الانتصار لآهل الآثر-1 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الانتصار لآهل الآثر-1

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-02-03, 13:02   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبد الباسط آل القاضي
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية عبد الباسط آل القاضي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الانتصار لآهل الآثر-1

سألني أحد من صحبنا أسئلةً بعد أن قرأ لي تعقيباً أقول فيه ( لا حاجة لي بالجدال والنقاش حول افكار الشيخ فلان) لما عُرِف عندي-اعني الشيخ فلان- بمشاكساته الكتابية الكثيرة لأهل الآثر والحديث في ذلك يطول وليس هاهنا موضعه ولكن السائل استدرك عليَّ قائلاً :
-هل يعني قولك أنك تبدع الشيخ ؟
- وهل لا يخطىء السلفي ويصيب المبتدع ؟
-ومن ادراك ان هؤلاء على المنهج وهؤلاء مبتدعة وليس العكس ؟

فكان الجواب على ما تيّسر :
الحمد الله الذي اوضح لنا معالم الدين ، ومنَّ علينا بالكتاب المبين .وشرع لنا من الأحكام ، وفصّل بين الحلال والحرام ، فتقدرت به مصالح الخلق ، وثبتت به قواعد الحق ، فله الحمد على ما قدرّ ودبرّ :
اعلم أنَّ من غلبَ عليه خطؤه وفَحش غلطه وعُرف عليه ذلك ؛ سواءً مُصِراً بعد مراجعةٍ وتبيان ؛ أو إختلطَ بأَخرةٍ وتغيّر بحيث يؤثرُ فيِ حفظه وفهمه تأثيرا كبيرا أسقطتْ عدالته على منهج المحدثين ؛ وما صاحبنا الشيخ الفلاني بقريبٍ من الضرب الثاني إنما يسير على سبل الضرب الأول ؛ وقد رايت أن هناك من جمع جامعاً للردود عليه من أهل العلم والقول الفصل فيه انه يشنّع على السلفية واهلها بما يطلق عليه ( بنقد الذات) وهو على غرار المسمى بل هي طعنٌ في منهج أهل الآثر ويستدرك على علماء الآمة بما ليس بحق ؛ كما يفعل في استدركاته على شيخ الإسلام الحرّاني وقوله المشهور في شيخ الاسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب 1 وله طوآم كثيرة .
اما قولكم أنا نقول ببدعة فلان وفلان على التعيين فهذا مما لا علم لي به بل هو لللآئمة الشأن ولكن الردّ على الفريات والشبهات بالدليل والبرهان فهذا حق على كل صاحب علم نافع وهذا العلم كفائي ولا يخفى عليكم أن مسألة التبديع على الاجمال والتعيين يستدعى العلم بالمسائل المبحوثة المثارة للتمحيص والتمييز ثم العلم بالضوابط والشروط اسقاط حكم التبديع على المسائل او على الأعيان فاذا ثبت ان النص مخالفٌ للمسائل الاصولية الثابتة عُلم أن الخلل في المقدمات الاستدلالية لذا كان من المعقول أن تكون النتيجة خاطئة وقد يكون صاحب المسألة قد استفرغ وسعه في البحث وبلغ غاية الجهد ؛ ولا يقول بأن قوله صحيح بل تجده يقول إذا صح الحديث فذاك مذهبـي ؛ وهذا تجده في المسائل العملية الارادية او المسائل الفقهية أما بالخصوص المسألة الخطيرة وخاصة فيما يخص الاعتقاد ؛ فيعرض لهم الزلل والباطل إما بالاثبات المفصّل أو النفيِّ المجمل مما جعل الضرب الاول يشبه الله بخلقه ويقول يده كيديِ ووجهه كوجهي وغيرها من الاباطيل تعالى الله عما يصفون والضرب الثاني ينفى عنه الصفات فيقول على بصره انه هو العلم ويده هو رزقه وغيرها من الاباطيل وكذا نوع من الضرب الثاني ممن يقولون له سمع ولكنه غير سميع وله يد ولكنه ليس يد وهو موجود وغير موجود وآتوا بالنقيضين في ذلك ؛ وقد رُد عليهم في تلك الآباطيل وبخاصة ردود شيخ الاسلام ابن تيمية الحراني ؛ وقد تجد من ذهب إلى ذلك من باب التنزيه والتقديس لله ولكنه زلَّ حيث أراد السلامة لنفسه والتمجيد لله ولا يستقيم له التنزيه إلا باثبات ما اثبت الله ونفي ما نفى الله عن نفسه في كتابه العزيز او اخبار من النبي صلى الله عليه وسلم وكان السلف يقولون ( أمروها كما جاءت) فيما لم يكن فيه نصّ صريح ؛ والحديث يطول في هذا المحور ولكن ذكرته لرجلين أحدهما اجتهد وأخطأ في المسائل الفقهية والآخر أجتهد في غير موضع للاجتهاد فأخطأ في المسائل الخبرية ؛ كلاهما أراد الصواب في المسألة لكن كان غير ما ارادا ؛إما لضعف الدليل او الاستدلال الضعيف ؛ وبخاصة في المسائل الخبرية والعلمية فكما ذكر ابن تيمية ان اكثر هؤلاء أتووا من طرف سعيهم لتنزيه الخالق سبحانه وتعالى فانحرفوا وقالوا بما لا يليق به سبحانه وتعالى . وكذا في المسائل الفقهية . لكن لا يكون عالما من ينتخبُ من أقوال السلف ما يؤيد به ما في قلبه من داء الامم على منهج السلف أو على شيوخه وقلت(أو) –احترازاً من الظنِ المحكم ..وارجو أن يكون احسن مما أظن به (؟)
أما قول السائل ألا يمكن أن يصيب المبتدع ويخطىء المتبع ؟ فالأصل هو أن كل بن آدم خطآء كما في الآثر . فاما في الاجمال فلا يمكن أن يصيب المبتدع والضآل والمنافق والكافر والفاسق فيما اتخذوه مذهباً للتعبد والقربى إلى الله وعكسه القول للمتبع فإنه لا يخطىء باتخاذه مذهب السلف منجاة له من العذاب ورغبة فيه للنعيم .أما من حيث التفصيل فلا يبخس للناس أشياؤهم فقد يصيب صاحب البدعة المسلم وغيره ممن وسم بالهوى في مسألة ما أصلية كانت أو فرعية بوجه من الوجوه وإن كانت باقى الوجوه خاطئة وباطلة وذلك الوجه الصائب لا ينزع عنه أنه مخطىء وزائغ عن جادة الصواب وسبيل أهل السنة وكذا بالنسبة للمتبع فان اخطأ في مسألة من المسائل الاصولية أو الفروعية من وجه من الوجوه وباقى الوجوه صائبة فذلك الخطأ لا ينزع عنه أنه صاحب سنة ولكن قال الله تعالى( المائدة- اية8
يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنان قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون
) لذا قد يقول المخالف قولا صوابا فلا يرد الحق بدعوى أنه قائله مبتدع أو كافر (العنكبوت- اية61
ولئن سالتهم من خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فانى يؤفكون ) وقالى تعالى (لقمان- اية25
ولئن سالتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله قل الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون ) وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((...[color="rgb(139, 0, 0)"] اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك, إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم
)) رواه مسلم 770وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول: (اقبلوا الحق من كل من جاء به، وإن كان كافراً –أو قال فاجراً- واحذروا زيغة الحكيم، قالوا: كيف نعلم أن الكافر يقول كلمة الحق؟ قال: إن على الحق نوراً) رواه ابو داود والحاكم وقال الحاكم : على شرط الشيخين ولم يخرجاه وقال الالباني : صحيح الاسناد موقوف .
قال ابن القيم رحمه الله: ([color="rgb(0, 100, 0)"]فمن هداه الله سبحانه إلى الأخذ بالحق حيث كان ومع من كان، ولو كان مع من يبغضه ويعاديه، ورد الباطل مع من كان ولو كان مع من يحبه ويواليه، فهو ممن هدى الله لما اختلف فيه من الحق[/color]) الصواعق المرسلة 2/516. وهو قول شيخ الاسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوي 5/ 101
وكما لا يقبل الباطل والخطأ من المتبع او الموافق بحجة انه سلفي وصاحب سنة في مسألة من المسائل لأن الواجب هو اتباع الحق لقوله تعالى (الاعراف- اية3[color="rgb(139, 0, 0)"]
اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون[/color]) وقوله تعالى (محمد- اية3
ذلك بان الذين كفروا اتبعوا الباطل وان الذين امنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس امثالهم) فالمؤمن متبع للحق صادع به ولو كان على ذوي قربى .
ورفضـى للمجادلة لأن المجادلة على ضربين محمودة ومذمومة ؛ فالمحمودة هي ماكانت ابتغاء الحق ومرضاتً لله والمجَادَل غيرُ ظالمٍ لنفسه مبتغٍ للخير يلتقي الطرفان في أصل عظيم يقودهما الى الالتقاء التام والكامل تصديقا لقوله (. العنكبوت- اية46
ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون ) اما ما كان على عكس ذلك فالمطلوب ترك الجدال والمرآء يقول الله تعالى: ﴿ [color="rgb(139, 0, 0)"]مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ [/color]﴾ [غافر: 4]، ويقول تعالى: ﴿ ا[color="rgb(139, 0, 0)"]لَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ[/color] ﴾ [غافر: 35]، ويقول جل ذكره: ﴿ إِ[color="rgb(139, 0, 0)"]نَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [/color]﴾ [غافر: 56].
وقد أشار ابن مفلح المقدسي - رحمه الله - إلى ذلك فيما نقله عن الشافعي، قال: "وقال الشافعي رضي الله عنه: المِراء في العلم يقسي القلوب، ويورث الضغائن، وروى أحمد: حدثنا عبدالله بن نمير، ثنا حجاج بن دينار الواسطي، عن أبي غالب، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ضل قوم بعد هدًى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل، ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ﴿ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ﴾3 [الزخرف: 58]))
وفي موضع آخر قال ابن مفلح - رحمه الله -: "وقال البربهاري: المجالسة للمناصحة فتح باب الفائدة، والمجالسة للمناظرة غلق باب الفائدة؛ انتهى كلامه"[4].
لذا كان الجدال لمن ابتغى الحق ووطن النفس للتبديل وللانتقال من الخطأ الى الصواب ومن الباطل الى الحق دون جدال التعصب والتحزب والاهواء مما نهى عنه بل ان تعزم على ابتغاء الحق من غير مواربة ولا مماطلة ومن يرد الله فتنته تجده يتخذ الجدال المذموم دينا ومذهبا ويجعل من المسائل العلمية مشاكلاً ومن المشاكل مسائلاً وما ذاك إلا لما في نفسه من الأمراض كالتحزب والتحاسد و الكبر كما جاء في الآثر ( الكبر بطر الحق وغمط الناس ) وقد ينتصر لشخصٍ أو شيخٍ مخطىءٍ على طول الطريق وعلى علمٍ منه على خطئه وبعده على مظان الحق تحقيقاً لذلك المرض الذي في نفسه وقلبه ويحشو الردود الباطلات بما لا يحتمل الدليل ولا يستقيم له الاستدلال في مسألة من الواضحات البينات ظهر فيها الحق وزهق فيها الباطل وما أورده تلك الموارد إلا داء الأمم الحسد والبغضاء كما جاء في الآثر و جعل بغضه للأعيان مدخلاً لبغضه لمنهج السلف الصالح وتساوى عنده الخاص بالعام والمقيد بالمطلق فانتقل من عداوة الاشخاص الى عداوة المنهج على عمدٍ أو غير قصد وقد لا يقبل الحق من غيرهم إذ اشتبه عنده ان الحق يعرف بالرجال ويوجد منهم من يقبل الحق من غيرهم وكلا الرجلين قد استحكم فيه الهوى وضرب اطنابه وخالط النفوس داء الامم والادهى منهم من لا يقبل من اهل الحق لا صرفا ولا عدلا لما ذكرناه آنفا ..والحديث ذو شجون ويطول في هذا الباب وفي هذا القدر كفاية وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
يتبع في الجواب عن المسألة الآخيرة ...
عبدالباسط أل القاضي
---------
-3المقدسي، محمد بن مفلح. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج1. ص269
-[4] (المرجع السابق): ج1. ص271.
[/color]








 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc