إن أهم المطالب التي رافعها الحراك الشعبي في مسيراته عبر ربوع الوطن لهذه الجمعة الأخيرة هي: لا لانتهاك الدستور ولا للتمديد العهدة الرابعة ولا للندوة الوطنية، وهذا يعتبر جوابا لما ورد في رسالة رئيس الجمهورية الأخيرة للأمة، غير أن الصرخة المدوية للشعب لم تجد أذانا صاغية لدى قصر المرادية.
و بعد أن بلغ السيل الزبى وطفح الكيل، والشعب قال كلمته وكفى، وعلى الطغمة الحاكمة ألرحيل بالشرف، ولماذا الإصرار على البقاء؟ ما دام أن السلطة يستمد الحاكم شرعيتها من الشعب.
وعليه ولفائدة الكل، منظومة الحكم وحراكا
وحفاظا على إستقرار الجزائر وإنسجام الشعب وتماسك الأمة، على السلطة أن تبادر فورا وبدون تردد أو مماطلة ربحا للوقت أو محاولة إغراء الناس للانخراط في الندوة الوطنية، ووضع حد لعبث التمديد.
إلى العدول عن ورقة طريق رئيس الجمهورية وإعلان إنسحابه بمجرد إستكمال عهدته حفاظا على ما تبقى له من سمعة لدى الشعب، خاصة وأنه إعترف ضمنيا في رسالته الاخيرة أنه لم يكن ينوي الترشح للعهدة الخامسة، إذا فإنه قد يكون دفع دفعا إليها، أو أنه لا يعي ما الذي تفعل الحاشية بإسمه، رغم أن طبول الخامسة أقرعت منذ زمن.
ويا أسفاه على حال بوتفليقة بعد أن كان محبوب الجماهير أصبح منبوذها، أوصلت به الحاشية إلى إستجداء الضمائر ومخاطبة العقول، أه أو لم يعدل الدستور وأكتفى بالعهدة الثانية، أو إنسحب عند نهاية الثالثة، أو إنسحب عند نهاية الرابعة ولم يترشح للعهدة الخامسة، كان قد نج من الذي يحصل له اليوم، ألم يكن هو القائل رحم الله إمرىء عرف قدره في أخر خطاباته بسطيف، إلا أن الكرسي دوخ عقله.
وإحتراما للدستور كما يطالب به الحراك الشعبي يتولى رئيس مجلس الامة رئاسة الدولة، ينظم خلالها الانتخابات الرئاسية في خلال ثلاثة أشهر لايترشح لها رجال واجهة السلطة لان ذلك سيستفز الشعب، ولهذا الغرض يعين حكومة مصغرة برئاسة شخصية فاعلة في الحراك الشعبي، وللمشاركة الواسعة في الانتخابات على شباب الحراك الشعبي التسجيل في القوائم الانتخابية، العملية التي قاطعها في السابق.
وفور إنتخاب رئيس جمهورية جديد، ومباشرة مهامه يقوم بحل المجلس الشعبي الوطني، أما مجلس الامة فأمره يبحث فيما بعد، ويدعو الى إنتخابات برلمانية مسبقة يدخل الانتخابات الكل بدون إقصاء أي جزائري، ليقوم هذا الاخير بتولي مهمة المجلس التأسيسي وتعود إليه مهمة مراجعة الدستور والقوانين الاخرى، وبذلك تتحققق مطالب الحراك الشعبي، ونجنب بلادنا إنتقالا عنيفا للسلطة.
بقلم الاستاذ/ محند زكريني