كان غير عادياً لي...! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم فن الرّسائل والمقالات الأدبية

قسم فن الرّسائل والمقالات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في فــنّ كتابة الرّسائـل والمقالات الأدبـيّــة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

كان غير عادياً لي...!

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-10-31, 23:30   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
owl city
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية owl city
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (6) كان غير عادياً لي...!

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثامنة صباحاً، الجو ممطر و بارد في الخارج... فتحت أنا عيناي للتو و مازلت أحاول استغلال لحظاتي الأخيرة في أحضان وسادتي و لحافي الدافئ...نهضت بمزاج معكر كالعادة و ككل يوم ، "هاه! بسم اللّه ها قد بدأنا مجددا منذ الصباح الباكر، بالصراع مع الأفكار يا للهول اخرسي!"
اغتسلت و توجهت مباشرة للمطبخ لتحضير الشاي، كان المفضل عندي، على غرار معظم الناس الآخرين الذين يفضلون القهوة و يتغنون بحبهم الكبير لها و أن اليوم لا يحلو بدونها، أما انا فكان للشاي ذوقا آخر عندي ، بالإضافة إلى أنني اعتبره وقودا لي للاستيقاظ... فلدي يوم حافل و طويل أخوضه مع نفسي قبل كل شيء، و مع الجامعة و الناس الآخرين...
انتهيت من تحضيره و جلست استمتع به مع قطعة خبز محمص بمربى المشمش، كنت افكر و أتساءل كيف سيكون يومي يا ترى ، انتظرته منذ اسبوع و ها هو قد وصل بسرعة ، "تشجعي لا يهم ما سيحدث بعدها سافعلها عل كل حال!" قلت ذلك بحزم محاولة التركيز على الهدف، لإقناع نفسي قدر المستطاع حتى لا تتنكر لي بعد قليل عندما أخرج و أذهب للجامعة!
ارتديت ملابسي الرياضية المفضلة رغم أنني اعتقدت لوهلة أنها تجعلني ابدو سمينة، إلا أنني لم أكترث! قررت أن ألبس اليوم ما أحبه و أفضله! وضعت ساعتي رغم انزعاجي لوجودها بمعصمي لكني قلت" و اللّه سترتدينها اليوم لا اريد سماع أي شيء بخصوصها"، حملت حقيبتي، مظلتي، و هاتفي ودّعت أمي و أبي و خرجت أتمشى بهدوء على حافة الرصيف، لاتجنب أكبر قدر من الناس و نظراتهم المريبة. أحب المشي صباحاً إلى الجامعة فهو يجعلني مرتاحة بالانشغال لحالي مع أفكاري،
و التعمق معها أكثر من أن أصعد على متن الحافلة، فمحور اهتمامي سيكون ردة فعل الناس و مراقبتي لهم و البدأ بوضع الافتراضات...
وضعت سماعتي و شغلت فيديو تحفيزي، و بدأت بالإستماع لكل كلمة يقولها ، كان بالانجليزية و هذا ما جعلني أعجب به أكثر ، حاولت أن أكون أكثر من مجرد مستمعة لهذا الفيديو فكنت آخذ أفكارا منه و اكتبها في مدونتي الخاصة و أرددها على نفسي محاولة الاقتناع بها و لو قليلا لكن ذلك لم ينفع! ، أكملت ما كنت أفعله لغاية أن وصلت لمدخل الجامعة، نزعت السماعات و بدأت أراقب أن كانت صديقاتي هناك حتى اضع في الحسبان التظاهر بعدم رؤيتهم و تجاهلهم...سمعت صوت احداهن! "نعم إنها هي أستطيع تمييز صوتها جيدا! ، أكملت طريقي دون ادارة ظهري للخلف،" الحمد لله أنهم لم يلاحظوا وجودي كم هن مزعجات و سلبيات ، كل احاديثهن تتمحور حول الشكاوي المملة و المضجرة التي لا تنتهي، ينتابني إحساس أنني في مجلس العجائز و أنا برفقتهن!'
ذهبت إلى قاعة قريبة من قاعة الأساتذة و انشغلت بهاتفي ،و كنت أحاول من حين لآخر أن اصطاد أحد الأساتذة لأقول له "صباح الخير" حتى اتدرب قليلا على المواقف المحرجة و المخيفة بالنسبة لي، و فعلا مرّ أستاذ لي من أمامي و ترددت للحظة في مخاطبته لكني دفعت نفسي على القيام بذلك و ألقيت التحية، انتابني القليل من الخوف و التوتر و نقص الثقة و عدم الراحة فقط بمجرد قولي "صباح الخير" له! " يا إلهي كم أنا مضخمة للأمور!"
نظرت إلى ساعتي كانت تشير إلى التاسعة و أربعين دقيقة، حان وقت محاضرتي... تعمدت النزول متأخرة حتى لا ألتقي باحدى صديقاتي ، و ذلك لأنني قمت بحل معادلة فشل الجميع في إيجاد الاجابة الصحيحة لها، و قالت الأستاذة أنها ستمنح نقطتين اضافيتين في الاختبار لمن قام بحلها، و بالتأكيد لن اعطيها لأحد! دخلت القاعة و نكرت كل من كان أمامي ، حتى أنني غيرت مقعدي تماما حتى لا تتبعني أي من صديقاتي و تجلس معي لتصدعني بهراءها أياً كان موضوعه!
بدأت المحاضرة و لم أستطع التركيز جيدا كما كنت أفعل سابقاً، لأن جل تفكيري كان عن السيناريو الذي سيحدث عندما أذهب للأستاذة أمام الآخرين، و أسلم لها ورقتي لتصححها، و ما ستكون ردة فعلهم و التساؤلات التي سأتلقاها منهم...
بالإضافة إلى موقف آخر رفع مستوى ضغط دمي لأقصاه، و هو أن إحدى صديقاتي كانت تقوم بالإجابة على الأسئلة رغم أن شخصيتها أضعف مني في المواقف المحرجة فهي كانت متوترة و تتكلم بصوت منخفض و غارقة في خوفها و يديها ترتعشان ، لكن ذلك لم يمنعها من المخاطرة من أجل إثبات ذاتها ، بينما فشلت أنا في مواقف أتفه منها انتابتني موجة من الغضب على نفسي و الانزعاج الشديد لسماع صوتها كل مرة بينما أنا أحس أن الكلمات تصل لحلقي لتستقر فجأة هناك و لا تستطيع الخروج حتى أنني أردت البكاء أو الصراخ ، تبعثرت أحاسيسي في تلك الساعة التي حضرتها و انتهت الحصة أخيرا ، كاد قلبي يخرج من مكانه من الغيظة و الغضب من نفسي!
لم أرد أن أتحمل أكثر من هذا، فقمت بحزم اغراضي بسرعة و حاولت نفسي أن تبعث فكرة ما لتعيقني فاوقفتها حتى قبل أن تنطق بها! و ذهبت مباشرة للأستاذة أمام الجميع ، مخاطبة نفسي:
"لا يهمني، لا اكترث، اخرسي!" تعجبت صديقاتي من رؤيتي هناك، و كان باستطاعتي تمييز نظرات الغيرة نحوي بوضوح و التي كانت تخترقني ، و جاءت احداهن و صاحت هل وجدتي الحل ؟؟! "نعم وجدته" توردت خدودي قليلا لكني حاولت التماسك قدر المستطاع ، سلمته للأستاذة أخيراً و خرجت و شعرت بالانتصار ، تابعت صديقتي التحقيق معي و اغرقتني بتساؤلاتها متى و كيف وجدتي الحل و لماذا لم تعطيني إياه و كل أنواع الهراء الذي يخطر ببالها، حافظت على ابتسامتي و اجبتها على كل تساؤلاتها، و ارتسمت على وجهها كل علامات الغيظ و الغيرة و الحسد و الدهشة و انقلب مزاجها تماما لكنني تظاهرت بعدم ملاحظة شيء...
ودعتها و ذهبت للمنزل لاتركها ورائي تتنابز عليّ مع صديقتها ، تحسن مزاجي و ارتفعت معنوياتي حقا!
و بينما أنا أمشي مررت أمام محل بيع البيتزا و كنت أريد حقا أكلها بشدة لكن صديقاتي انصرفن إلى المنزل و كنت وحدي، "ماذا لو ذهبت لاتناولها وحدي هاه؟ شيء عادي"طبعا هذه كانت ذاتي الحقيقية... لتجيب بعدها ذاتي المزيفة:" ماذا؟ تذهبين وحدك! لا يمكنك ذلك ، لا لن تموتي إذا لم تأكليها اليوم انتظري غدا و ستتناولينها مع صديقاتك هيا إلى المنزل ستأكلين هناك" ، لكني لم أكن أشعر بالراحة أردت الذهاب بشدة ليس لأنني جائعة بل لأنني أردت مخالفة أمرها و كسر قيدها حتى ارتاح لأنني أن لم افعل ساقضي بقية اليوم أشعر بالذنب و الضعف! غيرت طريقي و قمت بالالتفاف نحو اليسار لاقصد محل البيتزا! ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهي: " إنه يوم رائع! لا شيء سيعكر صفوه سأفعل ما أريد و ما هو مناسب و فقط!'
دخلت المحل و لم يكن مكتضا بالزبائن، " آه هذا مريح لي" ، جلست في إحدى الطاولات بهدوء و استرخاء و جاء النادل ، تكلمت معه بشكل عادي و طلبت ما أريد و استمتعت بها، و خرجت بسلام
فلم تخطر لي أي فكرة مزعجة خلال ذلك...
وضعت سماعاتي و تابعت المشي بهدوء و تجاهل الشباب المزعجين في طريقي ، كانو يبدون مثيرين للشفقة و هم يحركون أفواههم فلم يكن باستطاعتي سماع كلماتهم و بامكانهم ملاحظة السماعات بوضوح لكن من منهم سيمتنع عن تلك التصرفات إنها تسري في عروقهم!
أوشكت على الوصول إلى المنزل و كنت قد أخذت نقودا إضافية في الصباح الباكر لاشتري بها اغراضا من محل بيع العطور فترددت كالعادة في الذهاب و كنت أفكر بتأجيلها ليوم آخر و أنها ليست حقا بتلك الضرورة... "و اللّه ستذهبين لشراءها لن أجعلك تقومين باغراقي في الإحساس بالذنب عندما أصل للمنزل، هيا امشي لن يعكر شيء هذا اليوم الجميل"
ذهبت للمحل و اشتريت ما أردته و خرجت مرتاحة بانتصار آخر رغم أنه ليس بالشيء الكثير!
دخلت المنزل بمعنويات مرتفعة و أنا استرجع أحداث اليوم بفرحة عارمة..."كان حقا يوما رائعا"
استرخيت في فراشي و أنا اعيد شريط يومي مجدداً فتذكرت صديقتي و بدأت أتخيل ماذا تكلمت عني يا ترى ؟ هل اكتفت ام ليس بعد!
لكن رغم ذلك جعلتني اتورد خجلا " آه تلك المزعجة 😒😑"... "هل نجحت في الإجابة على تساؤلاتها؟"، "هل اكتشفت يا ترى أنني لم أقم بإعطائها الورقة عن قصد ؟"... "أظن أنه كان من الأفضل أن أقول...كذا! أو ربما...كذا!" " الآن سيظنون أنني أدرس صباحاً ومساء و أنا في الحقيقة لا أفتح حتى الكراسي!"... " يا إلهي ماذا لو لم أتغير و حصلت على علامات ضعيفة كعادتي! سيظنني الجميع أنني غبية أدرس طول الوقت و بعدها أحصل على علامات متدنية!" " إنها تحضر كل الدروس و تجلس وحدها هي حقا مصممة هذه المرة"... و عند ظهور النتائج سيموتون من الضحك على علاماتي! 😱"
"أووف لقد انقلب يومي فجأة و بدون أن أشعر!"
"هل ستتجنبني الآن؟ هل ستبخل على مساعدتي إن طلبت منها ؟" "هل ستغير طريقتها في التعامل معي؟" غرقت مجدداً في بحر التساؤلات و مهما حاولت أن اشغل نفسي بمشاهدته الفيديوهات المنوعة إلا أن ذلك الإحساس بقي ينغص علي يومي💔... لم عليه أن يكون يوماً غير عادي في كل مرة ؟ أين أخطأت أنا؟!









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:26

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc