يشعر بإنكار الحساب والجنة والنار رغم محافظته على صلاته - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

يشعر بإنكار الحساب والجنة والنار رغم محافظته على صلاته

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-12-22, 18:05   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 يشعر بإنكار الحساب والجنة والنار رغم محافظته على صلاته

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

يشعر بإنكار الحساب والجنة والنار رغم محافظته على صلاته

السؤال

عندما يموت الإنسان ألا يحاسب في القبر ، أو ما هو نوع حسابه بالضبط ؟

وهل الميت يمر عليه الليل والنهار ؟

كيف يكون مرور الوقت عليه ؟

وكيف يعذب الناس ويتم حسابهم ؟

وكيف يكون وضعهم في الجنة ؟

كيف يمر عليهم الوقت ؟

في ماذا يتكلمون ؟

ألا يلعبون ؟

وهل نرى جميع من مر علينا في حياتنا ؟

هل نشاهدهم ؟

هل نرى حسابهم ؟

لا أدري - أحيانا والعياذ بالله - أنكر الحساب والجنة والنار ، دائما يأتيني هذا الشعور ، مع العلم أني محافظ على صلواتي ، ولكن يأتي دائما في الصلاة وقبل النوم

ومع العلم أني دائما أدعو بالهداية وتقوية إيماني ، وجعل همي الآخرة ، فما هو السبب في عدم تلبية دعائي ؟

أريد باختصار تقوية إيماني ؟

وهل هناك كتب تقوى الإيمان ؟


الجواب

الحمد لله

أشد ما يحزننا في بعض الأسئلة الواردة هو انقلاب الهواجس النفسية

ووساوس الشيطان ، في نفوس أصحابها ، إلى شبهات وهمية ، تستدعي منهم التساؤل حولها

وعند بعضهم تستدعي منهم اتخاذ قرار بالعدول عن عقيدته وإيمانه ، لا قدر الله ، كل ذلك نتيجة " خواطر " نفسية ، ووساوس إبليسية ، ليس أكثر .

إذا أردتنا أن نساعدك في تقوية إيمانك ، فلا بد أن تساعد نفسك أولا ، وتشفق عليها من مثل هذه الاختلاجات التي تعتمل في قلبك ونفسك

وأنت لا تدرك أن مثلها يرد في أذهان كثير من الناس ، بفعل الوسواس الخناس ، الذي يوسوس في صدور الناس ، وبإصغاء النفس الأمارة بالسوء له

وإن كان ذلك لا يعني بحال من الأحوال وصوله إلى درجة " الإنكار "، أو " الردة " عن عقيدة الإيمان بالغيب التي يتميز بها المسلم .

ولكي تدرك معنا أنها مجرد " هواجس "، وليست شبهات حقيقية ، ولا أفكارا مستقرة تحتاج نظرا علميا حقيقيا ، تخيل أنك – لا قدر الله – استجبت لمثل هذه الهواجس

ألا ترى من المنطقي أن ترتد عليها أيضا بهواجس أخرى ، فتقول في نفسك : لا بد أن أرواح الموتى ترجع إلى الدنيا ، فتنقلب إلى صورة حيوان أو إنسان آخر

كما هي عقيدة " تناسخ الأرواح " ، أو تقول في نفسك : من المؤكد أنهم يعيشون حياة أخرى كحياتنا الدنيا ، كما هي عقيدة الفراعنة ، فكانوا يدفنون موتاهم مع متاعهم وأموالهم !!

هل تريد من نفسك أن تبلغ هذا القدر من الاضطراب والفوضى ، ثم تقنع نفسك أنها أفكار حقيقية ، أو توهمها بأنك اتخذت قرارك بإنكار الحساب أو الجنة والنار .

نحن ندعوك أن تقف بين القبور يوما ، لتشاهد هيبة الحق ، الحق الذي تبعثه في النفس أحداث هذه الدنيا الجسام ، من ظلم وعدوان

وقيام أمم ، وانمحاق أخرى ، وتنوع البشر ، وتصارع الأمم ، لندرك أن ثمة نهاية لا بد منها ، تختتم كل ذلك بإقامة الحق والقسط بين الناس ، فكل قصة لا بد لها من خاتمة

وكل حكاية تنتهي إلى نهاية ، ولا أعظم من حكاية الأرض وما يجري عليها، ولا تردد في أن أهوال ما يجري فيها لن يمر عبثا ، ولن يذهب سدى ، بل سيقتص للحق من الباطل ، وللعدل من الجور والظلم .

يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :

" الدليل النفسي على وجود العالم الآخر أن الإنسان يدرك بالحَدْس أن هذا العالم المادي ليس كل شيء ، وأن وراءه عالماً روحياً مجهولا ، يدرك منه لمحات تدل عليه .

ذلك أن الإنسان يرى اللذات المادية محدودة ، إذا هي بلغت غايتها ووصلت إلى حدها ، لم تَعُد اللذةُ لذةً ، ولكن صارت (عادة) ، فذهب طعمها ، وبطل سحرها ، وصارت كالنكتة المحفوظة ، والحديث المعاد .

يبصر الفقير سيارة الغني تمر به ، وعمارة الغني يمر بها ، فيحسب أنه يحوز الدنيا إن حاز مثلها ، فإن صارت له ، لم يعد يشعر بالمتعة بها .

ويسهر المحب يحلم بوصل الحبيب ، يظن أن متع الدنيا كلها بحبه ، والأماني كلها في قربه ، فإذا تزوج التي يحب ، ومر على الزواج سنتان ، اضمحلت تلك الأماني ، وماتت تلك المتع ، ولم يبق له منها إلا ذكرها .

ويمرض المريض ويتألم ، فيتصور اللذة كلها في ذهاب الألم والشفاء من المرض ، فإذا عاودته الصحة ، ونسي أيام المرض ، لم يعد يرى في الصحة شيئا من تلك اللذات .

ويتمنى الشاب " الشهرة "، ويفرح إن أذاعت الإذاعة اسمه ، ونشرت الصحف رسمه ، فإذا هو اشتهر وصار اسمه ملء السمع ، وشخصه ملء البصر ، صارت له الشهرة أمراً معتادا .

ثم يجد أنه ... يقرأ القصة العبقرية ، للأديب البارع ، فيحس كأنها تمشي به في مسارب عالم مسحور

فيه مع السحر شعر وعطر ، فإذا انتهت القصة ، رأى كأنه كان في حلم لَذيذ فتّان ، وصحا منه ، فهو يحاول عبثا أن يعود إلى لذته وفتونه .

ويعيش في لحظات التجلي ، حين تصفو النفوس بالتأمل فتتخفف من أثقال المادة

فتعلو بجناحين من الصفاء والتجرد ، حتى تصل إلى حيث ترى الأرض وما عليها ، أصغر من أن ينظر إليها ، لما تجد من لذة الروح التي لا تَعْدلها لذة الطعام للجائع ، ولا لذة الوصال للمحروم ، ولا لذائذ المال والجاه للفقير المغمور .

وإذا بالنفس تتشوق أبدا إلى هذا ( العالم الروحي ) العلوي ، العالم المجهول ، الذي لا تعرف منه إلا هذه اللمحات ، التي لا تكاد تبدو لها حتى تختفي

وهذه النفحات التي لا تهب حتى تسكن . فيعلم أن اللذات المادية محدودة ، وأن اللذات الروحية أكبر منها كبرا ، وأعمق في النفس أثرا . ويُوقن ( بالحدس النفسي

لا بالدليل العقلي ) ، أن هذه الحياة المادية ليست كل شيء ، وأن العالم المجهول

المختبئ وراء عالم المادة حقيقة قائمة ، تحن إليها الأرواح ، وتحاول أن تطير إليها ، ولكن هذا الجسد الكثيف يحجبها عنها ، ويمسكها عن أن تنطلق وراءها .

وهذا هو الدليل النفسي على وجود العالم الآخر .

الاعتقاد بوجود الحياة الأخرى نتيجة لازمة للاعتقاد بوجود الله ، وبيان ذلك أن الإله لا يكون إلا عادلا ، والعادل لا يقرّ الظلم ، ولا يدع الظالم بغير عقاب ، ولا يترك المظلوم من غير إنصاف

ونحن نرى أن في هذه الحياة من يعيش ظالما ويموت ظالما لم يعاقب ، ومن يعيش مظلوما ويموت مظلوما لم ينصف ، فما معنى هذا ؟ وكيف يتم هذا ما دام الله موجودا ، وما دام الله لا يكون إلا عادلا ؟

معناه : أنه لا بد من ( حياة أخرى ) يكافأ فيها المحسن ، ويعاقب المسيء . وأن ( الرواية ) لا تنتهي بانتهاء هذه الدنيا .
ولو أنه عرض ( فلم ) في الرائي ( التلفزيون ) ، فقطع من وسطه ، وقيل ( انتهى )

لما صدق أحد من المشاهدين انه انتهى ، ولنادوا ماذا جرى للبطل ؟ وأين تتمة القصة ؟ ذلك لأنهم ينتظرون من المؤلف أن يتم القصة ، ويسدد حساب أبطالها .

هذا والمؤلف بشر ، فكيف يصدق عاقل ، أن (قصة) الحياة تنتهي بالموت ؟ كيف ؟ ولم يسدد بعد الحساب ، ولا اكتملت الرواية ؟

فأيقن العقل من هنا أن لهذا الكون ربا ، وأن بعد الدنيا آخرة ، وأن ذاك العالم المجهول ، الذي لمحت الروح ومضة من نوره في الأغنية الحالمة ، والقصة البارعة

واستروحت نفحة من عطره في ساعة التجلي ، ليس عالم المثل الذي كان خيالا صاغه أفلاطون ، ولكنه عالم الآخرة ، الذي هو حقيقة أبدعها خالق أفلاطون . ورأى أن أكبر لذائذ الدنيا لذة الوصال

لا تدوم إلا نصف دقيقة ، فعلم أنها ليست إلا مثالا من لذات الآخرة ، إنها لقمة من الطعام تذوقها ، فان أعجبك اشتريت منه فأكلت حتى شبعت .

إنها نموذج تجاري تراه ، فإن ارتضيته طلبت البضاعة .

إن هذه اللذة التي لا تدوم إلا نصف دقيقة ، مثال مصغر للذات العالم الآخر ، التي تدوم أبدا ، والتي لا حد لها تقف عنده ، والتي تبقى ( لذة ) دائما ، لا تصير ( عادة ) ، كما تصير اللذات في الدنيا عادات "

انتهى بتصرف يسير من " تعريف عام بدين الإسلام " (ص/49-51) .

فالنصيحة التي نخلصها لك لوجه الله تعالى أن تدع عنك هذا التفكير الطائش ، وتصرف قلبك عن كل تلك الوساوس ، وتتقي الله في نفسك وعقلك

فالجنون الحقيقي هو إنكار الخالق جل وعلا رغم عظمة هذا الخلق الذي نشاهده في أنفسنا وبديع ما حولنا في الكون ، فلا تبع آخرتك بهواجس نفسية ساذجة .

وانظر في شأن الوساوس في الإيمان : جواب السؤال الاول و الثاني القادمين

وللمزيد يرجى النظر في الفتوى في المشاركة الثالثة و الرابعه القادمة

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد








 


رد مع اقتباس
قديم 2019-12-22, 18:15   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مصادر الوساوس وهل يؤاخذ المسلم عليها ؟

السؤال

هل توجد طريقة للتفريق بين الوسوسة التي من الشيطان وتلك التي من النفس ؟

وهل يمكن أن نعرف أيّاً منهما يأتي من الآخر ؟

وإذا كانت الوسوسة من النفس :

فهل سيعاقب عليها الفرد حتى وإن كان يرفضها ؟.


الجواب

الحمد لله

أولاً :

الوسواس الذي يصيب الإنسان ليس كله على درجة واحدة ، من حيث المرضية ، ومن حيث المصدر والأثر .

فالوسواس الذي يدعو الإنسان لسماع المحرمات أو رؤيتها أو اقتراف الفواحش وتزيينها له : له ثلاثة مصادر : النفس – وهي الأمَّارة بالسوء - ، وشياطين الجن ، وشياطين الإنس .

قال تعالى – في بيان المصدر الأول وهي النفس - : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) ق/16 .

وقال تعالى – في بيان المصدر الثاني وهم شياطين الجن - : ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشّيْطَانُ قَالَ يَآدَمُ هَلْ أَدُلّكَ عَلَىَ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاّ يَبْلَىَ ) طه/120 .

وقال تعالى – في بيان المصدر الثالث وهم شياطين الإنس - : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ . مَلِكِ النّاسِ . إِلَهِ النّاسِ . مِن شَرّ الْوَسْوَاسِ الْخَنّاسِ . الّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ . مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ ) سورة الناس .

أي أن هذه الوساوس تكون من الجن ومن بني آدم .

انظر الاسئلة بعد المشاركة الخامسة

وما يعرض للمسلم في وضوئه وصلاته فلا يدري كم توضأ ولا كم صلى : فمصدره من الشيطان ، فإن استعاذ بالله من الشيطان كفاه الله إياه

وإن استسلم له واستجاب لأوامره تحكَّم فيه الشيطان ، وتحول من وسوسة عارضة إلى مرضٍ مهلك

وهو ما يسمى " الوسواس القهري " وهذه الوساوس القهرية – كما يقول أحد المختصين - " علة مرضية تصيب بعض الناس كما تصيبهم أية أمراض أخرى

وهي أفكار أو حركات أو خواطر أو نزعات متكررة ذات طابع بغيض يرفضها الفرد عادة ويسعى في مقاومتها ، كما يدرك أيضاً بأنها خاطئة ولا معنى لها ، لكن هناك ما يدفعه إليها دفعاً

ويفشل في أغلب الأحيان في مقاومتها ، وتختلف شدة هذه الوساوس حتى إنها لتبدو – لغير المتخصصين – عند زيادة شدتها وكأن المريض مقتنع بها تماماً

ويعتري هذا النوع من الوساوس الإنسان أيضاً في عباداته وكذلك في شؤون حياته الدنيوية " .

فوسوسة الشيطان تزول بالاستعاذة .

ووسوسة النفس تزل أيضاً بالاستعاذة ، وبتقوية الصلة بين العبد وربه بفعل الطاعات وترك المنكرات .

وأما الوسواس القهري فهو حالة مرضية كما سبق .

وفي الفرق بين وسوسة الشيطان ووسوسة النفس معنى لطيف ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن بعض العلماء ، قال :

وقد ذكر أبو حازم في الفرق بين وسوسة النفس والشيطان ، فقال : " ما كرهتْه نفسُك لنفسِك فهو من الشيطان فاستعذ بالله منه ، وما أحبَّته نفسُك لنفسِك فهو من نفسك فانْهَها عنه " . "

مجموع الفتاوى " ( 17 / 529 ، 530 ) .

أي أن النفس غالباً توسوس فيما يتعلق بالشهوات التي يرغب فيها الناس عادةً .

وذكر بعض العلماء فرقاً آخر مهمّاً، وهو أن وسوسة الشيطان هي بتزيين المعصية حتى يقع فيها المسلم فإن عجز الشيطان انتقل إلى معصية أخرى ، فإن عجز فإلى ثالثة وهكذا

فهو لا يهمه الوقوع في معصية معينة بقدر ما يهمه أن يعصي هذا المسلم ربَّه ، يستوي في هذا فعل المنهي عنه وترك الواجب

فكلها معاصٍ ، وأما وسوسة النفس فهي التي تحث صاحبها على معصية بعينها ، تحثه عليها وتكرر الطلب فيها .

ثانياً :

والمسلم لا يؤاخذ على وساوس النفس والشيطان ، ما لم يتكلم بها أو يعمل بها .

وهو مأمور بمدافعتها ، فإذا ما تهاون في مدافعتها واسترسل معها فإنه قد يؤاخذ على هذا التهاون .

فقد أُمر بعدم الالتفات لوساوس الشياطين ، وأن يبني على الأقل في الصلاة عند الشك فيها ، وأُمر بالاستعاذة من الشيطان والنفث عن يساره ثلاثاً إذا عرضت له وساوس الشيطان في الصلاة

وأُمر بمصاحبة الأخيار والابتعاد عن الأشرار من الناس ، فمن فرَّط في شيء من هذا فوقع في حبائل نفسه الأمارة بالسوء أو الاستجابة لشياطين الجن والإنس فهو مؤاخذ .

وأما الوسواس القهري : فهو مرض – كما سبق- فلا يضير المسلم ، ولا يؤاخذه الله عليه ؛ لأنه خارج عن إرادته

قال الله تعالى : ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ) الطلاق/7

. وقال تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) التغابن/16

. وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ )

رواه البخاري (4968) ومسلم (127) .

وعلى من ابتلي بمثل هذا الوسواس أن يداوم على قراءة القرآن والأذكار الشرعية صباحا ومساء

وعليه أن يقوي إيمانه بالطاعات والبعد عن المنكرات ، كما عليه أن يشتغل بطلب العلم ، فإن الشيطان إن تمكن من العابد فلن يتمكن من العالم .

وقد يأتي الشيطان ويوسوس للمسلم أشياء منكرة في حق الله تعالى ، أو رسوله ، أو شريعته

يكرهها المسلم ولا يرضاها ، فمدافعة هذه الوساوس وكراهيتها دليل على صحة الإيمان ، فينبغي أن يجاهد نفسه ، وأن لا يستجيب لداعي الشر .

قال ابن كثير رحمه الله :

في قوله ( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ ) أي : هو وإن حاسب وسأل لكن لا يعذب إلا بما يملك الشخصُ دفعَه

فأما ما لا يملك دفعه من وسوسة النفس وحديثها : فهذا لا يكلَّف به الإنسان ، وكراهية الوسوسة السيئة من الإيمان . "

تفسير ابن كثير " ( 1 / 343 ) .

وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :

يخطر ببال الإنسان وساوس وخواطر وخصوصا في مجال التوحيد والإيمان ، فهل المسلم يؤاخذ بهذا الأمر ؟ .

فأجاب :

قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما أنه قال

: " إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم " – متفق عليه - وثبت أن الصحابة رضي الله عنهم سألوه صلى الله عليه وسلم عما يخطر لهم من هذه الوساوس والمشار إليها في السؤال

فأجابهم صلى الله عليه وسلم بقوله : " ذاك صريح الإيمان " – رواه مسلم - وقال عليه الصلاة والسلام : " لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله ورسله " –

متفق عليه -

وفي رواية أخرى " فليستعذ بالله ولينته "

رواه مسلم في صحيحه .

" تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام " ( السؤال العاشر ) .

والله أعلم .









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-12-22 في 18:23.
رد مع اقتباس
قديم 2019-12-22, 18:17   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
zari18
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عبد الرحمن

بارك الله فيك على كل المواضيع التي تقدمها

دائما مبدع ومتججد في مواضيعك
الله ينفعنا بها ويهدينا ويثبت قلوبنا على الحق









رد مع اقتباس
قديم 2019-12-22, 18:28   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zari18 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عبد الرحمن

بارك الله فيك على كل المواضيع التي تقدمها

دائما مبدع ومتججد في مواضيعك
الله ينفعنا بها ويهدينا ويثبت قلوبنا على الحق

عليكم السلام و رحمه الله و بركاتة

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

فما هي غير مواضيع اتشرف بنقلها لكم

اسعدني حضورك المميز مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2019-12-22, 18:31   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

تعرض له وساوس إلحادية

السؤال

أنا في محنة ، فأنا مسلم أقوم بالعبادات ، والمشكلة أنه منذ فترة تراودني أفكار ملحدة عن وجود الإله والعياذ بالله ، وهذا كان قبل الحج ، وحتى بعد الحج

وترجع تلك الأفكار في كل مرة ، وأحاول ترويض عقلي بالبحث في العلوم ، مثل نظرية الانفجار العظيم ، ما يزيد من إرباكي .

فما هو الحل ؟

وماذا يقول الإسلام عن نظرية الانفجار العظيم ؟


الجواب

الحمد لله

من نافلة القول التي ينبغي عليك استحضارها دائما : أن العقل البشري أضعف من أن يحيط بالعلوم

ويدرك كنه الكون ، ويشرف على حقائق الحياة ، فهو عقل قاصر يعيش " مهزلة " ـ بحق ، حين يوكل إلى نفسه ، أو يستغني عن العاصم له عن الضلال !!

وبحسبه من كل ذلك : أن يبذل جهده في البحث والتفكر والتأمل ، ويتمسك بالدلائل التي يكتفي بها العقل البشري السليم ، الذي لم تلوثه الشكوك والظنون والشبهات ، ولم تضعف جوانب اليقين فيه كثرةُ الأوهام .

فذلك هو العقل السليم الذي خاطبه الله عز وجل في كتابه الكريم ، وجعله مناط التكليف ، وما سوى ذلك من العقول الشكاكة

فهي بحاجة إلى إعادة تأهيل لتعود إليها الثقة في الحقائق والمبادئ الفكرية

وتتفاعل مرة أخرى مع حقائق الإيمان ، فالوسواس الإلحادي أقرب إلى المرض ، والحالة الاضطرابية منه إلى التفكير العلمي المبني على الحجة والبرهان .

يقول الله عز وجل : ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ .

الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ . ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ) الملك/1-3.

والتجربة تدل على أن أوائل الشباب هو العمر المعرض للاضطراب الفكري ، والتشويش العقائدي ، ويبدو أن الأمر يمكن إرجاعه إلى أسباب فسيولوجية بدنية

لو تيسرت الدراسات العلمية في هذا الإطار ، وإلى حين ذلك يمكن عزو هذه الظاهرة إلى الطبيعة البشرية التي تقوم كثيرا على حب التعرف والتشوف إلى كل غريب أو جديد

والإلحاد فكرة جديدة على الإنسانية ، أو هي نزعة وطور فردي في صاحبه ، لها بريق جذاب من جهة التميز والانفراد بحال عن جميع الناس

وكأن معتنقها يقول إنني المتفرد بكسر الطوق الذي اعتدتم عليه ، ونشأتم على اعتقاده والإقرار به

أيا كان هذا الأصل ، وأيا كان صواب الفكرة التي خرج إليه ، والحال التي تميز بها ، كما يذكر أن رجلا بال في زمزم !! فسُئل عن ذلك : فقال : أردت أن أُذكر ، ولو بالشر !!

ويبدو أن المسكين لم يعلم ، أو لم ينتبه إلى أن الدواب كانت أكثر تعقلا منه ، حين نجدها وكأنها تعلم بمبدأ السببية ، وتعلم أن الفعل لا بد له من فاعل

. يقول الله عز وجل : ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) الحج/46.

وقد نستعين بتجارب الحياة اليومية ، كي ندلل لمن تعرض له هذه الوساوس بأنها مجرد وسوسة لا حقيقة لها فهو يخالفها في حياته اليومية

فالممارسات اليومية للإنسان الطبيعي السوي كلها تنطلق من المبادئ العقلية السليمة ، وغالبا تبقى على فطرتها وسلامتها ، ولا تتعرض للتشويش والاضطراب إلا في حالة ( الجنون ) لا قدر الله .

فتأمل هذه الأمثلة السهلة التي ولا شك تؤمن وتقر بها :

أرأيت لو كنت جالسا في منزلك فسمعت صوت جرس الباب

فهل تتردد في التفاعل مع هذا الصوت ! ألا تبادر في القيام للنظر فيمن ينتظر على الباب ! ما الذي يدفعك لمثل هذه المبادرة!! أليست هي المسلمات العقلية البدهية التي نعيش ونحيا بها

التي تخبرنا أن الفعل لا بد له من فاعل ، وأن الأثر لا بد له من مؤثر !!

ثم تصور معنا لو أنك أفسدت هذه المسلمات بالشبهات العقلية والوساوس الفلسفية ، فرحت تتأمل في الاحتمالات العقلية الممكنة لتفسير ذلك الصوت

والنظريات التي يمكن أن تعرض في هذا المقام ، من مثل دعاوى " الصدفة "

أو وقوع الخلل في " شبكة الكهرباء "، أو " العطل الذي يصيب أنواع الجرس والمنبهات "، أو حتى احتمالات من أمثال أن أحدهم يتلاعب بدق الجرس والفرار فورا .

ونحو تلك الاحتمالات التي لا ننكر قيامها ، ولكننا نعلم ـ أيضا ـ أنها خلاف الأصل والمعهود ، ولا تَرِدُ على العقل البشري إلا إذا تكلف التفكير فيها

وخطؤه أنه يجعلها معارضة للمبادئ الثابتة ، والقواعد المطردة ، التي لولاها لتساوى العاقل والمجنون في هذا الكون ، ولذلك يعيش الملحد جنونا في تفكيره بالخالق

ولكنه في حياته اليومية يعيش سليما بعيدا عن الجنون ، فيبادر لفتح الباب بعد سماع صوت الجرس

للتعرف على طالب الدخول ، ولا يتردد لحظة في ذلك ، وهكذا يفعل إذا رن هاتفه ، أو طرأ عليه أي حادث جديد ؛ فإنه سوف يبحث ـ حتما ـ عن مُحدثه ، وفاعله !!

وتخيل معنا كم هو مثال يسير لا يستغرق لحظات من حياة الإنسان ، ولكن له فيه العظة والعبرة.

فكيف لو رحنا نضرب الأمثلة في جميع شؤون الدنيا ، أو لو رحنا نعدد القواعد المطردة في هذا الكون ، والتعقيد المدهش في تفاصيله

والإعجاز المبهر الذي يتكشف للبشرية يوما بعد يوم ، ثم بعدها ننسى جميع ذلك

وننسى كل ما جاء به الأنبياء وما أخبروا به ، ونخالف مسلمات العقول ومبادئها ، كل ذلك لأجل احتمالات ونظريات عقلية ( طارئة ) عارضنا بها البدائه الثابتة.

ألا تسلم معنا أن هذه هي المشكلة الكبرى ، فليس لمن تعرض له هذه الوساوس حاجة إلى التأمل في نظرية الانفجار العظيم وغيرها

بقدر ما هو بحاجة إلى إعادة تهيئة في الطريقة السليمة التي يتعاطى بها العقل السليم مع معطيات هذا الكون !!

يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :

" الناس جميعا ، المؤمن منهم والكافر ، والناشئ في صوامع العبادة ، والمتربي في مخادع الفسوق ، اذا ألمّت بهم ملمّة ضاقوا بها ذرعا ، ولم يجدوا لها دفعا ، لم يعوذوا منها بشيء من هذه الكائنات

وإنما يعوذون بقوة وراء هذه الكائنات ، قوة لا يرونها ، ولكنهم يشعرون بأرواحهم وقلوبهم

وكل عصب من أعصابهم بوجودها ، وبعظمتها وجلالها . يقع هذا لكثير من الطلاب أيام الامتحان ، ولكثير من المرضى عند اشتداد الألم وعجز الطبيب . كلهم يعودون إلى ربهم ، ويقبلون على عبادته .

فهل سألتم أنفسكم ، ما السبب في هذا وأمثاله ؟ لماذا نجد كل من وقع في شدة يرجع إلى الله ؟

نذكر جميعا أيام الحرب الماضية ، والتي قبلها ، كيف كان الناس يقبلون على الدين ، ويلجؤون إلى الله . الرؤساء والقواد يؤمّون المعابد ، ويدعون الجنود إلى الصلاة .

ولقد قرأت في مجلة (المختار) المترجمة عن مجلة (ريدر زاديجست) ، مقالة نشرت أيام الحرب ، لشاب من جنود المظلات ( يوم كانت المظلات والهبوط بها شيئا جديدا ) يروي قصته

فيقول : إنه نشأ في بيت ليس فيه من يذكر الله ، أو يصلي ، ودرس في مدارس ليس فيها دروس للدين ، ولا مدرس متدين ، نشأ نشأة ( علمانية ) مادية ، أي مثل نشأة الحيوانات التي لا تعرف إلا الأكل والشرب والفساد

ولكنه لما هبط أول مرة ، ورأى نفسه ساقطا في الفضاء ، قبل أن تنفتح المظلة ، جعل يقول : يا الله يا رب . ويدعو من قلبه ، وهو يتعجب من أين جاءه هذا الإيمان ؟

وبنت ( ستالين ) نشرت من عهد قريب مذكراتها ، فذكرت فيها كيف عادت إلى الدين ، وقد نشأت في غمرة الإلحاد ، وتعجب هي نفسها من هذا المعاد . وما في ذلك عجب

فالإيمان بوجود إله شيء كامن في كل نفس ، إنه فطرة ( غريزة ) من الفِطَر البشرية الأصلية ، كغريزة الجنس ، والإنسان ( حيوان ذو دين ).

ولكن هذه الفطرة قد ( تغطيها ) الشهوات والرغبات والمطامع ، والمطالب الحيوية المادية

فإذا هزتها المخاوف والأخطار والشدائد ألقت عنها غطاءها فظهرت . ولذلك سمي غير المؤمن ( كافرا ) ، ومعنى الكافر في لسان العرب ( الساتر )...

في قرارة نفس كل إنسان الإيمان بإله ، هذه حقيقة نعرفها نحن المسلمين

لأن الله خبرنا أن الإيمان فطرة فطر الناس عليها . وقد عرفها الإفرنج من جديد ، ( دوركايم ) أستاذ الاجتماع الفرنسي المشهور له كتاب في أن الإيمان بوجود إله بديهية .

لا يمكن أن يعيش الإنسان ويموت من غير أن يفكر في وجود إله لهذا الكون ، ولكنْ ربما قصر عقله فلم يهتد إلى المعبود بحق ، فعبد من دونه أشياء ، عبدها على توهم أنها هي الله ، أو أنها تقرب إلى الله .

فإذا جد الجد ، وكانت ساعة الخطر ، رجع إلى الله وحده ، ونبذ هذه المعبودات .

مشركو قريش ، كانوا يعبدون ( هبل )، و ( اللات )، و ( العزى )، حجارة وأصنام ، (هبل) صنم من العقيق، جاء به ( عمرو بن لحيّ ) من عندنا ، من ( الحمّة ) قالوا له : إنه إله عظيم قادر

فحمله على جمل وجاء به ، فسقط على الطريق فانكسرت يده

فعملوا له يدا من ذهب . إله تنكسر يده ! وكانوا مع ذلك يعبدونه !! يعبدونه في ساعات الأمن ، فإذا ركبوا البحر ، وهاجت الأمواج ، ولاح شبح الغرق ، لم يقولوا : يا ( هبل ). بل قالوا : يا الله .

وهذا مشاهد إلى اليوم عندما تغرق السفن ، أو تشب النيران ، أو يكون الخطر ، أو يشتد المرض ، تجد الملحدين يرجعون إلى الدين . لماذا ؟ لأن الإيمان غريزة ، أصدق تعريف للإنسان أنه ( حيوان متدين ) .

وانظروا إلى هؤلاء الملحدين الماديين ، عندما يأتيهم الموت ، هل تظنون أن (ماركس) أو (لينين) لما أيقن بالموت، دعا ( وسائل الإنتاج ) التي يؤلهها

أم دعا الله ؟ ثقوا أنهما لم يموتا حتى دعوا الله ، ولكن حين لا ينفع الدعاء . و( فرعون ) تكبر وتجبر ، وقال : أنا ربكم الأعلى . فلما أدركه الغرق ، قال : ( آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل .. ) "

انتهى من " تعريف عام بدين الإسلام " (ص/45-48) .

وللفائدة : ينظر جواب الاسئلة القادمة بعد المشاركة الخامسه

والله أعلم .


اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









رد مع اقتباس
قديم 2019-12-23, 15:12   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

الوسوسة وعلاجها

السؤال

إذا وسوست ولم أرد على زوجتي عندما تكلمني وذلك بسبب الوسوسة أو اعتقادي بأنها تسببت في الوسوسة هل يعتبر عدم ردي عليها طلاقاً ؟

وعندما أكلمها بعصبية وبانفعال هل يعتبر هذا طلاقاً ؟ .


الجواب

الحمد لله

عدم ردك على زوجتك لا يعتبر طلاقا ، وكذلك كلامك معها بعصبية وانفعال.

ومهما فكرت في الطلاق ، أو حدثتك نفسك به ، أو نويته وعزمت عليه ، فإن الطلاق لا يقع حتى تتلفظ به.

وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل تجاوز لأمتي ما وسوست به وحدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به "

رواه البخاري 6664 ، ومسلم 127 .

والعمل على هذا عند أهل العلم أن الرجل إذا حدث نفسه بالطلاق لم يكن شيء حتى يتكلم به ).

بل إن المبتلى بالوسواس لا يقع طلاقه حتى لو تلفظ به ، عند بعض أهل العلم ، ما لم يقصد الطلاق

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

( المبتلى بالوسواس لا يقع طلاقه حتى لو تلفظ به بلسانه إذا لم يكن عن قصد ، لأن هذا اللفظ باللسان يقع من الموسوس من غير قصد ولا إرادة

بل هو مغلق عليه ومكره عليه لقوة الدافع وقلة المانع

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا طلاق في إغلاق " . فلا يقع منه طلاق إذا لم يرده إرادة حقيقية بطمأنينة ، فهذا الشيء الذي يكون مرغما عليه بغير قصد ولا اختيار فإنه لا يقع به طلاق.) انتهى

نقلا عن : فتاوى إسلامية ، 3/277

ونحن نوصيك بعدم الالتفات للوسواس ، والإعراض عنه ، ومخالفة ما يدعوك إليه ، فإن الوسواس من الشيطان ، ليحزن الذين آمنوا ، وخير علاج له

هو الإكثار من ذكر الله تعالى ، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم

والبعد عن المعاصي والمخالفات التي هي سبب تسلط إبليس على بني آدم ، قال الله تعالى: ( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ) النحل/ 99 .

ومما يحسن نقله هنا ، ما ذكره ابن حجر الهيتمي رحمه الله في علاج الوسوسة ، في كتابه "

الفتاوى الفقهية الكبرى 1/149 ، وهذا نصه :

( وسئل نفع الله به عن داء الوسوسة هل له دواء ؟

فأجاب بقوله : له دواء نافع وهو الإعراض عنها جملة كافية ، وإن كان في النفس من التردد ما كان -

فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت بل يذهب بعد زمن قليل كما جرب ذلك الموفقون

, وأما من أصغى إليها وعمل بقضيتها فإنها لا تزال تزداد به حتى تُخرجه إلى حيز المجانين بل وأقبح منهم ,

كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها وأصغوا إليها وإلى شيطانها الذي جاء التنبيه عليه منه صلى الله عليه وسلم

بقوله : " اتقوا وسواس الماء الذي يقال له الولهان أي : لما فيه من شدة اللهو والمبالغة فيه كما بينت ذلك وما يتعلق به في شرح مشكاة الأنوار , وجاء في الصحيحين ما يؤيد ما ذكرته وهو أن من ابتلي بالوسوسة

فليستعذ بالله ولينته . فتأمل هذا الدواء النافع الذي علّمه من لا ينطق عن الهوى لأمته . واعلم أن من حُرمه فقد حُرم الخير كله ; لأن الوسوسة من الشيطان اتفاقا ,

واللعين لا غاية لمراده إلا إيقاع المؤمن في وهدة الضلال والحيرة ونكد العيش وظلمة النفس وضجرها إلى أن يُخرجه من الإسلام . وهو لا يشعر ( أن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ) فاطر / 6 .

وجاء في طريق آخر فيمن ابتلي بالوسوسة فليقل : آمنت بالله وبرسله . ولا شك أن من استحضر طرائق رسل الله سيما نبينا صلى الله عليه وسلم وجد طريقته وشريعته سهلة واضحة بيضاء بينة سهلة لا حرج فيها (

وما جعل عليكم في الدين من حرج ) الحج / 78 ,

ومن تأمل ذلك وآمن به حق إيمانه ذهب عنه داء الوسوسة والإصغاء إلى شيطانها . وفي كتاب ابن السني من طريق عائشة : رضي الله عنها " من بلي بهذا الوسواس فليقل : آمنا بالله وبرسله ثلاثا , فإن ذلك يذهبه عنه " .

وذكر العز بن عبد السلام وغيره نحو ما قدمته فقالوا : دواء الوسوسة أن يعتقد أن ذلك خاطر شيطاني , وأن إبليس هو الذي أورده عليه وأنه يقاتله , فيكون له ثواب المجاهد

; لأنه يحارب عدو الله , فإذا استشعر ذلك فر عنه , وأنه مما ابتلي به نوع الإنسان من أول الزمان وسلطه الله عليه محنة له ; ليحق الله الحق ويبطل الباطل ولو كره الكافرون .

وفي مسلم بحديث رقم 2203 من طريق عثمان بن أبي العاص أنه قال: إن الشيطان حال بيني وبين صلاتي وقراءتي فقال : ذلك شيطان يقال له خنزب , فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا , ففعلت فأذهبه الله عني .

وبه تعلم صحة ما قدمته أن الوسوسة لا تُسلط إلا على من استحكم عليه الجهل والخبل وصار لا تمييز له , وأما من كان على حقيقة العلم والعقل فإنه لا يخرج عن الاتباع ولا يميل إلى الابتداع .

وأقبح المبتدعين الموسوسون ومن ثم قال مالك - رحمه الله - عن شيخه ربيعة - إمام أهل زمنه -

: كان ربيعة أسرع الناس في أمرين في الاستبراء والوضوء , حتى لو كان غيره - قلت : ما فعل . ( لعله يقصد بقوله : ( ما فعل ) أي لم يتوضأ )

وكان ابن هرمز بطيء الاستبراء والوضوء , ويقول : مبتلى لا تقتدوا بي .

ونقل النووي - رحمه الله - عن بعض العلماء أنه يستحب لمن بلي بالوسوسة في الوضوء , أو الصلاة أن يقول : لا إله إلا الله فإن الشيطان إذا سمع الذكر خنس ; أي : تأخر وبعد

, ولا إله إلا الله - رأس الذكر وأنفع علاج في دفع الوسوسة الإقبال على ذكر الله تعالى والإكثار منه ... )

انتهى كلام ابن حجر الهيتمي رحمه الله.

ونسأل الله أن يذهب عنك ما تجد من الوسوسة ، وأن يزيدنا وإياك إيماناً وصلاحاً وتقى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-12-23, 15:19   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

تقلقه الوساوس والخطرات ويريد أن يخشع في صلاته

السؤال

عندما أصلي أو أنوي فعل أمر طيب تخطر لي أفكار شيطانية. عندما أركز في الصلاة وأحاول أن أركز على معاني الكلمات تدخل الأفكار الشيطانية إلى عقلي

وتكون لي اقتراحات سيئة عن كل شيء بما في ذلك الله. أشعر بالغضب من أجل ذلك. أعلم أنه لا أحد يقبل التوبة إلا الله وحده، ولكن بسبب أفكاري أشعر أنه لا يوجد أسوأ من أن يخطر ببالي أفكار سيئة عن الله.

أسأل الله المغفرة بعد الصلاة ولكني أشعر بالضيق لأني أريد أن أوقف هذه الأفكار السيئة ولكني لا أستطيع. هذه الأفكار تفقدني التمتع بالصلاة وتشعرني بأني مشؤوم.

أرجو منكم نصحي .


الجواب

الحمد لله

الوساوس السيئة في الصلاة وغيرها من الشيطان ، وهو حريص على إضلال المسلم ، وحرمانه من الخير وإبعاده عنه

وقد اشتكى أحد الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الوسواس في الصلاة فقال : إنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي يَلْبِسُهَا عَلَيَّ

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خَنْزَبٌ فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْهُ وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلاثًا قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللَّهُ عَنِّي "

رواه مسلم (2203)

والخشوع في الصلاة هو لبها ، فصلاة بلا خشوع كجسد بلا روح ، وإن مما يعين على الخشوع " شيئان :

الأول : اجتهاد العبد في أن يعقل ما يقوله ويفعله ، وتدبر القراءة والذكر والدعاء ، واستحضار أنه مناجٍ لله تعالى كأنه يراه ، فإن المصلي إذا كان قائماً فإنما يناجي ربه ، والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه

فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، ثم كلما ذاق العبد حلاوة الصلاة كان انجذابه إليها أوكد ، وهذا يكون بحسب قوة الإيمان – والأسباب المقوية للإيمان كثيرة – ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول :

" حبب إلي من دنياكم النساء والطيب ، وجعلت قرة عيني في الصلاة " . وفي حديث آخر أنه قال : " أرحنا يا بلال بالصلاة " ولم يقل أرحنا منها .

الثاني : الاجتهاد في دفع ما يُشغل القلب من تفكر الإنسان فيما لا يعنيه ، وتدبر الجواذب التي تجذب القلب عن مقصود الصلاة

وهذا في كل عبدٍ بحسبه ، فإن كثرة الوسواس بحسب كثرة الشبهات والشهوات ، وتعلق القلب بالمحبوبات التي ينصرف القلب إلى طلبها ، والمكروهات التي ينصرف القلب إلى دفعها "

. انتهى من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (22/605) .

وأما ما ذكرته من أن الوساوس بلغت بك مبلغاً عظيماً بحيث أصبحتَ توسوس في ذات الله بما لا يليق بالله ، فإن هذا من نزغات الشيطان

وقد قال الله تعالى : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) فصلت /36.

وقد اشتكى بعض الصحابة من الوساوس التي تنغص عليهم ، فجَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ قَالَ وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ قَالُوا نَعَمْ قَالَ ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ "

رواه مسلم (132) من حديث أبي هريرة .

قال النووي في شرح هذا الحديث : " قوله صلى الله عليه وسلم : ( ذَلِكَ صَرِيح الإِيمَان ) مَعْنَاهُ اِسْتِعْظَامُكُمْ الْكَلام (

بهذه الوساوس ) هُوَ صَرِيح الإِيمَان , فَإِنَّ اِسْتِعْظَام هَذَا وَشِدَّة الْخَوْف مِنْهُ وَمِنْ النُّطْق بِهِ فَضْلا عَنْ اِعْتِقَاده إِنَّمَا يَكُون لِمَنْ اِسْتَكْمَلَ الإِيمَان اِسْتِكْمَالا مُحَقَّقًا وَانْتَفَتْ عَنْهُ الرِّيبَة وَالشُّكُوك .

وَقِيلَ مَعْنَاهُ : أَنَّ الشَّيْطَان إِنَّمَا يُوَسْوِس لِمَنْ أَيِسَ مِنْ إِغْوَائِهِ فَيُنَكِّد عَلَيْهِ بِالْوَسْوَسَةِ لِعَجْزِهِ عَنْ إِغْوَائِهِ , وَأَمَّا الْكَافِر فَإِنَّهُ يَأْتِيه مِنْ حَيْثُ شَاءَ وَلا يَقْتَصِر فِي حَقّه عَلَى الْوَسْوَسَة بَلْ يَتَلَاعَب بِهِ كَيْف أَرَادَ .

فَعَلَى هَذَا مَعْنَى الْحَدِيث : سَبَب الْوَسْوَسَة مَحْض الإِيمَان , أَوْ الْوَسْوَسَة عَلامَة مَحْض الإِيمَان " انتهى

انظر السؤال القادم

إذاً " فكراهة ذلك وبغضه ، وفرار القلب منه ، هو صريح الإيمان ... والوسواس يعرض لكل من توجه إلى الله تعالى بذكر أو غيره ، لابد له من ذلك

فينبغي للعبد أن يثبت ويصبر ، ويلازم ما هو فيه من الذكر والصلاة ، ولا يضجر فإنه بملازمة ذلك ينصرف عنه كيد الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً

كلما أراد العبد توجهاً إلى الله تعالى بقلبه جاء من الوسواس أمور أُخرى ، فإن الشيطان بمنزلة قاطع الطريق ، كلما أراد العبد السير إلى الله تعالى أراد قطع الطريق عليه ، ولهذا قيل لبعض السلف

: إن اليهود والنصارى يقولون: لا نوسوس ، فقال : صدقوا ، وما يصنع الشيطان بالبيت الخراب "

انتهى من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (22/608)

* العلاج ..

1- إذا شعرت بهذه الوساوس فقل آمنت بالله ورسوله ، فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ أَحَدَكُمْ يَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ

فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَكَ فَيَقُولُ اللَّهُ فَيَقُولُ فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقْرَأْ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ يُذْهِبُ عَنْهُ " رواه أحمد (25671) وحسنه الألباني في الصحيحة 116

2- محاولة الإعراض عن التفكير في ذلك بقدر الإمكان والاشتغال بما يلهيك عنه .

وختاماً نوصيك بلزوم اللجوء إلى الله في كل حال ، وطلب العون منه ، والتبتل إليه ، وسؤاله الثبات حتى الممات ، وأن يختم لك بالصالحات ..

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-12-23, 15:24   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

يعاني من وساوس الشيطان في ذات الله

السؤال

رجل يوسوس له الشيطان بوساوس عظيمة فيما يتعلق بالله - عز وجل -

وهو خائف من ذلك جداً فماذا يفعل ؟.


الجواب

الحمد لله

ما ذكر من جهة مشكلة السائل التي يخاف من نتائجها , أقول له : أبشر بأنه لن يكون لها نتائج إلا النتائج الطيبة

, لأن هذه وساوس يصول بها الشيطان على المؤمنين, ليزعزع العقيدة السليمة في قلوبهم, ويوقعهم في القلق النفسي والفكري ليكدر عليهم صفو الإيمان , بل صفو الحياة إن كانوا مؤمنين.

وليست حاله بأول حال تعرض لأهل الإيمان, ولا هي آخر حال, بل ستبقى ما دام في الدنيا مؤمن. ولقد كانت هذه الحال تعرض للصحابة رضي الله عنهم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال

: جاء أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه : إنّا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به , فقال : ( أو قد وجدتموه؟).

قالوا : نعم , قال : ( ذاك صريح الإيمان) . رواه مسلم وفي الصحيحين عنه أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا ؟ من خلق كذا ؟ حتى يقول من خلق ربك؟!

فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته ) .

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال : إني أحدث نفسي بالشيء

لأن أكون حممة أحب إلي من أن أتكلم به, فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة ). رواه أبو داود.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب الإيمان

: والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان بوساوس الكفر التي يضيق بها صدره . كما قالت الصحابة يا رسول الله إن أحدنا ليجد في نفسه ما لأن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به

. فقال ( ذاك صريح الإيمان ). وفي رواية ما يتعاظم أن يتكلم به. قال : ( الحمد الله الذي رد كيده إلى الوسوسة). أي حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة له, ودفعه عن القلوب هو من صريح الإيمان

, كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه, فهذا عظيم الجهاد, إلى أن قال : ( ولهذا يوجد عند طلاب العلم والعباد من الوساوس والشبهات ما ليس عند غيرهم, لأنه (أي الغير) لم يسلك شرع الله ومنهاجه, بل هو

مقبل على هواه في غفلة عن ذكر ربه, وهذا مطلوب الشيطان بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة , فإنه عدوهم يطلب صدهم عن الله تعالى ) أ.هـ المقصود منه ذكره في ص 147 من الطبعة الهندية.

فأقول لهذا السائل : إذا تبين لك أن هذه الوساوس من الشيطان فجاهدها وكابدها ,

واعلم أنها لن تضرك أبداً مع قيامك بواجب المجاهدة والإعراض عنها, والانتهاء عن الانسياب وراءها, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل به أو تتكلم ). متفق عليه.

وأنت لو قيل لك : هل تعتقد ما توسوس به ؟

وهل تراه حقاً؟ وهل يمكنك أن تصف الله سبحانه به ؟

لقلت : ما يكون لنا أن نتكلم بهذا , سبحانك هذا بهتان عظيم , ولأنكرت ذلك بقلبك ولسانك,

وكنت أبعد الناس نفوراً عنه, إذن فهو مجرد وساوس وخطرات تعرض لقلبك , وشباك شرك من الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم, ليرديك ويلبس عليك دينك .

ولذلك تجد الأشياء التافهة لا يلقي الشيطان في قلبك الشك فيها أو الطعن , فأنت تسمع مثلاً بوجود مدن مهمةٍ كبيرة مملوءة بالسكان والعمران في المشرق والمغرب ولم يخطر ببالك يوماً

من الأيام الشك في وجودها أو عيبها بأنها خراب ودمار لا تصلح للسكنى , وليس فيها ساكن ونحو ذلك , إذا لا غرض للشيطان في تشكك الإنسان فيها ولكن الشيطان له غرض كبير في إفساد إيمان المؤمن ,

فهو يسعى بخيله ورجله ليطفئ نور العلم والهداية في قلبه , ويوقعه في ظلمة الشك الحيرة , والنبي صلى الله عليه وسلم بين لنا الدواء الناجع الذي فيه الشفاء

, وهو قوله : ( فليستعذ بالله ولينته) . فإذا انتهى الإنسان عن ذلك واستمر في عبادة الله طلباً ورغبة فيما عند الله زال ذلك عنه بحول الله ,

فأعرض عن جميع التقديرات التي ترد على قلبك في هذا الباب وها أنت تعبد الله وتدعوه وتعظمه ,

ولو سمعت أحداً يصفه بما توسوس به لقتلته إن أمكنك , إذن فما توسوس به ليس حقيقة واقعة بل هو خواطر ووساوس لا أصل لها .

ونصيحة تتلخص فيما يأتي :

1. الاستعاذة بالله والانتهاء بالكلية عن هذه التقديرات كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.

2. ذكر الله تعالى وضبط النفس عن الاستمرار في هذه الوساوس .

3. الانهماك الجدي في العبادة والعمل امتثالاً لأمر الله , وابتغاء لمرضاته ، فمتى التفت إلى العبادة التفاتاً كلياً بجدٍّ وواقعية نسيت الاشتغال بهذه الوساوس إن شاء الله .

4. كثرة اللجوء إلى الله والدعاء بمعافاتك من هذا الأمر .

وأسال الله تعالى لك العافية والسلامة من كل سوء ومكروه .

: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ج/1 ص 57 - 60


اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









رد مع اقتباس
قديم 2019-12-24, 14:46   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

أريد ما يقوي إيماني

السؤال

هل لك أن ترسل لي برسالة روحانية تقوي إيماني حيث أنني أصلي وأصوم وأؤدي أساسيات الإسلام ولكنني في نفس الوقت أشعر وكأني لا أفعل شيئاً ولا أناضل ولا أجاهد

الجواب

الحمد لله

يوجد في هذا الموقع رسالة بعنوان " ظاهرة ضعف الإيمان " فيها بيان تام لما يعانيه كثير من الناس من ضعف الإيمان وبيان الأسباب والعلاج ، ولا مزيد عليها إن شاء الله فننصحك بقراءتها ، وهذا رابطها :

ظاهرة ضعف الإيمان

وهذه نصيحتان من كبار أهل العلم تضاف إلى ما سبق وتختصر لك المراد منك والمطلوب :

1. ننصحك أن تقرأ القرآن كثيراً ، وتكثر من الاستماع لتلاوته وتتدبر معاني ما تقرأ وما تسمع منه بقدر استطاعتك ، وما أشكل عليك فهمه فاسأل عنه أهلَ العلم ببلدك أو مكاتبة غيرهم من أهل العلم من علماء السنَّة .

وننصحك أيضاً بالإكثار من ذِكر الله بما ورد من الأذكار في الأحاديث الصحيحة مثل " لا إله إلا الله " ومثل " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " ونحو ذلك

وارجع في ذلك إلى كتاب " الكلِم الطيب " لابن تيمية ، وكتاب " الوابل الصيِّب " لابن القيم ، وكتاب " رياض الصالحين " وكتاب " الأذكار النووية " للنووي وأمثالها .

فإنَّ ذِكر الله يزداد به الإيمان وتطمئن به القلوب ، قال الله تعالى ألا بذكر الله تطمئن القلوب .

وحافظ على الصلاة والصيام وسائر أركان الإسلام مع رجاء رحمة الله ، والتوكل عليه في كل أمورك

قال الله تعالى إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون . الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون . أولئك هم المؤمنون حقّاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم .

" اللجنة الدائمة للإفتاء " ( 3 / 185 ، 186 ) .

2. الإيمان يزيد بطاعة الله ، وينقص بمعصيته ، فحافظ على ما أوجب الله من أداء الصلوات في وقتها جماعة في المساجد ، وأداء الزكاة طيبة بها نفسك طُهرة لك من الذنوب ورحمة بالفقراء والمساكين.

وجالس أهل الخير والصلاح ليكونوا عوناً لك على تطبيق الشريعة ، وليرشدوك إلى ما فيه السعادة في الدنيا والآخرة .

وجانب أهل البدع والمعاصي لئلا يفتنوك ويضعفوا عزيمة الخير فيك .

وأكثِر مِن فِعل نوافل الخير ، والْجأ إلى الله ، واسأله التوفيق .

إنك إن فعلتَ ذلك : زادك الله إيماناً ، وأدركتَ ما فاتك من المعروف ، وزادك الله إحساناً واستقامة على جادة الإسلام .

" اللجنة الدائمة للإفتاء " ( 3 / 187 ) .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2019-12-24, 14:49   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أسباب ضعف الإيمان

السؤال

لدي بعض المشاكل في إيماني بعض الأحيان

أعلم بأنها من الشيطان

هل يمكن أن تذكر لي بعض القصص التي تقوي إيماني ؟.


الجواب

الحمد لله

إن الإنسان قد تعتريه الغفلة فيضعف إيمانه ، وعلاج ذلك الإكثار من الاستغفار والمداومة على ذكر الله

وقراءة القرآن بتدبر وحضور قلب مع العمل بما فيه ، فإن في ذلك جلاء للقلب من غفلته ، وإيقاظه من رقدته ، فالله الله بالإكثار من الصالحات .

ولضعف الإيمان أسباب منها :

أولا : الجهل بأسماء الله وصفاته يوجب نقص الإيمان لأن الإنسان إذا نقصت معرفته بأسماء الله وصفاته نقص إيمانه .

ثانيا : الإعراض عن التفكير في آيات الله الكونية والشرعية , فإن هذا يسبب نقص الإيمان , أو على الأقل ركوده وعدم نموه .

ثالثا : فعل المعصية فإن للمعصية آثاراً عظيمة على القلب وعلى الإيمان ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ) .

الحديث رواه البخاري ( 2475 ) ومسلم ( 57 ) .

رابعا : ترك الطاعة فإن ترك الطاعة سبب لنقص الإيمان , لكن إن كانت الطاعة واجبة وتركها بلا عذر فهو نقص يلام عليه ويعاقب , وإن كانت الطاعة غير واجبة , أو واجبة لكن تركها بعذر فإنه نقص لا يلام عليه .

مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين 1/52

ونوصيك أختي السائلة بالإكثار من قراءة القرآن وتدبر آياته ففيه شفاء لما في صدرك بإذن الله

قال تعالى : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) الإسراء/ 82

كما نوصيك بتدبر قصص الأنبياء

فالله أوردها في كتابه ليثبت بها فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم وأفئدة المؤمنين معه

قال تعالى : ( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ) هود/120 .

وننصحك بقراءة السؤال السابق

بعنوان أريد ما يقوي إيماني

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين .









رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc