الكتابة البربريّة: اللوبيّة ـ التّيفيناغ ما حقيقتها؟3 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > منتدى اللهجة الجزائرية

منتدى اللهجة الجزائرية دردشة بالعامية، للتعريف بها، لوضع قاموس لها، هنا اللهجة الدزيرية، القبايلية، الشاوية، الميزابية، النايلية، الشرقية و الغربية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الكتابة البربريّة: اللوبيّة ـ التّيفيناغ ما حقيقتها؟3

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-08-06, 13:34   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
elhadj
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي الكتابة البربريّة: اللوبيّة ـ التّيفيناغ ما حقيقتها؟3

ومن المنطقي ألاّ تكون للمنطقة كتابة مستنبطة, إذ هي بحكم ظروفها قبل مجيء الفينقيين غير مهيّأة لظهور الكتابة, فالعصر الحجري الحديث امتدّ فيها حتّى الألف الثانية قبل الميلاد, وثقافته ضعيفة ومحدودة (الحجارة المصقولة, الفخار, زخرفة الأواني...). ولذلك لم تظهر التطوّرات والحاجيات المهيّئة لإبداع الكتابة.

وإذا تقرّر أن الكتابة البربرية غير مستحدثة, فمن أيّ كتابة أو كتابات اشتقّت؟ هنا لا بدّ من التفكير في تلك الآراء التي ترجّح النسب الشرقي للكتابة البربرية.

فهناك من يرى أنها مأخوذة من الكتابة الفينيقية: مثل جوليان الذي يقول: "كانوا يحذقون كتابة بقي أصلها مجهولاً, وربما كانت فينيقية, احتفظ علم الخطوط بآثارها"(35).

ومثل الدكتور رشيد الناضوري الذي يقول: "فقد بدأ البربر بتسجيل لهجاتهم في القرن الثاني قبل الميلاد متأثّرين باللغة البونية الفينيقية الأصل"(36).

ومثل جورج غيرستر الذي يقول: "الكتابة الليبية ـ البربرية المشتقّة من الحروف الفينيقية"(37).

ومثل هَلفي Halevy: الذي يقول إن حروف الهجاء اللوبية أصلها فينيقي(38).

وهناك من يقول إن الكتابة البربرية مشتقّة من إحدى الأبجديات السامية الجنوبية مثل "لِتّمنّ Enno Littmann الذي قارن في دارسة مهمّة قديمة (1904) بين حروف الخطّين: اللوبي والتيفيناغي بحروف الخطّين: الثمودي والصفوي المعروفين بالجزيرة العربية والشام, مؤكّداً على أن "النقوش الليبية وكتابة التيفيناغ تشبهان جيّداً النقوش العربية القديمة أكثر ممّا تشبهان النقوش الفينيقية"(39). وبالرغم من قدم هذه الدراسة المهمّة التي ربطت لأول مرّة ـ على ما يبدو ـ الكتابة البربرية بالكتابات العربية القديمة, فإن الفرنكوفونيين تجاهلوا هذه الدراسة, ولا يمكن أن يكون ذلك إلاّ عن عمد. وهذا واضح من اهتمامهم في مجال المقارنة بالكتابات الأوروبية القديمة دون غيرها من الكتابات الأخرى (الكتابات الشرقية).

ومن المنطقي أن يتّجه الباحثون هذا الاتّجاه, لكون الفينيقيين هم أوّل من أشاع الكتابة في المنطقة والعالم الغربي قاطبة, ولوجود روابط متنوّعة بين البربر والمشرق العربي. ولا نجد من يرفضه إلاّ المدرسة الفرنسية التاريخية الاستعمارية, وأصحاب النزعة البربرية, وهو أمر طبيعي منهما لمعاداتها لأيّ صلات شرقية.

وإذا نعود إلى هذه الآراء من جديد, فليس لأهمّيتها العلمية فحسب, وإنّما أيضاً لننطلق منها إلى عالم أوسع من الخطوط, وأعني به: عالم الخطوط العربية القديمة, وذلك للنظر في الكتابة البربرية من خلال منظور حضاري واسع, وفي إطار أشمل لهذه الخطوط. وهذا من شأنه, أن يقودنا إلى الظفر ببعض الحقائق المهمّة عن حقيقة هذه الكتابة وأصول نشأتها. وبالاعتماد على هذا المنهج, وما يوفّره من المقارنة الشاملة أسوق الملاحظات التالية:

1. هناك ما يمكن تسميته بالطابع العامّ الموحّد بين مجموعة من الخطوط. وأعني به ذلك التشابه الذي نجده عادة بين عدة كتابات في منحى خطوطها ورسومها وأشكالها الهندسية, كما هو الحال بالنسبة لعموم الخطوط التي ظهرت بمنطقة المشرق العربي المتميّزة بطابع عامّ, في منحاها وشتّى أشكالها. وعندما نضع في إطارها الخطّ اللوبي وخطّ التيفيناغ, نجد أن هذين الخطين ليسا بالغريبين عن تلك الخطوط, بل هما متوحّدان معها في السمات وفي ذلك الطابع العامّ. وهذا يدل على أنّهما وتلك الخطوط من أرومة حضارية واحدة. أنظر الجدول التالي. وهو يضمّ نماذج معيّنة من حروف الخطوط المذكورة إذ لكل حرف أشكال عديدة, تعذّر في هذا المقام ذكرها جميعاً.



2. الكتابة البربرية كتابة صامتة (Consonantique)، لا حركات لها، ولا حروف إشباع (الألف والواو والياء)، وهي في هذا تشبه الكتابات العربية القديمة (المسمّاة بالسامية) فالخط الفينيقي والآرامي والعبري والمسند واللحياني والثمودي والصفوي وغير ذلك كلّها خطوط متكوّنة من حروف صامتة، لا تعرف الحركات، ولا حروف الإشباع. وهذه الخاصيّة الحضارية تجعل الخط اللوبي وخط التيفيناغ وهذه الخطوط كلها في دائرة واحدة، ومجال حضاري واحد.

3. الخط اللوبي وخط التيفيناغ كتبا في اتّجاهات مختلفة من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين من أعلى إلى تحت ومن تحت إلى أعلى. وهما في هذا يشبهان أيضاً الخطوط العربية القديمة، كالمسند واللحياني والثمودي والصفوي التي كتبت هي الأخرى بهذه الطريقة، بل وبطريقة حلزونية وبصورة الهلال وغيره ذلك.

وعدم الانتظام في اتّجاه معيّن هو خاصيّة عربية قديمة، تجعل أيضاً الخط اللوبي وخط التيفيناغ في دائرة واحدة مع تلك الخطوط وفي مجال ثقافي واحد.

4. المعروف أن الكتابة العربية القديمة استعملت التنقيط وإنْ بشكل مختلف، فالعربية الفصحى استعملته فقط للتفريق بين الحروف ولذا جاءت الباء مختلفة عن التاء. والثاء مختلفة عنهما معاً، وكذلك الأمر في الحروف المنقوطة الأخرى. أما في الكتابات العربية الأخرى ذات الحروف الصامتة فالتنقيط فيها كان بمنزلة الحركات يقوم بدورها. يقول جواد علي في هذا الصدد: "فالحركات في بعض اللغات السامية يعبر عنها بنقاط توضع فوق الحرف أو تحته (40) واستعملت الكتابة الحبشية المستمدّة من المسند التنقيط، ودمجته مع الحروف الصامتة"، فظهرت بذلك أقلام شعبية تنقط وتشكل استعملها السواد" (41)، واستعمل العبرانيون التنقيط في بعض الحالات "فكانوا ينقطون بعض حروف الكلمات لتنبيه القارئ إلى أهميّة الكلمة ولمكانتها المقدّسة" (42). فقد نقطوا على سبيل المثال لفظة (عانقه) من الآية الرابعة من الإصحاح 33 (سفر التكوين).

خاصية التنقيط هذه مهما اختلفت أغراضها، من كتابة إلى أخرى، نجدها شيئاً أساسياً في خط التيفيناغ فقد كانت لها في الأول وظيفة الحركات والضوابط ثم صارت فيما بعد حروفاً هجائية مثل:



وفيما يلي كلمات بخط التيفيناغ بها خاصية التنقيط:



كما يستخدم التنقيط لتمييز حرف عن آخر، مثل تمييز السين عن الراء في خط التيفيناغ:

فالسين تكتب هكذا:  §

والراء تكتب هكذا: £ ™

كما أن الكتابة اللوبية استعملت للتفريق بين حرفي الضاد والقاف:

ــ = ض ÷= ق

وبين حرفي الباء والراء:

= ب ™ = ر

والمهمّ هنا، هو أن التنقيط سمة من سمات الحضارة العربية، نجدها ماثلة في الكتابة البربريّة، مما يؤكّد عمق الرابطة الثقافية بين هذه الكتابة والكتابات العربية القديمة.

5. يذكر عثمان سعدي أن الأستاذ "بات Bates" (43) الباحث اللغوي الإنكليزي، أجرى مقارنة بين حروف خط "التيفيناغ" وحروف الخط الفينيقي، وتوصّل إلى أنّ الثانية هي الأصل الذي أخذت منه الأولى، رابطا الخطين معا بإطار (الخط المسماري). وما يهمنا من عمل (بات) إدراكه بأن الكتابة العربية هي الإطار العامّ الحقيقي الذي يجب أن تنزّل فيه الكتابة البربرية.

6. النتيجة التي توصّل إليها "بات" "تدعونا إلى التوقّف عند كلمة (تيفيناغ)، وهي التسمية التي يطلقها الطوارق على أبجديتهم، كما مرّ بنا، ويذكر البعض أنها تعني: (الحروف المنزّلة) أي المنزّلة من عند الإله، لأنهم يعتقدون أنها ليست من صنع البشر... (44).

وهذا الاعتقاد الأسطوري ينبئ بالعقلية الخرافية لأصحابه، وبأنهم باتوا ـ كما يبدو ـ يجهلون سبب ظهور هذا الخطّ، وانتشاره بينهم، كما أن القول بأن "التيفيناغ" هي "التيفينار" غير صحيح. ومنشأ هذا الخطأ الكتاب الفرنسيون. فيما أن الغين عندهم أصلها راء. فقد حوّل بعضهم غين "التيفيناغ" إلى راء. وكتبوها هكذا "Tifinar". وعندما نقلت إلى العربية أبقي على الراء. وهذا ما يحفزنا أكثر على التساؤل عن حقيقة هذه التسمية؟ وما هي العلاقة بينها وبين الأبجدية التي تتسمّى بها؟.

لمعرفة هذا الموضوع والوقوف على حقيقته، نبدأ بتحليل كلمة "فينيقي" لما في تركيبها، من الناحية اللغوية، من إضافات زائدة عن الأصل، لأنّ ذلك سيساعدنا، على معرفة بنية كلمة "التيفيناغ" وفهم أصلها. وكلمة "فينيقي" مشتملة من الناحية اللغوية على نسبتين الأولى بالياء، وأصل الكلمة "فوني" (Puni)، ولذا يقال: الفونيون، الشعب الفوني، الحضارة الفونية، لكنّ الكتابات الغربية من إغريق ولاتين أشاعت كلمة (Punique) والمقطع (que) للنسبة، وبدل أن تبقى مقالبة لـ "فوني"، فقد وقعت مقابلتها في الكتابات العربية بكلمة "فينيقي"، مبقية على النسبة الغربية المتمثّلة في القاف (que) إلى جانب النسبة العربية، وهي الياء. وتكرّس هذا الاستعمال وصار شائعاً.

وإذا عدنا إلى كلمة "تيفيناغ"، نجدها متكوّنة من التاء المعروفة في الكلمات البربرية: تليلان، تطوان، توشين، تفشيش، وهي تاء التأنيث، ومن "فينا"، وهي "فون" السابقة، ومن الغين التي أصلها القاف (تيفيناق)، ولذا فإن "تيفيناغ"، هي في الحقيقة كلمة "فينيقي". والمعروف أن القاف تحولت في كثير من اللهجات البربرية إلى غين، كما في هاتين الكلمتين على سبيل المثال:

إغْرَسْ (مزق) ـ إرْوَغْ (يصفرّ)

فالغين فيهما أصلها قاف بدليل وجودها قافا.

في الأكدية: قَرَاشُ (شقّ، فرّق) ـ ورّاقُ (يصفر، أخضر)

وفي العبرية: يراق (بين الصفرة والخضرة).

فالتاء والغين في كلمة "تيفيناغ"، هما سمتا تبربرها أي أنها كلمة "فينيقي" مبربرة، وبهذا نعرف أن الطوارق عندما يطلقون على الحروف التي يستعملونها كلمة "تيفيناغ"، هم في الحقيقة يسمّونها باسم من أخذت عنهم هذه الحروف، وهم الفينيقيون دون أن يكونوا حاليّا واعين بذلك، وهذا شأن الكثير من الأشياء الموروثة التي لم تعد معروفة الأصل والنشأة. وهذا ما يسهّل أحياناً نشوء بعض الخرافات، كما هو الحال بالنسبة لكلمة "تيفيناغ". وبهذا تسقط الادّعاءات الباطلة التي نسجها المتمزّغون حول هذه الكلمة وحقيقة انتمائها.

7. إذا تجاوزنا فكرة الطابع العامّ، وتوجّهنا إلى مقارنة حروف الكتابة البربرية بحروف الكتابات العربية القديمة. فسنفاجأ بما بين عدد من حروفهما من تشابه قوي، بقطع النظر عن الاتّجاه الذي كتب فيه الحرف، إذ المهمّ هنا هو الشكل الهندسيّ والمنحى العامّ للحرف.

جدول مقارنة الحروف اللوبيّة بما يشبهها من الحروف العربيّة القديمة









 


رد مع اقتباس
قديم 2008-08-07, 15:43   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
salamat
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية salamat
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

Merci, merci, merci Alhaji .............










رد مع اقتباس
قديم 2008-08-30, 18:53   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
nadouch
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية nadouch
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكور على الموضوع










رد مع اقتباس
قديم 2008-09-04, 11:14   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
شيهان
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

شككككراااااااااااااااااااااا










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:57

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc