اهل الجنه و اهل النار - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم أشراط الساعة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اهل الجنه و اهل النار

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-03-24, 15:29   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :


أين يكمن العدل في أن الطفل إذا مات يدخل الجنة مباشرة بينما بقية الناس يحاسبون ؟ .

الجواب :

الحمد لله

أولاً:

لا يشك مسلم أن الله سبحانه وتعالى هو أرحم الراحمين ، وأحكم الحاكمين ، وأعدل العادلين , وأنه تعالى لكمال عدله حرم الظلم على نفسه فقال : ( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) الكهف/ من الآية 49 ، وقال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ) النساء/ من الآية 40 .

ومن كمال عدله تعالى : أنه لا يعذب أحداً إلا بعد البلاغ ، وقيام الحجّة عليهم .

ثانياً:

اتفق أهل السنة والجماعة على أن أطفال المسلمين في الجنة

ثالثاً:

من أصول الإيمان التي لا خلاف فيها بين الأمة ، ولا تردد أو تلجلج فيها : ألا يعترض العبد على أحكام ربه عز وجل ، ولا يتوقف في الشهادة لها بأن فيها الحكمة البالغة ، وحينذٍ فإنه لا يصير من المخاطبين بقوله تعالى : ( لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) الأنبياء/ 23 .

قال ابن كثير – رحمه الله - :

ثم أخبر تعالى أنه لا يظلم أحداً شيئًا ، وإن كان قد هدى به من هدى من الغيِّ ، وبصَّر به من العمى ، وفتح به أعيناً عمياً ، وآذاناً صمّاً ، وقلوباً غُلفاً ، وأضلَّ به عن الإيمان آخرين ، فهو الحاكم المتصرف في ملكه بما يشاء ، الذي لا يُسْأل عما يفعل وهم يسألون ، لعِلمه ، وحكمته ، وعدله .

" تفسير ابن كثير " ( 4 / 271 ) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وَهُوَ سُبْحَانَهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَرَبُّهُ وَمَلِيكُهُ ، وَلَهُ فِيمَا خَلَقَهُ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ، وَنِعْمَةٌ سَابِغَةٌ ، وَرَحْمَةٌ عَامَّةٌ وَخَاصَّةٌ ، وَهُوَ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ؛ لَا لِمُجَرَّدِ قُدْرَتِهِ وَقَهْرِهِ ، بَلْ لِكَمَالِ عِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ ، وَرَحْمَتِهِ وَحِكْمَتِهِ . فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ، وَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، وَهُوَ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ الْوَالِدَةِ بِوَلَدِهَا ، وَقَدْ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ " انتهى .

"مجموع الفتاوى" (8/79) .

ثالثاً:

وأما الحكمة من عدم محاسبة الأطفال فيقال فيها :

1. إن مناط التكليف عند الله هو البلوغ , ولذلك جاء في الحديث عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنِ الْمُبْتَلَى حَتَّى يَبْرَأَ وَعَنِ الصَّبِىِّ حَتَّى يَكْبَرَ ) .

رواه أبو داود ( 4398 ) وابن ماجه ( 2041 ) والنسائي ( 3432 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

وهذا الطفل اخترمته المنية قبل البلوغ , فمن تمام عدل الله أنه لا يحاسَب .

ويبين ما ذهب طائفة من العلماء والمحققين – كالبخاري ، والنووي ، وغيرهما – من أن هذا الحكم مشترك مع أطفال المشركين كذلك .

2. الأصل أن الأطفال تبع لوالديهم ، كما جاء في الحديث عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ، كَمَا تُنْتَجُ الْبَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ) .

ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) . رواه البخاري ( 1293 ) .

ولما كان والداه على الإيمان – أو والده إن كانت أمُّه كتابية - : فهو تبع لهما , ولما مات قبل مناط التكليف ناسب أن يدخل الجنة بلا حساب ، فدخوله الجنة باعتباره مسلماً ، وعدم حسابه باعتبار أنه لم يكن مكلَّفاً في الدنيا .

3. أن فيه كرامة لوالدي الطفل الصغير ، ورحمة بهم , وتطييباً لخاطرهم ، على موت ولدهم وهو صغير .

هذه بعض الحِكَم , والأمر قد يحتمل وجود حكَم ، وغايات ، ومقاصد أخرى .

والله أعلم








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-03-24, 15:30   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

لماذا لا يدخل من يطلب الرقية من الآخرين ضمن أولئك السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب؟

أليس يجوز طلب الرقية من الغير؟

كما أن لدي مشكلة تؤرقني ولا أجد أن لدي الصبر أو مهارة عمل الرقية لنفسي وقد بدأتها عدة أيام ثم امتنعت
.

الجواب :

الحمد لله

أولا :

روى البخاري (6472) ومسلم (220) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ، هُمْ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ ولَاَ يكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) .

وهؤلاء إنما يدخلون الجنة بغير حساب ؛ لكمال توحيدهم ، وكمال توكلهم على الله ، واستغنائهم عن الناس .

ولا يدخل من يطلب الرقية من الآخرين ضمن أولئك السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب لنقصان توكله على الله ؛ لأن طلب الرقية فيه نوع تذلل وحاجة إلى الراقي ، ومن كمال التوكل والتوحيد أن لا يسأل المسلم الناس شيئا .

