الصوم عبادة قديمة فرضها الله على السابقين من أهل الكتاب فقد أمر الله زكريا عليه السلام حين بشره بيحيى أن يصوم ثلاثة أيام وصام موسى عليه السلام ثلاثين يوما واتمها بعشر وصام نوح عليه السلام الدهر كله إلا يومى الفطر والأضحى وكان داود عليه السلام يصوم يوما ويفطر يوما وصام إبراهيم عليه السلام من كل شهر ثلاثة أيام قاتعالى شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان
وقد ورد أن جميع الكتب السماوية نزلت فى شهر رمضان فالمريض والمسافر يجوز لهما الفطر على أن يقضيا ما فاتهما وذكر جمهور العلماء أن المرض المبيح للفطر هو المرض الشديد الذى يزيد بالصوم أو يخشى منه تأخر الشفاء قال تعالى ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما
كما ذكروا أن السفر المبيح للفطر هو السفر الذى تقصر الصلاة بسببه فإذا صام المريض أو المسافر فصيامه صحيح أن حمزة الاسلمى قال يارسول الله أجد منى قوة على الصوم فى السفر فهل على من جناح ؟ فقال هى رخصة من الله تعالى فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه
اما الشيخ أى الرجل الكبير والمرأة العجوز والمريض الذى لا يرجى برؤه وأصحاب الأعمال الشاقة كعمال المناجم الذين لا يجدون متسعا من الرزق غير هذا العمل وليس عندهم من الوقت ما يمكنهم من القضاء فلهم الفطر فى رمضان وعليهم أن يطعموا مسكينا عن كل يوم والحامل والمرضع إن خافتا على انفسهما واولادهما افطرتا وعليهما الفدية أو القضاء على خلاف بين العلماء أما الحائض والنفساء فيجب عليهما أن يفطرا ويحرم منهما الصيام وإذا صامتا لا يصح صومهما ٠ تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال يارب العالمين