من فتاوى الشيخ أبي عبد السلام فيما يخص الصيام - الصفحة 7 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

من فتاوى الشيخ أبي عبد السلام فيما يخص الصيام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-07-09, 18:07   رقم المشاركة : 91
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


س: نحن نقترب من شهر رمضان المبارك،فهل لكم أن تذكروا لنا بعض أحكامه وبعضا من معانيه السامية حتى يستقبله الجزائريون على علم وبصيرة؟
ج: قال الله تعالى: " أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"سورةالبقرة: 183، وقال سبحانه وتعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ"سورة البقرة: 185.
وفي هذه الآيات وجوب فرضية صوم رمضان شهر القرآن شهر الرّحمة والمغفرة والعتق من النيران، كما أنه ركن من أركان الإسلام، فقد صحّ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ''بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدًا رسول الله، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وصوم رمضان وحج البيت'' (1). وعن طلحة بن عبيد رضي الله عنه أنّ أعرابيًا جاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثائر الرأس فقال: يا رسول الله أخبرني ما فرض الله عليَّ؟ قال: ''الصّلوات الخمس إلاّ أن تتطوّع شيئًا''، فقال: أخبرني ماذا فرض الله عليّ من الصيام؟ فقال: ''شهر رمضان إلاّ أن تتطوّع شيئًا''(2).
والصوم الشرعي هو الإمساك عن المفطرات من الطعام والشراب والوقاع بنيّة من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ثمّ يُباح ذلك كلّه طوال اللّيل، قال تعالى: "وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ"سورةالبقرة: 187. لمّا نزلت هذه الآية عمد أحد الصحابة وهو عدي بن حاتم إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلهما تحت وسادته فجعل ينظر في اللّيل فلا يتبيّن له، فغدَا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكر ذلك كلّه فقال: ''إنّما ذلك سواد اللّيل وبياض النّهار'' (3). ولذلك يقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الذي ترويه عائشة رضي الله عنها: ''إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النّهار من هاهنا، وغربت الشّمس فقد أفطر الصائم'' (4).
وقد ذكرنا أن الصوم عبارة عن الامتناع عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنيّة،والنيّة هي القصد إلى فعل شيء تقربا إلى الله تعالى،وهي ضرورية لقبول الأعمال وصلاحها،فلو أمسك إنسان عن الطعام والشراب والجماع وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بقصد الاستشفاء أو اتباع عادة الآباء والأجداد،ولم يقصد بذلك التعبد لله،فلا يعتبر صائما شرعا وليس له أجر على إمساكه،فعلى الصائم أن ينوي بصيامه طاعة أمر الله تقربا إليه لنيل رضاه وخوفا من عقابه،قال صلى الله عليه وسلم:"من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر"(5)،وروى أيضا الحديث القدسي:"يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي"(6).


كما أن تبييت النية في صيام الفرض لازم لقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن لم يُبيِّت الصيام فلا صيام له'' (7).
وتكون النية بعزم القلب ليلاً على الصوم غدًا أو بالتسحّر، وقد ذهب العلماء إلى أنّه تكفي نية واحدة من أجل صيام رمضان كلّه، إلاّ إذا قطع العبد صومه وأفطر بسبب الحيض أو السفر أو غير ذلك ممّا يبيح الفطر، فإنّه يلزمه تجديد النية متَى أراد الصوم.
وللصوم معانٍ عظيمة وكثيرة لا تنحصر في الامتناع عن المفطرات المادية وحسب، بل تتعدّاها إلى ما يُحقّق الاستقامة الروحية، قال: ''والصيام جُنّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل ولا يصخب، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إنّي صائم مرّتين''(8) . فعلى الصائم أن يتّخذ صومه حِصنًا منيعًا من الشّيطان وخطواته، وجُنّة ووقاية تقيه الذنوب والمعاصي والسيئ من الكلام والأفعال، وأفضل دليل على هذا قوله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن لم يدَع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه'' (9).
إذن ما معنى التّقوى في آخر آية فرض الصيام إن لم يحرص الصّائم على ترويض نفسه وذاته على الخير والطاعة؟ قال سبحانه وتعالى: " أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"البقرة: .183 ومن أفضل الأعمال في رمضان: كثرة تلاوة القرآن والصدقة، روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: ''كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أجود النّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه كلّ ليلة في رمضان حتّى ينسلخ يعرض عليه النّبيّ القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المُرسلة'' (10).



(1):أخرجه البخاري(8) ومسلم (16).
(2):أخرجه البخاري (1891) ومسلم (11).
(3):أخرجه البخاري (1916) ومسلم (1090).
(4):أخرجه البخاري (1941) ومسلم (1100).
(5): أخرجه البخاري(35) ومسلم (760).
(6):أخرجه البخاري (7392).
(7): رواه الترمذي (730) و(2331) وغيرهما وهو صحيح أنظر "الإرواء"(914).
(8):أخرجه البخاري (1894) ومسلم (1151).
(9):أخرجه البخاري (193).
(10):أخرجه البخاري (1902) ومسلم (2308).



رمضان مبارك،تقبل الله منّا ومنكم صالح الأعمال بمزيد من الأجر والمغفرة والثواب.








 


رد مع اقتباس
قديم 2013-07-18, 17:31   رقم المشاركة : 92
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


س: بعض النساء يحضرن أطفالهن معهن إلى صلاة التراويح ولكن لا يقمن بمراقبتهم فيعبثون داخل المسجد ويشوشون على المصلين والمصليات، فما الحكم في ذلك وماذا يقال للنساء اللواتي يدخلن المسجد في صلاة التراويح؟
ج: ينبغي على المسلمين أن يحرصوا على صلاة التراويح مع الإمام حتى يكتب لهم قيان رمضان ، عن أبي هريرة (رضي الله عنه)، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر"(1)، فشرطا مغفرة ذنوب القائم لليالي رمضان هما:
1- الإيمان بالله عز وجل الذي خلقنا لعبادته والصيام والقيام من أجل العبادات.
2- واحتساب الأجر عند الله عز وجل وذلك بإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له مع الصبر واحتمال المشقة رجاء ما عند الله من الثواب الجزيل.
وحرمة المسجد عظيمة كونه بيت الله، فيه يعبد المؤمنون ربهم ويذكرونه وينسون بداخله هموم الدنيا وحطامها الزائل فلا يتحدثون فيه عن بيع أو شراء ولا يسمع لهم فيه مراء أو جدال، قال الله تعالى:" فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ*رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ*لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ "سورة النور:36-37-38.
ومن المؤسف أن يتهاون المسلمون في شأن المسجد فتراهم ربما رفعوا فيه أصواتهم بالضحك واللغو والجدال غير المؤسس على العلم الصحيح.
وإحضار الأطفال إلى المسجد وتركهم يعبثون فيه ويلهون ويقولون كلاما يزعج المصلين يعتبر من قبيل ما ذكرنا وعلى كل أمّ أحضرت طفلها معها إلى المسجد أن تضعه بجنبها حتى تراقبه وتذكره بحرمة بيت الله فيتربى وينشأ على ذلك أما أن تحضر الأم أو الأب الأطفال ليتركوا في مؤخرة المسجد ويتخذها فسحة للعب والمبارزة بقبيح الكلام فهذا ممنوع شرعا وإن اضطر جماعة من المصلين لطردهم فليفعلوا ذلك حتى يكون ردعا وزجرا لهم ومحرك الضمائر وقلوب أوليائهم وهذا ما ذهب إليه ابن تيمية-رحمه الله-.
وأما المرأة الحائض فالأولى أن تبقى في بيتها وسبل الخير وتحصيل الأجر كثيرة والحمد لله ولا يجوز لها دخول المسجد بدعوى سماع ذكر القرآن الكريم فلها أن تسمع ذلك في بيتها،ووسائل ذلك ميسورة والحمد لله حتى في صلاة العيد التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بحضور النساء إليها حتى الحيض منهن ولكن أشار إليهن أن يجلسن خارج مكان أداء الصلاة إذا كان هذا في مصلى العيد وهو ليس مسجدا أصلا فنهى الحيض عن دخول المساجد أولى إلا إذا كانت حلقة علم خارج قاعة الصلاة.
(1):أخرجه البخاري(2009) ومسلم(759).









رد مع اقتباس
قديم 2013-07-18, 17:33   رقم المشاركة : 93
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

س: يلاحظ في صلاة التراويح أن بعض المأمومين لا يحرصون على متابعة الإمام فيواصلون في سجودهم بحجة الدعاء، في حين أن الإمام قد رفع رأسه منه؟

ج: قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنما جعل الإمام ليؤتم به،فإذا كبّر فكبّروا ولا تكبّروا حتى يكبّر وإذا ركع فاركعوا ولا تركعوا حتى يركع"(1).
فالواجب على المأمومين الإقتداء بإمامهم ومتابعته ولا يجوز مسابقته أو التأخر عنه وقد يضيّع المأموم بتأخره عن إمامه صلاته،فإن كبّر للركوع مثلا والمأموم بقي قائما يقرأ حتى رفع الإمام رأسه من الركوع فقد فاتته ركعة لعدم إدراكه الركوع مع الإمام،فليحرص المأمومون على متابعة أئمتهم،فإن كبّروا فعليهم أن يكبروا عقيبه وإن سلّم فعليهم أن يسلموا ولا يتأخروا على تكبيره وقيامه...الخ.

(1):أخرجه البخاري(805) ومسلم(411)
.









رد مع اقتباس
قديم 2013-07-18, 17:36   رقم المشاركة : 94
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

س: هل من توجيهات تفيدون بها الأئمة حول دعاء القنوت؟
ج:دعاء القنوت مشروع في الوتر وقد ورد منه:"اللّهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتوّلنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقنا شرّ ما قضيت". والأولى أن يحرص الأئمة على المحافظة على الأدعية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعاء القنوت،وعدم تطويل على المأمومين،وعدم التكلّف في تأليف الأدعية والتوسع فيها.كما لا ينبغي المبالغة في رفع الصوت بالدعاء أو التأمين أو البكاء مما يسبّب التشويش وقد يشوب الإخلاص.فالله تعالى ليس بأصم ولا بعيد بل هو سميع قريب.قال تعالى:" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"سورة البقرة:186.









رد مع اقتباس
قديم 2013-07-18, 17:42   رقم المشاركة : 95
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



س: ما حكم التسبيح جماعة بعد كل ركعتين من صلاة التراويح؟
ج:التسبيح ذكر وعبادة يقوم بها المؤمن في رمضان وخارجه،والعبادة توقيفية لا بد فيها من أصل في الكتاب والسنة،فمن زاد على العبادات أوفيها شيئا من عند نفسه أو نقص منها شيئا فقد اتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم تبليغ الرسالة كاملة،وقد ابتدع في الدين ما لم ينزل به الله سلطانا،والتسبيح جماعة عقب كل ركعتين من صلاة التراويح ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولا عن سلف هذه الأمة.
عن عائشة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"(1)أي مردود على صاحبه، ولكن إن فعل ذلك على سبيل تعليم الأمة العامة صيغ التسبيح الصحيح فلا بأس.



س: ما حكم من يصلي التراويح خلف الإمام، ثم يسحب نفسه في صلاة الوتر ولا يصليها خلفه قصد مواصلة الصلاة بالبيت؟
ج:هذا خطأ وقع فيه كثير من المصلين،وحرموا أنفسهم أجر قيام ليلة،فمن صلى خلف الإمام فلم ينصرف حتى ينصرف الإمام كتب له قيام ليلة،ومن أراد المزيد من الصلاة في البيت فله ذلك،يزيد شاء دون أنى يوتر مرة أخرى لأن النبي صلى الله عليه وسلم:"لا وتران في ليلة"(2).

(1):أخرجه البخاري(2697) ومسلم(1718).
(2):رواه أبو داود وغيره،وهو حديث صحيح كما في صحيح الجامع(7567).









رد مع اقتباس
قديم 2013-07-18, 17:47   رقم المشاركة : 96
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



س: هل يجب أن يختم الإمام القرآن في صلاة التراويح؟
ج: قال تعالى:" شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ"سورة البقرة الآية 185،وقال سبحانه وتعالى:" إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ*لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ"سورة القدر الآيات 1-2-3،فالقرآن الكريم نزل في شهر رمضان المبارك،وتلاوته في رمضان والاستماع إليه ومدارسته وتدبر أحكامه من أعظم القربات التي يتقرّب بها الصالحون إلى الله تعالى،فقي الصحيحين عن ابن عبّاس-رضي الله عنه - قال:"كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس،وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل،وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن"(1).وفي حديث فاطمة رضي الله عن أبيها- رضي الله عنها-أنه أخبرها:"أن جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن كل عام مرة،وأنه عارضه في عام وفاته مرتين"(2).
أما عن ختم القرآن في التراويح فليس واجبا، وإنّما مرغوب فيه، والأصل فيه مراعاة أحوال المأمومين وعدم الشق عليهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم:"من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين"(3).
فليس العبرة في القيام بختم القرآن وكفى،بل يتدبّر كلام الله والعمل به والدعاء والتضرّع لله رب العالمين،وسؤاله الأجر والمغفرة والعتق من النار،كما جاء في حديث أمامة مرفوعا:"....ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة"(4).
غير أن العادة التي جرى بها العمل في بلادنا هي ختم القرآن مرة كل سنة في شهر رمضان خلال صلاة التراويح، وأصلها مدارسة جبريل –عليه السلام-لرسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان كل سنة.
فمن استطاع الحفاظ على هذه العادة فلا يحرم إخوانه من سماع القرآن خلال هذا الشهر.

(1):أخرجه البخاري(6) ومسلم(2308).
(2):أخرجه البخاري(3623) ومسلم)2450).
(3):أخرجه أبو داود(1/221)وابن خزيمة(1/125) وابن حبّان(1662)وغيرهم وهو حديث صحيح أنظر"صحيح الجامع"(6439).
(4):رواه الترمذي وابن ماجة(1642)وهو صحيح أنظر"صحيح الجامع"(759).









رد مع اقتباس
قديم 2013-07-20, 15:30   رقم المشاركة : 97
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



س:شخص يقضي نهار رمضان نائما وإن أيقظه أحد شتمه وربما ضربه، ويقضي ليله في السمر والتدخين، فهل يقبل الله صومه؟
ج:أمّا إن كان الله سيقبل صومه أولا فالعلم عند الله،وليس للبشر الحكم على أي شخص بدخول الجنّة أو النّار أو بالشقاء أو بالسعادة،فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمان يقلبها كيف يشاء،قال تعالى:" وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ"سورة الأنفال 24،ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء:"اللّهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك،اللّهم يا مصرف القلوب صرّف قلبي إلى طاعتك"،أما قضاء نهار رمضان في النوم وقضاء ليله في السمر والتدخين مع السب والشتم فجوابه ما يلي:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:"...فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب،فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل:إنّي صائم"(1).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال:قال النبي صلى الله عليه وسلم:"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"(2)،وقال صلى الله عليه وسلم:"رب صائم ليس لهمن صومه إلاّ الجوع والعطش"(3).
فعلى المؤمن الصائم أن يغتنم كل لحظة من لحظات هذا الشهر المبارك العظيم، الذي تفتح فيه أبواب الجنّة وتغلق فيه أبواب جهنم وتصفد فيه الشياطين ويعتق الله كل يوم منه مجموعة من المسلمين من النّار،ويغفر لمن استغفره ويرحم من استرحمه،ويجعل لكل عبد مؤمن في كل يوم وليلة دعوة مستجابة والمجموع ستون دعوة مستجابة،فكيف يعرض المؤمن عن أداء عبادة صوم رمضان على أكمل وجه بعدما علم بكل هذه الفضائل وغيرها،ثم إنّ النائم طيلة نهار رمضان سيُفوِتُ أداء صلاة الجماعة في وقتها،ويكون آثما على ذلك،قال سبحانه وتعالى:" إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا"سور النساء:103.
وحكم التدخين هو التحريم،واقتراف الأمر المحرم يستلزم عقاب الله تعالى،فليجعل المؤمن هذا الشهر المبارك فرصة لترك التدخين وسائر المحرمات وتعويد النفس على أداء العبادات على أكمل و أحسن وجه،وعلى السعي من أجل تحصيل الأجر من سبل الخير الكثيرة كالصدقة وتلاوة القرآن وذكر الله سبحانه وتعالى وبر الوالدين وصلة الرحم وغيرها،والله الموفق.


(1):أخرجه البخاري (1894) ومسلم (1151).
(2): أخرجه البخاري (6057).
(3): رواه ابن ماجة (1690) وهو حديث صحيح كما في صحيح الجامع (3488) وصحيح الترغيب (1078).











رد مع اقتباس
قديم 2013-07-20, 22:55   رقم المشاركة : 98
معلومات العضو
اكرام1998
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية اكرام1998
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكراااااااااااااا










رد مع اقتباس
قديم 2013-07-24, 18:14   رقم المشاركة : 99
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س:شهدنا قبل أيام موجة حر شديدة ما دفع بعض الصائمين إلى السباحة في البحر، فقيل لهم إن السباحة في نهار رمضان مفطرة، فهل هذا صحيح؟

ج:الإمساك ركن من أركان الصوم ويعني الامتناع عن الأكل والشرب وسائر المفطرات، والضابط في الأكل والشرب هو عدم وصول شيء من الخارج إلى حلق الصائم سواء عن طريق الفم أو الأنف وعدم أخذ حقنة مغذية وغير ذلك ممّا ألحقه بعض العلماء بهذا الأصل. فالسباحة في نهار رمضان غير مفطرة بشرط الحرص على عدم مرور شيء من ماء البحر أو النهر إلى الجوف عن طريق الفم أو الأنف، حتّى أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نبّه على ضرورة حرص المتوضئ الصائم على عدم مرور الماء إلى جوفه عن طريق الأنف أثناء الوضوء فقال في الحديث الصحيح: ''بالغ في الاستنشاق إلاّ أن تكون صائمًا'' (1). فمن أحس بمرور شيء ما من ماء البحر إلى حلقه فعليه قضاء ذلك اليوم، وإن كان ممّن لا يتحكمون في ذلك فالأولى عدم المجازفة وعدم السباحة.
والصبر على تلك الحرارة الشديدة في نهار رمضان، يدخل الصائم في قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر ما تقدّم من ذنبه" (2).
(1): رواه أبو داود(142) وهو حديث صحيح.
(2):سبق تخريجه.










رد مع اقتباس
قديم 2013-07-24, 18:16   رقم المشاركة : 100
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


س:ما حكم من استهلك "الشمة" في نهار رمضان سهوا؟
ج:إن ما يعرف بالشبه ألحقها بعض العلماء بالتدخين لاشتراكها في الآثار السلبية الناتجة عنها فقالوا إنّها محرمة.
أما عن استهلاكها في نهار رمضان سهوا فهو يوجب القضاء، ويستلزم عقاب الله لكونها محرمة، والله يقول:" وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"سورة البقرة:195، ولا يخفى على ذي عقل سليم الآثار السلبية على العقل وعلى المزاج وعلى الصحة وعلى المال وعلى الأهل الناتجة عن استهلاك الشمّة والسجائر،ونحن في شهر رمضان شهر مبارك على المؤمن أن يستغله في تعويد النفس على الطاعة والاستقامة وإبعادها عن الحرام والمعصية.










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
السلام, الصيام, الشيخ, فتاوى, فيما

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:12

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc