سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات - الصفحة 6 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-04-05, 06:12   رقم المشاركة : 76
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الشيخ بن باز رحمه الله تعالى (إن من عوامل بقاء الدعوة تعاقب الدعاة لها ما تعاقبت الأيام، ومنذ أن أكرم الله تعالى هذه الأمة وصوت الداعي مدويا في أفق المدعوين إلى أن أكمل الله الدين وأتم النعمة، ثم توالى الدعاة من خلفاء الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى من بعدهم من دول أو مصلحين وموجهين آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر، وذلك عملا بالأصل القويم في قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} (104 ال عمران) الآية.فكلما خيمت سحب البدع، واحلولكت ظلم الجهالة، وخاض الناس لجج الباطل أيد الله تعالى لهذه الأمة رجالا يدعون إلى الله تعالى على بصيرة، ينيرون الطريق، ويظهرون الحق ويحيون السنة، ويحاربون البدعة حتى يطهر الله على أيديهم البلاد، وينقذ بدعوتهم العباد، وهذا من تمام النعمة وسعة الفضل من الله تعالى على عباده.) .
فلابد لطالب العلم من معرفة علماء أهل السنة وطلب العلم عندهم، والرحلة إليهم ومجالستهم، ولعل من أعظم أسباب الفوضى الحاصلة بين كثير من الشباب وطلبة العلم هو عدم معرفتهم بالعلماء الراسخين الذين يجب أخذ العلم عنهم هذا من جهة .

يقول الشيخ الاعلامه اسد السنة ربيع
قال الشيخ : هؤلاء أهل باطل يريدون أن يبطلوا أخبار الثقات وأخبار العلماء وأحكامهم بمثل هذه القاعدة التي يصدق عليهم فيها أنها ( كلمة حق أريد بها باطل ) ، فهم شأنهم شأن الخوارج كانوا يرددون : ( لا حكم الا لله ) فيسمعهم علي رضي الله عنه فقال : ( إنها كلمة حق أريد بها باطل ) . والتثبث مطلوب لكن التثبت من إيش من أخبار الثقات ؟!! التثبت من أخبار الفاسقين كما هو نص القران (( يا أيها الذين آمنوا إن جاكم فاسق بنباء فتبينوا )) وفي رواية (( فتثبثوا )) فالتثبث من أخبار الفاسقين أما العدول فالواجب قبول أخبارهم . وقد ينسى الثقة أحيانا بعض الشيء وقد يغلط لكن لا نتخذها قاعدة مطردة في كل شيء وحتى لو كتب العالم الان كتابا ينقل فيه أقوال أهل الضلال وينتقذهم فيها يقولون لابد من التثبث فهؤلاء أهل كذب وفجور وأهل حرب لأهل السن

قال الشيخ : الذي يقوله السلف هو الأحوط بالتجربة والواقع ، والمصلحة والمفسدة إذا أدركها العالم فليستخدمها، أما الصغير ما يستطيع , إذا أدركها العالم المحصن لا بعض العلماء قد يكون ضعيف الشخصية فتخطفه البدع كما حصل لعدد كثير من الأكابر خطفتهم البدع بسهولة فهناك صنفان من العلماء عالم تأكد من نفسه أن عنده قوة حجة وقوة شخصية وأنه يستطيع أن يؤثر في أهل البدع ولا يؤثرون فيه فهذا يخالطهم على أي أساس يأكل ويشرب ويضحك معهم ؟ لا . يخالطهم للنصيحة يأتي إلى مساجدهم إلى مدارسهم يأتي إلى أسواقهم ويعطيهم الحق ويناظرهم إن كان يستطيع المناظرة ويقيم عليهم الحجة .أما الضعيف المسكين من العلماء لا ، وكذلك الشاب الناشئ المعرض للضياع . لا بارك الله فيكم فهذا ما يمكن أن يجمع به ما بين ما يقوله شيخ
حكم احمد بن حنبل على من توقف بالقول بخلق القران هل هو مخلوق أم ليس بمخلوق حكم عليهم بمجرد التوقف بأنهم جهمية ومن أهل الضلال وأيده أهل الحديث وأيده على هذا الكلام الذهبي رحمه الله وهو معروف ( بتساهله بالنسبة للسلف الصالح ) مع ذلك أيدهم في هذه القضية وابن عمر ماذا فعل في القدرية الذين أصلهم مسلمون وسلفيون ووقعوا في القدر فتبرأ منهم.
ومواقف السلف معروفة والحمد لله من أهل البدع فإذا وقع في بدعة واضحة مثل ما فصلنا لكم هذا - بارك الله فيكم - يحكم عليه بالضلال ولا يحتاج إلى ما يقولونه وإذا كان الشباب السلفي يأخذون بهذه الاصول الباطلة لما وجدت نبذا لاحد من أهل البدع .
*******************
كل ذكر وانثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول
إنه قدر الله الذي لا مفر منه حتى لو تحصن الإنسان بأمنع الحصون وأمتن القلاع والصناعه والتطور والتكنلوجيا وكل شطحه من شطحات وصرخات الدنيا التطور ، قال الله تعالى: >أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة< سورة النساء آية 78 .
إن للموت ساعة لا يتقدم عنها ولا يتأخر، قال الله تعالى: >فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون< سورة الأعراف آية 34، وهو غير مرتبط بصحة أو مرض أو قتال أو قعود،أو عصرنه أو تطور أو زخرف الدنيا كلها ... فلا الصحة تطيل العمر ولا المرض يقصره، ولا القتال في سبيل الله يدني الآجال، ولا التخلف والقعود ولا بهرج الدنيا ونعيمها وكل شهواتها مهما عشت او عمرت عنك يطيل الأعمار وإن خيل ذلك للبعض، لأن عقيدة المؤمن، ان الموت هو انتهاء الأجل.وبعدها هناك بداية حياة أبديه هيا الصح هي التي نعمل لأجلها والغاية المنشوده ليس على حستب عواطفنا وسكوتنا عن الحق وتتبع مثل الاعمى الضرير الذي يقودونه يمينا شمالا فقط مقلد متبع الغي بدون دراية

يقول الله تعالى في كتابه الكريم (كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور< سورة آل عمران آية (185

فيا إبن آدم فيما أفنيت عمرك؟ وفيما ناصرت؟ وفيما نهيت ونصحت؟ ودافعت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اعتذر لصاحب الموضوع على مداخلاتي









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-04-05, 10:42   رقم المشاركة : 77
معلومات العضو
aboumoadh
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمانة السلفية مشاهدة المشاركة
قال الشيخ بن باز رحمه الله تعالى (إن من عوامل بقاء الدعوة تعاقب الدعاة لها ما تعاقبت الأيام، ومنذ أن أكرم الله تعالى هذه الأمة وصوت الداعي مدويا في أفق المدعوين إلى أن أكمل الله الدين وأتم النعمة، ثم توالى الدعاة من خلفاء الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى من بعدهم من دول أو مصلحين وموجهين آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر، وذلك عملا بالأصل القويم في قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} (104 ال عمران) الآية.فكلما خيمت سحب البدع، واحلولكت ظلم الجهالة، وخاض الناس لجج الباطل أيد الله تعالى لهذه الأمة رجالا يدعون إلى الله تعالى على بصيرة، ينيرون الطريق، ويظهرون الحق ويحيون السنة، ويحاربون البدعة حتى يطهر الله على أيديهم البلاد، وينقذ بدعوتهم العباد، وهذا من تمام النعمة وسعة الفضل من الله تعالى على عباده.) .
فلابد لطالب العلم من معرفة علماء أهل السنة وطلب العلم عندهم، والرحلة إليهم ومجالستهم، ولعل من أعظم أسباب الفوضى الحاصلة بين كثير من الشباب وطلبة العلم هو عدم معرفتهم بالعلماء الراسخين الذين يجب أخذ العلم عنهم هذا من جهة .

يقول الشيخ الاعلامه اسد السنة ربيع
قال الشيخ : هؤلاء أهل باطل يريدون أن يبطلوا أخبار الثقات وأخبار العلماء وأحكامهم بمثل هذه القاعدة التي يصدق عليهم فيها أنها ( كلمة حق أريد بها باطل ) ، فهم شأنهم شأن الخوارج كانوا يرددون : ( لا حكم الا لله ) فيسمعهم علي رضي الله عنه فقال : ( إنها كلمة حق أريد بها باطل ) . والتثبث مطلوب لكن التثبت من إيش من أخبار الثقات ؟!! التثبت من أخبار الفاسقين كما هو نص القران (( يا أيها الذين آمنوا إن جاكم فاسق بنباء فتبينوا )) وفي رواية (( فتثبثوا )) فالتثبث من أخبار الفاسقين أما العدول فالواجب قبول أخبارهم . وقد ينسى الثقة أحيانا بعض الشيء وقد يغلط لكن لا نتخذها قاعدة مطردة في كل شيء وحتى لو كتب العالم الان كتابا ينقل فيه أقوال أهل الضلال وينتقذهم فيها يقولون لابد من التثبث فهؤلاء أهل كذب وفجور وأهل حرب لأهل السن

قال الشيخ : الذي يقوله السلف هو الأحوط بالتجربة والواقع ، والمصلحة والمفسدة إذا أدركها العالم فليستخدمها، أما الصغير ما يستطيع , إذا أدركها العالم المحصن لا بعض العلماء قد يكون ضعيف الشخصية فتخطفه البدع كما حصل لعدد كثير من الأكابر خطفتهم البدع بسهولة فهناك صنفان من العلماء عالم تأكد من نفسه أن عنده قوة حجة وقوة شخصية وأنه يستطيع أن يؤثر في أهل البدع ولا يؤثرون فيه فهذا يخالطهم على أي أساس يأكل ويشرب ويضحك معهم ؟ لا . يخالطهم للنصيحة يأتي إلى مساجدهم إلى مدارسهم يأتي إلى أسواقهم ويعطيهم الحق ويناظرهم إن كان يستطيع المناظرة ويقيم عليهم الحجة .أما الضعيف المسكين من العلماء لا ، وكذلك الشاب الناشئ المعرض للضياع . لا بارك الله فيكم فهذا ما يمكن أن يجمع به ما بين ما يقوله شيخ
حكم احمد بن حنبل على من توقف بالقول بخلق القران هل هو مخلوق أم ليس بمخلوق حكم عليهم بمجرد التوقف بأنهم جهمية ومن أهل الضلال وأيده أهل الحديث وأيده على هذا الكلام الذهبي رحمه الله وهو معروف ( بتساهله بالنسبة للسلف الصالح ) مع ذلك أيدهم في هذه القضية وابن عمر ماذا فعل في القدرية الذين أصلهم مسلمون وسلفيون ووقعوا في القدر فتبرأ منهم.
ومواقف السلف معروفة والحمد لله من أهل البدع فإذا وقع في بدعة واضحة مثل ما فصلنا لكم هذا - بارك الله فيكم - يحكم عليه بالضلال ولا يحتاج إلى ما يقولونه وإذا كان الشباب السلفي يأخذون بهذه الاصول الباطلة لما وجدت نبذا لاحد من أهل البدع .
*******************
كل ذكر وانثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول
إنه قدر الله الذي لا مفر منه حتى لو تحصن الإنسان بأمنع الحصون وأمتن القلاع والصناعه والتطور والتكنلوجيا وكل شطحه من شطحات وصرخات الدنيا التطور ، قال الله تعالى: >أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة< سورة النساء آية 78 .
إن للموت ساعة لا يتقدم عنها ولا يتأخر، قال الله تعالى: >فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون< سورة الأعراف آية 34، وهو غير مرتبط بصحة أو مرض أو قتال أو قعود،أو عصرنه أو تطور أو زخرف الدنيا كلها ... فلا الصحة تطيل العمر ولا المرض يقصره، ولا القتال في سبيل الله يدني الآجال، ولا التخلف والقعود ولا بهرج الدنيا ونعيمها وكل شهواتها مهما عشت او عمرت عنك يطيل الأعمار وإن خيل ذلك للبعض، لأن عقيدة المؤمن، ان الموت هو انتهاء الأجل.وبعدها هناك بداية حياة أبديه هيا الصح هي التي نعمل لأجلها والغاية المنشوده ليس على حستب عواطفنا وسكوتنا عن الحق وتتبع مثل الاعمى الضرير الذي يقودونه يمينا شمالا فقط مقلد متبع الغي بدون دراية

يقول الله تعالى في كتابه الكريم (كل نفس ذائقة الموت، وإنما توفون أجوركم يوم القيامة، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور< سورة آل عمران آية (185

فيا إبن آدم فيما أفنيت عمرك؟ وفيما ناصرت؟ وفيما نهيت ونصحت؟ ودافعت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اعتذر لصاحب الموضوع على مداخلاتي
كعادة الوهابيين ,مشاركات طويلة خارج الموضوع









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-05, 11:13   رقم المشاركة : 78
معلومات العضو
لينة نور
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aboumoadh مشاهدة المشاركة
لا أحسن الكتابة العربية بسرعة و إلا رددت عليك نقطة نقطة و حرفا حرفا
لو كانوا يسمحون أن أرد بالفرنسية لأجبتك
هذا لا يعني أني أحسن الفرنسية أفضل من العربية و لكن أكتب بسرعة و زيادة على ذلك لوحة مفاتيحي لم تقبل الكتابة بالعربية فأنا أستعمل https://www.arabic-keyboard.org/clavier-arabe
السلام عليكم

لما تعطلت لوحة الكتابة عندي أخذ ت [ etiquette auto-collante ] وكتبت عليها الحروف باللغة العربية

وقصصتها بحجم المربعات وألصقتها في أماكنها المحددة [ في لوحة أخرى ذات حروف فرنسية ]

لكن وجدتني بعد ذالك بدون حروف فرنسية فظطررت الى استعمال لوحتان في ان واحد .

ووالان الحمد لله اشتريت واحدة باللغتين وما عليا الى الظغط على علا مة اختيار اللغة التي اريد .

ملاحظة لقد علمت انه تباع [ etiquette auto-collante ] جاهزة بااللغة العربية والحركات ايظا .

..........................................

اسفة أخي صاحب الموضوع على خروجي عن الموضوع والسلام عليكم .









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-05, 12:33   رقم المشاركة : 79
معلومات العضو
aboumoadh
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صحرانور مشاهدة المشاركة
السلام عليكم

لما تعطلت لوحة الكتابة عندي أخذ ت [ etiquette auto-collante ] وكتبت عليها الحروف باللغة العربية

وقصصتها بحجم المربعات وألصقتها في أماكنها المحددة [ في لوحة أخرى ذات حروف فرنسية ]

لكن وجدتني بعد ذالك بدون حروف فرنسية فظطررت الى استعمال لوحتان في ان واحد .

ووالان الحمد لله اشتريت واحدة باللغتين وما عليا الى الظغط على علا مة اختيار اللغة التي اريد .

ملاحظة لقد علمت انه تباع [ etiquette auto-collante ] جاهزة بااللغة العربية والحركات ايظا .

..........................................

اسفة أخي صاحب الموضوع على خروجي عن الموضوع والسلام عليكم .
بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-05, 13:14   رقم المشاركة : 80
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة التاسعة عشر : قولهم عن أهل السنة(أنتم متناقضون تحرمون الانتخابات وتوجبون طاعة ولي الأمر الذي وصل عن طريق الانتخابات)).

والجواب :
الذي ذكرتموه ليس بتناقض في شيء لا من قريب ولا من بعيد ,وذلك لأن شروط اختيار الحاكم في الإسلام غير شروط طاعة الحاكم , وذلك لأن حال الاختيار يختلف عن حال الاضطرار كما هو معلوم عقلا وشرعا فالحالتين مختلفتين ولكل حالة أحكامها الشرعية المتعلقة بها ففي حال اختيار الحاكم هناك شروط لاختياره, وفي حال وصول هذا الحاكم إلى الحكم هناك شروط لطاعته.
فنحن لا نقول بشرعية الانتخابات حين اختيار الحاكم إنما نقول بالطرق التي جاء به الإسلام , والتي سبق وبينتها في المبحث الرابع من هذا البحث, ونشترط عليه أن يكون عادلا ومسلما وما إلى ذلك من الشروط(1) لكن إذا وصل الحكم عن طريق غير شرعي وكان مسلما فعليه إثمه وإثم من أوصله إلا أن السنة والإجماع تُلْزِمُنا بطاعته في المعروف وعدم إسقاط إمامته حتى لو كان ظالما فاسقا مالم يكفر كفرا بواحا عندنا فيه من الله برهان.
أما السنة : فقد قال عبادة رضي الله عنه:
دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَايَعْنَاهُ ، فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا : أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا ، وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا ، وَأَثَرَةً عَلَيْنَا ، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ " . رواه مسلم.
قلت: فلم يشترط النبي صلى الله عليه وسلم في طاعة ولي الأمر-في غير المعصية- شروط الاختيار إنما اشترط أمرا واحدا فقط وهو الإسلام فلا يجوز الخروج على هذا الحاكم المسلم حتى إن وصل عن طريق شرعي أو لم يستوفي شروط الإمامة-ماعدا الإسلام- بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بطاعة الحاكم الظالم الفاسق -ما لم يكفر- .
وعن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه قال :
سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله ! أرأيت أ، قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه ثم سأله ؟ فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية – أو في الثالثة - ؟ فجذبه الأشعث بن قيس، وقال :
(( أسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ))
وفي رواية لمسلم – أيضاً : فجذبه الأشعث بن قيس، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
(( أسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ))
رواه مسلم.

قلت :من المعلوم أن العدل من شروط إختيار الحاكم وبيعته لكن إذا وصل الحاكم إلى الحكم ولم يكن عادلا فإن نبينا عليه الصلاة والسلام أمرنا بطاعته في المعروف دون المعصية رغم أنه أسقط أحد شروط اختياره ألا وهو العدل, فهل يجرأ أحد ويقول هذا تناقض؟.
ولهذا أجمع علماء السنة قديما وحديثا على وجوب طاعة الحاكم الذي لم يستوفي شروط الإمامة كأن يصل إلى الحكم عن طريق غير شرعي :
قال الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله : (وقد أجمع الفقهاء عَلَى وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه لِما فِي ذَلِكَ من حقن الدماء وتسكين الدهماء) الفتح (13/7)
وحكى الإجماع أيضا الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فقال : (الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلَّب على بلد أو بلدان ، له حكم الإمام في جميع الأشياء ، ولولا هذا ما استقامت الدنيا ، لأن الناس من زمن طويل قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا ما اجتمعوا على إمام واحد ، ولا يعرفون أحدًا من العلماء ذكر أن شيئًا من الأحكام لا يصح إلا بالإمام الأعظم ) (الدرر السنية (7/239)) .
قلت : إن كان هذا الإجماع في حق من وصل إلى الحكم عن طريق التغلب والقهر حقنا للدماء وتسكينا للدهماء فمن باب أولى من يصل عن طريق الانتخابات خاصة وأن الانتخابات تعتمد على رأي الأكثرية فالخروج هذا الحاكم بحجة أنه وصل عن طريق الانتخابات يؤدي إلى ضرر أكبر وهو اقتتال المسلمين بعضهم بعضا فتقاتل الأغلبية مع الأقلية فيحصل النزاع وتسفك الدماء ,وهذا
مخالفٌ لقواعدِ الشريعةِ التي جاءتْ بتكثير المصالح وتقليل المفاسد .
-----------------------------
(1)وهذه الشروط منها ما هو واجب في كل ولاية كبيرة أو صغيرة ومنها ما هو خاص بالخلافة – الرئاسة - ، ومن هذه الشروط ما لا يمكن التغاضى عنه بحال ، ومنها ما يمكن التغاضى عنه عند عدم الإمكان ، ومن هذه الشروط ما لا خلاف عليه بين العلماء ، وهى الإسلام ، والعقل ، والذكورة ، والعدالة ، والعلم .
ومنها ما اختلف عليه العلماء وهى : البلوغ ، والحرية ، والكفاءة الجسيمة ، والقرشية .










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-05, 13:17   رقم المشاركة : 81
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة العشرون : قولهم: ((أين البديل)).

وللجواب على هذا السؤال نقول:
ماذا تقصدون بالبديل؟ أتقصدون بالبديل أي البديل للإصلاح السياسي ؟أم تقصدون بالبديل أي بديل للوصول إلى الحكم؟.

إن قلتم بالأول : فاعلموا أن الإصلاح إنما يكون بإصلاح الشعوب فبصلاح الشعوب يصلح الحكام فقد قال الله تعالى:[إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم] فما أوضحه من بيان! لكن مع وضوحه فأكثر من تسمَّوا بأسماء حركات إسلامية قد اجتهدوا وجاء لسان حالهم يقول: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بحكوماتهم!! ولا حول ولا قوة إلا بالله، غاضِّين الطرف عن السيرة النبوية المفسرة لهذا البيان، غافلين عن أنه لا عزّ لهم حتى يتحكم الدين في نفوسهم، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) رواه أبو داود وهو حسن.
هذا حكم الله ورسوله {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ}؟!
فاحذروا ـ أي إخواننا! ـ من رد الحق تحاكماً إلى واقعكم أو اغتراراً بتجربتكم أو إرضاءً لنخالة أذهانكم! أوَ ليس قد حكم الله أن لا تمكين في الأرض ولا استخلاف ولا أمن ولا نصر إلا بأمة، وأي أمة؟! إنها أمة العبادة مع توحيد خالص فاقرأ كلاماً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد الذي قال: [وَعَدَ اللهُ الَّذِين ءامَنُوا مِنكُمْ وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخلِفَنَّهُمْ في الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ولَيُمَكِنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً].

فمن يريد إصلاح أحوال المسلمين مخلصاً جاداً صادقاً فليسلك طريق الأنبياء ومنهجهم وعلى رأسهم خاتم النبيين وقد وضحناه مراراً:
{ قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}.
ومن يصوّر للنَّاس أنَّ منابع الفساد هم الحكام فقط فهو مخالف لما قرّره القرآن الكريم والسنَّة النبويَّة والتأريخ الإنساني والإسلامي، ومستدرك على منهج الأنبياء خصوصاً إذا وجّه الدعاة إلى حصر جهودهم وصبّها في المجال السياسي.
فمنابع الفساد الأساسيَّة والأصليَّة والخطيرة هي التي قررها الله على أَلسِنة رسله جميعاً ورسم لهم منهجاً لردمها وما عداها فهو تابع لها فليفهم الداعي إلى الله ذلك وليعتصم بحبل الله وليلزم غرز الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-.
قال الإمام الألباني رحمه الله ( وهنا أقول البديل هو قوله تبارك وتعالى :{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} البديل تقوى الله عز وجل ولا شك أن تقوى الله تتطلب قبل كل شيء علماً نافعاً ، وثانياً: عملاً صالحاً مقروناً بالعلم النافع فلا يغني عمل صالح عن العلم النافع ، ولا العلم النافع بالذي يغني عن العمل الصالح ،بل لا بد من الجمع بينهما ، ولكي يستطيع المسلمون أن يقوموا بهذه التقوى التي تتضمن العلم النافع والعمل الصالح هذا يحتاج إلى جهود جبارة متكافئة بين أهل العلم الذين يقومون بواجب التعليم والتبليغ للإسلام وبين واجب العمل بهذا الإسلام لجماهير المسلمين ، فحينما يتفاعل عامة المسلمين علماؤهم هؤلاء العلماء بنشرهم للعلم وأولئك بعملهم بالعلم فَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ تبارك وتعالى ، فالبديل إذن هو العودة إلى الإسلام فهماً وعملاً )

وإن قصدتم بالبديل أي البديل للوصول إلى الحكم:
فقبل الجواب على هذا السؤال نسأل سؤالا آخر كمقدمة فنقول : هل الوصول إلى الحكم عندكم غاية أو وسيلة لتحقيق غاية؟
إن قلتم هو غاية فقد شابهتم الرافضة في غلوهم في الإمامة واتهمتم أنبياء الله تعالى بالتقصير إذ لو كان غاية لكان الكثير من الأنبياء أولى به فقد عرضت السلطة على نبينا عليه الصلاة والسلام فلم يستجب لها لا بدعوى التدرج ولا بدعوى(لا نترك الساحة للمشركين)) , والكثير من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يصلوا إلى السلطة ولم يكونوا حكاما , ومع هذا نحن نعتبرهم ناجحين لأنهم حققوا الغاية التي بعثوا من أجلها وهي نشر دين التوحيد
قال الله تعالى :{ ولقد بعثنا في كلّ أمَّة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.
وقال تعالى: { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
فهذه مهمتهم وهذه غايتهم دعوة إلى توحيد الله وتحذير من الشرك والمعاصي، وتبشير المؤمنين وإنذار الكافرين المعاندين.
وقد أدّوا واجبهم ووصلوا جميعاً إلى منازل الفلاح والنّجاح، ونصرهم الله على أعدائهم في الدنيا وينصرهم غداً يوم يقوم الأشهاد، و العلمانيون الديمقراطيون أو الحزبيون الإسلاميون بهذه المقاييس الصحيحة هم الفاشلون الأخسرون المغلوبون في الدنيا والآخرة.
قال تعالى: { ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين، إنّهم لهم المنصورون، وإنَّ جندنا لهم الغالبون)[الصافات:171-173].
وقال تعالى: { كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إنَّ الله لقوي عزيز} [المجادلة:21].
, فالغاية الحقيقة ليست الكرسي ولا السلطة إنما هي نشر التوحيد فلا يجوز أن ننسى هذه الغاية وننساق وراء الشعارات العلمانية والماسونية لأنه لا عزة لنا ولا تمكين إلا بتحقيق تلك الغاية التي خلقنا من أجلها ألا وهي نشر دين الله تعالى .
وإن قلتم هي مجرد وسيلة فقد صدقتم فهي وسيلة لحماية الدين لكن لا يمكن تحقيق هذه الوسيلة إلا بعد نشر الدين ولا يكون ذلك إلا بإصلاح الشعوب كما سبق وبينت إذ من المستحيل نشر الدين عن طريق السلطة أو الحكم إذا كان المجتمع غير مهيأ لذلك.
سئل العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله : " إذا كنتم تحذرون من المشاركة في الانتخابات, فكيف يصل المسلمون إلى الحكم ويحكمون بالشريعة؟.
فأجاب : الذي يظن أنه سيصل بالانتخابات فهو مغفل ! مغفل ! مغفل ! الذي يصل إلى الانتخابات هو الذي يكون عنده ملايين الدولارات الأمريكية, وفي الليل يذهب إلى مشايخ القبائل وإلى الضباط وإلى كذا وكذا,فهو الذي سيفوز بالانتخابات , وعلى فرض أنه فاز في الانتخابات الصالح, فالحكومة ستوجه له المدافع والرشاشات, فهم ليسوا مستعدين أن يعطوها بالانتخابات, فنحن نعلم إن شاء الله في حدود ما نستطيع, والوصول إلى السلطة تكون بتقوى الله والعلم والعمل والدعوة إلى الله وإعداد العدة في حدود ما يستطاع,والله المستعانن شريط "مقتل الشيخ جميل الرحمن".
وعلى كلّ حال فالإمارة والقضاء من الأمور التي لابدّ منها ولا تقوم حياة المسلمين إلاّ بها، وبها تعصم الدماء والأموال والأعراض.
ولكن يجب أن نسلك في اختيار الأمراء والقضاة منهاج رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فلا تعطى هذه المناصب لمن يسـألها أو يحرص عليها أو يرشح نفسه لها عن طريق الانتخابات مثلاً فإنَّ هذا من الحرص عليها.
وإنَّما يُختار لها الأكفاء علماً وزهداً فيها وتقوى.
ثمَّ ينبغي أن نستفيد من المنهج النبوي في التربية، فلا ينبغي أن ننشئ الشباب على حب القيادة والرئاسة والسيادة والإمارة، فلو نشأناهم على حب هذه الأشياء خالفنا هدي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأوقعنا الشباب في المهالك وأي فلاح ننتظره في الدنيا والآخرة إن خالفنا منهج رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؟

وبعد هذه المقدمة نجيب على سؤالكم فنقول :
الوصول إلى الحكم له ثلاث حالات محيطة به :
الحالة الأولى : وجود حاكم مسلم .
الحالة الثانية : وجود حاكم كافر.
الحالثة الثالثة : عدم وجود حاكم.

أما الأولى فقد سبق وبينت أنه لا يجوز الخروج على الحاكم المسلم فالبديل هو الصبر على هذا الحاكم المسلم إذا كان جائرا مع نصحه بالطرق الشرعية والصدق في ذلك ودعوة الناس إلى دين الله لأن صلاح الشعوب أساس صلاح الحكام كما تقدم أما الانقلابات أو الدخول في البرلمانات فليست بديلا أبدا لأنها إن أسقطت حاكما فلن تأتي بحاكم أفضل بل إما مثله أو أشد منه ظلما وجورا وذلك لأن القاعدة الكونية الربانية تقول(كما تكونوا يولى عليكم)) وذلك لقوله تعالى : (﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون﴾ [الأنعام:129]، ) فمُنْتَخَبَهُمْ يكون من جنسهم ولا بد.
وأما الثانية فالبديل هو الخروج عليه إذا توفرت القدرة على ذلك وتغلبت المصلحة على المفسدة ,ووُجِدَ من هو مسلم, وإلا فالصبر مع إعداد الإيمانية والمادية قدر الاستطاعة كما كان حال النبي صلى الله عليه وسلم في مكة .

وأما الثالثة فالبديل هو الشورى ومعناه اختيار أهل الحل والعقد لمن يرونه يصلح للإمامة وهذه الطريقة لقد بينتها في المبحث الرابع من هذا البحث فليراجع.
سئل العلامة عبد المحسن العباد :لقد انعدمت الشورى في أكثر البلدان في اختيار الحاكم، فهل تقوم الانتخابات بديلا عنه وتعتبر من السواد الأعظم؟
الجواب: طريقة الإسلام هي التي يعني تولية الخليفة، جاء في الإسلام طريقتان، إحداهما: هي التي ولي بها أبو بكر رضي الله عنه واجتماع أهل الحل والعقد.
والثانية: كان الخليفة يعيِّن خليفةً مِن بعده، وهو عهد أبي بكر لعمر، وفيما يتعلق بالنسبة بعد عمر رضي الله عنه جُعل الأمر في ستة، وهؤلاء الستة يختارون واحدًا منهم، يختارون واحدًا منهم، وانتهى الأمر إلى عثمان وعليٍّ، ثم انتهى الأمر إلى عثمان رضي الله عنه حيث بايعه الناس، ولما توفي أو قتل عثمان رضي الله عنه صار الناس إلى علِيٍّ لأنه هو الذي كان له دائرًا بينه وبينه في وجودهما معًا، فلمَّا ذهب عثمان انتهي الأمر إلى علِيٍّ.
فطريقة الإسلام هي هذه، يعني إما يعني كون أهل الحل والعقد يقومون بهذا، وأن الذين هم مرجع الناس ووجهاء الناس وكبار الناس، أما هذه الانتخابات، يعني: ينتخب، وإذا حصلت الأغلبية لأناس، يعني: ضررهم أكثر من نفعهم فإن منتخبهم يكون من جنسهم
([- شرح الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله سنن ابن ماجه، الشريط رقم (283). ]). اهـ
الخلاصة :
البديل الحقيقي الشرعي هو قوله تعالى :[إن الدين عند الله الإسلام] وقوله تعالى:[ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ]
وقوله عليه الصلاة والسلام((إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع واتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلاً لا ينـزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم )).
أي الدين الذي رضيه الله و جاء به محمد صلى الله عليه وسلم لا دين العلمانية ولا الديمقراطية ولا الإشتراكية ولا أهواء أهل البدع المنسوبة زورا وبهتانا إلى الإسلام فإن هذه الديانات والأهواء هي السبب الرئيسي في تفرق المسلمين وتمزقهم وتسلط الأعداء عليهم .
فانتبه أيها المسلم للحيل السياسية التي لا تزيد الأمة إلا خذلاناً وذلة تحت أقدام أعدائها , وكل هذا من ثمار البدع , وإذن فيجب أن يسبق الرجوع إلى الكتاب والسنة والتحاكم إليهما والتجمع عليهما بصدق وإخلاص لا التجمع السياسي المغفل والمستغفل الذي ظهرت ثماره الوخيمة كما أسلفنا ولقد جربنا أن أصحاب هذه الدعوة أول من ينفر عن التحاكم إلى الكتاب والسنة وينفر منها ومن أهلها ، ولقد بين الناصحون هذا الأمر العظيم من قبل أن يأتي هذا التجمع السياسي الأبله ومن بعده ولكن لا حياة لمن تنادي .
قال العلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله : (أنا أعتقد أن الطريق لتحقيق المجتمع الإسلامي وبالتالي إقامة الدولة المسلمة إنما يكون على طريقة محمد -عليه الصلاة والسلام- الذي وضع لنا منهجاً عاماً وعبَّر عنه بكلمة موجزة: ((خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلّم)).
فهل انضَمَّ الرسول -عليه السلام- إلى كفار مكة في سبيل إصلاحهم بالطريقة الناعمة اللطيفة -كما يفعل هؤلاء الذين يريدون أن ينضموا إلى البرلمانات- أم صَدَع بكلمة الحق خاصة كلمة التوحيد: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ[محمد:19].
لقد استمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- كما تعلمون جميعاً ثلاثة عشرة سنة وهو يدعو الناس إلى التوحيد وفي أثناء هذه السنين كان يرَبِّيهم -عليه الصلاة والسلام- على عينه بالأخلاق الإسلامية بأن يؤثروا الحياة الآخرة على الحياة الدنيا, فهل سلكنا هذا السبيل؟ الجواب: إن هؤلاء الذين يريدون الإصلاح بطريق الانتماء للبرلمانات لقد نسوا طريق الحق, وهو: التصفية والتربية.
كلمتان أدعو المسلمين إلى الوقوف عندهما وتفهمهما جيداً والعمل على تطبيقهما.
التصفية: نحن الآن في أول القرن الخامس عشر من الهجرة وبيننا وبين العهد النبوي الأطهر الأزهر الأنور أربعة عشر قرناً, دخل في الإسلام ما ليس منه ليس فقط في السلوكيات والأخلاق ولا في العبادات وإنما دخل أيضاً في العقيدة ما ليس من ذلك فأين المرشدون وأين المربون الذين يربون الجماعات الإسلامية التي تكون بالألوف المؤلفة على التصفية والتربية؟! لذلك أنا لا أرجو أبداً أن تنهض جماعة من المسلمين وتكون لهم الصولة والدولة إلا على الطريقة التي جاء بها الرسول -عليه السلام-.
وتلخيص ذلك العلم النافع, والعمل الصالح.
العلم النافع اليوم بيننا وبين الوصول إليه عقبات كَأْدَاء شديدة جداً, فيجب تذليلها وتقريب هذا العلم النافع إلى أذهان الناس بهذه الكلمة التي أسميها بالتصفية مقرون معها التربية, ونحن نجد الآن كثيراً من الدعاة الإسلاميين ليسوا هم أنفسهم لم يرَبُّوا على الإسلام الصحيح, بل ذويهم أيضاً وأهلهم وأولادهم ونسائهم، فإذا لم نحقق المجتمع الإسلامي على هذا الأساس الصحيح من التصفية والتربية فلن تقوم دولة الإسلام بطريق البرلمانات أبداً, وإنما هذا تعويق للمسيرة الإسلامية التي يجب أن نمشي عليها إن شاء الله.)) انتهى.










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-09, 09:25   رقم المشاركة : 82
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة الحادية العشرون : قولهم عن طريق أهل السنة في الإصلاح : هذا طريق طويل.

والجواب على هذا :

.
أولا:هي طريق الأنبياء كما ذكرنا !! ,وقد جربتم الطرق العلمانية,فكانت أطول وأشق, بل لم تصلوا من خلالها إلا إلى مزيد من الانحراف, والبعد عن أحكام الإسلام, وقدمتم التنازلات عن كل شيء إلا عن الكراسي والبرلمانات, ومن تأمل أحوال الجزائر والسودان وغيرها من البلدان الإسلامية التي دخلت في الديمقراطية, ومنهاجها الغربية , استيقن أن طريق الأنبياء هي أقرب الطرق وأكملها , وأيسرها, كما قال الله تعالى : (وما جعل عليكم في الدين من حرج)).

ثانيا: إنّ الذنوب والآثام التي اقترفَها النّاسُ عبر سنين طويلة؛ هي التي تُطيل الطريق، ويلزم منها الأعوام الكثيرة. ولو كانت هناك أمراضٌ مُعدِية وأدواء فتّاكة تُرِكَت مِنْ غير علاج في دولة أعدادها هائلة؛ فهل يمكن إذهاب الداء خلال يوم أو يومين، وأسبوع وأسبوعين!!!، وما هو أقصر الطُّرق الصحيحة لتخليص المرضى مِنْ هذه المعاناة؟ وماذا لو قال قائل: هناك سبيل لتخليصهم مِن الأدواء في يوم واحد؛ وذلك بقتلهم كُلِّهم!!! هل هذا كلام العقلاء!!! ولو أنَّ شخصاً كان مِن طُلاّب المرحلة الثانويَّة، وقد تحفَّز لدراسة الطّب، وأخذته الأحلام أنْ يكون طبيباً متميزاً متفوقاً مُبدعاً، فما هي أقل السنوات ليحقّق هذا الشخص مراده؟ فإذا قال: هناك أسلوب أقصر؛ وهو أنْ يتخذَ عيادةً مُباشَرَةً دون دراسة ولا عمل ولا خبرة!!، فطريق الدراسة طويل وانتظار الخبرة مملّ، وافتتاح العيادة هذا اليوم خير مِن افتتاحها بعد سنين عديدة!! هناك طُرُق أقصر لكلّ شيء؛ في الأموال والنِّساء والمناصب... لكنّها على غير الصّواب...إنّها تأتي بالشَّقاء في الدّارين. وإذا قلتَ هذا الحال سبيله بعيد؛ فأقول: ليس هناك سبيلٌ أقصر، وليس هناك سبيلٌ أصحّ إلّأ هذا، قال –تعالى((﴿ وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ﴾. وحذارِ أن تكون ممّن يَتِّبعون السُّبل لأنّ فيها خيارات كثيرة كلها سريعة، وتبدو أنّها مريحة!! وفي الواقع سريعة لكنَّها غير مريحة لأنّها ليست صحيحة. حذارِ مِن تَرْكِ صراط الله المستقيم؛ لأنّه طويل يحتاج إلى عزيمة وثبات...
واعلم أنك قد لا تحصل على هذا ولا ذاك، فتأمَّل -رحمني الله وإيَّاك- كيف كان منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه-رضي الله عنهم- في تحقيق العدل والسعادة.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذْ يَقول(( وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُون ))









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-09, 09:26   رقم المشاركة : 83
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة الثانية والعشرون : احتجاجهم بالحضارة الغربية :

قد يقول قائل-وهذا لسان حال الكثير من المفتونين بالحضارة الغربية وزخرفها- : ((قد رأيتُ المسلمين على حالةٍ لا يرضاها ذوو الهمم العلية : رأيتهُم في جهلٍ وذلٍ وخمولٍ، وأمورهم مدبرة، وفي الجانب الآخرِ هؤلاء الأجانب –الكفار- قد ترقوا في هذه الحياة وتفننوا في الفنونِ الراقيةِ والمخترعاتِ العجيبةِ المدهشةِ والصناعاتِ المتفوقةِ، رأيتُهم قد دانت لهم الأممُ، وخضعت لهم الرقابُ، وصاروا يتحكمون في الأمم الضعيفةِ بما شاؤوا ويعُدُّونهم كالعبيدِ والأُجراءِ، فرأيتُ فيهم العزَّ الذي بهرني، والتفننَ الذي أدهشني فقلتُ في نفسي : لو لا أن هؤلاء القوم هم القوم وأنهم على الحقِّ والمسلمون على الباطلِ لما كانوا على هذا الوصفِ الذي ذكرتُ لك. فرأيتُ أن سلوكي سبيلهم واقتدائِي بهم خيرٌ لي وأحسنُ عاقبة فهذا الذي صيَّرني إلى ما رأيتَ.)

الرد :
إذا كان هذا هو السبب الذي حوَّلكم إلى الإشادة بالديمقراطية وأهلها فهذا ليس من الأسباب التي يبني عليها أُولوا الألبابِ والعقولِ عقائدهَم وأخلاقَهم وأعمالَهم ومستقبلَ أمرِهم، فاسمع يا صديقي تمحيص هذا الأمرِ الذي غرك وحقيقَته :

أفبتفريط المسلمين نحتج على الدين؟

إنَّ تأخر المسلمين فيما ذكرت ليس ناشئاً عن دينهم، فإنه قد علِم كُلُّ من له أدنى نظر وبصيرة أنَّ دينَ الإسلامِ يدعو إلى الصلاحِ والإِصلاح في أمورِ الدين وفي أمورِ الدنيا، ويَحثُّ على الاستعدادِ من تعلمِ العلومِ والفنونِ النافعة، ويدعو إلى تقويةِ القوة المعنوية والمادية لمقاومة الأعداء، والسلامة من شرهم وأضرارهم، ولم يستفد أحدٌ منفعةً دنيويةً فضلاً عن المنافع الدينيةِ إلا من هذا الدينِ، وهذه تعاليمُه وإرشاداتُه قائمة لدينا تنادي أهلهَا : هَلُمّ إلى الاشتغالِ بجميع ِ الأسبابِ النافعة التي تُعَلِّيكم وتُرقِّيكم في دينكم ودُنياكم.

يقول الدكتور (كويلر بونج) أستاذ العلاقات الأجنبية في جامعة برنستون(في واشنطن) :
(كل الشواهد تؤكد أن العلم الغربي, مدين بوجوده إلى الثقافة العربية الاسلامية, كما وأن المنهج العلمي الحديث القائم على البحث والملاحظة والتجرية, والذي أخذ به علماء أروبا, إنما كان نتاج اتصال العلماء الأروبيين بالعالم الاسلامي عن طريق دولة العرب في الأندلس)(1)

أفبتفريط المسلمين تحتجُ على الدين؟! إن هذا لهو الظلمُ المبينُ !.

من الخطأ الحكم على الإسلام من خلال واقع المسلمين,أليس من قصورِ النظرِ ومن الهوى والتعصبِ، النظرُ في أحوالِ المسلمين في هذه الحقبة من الزَّمن التي تدهورت فيها علومهُم وأعمالُهم وأخلاقُهم، وفقدوا فيها جميع مقوماتِ دينهِم، وتركُ النظر إليهم في زهرةالإسلامِ والدينِ في الصدرِ الأولِ، حيث كانوا قائمين بالدين، مستقيمين على الدين، سالكين كل طريق يدعو إليه الدين، فارتقت أخلاقُهم وأعمالُهم حتى بلغت مبلغًا ما وصل إليه ولن يصل إليه أحدٌ من الأولين والآخرين، ودانت لهم الدنيا من مشارِقها إلى مغارِبها وخَضَعَتْ لهم أقوى الأمم وذلك بالدين الحقِّ والعدلِ والحكمةِ والرحمةِ، وبالأوصاف الجميلةِ التي كانوا عليها؟!

الجهاد في سبيل الله
أليس ضعف المسلمين في هذه الأوقات يوجبُ لأهلِ البصائرِ والنجدَةِ منهم أن يكون جدُّهم ونشاطُهم وجهادهم الأكبر متضاعفاً، ويقوموا بكل ما في وُسعهم لينالوا المقاماتِ الشامخةَ ولينجُوا من الهُوَّةِ العميقة التي وقعوا فيها؟ أليس هذا من أفرضِ الفرائِض وألزَمِ اللازماتِ في هذا الحال؟ فالجهاد في حالِ قوةِ المسلمين وكثرةِ المشاركين فيه له فضلٌ عظيمٌ يفوق سائرَ العباداتِ، فكيف إذا كانوا على هذه الحالة التي وصفتَ؟ فإن الجهاد لا يمكن التعبير عن فضائله وثمراته. ففي هذه الحالة يكون الجهادُ على قسمين :
أحدهما : السعيُ في تقويمِ المسلمين وإيقاظ هممهم وبعث عزائمهم وتعليمهم العلوم النافعة، وتهذيبهم بالأخلاقِ الراقيةِ، وهذا أشَقُّ الأمرين وهو أنفَعُهُمَا وأَفضَلُهُمَا.
والثاني : السَّعُي في مقاومةِ الأعداء وإعداد جميع العدد القولية والفعلية والسياسية، الداخلية والخارجية، لمِنُاوَأَتهم والسلامةِ من شرِّهم!.
كيف يكون المسلم خدنا لأعدائه ؟!
أفحين صار الأمرُ على هذا الوصف الذي ذكرتم، وصار الموقف حرجًا تتخلون عن إخوانكم المسلمين وتتخلفون مع الجبناء والمخالفين والمنهزمين؟ فكيف مع ذلك تنضم إلى حزب المحاربين! الله الله يا إخواني، لا تكونوا أقل ممن قيل فيهم :
(تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعُوا) سورة آل عمران : الآية 167.
قاتلوا لأجل دينِكم أو ادفعوا لأجل قومِكم ووطنكم. لا تكنوا مثل هؤلاء المنافقين، فأعيذك يا أخي من هذه الحال الذي لا يرضاها أهل الديانات ولا أهل النجدات والمروءات. فهل ترضى أن تشاركَ قومَك في حالِ عزِّهم وقُوَّةِ عددِهم وعنصرهم، وتُفَارِقَهم في حالِ ذلِّهم ومصائِبهم. وتخذلَهم في وقتٍ اشتدت فيه الضرورةُ إلى نصرةِ الأولياء ورد عُدوانِ الأعداء؟ فهل رأيتَ قومًا خيرًا من قومِك أو شاهدتَ دينًا أفضل من دينِك؟

كيف رفضت دينًا قيِّمًا كامل القواعدِ ثابت الأركانِ مشرق البرهانِ، يدعو إلى كل خيرٍ ويحث على السعادِة والفلاحِ، ويقول لأهله هَلُمَّ إلى كل صلاح وإصلاح، وإلى كل خير ونجاح، واسلكوا كلَّ طريق يوصلكم إلى السعادةِ الدُّنيويةِ والأُخرويَّة. دينا مبنيا على الحضارة الراقية الصحيحة التي بنيت على العدلِ والتوحيدِ، وأُسسِّت على الرحمة والحكمة والعلمِ والشفقة وأداء الحقوق الواجبة والمستحبة، وسَلمت من الظلم والجشعِ والأخلاقِ السافلةِ، وشملت بظلِّها الظلِّيلِ وإحسانِها الطويلِ وخيرها الشاملِ، وبهائها الكامل، ما بين المشارق والمغاربِ، وأقَرَّ بذلك الموافِقُ والمنُصفُ المُخالفُ... أتتركُها راغبًا في حضاراتٍ ومدنياتٍ مبنية على الكفرِ والإلحادِ، مؤسسة على الطمعِ والجشعِ والقسوةِ وظُلمِ العبادِ، فاقدة لروحِ الإيمانِ ورحمتِه، عادمة لنور العلم وحكمتهِ حضارةٌ ظاهِرهُا مُزَخرَفٌ مُزوّقٌ، وباطِنُها خرابٌ، وتظنها تعمر الوجُوُد، وهي في الحقَيقِة مآلُها الهلاكُ، والتدميرُ؟ ألْم تر آثارها في هذه الأوقاتِ، وما احتوت عليهِ من الآفات والويلاتِ، وما جَلَبَتْه للخَلائِقِ من الهلاكِ والفناءِ والتدميرِ؟.
فَهلْ سمِعَ الخَلقُ مُنذ أوجدَهم الله لهِذِه المجازر البَشرِيَّة التي انتهى إليها شوطُ هِذِهِ الحضارةِ نظيرًا أو مثيلاً، وهل أغْنَت عنهم مَدَنِيتُهُم وحضَارتُهم من عذاب الله من شيء لمّا جاء أمرُ رَبِّك، وما زادتهم غير تتبيب؟ فلا يخدعنك ما ترى من المناظر المزخرفة والأقوال المموهة، والدعاوي العريضة، وانظُرْ إلى بواطن الأمور وحقائقها، ولا تغرنك ظواهِرُهَا، وتأمل النتائجَ الوخيمةَ، والثمراتِ الذميمةَ فهل أسْعَدَتْهم هذه الحضارة في دنياهم التي لا حياة لهم يرجون غيرها؟! أم تراهم ينتقلون من شرٍ إلى شرورٍ؟ ولا يسكنون في وقت إلا وهم يتحفزون إلى شرورٍ فظيعةٍ ومجازر عظيمة؟ فالقوة والمدنية والحضارة والمادة بأنواعها إذا خلت من الدينِ الحق فهذه طبيعتها وهذه ثمراتها وويلاتها ليس لها أصول وقواعد نافعة، ولا لها غايات صالحة.
هلاك المسلم في ترك دينه
ثم هب أنهم مُتِّعُوا في حياتِهم واستُدْرجُوا فيها بالعزِّ والرياسةِ ومظاهرِ القوةِ والحياةِ، فهل إذا انحزت إليهم وواليتَهم يُشركونَك في حياتِهم ويجعلونَك كأبناءِ قومِهم؟ كلا والله، إنهم إذا رضوا عنك جعلوك من أرذلِ خُدَّامِهم! وآية ذلك أنك في ليلِك ونهارِك تكدحُ في خدمتِهم، وتتكلمُ وتجادلُ وتخاصم على حسابهم، ولم ترهم رفعوك حتى ساووا معك أدنى قومِهم وبني جنسِهم!! فالله الله يا أخي في دينِك, وفي مُرُوءتِك وأخلاقِك وأَدبِك!! والله الله في بقية رمقِك!! فالانضمام إلى هؤلاء والله هو الهلاك.

-----------------------------------------------------
(1) الثقافة الاسلامية والحياة المعاصرة ص257, مجموعة محاضرات ألقيت في مؤتمر الثقافة الإسلامية في واشنطن عام 1953 من التاريخ النصراني.









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-14, 01:03   رقم المشاركة : 84
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المبحث السادس :اتهامات حركية والرد عليها:
التهمة الأولى:قولهم عن علماء السنة أنهم علماء سلطان.(1)

نقول:

سامحكم الله وعفا عنكم عن قولك عن علمائنا أنهم عملاء للسلاطين والحكام الظلمة والمفسدين ، ونحذركم من الوعيد الشديد الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في من يتهم أخاه المسلم بشيء هو منه براء فقال صلى الله عليه وسلم {ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال} رواه أبوداود عن ابن عمر رضي الله عنهما بسند صحيح ، وردغة الخبال هي عصارة أهل النار.

والرد على هذه التهمة من أربعة أوجه:

الوجه الأول : قولكم (علماء سلطان) إنما هو كلام مجمل لذر الرماد في العيون, وطريقة أهل البدع عند طعنهم في أهل السنة أن يأتوا بالألفاظ المجملة ليروجوا نقدهم وقدحهم، فهل رأيتموهم أطاعوا الحكام والأمراء فيما حرم الله ؟؟؟؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله ( فتاواه 8/202 ) :
« . . . فإذا أمروا بمعصيةٍ فلا يُطاعون في المعصية ؛ لكن لا يجوز الخروج عليهم بأسبابها . . . » انتهى .
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله - ( شرح رياض الصالحين 3/333 ، ط الوطن ) :
« ليس معنى ذلك أنه إذا أمر بمعصية تسقط طاعته مطلقاً !
لا . إنما تسقط طاعته في هذا الأمر المُعيّن الذي هو معصية لله , أما ما سوى ذلك فإنه تجب طاعته » انتهى .
أخرج البخاري في(( صحيحه )) – كتاب الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية – ومسلم في (( صحيحه)) كتاب الإمارة (119)، عن عبد الله بن عمر عن النبي (، أنه قال :
(( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة))
فقوله عليه الصلاة والسلام (( فيما أحب وكره )) أي فيما وافق غرضه أو خالفه.

ولكن القوم-أعني المفترين-يرمون أهل السنة به لأن موقفهم من الحاكم المتلبس بالظلم أو الفسق موافق للنصوص الشرعية وما عليه عمل السلف الصالح من عدم الخروج عليه وإثارة الفتن والقلاقل في أوساط المجتمعات لأنهم-أي أهل السنة والجماعة السلفيين-لا يكفرونه بل يرون السمع والطاعة في المعروف مع المناصحة الصادقة وفق هدي السلف.
بينما أهل البدع من أصحاب الحركات المشبوهة يكفرون الحكام قاطبة من غير تفصيل
فأهل السنة والجماعة السلفيون ليسوا عملاء لأحد من البشر سوى محمد صلى الله عليه وسلم
فهم- إن صح التعبير- عملاء للكتاب وللسنة وعملاء للنصوص والأدلة الشرعية التي تحثنا على ما
ينفعنا في الدنيا والآخرة، ومن ذلك طاعة ولاة أمورنا في طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وفيما كان مباحاً وفيه مصلحة للبلاد وللعباد ،ولو كان أهل السنة والجماعة عملاء للسلاطين والحكام الظلمة، لما أنكروا عليهم كثير من المعاصي والمخالفات الشرعية كالديمقراطية والانتخابات والتعددية الحزبية والبنوك الربوية وتجنيد النساء ولما أنكروا عليهم بعض القوانين الوضعية الدستورية المخالفة للشريعة الإسلامية كالمظاهرات والاعتصامات والإضرابات عن الأعمال ونحو ذلك من المخالفات الشرعية ومن أخر هذه المواقف الدفاع السلفي القوي عن العقيدة والمتمثل في الرد على رسالة عمّان والتي ألبست بلبوس حوار الأديان وهي في الحقيقة دعوة لتغير كثير من الثوابت الإسلامية كجهاد الطلب والبراءة من الكفار بل هي دعوة لوحدة الأديان،وقد رعاها بعض الحكّام ومع هذا توجه نقد السلفيين على هذه الرسالة حتى صدرت عشرات المقالات المكتوبة والفتاوى المنشورة للعلماء السلفيين في إبطالها.
الوجه الثاني: قد أبانت الأيام والأحداث المتتالية من هو عالم سلطان ويفتي للسلطان بما يريده ويهواه
أليس عالم السلطان هو:
من أفتى بالديمقراطية للسلطان وأنها من الدين وأنها شورى !!
من أفتى للسلطان بالحزبية والتعددية وأنها جائزة في شرعنا!!
من أفتى للسلطان بجواز الانتخابات والبرلمانات !!
من أفتى للسلطان بجواز خروج المرأة للعمل والاختلاط في المدارس والجامعات وتجنيد المرأة!!
من أفتى للسلطان بجواز المظاهرات والاعتصامات والإضرابات!!
من أفتى للسلطان بالبنوك الربوية!!
من أفتى للسلطان بجواز الوقوف للنشيد الوطني !!
من أفتى للسلطان بكثير من المحرمات!!
أما أهل السنة فهم ممن يحاربون ذلك ويحرمون ذلك وينصحون السلطان بترك ذلك ويطيعون السلطان في طاعة الله ورسوله ن امتثالًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
«لاَ طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ» رواه البخاري(2757)ومسلم(1840)
وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ن، قَالَ: «السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ حَقٌّ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِالْمَعْصِيَةِ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ» رواه البخاري(2955) وهذا لفظ البخاري ومسلم(1939)
واسمع إلى إمام الدعوة السلفية في زمنه مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله وهو يحذر من زمن طويل مما تعملونه لتعرف منهم علماء السلطان:
قال رحمه الله(((الواقع أن التمثيليات و المظاهرات وكثير من الأشياء العصرية جاءتنا من أعداء الإسلام))اهـ[ قمع المعاند394]
وقال رحمه الله جوابا على سؤال : (ما حكم هذه المظاهرات في الإسلام هل لها أصل شرعي أم أنها بدعة اقتبسها المسلمون من أعداء الإسلام؟))
لا، هي بدعة ،وقد تكلمنا على هذا في مقدمة الإلحاد الخميني في أرض الحرمين وذكرنا أن الآيات القرآنية تدل على أن التظاهر يكون على الشر. وهناك آية وهي قوله تعالى(( وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ [التحريم: ٤].هي نعرة جاهلية اقتدى المسلمون بأعداء الإسلام وصدق رسول الله ن إذ يقول لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلت جحر ضب لدخلتموه وإنني أحمد الله ـ فما تجد من سنيا يحمل لواء هذه المظاهرات ولا يدعوا إلى هذه المظاهرات إلا الهمج الرعاء وماذا يستفيد المجتمع... اهـ[غارة الأشرطة2/451].
وقال رحمه الله: ((أولئك العميان لو قالوا : مظاهرات لقال المقلد :مظاهرة ، قالوا له :انتخابات يقول انتخابات ،إذا لم تحصل انتخابات سيذوب الإسلام، وإذا لم تخرج مظاهرة فالإسلام لا تبقى له بقية ، فيصورون القضية التي تكون مخالفة للكتاب والسنة على أنها هي الإسلام. وخرج صاحبنا المسكين بلحيته في المظاهرات إلى أين ؟إلى مجلس النواب تقوم الفتاة تخطب على رءوسهم وهو (يدقدق)بالسبحة سبحان الله سبحان الله يهز رأسهاهـ[فضائح ونصائح117].
وقال رحمه الله: ((على أننا ندعو إلى المفاهمة في حدود كتاب الله وسنة رسول الله ن ولسنا نتشوق ،ولسنا نفرح بالحرب ؛لأن الرسول ن يقول «أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا الله العَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا [ رواه البخاري(1600)ومسلم(742) عن عبد الله بن أبي.

الوجه الثالث : إن هذه التهمة مخالفة للواقع مخالفة صارخة ففي الكثير من البلدان نجد أن أغلب محاضرات السلفيين ممنوعة بل ونجد بعض كتبهم تمنع من البيع ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية بل ونجد الجرائد الرسمية التابعة للحكومة تسب السلفيين وتتهمهم بل وتحرض الرأي العام ضدهم فهل بعد هذا يقال عن علمائنا أنهم علماء سلطان؟.
من الذي سجن الإمام أحمد أليس حاكم زمانه رغم أن الإمام أحمد كان يقول بطاعته وعدم الخروج عليه.
من الذي سجن الإمام ابن سيرين أليس حاكم زمانه ومع هذا لما قال له السجان: إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك ، فإذا أصبحت فتعال . فقال ابن سيرين: لا والله ، لا أعينك على خيانة السلطان . ( تاريخ بغداد ( 5/334) ) .
من الذي سجن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أليس حاكم زمانه ومع هذا لا تجد في كتبه إلا إيجاب السمع والطاعة-في المعروف- لهؤلاء الحكام؟
ومن الذي سجن الإمام الألباني رحمه الله أليس حاكم سوريا؟.
ومن الذي يمنع دروس السلفيين وكتبهم في المعارض عندنا في الجزائر أليس حاكم الجزائر وفقه الله للخير والهدى؟
أفبعد كل هذا يأتي من يأتي ويزعم أن الحكام يرضون بالسلفية وأن علمائنا علماء سلطان.

الوجه الرابع : كون الحكام يرضون بشيء من السلفية لما فيها من تطبيق الشرع في مسألة طاعة الحكام وعدم الخروج عليهم فهل هذا منقصة للسلفية؟ لا والله فالسلفيون لم يقولوا بطاعة الحكام _في غير المعصية_ تزلفا لهم بل طاعة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فلا يلامون إن استغل بعض الحكام فتاويهم لأن إرضاء الحاكم بل حتى الكافر-في الظاهر- لمصلحة تعود للمسلمين إنما هي سنة نبوية شريفة فنبينا عليه الصلاة والسلام قد رضي بشروط الكفار يوم صلح الحديبية رغم ما في ظاهرها من ظلم حتى قال عمر بن الخطاب يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى قال: فلم نعطى الدنية فى ديننا فظن أن هذا خذلان ولكن الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ما فى شك أنه أفقه من عمر وأن الله تعالى أذن له فى ذلك وقال: «إنى رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري» رواه البخاري. فأين أنتم من هذا السيرة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم هل ستقولون أن هذا العهد الذي كان بين محمد صلى الله عليه وسلم وبين الكفار إنبطاحا وخذلانا وعمالة للكفار و أن الكفار يرضون به أم ستقولون فيه مصلحة للمسلمين وأمنهم واستقرارهم؟!!!!.
------------------------------------
(1) مستل من بحثي الذي هو بعنوان(صد العدوان ورد البهتان على من قال: أنتم علماء سلطان) يمكنك الإطلاع عليه بالضغط على هذا الرابط:
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=815665










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-14, 01:06   رقم المشاركة : 85
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

التهمة الثانية: قولهم أن العلماء لا يفقهون الواقع

ومعنى هذه التهمة :
أن فتوى العلماء ضعيفة غير معتبرة ؛ لأنهم لا يعلمون ما يدار من حولهم ولا يعلمون بمخططات الأعداء لجهلهم بها .

وهذه التهمة باطلة من وجوه(*) :

الوجه الأول : أن هذا القول صادرٌ ممن لم يفقه في دين الله شيئاً قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله تعالى - :لا يجوز اتهام عالم من العلماء بأنه لا يفهم الواقع هذا تشويه ولا يصح أن يقال : إن العلماء أو بعض العلماء لا يدركون الواقع إذا كان الذهن ينصرف إلى علماء بعينهم([1]).
وقال الشيخ حماد الأنصاري - رحمه الله تعالى - : إن الذي يقولون : إن العلماء في هذا العصر لا يفقهون الواقع قد أخطئوا في قولهم وهذه عبارة لا تنبغي ([2]).
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - : الواجب على المسلم أن يحفظ لسانه عما لا ينبغي وأن لا يتكلم إلا عن بصيرة فالقول بأن فلاناً لم يفقه الواقع هذا يحتاج إلى علم ولا يقولها إلا من عنده علم حتى يستطيع الحكم بأن فلاناً لم يفقه الواقع . أما أن يقول هذا جزافاً ويحكم برأيه على غير دليل ؛ فهذا منكر عظيم لا يجوز والعلم بأن صاحب الفتوى لم يفقه الواقع يحتاج إلى دليل ولا يتسنى ذلك إلا للعلماء ([3]).
وقال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله تعالى - : نسمع في زماننا هذا من يتكلم في أعراض العلماء ويتهمهم بالغباوة والجهل ، وعدم إدراك الأمور وعدم فقه الواقع كما يقولون وهذا أمر خطير ؛ فإنه إذا فقدت الثقة في علماء المسلمين فمن يقود الأمة الإسلامية ؟ ومن يرجع إليه الفتاوى والأحكام ؟ واعتقد أن هذا دس من أعدائنا وأنه انطلى على كثير من الذين لا يدركون الأمور أو الذين فيهم غيرة شديدة وحماس لكنه على جهل فأخذوه مأخذ الغيرة ومأخذ الحرص على المسلمين لكن الأمر لا يكون هكذا ، أعز شيء في الأمة هم العلماء فلا يجوز أن نتنقصهم أو نتهمهم بالجهل والغباوة وبالمداهنة أو نسميهم علماء السلاطين أو غير ذلك ، هذا خطر عظيم يا عباد الله ، فلنتق الله في هذا الأمر ، ولنحذر من ذلك ([4]) .
وقال - حفظه الله تعالى - أيضاً : إن وجود المثقفين والخطباء المتحمسين لا يعوض الأمة عن علمائها ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم "أنه في آخر الزمان يكثر القراء ويقل الفقهاء"([5]) ، وهؤلاء قراء وليسوا فقهاء ، فإطلاق لفظ العلماء على هؤلاء إطلاق في غير محله والعبرة بالحقائق لا بالألقاب ، فكثير من يجيد الكلام ويستميل العوام وهو غير فقيه . والذي يكشف هؤلاء أنه عندما تحصل نازلة يحتاج إلى معرفة الحكم الشرعي فيها فإن الخطباء والمتحمسين تتقاصر أفهامهم وعند ذلك يأتي دور العلماء . فلننتبه لذلك ونعطي علماءنا حقهم ونعرف قدرهم وفضلهم وننزل كلاً منزلته اللائقة به ([6]) .
والوجه الثاني : أن تعلم فقه الشرع هو المهم والضروري ؛ لأنه الأصل وغيره مبني عليه قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - : سمعنا ولا حظنا أنه وقع كثير من الشباب المسلم في حيص بيص نحو هذا النوع من العلم الذي سبقت الإشارة إلى تسميتهم له "بفقه الواقع" فانقسموا قسمين : وصاروا للأسف فريقين حيث إنه قد غلا البعض بهذا الأمر وقصر البعض فيه : إذ إنك ترى وتسمع ممن يفخمون شأن فقه الواقع ويضعونه في مرتبة عالية فوق مرتبته العلمية الصحيحة وأنهم يريدون من كل عالم بالشرع أن يكون عالماً بما سموه فقه الواقع !
كما أن العكس أيضاً حاصل فيهم فقد أوهموا السامعين لهم والملتفين حولهم أن كل من كان عارفاً بواقع العالم الإسلامي كمثل من هو فقيه في الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح !! علماً بأن هذا الفقه -كما أشرنا - ليس بلازم .
ونحن لا نتصور وجود إنسان كامل بكل معنى هذه الكلمة أي : أن يكون عالما بكل هذه العلوم التي أشرت إليها وسبق الكلام عليها .
فالواجب إذاً: تعاون هؤلاء الذين تفرغوا لمعرفة واقع الأمة الإسلامية وما يحاك ضدها مع علماء الكتاب والسنة وعلى نهج سلف الأمة فأولئك يقدمون تصوراتهم وأفكارهم وهؤلاء يبينون فيها حكم الله سبحانه ويقدمون للآخرين النصح القائم على الدليل الصحيح والحجة النيرة .
أما أن يصبح المتكلم في فقه الواقع في أذهان سامعيه واحداً من العلماء والمفتين لا لشـيء إلا لأنه تكلم بهذا الفقه المشار إليه فهذا ما لا يحكم له بوجه من الصواب إذ يتخذ كلامه تكأة ترد بها فتاوى العلماء وتنقض فيه اجتهاداتهم .
ومن المهم بيانه في هذا المقام أنه قد يخطىء علامة ما في حكمه على مسألة معينة من تلك المسائل الواقعية وهذا أمر حدث ويحدث ولكن هل هذا يسقط العالم أو ذاك ويجعل المخالفين له يصفونه بكلمات نابية لا يجوز إيرادها عليه كأن يقال مثلاً - وقد قيل - : هذا فقيه شرع وليس فقيه واقع !!!
فهذه قسمة تخالف الشرع والواقع ! فكلامهم المشار إليه كله كأنه يوجب على علماء الكتاب والسنة أن يكونوا أيضاً عارفين بالاقتصاد والاجتماع والسياسة والنظم العسكرية وطرق استعمال الأسلحة الحديثة ونحو هذا وذاك !!
ولست أظن أن هناك إنساناً عاقلاً يتصور اجتماع هذه العلوم والمعارف كلها في صدر إنسان مهما كان عالماً كاملاً !
([7]) .

وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - : يقع من بعض الناس هداهم الله تعالى التقليل من شأن العلماء بدعوى عدم فقه الواقع فما توجيه سماحتكم جزاكم الله خيراً ووفقكم لما يحبه ويرضاه ؟

فأجاب – رحمه الله تعالى - : لا شك أن فقه الواقع أمر مطلوب وأن الإنسان لا ينبغي أن يكون في عزلة عما يقع حوله وفي بلده بل لابد أن يفقه لكن لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يكون الاشتغال بفقه الواقع مشغلاً عن فقه الشريعة والدين الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم :"من يرد الله به خيراً يفقه في الدين"([8]). لم يقل يفقهه في الواقع فإذا كان عند الإنسان علم بما يقع حوله لكنه قد صرف جهده وجل أمره إلى الفقه في دين الله فهذا طيب أما أن ينشغل بالواقع والتفقه فيه – كما زعم – والاستنتاجات التي يخالفها ما يقع فيما بعد ؛ لأن كثيراً من المشتغلين بفقه الواقع يقدمون حسب ما تمليه عليهم مخيلتهم ويقدرون أشياء يتبين أن الواقع بخلافها فإذا كان فقه الواقع لا يشغله عن فقه الدين فلا بأس به . لكن لا يعني ذلك أن نقلل من شأن علماء يشهد لهم بالخير وبالعلم وبالصلاح لكنهم يخفى عليهم بعض الواقع فإن هذا غلط عظيم فعلماء الشريعة أنفع للمجتمع من علماء فقه الواقع ولهذا تجد بعض العلماء الذين عندهم اشتغال كثير في فقه الواقع وانشغال عن فقه الدين لو سألتهم عن أدنى مسألة في دين الله – عز وجل – لوقفوا حيارى أو تكلموا بلا علم يتخبطون تخبطاً عشوائياً .
والتقليل من شأن العلماء الراسخين في العلم المعروفين بالإيمان والعلم الراسخ جناية ليس على هؤلاء العلماء بأشخاصهم بل على ما يحملونه من شريعة الله تعالى .
ومن المعلوم : أنه إذا قلت هيبة العلماء وقلت قيمتهم في المجتمع فسوف يقل بالتبع الأخذ عنهم وحينئذٍ تضيع الشريعة التي يحملونها أو بعضها ويكون في هذا جناية عظيمة على الإسلام وعلى المسلمين أيضاً .
والذي أرى أنه ينبغي أن يكون عند الإنسان اجتهاد بالغ ويصرف أكبر همه في الفقه في دين الله - عز وجل - حتى يكون ممن أراد الله بهم خيراً وألا ينسى نفسه من فقه الواقع وأن يعرف ما حوله من الأمور التي يعملها أعداء الإسلام للإسلام .
ومع ذلك أكرر: أنه لا ينبغي للإنسان أن يصرف جل همه ووقته للبحث عن الواقع بل أهم شيء أن يفقه في دين الله - عز وجل - وأن يفقه من الواقع ما يحتاج إلى معرفته فقط وكما أشرت سابقاً في أول الجواب : أن من فقهاء الواقع من أخطئوا في ظنهم وتقديراتهم وصار المستقبل على خلاف ما ظنوا تماماً .
لكن هم يقدرون ثم يبنون الأحكام على ما يقدرونه فيحصل بذلك الخطأ وأنا أكرر أنه لا بد أن يكون الفقيه بدين الله عنده شيء من فقه أحوال الناس وواقعهم حتى يمكن أن يطبق الأحكام الشرعية على مقتضى ما فهم من أحوال الناس ولهذا ذكر العلماء في باب القضاء : أن من صفات القاضي أن يكون عارفاً بأحوال الناس ومصطلحاتهم في كلامهم وأفعالهم
([9]) .

وقال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى - : أما الاهتمام بالثقافات العامة والأمور الصحفية وأقوال الناس ، وما يدار في العالم ، فهذه إنما يطلع الإنسان عليها بعدما يتحصل على العلم الشرعي ويحقق العقيدة فيطلع على هذه الأمور من أجل أن يعرف الخير من الشر ومن أجل أن يحذر مما يدور في الساحة من شرور ودعايات مضللة ، لكن هذا بعدما يتسلح بالعلم ويتسلح بالإيمان بالله ورسوله ، أما أن يدخل في مجالات الثقافة والأمور الصحفية وأمور السياسة وهو على غير علم بعقيدته وعلى غير علم بأمور دينه ، فإن هذا لا ينفعه شيئاً ، بل هذا يضره بحيث يشتغل بما لا فائدة منه ، ولا يستطيع أن يميز الحق من الباطل كثير ممن جهلوا العقيدة واعتنوا بمثل هذه الأمور ضلوا ، وأضلوا ، ولبسوا على الناس ؛ بسبب أنهم ليس عندهم بصيرة وليس عندهم علم يميزون به بين الضار والنافع ، وما يؤخذ وما يترك ، وكيف تعالج الأمور ، فبذلك حصل الخلل ، وحصل اللبس عند كثير من الناس ؛ لأنهم دخلوا في مجالات الثقافة ، ومجالات السياسة ، من غير أن يكون عندهم علم بعقيدتهم وبصيرة من دينهم ، فحسبوا الحق باطلاً ، والباطل حقاً([10]) .
وقال أيضاً : وأما الاشتغال بواقع العصر كما يقولون أو فقه الواقع ، فهذا إنما يكون بعد الفقه الشرعي ؛ إذ الإنسان بالفقه الشرعي ينظر إلى واقع الناس وما يدور في العالم وما يأتي من أفكار ومن آراء ، ويعرضها على العلم الشرعي الصحيح ؛ ليميز خيرها من شرها ، وبدون العلم الشرعي ؛ فإنه لا يميز بين الحق والباطل والهدى والضلال ، فالذي يشتغل بادئ ذي بدء بالأمور الثقافية والأمور الصحافية والأمور السياسية ، وليس عنده بصيرة من دينه ؛ فإنه يضل بهذه الأمور ؛ لأن أكثر ما يدور فيها ضلال ودعاية للباطل وزخرف من القول وغرور نسأل الله العافية والسلامة([11]) .
والوجه الثالث : أن علماءنا يدركون واقع المسائل التي يفتون بها ، ويدركون ما يحتاج إليه من واقع الناس قال الشيخ أحمد بن يحي النجمي - حفظه الله - : أما فقه الواقع الذي ما زال هؤلاء يشقشقون به ويطنطنون فنحن نقول لهؤلاء : إن كنتم تريدون بفقه الواقع ما تترتب عليه الأحكام الشرعية وتتبين به الفتوى مما يكون مناطاً للحكم أو سبباً له أو وسيلة إليه فإن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وابن عثيمين وابن فوزان والغديان واللحيدان، والأطرم، وعبدالعزيز آل الشيخ . وغيرهم من القضاة أو المفتين لم يصدروا الحكم أو الفتوى إلا بعد أن يعرفوا الواقع الذي يحيط بها أو يؤثر فيها وإن كنتم تريدون بفقه الواقع الاطلاع على أسرار الدول وأخبار أهل العصر مما يكتب في الجرائد والمجلات أو تتناقله وسائل الإعلام أو يستنتجه المحللون السياسيون أو غير ذلك فإن لأهل العلم شغلاً بأعمالهم التي نيطت بهم وأوكلت إليهم من الفتوى والتدريس والدعوة إلى الله عزّ وجلّ ما لا يتسع معه لشيئ آخر مع أنهم لهم قدرة محدودة وهذا من خصائص وزارة الدفاع في كل بلد أي التنبه لمكايد الأعداء ومخططاتهم والإعداد لكل أمر بما يناسبه ([12]).
وسئل – حفظه الله تعالى – أيضاً : ما حكم من قال : إن هيئة كبار العلماء لا يفقهون الواقع ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - :
أولاً : أقول ما هذه إلا فرية على هيئة كبار العلماء يقصد بها الطعن فيهم والإزراء عليهم والتحقير لشأنهم .
ثانياً : يدل هذا القول على ضغينة في قلب هذا القائل على هيئة كبار العلماء ، وبغضه لهم وكراهيته المستحكمة إياهم .
ثالثاً : أن من أبغض العلماء السلفيين - الذين يعملون بما قال الله ، وقال رسوله ، ويعملون الناس بما قال الله ، وقال رسوله ، ويفتون بما قال الله ورسوله ويعملون على نشر الشريعة ليلاً ونهاراً - : فهو مبتدعٌ ضالٌ منافقٌ .
رابعاً : أن هيئة كبار العلماء في السعودية لا يحكمون في قضية ولا يفتون بفتوى إلا بعد أن يعرفوا ملابساتها ، وما يتعلق بها ، مما له تأثير في الفتوى ، وهذا هو الذي يلزم المفتي ، والقاضي فمن قال إنهم لا يعرفون فقه الواقع فقد اتهمهم بأنهم أغبياء جهلة ، لا يعرفون من الواقع شيئاً ، بل واتهم الدولة التي وضعتهم في هذه المناصب ، وهذا بهت لهم ، وللدولة فرية عليهم وعليها ، وظلم للجميع فالله يتولى جزاء من قاله بما يستحق .
خامساً : ماذا يريدون من هيئة كبار العلماء ؟!! هل يريدون منهم أن يشاركوا المحللين السياسيين أو غيرهم من أصحاب التكهنات المبنية على الكذب والحدس والتخمين قاتل الله الهوى ما يفعل بأصحابه .
سادساً : هيئة كبار العلماء لهم شغل شاغل ، فيما نيط بهم من أعمال ، فلهم دروس ومحاضرات وفتاوى ، وتحقيقات علمية ، تستنفذ جهدهم ووقتهم بما لا يحتاج إلى مزيد .
سابعاً : أن أصحاب البدع فيهم شبه من اليهود فمن كان معهم رفعوه فوق منزلته ، ومن خالفهم رموه بكل كارثة
([13]) .

والوجه الرابع : أن فقه الواقع مجرد تخيلات سياسية وتكهنات مستقبلية وأراء عقلية خالية من الحجة والبرهان قال الشيخ حماد الأنصاري- رحمه الله تعالى- : إن ما يسمى بفقه الواقع ليس بفقه وإنما -هو فقه المجانين وأعني بفقه المجانين : فقه الذين لا يفقهون وليس من الفقه التشويش وإدخال الناس في متاهات وأمور لا يهضمونها([14]).
وقال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي :" إنّ من أغرب ما يقع فيه المتحمسون لفقه الواقع أنهم يقدّمونه للنّاس وكأنّه أشرف العلوم وأهمها، ولقد غلا فيه بعضهم غلواً شديداً فجعل العلوم الشرعية من مقوماته، ونسج حوله من الهالات الكبيرة، بما لم يسبقه إليه الأولون والآخرون، وهو في حقيقته لا يسمى علماً ولا فقهاً، ولو كان علماً أو فقهاً فأين المؤلفات فيه؟! وأين علماؤه وفقهاؤه في السابق واللاحق؟! وأين مدارسه؟! لماذا لا يسمى علماً ولا فقهاً إسلامياً؟ لأنه ذو أهداف سياسية خطيرة منها:
أ ـ إسقاط المنهج السلفي ؛ لأن فقه الواقع لا يختلف عن مبدأ الصوفية في التفريق بين الشريعة والحقيقة؛ إذ هدفهم من ذلك إسقاط الشريعة.
ب ـ الاستيلاء على عقول الشباب والفصل بينهم وبين علماء المنهج السلفي، بعد تشويه صورتهم بالطعون الفاجرة.
جـ ـ اعتماده على التجسس ، فالإخوان المسلمون وإن كانت لهم شبكات تجسس واسعة على أهل الحديث والسلفيين إلا أنهم يعجزون تمام العجز عن اكتشاف أسرار الأعداء وإحباط خططهم، وواقعهم في مصر وسورية والعراق أكبر شاهد على ذلك.
د ـ أنه يعتمد على أخبار الصحف والمجلات التي تحترف الكذب ، وعلى المذكرات السياسية التي يكتبها الشيوعيون واليهود والنصارى والعلمانيون والميكافيليون وغيرهم من شياطين السياسة الماكرة، الذين من أكبر أهدافهم تضليل المسلمين ومخادعتهم واستدراجهم إلى بناء خطط فاشلة على المعلومات التي يقدّمونها.
هـ ـ من أركان هذا الفقه المزعوم التحليلات السياسية الكاذبة الفاشلة، وقد أظهر الله كذبها وفشلها، ولا سيما في أزمة الخليج.
و ـ أنه يقوم على تحريف نصوص القرآن والسنة، ويقوم على تحريف كلام ابن القيم في فقه الواقع.
ز ـ قيامه على الجهل والهوى حيث ترى أهله يرمون من لا يهتم بهذا الفقه بالعلمنة الفكرية والعلمية، وهذا غلو فظيع قائم على الجهل بالفرق بين فروض الكفايات وفروض الأعيان، لو سلمنا جدلا أن هذا الفقه الوهمي من فروض الكفايات.
ح ـ يرتكز هذا العلم المفتعل على المبالغات والتهويل، حيث جُعلت علوم الشريعة والتاريخ من مقوماته، فأين جهابذة العلماء وعباقرتهم عن هذا العلم وعن التأليف والتدريس فيه والإشادة به والتخصص فيه وإنشاء الجامعات أو على الأقل أقسام التخصص فيه؟!
ط ـ ولما كان هذا الفقه بهذه الصفات الدميمة لم ينشأ عنه إلا الخيال والدواهي من الآثار، فمن آثاره تفريق شباب الأمة وغرس الأحقاد والأخلاق الفاسدة في أنصاره، من بهْت الأبرياء والتكذيب بالصدق وخذلانه وخذلان أهله، والتصديق بالكذب والترّهات، وإشاعة ذلك، والإرجاف في صورة موجات عاتية، تتحوّل إلى طوفان من الفتن التي ما تركت بيت حجر أو مدر أو وبر إلا دخلته. أما فقه الواقع الذي يحتفي به علماء الإسلام - ومنهم ابن القيم - والسياسة الإسلامية العادلة ، فمرحباً بهما وعلى الرأس والعين، وإن جهلهما وتنكَّر لهما الإخوان المسلمون
"([15]).

------------------------------
(*) هذا الرد على التهمة منقول كاملا من كتاب "المدارج في كشف شبهات الخوارج" للشيخ أحمد بن عمر بازمول.
([1]) فتاوى ورسائل الشيخ عبد الرزاق عفيفي (627) .

([2]) المجموع في ترجمة حماد بن محمد الأنصاري (2/584) لعبد الأول بن حماد الأنصاري .

([3]) وجوب طاعة السلطان للعريني (49- 51) .

([4]) محاضرات في العقيدة والدعوة (2/183-184) وانظر منه (3/124-125، 435) .

([5]) إسناده حسن :

أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (3/319رقم3277) والحاكم في المستدرك (4/457) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

([6]) محاضرات في العقيدة والدعوة (2/186-187) .

([7]) سؤال وجواب حول فقه الواقع (38-41) .

([8]) أخرجه البخاري في الصحيح(1/164رقم71-فتح) ومسلم في الصحيح (7/179رقم1037-نووي).

([9]) العلم (224-226) .

([10]) محاضرات في العقيدة والدعوة (3/37-38) .

([11]) محاضرات في العقيدة والدعوة (3/42-43) .

([12]) المورد العذب الزلال (249- 250) .

([13]) الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية (38-39) .

([14]) المجموع في ترجمة حماد بن محمد الأنصاري (2/765) لعبد الأول بن حماد الأنصاري .

([15]) أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية (93ـ95) .










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-14, 19:15   رقم المشاركة : 86
معلومات العضو
aboumoadh
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة
التهمة الثانية: قولهم أن العلماء لا يفقهون الواقع

ومعنى هذه التهمة :
أن فتوى العلماء ضعيفة غير معتبرة ؛ لأنهم لا يعلمون ما يدار من حولهم ولا يعلمون بمخططات الأعداء لجهلهم بها .

وهذه التهمة باطلة من وجوه(*) :

الوجه الأول : أن هذا القول صادرٌ ممن لم يفقه في دين الله شيئاً قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله تعالى - :لا يجوز اتهام عالم من العلماء بأنه لا يفهم الواقع هذا تشويه ولا يصح أن يقال : إن العلماء أو بعض العلماء لا يدركون الواقع إذا كان الذهن ينصرف إلى علماء بعينهم([1]).
وقال الشيخ حماد الأنصاري - رحمه الله تعالى - : إن الذي يقولون : إن العلماء في هذا العصر لا يفقهون الواقع قد أخطئوا في قولهم وهذه عبارة لا تنبغي ([2]).
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى - : الواجب على المسلم أن يحفظ لسانه عما لا ينبغي وأن لا يتكلم إلا عن بصيرة فالقول بأن فلاناً لم يفقه الواقع هذا يحتاج إلى علم ولا يقولها إلا من عنده علم حتى يستطيع الحكم بأن فلاناً لم يفقه الواقع . أما أن يقول هذا جزافاً ويحكم برأيه على غير دليل ؛ فهذا منكر عظيم لا يجوز والعلم بأن صاحب الفتوى لم يفقه الواقع يحتاج إلى دليل ولا يتسنى ذلك إلا للعلماء ([3]).
وقال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله تعالى - : نسمع في زماننا هذا من يتكلم في أعراض العلماء ويتهمهم بالغباوة والجهل ، وعدم إدراك الأمور وعدم فقه الواقع كما يقولون وهذا أمر خطير ؛ فإنه إذا فقدت الثقة في علماء المسلمين فمن يقود الأمة الإسلامية ؟ ومن يرجع إليه الفتاوى والأحكام ؟ واعتقد أن هذا دس من أعدائنا وأنه انطلى على كثير من الذين لا يدركون الأمور أو الذين فيهم غيرة شديدة وحماس لكنه على جهل فأخذوه مأخذ الغيرة ومأخذ الحرص على المسلمين لكن الأمر لا يكون هكذا ، أعز شيء في الأمة هم العلماء فلا يجوز أن نتنقصهم أو نتهمهم بالجهل والغباوة وبالمداهنة أو نسميهم علماء السلاطين أو غير ذلك ، هذا خطر عظيم يا عباد الله ، فلنتق الله في هذا الأمر ، ولنحذر من ذلك ([4]) .
وقال - حفظه الله تعالى - أيضاً : إن وجود المثقفين والخطباء المتحمسين لا يعوض الأمة عن علمائها ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم "أنه في آخر الزمان يكثر القراء ويقل الفقهاء"([5]) ، وهؤلاء قراء وليسوا فقهاء ، فإطلاق لفظ العلماء على هؤلاء إطلاق في غير محله والعبرة بالحقائق لا بالألقاب ، فكثير من يجيد الكلام ويستميل العوام وهو غير فقيه . والذي يكشف هؤلاء أنه عندما تحصل نازلة يحتاج إلى معرفة الحكم الشرعي فيها فإن الخطباء والمتحمسين تتقاصر أفهامهم وعند ذلك يأتي دور العلماء . فلننتبه لذلك ونعطي علماءنا حقهم ونعرف قدرهم وفضلهم وننزل كلاً منزلته اللائقة به ([6]) .
والوجه الثاني : أن تعلم فقه الشرع هو المهم والضروري ؛ لأنه الأصل وغيره مبني عليه قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - : سمعنا ولا حظنا أنه وقع كثير من الشباب المسلم في حيص بيص نحو هذا النوع من العلم الذي سبقت الإشارة إلى تسميتهم له "بفقه الواقع" فانقسموا قسمين : وصاروا للأسف فريقين حيث إنه قد غلا البعض بهذا الأمر وقصر البعض فيه : إذ إنك ترى وتسمع ممن يفخمون شأن فقه الواقع ويضعونه في مرتبة عالية فوق مرتبته العلمية الصحيحة وأنهم يريدون من كل عالم بالشرع أن يكون عالماً بما سموه فقه الواقع !
كما أن العكس أيضاً حاصل فيهم فقد أوهموا السامعين لهم والملتفين حولهم أن كل من كان عارفاً بواقع العالم الإسلامي كمثل من هو فقيه في الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح !! علماً بأن هذا الفقه -كما أشرنا - ليس بلازم .
ونحن لا نتصور وجود إنسان كامل بكل معنى هذه الكلمة أي : أن يكون عالما بكل هذه العلوم التي أشرت إليها وسبق الكلام عليها .
فالواجب إذاً: تعاون هؤلاء الذين تفرغوا لمعرفة واقع الأمة الإسلامية وما يحاك ضدها مع علماء الكتاب والسنة وعلى نهج سلف الأمة فأولئك يقدمون تصوراتهم وأفكارهم وهؤلاء يبينون فيها حكم الله سبحانه ويقدمون للآخرين النصح القائم على الدليل الصحيح والحجة النيرة .
أما أن يصبح المتكلم في فقه الواقع في أذهان سامعيه واحداً من العلماء والمفتين لا لشـيء إلا لأنه تكلم بهذا الفقه المشار إليه فهذا ما لا يحكم له بوجه من الصواب إذ يتخذ كلامه تكأة ترد بها فتاوى العلماء وتنقض فيه اجتهاداتهم .
ومن المهم بيانه في هذا المقام أنه قد يخطىء علامة ما في حكمه على مسألة معينة من تلك المسائل الواقعية وهذا أمر حدث ويحدث ولكن هل هذا يسقط العالم أو ذاك ويجعل المخالفين له يصفونه بكلمات نابية لا يجوز إيرادها عليه كأن يقال مثلاً - وقد قيل - : هذا فقيه شرع وليس فقيه واقع !!!
فهذه قسمة تخالف الشرع والواقع ! فكلامهم المشار إليه كله كأنه يوجب على علماء الكتاب والسنة أن يكونوا أيضاً عارفين بالاقتصاد والاجتماع والسياسة والنظم العسكرية وطرق استعمال الأسلحة الحديثة ونحو هذا وذاك !!
ولست أظن أن هناك إنساناً عاقلاً يتصور اجتماع هذه العلوم والمعارف كلها في صدر إنسان مهما كان عالماً كاملاً !
([7]) .

وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى - : يقع من بعض الناس هداهم الله تعالى التقليل من شأن العلماء بدعوى عدم فقه الواقع فما توجيه سماحتكم جزاكم الله خيراً ووفقكم لما يحبه ويرضاه ؟

فأجاب – رحمه الله تعالى - : لا شك أن فقه الواقع أمر مطلوب وأن الإنسان لا ينبغي أن يكون في عزلة عما يقع حوله وفي بلده بل لابد أن يفقه لكن لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يكون الاشتغال بفقه الواقع مشغلاً عن فقه الشريعة والدين الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم :"من يرد الله به خيراً يفقه في الدين"([8]). لم يقل يفقهه في الواقع فإذا كان عند الإنسان علم بما يقع حوله لكنه قد صرف جهده وجل أمره إلى الفقه في دين الله فهذا طيب أما أن ينشغل بالواقع والتفقه فيه – كما زعم – والاستنتاجات التي يخالفها ما يقع فيما بعد ؛ لأن كثيراً من المشتغلين بفقه الواقع يقدمون حسب ما تمليه عليهم مخيلتهم ويقدرون أشياء يتبين أن الواقع بخلافها فإذا كان فقه الواقع لا يشغله عن فقه الدين فلا بأس به . لكن لا يعني ذلك أن نقلل من شأن علماء يشهد لهم بالخير وبالعلم وبالصلاح لكنهم يخفى عليهم بعض الواقع فإن هذا غلط عظيم فعلماء الشريعة أنفع للمجتمع من علماء فقه الواقع ولهذا تجد بعض العلماء الذين عندهم اشتغال كثير في فقه الواقع وانشغال عن فقه الدين لو سألتهم عن أدنى مسألة في دين الله – عز وجل – لوقفوا حيارى أو تكلموا بلا علم يتخبطون تخبطاً عشوائياً .
والتقليل من شأن العلماء الراسخين في العلم المعروفين بالإيمان والعلم الراسخ جناية ليس على هؤلاء العلماء بأشخاصهم بل على ما يحملونه من شريعة الله تعالى .
ومن المعلوم : أنه إذا قلت هيبة العلماء وقلت قيمتهم في المجتمع فسوف يقل بالتبع الأخذ عنهم وحينئذٍ تضيع الشريعة التي يحملونها أو بعضها ويكون في هذا جناية عظيمة على الإسلام وعلى المسلمين أيضاً .
والذي أرى أنه ينبغي أن يكون عند الإنسان اجتهاد بالغ ويصرف أكبر همه في الفقه في دين الله - عز وجل - حتى يكون ممن أراد الله بهم خيراً وألا ينسى نفسه من فقه الواقع وأن يعرف ما حوله من الأمور التي يعملها أعداء الإسلام للإسلام .
ومع ذلك أكرر: أنه لا ينبغي للإنسان أن يصرف جل همه ووقته للبحث عن الواقع بل أهم شيء أن يفقه في دين الله - عز وجل - وأن يفقه من الواقع ما يحتاج إلى معرفته فقط وكما أشرت سابقاً في أول الجواب : أن من فقهاء الواقع من أخطئوا في ظنهم وتقديراتهم وصار المستقبل على خلاف ما ظنوا تماماً .
لكن هم يقدرون ثم يبنون الأحكام على ما يقدرونه فيحصل بذلك الخطأ وأنا أكرر أنه لا بد أن يكون الفقيه بدين الله عنده شيء من فقه أحوال الناس وواقعهم حتى يمكن أن يطبق الأحكام الشرعية على مقتضى ما فهم من أحوال الناس ولهذا ذكر العلماء في باب القضاء : أن من صفات القاضي أن يكون عارفاً بأحوال الناس ومصطلحاتهم في كلامهم وأفعالهم
([9]) .

وقال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى - : أما الاهتمام بالثقافات العامة والأمور الصحفية وأقوال الناس ، وما يدار في العالم ، فهذه إنما يطلع الإنسان عليها بعدما يتحصل على العلم الشرعي ويحقق العقيدة فيطلع على هذه الأمور من أجل أن يعرف الخير من الشر ومن أجل أن يحذر مما يدور في الساحة من شرور ودعايات مضللة ، لكن هذا بعدما يتسلح بالعلم ويتسلح بالإيمان بالله ورسوله ، أما أن يدخل في مجالات الثقافة والأمور الصحفية وأمور السياسة وهو على غير علم بعقيدته وعلى غير علم بأمور دينه ، فإن هذا لا ينفعه شيئاً ، بل هذا يضره بحيث يشتغل بما لا فائدة منه ، ولا يستطيع أن يميز الحق من الباطل كثير ممن جهلوا العقيدة واعتنوا بمثل هذه الأمور ضلوا ، وأضلوا ، ولبسوا على الناس ؛ بسبب أنهم ليس عندهم بصيرة وليس عندهم علم يميزون به بين الضار والنافع ، وما يؤخذ وما يترك ، وكيف تعالج الأمور ، فبذلك حصل الخلل ، وحصل اللبس عند كثير من الناس ؛ لأنهم دخلوا في مجالات الثقافة ، ومجالات السياسة ، من غير أن يكون عندهم علم بعقيدتهم وبصيرة من دينهم ، فحسبوا الحق باطلاً ، والباطل حقاً([10]) .
وقال أيضاً : وأما الاشتغال بواقع العصر كما يقولون أو فقه الواقع ، فهذا إنما يكون بعد الفقه الشرعي ؛ إذ الإنسان بالفقه الشرعي ينظر إلى واقع الناس وما يدور في العالم وما يأتي من أفكار ومن آراء ، ويعرضها على العلم الشرعي الصحيح ؛ ليميز خيرها من شرها ، وبدون العلم الشرعي ؛ فإنه لا يميز بين الحق والباطل والهدى والضلال ، فالذي يشتغل بادئ ذي بدء بالأمور الثقافية والأمور الصحافية والأمور السياسية ، وليس عنده بصيرة من دينه ؛ فإنه يضل بهذه الأمور ؛ لأن أكثر ما يدور فيها ضلال ودعاية للباطل وزخرف من القول وغرور نسأل الله العافية والسلامة([11]) .
والوجه الثالث : أن علماءنا يدركون واقع المسائل التي يفتون بها ، ويدركون ما يحتاج إليه من واقع الناس قال الشيخ أحمد بن يحي النجمي - حفظه الله - : أما فقه الواقع الذي ما زال هؤلاء يشقشقون به ويطنطنون فنحن نقول لهؤلاء : إن كنتم تريدون بفقه الواقع ما تترتب عليه الأحكام الشرعية وتتبين به الفتوى مما يكون مناطاً للحكم أو سبباً له أو وسيلة إليه فإن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وابن عثيمين وابن فوزان والغديان واللحيدان، والأطرم، وعبدالعزيز آل الشيخ . وغيرهم من القضاة أو المفتين لم يصدروا الحكم أو الفتوى إلا بعد أن يعرفوا الواقع الذي يحيط بها أو يؤثر فيها وإن كنتم تريدون بفقه الواقع الاطلاع على أسرار الدول وأخبار أهل العصر مما يكتب في الجرائد والمجلات أو تتناقله وسائل الإعلام أو يستنتجه المحللون السياسيون أو غير ذلك فإن لأهل العلم شغلاً بأعمالهم التي نيطت بهم وأوكلت إليهم من الفتوى والتدريس والدعوة إلى الله عزّ وجلّ ما لا يتسع معه لشيئ آخر مع أنهم لهم قدرة محدودة وهذا من خصائص وزارة الدفاع في كل بلد أي التنبه لمكايد الأعداء ومخططاتهم والإعداد لكل أمر بما يناسبه ([12]).
وسئل – حفظه الله تعالى – أيضاً : ما حكم من قال : إن هيئة كبار العلماء لا يفقهون الواقع ؟
فأجاب - حفظه الله تعالى - :
أولاً : أقول ما هذه إلا فرية على هيئة كبار العلماء يقصد بها الطعن فيهم والإزراء عليهم والتحقير لشأنهم .
ثانياً : يدل هذا القول على ضغينة في قلب هذا القائل على هيئة كبار العلماء ، وبغضه لهم وكراهيته المستحكمة إياهم .
ثالثاً : أن من أبغض العلماء السلفيين - الذين يعملون بما قال الله ، وقال رسوله ، ويعملون الناس بما قال الله ، وقال رسوله ، ويفتون بما قال الله ورسوله ويعملون على نشر الشريعة ليلاً ونهاراً - : فهو مبتدعٌ ضالٌ منافقٌ .
رابعاً : أن هيئة كبار العلماء في السعودية لا يحكمون في قضية ولا يفتون بفتوى إلا بعد أن يعرفوا ملابساتها ، وما يتعلق بها ، مما له تأثير في الفتوى ، وهذا هو الذي يلزم المفتي ، والقاضي فمن قال إنهم لا يعرفون فقه الواقع فقد اتهمهم بأنهم أغبياء جهلة ، لا يعرفون من الواقع شيئاً ، بل واتهم الدولة التي وضعتهم في هذه المناصب ، وهذا بهت لهم ، وللدولة فرية عليهم وعليها ، وظلم للجميع فالله يتولى جزاء من قاله بما يستحق .
خامساً : ماذا يريدون من هيئة كبار العلماء ؟!! هل يريدون منهم أن يشاركوا المحللين السياسيين أو غيرهم من أصحاب التكهنات المبنية على الكذب والحدس والتخمين قاتل الله الهوى ما يفعل بأصحابه .
سادساً : هيئة كبار العلماء لهم شغل شاغل ، فيما نيط بهم من أعمال ، فلهم دروس ومحاضرات وفتاوى ، وتحقيقات علمية ، تستنفذ جهدهم ووقتهم بما لا يحتاج إلى مزيد .
سابعاً : أن أصحاب البدع فيهم شبه من اليهود فمن كان معهم رفعوه فوق منزلته ، ومن خالفهم رموه بكل كارثة
([13]) .

والوجه الرابع : أن فقه الواقع مجرد تخيلات سياسية وتكهنات مستقبلية وأراء عقلية خالية من الحجة والبرهان قال الشيخ حماد الأنصاري- رحمه الله تعالى- : إن ما يسمى بفقه الواقع ليس بفقه وإنما -هو فقه المجانين وأعني بفقه المجانين : فقه الذين لا يفقهون وليس من الفقه التشويش وإدخال الناس في متاهات وأمور لا يهضمونها([14]).
وقال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي :" إنّ من أغرب ما يقع فيه المتحمسون لفقه الواقع أنهم يقدّمونه للنّاس وكأنّه أشرف العلوم وأهمها، ولقد غلا فيه بعضهم غلواً شديداً فجعل العلوم الشرعية من مقوماته، ونسج حوله من الهالات الكبيرة، بما لم يسبقه إليه الأولون والآخرون، وهو في حقيقته لا يسمى علماً ولا فقهاً، ولو كان علماً أو فقهاً فأين المؤلفات فيه؟! وأين علماؤه وفقهاؤه في السابق واللاحق؟! وأين مدارسه؟! لماذا لا يسمى علماً ولا فقهاً إسلامياً؟ لأنه ذو أهداف سياسية خطيرة منها:
أ ـ إسقاط المنهج السلفي ؛ لأن فقه الواقع لا يختلف عن مبدأ الصوفية في التفريق بين الشريعة والحقيقة؛ إذ هدفهم من ذلك إسقاط الشريعة.
ب ـ الاستيلاء على عقول الشباب والفصل بينهم وبين علماء المنهج السلفي، بعد تشويه صورتهم بالطعون الفاجرة.
جـ ـ اعتماده على التجسس ، فالإخوان المسلمون وإن كانت لهم شبكات تجسس واسعة على أهل الحديث والسلفيين إلا أنهم يعجزون تمام العجز عن اكتشاف أسرار الأعداء وإحباط خططهم، وواقعهم في مصر وسورية والعراق أكبر شاهد على ذلك.
د ـ أنه يعتمد على أخبار الصحف والمجلات التي تحترف الكذب ، وعلى المذكرات السياسية التي يكتبها الشيوعيون واليهود والنصارى والعلمانيون والميكافيليون وغيرهم من شياطين السياسة الماكرة، الذين من أكبر أهدافهم تضليل المسلمين ومخادعتهم واستدراجهم إلى بناء خطط فاشلة على المعلومات التي يقدّمونها.
هـ ـ من أركان هذا الفقه المزعوم التحليلات السياسية الكاذبة الفاشلة، وقد أظهر الله كذبها وفشلها، ولا سيما في أزمة الخليج.
و ـ أنه يقوم على تحريف نصوص القرآن والسنة، ويقوم على تحريف كلام ابن القيم في فقه الواقع.
ز ـ قيامه على الجهل والهوى حيث ترى أهله يرمون من لا يهتم بهذا الفقه بالعلمنة الفكرية والعلمية، وهذا غلو فظيع قائم على الجهل بالفرق بين فروض الكفايات وفروض الأعيان، لو سلمنا جدلا أن هذا الفقه الوهمي من فروض الكفايات.
ح ـ يرتكز هذا العلم المفتعل على المبالغات والتهويل، حيث جُعلت علوم الشريعة والتاريخ من مقوماته، فأين جهابذة العلماء وعباقرتهم عن هذا العلم وعن التأليف والتدريس فيه والإشادة به والتخصص فيه وإنشاء الجامعات أو على الأقل أقسام التخصص فيه؟!
ط ـ ولما كان هذا الفقه بهذه الصفات الدميمة لم ينشأ عنه إلا الخيال والدواهي من الآثار، فمن آثاره تفريق شباب الأمة وغرس الأحقاد والأخلاق الفاسدة في أنصاره، من بهْت الأبرياء والتكذيب بالصدق وخذلانه وخذلان أهله، والتصديق بالكذب والترّهات، وإشاعة ذلك، والإرجاف في صورة موجات عاتية، تتحوّل إلى طوفان من الفتن التي ما تركت بيت حجر أو مدر أو وبر إلا دخلته. أما فقه الواقع الذي يحتفي به علماء الإسلام - ومنهم ابن القيم - والسياسة الإسلامية العادلة ، فمرحباً بهما وعلى الرأس والعين، وإن جهلهما وتنكَّر لهما الإخوان المسلمون
"([15]).

------------------------------
(*) هذا الرد على التهمة منقول كاملا من كتاب "المدارج في كشف شبهات الخوارج" للشيخ أحمد بن عمر بازمول.
([1]) فتاوى ورسائل الشيخ عبد الرزاق عفيفي (627) .

([2]) المجموع في ترجمة حماد بن محمد الأنصاري (2/584) لعبد الأول بن حماد الأنصاري .

([3]) وجوب طاعة السلطان للعريني (49- 51) .

([4]) محاضرات في العقيدة والدعوة (2/183-184) وانظر منه (3/124-125، 435) .

([5]) إسناده حسن :

أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (3/319رقم3277) والحاكم في المستدرك (4/457) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه . وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

([6]) محاضرات في العقيدة والدعوة (2/186-187) .

([7]) سؤال وجواب حول فقه الواقع (38-41) .

([8]) أخرجه البخاري في الصحيح(1/164رقم71-فتح) ومسلم في الصحيح (7/179رقم1037-نووي).

([9]) العلم (224-226) .

([10]) محاضرات في العقيدة والدعوة (3/37-38) .

([11]) محاضرات في العقيدة والدعوة (3/42-43) .

([12]) المورد العذب الزلال (249- 250) .

([13]) الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية (38-39) .

([14]) المجموع في ترجمة حماد بن محمد الأنصاري (2/765) لعبد الأول بن حماد الأنصاري .

([15]) أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية (93ـ95) .

إذا كان لك علم أو لعلمائك فالرجاء أفدنا به في كيفية الرد على هذه الشبهة .
الحكم في الإسلام إستبدادي? https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=931903









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-14, 23:05   رقم المشاركة : 87
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aboumoadh مشاهدة المشاركة
إذا كان لك علم أو لعلمائك فالرجاء أفدنا به في كيفية الرد على هذه الشبهة .
الحكم في الإسلام إستبدادي? https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=931903
لا تستعجل أيها الأخ الحبيب فقد وعدت بالرد على كل تساؤلاتك أو تساؤلات الإخوة ريثما انتهي من هذا البحث...مع العلم أن كلامك في الرابط أعلاه لا يصح تسميته شبهة أصلا لأن أوله ينقض آخره فمن جهة تنتقد الاستبداد-وهذا حق- ومن جهة أخرى تنتقد من يحرم المظاهرات مع أن المظاهرات في حد ذاتها استبداد بل ولا يوجد استبداد أكثر من المظاهرات لأنه مع المعلوم بداهة أن الحاكم لن يتنازل عن سلطته أبدا بل سيستخدم كل قوته للاستبداد والظلم فيقع منه استبداد للمتظاهرين بالقتل والتشريد والسجن فالمظاهرات في حد ذاتها تؤدي للاستبداد, لن أطيل لأنني سأتناول هذه الشبهة حرفا حرفا بإذن الله فيما بعد فكن في الموعد.









رد مع اقتباس
قديم 2012-04-14, 23:32   رقم المشاركة : 88
معلومات العضو
طارق المتيجي
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية طارق المتيجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي سلسلة الرد على .........

أخي الفاضل المحترم ، سلام الله عليكم

القرآن الكريم وحده هو الذي ينصت له ويستمع له ، وكلام الحبيب المصطفى هو الذي يؤخذ من كلامه ولايرد


أما سواهما ، فكما قال الإمام مالك -رحمه الله -


أنت تنقل كلام لعلماء ، وهذا رأيهم ، وإذا لم يناقشوا فمعناه هم منزهون من الخطأ


ويجب أن تكون منصفا أخي ، وتنصت كذلك للرأي الآخر


كما أوصي نفسي وإياك با لإمتثال لقوله تعالى (( ولاتبخسوا الناس اشياءهم ))


كن منصفا وقل للمحسن أحسنت وللمسيئ أسأت


فلا يوجد عصمة لأحد ، فقد كان الإمام الشهيد حسن البنا ضد التحزب وتأسيس الأحزاب فلما لم تذكر ذلك ؟؟؟؟


فجاء تلاميذته وخالفوه في ذلك لأن حسن البنا إجتهد وذاك رأيه وليس قرآن يتلى


واعلم أخي أن أي موضوع أو عمل ينطلق على أنقاض الآخرين وينطلق من خلفيات


فلابركة فيه .


(( فلاتبني أخي مجدك على هتك أعراض الآخرين ، وتقزيم عملهم فليس ذلك من المروءة في شيئ ))


أما المقبول عند الله فلاأعلمه أنا ولا أنت بل هو في غيب رب العالمين .


فقد دخل جنة ربك رجل سقى كلبا ، وقد يدخل نار الجحيم عالما ويعمل ما لايعلم


والله المستعان ، والله من وراء القصد










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-14, 23:34   رقم المشاركة : 89
معلومات العضو
aboumoadh
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة
لا تستعجل أيها الأخ الحبيب فقد وعدت بالرد على كل تساؤلاتك أو تساؤلات الإخوة ريثما انتهي من هذا البحث...مع العلم أن كلامك في الرابط أعلاه لا يصح تسميته شبهة أصلا لأن أوله ينقض آخره فمن جهة تنتقد الاستبداد-وهذا حق- ومن جهة أخرى تنتقد من يحرم المظاهرات مع أن المظاهرات في حد ذاتها استبداد بل ولا يوجد استبداد أكثر من المظاهرات لأنه مع المعلوم بداهة أن الحاكم لن يتنازل عن سلطته أبدا بل سيستخدم كل قوته للاستبداد والظلم فيقع منه استبداد للمتظاهرين بالقتل والتشريد والسجن فالمظاهرات في حد ذاتها تؤدي للاستبداد, لن أطيل لأنني سأتناول هذه الشبهة حرفا حرفا بإذن الله فيما بعد فكن في الموعد.
لا ترد علي بل رُد على المستشرقين و آت بردود قوية من علمائكم
وضعه في الموضوع
أنا في إنتظار ردك القوي على هذه الشبهة.
لقد فتحت الموضوع منذ 3أيام و كم إنتظرت أعضاء أمثالك لوضع ما ينقلونه من علمائهم, ولكن لا حياة لمن تنادي.
اقتباس:
أن الحاكم لن يتنازل عن سلطته أبدا بل سيستخدم كل قوته للاستبداد والظلم فيقع منه استبداد للمتظاهرين بالقتل والتشريد والسجن فالمظاهرات في حد ذاتها تؤدي للاستبداد, لن أطيل لأنني سأتناول هذه الشبهة حرفا حرفا بإذن الله فيما بعد فكن في الموعد
سيقول لك المستشرقون: الحاكم يفعل ذلك لأن الإسلام يعطيه هذا الحق فهو بهذاا الإستبداد و القتل و التعذيب فإنه يطبق أوامر الإسلام بعبارة أخرى إنه يتعبد










رد مع اقتباس
قديم 2012-04-14, 23:44   رقم المشاركة : 90
معلومات العضو
طارق المتيجي
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية طارق المتيجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي سلسلة الرد على .........

قضية المظاهرات هي فتوى سياسية ولاعلاقة لها بالشرع أخي


فلو تسمح المملكة السعودية بالمظاهرات لقلت العكس


لولا أن الله عز وجل قيض لهذه الأمة شبابا كسر الخوف لبقيت تونس يحكمها ذلك السكير الزاني مانع الحجاب في تونس


وفاتح الحانات ، والمخدرات ، ومانع الحج بسبب إنفلونزا الطيور ةمنتهك الحرمات ومانع حرية دخول المساجد .


ولو بقي مصر يحكمها الخائن المفسد صديق الصهاينة وساجن المسلمين في غزة


وسارق خيرات مصر ........











رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الانتخابات, شبهات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:23

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc