مسجد الشيخ السعداوي في السطور

[سجين الأفكار]

نبذة تاريخية :


المسجد هو بيت الله وحل إقام الصلاة ، كان ولا يزال منبر للعبادة والريادة ومقاما لإقامة الشعائر ، جعله الله محجًّا للراغبين في طاعته والطامحين لكسب الأجر والثواب .
وهذا مسجد الشيخ السعداوي بمنطقة الخرزة بدائرة سيدي عامر معلم ديني وصرح أثري بني على أساس التقوى وقوفا على ماجاء في الأثر عن النبي الكريم صل الله عليه وسّلم (( من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة ))
حيث يرجع الفضل في إنشاء المسجد إلى الشيخ الفاضل والعلامة الرباني الزاهد الشيخ أحمد بن السعداوي المولود في نواحي سنة 1830 والمتوفي سنة 1920 ، الذي أنشأ المدرسة القرآنية سنة 1863 بعد أن قام بتقديم عدة طلبات إلى الحالكم الفرنسي آنذاك ، لتعليم القرآن وأصول الدين والفقه لأبناء المنطقة.
وجاء بعده بعد الشيخ السعداوي بن أحمد ( نجله ) المولود عام 1860 الذي تتلمذ على يد أبيه الشيخ أحمد والشيخ سي ناجي مليكي ، وهو من بنى وأقام المسجد سنة 1929 بعد زيارته البقاع المقدسة وأخذ قياسات البيت العتيق ( الكعبة ) ليكون المسجد بحجمها لتعلقه وشدة حبه لبيت الله الحرام ، وتـــــوفي سنة 1957 .
كان المسجد يعلم أصول الدين ويدرس اللغة العربية إمعانا في نشر التعليم السليم وذلك ما أثار حفيظة المستعمر الغاشم ليقوم بضرب المسجد بالمدفعية الثقيلة سنة 1958 وأخذ مايزيد عن 700 مخطوطَا من مكتبة المسجد ، كان قد جمعها الشيخ السعداوي رحمه الله وورث بعضها عن والده وأعيد ترميمه بعد عدة أشهر .
كان المسجد المسجد ومنذ سنة 1863 إبان الإستعمـــار محلاً تدار فيه ئؤون الأهــالي من فتاوي وأحكام شرعية ويحكم فيه بين المتخاصمين وكان الشيخ السعداوي يستفتي من جهات عدة في أمور الدين والدنيا من بينها منطقة السحاري ( ولاية الجلفة ) منطقة السلامات ومنطفة أولاد فرج ومنطقة بوسعادة ومنطقة طولقة ( بسكرة ) .
وقد درس على يد الشيخ السعداوي ودرّسوا بالمسجد العديد من المشايخ منهم :
1- الشيخ بلقاسم سعدودي الذي ولد سنة 1903 درس بمسجد جده الشيخ أحمد بن السعداوي وأبيه ثم واصل طلب العلم بالزاوية العثمانية طولقة ( ولاية بسكرة ) على يد الشيخ سيد الحاج حيث تفوق وشغل من معلم في الزاوية العثمانية وتتلمذ على يده الكثير من الطلبة وتوفي سنة 2000 .
2- الشيخ محمد سعدودي الذي ولد سنة 1920 والذي درس بمسجد الشيخ السعداوي وإلتحق بأخيه بلقاسم بالزاوية العثمانية ودرّس الكثير من الطلبة من بينهم شيخ الزاوية العثمانية الحاج عبد القادر العثماني وتوفي رحمه الله سنة 2014 .
3- الشيخ مسعود فرزولي الذي ولد عام 1928 درس بالمسجد وتخرج وأنشأ الزاوية العزوزية بمنطقة بلعروق الزاوية التي كان لها شأن كبير في المنطقة والمناطق المجاورة ، وتوفي خلال عام 1997 رحمه الله وكان أبرز تلامذته محمد جربوعي بن الطاهر ( عميد اللجنة الدينية لدائرة سيدي عامر ) وعبد الصمد محمد ( إمام مسجد العتيق ) وضربان الضيف معلم قرآن أيضًا بالعتيق
4 - الشيخ عبد اللطيف غربي ولد عام 1926 درس على يد الشيخ السعداوي في المسجد المذكور وتخرج قاضيًا وكان معلما بزاوية سيدي علي أو يحي بمنطقة القبائل الكبرى توفي سنة 1996 رحمه الله .
كما كان من بينهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ بلقاسم بن صالح والشيخ عمران أحمد والشيخ علي فرزولي والشيخ بن قطاف الحاج محمد والشيخ بن قطاف عثمان .
إننا إذ نقدم هذه الفذلكة عن المسجد فإننا نقدم لصح نهضة فكرية ظل يؤدي دوره طيلة الفترة الإستعمارية هداية وإرشادًا وإلى يومنا هذا حيث ونظرا لتدهور حالة المسجد وبمبادرة من سكان المنطقة أعيد ترميمه ونظرا لتزايد الساكنة أقيم مسجد كبير بالقرب من المسجد القديم ليأخذ نفس الإسم " مسجد الشيخ السعداوي "
تيمنا وتبركا بهذا العلامة الرباني ليبقى هذا المَعلم الأثري تاريخًا ترويه الشفاه وتجرده الأقـــلام وليروي لزواره قصصًا من عبق التاريخ .
وما أردناه هو لفت عنايتكم لدراسة هذا التقرير بكل إعتبار لنضع في الصورة معلمًا تاريخي يضاف إلى الذاكرة الإنسانية وليكون معلما ترنو له الأعين وتحبه القلوب وتهفو إليه الأنفس .
المصدر
https://www.sidiameur.com/2015/04/blog-post.html