السلام عليكم ورحمة الله
اريد من سيادتكم المحترمة تصحيح اي اعطائي العلامة علي هذا المقال ولكم مني كل الشكر يعني اريد ان اعرف نتيجة العلامة التي تعطي لي
هل يشكل الشعور مجمل الحياة النفسية عند الإنسان ؟
الطريقة الجدلية
المقدمة
يكاد يجمع علماء النفس في تعريفهم للشعور على أنه إدراك المرء لذاته أو هو (حدس الفكر لأحواله وأفعاله ) الحدس معرفة مباشرة وعليه يكون الشعور أساس المعرفة الذاتية ومنه اختلاف الفلاسفة والمفكرين و علماء النفس حول جدلية الشعور هل هووهم خرافة أم حقيقة وهل اللاشعور نظرية علمية أم فلسفية ؟ . ومن ثم فهل يمكن اعتماد الإنسان على شعوره وحده في إدراك كل ما يجول في حياته النفسية ؟ بمعنى آخر هل الشعور يصاحب كل ظواهر النفس ؟
التحليل
الشعور يشكل مجمل الحياة النفسية ( الشعور أساس الأحول النفسية)
هذا ما تراه النزعة التقليدية والمدرسة الشعورية بزعامة ديكارت و"برغسون" حيث يقول "يشكل الشعور جوهر الحياة النفسية " حيث يسلمون أن النفس تعي جميع أحوالها وأفعالها التي تصدر عنها الحياة النفسية والشعورية متكافئان النفس لا تنقطع عن التفكيرالا إذا تلاشي وجودها والشعور هو صورة للظواهر النفسية
الحجة : يذهب بعض الفلاسفة أصحاب( النظرية الكلاسيكية التقليدية ) إلى أن الحياة النفسية في مجملها تقوم على أساس الشعور وعلى رأس هؤلاء " ديكارت " الذي يرى أنه « لا توجد حياة أخرى خارج النفس إلا الحياة الفيزيولوجية » وكذلك يقول الشعور والنفس مترادفان كل ما هو نفسي شعوري " حيث يري بالدوين" الذي يري أن : « الشعور هو الشئ الذي تفقده رويدا رويدا عندما تنتقل من اليقظة إلي النوم » . وهـذا كله يعني إن الشعور هو أساس الحياة النفسية
وهذا يعني اتبع منهج الشك الذي يشمل كل شيء إلا البداية الأصلية الغير مشروطة في المعرفة والتي حددها ديكارت ب " أنا أفكر إذن أنا موجد " وهو ما يعرف بالكوجيتو الديكارتي حيث سلم بوجود التفكير وبما أن الإنسان لا ينقطع عن التفكير فهو يشعر بكل ما يحدث على مستوى النفس وبما أن الشعور حدس والحدس معرفة مباشرة لا تخطئ فهو ينقل للفكر كل ما تعيشه النفس ومن ثم لا وجود للحياة النفسية لا شعورية لذلك يرى كل ما هو نفسي يرادف ما هو شعوري . وهناك آخرون ممن يرون ذلك أمثال " ستبكال"لا أومن باللاشعور لقد أمنت به في مرحلتي الأولي لكني بعد تجاربي التي دامت ثلاثين سنة وجدت أن كل الأفكار المكبوتة إنما هي تحت الشعور وان المرضي يخافون دائما من رؤية الحقيقة أو
" ابن سيناء " في الفكر الإسلامي حيث يقول : " الشعور بالذات لا يتوقف أبدا " وهكذا ساد الاعتقاد قديما أن، شعور هو الأساس في الحياة النفسية
النقد
لكن المتأمل لحياة الإنسان يكشف أنه يعيش كل لحظات حياته في حالة واعية بل تصدر منه سلوكيات لا يشعر بها إلا بعد فواتها أو تنبيهه إليها مثل زالت القلم فلتات اللسان... وهذا يدل على وجود حياة لا شعورية
الشعور لا يشكل مجمل الحياة النفسية عند الإنسان ( اكتشاف اللاشعور)
الحجة : اللاشعور هو مجموع الحوادث النفسية المكبوتة التي تؤثر في النفس دون الشعور بها ويعتبر" فرويد "مكتشف اللاشعور ولو أن بوادر هذا الاكتشاف كانت موجودة قبله مع " ليبتز " " 1111_1161 " الذي حاول إثبات فكرة اللاشعور بالأدلة العقلية حيث قال : " لدينا في كل لحظة عدد لا نهاية له من الادراكات التي لا تأمل فيها ولا نظر " ثم جاء دور الأطباء ومنهم " " برنهايم " ( 1111 _1331) و " شاركو" ( 1113 _1321) من خلال معالجة مرض الهستيريا ) اضطرابات عقلية ونفسية دون وجود خلل عضوي )الأمر الذي هدى " فرويد " الذي يرى أن : « اللاشعور فرضية لازمة ومشروعة .. مع وجود الأدلة التي تثبت وجود اللاشعور »وخاصة بعد وقوفه على تجارب " بروير" ( 1121 _1362) إلى اكتشاف اللاشعور وهذا يعني أن هناك جانبا في حياتنا توجد فيه أسرار وعقد لا يسمح لها بالخروج في حالة الشعور، ومن ثم كشف عن نظريته في التحليل النفسي القائمة على التداعي الحر
النقد
لكن اللاشعور وإن أصبح حقيقة لا تنكر فإن الحوادث النفسية لدى الإنسان تبقى تجري في مجال الشعور بالدرجة الأولى فالإنسان يعيش معظم لحظات حياته واعيا
التركيب : الحياة النفسية تتشكل من الشعور و اللاشعور .
وهكذا يتجلى بوضوح ، أن الحياة النفسية كيان معقد يتداخل فيه ما هو شعوري بما هو لاشعوري ، أي أنها بنية مركبة من الشعور واللاشعور ، فالشعور يمكننا من فهم الجانب الواعي من الحياة النفسية ، واللاشعور يمكننا من فهم الجانب اللاواعي منها
حل المشكلة
وهكذا يتضح ، أن الإنسان يعيش حياة نفسية ذات جانبين : جانب شعوري يُمكِننا إدراكه والاطلاع عليه من خلال الشعور ، وجانب لاشعوري لا يمكن الكشف عنه إلا من خلال التحليل النفسي مما يجعلنا نقول أن الشعور وحده غير كافٍ لمعرفة كل ما يجري في حيتنا النفسية