسان الصانع .
فلا أخبار مزعجة و لا رياضة ملهية و لا حصص فاضحة لستر العائلات و لا حفلات ماجنة .
و بجانبي في الطاولة الطفل " ساجد " إبن زميلي في العمل الذي يسكن قرب المديرية .
فكان أبهى و أحلى شاي تناولته اليوم فلماذا ؟
فساجد لم ينطق إلا كلمات طلاسم أيووو ، بكة ، ميح و كان يردد معي كلمة الحمد لله كلما شرب عصيره .
لم أسمع من ساجد كلام عن هموم البلدية و مشاكلها و هبالها .
و لم أسمع من ساجد مشاكله الإجتماعية المليئة بالسخط لولا الرضا و الحمد و الصبر
و لم أسمع من ساجد أخبار السياسية و لم يذكر أمامي نتن ياهو و بايدن و السيسي وآل زايد. و غيرها من الأسماء المُقززة في عالم اليوم .
لم أسمع من ساجد شكاوى الأسعار و المعيشة .
لم أسمع من ساجد أخبار الآنتخابات الرئاسية و الطفيليات و المتطفلين و الراكبين الموجات و تجار المناسبات و قادة المهرجانات تحت الطلب .
لم أسمع من ساجد خزعبلات الفايسبوك و مواقف المتخاذلين من غزة و منشوراتهم البائسة و مبرراتهم الفاشلة و تعليقاتهم الغريبة التي لا علاقة لها بالواقع .
لم أسمع من ساجد نميمة و غيبة و كذبة و سوء الظن و تتبع العورات و قذف المحصنات و اتهام بلا دليل .
فكانت جلسة رائعة في شرب الشاي و ما أجمله من شاي وهو يُشرب في أجواء صافية نقية هادئة تتخللها كلمات طلاسم من ساجد لم أفهم معظمها .
فلماذا لا نكون مثل ساجد و نصبح كلنا ساجدين بأتم معنى الكلمة .
و لا نردد إلا كلمات سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى و سبحان ربي الأعلى
و بهذا الشعار تستقيم أمورنا في الإمتثال لهذا الخالق الأعلى.
حفظ الله ساجد و أنبته نباتا حسنا .
و جعلنا الله من الساجدين فعلا .
خاطرة ساجد / رياض قجالي .