القرآن واللوح المحفوظ !!! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

القرآن واللوح المحفوظ !!!

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-01-23, 20:30   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
gecilda
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية gecilda
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 القرآن واللوح المحفوظ !!!

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليم



تراجع ابن عثيمين رحمه الله عن تفسير قوله تعالى : { إنه لقرآن كريم ، في كتاب مكنون } ، يعني التحدث عنه وذكر شأنه وحاله ولا يتعين أن تكون الآية دالةً على أنه يكون مكتوب .


قال العلامة الفقيه الأصولي محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في كتابه : ) شرح العقيدة السفارينية ( : فإن قال قائل : ألم يقل الله عز وجل : { إنه لقرآن كريم ، في كتاب مكنون } ( الواقعة 77 – 78 )

وقال : { بل هو قرآن مجيد ، في لوح محفوظ } ( البروج 2 – 22 ) ، وهذا يدل على أن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ لأنه قال : { بل هو قرآن مجيد ، في لوح محفوظ }

وقال أيضاً : { في كتاب مكنون ، لا يمسه إلا المطهرون } ( الواقعة 78 – 79 ) وهذا يقتضي أن الله كتبه في اللوح المحفوظ قبل أن يتكلم به وقبل أن ينزله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟

قلنا : هذه الآية : { إنه لقرآن كريم ، في كتاب مكنون } ، { بل هو قرآن مجيد ، في لوح محفوظ } لا تدل على أنه مكتوبٌ في اللوح المحفوظ .

إذْ قد يكون المراد : ذكره والتحدث عنه وشأنه وعاقبته بدليل قوله تعالى : { وإنه لفي زبر الأولين } ( الشعراء : 196 ) : أي القرآن

اقرأ آية الشعراء : { وإنه لتنزيل رب العالمين ، نزل به الروح الأمين ، على قلبك لتكون من المنذرين ، بلسان عربي مبين وإنه لفي زبر الأولين } ( البروج 192 – 196 ) .

وهل القرآن مكتوب في زُبُرِ الأولين ؟ أو مُتَحَدَّثٌ عنه في زُبُرِ الأولين ؟

مُتَحَدَّثٌ عنه ، فيكون قوله : { إنه لقرآن كريم ، في كتاب مكنون } و { بل هو قرآن مجيد ، في لوح محفوظ } يعني التحدث عنه وذكر شأنه وحاله ولا يتعين أن تكون الآية دالةً على أنه يكون مكتوب .

والدليل على أنه لا يتعين : ما ذكرته لكم في قوله : { وإنه لفي زبر الأولين } : أي ذكره والتحدث عنه لا أن القرآن نفسه مكتوب هناك ، لأنه لو كان مكتوباً هناك لكان نازلاً قبل محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم بأعوام .


-قال محقق شرح العقيدة السفارينية ( إسلام منصور عبد الحميد ) , هذا الكلام ذكره الشيخ رحمه الله , في شرحه الأول على العقيدة الواسطية ( 2/198 ) الذي شرحه في سنة 1408ه , وقد شرح العقيدة السفارينية في سنة 1408 ه

ورجع عنه رحمه الله في شرحه الثاني على الأربعين النووية , في الشريط الحادي عشر في الوجه الثاني من الشريط , عند شرحه للحديث الثالث والعشرون عند قوله صلى الله عليه وسلم : " والقرءان حجة لك أو عليك "


فقال : وكونه في كتاب مكنون هل معناه أن القرآن كله كتب في لوح محفوظ ، أو أن المكتوب في اللوح المحفوظ ذكر القرآن وأنه سينزل وسيكون كذا وكذا؟

الجواب: الأول، لكن يبقى النظر كيف يكتب قبل أن تخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وفيه العبارات الدالة على المضي مثل قوله: ( وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ) (آل عمران: الآية121)

ومثل قوله: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ) (المجادلة: الآية1) وهو حين كتابته قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة لم يسمع قولها، لأن المجادلة لم تخلق أصلاً حتى تُسمَع مجادلتها؟

فالجواب: أن الله قد علم ذلك وكتبه في اللوح المحفوظ ، كما أنه علم المقادير وكتبها في اللوح المحفوظ وعند تقديرها يتكلم الله عزّ وجل بقوله كن فيكون، هكذا قرره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وهو مما تطمئن له النفس.

وكنت قبلاً أقول : إن الذي في اللوح المحفوظ ذكر القرآن لا القرآن، بناءً على أنه يَرِدُ بلفظ المضي قبل الوقوع وأن هذا كقوله تعالى عن القرآن: ( وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ) (الشعراء:196)

والذي في زبر الأولين ليس القرآن، بل ذكر القرآن والتنويه عنه، ولكن بعد أن اطلعت على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - جزاه الله خيراً - انشرح صدري إلى أنه مكتوب في اللوح المحفوظ ولامانع من ذلك .

ولكن الله تعالى عند إنزاله إلى محمد صلى الله عليه وسلم يتكلم به ويلقيه إلى جبريل. هذا قول السلف وأهل السنة في القرآن .


قال المحقق : وقد شرح الشيخ كتاب الأربعين النووية مرة ثانية في دورته الصيفية الأخيرة سنة 1421 ه التي قبل وفاته ببضعة أشهر .وشرحه موجود منتشر وعدد أشرطته 19 شريطا

والصحيح : ما رجع إليه الشيخ رحمه الله , وهو أن القرءان الكريم مكتوب كله في اللوح المحفوظ , وهذا هو قول أهل السنة والجماعة وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ( 12 /126/127 , 15 /223 )

فاقتضى ذلك التنبيه والتنويه على ذلك , والله أعلم . إه نقلا عن نسخة من موقع أهل الحديث .









 


رد مع اقتباس
قديم 2016-01-23, 21:21   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أم سمية الأثرية
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم سمية الأثرية
 

 

 
الأوسمة
وسام التقدير 
إحصائية العضو










افتراضي

رحم الله العالم الرباني الفقيه الشيخ محمد بن صالح العثيمين و جزاه عنا خير الجزاء و اسكنه الفردوس الاعلى مع النبيين و الصديقين و االشهداء و الصالحين
وهذا هو دأب العلماء الربانيين الرجوع إلى الحق زيادة فضل وعلم ولا ينقص من قدرهم شيئا










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-23, 22:13   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
gecilda
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية gecilda
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


1. قال ابن منظور :
اللوح : كل صفيحة عريضة من صفائح الخشب .
وقال الأزهري : اللوح صفيحة من صفائح الخشب والكتف إذا كتب عليها سميت لوحا .
واللوح الذي يكتب فيه .
و اللوح : اللوح المحفوظ ، وفي التنزيل { في لوحٍ محفوظٍ } يعني : مستودعٌ مشيئات الله تعالى .
وكل عظم عريض : لوح .
والجمع منها : ألواح .
وألاويح : جمع الجمع . " لسان العرب " ( 2 / 584 ) .
2. قال ابن كثير رحمه الله :
في لوح محفوظ أي : هو في الملإ الأعلى محفوظ من الزيادة والنقص والتحريف والتبديل . " تفسير ابن كثير " ( 4 / 497 ، 498 ) .
3. وقال ابن القيم رحمه الله :
وقوله { محفوظ } : أكثر القراء على الجر صفة للوح ، وفيه إشارة إلى أن الشياطين لا يمكنهم التنزّل به لأن محله محفوظ أن يصلوا إليه ، وهو في نفسه محفوظ أن يقْدِر الشيطان على الزيادة فيه والنقصان .
فوصفه سبحانه بأنه محفوظ في قوله { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } ، ووصف محله بالحفظ في هذه السورة .
فالله سبحانه حفظ محله ، وحفظه من الزيادة والنقصان والتبديل ، وحفظ معانيه من التحريف كما حفظ ألفاظه من التبديل ، وأقام له مَن يحفظ حروفه مِن الزيادة والنقصان ، ومعانيه مِن التحريف والتغيير . " التبيان في أقسام القرآن " ( ص 62 ) .
4. أما ما جاء في بعض كتب التفسير ، أن اللوح المحفوظ في جبهة " إسرافيل " ، أو أنه مخلوق من زبرجدة خضراء ، وغير ذلك فهو مما لم يثبت ، وهو من الغيب الذي لا يقبل إلا ممن أوحي إليه منه بشيء .
والله تعالى أعلم .


الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-24, 10:47   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
gecilda
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية gecilda
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


إن من عجيبِ التقديرِ في القُرآنِ العظيم أن لفظةَ (القرآن) وردتْ فيه لأول مرة في الآيةِ (185) من سُورةِ البقرةِ، في قوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [2:185]؛ وأنها جاءت فيه لآخر مرة في الآيةِ (21) من سُورةِ البُرُوجِ، في قوله تعالى: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ) [85:21]! فتأمل موقعي السورتين ورقمي الآيتين: [2185] و [8521]، أفلا ترى أن الأول يشير إلى الآخر، وفي الآخر إشارة إلى الأول؟ ثم هل تملك بعد هذا أن تجد ختام سورة البروج إلا ما ختمت هي به من قوله تعالى: (فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ) [85:22]؟
وليس التقدير في هذين الاختيارين فحسب، ولكن ما ترمي إليه اللفظتان تقدير آخر! ذلك أن لفظة (القرآن) في آية سورة البقرة مُعرَّفة، في حين أنها في آية سورة البروج نكرة: (قرآن)! وأن آخر موضع وردت فيه لفظة (القرآن) معرَّفةً كان في الآية (21) من سورةِ الانشقاق (84)، في قوله عز اسمه: (وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ) [84:21]. فإذا نقصنا موقعَ آيةِ سورةِ البقرةِ من موقعِ آيةِ سورةِ الانشقاقِ، صار عددُ آياتِ القرآنِ الكريمِ بالتمامِ والكمالِ: (8421 - 2185 = 6236)! فتأمل!
-------------------------
وكتبه الفقير إلى أرحم الراحمين
لؤي بن غازي الطيبي










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-24, 10:51   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
gecilda
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية gecilda
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

التفسير Tafsir (explication) القرطبي - Al-Qortoby

فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ (22)
في لوح محفوظ أي مكتوب في لوح . وهو محفوظ عند الله تعالى من وصول الشياطين إليه . وقيل : هو أم الكتاب ; ومنه انتسخ القرآن والكتب . وروى الضحاك عن ابن عباس قال : " اللوح من ياقوتة حمراء ، أعلاه معقود بالعرش وأسفله في حجر ملك يقال له ماطريون ، كتابه نور ، وقلمه نور ، ينظر الله - عز وجل - فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة ; ليس منها نظرة إلا وهو يفعل ما يشاء ; يرفع وضيعا ، ويضع رفيعا ، ويغني فقيرا ، ويفقر غنيا ; يحيي ويميت ، ويفعل ما يشاء ; لا إله إلا هو " . وقال أنس بن مالك ومجاهد ، إن اللوح المحفوظ الذي ذكره الله تعالى في جبهة إسرافيل . وقال مقاتل : اللوح المحفوظ عن يمين العرش . وقيل : اللوح المحفوظ الذي فيه أصناف الخلق والخليقة ، وبيان أمورهم ، وهو أم الكتاب .
وقال ابن عباس : أول شيء كتبه الله تعالى في اللوح المحفوظ " إني أنا الله لا إله إلا أنا ، محمد رسولي ، من استسلم لقضائي ، وصبر على بلائي ، وشكر نعمائي ، كتبته صديقا وبعثته مع الصديقين ، ومن لم يستسلم لقضائي ولم يصبر على بلائي ، ولم يشكر نعمائي ، فليتخذ إلها سواي " .
وكتب الحجاج إلى محمد بن الحنفية - رضي الله عنه - يتوعده ; فكتب إليه ابن الحنفية : " بلغني أن لله تعالى في كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة في اللوح المحفوظ ; يعز ويذل ، ويبتلي ويفرح ، ويفعل ما يريد ; فلعل نظرة منها تشغلك بنفسك ، فتشتغل بها ولا تتفرغ " .
وقال بعض المفسرين : اللوح شيء يلوح للملائكة فيقرؤنه . وقرأ ابن السميقع وأبو حيوة قرآن مجيد على الإضافة ; أي قرآن رب مجيد . وقرأ نافع ( في لوح محفوظ ) بالرفع نعتا للقرآن ; أي بل هو قرآن مجيد محفوظ في لوح . الباقون ( بالجر ) نعتا ل " لوح " . والقراء متفقون على فتح اللام من ( لوح ) إلا ما روي عن يحيى بن يعمر ; فإنه قرأ " لوح " بضم اللام ، أي إنه يلوح ، وهو ذو نور وعلو وشرف . قال الزمخشري : واللوح الهواء ; يعني اللوح فوق السماء السابعة الذي فيه اللوح . وفي الصحاح : لاح الشيء يلوح لوحا أي لمح . ولاحه السفر : غيره . ولاح لوحا ولواحا : عطش ، والتاح مثله . واللوح : الكتف ، وكل عظم عريض . واللوح : الذي يكتب فيه . واللوح ( بالضم ) : الهواء بين السماء والأرض . والحمد لله .











رد مع اقتباس
قديم 2016-01-24, 10:52   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
gecilda
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية gecilda
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

التفسير Tafsir (explication) السعدي - Al-Saadi

فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ (22)
{ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ } من التغيير والزيادة والنقص، ومحفوظ من الشياطين، وهو: اللوح المحفوظ الذي قد أثبت الله فيه كل شيء.
وهذا يدل على جلالة القرآن وجزالته، ورفعة قدره عند الله تعالى، والله أعلم.
تم تفسير السورة.











رد مع اقتباس
قديم 2016-01-24, 10:53   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
gecilda
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية gecilda
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

التفسير Tafsir (explication) الوسيط لطنطاوي - Al-Waseet

فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ (22)
وأنه كائن فى لوح محفوظ من التغيير والتبديل ، ومن وصول الشياطين إليه . ونحن نؤمن بأن القرآن الكريم كائن فى لوح محفوظ ، إلا أننا نفوض معرفة حقيقة هذا اللوح وكيفيته إلى علمه - تعالى - ، لأنه من أمر الغيب الذى تفرد الله - تعالى - بعلمه . . وما قيل فى وصف هذا اللوح لم يرد به حديث صحيح يعتمد عليه .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .











رد مع اقتباس
قديم 2016-01-24, 10:54   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
gecilda
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية gecilda
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

التفسير Tafsir (explication) البغوي - Baghaway

فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ (22)
( في لوح محفوظ ) ، قرأ نافع : " محفوظ " بالرفع على نعت القرآن ، فإن القرآن محفوظ من التبديل والتغيير والتحريف ، قال الله تعالى : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون وهو أم الكتاب ، ومنه نسخ الكتب ، محفوظ من الشياطين ، ومن الزيادة فيه والنقصان . أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ، أخبرنا الحسين بن محمد بن فنجويه ، أخبرنا مخلد بن جعفر ، حدثنا الحسن بن علويه ، أخبرنا إسماعيل بن عيسى ، حدثنا إسحاق بن بشر ، أخبرني مقاتل وابن جريج ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : إن في صدر اللوح : لا إله إلا الله وحده ، دينه الإسلام ، ومحمد عبده ورسوله ، فمن آمن بالله - عز وجل - وصدق بوعده واتبع رسله أدخله الجنة ، قال : واللوح لوح من درة بيضاء ، طوله ما بين السماء والأرض ، وعرضه ما بين المشرق إلى المغرب ، وحافتاه الدر والياقوت ، ودفتاه ياقوتة حمراء ، وقلمه نور ، وكلامه معقود بالعرش ، وأصله في حجر ملك .
قال مقاتل : اللوح المحفوظ عن يمين العرش .











رد مع اقتباس
قديم 2016-01-24, 10:55   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
gecilda
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية gecilda
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

التفسير Tafsir (explication) ابن كثير - Ibn-Katheer

فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ (22)
( في لوح محفوظ ) أي هو في الملأ الأعلى محفوظ من الزيادة والنقص والتحريف والتبديل
قال ابن جرير حدثنا عمرو بن علي حدثنا قرة بن سليمان حدثنا حرب بن سريج حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك في قوله ( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ) قال إن اللوح المحفوظ الذي ذكر الله ( بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ) في جبهة إسرافيل .
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو صالح حدثنا معاوية بن صالح أن أبا الأعيس هو عبد الرحمن بن سلمان قال ما من شيء قضى الله القرآن فما قبله وما بعده إلا وهو في اللوح المحفوظ واللوح المحفوظ بين عيني إسرافيل لا يؤذن له بالنظر فيه
وقال الحسن البصري إن هذا القرآن المجيد عند الله في لوح محفوظ ينزل منه ما يشاء على من يشاء من خلقه
وقد روى البغوي من طريق إسحاق بن بشر أخبرني مقاتل وابن جريج عن مجاهد عن ابن عباس قال إنه في صدر اللوح لا إله إلا الله وحده دينه الإسلام ومحمد عبده ورسوله فمن آمن بالله وصدق بوعده واتبع رسله أدخله الجنة . قال واللوح لوح من درة بيضاء طوله ما بين السماء والأرض وعرضه ما بين المشرق والمغرب وحافتاه الدر والياقوت ودفتاه ياقوتة حمراء وقلمه نور وكلامه معقود بالعرش وأصله في حجر ملك .
قال مقاتل اللوح المحفوظ عن يمين العرش
وقال الطبراني حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا منجاب بن الحارث حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا زياد بن عبد الله عن ليث عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال إن الله خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء صفحاتها من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور لله فيه كل يوم ستون وثلاثمائة لحظة يخلق ويرزق ويميت ويحيي ويعز ويذل ويفعل ما يشاء .
آخر تفسير سورة البروج ولله الحمد .











رد مع اقتباس
قديم 2016-01-24, 10:56   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
gecilda
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية gecilda
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

التفسير Tafsir (explication) الطبري - Al-Tabari

فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ (22)
وقوله: ( فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) يقول تعالى ذكره: هو قرآن كريم مُثْبَت في لوح محفوظ.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( مَحْفُوظٍ ) فقرأ ذلك مَن قرأه مِن أهل الحجاز أبو جعفر القارئ وابن كثير، ومن قرأه من قرّاء الكوفة عاصم والأعمش وحمزة &; 24-348 &; والكسائي، ومن البصريين أبو عمرو ( محفوظٍ ) خفضًا على معنى أن اللوح هو المنعوت بالحفظ. وإذا كان ذلك كذلك كان التأويل: في لوح محفوظ من الزيادة فيه والنقصان منه عما أثبته الله فيه. وقرأ ذلك من المكِّيين ابن مُحَيْصِن، ومن المدنيين نافع ( مَحْفُوظٌ ) رفعًا، ردًّا على القرآن، على أنه من نعته وصفته. وكان معنى ذلك على قراءتهما: ( بل هو قرآن مجيد ) محفوظ من التغيير والتبديل في لوح.
والصواب من القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان معروفتان في قرأة الأمصار، صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. وإذا كان ذلك كذلك، فبأيّ القراءتين قرأ القارئ، فتأويل القراءة التي يقرؤها على ما بيَّنا.
وقد حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا سفيان عن منصور، عن مجاهد ( فِي لَوْحٍ ) قال: في أمّ الكتاب.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) عند الله.
وقال آخرون: إنما قيل محفوظ لأنه في جبهة إسرافيل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا عمرو بن عليّ، قال: سمعت قرة بن سليمان، قال: ثنا حرب بن سريج، قال: ثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك، في قوله: ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) قال: إن اللوح المحفوظ الذي ذكر الله، ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) في جَبْهَة إسرافيل.
آخر تفسير سورة البروج











رد مع اقتباس
قديم 2016-01-24, 10:57   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
gecilda
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية gecilda
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

التفسير Tafsir (explication) ابن عاشور - Ibn-Ashour

فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ (22)
فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)
وسَوْق وصف { في لوح } مساق التنويه بالقرآن وباللوح ، يعيِّن أن اللوح كائن قُدُسي من كائنات العالم العلوي المغيَّبات ، وليس في الآية أكثر من أن اللوح أودع فيه القرآن ، فجعل الله القرآن مكتوباً في لوح علويّ كما جعَل التوراة مكتوبة في ألواح وأعطاها موسى عليه السلام فقال : { وكتبنا له في الألواح من كل شيء } [ الأعراف : 145 ] وقال : { وألقى الألواح } [ الأعراف : 150 ] وقال : { ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح } [ الأعراف : 154 ] ، وأما لوح القرآن فجعله محفوظاً في العالم العلوي .
وبعض علماء الكلام فسّروا اللَّوح بموجود سجلت فيه جميع المخلوقات مجتمعة ومجملة ، وسموا ذلك بالكتاب المبين ، وسموا تسجيل المخلوقات فيه بالقضاء ، وسموا ظهورها في الوجود بالقدَر ، وعلى ذلك درج الأصفهاني في «شرحه على الطوالع» حسبما نقله المنجور في «شرح نظم ابن زكري» مسوقاً في قسم العقائد السمعية وفيه نظر . وورد في آثار مختلفةِ القوة أنه موكل به إسرافيل وأنه كائن عن يمين العرش . واقتضت هذه الآية أن القرآن كله مسجل فيه .
وجاء في آية سورة الواقعة : { إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون } [ الواقعة : 77 ، 78 ] وهو ظاهر في أن اللوح المحفوظ ، والكتاب المكنون شيء واحد .
وأما المحفوظ والمكنون فبينهما تغاير في المفهوم وعموم وخصوص وجهيّ في الوقوع ، فالمحفوظ : المصون عن كل ما يثلمه وينقصه ولا يليق به وذلك كمال له . والمكنون : الذي لا يباح تناوله لكل أحد وذلك للخشية عليه لنفاسته ولم يثبت حديث صحيح في ذكر اللوح ولا في خصائصه وكل ما هنالك أقوال معزوّة لبعض السلف لا تعرف أسانيد عَزوها .
وورد أن القلم أول ما خلق الله فقال له : أكتب ، فجرى بما هو كائن إلى الأبد ، رواه الترمذي من حديث عبادة بن الصامت وقال الترمذي : حسن غريب ، وفيه عن ابن عباس اه .
وخَلق القلم لا يدل على خلق اللوح لأن القلم يكتب في اللوح وفي غيره .
والمجيد : العظيم في نوعه كما تقدم في قوله : { ذو العرش المجيد } [ البروج : 15 ] ومجد القرآن لأنه أعظم الكتب السماوية وأكثرها معاني وهدياً ووعظاً ، ويزيد عليها ببلاغته وفصاحته وإعجازه البشر عن معارضته .
ووقع في «التعريفات» للسيد الجرجاني : أن الألواح أربعة :
أولها : لَوح القضاء السابق على المحو والإثبات وهو لوح العقل الأول .
الثاني : لوح القدر أي النفس الناطقة الكلية وهو المسمى اللوح المحفوظ .
الثالث : لوح النفس الجزئية السماوية التي ينتقش فيها كل ما في هذا العالم بشكله وهيئته ومقداره وهو المسمى بالسماء الدنيا .
الرابع : لَوح الهيولى القابل للصورة في عالم الشهادة اه .
وهذا اصطلاح مخلوط بين التصوف والفلسفة . ولعله مما استقراه السيّد من كلام عدة علماء .
وقرأ الجمهور : { محفوظ } بالجر على أنه صفة { لوح } . وحفظ اللوح الذي فيه القرآن كناية عن حفظ القرآن .
وقرأه نافع وحده برفع { محفوظ } على أنه صفة ثانية لقرآن ويتعلق قوله : { في لوح } ب { محفوظ } . وحفظ القرآن يستلزم أن اللوح المودع هو فيه محفوظ أيضاً ، فلا جرم حصل من القراءتين ثبوت الحفظ للقرآن وللوح . فأما حفظ القرآن فهو حفظه من التغيير ومن تلقف الشياطين قال تعالى : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } [ الحجر : 9 ] .
وأما حفظ اللوح فهو حفظه عن تناول غير الملائكة إياه . أو حفظه كناية عن تقديسه كقوله تعالى : { في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون } [ الواقعة : 78 ، 79 ] .











رد مع اقتباس
قديم 2016-01-24, 10:58   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
gecilda
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية gecilda
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

التفسير Tafsir (explication) إعراب القرآن لقاسم دعاس - Eerab Al-Quran

فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ (22)
«فِي لَوْحٍ» صفة ثانية لقرآن «مَحْفُوظٍ» صفة لوح.











رد مع اقتباس
قديم 2016-01-24, 11:35   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
gecilda
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية gecilda
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الكتب » التحرير والتنوير » سورة البروج » قوله تعالى بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ
إظهار التشكيل | إخفاء التشكيل

مسألة: الجزء الحادي والثلاثون التحليل الموضوعيبل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ .

إضراب إبطال لتكذيبهم ; لأن القرآن جاءهم بدلائل بينة فاستمرارهم على التكذيب ناشئ عن سوء اعتقادهم صدق القرآن ، إذ وصفوه بصفات النقص من قولهم : أساطير الأولين ، إفك مفترى ، قول كاهن ، قول شاعر ، فكان التنويه به جامعا لإبطال جميع ترهاتهم على طريقة الإيجاز .

[ ص: 253 ] وقرآن : مصدر قرئ على وزن فعلان الدال على كثرة المعنى مثل الشكران والقربان . وهو من القراءة وهي تلاوة كلام صدر في زمن سابق لوقت تلاوة تاليه بمثل ما تكلم به متكلمه ، سواء كان مكتوبا في صحيفة أم كان ملقنا لتاليه ، بحيث لا يخالف أصله كلام تاليه ، ولذلك لا يقال لنقل كلام إنه قراءة إلا إذا كان كلاما مكتوبا أو محفوظا .

وكلما جاء قرآن منكرا فهو مصدر ، وأما اسم كتاب الإسلام فهو بالتعريف باللام لأنه علم بالغلبة .

فالإخبار عن الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم باسم قرآن إشارة عرفية إلى أنه موحى به تعريض بإبطال ما اختلقه المكذبون : أنه أساطير الأولين أو قول كاهن أو نحو ذلك .

ووصف قرآن صفة أخرى بأنه مودع في لوح .

واللوح : قطعة من خشب مستوية تتخذ ليكتب فيها .

وسوق وصف في لوح مساق التنويه بالقرآن وباللوح ، يعين أن اللوح كائن قدسي من كائنات العالم العلوي المغيبات ، وليس في الآية أكثر من أن اللوح أودع فيه القرآن ، فجعل الله القرآن مكتوبا في لوح علوي كما جعل التوراة مكتوبة في ألواح وأعطاها موسى عليه السلام فقال : وكتبنا له في الألواح من كل شيء وقال : وألقى الألواح وقال : ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وأما لوح القرآن فجعله محفوظا في العالم العلوي .

وبعض علماء الكلام فسروا اللوح بموجود سجلت فيه جميع المخلوقات مجتمعة ومجملة ، وسموا ذلك بالكتاب المبين ، وسموا تسجيل المخلوقات فيه بالقضاء ، وسموا ظهورها في الوجود بالقدر ، وعلى ذلك درج الأصفهاني في شرحه على الطوالع حسبما نقله المنجور في شرح نظم ابن زكري مسوقا في قسم العقائد السمعية وفيه نظر . وورد في آثار مختلفة القوة أنه موكل به إسرافيل ، وأنه كائن عن يمين العرش ، واقتضت هذه الآية أن القرآن كله مسجل فيه .

[ ص: 254 ] وجاء في آية سورة الواقعة إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون وهو ظاهر في أن اللوح المحفوظ ، والكتاب المكنون شيء واحد .

وأما المحفوظ والمكنون فبينهما تغاير في المفهوم وعموم وخصوص وجهي في الوقوع ، فالمحفوظ : المصون من كل ما يثلمه وينقصه ولا يليق به وذلك كمال له . والمكنون الذي لا يباح تناوله لكل أحد وذلك للخشية عليه لنفاسته ، ولم يثبت حديث صحيح في ذكر اللوح ولا في خصائصه وكل ما هنالك أقوال معزوة لبعض السلف لا تعرف أسانيد عزوها .

وورد أن القلم أول ما خلق الله فقال له : اكتب ، فجرى بما هو كائن إلى الأبد ، رواه الترمذي من حديث عبادة بن الصامت وقال الترمذي : حسن غريب ، وفيه عن ابن عباس اهـ .

وخلق القلم لا يدل على خلق اللوح ; لأن القلم يكتب في اللوح وفي غيره .

والمجيد : العظيم في نوعه كما تقدم في قوله : ذو العرش المجيد ومجد القرآن لأنه أعظم الكتب السماوية وأكثرها معاني وهديا ووعظا ، ويزيد عليها ببلاغته وفصاحته وإعجازه البشر عن معارضته .

ووقع في التعريفات للسيد الجرجاني : أن الألواح أربعة .

أولها : لوح القضاء السابق على المحو والإثبات وهو لوح العقل الأول .

الثاني : لوح القدر أي : النفس الناطقة الكلية وهو المسمى اللوح المحفوظ .

الثالث : لوح النفس الجزئية السماوية التي ينتقش فيها كل ما في هذا العالم بشكله وهيئته ومقداره وهو المسمى بالسماء الدنيا .

الرابع : لوح الهيولى القابل للصورة في عالم الشهادة اهـ .

وهو اصطلاح مخلوط بين التصوف والفلسفة ، ولعله مما استقراه السيد من كلام عدة علماء .

وقرأ الجمهور محفوظ بالجر على أنه صفة لوح . وحفظ اللوح الذي فيه القرآن كناية عن حفظ القرآن .

[ ص: 255 ] وقرأه نافع وحده برفع ( محفوظ ) على أنه صفة ثانية لقرآن ويتعلق قوله : في لوح بـ محفوظ . وحفظ القرآن يستلزم أن اللوح المودع هو فيه محفوظ أيضا ، فلا جرم حصل من القراءتين ثبوت الحفظ للقرآن واللوح . فأما حفظ القرآن فهو حفظه من التغيير ومن تلقف الشياطين ، قال تعالى : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون .

وأما اللوح المحفوظ فهو حفظه عن تناول غير الملائكة إياه ، أو حفظه كناية عن تقديسه كقوله تعالى : في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون .










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-24, 13:33   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
gecilda
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية gecilda
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شرح نونية القحطاني | الدرس 23 | الأبيات 126-128 | الإيمان بالقرآن الكريم


Posted in دروس شرح نونية القحطاني .
126 وَكَتَبْتَ في اللَّوْحِ الْحَفِيظِ حُرُوفَهُ
مِنْ قَبْلِ خَلْقِ الْخَلْقِ في أَزْمَانِ
وقال تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ۝ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ۝ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة:77-79].
قال البغوي رحمه الله في تفسيره: ” {إِنَّهُ} ، يَعْنِي هَذَا الْكِتَابَ وَهُوَ مَوْضِعُ الْقَسَمِ. {لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} عَزِيزٌ مَكْرَمٌ لِأَنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ. قَالَ بَعْضُ أَهْلِ المعاني: الكريم الذين مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُعْطِيَ الْخَيْرَ الْكَثِيرَ. {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ} مَصُونٍ عِنْدَ اللَّهِ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ، مَحْفُوظٌ مِنَ الشَّيَاطِينِ. {لَا يَمَسُّهُ} أَيْ ذَلِكَ الْكِتَابَ الْمَكْنُونَ، {إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} وَهُمُ الْمَلَائِكَةُ الْمَوْصُوفُونَ بِالطَّهَارَةِ” انتهى

127 وَهُوَ الْمَصُونُ مِنَ الأَبَاطِلِ كُلِّهَا
وَمِنَ الزِّيَادَةِ فِيهِ وَالنُّقْصَانِ
(وَهُوَ) أي القرآن (الْمَصُونُ) أي المحفوظ والمحمي (مِنَ الأَبَاطِلِ كُلِّهَا) أي محفوظ من الكذب والخطأ والخلل والنقائص، (وَمِنَ الزِّيَادَةِ فِيهِ وَالنُّقْصَانِ) أي من أي تحريف أو تغيير يطرأ عليه بفعل البشر، وقد قال تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]

128 كَلِمَاتُهُ مَنْظُومَةٌ وَحُرُوفُهُ
بِتَمَامِ أَلْفَاظٍ وَحُسْنِ مَعَانِي
فالقرآن الكريم يتميّز بتمام اللفظ، أي أن الشُّعراء عندما ينظمون بيتاً قد يحتاجون لتبديل أو تغيير لفظاً من الألفاظ ليتماشى مع التفعيلة، ومثال على ذلك في البيت قبل السابق قال الإمام (وَكَتَبْتَ في اللَّوْحِ الْحَفِيظِ حُرُوفَهُ) فبدل أن يقول (في اللوح المحفوظ) قال (الحفيظ) وهذا وقع لكل الشّعراء في كل القصائد، فهذا يقع للشعراء الذين هم أبلغ النّاس، أما القرآن وهو كلام من خَلَق البلاغة تجد أن ألفاظه لم تأت إلا كما أراد الله عز وجل.









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-24, 16:46   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
gecilda
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية gecilda
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مصحف عثمان بن عفان

تجمع المصادر العربية على أن رسول الله (r) كان يأمر بكتابة كل ما ينزل عليه من آيات. وكان يتولى كتابة الآيات أربعةٌ لا يُختلف فيهم أُبَيُّ بن كعب ومُعاذ بن جبل و زيد بن ثابت وأبو زيد، وكلهم من الأنصار. واختلفوا في رجلين من ثلاثة هما أبو الدرداء وعثمان. ومع أن تلك الآيات كانت مفرقة، إلا أن المجموعة منها سميت لاحقاً بالمصحف. ويعتبر أبو بكر الصديق (t) أول من جمع القرآن بين اللوحين (في خلافته) بعد أن كان متفرقاً في قطع من العظم والعسب والحجر والجلد. وأودع المصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب في حياته ثم عند حفصة بنت عمر التي كانت تجيد القراءة والكتابة.
وفى خلافه عثمان، فقرر –بناءً على نصيحة حذيفة بن اليمان– جمع القرآن في نسخ موحدة، بسبب كثرة اختلاف الناس في القراءات. وبعث إلى أم المؤمنين حفصة أن ترسل مصحف أبي بكر ليأمر بنسخه. وأسند عثمان بن عفان إلى زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام (رضي الله عنهم) مهمة نسخ المصحف. ولما فرغ النساخ من نسخ المصحف وكتابته، أمر عثمان (t) بإحراق ما عداه من مصاحف خاصة كان يحتفظ بها الصحابة، كانت على خلاف العرضة الأخيرة الناسخة لما يخالفها. والأرجح أن ذلك تَم سنة 30 هـ.
واختلف العلماء في عدد تلك المصاحف العثمانية. فقيل أن المصاحف أربعة وقيل خمسة وقيل ستة وقيل سبعة وقيل ثمانية بل قيل تسعة! وجمهور العلماء على أنها أربعة أو خمسة فقط.
  1. المصحف الإمام، وهو المصحف الذي احتبسه عثمان t لنفسه، وينقل عنه أبو عبيد القاسم بن سلاَّم.
  2. المصحف المدني، وهو المصحف الذي كان بأيدي أهل المدينة، وعنه ينقل الإمام نافع. وقيل أن هذين (الإمام والمدني) هما مصحف واحد، وهو الأشهر والأصح.
  3. المصحف الشامي.
  4. المصحف الكوفي.
  5. المصحف البصري.
  6. المصحف المكي. وهو مختلف فيه.

المصحف الإمام
ولا خلاف في أن المصحف الإمام بقي مع عثمان حتى دخل عليه المجرمون بيته، وقتلوه (عام 35 هجري) وهو يقرأ به، وتناثرت قطرات من دمائه على بعض ورقات مصحفه. منها قطرات على قوله عز وجل {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم}. ثم بعد ذلك اختلفوا بعدة آراء، أصحها أن مصحف عثمان ظل محفوظا لدى حفيده خالد بن عمرو بن عثمان، الذي كان أيضاً قريباً لمعاوية من جهة الأم. ثم إن أن دار عثمان آلت إلى عمرو بن عثمان وأخوته. وكان عمرو أكثر أولاد عثمان اهتماما بدار أبيهم. وفى ذلك ما يشير إلى أن ولده خالد بن عمرو نشأ في هذه الدار وأقام بها. وقد بقي هذا المصحف في آل عثمان، إلى أن استولى عليه العباسيين. ويظهر أن هذا حدث في فتنة النفس الزكية سنة 145هـ.
قال أبو بكر بن أبي داود في "المصاحف" (ص 44): حدثنا أبو الطاهر، حدثنا ابن وهب قال: سألت مالكاً (ت 179هـ) عن مصحف عثمان t فقال: «ذهب». يقصد من المدينة. لكن هذا المصحف بقي موجوداً في مطلع القرن الثالث الهجري، كما يقول أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي (ت 222هـ): «رأيت المصحف الذي يقال له الإمام، مصحف عثمان بن عفان t. استُخرج لي من بعض خزائن الأمراء. وهو المصحف الذي كان في حجـره حين أصيـب». ويقال كذلك بأن يعقوب بن شيبة بن الصلت رأى مصحف عثمان سنة 223 هـ. وقد بعث به الخليفة العباسي المعتصم لتُجَدّد دفّتاه ويُحَلّى. وأنه شاهد فى أوراق كثيرة أثر دم كثير. وأن أكثر هذا الدم في سورة النجم، وعلى قوله تعالى {فسيكفيكهم الله}. وألفى أن طول المصحف يبلغ نحو شبرين وأربعة أصابع، وأن كل ورقة تشتمل على 28 سطراً.
ولا يعرف مصير هذا المصحف. ويرجح البعض فقدان هذا المصحف لأربع صفحات منه، أثناء فتنة الأمين والمأمون. لكن من المستبعد أن يكون قد فُقِد لأنه بقي لعهد المعتصم. فالظاهر أن المصحف الإمام قد بقي يتوارثه الخلفاء العباسيون، إلى عهد الغزو المغولي لبغداد. وبعد ذلك فُقِد.

المصحف الشامي
ومن المؤكد أن المصحف الشامي قد بقي في بلاد الشام حتى وقت متأخر جداً، وقد كان معروفاً. فقد رآه ابن جبير (540-614هـ)، وشاهده ووصفه الهروي (سنة 611هـ) وشاهده أبو القاسم التجيبي السبتي (سنة 697هـ)، وكذلك ابن فضل الله العمري فى القرن الثامن الهجري.
والحافظ ابن كثير (ت 774هـ) يقول في "فضائل القرآن" (ص49): «وأما المصاحف العثمانية الأئمة: فأشهرُها اليوم الذي في الشام بجامع دمشقَ عندَ الركن شرقيَّ المقصورة المعمورة بذكر الله. وقد كان قديما في طبريّة، ثم نُقل منها إلى دمشق في حدود ثماني عشر وخمسمئة (518هـ). وقد رأيته كتاباً جليلاً عظيماً ضخماً، بخطٍّ حسنٍ مبين قويّ، بِحِبرٍ محكَمٍ، في رق أظنه من جلود الإبل». وقد ذكر ابنُ بطوطة (المتوفَّى سنة 779هـ) أنه رأى هذا المصحف الذي أرسله عثمانُ إلى الشام، فقال عن جامع دمشق: «وفي الركن الشرقي منها إزاءَ المحراب خزانةٌ كبيرةٌ، فيها المصحف الكريم الذي وجهه أميرُ المؤمنين عثمان بن عفان
t إلى الشام».
وكان الجامع الأموي في دمشق يضم نفائس كثيرة، منها مصحف عثمان، الذي كانت له خزانة خاصة به إلى جانب المحراب، وظل حتى الحريق الأخير، الذي أتى على كل شيء في الجامع، وذلك سنة 1310 هجرية الموافقة لسنة 1893 ميلادية. ولعل ما ذكره الأستاذُ محمد كرد علي عن المصحف الشامي الذي احترق في سنة 1310هـ يؤكِّد بقاء مصحف عثمان بعينه حتى ذلك التاريخ، حيث يقول عن الجامع الأموي: «حتى إذا كانت سنة 1310هـ، سرَتِ النارُ إلى جذوع سقوفه فالتهمتْها في أقل من ثلاث ساعات. فدثر آخر ما بقي من آثاره ورياشه، وحرق فيه مصحف كبير بالخط الكوفي كان جيء به من مسجد عتيق في بُصرى (في سهل حوران جنوب دمشق، وقريبة من طبرية أيضاً). وكان الناسُ يقولون: إنه المصحف العثماني».
أما الكوثري فقد نقل كلاماً غير دقيق عن هذه المسألة، فقال: «وأما مصحف الشام، فهو الذِي كان بطبرية ثم نُقِلَ إلى دمشق. وكان محفوظًا في مسجد التوبة في عهد ابن الجزري. ثم استمر محفوظاً في حجرة الخطيب بالجامع الأموي إلى الحرب العامة أيضاً. ثم نُقِلَ فيما نُقِلَ إلى العاصمة (أي إسطمبول). وكان الشيخ عبد الحكيم الأفغاني الدمشقي -العالم المشهور- من أهل عصرنا، أُلْهِمَ نسخ القرءان من المصحف الدمشقي على طبق رسمه، قبل وفاته بسنوات قلائل وقبل الحرب العامة. كأنه كان أحس أن المصحف الشامي يُنقل من هناك. فأتم نسخه على طبق رسمه بيده الكريمة. ومصحف عبد الحكيم هذا، محفوظ عند بعض أصحابه بدمشق إلى اليوم».


المصحف الكوفي
لم يرد عن هذا المصحف إلا القليل جداً، رغم اهتمام الكوفيين بالقرآن. ويظهر أنه قد فُقِد في وقت مبكر في إحدى الفتن الكثيرة التي عصفت بالكوفة. لكن روي عن المقرئ حمزة الزيات قال: «كتب عثمان أربعة مصاحف، فبعث بِمصحفٍ منها إلى الكوفة، فوُضِع عند رجل من مُرادٍ، فبقي حتى كتبتُ مصحفي عليه». كذا في دليل الحيران شرح مورد الظمآن ص 11. والله أعلم بسنده.
قال الكوثري: «ومصحف الكوفة من بين تلك المصاحف -كما يذكره السجقلِي- هو المصحف الذِي كان محفوظاً بطرطوس -أمام جزيرة أرواد- قرب طرابلس الشام في عهد العلم السخاوي. ثم نُقِلَ إلى قلعة حمص. ويصفه النابلسي في رحلته الكبرى سنة 1100 "ألف ومائة". ولم يزل محفوظاً بالروضة المعطرة مدى القرون، إلى الحرب العامة. ثم نُقِل إلى العاصمة أيضاً في أثناء الحرب العامة. ولعله أعيد إليها بعد أن وضعت الحرب أوزارها». وقد شاهد الشيخ إسماعيل بن عبد الجواد الكيالي في مسجد قلعة حمص المصحف العثماني محفوظاً في خزانة. ويذكر أنه كان مكتوباً بالخط الكوفي الغليظ، وأنه شاهد آثار دماء فى بعض الكلمات.
والذي يبدو أن مصحف حمص\طرطوس لا علاقة له بمصحف الكوفة المفقود. ولعل نسبته للكوفة بسبب أنه مكتوب بخط كوفي. ولا شك أن الدم الذي عليه مزوّر، لأن
العلماء المتخصصين في علم الخط والنقوش الكتابية، يرَون أن الخط الكوفي الذي كُتب به مصحف حمص، يَرجع إلى عصرٍ متأخّرٍ. مما يؤكد أنه كُتِب فيما بعد القرن الأول الهجري.

المصحف المكي
وأما مصحف مكة فقد وصلتنا أخبار عنه حتى القرن الثامن الهجري. ومن ذلك أن ابن جبير رآه بمكة أثناء زيارته لها (سنة 578هـ). كما تحدث عنه الرحالة الطنجي ابن بطوطة عند زيارته للحرم المكي الشريف. كما عينه أبو القاسم التجيبي السبتي في قبة اليهودية بمكة في أواخر سنة 696هـ. وكذلك تحدث عنه السمهودي (ت 911هـ) في مصنفه "وفاء الوفا".

المصحف البصري
لم يصلنا شيء يذكر عن هذا المصحف، سوى أن ابن بطوطة ادعى رؤيته. وكتاب ابن بطوطة قد وصلنا عن طريق راو متهم بالكذب، فلا يمكن الاعتماد عليه. خاصة أنه زعم بأن ذلك المصحف كان عليه دم عثمان، مما يؤكد أنه مزور، وأنه ليس المصحف الذي أرسله عثمان للبصرة. وقد زعم قوم أن هذا المصحف هو الذي ذهب إلى سمرقند لاحقاً، والأرجح أن مصحف سمرقند مصري. والله أعلم.

مصحف قرطبة
اختلفت أقوال المؤرخين حول أصل مصحف قرطبة. ويبعد أن يكون هو المصحف الأم أو المصحف الشامي، وأن عبد الرحمان الداخل قد أدخله معه. والأظهر أنه دخل الأندلس في عهد الأمير عبد الرحمان الأوسط (206-238هـ). وأنه كان يشتمل على أربع ورقات فقط من المصحف العثماني الأم قد أخذت من المصحف الأم المحفوظ في بغداد أيام الفتنة بين الأمين والمأمون. أما بقية أوراق المصحف، فالراجح أنها نسخت على نفس نظام المصحف العثماني. وقد اهتم حكام الأندلس بهذا المصحف اهتماماً بالغاً. واهتم به المرابطون والموحدون المغاربة كذلك. وأخباره كثيرة، آخرها أن السلطان المريني قد استعاده سنة 745 هـ، ثم استمر المصحف محفوظاً في خزائن المرينيين في مدينة فاس بشمال المغرب. وكان ذلك آخر العهد به، إذ انقطعت أخباره منذ ذلك التاريخ.

مصحف مصر
من المصاحف التي زعموا أنها مصحف عثمان الذي يحمل آثار قطرات دمه، مصحف مصر. قال الكوثري: «وأما مصحف عثمان الخاص به الذي اطلع عليه أبو عبيد في بعض الخزائن، على ما في العقيلة وشروحها، فلا يبعد أن يكون هو المصحف الذي يذكره المقريزي في الخطط عند الكلام على مصحف أسماء في جامع عمرو، الذي كان عبد العزيز بن مروان وعد بجائزة كبيرة عن كل غلطة توجد فيه، فوجد قارئ كوفي كلمة "نجعة" بدل "نعجة" غلطاً فأخذ الجائزة. ثم نقل إلى قبة الملك الغوري بالقاهرة مع الآثار النبوية. ثم نقل إلى المشهد الحسيني بها مع الآثار المذكورة. ويصفه العلامة الشيخ بخيت في "الكلمات الحسان"».
أقول: أما أن يكون مصحف مصر هو المصحف الأم، فأمر بعيد. وما ذكره المقريزي أنه استخرج من خزائن المقتدر بالله العباسي، ونقل إلى جامع عمرو سنة 378هـ في خلافة العزيز بالله، فهذا لم يثبت بأي نص تاريخي. وأما أن يكون هذا المصحف هو ممن أرسله عثمان للأمصار، فكذلك لا يصح. ولا خلاف بين المؤرخين والقراء بأن عثمان لم يرسل نسخة من مصحفه إلى مصر. وقد ظهر هذا المصحف في مدرسة القاضي الفاضل الواقعة قرب المشهد الحسيني. ثم نقل إلى القبة التي أنشأها السلطان الغوري تجاه مدرسته. وظل محفوظاً بها حتى سنة 1275هـ. عندما نقل آثار نبوية إلى المسجد الزينبي... وانتهى المطاف بمصحف مصر إلى المسجد الحسيني سنة 1305 هـ.
ومن المحتمل أن هذا المصحف قد استنسخ من أحد المصاحف العثمانية كمصحف الشام مثلاً أو مصحف الكوفة. وقد ذُكِرَ أن الحجاج بن يوسف الثقفي قد أرسل نُسَخاً من مصحفه إلى الأمصار ومن بينها مصر. وأن ذلك التصرف قد استثار غيرَةَ عبد العزيز بن مروان والي مصر، الذي بادر بنسخ مصحفٍ لمصر رصد له القراء والمراجعين المتخصصين بحيث صدر مطابقاً للمصحف العثماني. وبذلك يكون هذا المصحف أول مصحف رسمي لمصر.
لكن الأستاذة الدكتورة سعاد ماهر قد درست خط مصحف مصر، وأثبت أن خطه يرجع إلى عصر متأخر عن عصر عثمان بن عفان. وقال عنه القارئ د. أيمن سويد: «هو قديم. لكن على الأغلب ليس هو أحد المصاحف العثمانية، بسبب دوران زوايا الأحرف. والخط الكوفي في عصر سيدنا عثمان كانت زوايا الأحرف فيه أكثر حدة». لكنه يرجح أنه يعود إلى أواخر القرن الأول أو الثاني. فالظاهر أنه ليس مصحف عبد العزيز بن مروان، والله أعلم.

مصحف سمرقند
تحتفظ مكتبة الإدارة الدينية بطشقند بمصحف مكتوب على الرق، يزعمون أنه مصحف عثمان. ويتميز هذا المصحف بأنه خال من النقط. وأن كل صفحة من صفحاته تشتمل على 12 سطراً، وأن عدد ورقاته 353 ورقة، وقياسها 68 سم * 53 سم. ويظهر أن هذا المصحف قد وصل إلى سمرقند إبان حكم القبيلة الذهبية (621-907 هـ). وأنه كان هدية من الظاهر بيبرس، الذي تحالف مع بركة خان رئيس هذه القبيلة وأول من أسلم من المغول، وصاهره. لكن قياسات الأوراق لا تتطابق مع مصحف عثمان الأم.
قال الكوثري: «وكثير من الماكرين يجترئون على تلطيخ بعض المصاحف القديمة بالدم، ليُظَن أنه كان بيد عثمان t حينما قتل. وكم من مصاحف ملطخة بالدم في خزانات الكتب. والله ينتقم منهم. وأما ما أرسله الملك الظاهر بيبرس إلى ملك المغول في الشمال في "وولجا" وما والاها أثناء سعيه الموفق في إرشادهم إلى الإسلام، فليس هو بالمصحف العثماني، رغم ما شهر في البلاد. وإن كان من المصاحف القديمة المنسوخة في عهد الصحابة. لأن رسمه يخالف رسم مصحف عثمان الخاص في بعض الكلمات، كما حققه العلامة الشهاب المرجاني في "وفيات الأسلاف وتحيات الأخلاف"، بمعارضة رسمه برسم عثمان الخاص المدوّن في كتب الرسم، كالرائية وغيرها.
ويظهر أن مصحف بيبرس، هو المصحف الذي كان محفوظاً بجامع عبيد الله الأحرار السمرقندي بسمرقند، بعد انقراض دولة المغول الشمالية. وحينما استولى الروس على سمرقند في القرن المنصرم، نقلوا المصحف المذكور إلى خزانة قيصر روسيا. ولم يزل محفوظًا بها إلى انقراض دولتهم. ويقال أنه أعيد إلى الجامع المذكور بسمرقند قبل نحو 15 سنة بعد انقراض دولتهم. لكن جهلة المسلمين هناك أخذوا أوراقاً كثيرة منه من مواضع متفرقة خفية باسم التبرك. فقضوا بذلك على هذا المصحف الأثري العظيم القدر. ولله في خلقه شئون. وقد تمكن بعض أهل الفضل من أخذ صورة شمسية من البقية الباقية. ولتلك المصاحف قيمتها الأثرية العظيمة، وإن لم يكن إليها حاجة في معرفة الرسم، لأنه مدوَّن في كل طبقة كما ذكرنا».

ويتضح من هذا أنه يبعد أن يكون هذا المصحف هو مصحف عثمان. فالصنعة الفنية تظهر واضحة في مصحف طشقند، ممثلةً في رسم الحروف. مما يشير الى أن الخط الذي كُتِب به لا يرجع تاريخه إلى خلافة عثمان، ولا حتى إلى عهد الصحابة (كما ظن الكوثري). وإنما يرجع إلى القرن الثاني أو الثالث للهجرة. فالخطوط المستقيمة تبدو كأنها رُسمت بمسطرة.

مصحف اسطمبول
يحتفظ متحف طوب قابو سراي باسطنبول بمصحف مكتوب على الرق يزعمون أنه نفس المصحف الذي كان بيد عثمان يوم استشهد، وأن آثار الدماء ما تزال واضحة على ورقاته حتى اليوم. ولكن بالرجوع إلى وصف المصحف، يتضح أن هذه النقاط الحمراء التي يزعمون أنها آثار دم عثمان، ليست سوى رقوش ودوائر بداخلها خطوط هندسية. وفي ذلك ما يؤكد بأن المصحف لا يمت بصلة إلى المصاحف العثمانية. إذ لم يكن الرقش والتنقيط من خصائص تلك المصاحف.
وهناك بحث ممتاز قدمته د. سحر السيد عبد العزيز سالم، اعتمدت عليه في جل هذا البحث.










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc