لا أرى بيتاً

[عبدالحليم الطيطي]

لا أرى بيتا

.


***لا أرى بيتا واحدا ..

أعرفُ وجه صاحبه الذي كان يسكن فيه

..قبل مئة عام ………!!.

.ولو توقّفتْ الولادة قبل قرن

لما رأيت أحدا يمشي هنا …

.

…….وذاك الوليد الذي يصرخ .

..هو وريث هذا العالَم …

.وسيكون العالَم أمانة بين يديه ………ايضا …

.لمن يولَد بعده ...حتى تنتهي الحياة

.

…...وهذا كان هنا ...كنت أراه في بستانه

...ينضد التراب ويجمع الحصى ..كنت أراه .

..لا شكّ في ذلك

..كان محنيَ الظهر ..لا يكاد يرى …

...كيف صار كذلك ...في التراب

..وحين شرى مزرعة ...قبل ربع قرن .

..كان شديدا ….كيف صار هرِما نحيلا .

..أرأيت كيف نتهيّأ للموت

..وبعد يومين من مشهده ..غاب الى الأبد ..

...أرى القصر ولا أراه وألبستانُ خلا منه

...يسكنه كلّ شيء إلّا هو ...فلا يدخله …

..حرّمه الموت عليه ……

…...قلت له : خذ أرضك معك .

..قال : وأين يداي وقدماي …

…..وقال لي - وهو ميت - :

...أنتم كلّكم هنا معي ولستم هناك …

….فمَن مشى إلى شيء ...يصله ولو بعد حين ……!

…….ولو لم يأخذه ابني ذلك البستان .

..لأخذتْه الكلابُ تبول فيه …

.وكلّ تعبكم للكلاب... إن كان أولادكم كلابا …!!

.

.

عبدالحليم الطيطي