وقد روى مسلم (1043) عن عَوْف بْن مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً فَقَالَ : أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ : فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا وَقُلْنَا : قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَعَلَامَ نُبَايِعُكَ؟ قَالَ : (عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَتُطِيعُوا ، وَلَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا) .

فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ .

قال ابن القيم رحمه الله :

"وذلك لأن هؤلاء دخلوا الجنة بغير حساب لكمال توحيدهم ، ولهذا نفى عنهم الاسترقاء وهو سؤال الناس أن يرقوهم ، ولهذا قال : (وعلى ربهم يتوكلون) فلكمال توكلهم على ربهم وسكونهم إليه وثقتهم به ورضاهم عنه وإنزال حوائجهم به لا يسألون الناس شيئا لا رقية ولا غيرها ، ولا يحصل لهم طيرة [التشاؤم] تصدهم عما يقصدونه ؛ فإن الطيرة تنقص التوحيد وتضعفه" انتهى .

"زاد المعاد" (1/475) .

وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

"المراد : أنهم لا يطلبون من غيرهم أن يرقيهم ، ولا أن يكويهم ، بل يتوكلون على الله ، ويعتمدون عليه في كشف ما بهم ودفع ما يضرهم ، وإيصال ما به نفعهم" انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (24/397) .

ثانيا :

طلب الرقية من الغير ليس بمحرم ، ولكنه خلاف الأفضل والأكمل .

قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

"طلب الدعاء وطلب الرقية مباحان ، وتركهما والاستغناء عن الناس وقيامه بهما لنفسه أحسن" انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (24/261) .

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :

"هذا الحديث يدل على أن ترك الطلب أفضل ، وهكذا ترك الكي أفضل ، لكن عند الحاجة إليهما لا بأس بالاسترقاء والكي ؛ لأن النبي عليه السلام أمر عائشة أن تسترقي من مرض أصابها ، وأمر أم أولاد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وهي أسماء بنت عميس رضي الله عنها أن تسترقي لهم ، فدل ذلك على أنه لا حرج في ذلك عند الحاجة إلى الاسترقاء" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (25/118-119) .

ثالثا :

أما قولك : لا أجد لدي الصبر أو مهارة عمل الرقية لنفسي .

فطلب الرقية جائز كما سبق ، مع أن الرقية لا تحتاج إلى مهارة ، وإنما هي بمنزلة الدعاء ، فكل إنسان يستطيع أن يدعو ربه بحصول الشفاء ، ولا يصعب عليه ذلك ، فيستطيع الإنسان أن يرقي نفسه بسورة الفاتحة ، أو غير ذلك من القرآن الكريم ، أو بالأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ، ومنها :

(اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ مُذْهِبَ الْبَاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا)

رواه البخاري (5750) ومسلم (2191) .

(أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ) رواه البخاري (3371) .

وروى مسلم ( 2202 ) والترمذي ( 2080 ) عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً يجده في جسده منذ أسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ضع يدك على المكان الذي تَأَلَّم من جسدك وقل : (بسم الله ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) زاد الترمذي : "قال : ففعلت ، فأذهب الله ما كان بي ، فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم" .

نسأل الله تعالى أن يشفيك شفاء لا يغادر سقماً .

والله أعلم










رد مع اقتباس
قديم 2018-03-24, 15:31   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :


قرأت في الحديث أنه إذا كان منزلة الوالدين أعلى من منزلة الأبناء في الجنة فإن الله برحمةٍ منه وفضل يرفع الأبناء إلى درجة الوالدين ، والعكس

وأنه أيضاً إذا كانت منزلة الزوجة

أو الزوج أعلى أحدهما من الآخر بما قدم من أعمال أفضل :

فإن الله بفضله يرفعه إلى منزلة الآخر

ولكن السؤال هنا :

إذا كان الرجل له زوجتان ، وكانت إحداهما في درجة أعلى من الأخرى : فهل تُرفع الزوجة الأقل درجة هي والزوج إلى منزلة الزوجة الأعلى درجة

مع أنها اجتهدت في الدنيا أكثر ؟ .


الجواب :


الحمد لله


أولاً :

ما ذكره الأخ السائل في مقدمة سؤاله ليس عليه دليل صحيح من السنَّة ، فيما نعلم ، ولكن جاءت أثار بذلك عن الصحابة والتابعين في تفسير قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) الطور/21 .

فعن عَمْرُو بنِ مُرَّةَ قال : سَأَلْت سَعِيدَ بن جُبَيْرٍ عن هذه الآيَةِ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) قال : قال ابن عَبَّاسٍ : الْمُؤْمِنُ تُرْفَعُ له ذُرِّيَّتُهُ لِيُقِرَّ اللَّهُ عز وجل عَيْنَهُ ، وَإِنْ كَانُوا دُونَهُ في الْعَمَلِ .

رواه االطحاوي في " شرح مشكل الآثار " ( 3 / 105 ) ، وصححه المحققون .

وقد ذكر الطحاوي رحمه الله أنه في حكم المرفوع ، وكذا قال الشيخ الألباني رحمه الله ، ولذلك خرجه في " السلسلة الصحيحة " ( 2490 ) .

ثانياً:

الزوجة إن كانت في الجنة في درجة أعلى من زوجها : فإن الله تعالى يجمع بينها وبين زوجها فيها ، بأن يلحقه بها في درجتها ، دون أن يُنقص من درجتها شيئاً .

وعليه : فإن زوجها ، وأولادها منه يلتحقون بتلك المرأة الصالحة – الزوجة له ، والأم لهم – في درجتها في الجنة ؛ لتقر عينها ، وتسعد تلك الأسرة .

وفي مثل هذه الحال فإنه يصير الزوج في درجة عالية في الجنة ، ولنفرض أن له زوجة أخرى ، وأولاداً منها ، وهم دون تلك المنزلة التي صار فيها : فإنه يُرجى أن يقر الله عيونهم جميعاً بالالتقاء في تلك المنزلة العالية ، اجتماعاً لتلك الأسرة ، وتحقيقاً للسعادة التي وعدهم الله تعالى بها ، ويدل عليه ما ذكرناه من الآية ، وما أحلنا عليه من الأجوبة .

فتصير تلك الزوجة الصالحة سبباً في ارتفاع درجة زوجها ، وأولادها منه ، ثم يكون الزوج سبباً في ارتفاع درجة زوجته الأخرى ، وأولادهما .

وفضل الله تعالى عظيم ، ورحمته واسعة ، وبما قلناه يتحقق دعاء الملائكة حملة العرش في قولهم ( رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) غافر/ 8 .

ويتحقق وعد الله تعالى لهم في قوله : ( وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ . جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ ) الرعد/ 22 ، 23 .

قال الطاهر بن عاشور رحمه الله :

وفي هذه الآية بشرى لمن كان له سلف صالح ، أو خلَف صالح ، أو زوج صالح ، ممن تحققت فيهم هذه الصفات : أنه إذا صار إلى الجنَّة : لحِق بصالح أصوله ، أو فروعه ، أو زوجه ، وما ذكر الله هذا إلا لهذه البشرى ، كما قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شِيْءٍ ) الطور/ 21 .

والآباء يشمل الأمهات ، على طريقة التغليب ، كما قالوا : الأبوين .

" التحرير والتنوير " ( 13 / 131 ، 132 ) .

واجتماع الرجل بزوجاته في الجنة يدل عليه عموم الآيات السابقة ، كما تدل عليه آيات مخصوصة على أحد الأقوال فيها ، ومنها :

1. قوله تعالى : ( ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ) الزخرف/ 70 .

ومعنى ( تُحبرون ) : أي : تُنعَّمون ، وتُسرُّون .

2. وقوله تعالى : ( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ . هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ) يـس/ 55 ، 56 .

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسير آية الزخرف - :

قوله تعالى في هذه الآية : (وأزواجكم) فيه لعلماء التفسير وجهان :

أحدهما : أن المراد بأزواجهم : نظراؤهم ، وأشباههم ، في الطاعة ، وتقوى الله ، واقتصر على هذا القول : ابن كثير .

والثاني : أن المراد بأزواجهم : نساؤهم في الجنة ؛ لأن هذا الأخير أبلغ في التنعم ، والتلذذ ، من الأول .

ولذا يكثر في القرآن ، ذكر إكرام أهل الجنة ، بكونهم مع نسائهم ، دون الامتنان عليهم بكونهم مع نظرائهم وأشباههم في الطاعة .

قال تعالى : ( إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ . هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ) يـس/ 55 ، 56 .

" أضواء البيان " ( 7 / 142 ) .

ونسأل الله أن يدخلنا وإياكم الجنة ، مع أهالينا ، وذرارينا ، من غير حساب ، ولا عذاب .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-24, 15:31   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
lille59
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكور علي المعلومة










رد مع اقتباس
قديم 2018-03-24, 15:33   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

هل الوصول للفردوس الأعلى من الجنة طريق صعب

وقليل من يصله ؟

رسولنا الكريم قال ( إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الأعلى .... الحديث)

فهل لو أكثرت من الدعاء ( اللهم إني أسألك الفردوس الأعلى من الجنة )

هل ممكن أن أبلغها بفضل الله تعالى

حتى ولو كان عملي لا يوصلني لتلك المنزلة ؟

وما هي أقرب الأعمال التي توصلنا إلى هناك بإذن الله تعالى ؟

أيضا هناك حديث لرسولنا صلى الله عليه وسلم (من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة : اللهم أدخله الجنة ....الحديث)

فهل يجوز لي أن أقول مباشرة (اللهم إني أسألك الفردوس الأعلى من الجنة)

بدلا من قول

(اللهم إني أسألك الجنة) ؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

روى الترمذي (2450) وحسنه عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ ) . صححه الألباني في "صحيح الترمذي" وغيره .

فالجنة سلعة غالية ، والفردوس الأعلى أعلى الجنان وأفضلها ، ولا يصل إليها إلا من اختصهم الله بمزيد فضله .

وروى الترمذي (3174) وصححه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( َالْفِرْدَوْسُ رَبْوَةُ الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُهَا وَأَفْضَلُهَا ) وصححه الألباني .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ ) متفق عليه .

فإذا كانت الجنة محفوفة بالمكاره وأنواع المشاق ، فكيف بأعلى درجاتها وأسمى منازلها ؟

هذا يدل على أن الأمر ليس بالأمر الهين .

قال ابن القيم :

" أنزه الموجودات وأظهرها ، وأنورها وأشرفها وأعلاها ذاتا وقدرا وأوسعها : عرش الرحمن جل جلاله ، ولذلك صلح لاستوائه عليه ، وكل ما كان أقرب إلي العرش كان أنور وأنزه وأشرف مما بعد عنه ؛ ولهذا كانت جنة الفردوس أعلى الجنان وأشرفها وأنورها وأجلها ، لقربها من العرش ، إذ هو سقفها ، وكل ما بعد عنه كان أظلم وأضيق ، ولهذا كان أسفل سافلين شر الأمكنة وأضيقها وأبعدها من كل خير " انتهى .

"الفوائد" (ص 27)

وأهل الفردوس الأعلى هم السابقون المبادرون إلى فعل الخيرات كما أمروا ، قال الله تعالى :

( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) الواقعة/10 – 12

قال السعدي :

" والمقربون هم خواص الخلق " انتهى .

"تفسير السعدي" (ص 833)

قال ابن كثير :

" من سابق إلى هذه الدنيا وسبق إلى الخير ، كان في الآخرة من السابقين إلى الكرامة ، فإن الجزاء من جنس العمل ، وكما تدين تدان " انتهى .

"تفسير ابن كثير" (7 / 517)









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-24, 15:33   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ثانيا :

ليعلم أن من أعظم أسباب حصول المطلوب ، والنجاة من المرهوب : الدعاء ، فإن الدعاء هو العبادة ، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكما أنه عبادة محبوبة لله ، فهو سبب في حصول المطلوب ، ومن أراده الله به خيرا ، وفقه لأسبابه ، ويسر له العمل الذي يؤهله لذلك ؛ كما قال تعالى : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ) سورة الليل /5-10 .

روى البخاري (2790) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ )

قال الحافظ :

" يَدُلُّ هَذَا عَلَى أَنَّ الْفِرْدَوْسَ فَوْقَ جَمِيعِ الْجِنَانِ , وَلِذَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَعْلِيمًا لِلْأُمَّةِ وَتَعْظِيمًا لِلْهِمَّةِ - : ( فَإِذَا سَأَلْتُمْ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ ) " انتهى .

ثالثا :

اعلم ـ يا عبد الله ـ أن نيل الدرجات في الدنيا والآخرة ، ليس بالأماني ولا الأحلام ، وإنما هو بسلوك أسباب ذلك ، ولولا ذلك ما كان فرق بين الصادق والكاذب ، وهذا من حكمة الله تعالى في تكليفه لعباده ، وأمرهم بما أمرهم به .

قال الله تعالى : ( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ) سورة النساء /123-124.

قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله :

أي: { لَيْسَ } الأمر والنجاة والتزكية { بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ } والأماني : أحاديث النفس المجردة عن العمل ، المقترن بها دعوى مجردة ، لو عورضت بمثلها لكانت من جنسها . وهذا عامّ في كل أمر ، فكيف بأمر الإيمان والسعادة الأبدية ؛ ... فالأعمال تصدق الدعوى أو تكذبها " .

"تفسير السعدي" (205) .

رابعا :

ومن أهم الأعمال التي تبلغ المسلم الدرجات العلى ، ولعلها أن تبلغه الفردوس الأعلى برحمة الله :

- الجهاد في سبيل الله :

وقد تقدم في ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

وروى مسلم في صحيحه (1884) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَا أَبَا سَعِيدٍ ، مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ . فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ ، فَقَالَ : أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَفَعَلَ ثُمَّ قَالَ ، وَأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ !! قَالَ : وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) .

- الإخلاص والصدق مع الله :

روى مسلم (1909) من حديث سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ).

قال النووي رحمه الله :

" َفِيهِ : اِسْتِحْبَاب سُؤَال الشَّهَادَة , وَاسْتِحْبَاب نِيَّة الْخَيْر " انتهى .

- الإيمان بالله والتصديق بالمرسلين :

قال الله تعالى :

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ) الكهف / 107

قال السعدي :

" يحتمل أن المراد بجنات الفردوس : أعلى الجنة ، وأوسطها ، وأفضلها ، وأن هذا الثواب ، لمن كمل فيه الإيمان والعمل الصالح ، والأنبياء والمقربون .

ويحتمل أن يراد بها : جميع منازل الجنان ، فيشمل هذا الثواب ، جميع طبقات أهل الإيمان ، من المقربين ، والأبرار ، والمقتصدين ، كل بحسب حاله ، وهذا أولى المعنيين لعمومه " انتهى . تفسير السعدي - (488) .

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنْ الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ ؟ قَالَ بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ ) .

متفق عليه .

قال الحافظ :

" قَوْلُهُ : ( وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ ) أَيْ حَقّ تَصْدِيقهمْ ، وَإِلَّا لَكَانَ كُلّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَصَدَّقَ رُسُله وَصَلَ إِلَى تِلْكَ الدَّرَجَة وَلَيْسَ كَذَلِكَ .

- إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة :

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ ) قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ( إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط ) . رواه مسلم (251) .

- الطاعات التي ورد في الأخبار الصحيحة أنها سبب في معية النبي صلى الله عليه وسلم ومصاحبته في الجنة :

روى مسلم (489) عن ربيعة بْن كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ رضي الله عنه قَالَ : كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِي : سَلْ فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ . قَالَ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ؟ قُلْتُ هُوَ ذَاكَ . قَالَ : فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ .

وروى مسلم (2983) أيضا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ ) وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى .

وروى أيضا (2631) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ ) وَضَمَّ أَصَابِعَهُ .

وروى الإمام أحمد (12089) عَنْ أَنَسٍ أَوْ غَيْرِهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ عَالَ ابْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَ بَنَاتٍ أَوْ أُخْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَ أَخَوَاتٍ حَتَّى يَمُتْنَ أَوْ يَمُوتَ عَنْهُنَّ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ ) وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى .

صححه الألباني في "الصحيحة" (296)

وبالجملة :

فالاجتهاد في الأعمال الصالحة ، والمسارعة في الخيرات ، واستدامة العمل الصالح ، وصنائع المعروف ، ومسابقة أهل الخير والصلاح : أصل الوصول إلى غاية المأمول في الدنيا والآخرة ، ولو كانت تلك الغاية هي الفردوس الأعلى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-24, 15:35   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

هل كل ما يملكه الشخص من أشياء هنا في الدنيا

كأولاد وممتلكات

ستكون معه هناك في الجنة ؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

أفادت النصوص الشرعية ، من الكتاب والسنة ، أن أهل الجنة لهم فيها ما يشاءون مما يشتهون ، لا يطلبون شيئا إلا وجدوه ، ولا يريدون حاجة إلا نالوها ، وهم مع ذلك لا يكدر نعيمهم ، ولا ينغص عليهم بانقطاع أو زوال أو نقصان أو عيب .

ومن ذلك أهله وذريته - إن كانوا صالحين – فإن الله يلحقهم به ، وإن كانوا دونه في العمل ، لتقر بهم عينه ، منة منه وفضلا – سبحانه - .

قال الله عز وجل : ( نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ) فصلت/31-32.

وقال سبحانه : ( يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) الزخرف/71.

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" ( لهم فيها ما يشاءون ) أي : من الملاذ : من مآكل ومشارب ، وملابس ومساكن ، ومراكب ومناظر ، وغير ذلك ، مما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب أحد . وهم في ذلك خالدون أبدا دائما سرمدا بلا انقطاع ولا زوال ، ولا انقضاء ، لا يبغون عنها حولا . وهذا من وعد الله الذي تفضل به عليهم ، وأحسن به إليهم " انتهى .

"تفسير ابن كثير" (6 / 98)

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( قَالَ اللَّهُ : أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ . فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ )

رواه البخاري (3244) ومسلم (2824) .

وروى البخاري (7519) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَوْمًا يُحَدِّثُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ : أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْعِ ، فَقَالَ لَهُ : أَوَلَسْتَ فِيمَا شِئْتَ ؟ قَالَ : بَلَى وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ ، فَأَسْرَعَ وَبَذَرَ فَتَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ وَتَكْوِيرُهُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ ( أي سبق ذلك لمح البصر ) فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : دُونَكَ يَا ابْنَ آدَمَ فَإِنَّهُ لَا يُشْبِعُكَ شَيْءٌ . فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا تَجِدُ هَذَا إِلَّا قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيًّا فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ ، فَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ . فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .

قال ابن حجر رحمه الله :

" وفي هذا الحديث من الفوائد أن كل ما اشتهي في الجنة من أمور الدنيا ممكن فيها . قاله المهلب " انتهى .

"فتح الباري" (5 / 27)

ثانيا :

ليس يعني ذلك أن هذه الأشياء الموجودة في الجنة هي نفس الأشياء الموجودة في الدنيا ، بل ولا هي مماثلة لها من كل وجه ، وإنما هي تفاح حقيقة ـ مثلا ـ كما نفهمه من اسم التفاح ، وهي لحم طير حقيقة ، كما نفهمه من لحم الطير ، وبينهما من التفاوت العظيم ، ما الله به عليم .

قال ابن عباس رضي الله عنهما : " لا يشبه شَيءٌ مما في الجنة ما في الدنيا إلا في الأسماء " ، وفي رواية : " ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء " .

رواه ابن جرير من رواية الثوري وابن أبي حاتم في تفسيره (1/66) ، وغيرهما . قال البوصيري : " رواه مُسَدَّد موقوفًا ، ورواته ثقات" . انتهى . "إتحاف الخيرة المهرة" (8/273) ، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (3769) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " يَعْنِي أَنَّ مَوْعُودَ اللَّهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْحَرِيرِ وَالْخَمْرِ وَاللَّبَنِ تُخَالِفُ حَقَائِقُهُ حَقَائِقَ هَذِهِ الْأُمُورِ الْمَوْجُودَةِ فِي الدُّنْيَا " انتهى .

"الفتاوى الكبرى" (6/468) .

وقال ابن كثير رحمه الله : " يعني: أن بين ذلك بَونًا عظيما، وفرقًا بينا في التفاضل ". انتهى .

"تفسير ابن كثير" (7/503) .

والخلاصة :

أن الله تعالى يمن على عبده في الجنة بما يشتهيه ، وتقر به عينه فيها ، لكن حقائق هذا النعيم : ليست هي نفس الأشياء التي كانت معه في الدنيا ، بل هي مشابهة لها .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-24, 23:06   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
توتة2008
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية توتة2008
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2018-03-26, 04:47   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توتة2008 مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
وفي انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيكِ










رد مع اقتباس
قديم 2018-03-26, 04:50   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lille59 مشاهدة المشاركة
مشكور علي المعلومة

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

الشكر موصول لحضورك القيم مثلك

في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-26, 04:52   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




السؤال :

مع وافر الاحترام للمجيب على السؤال رقم ( 21365 ) عن الآيتين رقم ( 106 ، 107 ) من سورة " هود " ذكرتم أن أهل النار مخلدون فيها أبد الآباد ولا يخرجون منها

بينما قرأت في " صحيح البخاري " ( كتاب 2 ، 12 , 72 ) أن بعض أهل النار يمنُّ الله عليهم ويدخلهم الجنة لما في قلبهم من الإيمان به

فأيهما أصح ؟

وإذا كان كلاهما صحيحاً فكيف الجمع بينهما ؟ .

وعلى هذا : فهل تدل الآيات الواردة في سورة " هود " على أنه يمكث بعض الذين قاموا بأعمال حسنة فترة مماثلة في الجنة ولكن في النهاية يدخلون النار ؟ .

وإن لم يكن كذلك : فكيف يكافأ هؤلاء الكفار الذين أفنوا أعمارهم في خدمة البشرية ثم ماتوا في بلاد الكفر , مثل " الأم تريزا " ؟ .


الجواب :


الحمد لله

أولاً:

نشكر للأخ السائل متابعته لما ننشره من إجابات في موقعنا ، ونشكر له إعمال نظره فيها ، وما سأل عنه مما ظاهره التعارض يدل على حبِّه للفائدة ، وسعيه للانتفاع بما يقرأ ، إن شاء الله .


ثانياً:

لا معارضة بين ما ورد في جواب السؤال المشار إليه ، وبين الأحاديث المشار إليها في السؤال

وبيان ذلك :

أن أهل النَّار قسمان :

القسم الأول :

موحِّدون خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً ، وأدخلهم الله تعالى النار بذنوبهم ، وشاء لهم أن يعذَّبوا فيها .

وهذا القسم عذابهم في النار إلى أمد

والله تعالى هو الذي يقدِّر ذلك الأمد

ثم يخرجهم من النار

ويكتب لهم الخلود في الجنَّة بعدها .

وهذا القسم هم المقصودون في الأحاديث التي الواردة في السؤال

والتي فيها بيان خروج من في النار

لأجل ما عندهم من التوحيد

وهم أصحاب النار من المسلمين .

القسم الثاني :

كفار ، ومنافقون ، ليس عندهم توحيد ، وقد ماتوا على الكفر والشرك والإلحاد والنفاق .

وهذا القسم عذابهم إلى الأبد

وقد توعدهم ربهم بالخلود في النار إن هم لم يأتوا بما أمرهم الله تعالى به من توحيده وإخلاص الدين له

فاختاروا لأنفسهم الكفر واختاروا الخلود الدائم في النار.

وهذا القسم هم المقصودون في آيات سورة هود التي ذكرناها في الجواب الذي ذكرته في أول سؤالك .

ثالثاً:

بما ذكرناه سابقاً تعلم أن دخول النار ليس لطائفة واحدة ، بل لطائفتين ، تخرج واحدة منها ، وهم الموحدون الذي فعلوا من المعاصي ما استحقوا به النار ، ولا تخرج الأخرى ، وهم الذين جاءوا بالكفر وماتوا عليه .

وأما الجنَّة : فلا تدخلها إلا طائفة واحدة ، وهم الموحدون ، وإذا دخل العبد : لم يخرج منها أبدا ، بل ينعم بما فيها ، لا يشقى ويبأس ، ولا يموت ، ولا يمرض ، ولا يهرم ، ولا يحرم من ذلك النعيم ، بعد ما ذاقه .

فإذا فهمت أن هاهنا قسمين من أقسام العباد ، أهل الإيمان وأهل الكفر ، أهل السعادة وأهل الشقاوة ، أمكنك أن تفهم ما جاء في كتاب الله تعالى من الحكم بعدم الخروج من النار ، وأن المقصود بذلك هم الكفار المخلدون في جهنم

كما في قوله تعالى ( كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِين مِنَ النَّارِ ) البقرة / 167

وكما في قوله تعالى ( يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ) المائدة/ 37 .

وأما أهل السعادة وأهل الإيمان: فقد حكم الله تعالى بعدم خروجهم من الجنة ، كما في قوله تعالى ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ ) الحجر/ 48 .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-26, 04:53   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


رابعاً:

إذا تبيَّن ذلك ، فينبغي أن يعلم أن الكافر إن جاء بما يستحق عليه الثواب ، فإنه يُجازى به في الدنيا لا في الآخرة ، فالكفر الذي جاء به مانع من قبول عمله لينتفع به في الآخرة ؛ لأن من شروط قبول العمل الإسلام .

قال الطبري – رحمه الله - :

مَن عمل عملا صالحًا في غير تقوى - يعني : من أهل الشرك - أُعطي على ذلك أجراً في الدنيا : يصل رحمًا ، يعطي سائلا يرحم مضطرًّا ، في نحو هذا من أعمال البرّ ، يعجل الله له ثواب عمله في الدنيا ، ويُوسِّع عليه في المعيشة والرزق ، ويقرُّ عينه فيما خَوَّله ، ويدفع عنه من مكاره الدنيا ، في نحو هذا ، وليس له في الآخرة من نصيب .

" تفسير الطبري " ( 15 / 265 ) .

وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

وقال القاضي عياض : انعقد الإجماع على أن الكفار لا تنفعهم أعمالهم ، ولا يثابون عليها بنعيم ، ولا تخفيف عذاب ، وإن كان بعضهم أشد عذاباً من بعض .

" الفتح " ( 9 / 48 ) .

واعلم أن الله تعالى لا يضيع عليهم أجور أعمالهم النافعة للناس ، لكنَّ ثوابها يكون في دنياهم لا في أخراهم ، وأما المؤمن فإن ثواب أعماله الخيِّرة يكون في الدنيا والآخرة .

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الْكَافِرَ إِذَا عَمِلَ حَسَنَةً أُطْعِمَ بِهَا طُعْمَةً مِنْ الدُّنْيَا ، وَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَإِنَّ اللَّهَ يَدَّخِرُ لَهُ حَسَنَاتِهِ فِي الْآخِرَةِ ، وَيُعْقِبُهُ رِزْقًا فِي الدُّنْيَا عَلَى طَاعَتِهِ ) . رواه مسلم ( 2808 ) .

وفي رواية أخرى :

( إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً ، يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا ، وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا ) .

واعلم أن هذا الجزاء في الدنيا ليس مقطوعاً به ، بل هو إلى مشيئة الله تعالى ، قال عزَّ وجل ( مَّن كَانَ يُرِيدُ العاجلة عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ) الإسراء/ 18 .

قال الشنقيطي - رحمه الله - :

واعلم أن هذا الذي ذكرنا أدلته من الكتاب والسنة من أن الكافر ينتفع بعمله الصالح في الدنيا : كبر الوالدين ، وصلة الرحم ، وإكرام الضيف والجار ، والتنفيس عن المكروب ونحو ذلك : كله مقيد بمشيئة الله تعالى ، كما نص على ذلك بقوله : ( مَّن كَانَ يُرِيدُ العاجلة عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ) الإسراء/18 الآية .

فهذه الآية الكريمة مقيدة لما ورد من الآيات والأحاديث ، وقد تقرر في الأصول أن المقيد يقضي على المطلق ، ولا سيما إذا اتحد الحكم والسبب كما هنا .

" أضواء البيان " ( 3 / 450 ) .

وما ذكرناه عن إثابة الله تعالى لمن شاء من الكفار لا ينطبق على " تريزا " - واسمها الأصلي آغنيس غونكزا بوجاكسيو ، وأصلها من " مقدونيا " ، وقد توفيت سنة 1997 م – وذلك أنها كانت " راهبة منصِّرة " تستثمر عملها في إعانة الفقراء والمشردين والمرضى في تنصيرهم وإدخالهم في دينها ، ومثل هذه لا يسمَّى عملها " حسنة "

وما تطعمه في الدنيا فليس هو جزاء أعمالها ، بل هو ما تكفل الله به ، وسيعاقب عليه من كان به كافراً كما قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) البقرة/ 126 .

فتحصل أن أعمال الكفار في الدنيا على قسمين :

الأول : ما كان من أعمال الدنيا من أعمال البِرّ ، ولا يشترط فيه نية التقرب ، كصلة الرحم وإكرام الضيف وما يشبهه ، فهذا هو المقصود في الحديث والذي من أجله يثاب الكافر عليه في الدنيا إن شاء الله له المثوبة .

قال النووي – رحمه الله - :

وصرَّح في هذا الحديث بأن يطعم في الدنيا بما عمله من الحسنات أي : بما فعله متقرباً به إلى الله تعالى مما لا يفتقر صحته إلى النية ، كصلة الرحم ، والصدقة ، والعتق ، والضيافة ، وتسهيل الخيرات ، ونحوها .

" شرح مسلم " ( 17 / 150 ) .

الثاني : من كان من أعمال الدنيا ، ويَقصد به صاحبه نشر دينه ، وفتنة المسلمين عن دينهم ، فهذا ليس داخلاً في الحديث ، بل صاحبه متوعد عليه أشد الوعيد ؛ لأنه يصد بها عن دين الله ، ويستغل حاجات الناس وفقرهم ومرضهم لذلك الغرض الخبيث ، ومنه ما تفعله " تريزا " وأمثالها من المنصرين ودعاة الباطل .

وأما ما كان من أعمال الدين وتشترط فيه نية التقرب ، كالحج والعمرة والدعاء ، فهذا لا يؤجر عليه الكافر في الدنيا ولا في الآخرة ؛ لكونه باطلاً ، لتخلف شروط قبوله وهي : الإسلام والإخلاص والمتابعة ، ثم إن الكفر يحبط الأعمال فلا يستفيد منها صاحبها يوم القيامة شيئاً .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-26, 04:54   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

المرأة إذا طلقت وماتت لمن تكون في الجنة ؟

الجواب:

الحمد لله

المرأة التي تكون من أهل الجنة ولم تكن متزوجة في الدنيا ، أو كانت متزوجة ولم يكن زوجها من أهل الجنة ، أو كانت متزوجة وطُلِّقت طلاقاً بائناً وماتت : فإن حكمهن واحد ، وهو أن الله تعالى يزوجهن في الجنة من أهلها .

وليعلم بأن نعيم الآخرة ليس مختصاً بالرجال دون النساء ، بل هو عام للجنسين ، وقد نصَّ الله تعالى في كتابه على ذلك ، فقال : (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) النساء / 124 .

وقال تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل/97 .

وقال تعالى : (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) الزخرف/71 .

وقال : (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ) فصلت/31 .

وقد ذكر بعض أهل العلم حكَماً في ذِكر الحور العين للرجال دون أزواج النساء في الجنة ، فقال بعضهم : لأن هذا مما تستحي منه النساء . وقال آخرون : لأن الرجل هو الطالب دون المرأة .

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن يكون في الجنة " أعزب " ، وهو يؤكد ما قلناه من أن الله تعالى يزوج الرجال والنساء فيها .

فعن محمد بن سيرين قال : إما تفاخروا وإما تذاكروا : الرجال في الجنة أكثر أم النساء ؟ فقال أبو هريرة : أو لم يقل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : (إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والتي تليها على أضوأ كوكب دري في السماء ، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان ، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم ، وما في الجنة أعزب) . رواه مسلم (2834) .

وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : إذا كانت المرأة من أهل الجنة ولم تتزوج في الدنيا أو تزوجت ولم يدخل زوجها الجنة ، فمن يكون لها ؟

فأجاب :

"الجواب يؤخذ من عموم قوله تعالى : (ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون . نزلاً من غفور رحيم) ، ومن قوله تعالى : (وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون) ، فالمرأة إذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج ، أو كان زوجها ليس من أهل الجنة : فإنها إذا دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال ، وهم - أعني من لم يتزوجوا من الرجال – لهم زوجات من الحور ، ولهم زوجات من أهل الدنيا إذا شاءوا واشتهت ذلك أنفسهم ، وكذلك نقول بالنسبة للمرأة إذا لم تكن ذات زوج ، أو كانت ذات زوج في الدنيا ولكنه لم يدخل معها الجنة : إنها إذا اشتهت أن تتزوج فلا بد أن يكون لها ما تشتهيه لعموم هذه الآيات .

ولا يحضرني الآن نص خاص في هذه المسألة والعلم عند الله تعالى" انتهى .

" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 2 / السؤال رقم 177 ) .

وقال الشيخ رحمه الله أيضاً :

"وإذا لم تتزوج في الدنيا : فإن الله تعالى يزوجها ما تقر به عينها في الجنة ، فالنعيم في الجنة ليس مقصوراً على الذكور ، وإنما هو للذكور والإناث ، ومن جملة النعيم : الزواج .

وقول السائل : " إن الله تعالى ذكر الحور العين وهن زوجات ولم يذكر للنساء أزواجاً " : فنقول : إنما ذكر الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة وسكت عن الأزواج للنساء ، ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج ، بل لهن أزواج من بني آدم" انتهى .

" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 2 / السؤال رقم 178 ) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-26, 04:56   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :

إذا كانت تتمنى شخصا في الدنيا ولم تتزوجه هل يمكنها أن تتزوجه في الجنة ويكون لهم أولاد؟

الجواب:

الحمد لله

تمني المرأة شخصاً معيَّناً أن يكون لها زوجاً في الجنة : ففيه تفصيل : إن كان متزوجاً في الدنيا ونساؤه من أهل الجنة : فلا يظهر جواز تمنيها ذلك ، وإن كان غير متزوج فلا حرج في تمنيها ذلك .

وقد ذكرنا في جواب السؤال رقم ( 12048 ) فتوى للشيخ ابن عثيمين في منع أن تدعو امرأة بأن يكون أبو بكر أو عمر رضي الله عنهما زوجاً لها في الجنة ، وقال الشيخ رحمه الله بأن هذا اعتداء في الدعاء ، وعلَّل ذلك بأن لهم رضي الله عنهم زوجات .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"وإذا أحب امرأة في الدنيا ولم يتزوجها وتصدق بمهرها وطلبها من الله تعالى أن تكون له زوجة في الآخرة رجي له ذلك من الله تعالى"

انتهى من "الفتاوى الكبرى" (5/461) .

فعلى قياسه : لا حرج أن تتمنى المرأة زوجاً معيناً في الآخرة ، والله تعالى أعلم ، هل يحصل لها ما تمنته أم لا ؟

وأما حصول الأولاد في الآخرة ، فقد اختلف فيه العلماء ، والأقرب أن الجنة لا يولد فيها .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-26, 04:57   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


السؤال :


لو افترضنا أن زوجاً مات في سن الواحدة والعشرين

ثم عُمّرت زوجته بعده فعاشت حتى الخمسين

فهل يجمع الله بينهما كلٌ بحسب عمره الذي مات فيه

أم أن الزوجة ستصغر في السن فتعود إلى السن الذي مات فيه زوجها؟

أرجو التوضيح .


الجواب :

الحمد لله


أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن جواب هذا السؤال ، وأن جميع أهل الجنة من الشباب والشيوخ والكهول إنما يدخلون الجنة في سن الشباب : أبناء ثلاثين سنة ، أو ثلاث وثلاثين .

فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا ، مُرْدًا ، مُكَحَّلِينَ ، أَبْنَاءَ ثَلَاثِينَ أَوْ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً) رواه الترمذي (2545) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي ".

"جرداً" جمع "أجرد" وهو الذي لا شعر على جسده .

"مرداً" جمع "أمرد" وهو الغلام الذي لا شعر على ذقنه ، أي : بلا لحية ، وقد يراد به : الحُسْن ، "مكحلين" أي في أجفان أعينهم سواد كالكحل .

"تحفة الأحوذي" .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
من اركان الايمان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:25

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc