سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-03-17, 16:32   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










Hourse سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:


{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }

[الأنبياء:18]

سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات:

إعداد: جمال البليدي-ستر الله عيوبه-


خطة البحث:

المقدمة :
تمهيد والباعث على كتابة السلسلة.

علامات الحزبيين.

بعض قواعد الحزبيين :

القاعدة الأولى : قولهم(نتعاون فيما اتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه)).
القاعدة الثانية : الموازنة بين حسنات المبتدع وسيئاته :
القاعدة الثالثة : فقه الواقع.
القاعدة الرابعة : سلفية المنهج وعصرية المواجهة
القاعدة الخامسة : توحيد الحاكمية.

المبحث الأول :تحرير المصطلحات: (الحزبية-الحركيين-الديمقراطية-الانتخابات).

المبحث الثاني:الأدلة على تحريم التحزب.

المبحث الثالث : مفاسد الانتخابات النيابية والرئاسية.

المبحث الرابع: كيفية تولي الحكم في الإسلام :
المطلب الأول :الطريقة الشرعية الأولى : الاختيار والبيعة
الملحق1 :من هم أهل الحل والعقد ,و ماهي شروطهم.
الملحق2 :كيف يعين ويعرف أهل الحل والعقد.
الملحق3 :كيف يتم نصب الرئيس وفق هذه الطريقة.
الملحق4 : ماتصح به البيعة
الملحق5 : ماذا بعد البيعة على المبايِع؟

المطلب الثاني : الطريقة الشرعية الثانية : الاستخلاف والعهد
الملحق1 : كيف يتم نصب الرئيس وفق هذه الطريقة
الملحق 2 :شروط صحة الاستخلاف.
المطلب الثالث : الطريقة الغير الشرعية : التغلب والقهر .

المبحث الخامس :الرد على شبهات من أجاز التحزب والانتخابات :
الشبهة الأولى : قولهم أن النظام الديمقراطي يوافق الإسلام في الجملة.
الشبهة الثانية :قولهم أن يوسف عليه السلام مارس السياسة عند الكفار.
الشبهة الثالثة :احتجاج بعضهم بصلح الحديبية وأن النبي صلى الله عليه وسلم تنازل فيه

الشبهة الرابعة
:قولهم أن الانتخابات من الشورى.

الشبهة الخامسة:قولهم أن الانتخابات كانت موجودة في صدر الإسلام.
الشبهة السادسة: قولهم أن التحزب كان موجود في صدر الإسلام محتجين بالأوس والخزرج.
الشبهة السابعة : استدلالهم بقوله تعالى(ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) آل عمران 104. على جواز التحزب.
الشبهة الثامنة : قالوا: يجوز الأخذ بجزئية من "النظام الجاهلي"!
الشبهة التاسعة : قولهم"نحن دخلنا في الانتخابات وما قصدنا إلا الخير".
الشبهة العاشرة : قولهم إقامة الشريعة يكون بالتدرج.
الشبهة الحادية العشر : قولهم أن الانتخابات مسألة إجتهادية.
الشبهة الثانية عشر : قولهم أن الانتخابات مصلحة مرسلة
الشبهة الثالثةعشر : قولهم"نحن دخلنا في الانتخابات وما قصدنا إلا الخير":
الشبهة الرابعة عشر : قولهم لا نريد أن ترك الساحة للعلمانيين ليحكموا فينا.
الشبهة الخامسة عشر : قولهم "دخولنا الانتخابات ضرورة".
الشبهة السادسة عشر : قولهم نحن دخلنا الانتخابات لنرتكب أخف الضررين.
الشبهة السابعة عشر : قولهم أن مقاطعة الانتخابات يؤدي إلى فتنة.

الشبهة الثامنة عشر : قد أفتى بشرعية "الانتخابات" علماء أفاضل.
الشبهة التاسعة عشر : قولهم عن أهل السنة(أنتم متناقضون تحرمون الانتخابات وتوجبون طاعة ولي الأمر الذي وصل عن طريق الانتخابات))
الشبهة العشرون : قولهم: ((أين البديل)).
الشبهة الحادية و العشرون : قولهم : هذا طريق طويل.
الشبهة الثانية والعشرون:احتجاجهم بالحضارة الغربية.

المبحث السادس :اتهامات حركية والرد عليها:
تهمة العمالة للسلطان.
تهمة عدم فقه الواقع.
تهمة فصل الدين عن السياسة








 


رد مع اقتباس
قديم 2012-03-17, 16:33   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يتبع.................










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-17, 16:49   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
عودة مباركة لاخي الفاضل
اهلا بك .......
وبارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-17, 20:49   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي من علامات الحزبيين

سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات :


إعداد : جمال البليدي-ستر الله عيوبه-.


بسم الله الرحمان الرحيم


{
ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (18)إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19)هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ (20)}الجاثية


قال العلامة محمد البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ: " العلم .. العلم .. أيها الشباب! لا يُلهيكم عنه سمسارُ أحزاب ينفخ في ميزاب! ولا داعية انتخاب في المجامع صخاب! ولا يَلفتنَّكم عنه معلِّلٌ بسراب، ولا حاوٍ بجراب، ولاعاوٍ في خراب يأتمُّ بغراب ومَن يكن الغراب له دليلا يَمُرَّ به على جِيَف الكلابِ ، ولا يَفتننّكم عنه مُنْزَوٍ في خنقة، ولا مُلْتَوٍ في زَنقة(1)، ولا جالسٌ في ساباط (2) على بساط، يُحاكي فيكم سنّة الله في الأسباط (3) فكل واحد من هؤلاء مشعوذ خلاب وساحر كذّاب. إنكم إن أطعتم هؤلاء الغواة، وانصعتم إلى هؤلاء العواة، خسرتم أنفسكم، وخسركم وطنكم، وستندمون يوم يجني الزارعون ما حصدوا، ولات حين ندم »عيون البصائر» لمحمد البشير الإبراهيمي: (350-351).





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :

كنت قد كتبت فيما سلف سلسلة بعنوان(سلسلة الرد على شبهات غلاة التكفير)) فكتب الله لها القبول عند أهل السنة العدول وكل محب لنهج نبينا الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم , لكن تتوالى الأيام وتمضي الشهور فإذا بالفتن والشرور تأتي كقطع الليل المظلم متمثلة في ما يسمى بالثورات وما هي إلا عورات ,و إيه وربي إنها لعورات انكشفت وظلمات تبددت فإن من الفتنة تـأتي المحنة فكانت المحنة منحة على كل سلفي نقي وسني تقي فتميز بذلك السلفيون الأنقياء من المدعين الأشقياء الذين أبو إلا إتباع أهواءهم وتحكيم آرائهم فأبى الله إلا أن يكشف عوارهم ويهتك سترهم فكم صدعوا رؤوسنا بتكفير الحكام والخروج عليهم بتلك الحجج والواهية والأباطيل الهاوية فإذا بهم اليوم ينكصون على أعقابهم وينقضون أقوالهم فالذي كان كفرا بالأمس أصبحوا واجبا اليوم , والذي كان حراما وطاغوتا قبل العورة"الثورة" أصبح شرعا ودينا بعد العورة"الثورة" ,فأجازوا بل أوجبوا الانتخابات الديمقراطية والدخول في البرلمانات الحزبية بعدما كانوا يكفرون أهلها دون ورع ولا تأصيل بل بإجمال دون تفصيل , وكما رددنا عليهم بالأمس غلوهم في التكفير ها نحن اليوم نرد عليهم غلوهم في التبرير ليعلم الخلق أننا وسط بين هذا وذاك فلسنا غلاة تكفير ولا غلاة تبرير ,إنما نكفر ما كفره الله ورسوله, ونعذر من عذره الله ورسوله .لكننا ابتلينا بقوم أشربوا في قلبوهم حب الظهور الذي بات يقصم لهم الظهور فكم اتهموا أهل السنة بتلك الافتراءات الظالمة والإشاعات الكاذبة وهم في هذا كله يتظاهرون بالكياسة وعلم السياسة وهم أول من يضحك عليه الصياد ,وبيننا وبينهم يوم الميعاد.

فهذه سلسلة بعنوان(سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات)) جمعتها من أقوال وكتب أهل العلم السلفيين الأقحاح الذين لم تغيرهم العورات "الثورات " ولم تزعزعهم تلك الشعارات, ولا فتنتهم كراسي البرلمانات, بل هم كما قال عليهم النبي صلى الله عليه وسلم(لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم وخذلهم)).
فأسأل الله تعالى أن ينفع بها كل من التمس النجاة في دينه ودنياه ,والغرض منها بيان الحق في زمن انقلبت فيه الموازين واختلطت فيه المفاهيم.
وقبل الشروع في سرد ورد أقوالهم المتناقضة وشبهاتهم المتهافتة أحببت أن أبين أبرز علاماتهم وقواعدهم تطبيقا لقوله تعالى(ولتستبين سبيل المجرمين) , فأقول وبالله وحده أصول وأجول :

(يتبع).......









رد مع اقتباس
قديم 2012-03-17, 20:51   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من علامات الحزبيين :

الأولى : الفُرقة في الدين، والدعوة إليها تحت ستار تعدد الجماعات الإسلامية، وأنها يكمِّل بعضُها بعضاً !!! واذكر هنا لأبي المظفر السمعاني قولَه : (ومما يدل على أن أهل الحديث هم على الحق أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى آخرهم، قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحد منهم قطراً من الأقطار؛ وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد، يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها، قولهم في ذلك واحد وفعلهم واحد لا ترى بينهم اختلافاً ولا تفرقاً في شيء ما وإن قل، بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم، وجدته كأنه جاء من قلب واحد، وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين من هذا؟ قال الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} (سورة النساء)، وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} (سورة آل عمران الآية 103).
وأما إذا نظرت إلى أهل الأهواء والبدع رأيتهم متفرقين مختلفين وشيعاً وأحزاباً، لا تكاد تجد اثنين منهم على طريقة واحدة في الاعتقاد، يبدع بعضهم بعضاً، بل يترقون إلى التكفير، يكفر الابن أباه، والرجل أخاه، والجار جاره.
تراهم أبداً في تنازع وتباغض واختلاف، تنقضي أعمارهم ولما تتفق كلماتهم، {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14)} (سورة الحشر)))
الانتصار لأصحاب الحديث ص45 .

قلتُ: وهذا هو حال الحزبيين فلا تكاد تراهم متفقين أبدا فهذا تبليغي من التحرير وآخر أخواني من حزب الحرية والعدالة والآخر من حزب النهضة وذاك من حزب النور … الخ وهكذا ينطبق عليهم قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)) (سورة الأنعام : 159).

الثانية :رد الحق و إتباع الهوى لهذا تجدهم يستهزئون بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لأنها تخالف هواهم فتجد في مقالتهم الآثمة وأقوالهم الغاشمة استهزاءات بالجملة سواء بالطعن في النص مباشرة على سبيل الاستهزاء أو بتضعيفه أو التشكيك في صحته أو دلالته حتى ولو تلقته الأمة بالقبول.

الثالثة :التقديس للأشخاص والغلو فيهم والتحزب لآرائهم خاصة أقطابهم ورموزهم

الرابعة :اتِّباع المتشابه وترك المحكم وهذه علامة أهل الأهواء والبدع, فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنَّ أم الكتابِ وأُخَرُ متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منهُ ابتغاء الفتنةِ وابتغاء تأويلِهِ وما يعلمُ تأويلَهُ إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌ من عندِ ربنا وما يذَّكَّر إلا أُولوا الألباب) قالت: فقال رسول الله صلى الله (فإذا رأيتَ الذين يتَّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى الله فاحذروهم ). متفق عليه.

الخامسة :الاستدلال بالمنسوخ وترك الناسخ من كلام الله سبحانه وتعالى, أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم , أو كلام علماء السنة, فيستدلون - مثلاً- بثناء العلاَّمة ابن باز على سلمان العودة قبل أن يتبين له حاله, و يتركون تحذير ابن باز منه, و إيقافه في آخر الأمر بعد أن ظهر للشيخ انحراف الرجل عن منهج السلف وهكذا فيما يتعلق بأقطابهم وأحزابهم وانتخاباتهم-كما سيأتي قريبا إن شاء الله- ,ومن عرض للناس كلام العالم المتقدم مع علمه بالمتأخر فهو غاش لهم ، ومن ذلك أن الإمام أحمد بن حنبل كان يذكر حسين الكرابيسي بخير فلما قال ببدعة اللفظ ضلله وبدعه.

السادسة : تسترهم بزلات أهل العلم والفرح والمبالغة في إشهارها وإذاعتها ويجعلونها بمثابة الوحي المنزل ليحاجوا أهل السنة بها :
قال الإمام الشوكاني -رحمه الله تعالى- في أدب الطلب ( ص116 ): (وقد جرت قاعدة أهل البدع في سابق الدهر ولاحقه بأنهم يفرحون بصدور الكلمة الواحدة من عالم من العلماء ويبالغون في إشهارها وإذاعتها فيما بينهم ويجعلونها حجة لبدعتهم ويضربون بها وجه من أنكر عليهم اهـ.
السابعة :معارضةُ السنة بمتشابه القران : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :"إن ناساً يجادلونكم بشبه القران فخذوهم بالسنن فان أصحاب السنن أعلمُ بكتاب الله عز وجل"
)).

الثامنة: بُغضُ أهل الحديث و الأثر السلفيين, وإن لم يبوحوا بذلك:
عن أحمد بن سنان القطان قال : ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث . رواه الصابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص300) .
فمن علامات أهل البدع بغض أهل الأثر , وما تلك الأكاذيب والإشاعات التي يرمونا بها أهل السنة السلفيين قديما وحديثا إلا برهان على هذ البغض الذي يكنونه لأهل الأثر في قلوبهم , والله المستعان.

التاسعة :الإعراض عن كتبِ السلف ودعوة الناس والشباب إلى كتب الحركيين والمفكرين و المهيجين التي ليس فيها علم كما لا تخلو من البدع والضلالات العقائدية والأخلاقية والحديثية والفقهية .

العاشرة :لا يعملون بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح- إلا فيما وافق أهوائهم- بل يحاولون أن يُنشئوا فهماً جديداً يناسب العصر- زعموا- بإسم الوسطية و فقه التيسير و فقه الواقع, ونسوا أو تناسوا قولَ الإمامِ مالك رحمه الله: ( لا يُصلح آخر هذا الأمر إلا ما أصلحَ أوله ).

الحادية عشر :إطلاق الألقاب على أهل السنة, كقولهم (جامية, مدخلية, مباحث, عملاء......الخ) وسلفهم في ذلك هم أهل البدع الذين كانوا يصِمُون أهل السنة بأنهم حشوية و مجسِّمة وغيرها من الألقاب.
قال الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني رحمه الله تعالى : ((وعلامات أهل البدع على أهلها بادية ظاهرة ، وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم ، واحتقارهم لهم واستخفافهم لهم ، وتسميتهم إيَّاهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة ، اعتقاداً منهم في أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّها بمعزل عن العلم ، وأنَّ العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة ، ووساوس صدروهم المظلمة ، وهواجس قلوبهم الخالية من الخير وكلماتهم ، وحججهم العاطلة بل شبههم الداحضة الباطلة :[ أؤلئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبضارهم ]. محمد :(23) :[ ومن يهن الله فما له من مكرم إنَّ الله يفعل ما يشاء ]. الحج :(18).)) عقيدة السلف أصحاب الحديث ص101.

الثانية عشر :المسارعة في التكفير: قال أبو العالية رحمه الله: (قد أنعم الله علي بنعمتين لا أدري أيهما أفضل أن هداني للإسلام ولم يجعلني حرورياً ).إلا أن هذا التكفير ليس نابع عن أصول سنية وقواعد مرعية إنما فقط مصالح حزبية حركية ,وهذا سر تقلبهم بين الأمس واليوم فما كان البارحة كفرا أصبح اليوم واجب شرعي وما كان واجب شرعي أصبح اليوم فتنة وعمالة .

الثالثة عشر : الطعنُ في علماء السنة والكذب عليهم, وتشويه سمعتهم, ووصفهم بالتشدد و التسرع و المداهنة و عدم الفهم بالواقع !!.. إلى غيرها من الكلمات المسطورة في جرائدهم والمسموعة في قنواتهم.
قال أبو حاتم الرازي : (من علامات أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر). أخرجه اللالكائي في الاعتقاد (رقم؛ 323) والصابوني في عقيدة السلف (ص 110/دار المنهاج) بسند صحيح.

الرابعة عشر :قلبُ الحقائق :
قال البربهاري : (مثل أصحاب البدع مثل عقارب يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب ويخرجون أذنابهم, فإذا تمكنوا لدغوا وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكنوا بلغوا ما يريدون). ذكره أبو يعلى في طبقات الحنابلة (2/44).
وقال عامر بن عبد الله : (ما ابتدع رجل بدعة إلا أتى بما كان ينكره اليوم). الشرح والإبانة (83).
وهذا مما تفنن فيه القوم حيث جعل السنة ذلا وانبطحا والبدعة حرية وفكرا بل تقدما وتطورا , وهكذا يقلبون الحقائق فيرمون أهل السنة بالتكفير وهم التكفيريون ويرمون أهل السنة بالتشدد وهم المتشددون ويرمون أهل السنة بتفرقة الأمة وهم قتلة الأمة ,وقس على ذلك باقي الاتهامات و يصدق عليهم قوله تعالى: [وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112)](سورة النساء112)

الخامسة عشر :الأُلفـة: هذه القاعدة الذهبية التي استخدمها السلفُ لكشف أهل البدع, ويستخدمها أهل السُنة في كل زمان لكشف الحزبيين الذين يُخفون تحزبهم, فإذا شككت في منهج شخصٍ وتوجهه وخفي عليك أمره فما عليك إلا أن ترى جلساءه لتعرف حقيقة أمره, فإن كان جلساؤه أهل سُنةٍ سلفيين فهو على منهجهم, وإن كانوا غير ذلك فأَلحقه بهم. يقول الأوزاعي رحمه الله: (من سَـتر عنا بدعته لم تخفَ علينا ألفته) ويقول معاذ بن معاذ رحمه الله: (الرجل وان كتم رأيه لم يخفَ ذاك في ابنه ولا صديقه ولا في جليسه).

السادسة عشر :التهييجُ والإثارة و التشغيب على ولاة الأمور, ويستغلون في ذلك أوقات الفتن والاضطرابات, فيخرجون باسم الأمر المعروف والنهي عن المنكر, كما كان عادة أسلافهم الخوارج. لكنهم إذا وصلوا إلى الكراسي سيضربون بيد من حديد كل من عارضهم فلا بالشريعة التي كانوا ينادون بها يحكمون ولا بالديمقراطية التي كانوا يكفرون أهلها يتبرؤون.

السابعة عشر :الدعايةُ لكتب المبتدعة وأشرطتهم ونشرها. وقد سُئل العلاَّمةُ عبد العزيز بن باز رحمه الله- في شريط شرح كتاب فضل الإسلام - سؤالاً هذا نصه: الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يأخذ حكمهم؟ فأجاب (نعم ما فيه شك, من أثنى عليهم ومدحهم هو داعٍ لهم, يدعو لهم, هذا من دعاتهم نسأل الله العافية ).

الثامنة عشر :التجميع: والمقصود بالتجميع تجميع أكبر عددٍ من الناس حولهم دونما أدنى اهتمام بإصلاح عقائدهم أو بواطنهم وهذا المنهج تنتهجه كل من جماعة الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ. ويجمعهم في هذا قاعدة:(نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ) وقاعدة (وحدة الصف لا وحدة الرأي )) فالعبرة عندهم بالكم لا بالكيف لهذا تجد في صفهم النصراني والشيوعي والليبرالي والعلماني و.....إلخ.

التاسعة عشر :الحرصُ على المناصب والوصول إليها وهذا أمر ظاهر لا يخفى للعيان وذلك لأن المنصب عندهم غاية وليس وسيلة.

العشرون :التلبيس على الناس بإسم الدين والسُنة, وعند أدنى عرض لنشاطات هؤلاء على الكتاب والسُنة تجد الطَّوام والمخالفات, وكأن هذه المظاهر لم تكن إلا لتمرير تنظيراتهم الحزبية وخططهم الحركية, بإسم الدين والسلفية. يقول أحد منظِّري جماعة الأخوان المسلمين: (المنهج العقدي والفقهي عند الأخوان هو منهج سلفي صرف لا غُبار عليه ) !!!

الواحدة والعشرون : عدم الأمانة وعدم الورع.
قال عنبسة بن سعيد الكلاعي : (ما ابتدع رجل بدعة إلا غل صدره عن المسلمين واختلجت منه الأمانة).
قال معمر : (سمعه من الأوزاعي فقال: أنت سمعت من عنبسة؟ قال: نعم, فقال: صدق كنا نتحدث أنه ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب ورعه). رواهما ابن عساكر في تاريخه (47/13) وفيه معمر بن غريب أو عريب لكن الواقع يشهد على ذلك.

الثانية والعشرون : اتباع الظن.
قال الله تعالى: [وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ الله إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ] [الأنعام : 116].
وقال تعالى: [وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا] [النجم : 28].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تباغضوا وكونوا إخوانا ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك)). أخرجه البخاري (4849) ومسلم (2563).
وقال شيخ الإسلام: (وكل من خالف الرسول لا يخرج عن الظن وما تهوى الأنفس فإن كان ممن يعتقد ما قاله وله فيه حجة يستدل بها كان غايته الظن الذي لا يغني من الحق شيئا). مجموع الفتاوى (13 / 67).

الثالثة والعشرون :الكذب: وهم يجيزون ذلك من باب (مصلحة الدعوة !!) و ( الحرب خدعة!!) ووالله لقد جُرب كثيرٌ منهم فوُجدوا على هذه الحال فنسأل الله العافية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (وأما أهل الأهواء ونحوهم فيتعمدون على نقل ما لا يعرف له قائلا أصلا ولا ثقة ولا معتمدا واهون شيء عندهم الكذب المختلق وأعلم من فيهم لا يرجع فيما نقله إلى عمدة بل إلى سماعات الجاهلين والكذابين وروايات أهل الإفك المبين)(
مجموع الفتاوى(27/479))


الرابعة والعشرون :النظام العسكري المُبطن: من خلال المراكز الصيفية والرحلات الجماعية و المخيمات المشتملة على التدريبات العسكرية وسلفهم في هذا هو إمامهم حسن البنا, الذي كان ( يهتم بتنظيم المصايف و توحيد الزي) . انظر مجموع رسائل حسن البنا.

الخامسة والعشرون :التَّوسُع في وسائل الدعوة غير الشرعية: كالأناشيد، الكرة، المسرحيات، الرحلات … الخ ) و قد سُئل الإمام أحمد رحمه الله: ما تقول في أهل القصائد ؟ فقال: بدعة لا يُجالسون. و سُئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: هل يجوز للرجال الإنشاد الإسلامي؟ فأجاب بقوله (الإنشاد الإسلامي إنشاد مُبتدَع مما أبتدعه الصوفية ولهذا ينبغي العدولُ عنه إلى مواعظ القران والسُنة). من كتاب القول المفيد في حكم الأناشيد.

السادسة والعشرون :القَصص: فتُلاحظ محاضراتهم وخطبهم يغلبُ عليها جانب القَصص الذي لا يسمن ولا يغني من جوع فلا يستفيد منه المرء, لا في عقيدة ولا في عبادة, وقد حذَّر السلف أيما تحذير من القصاصين ومن الجلوس إليهم. قال مالكٌ رحمه الله (واني لأكره القصصَ في المسجد ) وقال (ولا أرى أن يُجلس إليهم وان القصص لبدعة ) وقال سالم: كان ابن عمر يُـلقى خارجا من المسجد فيقول: ما أخرجني إلا صوتُ قاصكم هذا.

السابعة والعشرون :السِّرية والتكتم:
قال عمر بن عبد العزيز : (إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة). أخرجه ابن عبد البر في جامع البيان (492\ رقم 1774\ مكتبة عباد الرحمن) واللالكائي في شرح الأصول (251)

وقال أبو إسماعيل الهروي : ( لا والله ولا دين المتناجين دين ولا رأي المتسترين متين). ذم الكلام (4/328).









رد مع اقتباس
قديم 2012-03-17, 20:54   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هدم قواعد الحزبيين المعاصرة:


القاعدة الأولى : قولهم: (نتعاون فيما اتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه).

هذه القاعدة قالها أحد الدعاة المعاصرين واعتمدها قولا وتنفيذا الإخوان المسلمون ثم تبعهم تكفيريوا الأمس مبرراتيوا اليوم , والقاعدة بحكم الشرع باطلة بطلانا كليا أولها وآخرها, وكيف لا تكون باطلة وهي تتصادم مع قوله تعالى : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان))(المائدة :2) وإن كان يظهر لأول وهلة وأن أولها صحيح, وعند التأمل يظهر لك أيضا أن أولها باطل, فكيف بآخرها ,إذ من من أعظم البراهين على أن أولها باطل تطبيق أصحابها على الوجه الذي يريدون فقولهم: (نتعاون فيما اتفقنا عليه) فقد جلعوا التعاون مع غيرهم مشروطا بموافقتهم واتفاقهم, وقد يتفقون مع شخص على حق, وقد يتفقون على باطل, ولا يخرج أول القاعدة عن هذا, وإلا لما نسبوا الاتفاق إليهم؟ ولما لا يقولون : (...فيما وافق الشرع)) ولقد حصل أن الإخوان المسليمن أو من سار على نهجهم بعد ما يسمى بالربيع العربي وما هو إلا "الربيع الماسوني" أن تعاقدوا مع الأحزاب العلمانية و الليبرالية و وصل بهم الحال أن طالبوا النصارى بالإنضمام إلى قوائمهم وأحزابهم .فهذا كاف في بيان ما يدخل في قولهم : (نتعاون فيما اتفقنا عليه) فدل هذا الواقع الحاصل منهم على بطلان أول القاعدة, وأما آخرها فقد فصل غير واحد من العلماء فيها كالعلامة ابن باز والعلامة الألباني والعلامة ابن عثيمين رحمهم الله , وهذا خلاصة ما قالوه : (( إن كان ما اختلفوا فيه من الاجتهاد سائغا في الشرع, فإنه يعذر بعضهم بعضا فيه, وما كان من الاجتهاد غير سائغ فإننا لا نعذر من خالف فيه ويجب عليه أن يخضع للحق)) انظر كتاب(زجر المتهاون بضرر قاعدة المعذرة والتعاون) ص128-131.

وقال الشيخ صالح الفوزان بعد أن ذكر القاعدة المذكورة : (وهذه المقولة على إطلاقها واضحة جلية أنها تعارض قاعدة الولاء والبراء, والحب في الله, والبغض في الله) الأجوبة المفيدة عن أسئلة المنهاج الجديدة (103).

القاعدة الثانية : الموازنة بين حسنات المبتدع وسيئاته :

قاعدة الموازنة بين حسنات المبتدع وسيئاته هي من بدع عصرنا تبنتها الفرق الحزبية من إخوانية وقطبية, ومرادهم بهذه القاعدة أن يلزم المحذر من أهل البدع أن يذكر حسناتهم بمقابل ذكره لسيئاتهم, وحقيقة هذا إبطال التحذير من أهل البدع, وإليك بيان ذلك :
أولا : هذه القاعدة مخالفة لطريقة القرآن والسنة وما كان عليه السلف الصالح من عدم ذكر حسنات المحذر منه.
ثانيا : أن المبتدع ومن كان معه سيتمسكون بالمدح وينشرونه بين الناس, ويكتمون الذم, فلا يحصل بعد ذلك مقصد الشرع من التحذير منهم, بل يكون ذلك دعوة إليهم ودفاعا عنهم.
ثالثا : ذكر الحسنات في مقام ذكر السيئات يميتها أو يهونها عند المستمع, فلا يبقى للتحذير تأثير ولا معنى.
رابعا : العمل بهذه القاعدة يفتح بابا لأهل الانحراف في العقيدة وغيرها أن تغمر سيئاتهم في حسناتهم , فمن التزم بالقاعدة المذكورة لزمه ذلك وعلى هذا فلا يبقى ضال مضل في الدنيا إلا تمسك بأن له حسنات تغمر فيها سيئاته, وذلك لأن الله تعالى لم يخلق شرا محضا بما في ذلك إبليس كما قال الإمام الشوكاني: ( إن الله لم يخلق شراً محضاً ومن ذلك إبليس وهو أشر المخلوقات فإن الله خلقه ووضع فيه خيراً ومن ذلك الخير اختبار الناس فمن أطاعه فقد عصى الله ومن عصاه فقد أطاع الله.)).
فهل سيذكر هؤلاء-حسب قاعتدهم الجديدة- محاسن الشيطان أم سيستعيذون منه؟!.
وقد قام كبار علماء أهل السنة في عصرنا بالرد على أصحاب هذه القاعدة منهم العلامة ابن باز رحمه الله فله أكثر من فتوى, انظر كتاب"النصر العزيز على الرد الوجيز" للعلامة ربيع بن هادي المدخلي(ص/5) وخلاصة فتواه : (....فالمقصود هو بيان الأخطاء والأغلاط التي يجب الحذر منها).
وقال العلامة الفوزان مجيبا عن سؤال عن الموازنات : (....إذا ذكرت محاسنهم معناه دعوت لهم, اذكر الخطأ الذي هم عليه فقط..) (ص :7) من"النصر العزيز".
وقد أتى على هذه القاعدة العلامة ربيع بن هادي المدخلي في كتابه:(منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف)) وكتابه:(المحجة البيضاء في الدفاع عن السنة الغراء) وفصلها حرفا حرفا, ونقل كلام أهل العلم فجزاه الله خير الجزاء على ذلك.
وخلاصة القول : أننا ندعوا أصحاب البدع والتحزب إلى ترك أخطائهم توبة إلى الله, أما ما عندهم من الحق فلا نختلف معهم في ذلك, ولا يجوز أن يجعلوا ما عندهم من الحق مبررا لما عندهم من الباطل كما هي عادتهم.

القاعدة الثالثة : فقه الواقع

اعلم ـ أخي الكريم ـ بأنّ غاية ما يمكن أن يقال عن علم فقه الواقع المنادى به اليوم ـ إن صحّت تسميته علمًا وفقهًا ـ أن يكون من فروض الكفايات إن لم يكن من المباحات.
إلاّ أنّ صاحب فقه الواقع أخرجه في صورة مبالغ فيها جدًّا، فاق بها فروض الأعيان.
فما هو المراد بفقه الواقع عند هؤلاء الصحفيين الحركيين السياسيين يا ترى ؟!!!
قالوا: هو <<علم يبحث في فقه الأحوال المعاصرة، من العوامل المؤثّرة في المجتمعات، والقوى المهيمنة على الدول والأفكار الموجهة لزعزعة العقيدة، والسبل المشروعة لحماية الأمَّة ورقيِّها في الحاضر والمستقبل>. [فقه الواقع للعمر ص (10)].

فالمراد به: فقه السياسات الغربية، ومعرفة مخطّطاتها السرية تجاه الإسلام والمسلمين.
وهذا الفقه شيء محمود، لا ننكره ولا نحاربه، ولكنَّ الذي ننكره ولا نرضاه هو: جعلهم العالم الذي يُقْتَدَى به هو الفقيه بذلك الواقع لا غير.
ولهذا نجدهم يسمُّون ذلك الفقيه ـ أي: فقيه الواقع ـ ﺑ <المُنَظِّر>، وﺑ <المُوَجِّه>، وﺑ <المفكر>، وﺑ <الداعية>، وﺑ <الحركي>... الخ.
وهذا الغلو الفظيع في فقه الواقع أدى بهم إلى الطعن في علماء أهل الحديث والأثر ورميهم بالجهل بالواقع , وأرادوا من خلال هذا إبطال دعوتهم وفتاويهم ومصادرة مرجعيتهم التي أعطاهم الله إياها, قال الله تعالى((فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) (النحل : 43) حتى تفوه بعضهم قائلا : (هم علماء حيض ونفاس ))), ورمي علماء الحديث بأنهم علماء حيض ونفاس ليس وليد اليوم بل قال هذه الكلمة الخبيثة عمرو بن عبيد البصري القدري المعتزلي لعلماء السلف(4).
وهذا حتى يخلوا الجو لهم ولمنظريهم من أهل الأهواء والبدع الذي لا ناقة لهم ولا جمل في العلم الشرعي المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
فهي علامة كبرى في أهل البدع أنهم يطعنون في أهل الحديث بأنواع الطعونات, بل صرح بعضهم قائلا : ليس الوقت وقت حدثنا وأخبرنا, ولا وقت سنة وبدعة, ولا وقت حديث صحيح وضعيف.
ولست أدري كيف سينزلون الحكم الشرعي على هذا الواقع إذا لم يدرسوا الحديث ويميزوا صحيحه وضعيفه؟ ليت شعري كيف سيعرفون كيفة التعامل مع هذا الواقع إذا لم يعرفوا السنة والبدعة؟ ! وإلى الله المشتكى.
فدعاة فقه الواقع عالة في ليلهم ونهارهم على وكالات الأنباء العالمية وغيرها من القنوات المحلية والخارجية, وعلى الصحف اليومية و الأسبوعية و الشهرية, وعلى دور المنظمات الدولية, وعالة على كتب السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية, فالفقيه عند دعاة فقه الواقع هو الذي يقحم نفسه في خضم هذه الترهات الشبيهة بالأساطير والخرافات, وقد صاروا يظنون أنهم فقهاء الملة وعلماء الأمة بهذه الاتجاهات الخطيرة, وقد أعقب لهم هذا الفقه أمراضا خطيرة منها :
1-كثرة التناقضات والشكوك والاضطرابات
2-الإنقياد لمبادئ كفرية كالديمقراطية والليبرالية.
3-السعي إلى إقامة الثورات والانقلابات.

أما علماء أهل السنة فيرون أن فقه الواقع ليس أصلا مستقلا, بل هو جزء من الفقه في الدين, ولهذا لا نجد في كتب الفقه في الدين الكلام على فقه الواقع إلا تبعا لتنزيل الحكم الشرعي عليه, قال العلامة ابن القيم :
((ولا يتمكّن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحقّ إلاّ بنوعين من الفهم:
أحدهما: فهم الواقع والفقه فيه، واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن، والأمارات، والعلامات، حتى يحيط به علمًا.
والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع، وهو حكم الله الذي حكم به في كتابه، أو على لسان رسوله في هذا الواقع، ثمّ يطبّق أحدهما على الآخر فمن بذل جهده واستفرغ وسعه لم يعدم أجرين أو أجرا )) إعلام الموقعين(1/87-88)

فظهر من هذا النقل أن كل من كان أعلم بشرع الله كان أقدر على تنزيل حكم الله على العباد , وكون العالم لا يعرف القول الفلاني للأعداء والتخطيط الفلاني فليس عيبا ولا طعنا, إذ إن الله يقول:[ والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا](النساء :45) ويقول :[ومن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم]التوبة101, والعالم يعرف أعداء الإسلام من تدبره القرآن والسنة معرفة حقيقة, فلا يكون عنده اشتباه في معاداتهم والتحذير منهم وشدة خطرهم على المسلمين, بخلاف من يجهل ما جاء به القرآن والسنة, فإنه لن يصل إلى حقيقة معرفتهم عن طريق المتابعة لما كتبوا ولما كتب فيهم ممن لم يعتمد على القرآن والسنة.

القاعدة الرابعة : سلفية المنهج وعصرية المواجهة :
هذه القاعدة من القواعد المستجدة في عصرنا وقد وضح لنا أصحاب هذه القاعدة مرادهم منها فقالوا : (نحن سلفيون في العقيدة, وأما في باب التعامل مع الناس والأحزاب وفي باب السياسة فمواجهتنا لهم عصرية).
وظاهرها التناقض لأول وهلة, وهي مثل قاعدة تقسيم الإسلام إلى طريقة وشريعة , وحقيقة ومجاز, وقشور ولباب, وأمثالها من القواعد الباطلة, وهذه القاعدة تنافي القاعدة الشرعية العظيمة اتباع ما كان عليه السلف عموما, ولهذا لا يتفق أولها مع آخرها ولا آخرا مع أولها, وهذه طبيعة القواعد الباطلة فكيف يكون الشخص في آن واحد سلفي المنهج خلفي المواجهة؟ ! فمواجهة الشخص للحياة وسيره فيها هو ذاك منهجه, إذ إن منهج الشخص ما يسير عليه وينهجه, فجعلهم المنهج هو العقيدة فحسب تأصيل فاسد, ومنهج السلف وأئمة الخلف هو العمل بالقرآن والسنة في كل المجالات العقيدة, و العبادة , والسياسة, والاقتصاد , في الفروع والأصول, في المسائل العلمية والعملية, وفي الوسيلة والغالية, وفي الشكل والمضمون, في العلم والتعلم, والدعوة إلى الله, ولا يعرف التفريق بين المنهج والعقيدة عند علماء الإسلام, وإنما هو من اختراع أهل البدع سابقا ولا حقا, على أن الناظر في حال أصحاب القاعدة يرى ما هم عليه من مجاراة الناس وتخبطاتهم في مواجهة المستجدات والأحداث الشيء الكثير, وهذا سبب خروجهم عن منهج السلف عقيدة ومواجهة.

القاعدة الخامسة : توحيد الحاكمية :

لقد وضع بعد أهل الأهواء قاعدة وهي توحيد الحاكمية, والمراد به عندهم تصب خليفة على المسلمين على طريقتهم التي يسيرون عليها مع وجود حاكم مسلم قائم على البلاد, وجعلوا هذه القاعدة أصل الأصول كلها وقدموها على أنواع التوحيد الثلاثة وهي : الألوهية, والربوبية, والأسماء والصفات, قال صاحب""الأسس الأخلاقية للحركة الإسلامية" (ص12) : (إن مسألة القيادة والزعامة إنما هي مسألة المسائل في الحياة الإنسانية وأصل أصولها).
وقال أيضا في نفس الصفحة : (إن غاية الدين الحقيقية إقامة الزعامة الصالحة), وجعلوا توحيدهم هذا أحد أركان الإسلام كما في رسائل حسن البنا(ص :190), وهذا يذكرنا بالرافضة حيث جعلوا الإمامة عندهم أحد أركان الإسلام. وقد بلغ بهم الانحراف إلى أن يفسروا لا إله إلا الله أي لا حاكم إلا الله.انظر كتاب''معالم في الطريق" (ص :8). ووصل بهم الأمر إلى أن أوجبوا على الأمة الإسلامية الدخول في الأحزاب وألفوا في ذلك الكتب ككتاب"المسلمون والعمل السياسي" قال مؤلفه (ص : 76) : (لا بد لكل مسلم أن يرتبط في عمل سياسي ينصر الدين) وكتاب"شرعية الانتخابات" وكتاب"أصول العمل الجماعي" وكتب حركية كثيرة ألفت لمناصرة التوحيد المذكور, ومكنون هذه القاعة تكفير الحكام المسلمين, وبه يتسنى لهم استباحة الدماء والأموال والأعراض بدعوى إقامة دولة إسلامية, ولم يقف الانحراف بأصحاب القاعدة المذكورة فيما ذكرنا, بل يجعلون الديمقراطية منطلقا لهم لتحقيق التوحيد المزعوم.
حتى قال أحدهم لما قيل له : إن الديمقراطية فيها خمسون مفسدة فقال : (وأنا أزيدك خمسين مفسدة فوق الخمسين, ومع هذا يجوز أن نخوض الانتخابات وندخل المجالس البرلمانية), وإذا كان بعض العلماء يسمي هذا الصنف أصحاب الطغيان السياسي فأنا أسميهم أصحاب السكر السياسي, أسكرهم حب الكراسي حتى أعماهم, وقد تصدى علماء أهل السنة لهذا الطغيان وصمدوا أمامه صمود الجبال, واقتلعوا جذوره , واستأصلوا شروره, وأبانوا عواره, وإليك من بياناتهم العظيمة, وأقوالهم الشافية , وكلماتهم النافعة, ومن ذلك قول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن قول القائل : "إن مسألة الإمامة أهم المطالب في أحكام الدين، وأشرف مسائل المسلمين"، كذب بإجماع المسلمين سنيِّهم وشيعيِّهم، بل هذا كفر
فإن الإيمان بالله ورسوله أهم من مسألة الإمامة، وهذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام، فالكافر لا يصير مؤمناً حتى يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وهذا هو الذي قاتل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم الكفار أولاً، كما استفاض عنه في الصحاح وغيرها ..). منهاج السنة النبوية(1/75).
وقال العلامة الألباني رحمه الله عند أن سئل عن توحيد الحاكمية : (الحاكمية فرع من فروع توحيد الألوهية, والذين يدندنون بهذه الكلمة المحدثة في العصر الحاضر يتخذون سلاحا ليس لتعليم المسلمين التوحيد الذي جاء به الأنبياء والرسل كلهم, وإنما هو سلاح سياسي...)) (جريدة المسلمون 639 سنة1417)
وقال العلامة ابن عثيمين : (من يدعي أن هناك قسما رابعا للتوحيد تحت مسمى توحيد الحاكمية , يعد مبتدعا فهذا تقسيم مبتدع صدر من جاهل لايفقه في أمر العقيدة والدين شيئا !!
وذلك لأن الحاكمية تدخل في توحيد الربوبية من جهة أن الله يحكم بما يشاء وتدخل في توحيد الألوهية أن العبد عليه أن يتعبد الله بما بماحكم .فهو ليس خارجا عن أنواع التوحيد الثلاثة وهي :
توحيد الربوبية والالوهية وتوحيد أسماء الله وصفاته)جريدة المسلمون عدد ( 639)
وعلى كل دعاة البدع والتحزب استغلوا وجود التفرق بين حكام المسلمين ووجود الجور من كثير منهم دعوة إلى التحزب والتكتل ومنابذة الحكام الموجودين, وهم بذلك لا يأتون بشيء من الخير والإصلاح, بل يزيدون الناس تفرقا وتمزقا, ويفتحون أبواب الفتن التي لا تحمد عقباها, وأي فتنة أضر على المسلمين من دخولهم في قتال بعضهم بعضا, ولو أنهم سعوا في إصلاح أنفسهم ومجتمعهم وفي النصح للمسلمين للحاكم والمحكوم لكان خيرا لهم ولحكامهم, وإن لم يستجيبوا فمعذرة إلى ربهم كما هي طريقة أهل السنة يسعون إلى نشر الخير بين الناس ويحذرون الحاكم والمحكوم من عواقب التمادي في الباطل, ولا يفهم من هذا الكلام أننا نقلل من شأن الإمامة, فالأدلة من الكتاب والسنة والإجماع ناطقة بوجوب خليفة للمسلمين ليسوس دنياهم بدينهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين, بل لا قيام للدين إلا بها, فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض, ولا بد لهم عند الإجتماع من رأس))السياسة الشرعية(217).

------------------------------

(1)بالتحريك، هي السكة الضيّقة، كما في » لسان العرب « مادة: زنق، ولا يزال أهل المغرب إلى اليوم يستعملونها كثيرا، لكن بتسكين النون.
(2)" سقيفة تحتها ممرّ نافذ " » المصباح المنير « مادة: سبط.
(3)سنة الله في الأسباط هي التفرق، قال تعالى:{وقطَّعْناهمُ اثْنَتَيْ عشرْةَ أَسْباطاً أُمَمًا))













رد مع اقتباس
قديم 2012-03-17, 20:58   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي تحرير المصطلحات(الحزبية-الحركيون-الديمقراطية-الانتخابات)

المبحث الأول: تحرير المصطلحات:

1-مصطلح "الحزبية":

الحزبية مأخوذة من التحزب وهي التجمع , وقد يكون هذا التجمع على حق أو على باطل فالحزب قد ينسب الى الله تعالى فيكون محمودا , وقد ينسب الى الشيطان أو أحد أعوانه فيكون مذموما .قال الله تعالى عن الاول " أولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون " أى جنده الذين يمتثلون أوامره , ويقاتلون أعداءه , وينصرون أولياءه .
وعن الثاني يقول تعالى "أولئك حزب الشيطان الا ان حزب الشيطان هم الخاسرون " اى جنوده وأتباعه ورهطه .

فحزب الله هم جماعة المسلمين , الذين أمر المسلم بالانضمام اليهم , والجماعة هي :
أ-
الجماعة العلمية: وهم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين. فالواجب على المسلم أن يلزمَ مذهبهم ، ويتقيَّدَ بفهمهم ، ولا يخالفهم في شيء من أمور الدين أبداً . قال ابن أبي العز -رحمه الله-: "والجماعة جماعة المسلمين السنة طريقة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين ، فاتباعهم هدى ، وخلافهم ضلال".
ب-
جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أميرٍ وجبَ عليهم طاعته ، وحرًمَ عليهم معصيته ، ووجب عليهم الالتزامُ بهذه الجماعة ، وعدم الخروج عنها لما في ذلك من الأمن والسلامة للفرد والأمة.
فمن خرج عن أحد هاتين الركزتين فهو متحزب لغير الحق .

معنى الحزبي:
فالحزبي هو الذي خرج عن الجماعة الأصلية للمسلمين التي سبق بيان معناها وذلك إما بالخروج عن نهج السلف الصالح أو الخروج عن الإمام المسلم فمن فعل ذلك فهو حزبي خارج عن الجماعة التي تواترت النصوص في وجوب الإنضامام إليها وعدم مفارقتها , وقد يكون هذا الحزب منظما كالأحزاب المعاصرة من إخوانية وتبليغية أو غير منظما كالأشعرية والمعتزلة وغيرها ناهيك عن الأحزاب الكفرية المنظمة كالعلمانية والماسونية والليبرالية أو غير المنظمة كالنصرانية واليهودية فكل هذه أحزاب من حزب الشيطان.


2-مصطلح"الحركيين":

(الحركيُّون الإسلاميون هم قوم يعملون للإسلام فيما يظهر، ويرون أن الفقه في الدين غير كاف للقيام بذلك، حتى ينتمي كلُّ فرد إلى تنظيم دعويِّ، يؤمرُ فيه ويُنهى، ويسمعُ ويُطيع، والغالبُ أن ذلك يصحبه بيعة وعهدٌ ولو كان في دولة عليها سلطانٌ مسلم، ولهذا نفهم سبب تسميتهم بالحركيِّين؛ إذ سوء ظنِّهم بالفقه في الدين جعلهم يتصورون أنه لا يحرك، أي لا يحرك نحو الانقضاض على عروش السلاطين، وأن الفقهاء أشبه بالدراويش ما لم تنتظمهم الحركة؛ لأنهم يصبحون - في زعمهم - أدوات في أيدي حكَّامهم وهم لا يدرون.
وأما الحركة فإنها تُبصِّرهم بتخطيطات الحكام وعيوب الأنظمة، وتفتح أعينهم على فقه هم في عماية عنه، ألا وهو "فقه الواقع"، هؤلاء هم الحركيون أينما اتَّجهت، فهم إذاً يتحركون باسم الإسلام لإسقاط عروش الأمراء والسلاطين الذين يرونهم غير عادلين، فهم في ظواهرهم للإسلام يتحركون، وفي بواطنهم على السلطة يتحرَّقون؛ بدليل أنَّهم لا يُراعُون حدود الله في حركتهم هذه، وإذا تعارضت عواطفهم مع الضوابط الشرعية قدموا عواطفهم، ألا ترى أنَّهم يرفضون رفضاً باتَّاً حُكم الله في تحريم الخروج على الوالي المسلم الجائر، ويُوهمون الناس أن ذلك إذلالٌ للشعوب !!، وقد تجد منهم من هو مستعدٌّ لقبول كل شيء من عقيدة السلف إلاّ هذه المسألة، فإن قلوبهم تغلُّ عليها، مع أن النبي قد أخبر أن المؤمن قد طهر قلبه من هذا النوع من الغلّ لولاة الأمر، فقال: " ثلاث خصالِ لا يَغِلُّ عليهنَّ قلب مسلم أبداً: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم؛ فإنَّ دعوتهم تُحيط بهم من ورائهم )). رواه الترمذي (2582) وغيره وهو صحيح، وأصله عند مسلم (1715))(1)


3-مصطلح "الديمقراطية":

الديمقراطية كلمة يونانية الأصل, تتكون من مقطعين:
أ-ديموس(DEMOS) ومعناها: الشعب.

ب-قراطوس(kRATOS) معناها: السلطة.

والمعنى المجمل لها : سلطة الشعب" وبعبارة أخرى : "حكم الشعب نفسه بنفسه" , أو "الحكم بإرادة الشعب".

وقد عرفها الرئيس الأمريكي "إبراهام لنكولن" بأنها: حكم الشعب بالشعب ولشعب".
قال شيخنا محمد آمان بن علي الجامي _ رحمه الله _ : " الديمقراطية لفظة أجنبية معناها : حكم الشعب ، أي أن الشعب هو الذي يسن القوانين لنفسه ويشرع التشريعات المناسبة له غير ملتفت إلى شرع الله بحيث يكون الشعب نفسه هو السلطة التشريعية وهو الإله المعبود ، ويتم ذلك بواسطة نواب البرلمان الممثلين للشعب " حقيقة الشورى في الإسلام صـ17 .
أقول: تقدم مما سبق من تعريف الديقراطية أنها حكم الشعب بالشعب وليس بالشريعة وهذا هو كفر بالله العظيم , وإلا من منح الشعب هذه السلطة, ومن الذي جعله مشرعا يشرع لنفسه ما يشاء, وأين ذهبت شريعة الله التي أقسم الله بذاته المقدسة أنه لا يؤمن(2) من لم يتحاكم إليها عن رضى وتسليم فقال: [فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا]النساء65.

و قال سبحانه: [وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ] (المائدة 50،49،48)

4-مصطلح"الانتخابات":

الانتخاب معناه: الاختيار, وهو: "إجراء قانوني يُحَدَّدُ نظامه ومكانه في دستور أو برنامج أو لائحة, ليُختار على مقتضاه شخصٌ أو أكثرلرئاسة مجلس أو نقابة أو ندوة أو لعضويتها أو نحو ذلك".
وهذه طريقة غير شرعية, كما سيظهر من خلال هذا البحث المبارك -إن شاء الله-.

-----------------------------------------------
(1) من مقال بعنوان(تعريف مختصر بالحركيين" بقلم الشيخ عبد المالك رمضاني.
(2) سبق وبينت في سلسلة الرد على شبهات غلاة التكفير أن المقصود بنفي الإيمان في الآية(فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤمِنُونَ حَتَى يُحَكِّمُوكَ فِيْمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ..)) إنما هو كمال الإيمان لا أصله إلا إذا اعتقد جواز التحاكم لغير شريعة الله.
قال ابن تيمية : فمن لم يلتزم تحكيم الله ورسوله فيما شجر بينهم فقد أقسم الله بنفسه أنه لا يؤمن ، وأما من كان ملتزماً لحكم الله ورسوله باطناً وظاهراً ، لكن عصى واتبع هواه ، فهذا بمنزلة أمثاله من العصاة . وهذه الآية  فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ ...  مما يحتج بها الخوارج على تكفير ولاة الأمر الذين لا يحكمون بما أنزل الله ، ثم يزعمون أن اعتقادهم هو حكم الله. وقد تكلم الناس بما يطول ذكره هنا ، وما ذكرته يدل عليه سياق الآية .ا.هـ
ولمزيد من التفصيل أنظر الرابط التالي:
https://www.albaidha.net/vb/showpost.php?p=36518&postcount=23









رد مع اقتباس
قديم 2012-03-17, 23:21   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
aboumoadh
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة
هدم قواعد الحزبيين المعاصرة:


القاعدة الأولى : قولهم: (نتعاون فيما اتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه).

هذه القاعدة قالها أحد الدعاة المعاصرين واعتمدها قولا وتنفيذا الإخوان المسلمون ثم تبعهم تكفيريوا الأمس مبرراتيوا اليوم , والقاعدة بحكم الشرع باطلة بطلانا كليا أولها وآخرها, وكيف لا تكون باطلة وهي تتصادم مع قوله تعالى : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان))(المائدة :2) وإن كان يظهر لأول وهلة وأن أولها صحيح, وعند التأمل يظهر لك أيضا أن أولها باطل, فكيف بآخرها ,إذ من من أعظم البراهين على أن أولها باطل تطبيق أصحابها على الوجه الذي يريدون فقولهم: (نتعاون فيما اتفقنا عليه) فقد جلعوا التعاون مع غيرهم مشروطا بموافقتهم واتفاقهم, وقد يتفقون مع شخص على حق, وقد يتفقون على باطل, ولا يخرج أول القاعدة عن هذا, وإلا لما نسبوا الاتفاق إليهم؟ ولما لا يقولون : (...فيما وافق الشرع)) ولقد حصل أن الإخوان المسليمن أو من سار على نهجهم بعد ما يسمى بالربيع العربي وما هو إلا "الربيع الماسوني" أن تعاقدوا مع الأحزاب العلمانية و الليبرالية و وصل بهم الحال أن طالبوا النصارى بالإنضمام إلى قوائمهم وأحزابهم .فهذا كاف في بيان ما يدخل في قولهم : (نتعاون فيما اتفقنا عليه) فدل هذا الواقع الحاصل منهم على بطلان أول القاعدة, وأما آخرها فقد فصل غير واحد من العلماء فيها كالعلامة ابن باز والعلامة الألباني والعلامة ابن عثيمين رحمهم الله , وهذا خلاصة ما قالوه : (( إن كان ما اختلفوا فيه من الاجتهاد سائغا في الشرع, فإنه يعذر بعضهم بعضا فيه, وما كان من الاجتهاد غير سائغ فإننا لا نعذر من خالف فيه ويجب عليه أن يخضع للحق)) انظر كتاب(زجر المتهاون بضرر قاعدة المعذرة والتعاون) ص128-131.

وقال الشيخ صالح الفوزان بعد أن ذكر القاعدة المذكورة : (وهذه المقولة على إطلاقها واضحة جلية أنها تعارض قاعدة الولاء والبراء, والحب في الله, والبغض في الله) الأجوبة المفيدة عن أسئلة المنهاج الجديدة (103).

القاعدة الثانية : الموازنة بين حسنات المبتدع وسيئاته :

قاعدة الموازنة بين حسنات المبتدع وسيئاته هي من بدع عصرنا تبنتها الفرق الحزبية من إخوانية وقطبية, ومرادهم بهذه القاعدة أن يلزم المحذر من أهل البدع أن يذكر حسناتهم بمقابل ذكره لسيئاتهم, وحقيقة هذا إبطال التحذير من أهل البدع, وإليك بيان ذلك :
أولا : هذه القاعدة مخالفة لطريقة القرآن والسنة وما كان عليه السلف الصالح من عدم ذكر حسنات المحذر منه.
ثانيا : أن المبتدع ومن كان معه سيتمسكون بالمدح وينشرونه بين الناس, ويكتمون الذم, فلا يحصل بعد ذلك مقصد الشرع من التحذير منهم, بل يكون ذلك دعوة إليهم ودفاعا عنهم.
ثالثا : ذكر الحسنات في مقام ذكر السيئات يميتها أو يهونها عند المستمع, فلا يبقى للتحذير تأثير ولا معنى.
رابعا : العمل بهذه القاعدة يفتح بابا لأهل الانحراف في العقيدة وغيرها أن تغمر سيئاتهم في حسناتهم , فمن التزم بالقاعدة المذكورة لزمه ذلك وعلى هذا فلا يبقى ضال مضل في الدنيا إلا تمسك بأن له حسنات تغمر فيها سيئاته, وذلك لأن الله تعالى لم يخلق شرا محضا بما في ذلك إبليس كما قال الإمام الشوكاني: ( إن الله لم يخلق شراً محضاً ومن ذلك إبليس وهو أشر المخلوقات فإن الله خلقه ووضع فيه خيراً ومن ذلك الخير اختبار الناس فمن أطاعه فقد عصى الله ومن عصاه فقد أطاع الله.)).
فهل سيذكر هؤلاء-حسب قاعتدهم الجديدة- محاسن الشيطان أم سيستعيذون منه؟!.
وقد قام كبار علماء أهل السنة في عصرنا بالرد على أصحاب هذه القاعدة منهم العلامة ابن باز رحمه الله فله أكثر من فتوى, انظر كتاب"النصر العزيز على الرد الوجيز" للعلامة ربيع بن هادي المدخلي(ص/5) وخلاصة فتواه : (....فالمقصود هو بيان الأخطاء والأغلاط التي يجب الحذر منها).
وقال العلامة الفوزان مجيبا عن سؤال عن الموازنات : (....إذا ذكرت محاسنهم معناه دعوت لهم, اذكر الخطأ الذي هم عليه فقط..) (ص :7) من"النصر العزيز".
وقد أتى على هذه القاعدة العلامة ربيع بن هادي المدخلي في كتابه:(منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف)) وكتابهالمحجة البيضاء في الدفاع عن السنة الغراء) وفصلها حرفا حرفا, ونقل كلام أهل العلم فجزاه الله خير الجزاء على ذلك.
وخلاصة القول : أننا ندعوا أصحاب البدع والتحزب إلى ترك أخطائهم توبة إلى الله, أما ما عندهم من الحق فلا نختلف معهم في ذلك, ولا يجوز أن يجعلوا ما عندهم من الحق مبررا لما عندهم من الباطل كما هي عادتهم.

القاعدة الثالثة : فقه الواقع

اعلم ـ أخي الكريم ـ بأنّ غاية ما يمكن أن يقال عن علم فقه الواقع المنادى به اليوم ـ إن صحّت تسميته علمًا وفقهًا ـ أن يكون من فروض الكفايات إن لم يكن من المباحات.
إلاّ أنّ صاحب فقه الواقع أخرجه في صورة مبالغ فيها جدًّا، فاق بها فروض الأعيان.
فما هو المراد بفقه الواقع عند هؤلاء الصحفيين الحركيين السياسيين يا ترى ؟!!!
قالوا: هو <<علم يبحث في فقه الأحوال المعاصرة، من العوامل المؤثّرة في المجتمعات، والقوى المهيمنة على الدول والأفكار الموجهة لزعزعة العقيدة، والسبل المشروعة لحماية الأمَّة ورقيِّها في الحاضر والمستقبل>. [فقه الواقع للعمر ص (10)].

فالمراد به: فقه السياسات الغربية، ومعرفة مخطّطاتها السرية تجاه الإسلام والمسلمين.
وهذا الفقه شيء محمود، لا ننكره ولا نحاربه، ولكنَّ الذي ننكره ولا نرضاه هو: جعلهم العالم الذي يُقْتَدَى به هو الفقيه بذلك الواقع لا غير.
ولهذا نجدهم يسمُّون ذلك الفقيه ـ أي: فقيه الواقع ـ ﺑ <المُنَظِّر>، وﺑ <المُوَجِّه>، وﺑ <المفكر>، وﺑ <الداعية>، وﺑ <الحركي>... الخ.
وهذا الغلو الفظيع في فقه الواقع أدى بهم إلى الطعن في علماء أهل الحديث والأثر ورميهم بالجهل بالواقع , وأرادوا من خلال هذا إبطال دعوتهم وفتاويهم ومصادرة مرجعيتهم التي أعطاهم الله إياها, قال الله تعالى((فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) (النحل : 43) حتى تفوه بعضهم قائلا : (هم علماء حيض ونفاس ))), ورمي علماء الحديث بأنهم علماء حيض ونفاس ليس وليد اليوم بل قال هذه الكلمة الخبيثة عمرو بن عبيد البصري القدري المعتزلي لعلماء السلف(4).
وهذا حتى يخلوا الجو لهم ولمنظريهم من أهل الأهواء والبدع الذي لا ناقة لهم ولا جمل في العلم الشرعي المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
فهي علامة كبرى في أهل البدع أنهم يطعنون في أهل الحديث بأنواع الطعونات, بل صرح بعضهم قائلا : ليس الوقت وقت حدثنا وأخبرنا, ولا وقت سنة وبدعة, ولا وقت حديث صحيح وضعيف.
ولست أدري كيف سينزلون الحكم الشرعي على هذا الواقع إذا لم يدرسوا الحديث ويميزوا صحيحه وضعيفه؟ ليت شعري كيف سيعرفون كيفة التعامل مع هذا الواقع إذا لم يعرفوا السنة والبدعة؟ ! وإلى الله المشتكى.
فدعاة فقه الواقع عالة في ليلهم ونهارهم على وكالات الأنباء العالمية وغيرها من القنوات المحلية والخارجية, وعلى الصحف اليومية و الأسبوعية و الشهرية, وعلى دور المنظمات الدولية, وعالة على كتب السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية, فالفقيه عند دعاة فقه الواقع هو الذي يقحم نفسه في خضم هذه الترهات الشبيهة بالأساطير والخرافات, وقد صاروا يظنون أنهم فقهاء الملة وعلماء الأمة بهذه الاتجاهات الخطيرة, وقد أعقب لهم هذا الفقه أمراضا خطيرة منها :
1-كثرة التناقضات والشكوك والاضطرابات
2-الإنقياد لمبادئ كفرية كالديمقراطية والليبرالية.
3-السعي إلى إقامة الثورات والانقلابات.

أما علماء أهل السنة فيرون أن فقه الواقع ليس أصلا مستقلا, بل هو جزء من الفقه في الدين, ولهذا لا نجد في كتب الفقه في الدين الكلام على فقه الواقع إلا تبعا لتنزيل الحكم الشرعي عليه, قال العلامة ابن القيم :
((ولا يتمكّن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحقّ إلاّ بنوعين من الفهم:
أحدهما: فهم الواقع والفقه فيه، واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن، والأمارات، والعلامات، حتى يحيط به علمًا.
والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع، وهو حكم الله الذي حكم به في كتابه، أو على لسان رسوله في هذا الواقع، ثمّ يطبّق أحدهما على الآخر فمن بذل جهده واستفرغ وسعه لم يعدم أجرين أو أجرا )) إعلام الموقعين(1/87-88)

فظهر من هذا النقل أن كل من كان أعلم بشرع الله كان أقدر على تنزيل حكم الله على العباد , وكون العالم لا يعرف القول الفلاني للأعداء والتخطيط الفلاني فليس عيبا ولا طعنا, إذ إن الله يقول:[ والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا](النساء :45) ويقول :[ومن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم]التوبة101, والعالم يعرف أعداء الإسلام من تدبره القرآن والسنة معرفة حقيقة, فلا يكون عنده اشتباه في معاداتهم والتحذير منهم وشدة خطرهم على المسلمين, بخلاف من يجهل ما جاء به القرآن والسنة, فإنه لن يصل إلى حقيقة معرفتهم عن طريق المتابعة لما كتبوا ولما كتب فيهم ممن لم يعتمد على القرآن والسنة.

القاعدة الرابعة : سلفية المنهج وعصرية المواجهة :
هذه القاعدة من القواعد المستجدة في عصرنا وقد وضح لنا أصحاب هذه القاعدة مرادهم منها فقالوا : (نحن سلفيون في العقيدة, وأما في باب التعامل مع الناس والأحزاب وفي باب السياسة فمواجهتنا لهم عصرية).
وظاهرها التناقض لأول وهلة, وهي مثل قاعدة تقسيم الإسلام إلى طريقة وشريعة , وحقيقة ومجاز, وقشور ولباب, وأمثالها من القواعد الباطلة, وهذه القاعدة تنافي القاعدة الشرعية العظيمة اتباع ما كان عليه السلف عموما, ولهذا لا يتفق أولها مع آخرها ولا آخرا مع أولها, وهذه طبيعة القواعد الباطلة فكيف يكون الشخص في آن واحد سلفي المنهج خلفي المواجهة؟ ! فمواجهة الشخص للحياة وسيره فيها هو ذاك منهجه, إذ إن منهج الشخص ما يسير عليه وينهجه, فجعلهم المنهج هو العقيدة فحسب تأصيل فاسد, ومنهج السلف وأئمة الخلف هو العمل بالقرآن والسنة في كل المجالات العقيدة, و العبادة , والسياسة, والاقتصاد , في الفروع والأصول, في المسائل العلمية والعملية, وفي الوسيلة والغالية, وفي الشكل والمضمون, في العلم والتعلم, والدعوة إلى الله, ولا يعرف التفريق بين المنهج والعقيدة عند علماء الإسلام, وإنما هو من اختراع أهل البدع سابقا ولا حقا, على أن الناظر في حال أصحاب القاعدة يرى ما هم عليه من مجاراة الناس وتخبطاتهم في مواجهة المستجدات والأحداث الشيء الكثير, وهذا سبب خروجهم عن منهج السلف عقيدة ومواجهة.

القاعدة الخامسة : توحيد الحاكمية :

لقد وضع بعد أهل الأهواء قاعدة وهي توحيد الحاكمية, والمراد به عندهم تصب خليفة على المسلمين على طريقتهم التي يسيرون عليها مع وجود حاكم مسلم قائم على البلاد, وجعلوا هذه القاعدة أصل الأصول كلها وقدموها على أنواع التوحيد الثلاثة وهي : الألوهية, والربوبية, والأسماء والصفات, قال صاحب""الأسس الأخلاقية للحركة الإسلامية" (ص12) : (إن مسألة القيادة والزعامة إنما هي مسألة المسائل في الحياة الإنسانية وأصل أصولها).
وقال أيضا في نفس الصفحة : (إن غاية الدين الحقيقية إقامة الزعامة الصالحة), وجعلوا توحيدهم هذا أحد أركان الإسلام كما في رسائل حسن البنا(ص :190), وهذا يذكرنا بالرافضة حيث جعلوا الإمامة عندهم أحد أركان الإسلام. وقد بلغ بهم الانحراف إلى أن يفسروا لا إله إلا الله أي لا حاكم إلا الله.انظر كتاب''معالم في الطريق" (ص :8). ووصل بهم الأمر إلى أن أوجبوا على الأمة الإسلامية الدخول في الأحزاب وألفوا في ذلك الكتب ككتاب"المسلمون والعمل السياسي" قال مؤلفه (ص : 76) : (لا بد لكل مسلم أن يرتبط في عمل سياسي ينصر الدين) وكتاب"شرعية الانتخابات" وكتاب"أصول العمل الجماعي" وكتب حركية كثيرة ألفت لمناصرة التوحيد المذكور, ومكنون هذه القاعة تكفير الحكام المسلمين, وبه يتسنى لهم استباحة الدماء والأموال والأعراض بدعوى إقامة دولة إسلامية, ولم يقف الانحراف بأصحاب القاعدة المذكورة فيما ذكرنا, بل يجعلون الديمقراطية منطلقا لهم لتحقيق التوحيد المزعوم.
حتى قال أحدهم لما قيل له : إن الديمقراطية فيها خمسون مفسدة فقال : (وأنا أزيدك خمسين مفسدة فوق الخمسين, ومع هذا يجوز أن نخوض الانتخابات وندخل المجالس البرلمانية), وإذا كان بعض العلماء يسمي هذا الصنف أصحاب الطغيان السياسي فأنا أسميهم أصحاب السكر السياسي, أسكرهم حب الكراسي حتى أعماهم, وقد تصدى علماء أهل السنة لهذا الطغيان وصمدوا أمامه صمود الجبال, واقتلعوا جذوره , واستأصلوا شروره, وأبانوا عواره, وإليك من بياناتهم العظيمة, وأقوالهم الشافية , وكلماتهم النافعة, ومن ذلك قول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن قول القائل : "إن مسألة الإمامة أهم المطالب في أحكام الدين، وأشرف مسائل المسلمين"، كذب بإجماع المسلمين سنيِّهم وشيعيِّهم، بل هذا كفر
فإن الإيمان بالله ورسوله أهم من مسألة الإمامة، وهذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام، فالكافر لا يصير مؤمناً حتى يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وهذا هو الذي قاتل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم الكفار أولاً، كما استفاض عنه في الصحاح وغيرها ..). منهاج السنة النبوية(1/75).
وقال العلامة الألباني رحمه الله عند أن سئل عن توحيد الحاكمية : (الحاكمية فرع من فروع توحيد الألوهية, والذين يدندنون بهذه الكلمة المحدثة في العصر الحاضر يتخذون سلاحا ليس لتعليم المسلمين التوحيد الذي جاء به الأنبياء والرسل كلهم, وإنما هو سلاح سياسي...)) (جريدة المسلمون 639 سنة1417)
وقال العلامة ابن عثيمين : (من يدعي أن هناك قسما رابعا للتوحيد تحت مسمى توحيد الحاكمية , يعد مبتدعا فهذا تقسيم مبتدع صدر من جاهل لايفقه في أمر العقيدة والدين شيئا !!
وذلك لأن الحاكمية تدخل في توحيد الربوبية من جهة أن الله يحكم بما يشاء وتدخل في توحيد الألوهية أن العبد عليه أن يتعبد الله بما بماحكم .فهو ليس خارجا عن أنواع التوحيد الثلاثة وهي :
توحيد الربوبية والالوهية وتوحيد أسماء الله وصفاته)جريدة المسلمون عدد ( 639)
وعلى كل دعاة البدع والتحزب استغلوا وجود التفرق بين حكام المسلمين ووجود الجور من كثير منهم دعوة إلى التحزب والتكتل ومنابذة الحكام الموجودين, وهم بذلك لا يأتون بشيء من الخير والإصلاح, بل يزيدون الناس تفرقا وتمزقا, ويفتحون أبواب الفتن التي لا تحمد عقباها, وأي فتنة أضر على المسلمين من دخولهم في قتال بعضهم بعضا, ولو أنهم سعوا في إصلاح أنفسهم ومجتمعهم وفي النصح للمسلمين للحاكم والمحكوم لكان خيرا لهم ولحكامهم, وإن لم يستجيبوا فمعذرة إلى ربهم كما هي طريقة أهل السنة يسعون إلى نشر الخير بين الناس ويحذرون الحاكم والمحكوم من عواقب التمادي في الباطل, ولا يفهم من هذا الكلام أننا نقلل من شأن الإمامة, فالأدلة من الكتاب والسنة والإجماع ناطقة بوجوب خليفة للمسلمين ليسوس دنياهم بدينهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين, بل لا قيام للدين إلا بها, فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض, ولا بد لهم عند الإجتماع من رأس))السياسة الشرعية(217).

------------------------------

(1)بالتحريك، هي السكة الضيّقة، كما في » لسان العرب « مادة: زنق، ولا يزال أهل المغرب إلى اليوم يستعملونها كثيرا، لكن بتسكين النون.
(2)" سقيفة تحتها ممرّ نافذ " » المصباح المنير « مادة: سبط.
(3)سنة الله في الأسباط هي التفرق، قال تعالى:{وقطَّعْناهمُ اثْنَتَيْ عشرْةَ أَسْباطاً أُمَمًا))




لا أحسن الكتابة العربية بسرعة و إلا رددت عليك نقطة نقطة و حرفا حرفا
لو كانوا يسمحون أن أرد بالفرنسية لأجبتك
هذا لا يعني أني أحسن الفرنسية أفضل من العربية و لكن أكتب بسرعة و زيادة على ذلك لوحة مفاتيحي لم تقبل الكتابة بالعربية فأنا أستعمل https://www.arabic-keyboard.org/clavier-arabe









رد مع اقتباس
قديم 2012-03-18, 11:22   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
aboumoadh
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة
هدم قواعد الحزبيين المعاصرة:



القاعدة الأولى : قولهم: (نتعاون فيما اتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه).



هذه القاعدة قالها أحد الدعاة المعاصرين واعتمدها قولا وتنفيذا الإخوان المسلمون ثم تبعهم تكفيريوا الأمس مبرراتيوا اليوم , والقاعدة بحكم الشرع باطلة بطلانا كليا أولها وآخرها, وكيف لا تكون باطلة وهي تتصادم مع قوله تعالى : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان))(المائدة :2) وإن كان يظهر لأول وهلة وأن أولها صحيح, وعند التأمل يظهر لك أيضا أن أولها باطل, فكيف بآخرها ,إذ من من أعظم البراهين على أن أولها باطل تطبيق أصحابها على الوجه الذي يريدون فقولهم: (نتعاون فيما اتفقنا عليه) فقد جلعوا التعاون مع غيرهم مشروطا بموافقتهم واتفاقهم, وقد يتفقون مع شخص على حق, وقد يتفقون على باطل, ولا يخرج أول القاعدة عن هذا, وإلا لما نسبوا الاتفاق إليهم؟ ولما لا يقولون : (...فيما وافق الشرع)) ولقد حصل أن الإخوان المسليمن أو من سار على نهجهم بعد ما يسمى بالربيع العربي وما هو إلا "الربيع الماسوني" أن تعاقدوا مع الأحزاب العلمانية و الليبرالية و وصل بهم الحال أن طالبوا النصارى بالإنضمام إلى قوائمهم وأحزابهم .فهذا كاف في بيان ما يدخل في قولهم : (نتعاون فيما اتفقنا عليه) فدل هذا الواقع الحاصل منهم على بطلان أول القاعدة, وأما آخرها فقد فصل غير واحد من العلماء فيها كالعلامة ابن باز والعلامة الألباني والعلامة ابن عثيمين رحمهم الله , وهذا خلاصة ما قالوه : (( إن كان ما اختلفوا فيه من الاجتهاد سائغا في الشرع, فإنه يعذر بعضهم بعضا فيه, وما كان من الاجتهاد غير سائغ فإننا لا نعذر من خالف فيه ويجب عليه أن يخضع للحق)) انظر كتاب(زجر المتهاون بضرر قاعدة المعذرة والتعاون) ص128-131.



وقال الشيخ صالح الفوزان بعد أن ذكر القاعدة المذكورة : (وهذه المقولة على إطلاقها واضحة جلية أنها تعارض قاعدة الولاء والبراء, والحب في الله, والبغض في الله) الأجوبة المفيدة عن أسئلة المنهاج الجديدة (103).




القاعدة الثانية : الموازنة بين حسنات المبتدع وسيئاته :





قاعدة الموازنة بين حسنات المبتدع وسيئاته هي من بدع عصرنا تبنتها الفرق الحزبية من إخوانية وقطبية, ومرادهم بهذه القاعدة أن يلزم المحذر من أهل البدع أن يذكر حسناتهم بمقابل ذكره لسيئاتهم, وحقيقة هذا إبطال التحذير من أهل البدع, وإليك بيان ذلك :


أولا : هذه القاعدة مخالفة لطريقة القرآن والسنة وما كان عليه السلف الصالح من عدم ذكر حسنات المحذر منه.


ثانيا : أن المبتدع ومن كان معه سيتمسكون بالمدح وينشرونه بين الناس, ويكتمون الذم, فلا يحصل بعد ذلك مقصد الشرع من التحذير منهم, بل يكون ذلك دعوة إليهم ودفاعا عنهم.


ثالثا : ذكر الحسنات في مقام ذكر السيئات يميتها أو يهونها عند المستمع, فلا يبقى للتحذير تأثير ولا معنى.


رابعا : العمل بهذه القاعدة يفتح بابا لأهل الانحراف في العقيدة وغيرها أن تغمر سيئاتهم في حسناتهم , فمن التزم بالقاعدة المذكورة لزمه ذلك وعلى هذا فلا يبقى ضال مضل في الدنيا إلا تمسك بأن له حسنات تغمر فيها سيئاته, وذلك لأن الله تعالى لم يخلق شرا محضا بما في ذلك إبليس كما قال الإمام الشوكاني: ( إن الله لم يخلق شراً محضاً ومن ذلك إبليس وهو أشر المخلوقات فإن الله خلقه ووضع فيه خيراً ومن ذلك الخير اختبار الناس فمن أطاعه فقد عصى الله ومن عصاه فقد أطاع الله.)).


فهل سيذكر هؤلاء-حسب قاعتدهم الجديدة- محاسن الشيطان أم سيستعيذون منه؟!.


وقد قام كبار علماء أهل السنة في عصرنا بالرد على أصحاب هذه القاعدة منهم العلامة ابن باز رحمه الله فله أكثر من فتوى, انظر كتاب"النصر العزيز على الرد الوجيز" للعلامة ربيع بن هادي المدخلي(ص/5) وخلاصة فتواه : (....فالمقصود هو بيان الأخطاء والأغلاط التي يجب الحذر منها).


وقال العلامة الفوزان مجيبا عن سؤال عن الموازنات : (....إذا ذكرت محاسنهم معناه دعوت لهم, اذكر الخطأ الذي هم عليه فقط..) (ص :7) من"النصر العزيز".


وقد أتى على هذه القاعدة العلامة ربيع بن هادي المدخلي في كتابه:(منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف)) وكتابهالمحجة البيضاء في الدفاع عن السنة الغراء) وفصلها حرفا حرفا, ونقل كلام أهل العلم فجزاه الله خير الجزاء على ذلك.


وخلاصة القول : أننا ندعوا أصحاب البدع والتحزب إلى ترك أخطائهم توبة إلى الله, أما ما عندهم من الحق فلا نختلف معهم في ذلك, ولا يجوز أن يجعلوا ما عندهم من الحق مبررا لما عندهم من الباطل كما هي عادتهم.




القاعدة الثالثة : فقه الواقع





اعلم ـ أخي الكريم ـ بأنّ غاية ما يمكن أن يقال عن علم فقه الواقع المنادى به اليوم ـ إن صحّت تسميته علمًا وفقهًا ـ أن يكون من فروض الكفايات إن لم يكن من المباحات.


إلاّ أنّ صاحب فقه الواقع أخرجه في صورة مبالغ فيها جدًّا، فاق بها فروض الأعيان.


فما هو المراد بفقه الواقع عند هؤلاء الصحفيين الحركيين السياسيين يا ترى ؟!!!


قالوا: هو <<علم يبحث في فقه الأحوال المعاصرة، من العوامل المؤثّرة في المجتمعات، والقوى المهيمنة على الدول والأفكار الموجهة لزعزعة العقيدة، والسبل المشروعة لحماية الأمَّة ورقيِّها في الحاضر والمستقبل>. [فقه الواقع للعمر ص (10)].



فالمراد به: فقه السياسات الغربية، ومعرفة مخطّطاتها السرية تجاه الإسلام والمسلمين.


وهذا الفقه شيء محمود، لا ننكره ولا نحاربه، ولكنَّ الذي ننكره ولا نرضاه هو: جعلهم العالم الذي يُقْتَدَى به هو الفقيه بذلك الواقع لا غير.


ولهذا نجدهم يسمُّون ذلك الفقيه ـ أي: فقيه الواقع ـ ﺑ <المُنَظِّر>، وﺑ <المُوَجِّه>، وﺑ <المفكر>، وﺑ <الداعية>، وﺑ <الحركي>... الخ.


وهذا الغلو الفظيع في فقه الواقع أدى بهم إلى الطعن في علماء أهل الحديث والأثر ورميهم بالجهل بالواقع , وأرادوا من خلال هذا إبطال دعوتهم وفتاويهم ومصادرة مرجعيتهم التي أعطاهم الله إياها, قال الله تعالى((فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) (النحل : 43) حتى تفوه بعضهم قائلا : (هم علماء حيض ونفاس ))), ورمي علماء الحديث بأنهم علماء حيض ونفاس ليس وليد اليوم بل قال هذه الكلمة الخبيثة عمرو بن عبيد البصري القدري المعتزلي لعلماء السلف(4).


وهذا حتى يخلوا الجو لهم ولمنظريهم من أهل الأهواء والبدع الذي لا ناقة لهم ولا جمل في العلم الشرعي المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.


فهي علامة كبرى في أهل البدع أنهم يطعنون في أهل الحديث بأنواع الطعونات, بل صرح بعضهم قائلا : ليس الوقت وقت حدثنا وأخبرنا, ولا وقت سنة وبدعة, ولا وقت حديث صحيح وضعيف.


ولست أدري كيف سينزلون الحكم الشرعي على هذا الواقع إذا لم يدرسوا الحديث ويميزوا صحيحه وضعيفه؟ ليت شعري كيف سيعرفون كيفة التعامل مع هذا الواقع إذا لم يعرفوا السنة والبدعة؟ ! وإلى الله المشتكى.


فدعاة فقه الواقع عالة في ليلهم ونهارهم على وكالات الأنباء العالمية وغيرها من القنوات المحلية والخارجية, وعلى الصحف اليومية و الأسبوعية و الشهرية, وعلى دور المنظمات الدولية, وعالة على كتب السياسة والاقتصاد والعلاقات الدولية, فالفقيه عند دعاة فقه الواقع هو الذي يقحم نفسه في خضم هذه الترهات الشبيهة بالأساطير والخرافات, وقد صاروا يظنون أنهم فقهاء الملة وعلماء الأمة بهذه الاتجاهات الخطيرة, وقد أعقب لهم هذا الفقه أمراضا خطيرة منها :


1-كثرة التناقضات والشكوك والاضطرابات


2-الإنقياد لمبادئ كفرية كالديمقراطية والليبرالية.


3-السعي إلى إقامة الثورات والانقلابات.



أما علماء أهل السنة فيرون أن فقه الواقع ليس أصلا مستقلا, بل هو جزء من الفقه في الدين, ولهذا لا نجد في كتب الفقه في الدين الكلام على فقه الواقع إلا تبعا لتنزيل الحكم الشرعي عليه, قال العلامة ابن القيم :


((ولا يتمكّن المفتي ولا الحاكم من الفتوى والحكم بالحقّ إلاّ بنوعين من الفهم:


أحدهما: فهم الواقع والفقه فيه، واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن، والأمارات، والعلامات، حتى يحيط به علمًا.


والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع، وهو حكم الله الذي حكم به في كتابه، أو على لسان رسوله في هذا الواقع، ثمّ يطبّق أحدهما على الآخر فمن بذل جهده واستفرغ وسعه لم يعدم أجرين أو أجرا )) إعلام الموقعين(1/87-88)



فظهر من هذا النقل أن كل من كان أعلم بشرع الله كان أقدر على تنزيل حكم الله على العباد , وكون العالم لا يعرف القول الفلاني للأعداء والتخطيط الفلاني فليس عيبا ولا طعنا, إذ إن الله يقول:[ والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا](النساء :45) ويقول :[ومن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم]التوبة101, والعالم يعرف أعداء الإسلام من تدبره القرآن والسنة معرفة حقيقة, فلا يكون عنده اشتباه في معاداتهم والتحذير منهم وشدة خطرهم على المسلمين, بخلاف من يجهل ما جاء به القرآن والسنة, فإنه لن يصل إلى حقيقة معرفتهم عن طريق المتابعة لما كتبوا ولما كتب فيهم ممن لم يعتمد على القرآن والسنة.




القاعدة الرابعة : سلفية المنهج وعصرية المواجهة :




هذه القاعدة من القواعد المستجدة في عصرنا وقد وضح لنا أصحاب هذه القاعدة مرادهم منها فقالوا : (نحن سلفيون في العقيدة, وأما في باب التعامل مع الناس والأحزاب وفي باب السياسة فمواجهتنا لهم عصرية).


وظاهرها التناقض لأول وهلة, وهي مثل قاعدة تقسيم الإسلام إلى طريقة وشريعة , وحقيقة ومجاز, وقشور ولباب, وأمثالها من القواعد الباطلة, وهذه القاعدة تنافي القاعدة الشرعية العظيمة اتباع ما كان عليه السلف عموما, ولهذا لا يتفق أولها مع آخرها ولا آخرا مع أولها, وهذه طبيعة القواعد الباطلة فكيف يكون الشخص في آن واحد سلفي المنهج خلفي المواجهة؟ ! فمواجهة الشخص للحياة وسيره فيها هو ذاك منهجه, إذ إن منهج الشخص ما يسير عليه وينهجه, فجعلهم المنهج هو العقيدة فحسب تأصيل فاسد, ومنهج السلف وأئمة الخلف هو العمل بالقرآن والسنة في كل المجالات العقيدة, و العبادة , والسياسة, والاقتصاد , في الفروع والأصول, في المسائل العلمية والعملية, وفي الوسيلة والغالية, وفي الشكل والمضمون, في العلم والتعلم, والدعوة إلى الله, ولا يعرف التفريق بين المنهج والعقيدة عند علماء الإسلام, وإنما هو من اختراع أهل البدع سابقا ولا حقا, على أن الناظر في حال أصحاب القاعدة يرى ما هم عليه من مجاراة الناس وتخبطاتهم في مواجهة المستجدات والأحداث الشيء الكثير, وهذا سبب خروجهم عن منهج السلف عقيدة ومواجهة.




القاعدة الخامسة : توحيد الحاكمية :





لقد وضع بعد أهل الأهواء قاعدة وهي توحيد الحاكمية, والمراد به عندهم تصب خليفة على المسلمين على طريقتهم التي يسيرون عليها مع وجود حاكم مسلم قائم على البلاد, وجعلوا هذه القاعدة أصل الأصول كلها وقدموها على أنواع التوحيد الثلاثة وهي : الألوهية, والربوبية, والأسماء والصفات, قال صاحب""الأسس الأخلاقية للحركة الإسلامية" (ص12) : (إن مسألة القيادة والزعامة إنما هي مسألة المسائل في الحياة الإنسانية وأصل أصولها).


وقال أيضا في نفس الصفحة : (إن غاية الدين الحقيقية إقامة الزعامة الصالحة), وجعلوا توحيدهم هذا أحد أركان الإسلام كما في رسائل حسن البنا(ص :190), وهذا يذكرنا بالرافضة حيث جعلوا الإمامة عندهم أحد أركان الإسلام. وقد بلغ بهم الانحراف إلى أن يفسروا لا إله إلا الله أي لا حاكم إلا الله.انظر كتاب''معالم في الطريق" (ص :8). ووصل بهم الأمر إلى أن أوجبوا على الأمة الإسلامية الدخول في الأحزاب وألفوا في ذلك الكتب ككتاب"المسلمون والعمل السياسي" قال مؤلفه (ص : 76) : (لا بد لكل مسلم أن يرتبط في عمل سياسي ينصر الدين) وكتاب"شرعية الانتخابات" وكتاب"أصول العمل الجماعي" وكتب حركية كثيرة ألفت لمناصرة التوحيد المذكور, ومكنون هذه القاعة تكفير الحكام المسلمين, وبه يتسنى لهم استباحة الدماء والأموال والأعراض بدعوى إقامة دولة إسلامية, ولم يقف الانحراف بأصحاب القاعدة المذكورة فيما ذكرنا, بل يجعلون الديمقراطية منطلقا لهم لتحقيق التوحيد المزعوم.


حتى قال أحدهم لما قيل له : إن الديمقراطية فيها خمسون مفسدة فقال : (وأنا أزيدك خمسين مفسدة فوق الخمسين, ومع هذا يجوز أن نخوض الانتخابات وندخل المجالس البرلمانية), وإذا كان بعض العلماء يسمي هذا الصنف أصحاب الطغيان السياسي فأنا أسميهم أصحاب السكر السياسي, أسكرهم حب الكراسي حتى أعماهم, وقد تصدى علماء أهل السنة لهذا الطغيان وصمدوا أمامه صمود الجبال, واقتلعوا جذوره , واستأصلوا شروره, وأبانوا عواره, وإليك من بياناتهم العظيمة, وأقوالهم الشافية , وكلماتهم النافعة, ومن ذلك قول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن قول القائل : "إن مسألة الإمامة أهم المطالب في أحكام الدين، وأشرف مسائل المسلمين"، كذب بإجماع المسلمين سنيِّهم وشيعيِّهم، بل هذا كفر


فإن الإيمان بالله ورسوله أهم من مسألة الإمامة، وهذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام، فالكافر لا يصير مؤمناً حتى يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وهذا هو الذي قاتل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم الكفار أولاً، كما استفاض عنه في الصحاح وغيرها ..). منهاج السنة النبوية(1/75).


وقال العلامة الألباني رحمه الله عند أن سئل عن توحيد الحاكمية : (الحاكمية فرع من فروع توحيد الألوهية, والذين يدندنون بهذه الكلمة المحدثة في العصر الحاضر يتخذون سلاحا ليس لتعليم المسلمين التوحيد الذي جاء به الأنبياء والرسل كلهم, وإنما هو سلاح سياسي...)) (جريدة المسلمون 639 سنة1417)


وقال العلامة ابن عثيمين : (من يدعي أن هناك قسما رابعا للتوحيد تحت مسمى توحيد الحاكمية , يعد مبتدعا فهذا تقسيم مبتدع صدر من جاهل لايفقه في أمر العقيدة والدين شيئا !!


وذلك لأن الحاكمية تدخل في توحيد الربوبية من جهة أن الله يحكم بما يشاء وتدخل في توحيد الألوهية أن العبد عليه أن يتعبد الله بما بماحكم .فهو ليس خارجا عن أنواع التوحيد الثلاثة وهي :


توحيد الربوبية والالوهية وتوحيد أسماء الله وصفاته)جريدة المسلمون عدد ( 639)


وعلى كل دعاة البدع والتحزب استغلوا وجود التفرق بين حكام المسلمين ووجود الجور من كثير منهم دعوة إلى التحزب والتكتل ومنابذة الحكام الموجودين, وهم بذلك لا يأتون بشيء من الخير والإصلاح, بل يزيدون الناس تفرقا وتمزقا, ويفتحون أبواب الفتن التي لا تحمد عقباها, وأي فتنة أضر على المسلمين من دخولهم في قتال بعضهم بعضا, ولو أنهم سعوا في إصلاح أنفسهم ومجتمعهم وفي النصح للمسلمين للحاكم والمحكوم لكان خيرا لهم ولحكامهم, وإن لم يستجيبوا فمعذرة إلى ربهم كما هي طريقة أهل السنة يسعون إلى نشر الخير بين الناس ويحذرون الحاكم والمحكوم من عواقب التمادي في الباطل, ولا يفهم من هذا الكلام أننا نقلل من شأن الإمامة, فالأدلة من الكتاب والسنة والإجماع ناطقة بوجوب خليفة للمسلمين ليسوس دنياهم بدينهم.


قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين, بل لا قيام للدين إلا بها, فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض, ولا بد لهم عند الإجتماع من رأس))السياسة الشرعية(217).



------------------------------


(1)بالتحريك، هي السكة الضيّقة، كما في » لسان العرب « مادة: زنق، ولا يزال أهل المغرب إلى اليوم يستعملونها كثيرا، لكن بتسكين النون.
(2)" سقيفة تحتها ممرّ نافذ " » المصباح المنير « مادة: سبط.
(3)سنة الله في الأسباط هي التفرق، قال تعالى:{وقطَّعْناهمُ اثْنَتَيْ عشرْةَ أَسْباطاً أُمَمًا))




[/quote]


هدم أدلة البليدي لهدف ترشيدي


القاعدة الأولى : قولهم: (نتعاون فيما اتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه).



حرفت القاعدة و جعلت العذر يشمل البدع و ضلالات ثم إنطلقت تدلل و كان الأحري بك أن لا تفتري على القوم فإنهم يقصدون أن يعذر بعضنا البعض في الأمور المختلف فيها بين العلماء الثقات وليس أصحاب البدع و ضلالات


القاعدة الثانية : الموازنة بين حسنات المبتدع وسيئاته
نفس الطريقة أي تحريف أقوال القوم فأقحمت كلمة المبتدع و بدأت تدلل كما هي عادتك
من قال بذالك ؟

القاعدة الثالثة :فقهالواقع

شركيات دخلت واقع الناس في الحجاز ففقه لواقعه جعل أن يعطي أولوية لرد الناس إلى العقيدة الصحيحة , فإذا كان عالما لا يعطي أهمية لهذا الفقه فقد جانب الصواب وأصبح حافظا للقرآن و الأحاديث و ليس فقيها و لا عالما

أما ياقي كلامك في هذه النقطة فهي إتهامات دون دليل

القاعدة الرابعة : سلفية المنهج وعصرية المواجهة
تحريفك لمعني كلامهم واضح . إذا لم تفهم كلامهم فاسأل

ما دليلك أنهم يقصدون من كلامهم هذا ما قلت ؟

كلامهم واضح سلفية المنهج مع إتخاذ وسائل عصرية في المواجهة فإسعمالك أنترنت من الوسائل العصرية
لكن أنت كعادتك حرفت معنى قولهم و مضيت تعربد

القاعدة الخامسة :توحيد الحاكمية:

"إن الحكم إلا لله " أفي هذا شك؟

ثم كعادتك مضيت تخلط الأوراق بين حق و باطل وتعطي معنى لكلام القوم غير ما أرادوا قوله لكي توهم القارئ أن تدلل إنما هو هذيان.
أين ترى في هذا الكلام توحيدا رابعا
اقتباس:
صاحب""الأسس الأخلاقية للحركة الإسلامية" (ص12) : (إن مسألة القيادة والزعامة إنما هي مسألة المسائل في الحياة الإنسانية وأصل أصولها).
وقال أيضا في نفس الصفحة : (إن غاية الدين الحقيقية إقامة الزعامة الصالحة
القضية و فيها بأن إقامة الحدود واجبة إذا أقامة حكم إسلامي واجب و بما أن نشر الدين و تبليغه واجب فأقامة زعامة مسلمة صالحة تحكم البلاد وتنشر الدين واجبة.


ملاحظة :
يظن البعض أن قوة الأدلة تقاس بالأمتار .فخير الكلام ما قل و دل









رد مع اقتباس
قديم 2012-03-17, 23:10   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
aboumoadh
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة
من علامات الحزبيين :

الأولى : الفُرقة في الدين، والدعوة إليها تحت ستار تعدد الجماعات الإسلامية، وأنها يكمِّل بعضُها بعضاً !!! واذكر هنا لأبي المظفر السمعاني قولَه : (ومما يدل على أن أهل الحديث هم على الحق أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولهم إلى آخرهم، قديمهم وحديثهم مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحد منهم قطراً من الأقطار؛ وجدتهم في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد، يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها، قولهم في ذلك واحد وفعلهم واحد لا ترى بينهم اختلافاً ولا تفرقاً في شيء ما وإن قل، بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم، وجدته كأنه جاء من قلب واحد، وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين من هذا؟ قال الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} (سورة النساء)، وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} (سورة آل عمران الآية 103).
وأما إذا نظرت إلى أهل الأهواء والبدع رأيتهم متفرقين مختلفين وشيعاً وأحزاباً، لا تكاد تجد اثنين منهم على طريقة واحدة في الاعتقاد، يبدع بعضهم بعضاً، بل يترقون إلى التكفير، يكفر الابن أباه، والرجل أخاه، والجار جاره.
تراهم أبداً في تنازع وتباغض واختلاف، تنقضي أعمارهم ولما تتفق كلماتهم، {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14)} (سورة الحشر)))
الانتصار لأصحاب الحديث ص45 .

قلتُ: وهذا هو حال الحزبيين فلا تكاد تراهم متفقين أبدا فهذا تبليغي من التحرير وآخر أخواني من حزب الحرية والعدالة والآخر من حزب النهضة وذاك من حزب النور … الخ وهكذا ينطبق عليهم قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)) (سورة الأنعام : 159).

الثانية :رد الحق و إتباع الهوى لهذا تجدهم يستهزئون بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لأنها تخالف هواهم فتجد في مقالتهم الآثمة وأقوالهم الغاشمة استهزاءات بالجملة سواء بالطعن في النص مباشرة على سبيل الاستهزاء أو بتضعيفه أو التشكيك في صحته أو دلالته حتى ولو تلقته الأمة بالقبول.

الثالثة :التقديس للأشخاص والغلو فيهم والتحزب لآرائهم خاصة أقطابهم ورموزهم

الرابعة :اتِّباع المتشابه وترك المحكم وهذه علامة أهل الأهواء والبدع, فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هنَّ أم الكتابِ وأُخَرُ متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منهُ ابتغاء الفتنةِ وابتغاء تأويلِهِ وما يعلمُ تأويلَهُ إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌ من عندِ ربنا وما يذَّكَّر إلا أُولوا الألباب) قالت: فقال رسول الله صلى الله (فإذا رأيتَ الذين يتَّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى الله فاحذروهم ). متفق عليه.

الخامسة :الاستدلال بالمنسوخ وترك الناسخ من كلام الله سبحانه وتعالى, أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم , أو كلام علماء السنة, فيستدلون - مثلاً- بثناء العلاَّمة ابن باز على سلمان العودة قبل أن يتبين له حاله, و يتركون تحذير ابن باز منه, و إيقافه في آخر الأمر بعد أن ظهر للشيخ انحراف الرجل عن منهج السلف وهكذا فيما يتعلق بأقطابهم وأحزابهم وانتخاباتهم-كما سيأتي قريبا إن شاء الله- ,ومن عرض للناس كلام العالم المتقدم مع علمه بالمتأخر فهو غاش لهم ، ومن ذلك أن الإمام أحمد بن حنبل كان يذكر حسين الكرابيسي بخير فلما قال ببدعة اللفظ ضلله وبدعه.

السادسة : تسترهم بزلات أهل العلم والفرح والمبالغة في إشهارها وإذاعتها ويجعلونها بمثابة الوحي المنزل ليحاجوا أهل السنة بها :
قال الإمام الشوكاني -رحمه الله تعالى- في أدب الطلب ( ص116 ): (وقد جرت قاعدة أهل البدع في سابق الدهر ولاحقه بأنهم يفرحون بصدور الكلمة الواحدة من عالم من العلماء ويبالغون في إشهارها وإذاعتها فيما بينهم ويجعلونها حجة لبدعتهم ويضربون بها وجه من أنكر عليهم اهـ.
السابعة :معارضةُ السنة بمتشابه القران : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :"إن ناساً يجادلونكم بشبه القران فخذوهم بالسنن فان أصحاب السنن أعلمُ بكتاب الله عز وجل"
)).

الثامنة: بُغضُ أهل الحديث و الأثر السلفيين, وإن لم يبوحوا بذلك:
عن أحمد بن سنان القطان قال : ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث . رواه الصابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص300) .
فمن علامات أهل البدع بغض أهل الأثر , وما تلك الأكاذيب والإشاعات التي يرمونا بها أهل السنة السلفيين قديما وحديثا إلا برهان على هذ البغض الذي يكنونه لأهل الأثر في قلوبهم , والله المستعان.

التاسعة :الإعراض عن كتبِ السلف ودعوة الناس والشباب إلى كتب الحركيين والمفكرين و المهيجين التي ليس فيها علم كما لا تخلو من البدع والضلالات العقائدية والأخلاقية والحديثية والفقهية .

العاشرة :لا يعملون بالكتاب والسنة بفهم السلف الصالح- إلا فيما وافق أهوائهم- بل يحاولون أن يُنشئوا فهماً جديداً يناسب العصر- زعموا- بإسم الوسطية و فقه التيسير و فقه الواقع, ونسوا أو تناسوا قولَ الإمامِ مالك رحمه الله: ( لا يُصلح آخر هذا الأمر إلا ما أصلحَ أوله ).

الحادية عشر :إطلاق الألقاب على أهل السنة, كقولهم (جامية, مدخلية, مباحث, عملاء......الخ) وسلفهم في ذلك هم أهل البدع الذين كانوا يصِمُون أهل السنة بأنهم حشوية و مجسِّمة وغيرها من الألقاب.
قال الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني رحمه الله تعالى : ((وعلامات أهل البدع على أهلها بادية ظاهرة ، وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم ، واحتقارهم لهم واستخفافهم لهم ، وتسميتهم إيَّاهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة ، اعتقاداً منهم في أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّها بمعزل عن العلم ، وأنَّ العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتائج عقولهم الفاسدة ، ووساوس صدروهم المظلمة ، وهواجس قلوبهم الخالية من الخير وكلماتهم ، وحججهم العاطلة بل شبههم الداحضة الباطلة :[ أؤلئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبضارهم ]. محمد 23) :[ ومن يهن الله فما له من مكرم إنَّ الله يفعل ما يشاء ]. الحج 18).)) عقيدة السلف أصحاب الحديث ص101.

الثانية عشر :المسارعة في التكفير: قال أبو العالية رحمه الله: (قد أنعم الله علي بنعمتين لا أدري أيهما أفضل أن هداني للإسلام ولم يجعلني حرورياً ).إلا أن هذا التكفير ليس نابع عن أصول سنية وقواعد مرعية إنما فقط مصالح حزبية حركية ,وهذا سر تقلبهم بين الأمس واليوم فما كان البارحة كفرا أصبح اليوم واجب شرعي وما كان واجب شرعي أصبح اليوم فتنة وعمالة .

الثالثة عشر : الطعنُ في علماء السنة والكذب عليهم, وتشويه سمعتهم, ووصفهم بالتشدد و التسرع و المداهنة و عدم الفهم بالواقع !!.. إلى غيرها من الكلمات المسطورة في جرائدهم والمسموعة في قنواتهم.
قال أبو حاتم الرازي : (من علامات أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر). أخرجه اللالكائي في الاعتقاد (رقم؛ 323) والصابوني في عقيدة السلف (ص 110/دار المنهاج) بسند صحيح.

الرابعة عشر :قلبُ الحقائق :
قال البربهاري : (مثل أصحاب البدع مثل عقارب يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب ويخرجون أذنابهم, فإذا تمكنوا لدغوا وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكنوا بلغوا ما يريدون). ذكره أبو يعلى في طبقات الحنابلة (2/44).
وقال عامر بن عبد الله : (ما ابتدع رجل بدعة إلا أتى بما كان ينكره اليوم). الشرح والإبانة (83).
وهذا مما تفنن فيه القوم حيث جعل السنة ذلا وانبطحا والبدعة حرية وفكرا بل تقدما وتطورا , وهكذا يقلبون الحقائق فيرمون أهل السنة بالتكفير وهم التكفيريون ويرمون أهل السنة بالتشدد وهم المتشددون ويرمون أهل السنة بتفرقة الأمة وهم قتلة الأمة ,وقس على ذلك باقي الاتهامات و يصدق عليهم قوله تعالى: [وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112)](سورة النساء112)

الخامسة عشر :الأُلفـة: هذه القاعدة الذهبية التي استخدمها السلفُ لكشف أهل البدع, ويستخدمها أهل السُنة في كل زمان لكشف الحزبيين الذين يُخفون تحزبهم, فإذا شككت في منهج شخصٍ وتوجهه وخفي عليك أمره فما عليك إلا أن ترى جلساءه لتعرف حقيقة أمره, فإن كان جلساؤه أهل سُنةٍ سلفيين فهو على منهجهم, وإن كانوا غير ذلك فأَلحقه بهم. يقول الأوزاعي رحمه الله: (من سَـتر عنا بدعته لم تخفَ علينا ألفته) ويقول معاذ بن معاذ رحمه الله: (الرجل وان كتم رأيه لم يخفَ ذاك في ابنه ولا صديقه ولا في جليسه).

السادسة عشر :التهييجُ والإثارة و التشغيب على ولاة الأمور, ويستغلون في ذلك أوقات الفتن والاضطرابات, فيخرجون باسم الأمر المعروف والنهي عن المنكر, كما كان عادة أسلافهم الخوارج. لكنهم إذا وصلوا إلى الكراسي سيضربون بيد من حديد كل من عارضهم فلا بالشريعة التي كانوا ينادون بها يحكمون ولا بالديمقراطية التي كانوا يكفرون أهلها يتبرؤون.

السابعة عشر :الدعايةُ لكتب المبتدعة وأشرطتهم ونشرها. وقد سُئل العلاَّمةُ عبد العزيز بن باز رحمه الله- في شريط شرح كتاب فضل الإسلام - سؤالاً هذا نصه: الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يأخذ حكمهم؟ فأجاب (نعم ما فيه شك, من أثنى عليهم ومدحهم هو داعٍ لهم, يدعو لهم, هذا من دعاتهم نسأل الله العافية ).

الثامنة عشر :التجميع: والمقصود بالتجميع تجميع أكبر عددٍ من الناس حولهم دونما أدنى اهتمام بإصلاح عقائدهم أو بواطنهم وهذا المنهج تنتهجه كل من جماعة الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ. ويجمعهم في هذا قاعدة:(نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ) وقاعدة (وحدة الصف لا وحدة الرأي )) فالعبرة عندهم بالكم لا بالكيف لهذا تجد في صفهم النصراني والشيوعي والليبرالي والعلماني و.....إلخ.

التاسعة عشر :الحرصُ على المناصب والوصول إليها وهذا أمر ظاهر لا يخفى للعيان وذلك لأن المنصب عندهم غاية وليس وسيلة.

العشرون :التلبيس على الناس بإسم الدين والسُنة, وعند أدنى عرض لنشاطات هؤلاء على الكتاب والسُنة تجد الطَّوام والمخالفات, وكأن هذه المظاهر لم تكن إلا لتمرير تنظيراتهم الحزبية وخططهم الحركية, بإسم الدين والسلفية. يقول أحد منظِّري جماعة الأخوان المسلمين: (المنهج العقدي والفقهي عند الأخوان هو منهج سلفي صرف لا غُبار عليه ) !!!

الواحدة والعشرون : عدم الأمانة وعدم الورع.
قال عنبسة بن سعيد الكلاعي : (ما ابتدع رجل بدعة إلا غل صدره عن المسلمين واختلجت منه الأمانة).
قال معمر : (سمعه من الأوزاعي فقال: أنت سمعت من عنبسة؟ قال: نعم, فقال: صدق كنا نتحدث أنه ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب ورعه). رواهما ابن عساكر في تاريخه (47/13) وفيه معمر بن غريب أو عريب لكن الواقع يشهد على ذلك.

الثانية والعشرون : اتباع الظن.
قال الله تعالى: [وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ الله إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ] [الأنعام : 116].
وقال تعالى: [وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا] [النجم : 28].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تباغضوا وكونوا إخوانا ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك)). أخرجه البخاري (4849) ومسلم (2563).
وقال شيخ الإسلام: (وكل من خالف الرسول لا يخرج عن الظن وما تهوى الأنفس فإن كان ممن يعتقد ما قاله وله فيه حجة يستدل بها كان غايته الظن الذي لا يغني من الحق شيئا). مجموع الفتاوى (13 / 67).

الثالثة والعشرون :الكذب: وهم يجيزون ذلك من باب (مصلحة الدعوة !!) و ( الحرب خدعة!!) ووالله لقد جُرب كثيرٌ منهم فوُجدوا على هذه الحال فنسأل الله العافية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (وأما أهل الأهواء ونحوهم فيتعمدون على نقل ما لا يعرف له قائلا أصلا ولا ثقة ولا معتمدا واهون شيء عندهم الكذب المختلق وأعلم من فيهم لا يرجع فيما نقله إلى عمدة بل إلى سماعات الجاهلين والكذابين وروايات أهل الإفك المبين)(
مجموع الفتاوى(27/479))


الرابعة والعشرون :النظام العسكري المُبطن: من خلال المراكز الصيفية والرحلات الجماعية و المخيمات المشتملة على التدريبات العسكرية وسلفهم في هذا هو إمامهم حسن البنا, الذي كان ( يهتم بتنظيم المصايف و توحيد الزي) . انظر مجموع رسائل حسن البنا.

الخامسة والعشرون :التَّوسُع في وسائل الدعوة غير الشرعية: كالأناشيد، الكرة، المسرحيات، الرحلات … الخ ) و قد سُئل الإمام أحمد رحمه الله: ما تقول في أهل القصائد ؟ فقال: بدعة لا يُجالسون. و سُئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: هل يجوز للرجال الإنشاد الإسلامي؟ فأجاب بقوله (الإنشاد الإسلامي إنشاد مُبتدَع مما أبتدعه الصوفية ولهذا ينبغي العدولُ عنه إلى مواعظ القران والسُنة). من كتاب القول المفيد في حكم الأناشيد.

السادسة والعشرون :القَصص: فتُلاحظ محاضراتهم وخطبهم يغلبُ عليها جانب القَصص الذي لا يسمن ولا يغني من جوع فلا يستفيد منه المرء, لا في عقيدة ولا في عبادة, وقد حذَّر السلف أيما تحذير من القصاصين ومن الجلوس إليهم. قال مالكٌ رحمه الله (واني لأكره القصصَ في المسجد ) وقال (ولا أرى أن يُجلس إليهم وان القصص لبدعة ) وقال سالم: كان ابن عمر يُـلقى خارجا من المسجد فيقول: ما أخرجني إلا صوتُ قاصكم هذا.

السابعة والعشرون :السِّرية والتكتم:
قال عمر بن عبد العزيز : (إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة). أخرجه ابن عبد البر في جامع البيان (492\ رقم 1774\ مكتبة عباد الرحمن) واللالكائي في شرح الأصول (251)

وقال أبو إسماعيل الهروي : ( لا والله ولا دين المتناجين دين ولا رأي المتسترين متين). ذم الكلام (4/328).


1-الفقه مذاهب وكذالك حركة التغيير

2-إدعاء بدون بينة

3- إدعاء بدون بينة
4-إدعاء بدون بينة
5-إدعاء بدون بينة
6-إدعاء بدون بينة
7-لا توجد رقم ٧
8-إدعاء بدون بينة

9-إدعاء بدون بينة

10-إدعاء بدون بينة
لا أكمل, الخلاصة:إدعاء بدون بينة .













رد مع اقتباس
قديم 2012-04-25, 10:22   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aboumoadh مشاهدة المشاركة


1-الفقه مذاهب وكذالك حركة التغيير

2-إدعاء بدون بينة

3- إدعاء بدون بينة
4-إدعاء بدون بينة
5-إدعاء بدون بينة
6-إدعاء بدون بينة
7-لا توجد رقم ٧
8-إدعاء بدون بينة

9-إدعاء بدون بينة

10-إدعاء بدون بينة
لا أكمل, الخلاصة:إدعاء بدون بينة .






الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

بداية يعلم الله أنني في ضيق من وقتي لهذا لا أستطيع متابعة كل التعليقات والرد عليها وإلا فليس من عادتي ترك مناقشة إخواني الأفاضل لكنني أعتب عليك هذا الاستعجال منك -ومن غيرك- في دعواك لي للمناقشة ....
أما قولك عن علامات الحزبيين التي ذكرتها لك أنها مجرد ادعاءا بلا بينة فالبينة أوضح من الشمس فما من علامة ذكرتها لك إلا وتنطبق على المتحزبين فعلامة الفرقة بينهم لا ينكرها أحد ويمكنك أن تطلع على تفرقهم في القنوات إلى أحزاب كثيرة بعد أن كانوا حزبا واحدا ناهيك عن تبادل الاتهامات فيما بينهم ...أما عن علامة بعدهم عن كتب السلف فهذه من أكبر علامات الإخوان فانظر مثلا إلى كتب سيد قطب والبنا ستجدها مليئة بالبدع العقائدية والشطحات الصوفية والجهمية والاعتزالية , وهذا دليل على بعدهم عن منهج السلف أما عن تسترهم ببعض العلماء فانظر إلى مسارعتهم في نشر فتاوى العثيمين والألباني في الانتخابات ؟ رغم أنهم لا يأخذون بفتاويهم في مسألة المظاهرات ! أما عن التكفير فكتب سيد قطب وأشرطة العودة مليئة بها فهل يخفى القمر!!!! وأما رمي أهل السنة بأنهم جامية أو مدخلية أو وهابية فهذا أمر معلوم تاريخيا وواقعيا فأغلب الجرائد تتناول مقالات لبعض المحسوبين على الإسلام فيها لمز أهل السنة السلفيين بتلك الألقاب المنفرة في حين يلقبون الخوارج التكفيريين بالسلفيين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
وبخصوص علامة طعنهم في علماء السنة فهذه علامة ظاهرة بادية على كل حزبي فانظر إن شئت إلى كتب محمد قطب المليئة بالسخرية من علماء سنة ورميهم بعلماء البلاط بل انظر إلى مقالات الجهمي شمس الدين بوربي في جريدة الدمار عفوا النهار وانظر إلى محاضرات قناة الجزيرة كيف يرمون علماء السنة بأنهم وهابية وأنهم آل سعود بل لا تذهب بعيدا بل انظر إلى مشاركات بعض الموالين للأحزاب في هذا المنتدى سترى الكذب والبهت ورمي الأبرياء وقلب حقائق!!!! فلست أدري كيف تطالبني بالبينة رغم وضوحها؟!
هذه العلامات التي ذكرت لك بعضها تعد حقائق لا يمكنك إنكارها لأنها من بديهيات التحزب!!!!!!!!!

أما قولك:

اقتباس:
1-الفقه مذاهب وكذالك حركة التغيير
فلست أدري ما دخل هذا في التحزب؟ هل أئمة المذاهب كالإمام مالك وأحمد والشافعي وأبو حنيفة كانوا أحزابا؟ كلا ورب الكعبة بل لم يظهر التمذهب العصبي المتخلف إلا بعد موت الأئمة رحمهم الله ولو كانوا أحياءا لما رضوا بذلك أبدا لأنهم أول من حارب التعصب والتحزب سواء كان تحزبا دينيا مذهبيا أو تحزبا سياسيا!.
وبخصوص التغيير فلسنا ضد التغيير فنرجوا منكم الانصاف وعدم تحويل موطن النزاع إلى موطن خداع... كلنا مع التغيير لكن التغيير على طريقة من؟ أ على الطريقة الإفرنجية الديمقراطية أم على الطريقة النبوية السلفية؟!









رد مع اقتباس
قديم 2012-03-17, 21:50   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
آلاء الرحـــــــمن
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية آلاء الرحـــــــمن
 

 

 
الأوسمة
الوسام الثاني 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم

مرحبا بعودتك اخي جمال بارك الله فيك وفي علمك

مزيدا من التألق والنجاح ان شاء الله


متابعة للموضع و شاكرة لك على المجهود الذي بذلته










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-17, 22:07   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
عبد الله-1
مشرف منتديات انشغالات الأسرة التربوية
 
الصورة الرمزية عبد الله-1
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أهلا بالأخ الحبيب جمال البليدي .
عودا حميدا إشتقنا لمواضيعك وردودك العلمية القيمة.
مبارك عليك العودة وفي طاعة الله إن شاء الله










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-30, 23:02   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
طارق المتيجي
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية طارق المتيجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي أخي الكريم

أصراحك القول أخي الكريم

أنني لاحضت الموضوع من خلال عنوانه فأعجبت به

فضننت أن هؤلاء الدعاة المقصودين هم : دعاة كفر وفاسدين وذو أخلاق غير إسلامية ويهود وكذا و .....

و إذا بي أصدم بأقوالك أخي الحبيب :


(( نعمل فما أتفقنا عليه ويعذر بعضنا فما ))

أخي الحبيب أنا لاأنتمي لأي حزب لكن

هل هذا الكلام فيه عيب ؟؟؟

ماهي الحزبية ؟؟؟

أخي الحبيب والله أريد مناقشتك في هذا الأمر

كلامك أخي يدل أن لك أنت كذلك حزب ضد من تتهمهم بتهم تشرفهم

إتقوا الله في هذه الأمة

فالأحزاب وسائل إن حسنت النوايا (( صحيح غالبيتها لهم مصالح لكن لا نتهم الناس هكذا

ونشهر بهم ا فهم خاطئ أخي

من نحن حتى نحكم على الناس هكذا ؟؟

أرجوا المعذرة أخي










رد مع اقتباس
قديم 2012-03-30, 23:19   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
aboumoadh
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق المتيجي مشاهدة المشاركة
أصراحك القول أخي الكريم

أنني لاحضت الموضوع من خلال عنوانه فأعجبت به

فضننت أن هؤلاء الدعاة المقصودين هم : دعاة كفر وفاسدين وذو أخلاق غير إسلامية ويهود وكذا و .....

و إذا بي أصدم بأقوالك أخي الحبيب :


(( نعمل فما أتفقنا عليه ويعذر بعضنا فما ))

أخي الحبيب أنا لاأنتمي لأي حزب لكن

هل هذا الكلام فيه عيب ؟؟؟

ماهي الحزبية ؟؟؟

أخي الحبيب والله أريد مناقشتك في هذا الأمر

كلامك أخي يدل أن لك أنت كذلك حزب ضد من تتهمهم بتهم تشرفهم

إتقوا الله في هذه الأمة

فالأحزاب وسائل إن حسنت النوايا (( صحيح غالبيتها لهم مصالح لكن لا نتهم الناس هكذا

ونشهر بهم ا فهم خاطئ أخي

من نحن حتى نحكم على الناس هكذا ؟؟

أرجوا المعذرة أخي
اقتباس:
أخي الحبيب والله أريد مناقشتك في هذا الأمر
لن يقبل النقاش معك لأنه يعلم أن أدلته واهية و إستدلاله غير علمي


يجب عليه




١ أن يأتي بالبينة على كل إدعاء قبل أن يرد عليه و لا يمكن أن نتهم المخالفين بأمور دون أن نأتي بالبينة
٢ لا يجوز تحريف أ قوال المخالفين ثم الرد عليها
٣ لا يجوز التلاعب على معاني الكلمات
٤ لا يجوز إستعمال أيات و أحاديث في غير محلها
٥ قوة الأدلة لا تقاس بالأمتار









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الانتخابات, شبهات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:04

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc