*** قصة الذئب والحطاب (الجزء الرابع والأخير) *** - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية

قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

*** قصة الذئب والحطاب (الجزء الرابع والأخير) ***

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2021-02-04, 11:37   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المهذب
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية المهذب
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 *** قصة الذئب والحطاب (الجزء الرابع والأخير) ***

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد عدد ما نرى وعدد الحصى وعدد الثرى وعدد النجوم وعدد ما في الكون، وعدد ما تقول له كن فيكون.
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
قلت أن الحطاب ابتسم في وجه الصياد وقال له مرحبا بك أخي الصياد وكيف الأحوال، فرد عليه بصوت خشن وقلة رباية وبألفاظ غير محترمة ، فأراد الحطاب الانصراف إلا أن الصياد لحقه وصاح أمام الناس قائلا يامن في السوق أرأيتم هذا الحطاب الذي ترونه متواضعا محترما وأمينا ، إنه لص وسارق وغير مؤتمن ، ولقد سرق مني أنا وأصدقائي الصيادين ذئبا أنثى ولم يسدد ثمنها بعدما جعلها تتعلق به ، فقال الحطاب لمن في السوق وقد آلمه ما حدث أيها الناس ما ذا تعرفون عني ؟ فقال الجميع تقول الحق ولا تكذب فقال لهم اسمعوا مني إذا هذا الصياد وغيره من أصدقائه ، ذهبوا إلى الغابة وفرقوا عائلة من الذئاب وضيعوا مجموعة من الجراء بحجة إحضار ذئب لرجل يريد أكله ليشفى من علته ، ومع أنني أحظر الحطب تقريبا كل يوم فإنني بذلك اليوم وجدت ذئبا جريحا مكسورا حوله جراء جائعة لا تقوى على الحركة ، فتأسفت لحالهم وأحضرتهم إلى المنزل ، لكنني علمت أن أمهم عند هؤلاء الصيادين فعقدت معهم اتفاقا و أن أحضر لهم الحطب مقابل بيعي الذئبة وتم ذلك ونفذته بالحرف الواحد ، لكنني لما ذهبت إليهم لأعطيهم الحطب وجدت الذئبة في حالة يرثى لها من الجوع والعطش ، فتركت لهم الحطب وأخذت الذئبة ولقد حررتها هي وذكرها وصغارها وإنها بالغابة ، قولوا بربكم ألم أفي وأسدد ما علي وما أخذت إلا ما اشتريت ، فتعالت أصوات التعبير بتصديقه والتصفيق الحار
وطردوا الصياد من السوق وقالوا له أنت غير مرغوب فيك بيننا ولربما ذاك الذئب أشرف منك ومن أصدقائك ، فصرخ في وجههم وقال سوف ترون ما أنا فاعل أما أنت أيها الحطاب فلن تهنأ بالعيش بعد الآن ، فقال الحطاب لا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال له يا أخي ما قلت إلا الحقيقة ، فما الذي يزعجك
فقال له وهو يصرخ لن أتركك بسلام، فقال له الحطاب حسبي الله ونعم الوكيل
ثم أنهال من في السوق يرمي الحجارة على هذا الصياد وكأنهم يرجمونه حتى خرج من السوق ،وعاد الحطاب الى بيته وقلبه منكسر ويتحسر على ما وقع له بهذا اليوم وأمام الناس، ولما وصل بيته،قال لزوجته وأولاده إن فلانا الصياد قد هددني وإنه غدار ولست أدري ما الذي ينويه ،فإذا رأيتموه بالجوار فأخبروني في الحال ،كي نحتاط أذيته،وبدأ بحرث الأرض وزرعها بالحبوب ،ثم سيَّج زريبة مع خم للدجاج .
ولما احتاج أحد الخبازين بالمدينة للحطب طلب من الحطاب إحضار الحطب
فامتطى بغلته وذهب إلى الغابة وبين الأشجار الكثيفة لمحت البغلة خنزيرا
فقفزت قفزة قوية ومع أن الحطاب غير منتبه وفكره مشغول بما قاله الصياد بالسوق سقط من على البغلة وإذا برأسه على صخرة قوية فَتَفَشَخَ رأسه لكنه لم يمت،وأستمر الخنزير في مسيره ، وجرت البغلة بعيدا ثم رجعت لصاحبها تشمه لكنه لا يتحرك إلا ببطء ،وقال رحماك يا الله يا مجيب المضطر إذا دعاك وإذا بذئبان يخرجان من بين الأشجار فارتعبت البغلة أولا ثم عوت الذئاب كأنها تقول لها لا تخافي لأنها مستأنسة بهما من قبل ببيت الحطاب، وتقدم الذئاب و اتجها مباشرة نحو الحطاب وهو يمد يده نحو لجام البغلة يريدها أن تجثوا ويركبها فدار الذئاب بها وأرغماها على الجلوس أرضا ثم بدأ الذئبان بإعانة الحطاب في الصعود عليها ولما استلقى فوق ظهرها بدأ الذئاب في الهرولة وراء البغلة حتى وصلت إلى البيت ، وما إن وصل الحطاب أمام منزله حتى سقط أرضا وجاءت زوجته وأولاده والذئاب تراقب من بعيد ولم تقترب ، فأشار الحطاب إليها بيده وهو يقول لأولاده وزوجته أنظروا من أراد إنقاذي، وجدتها في حيوان مفترس ولم يتقبلني بعض بني جنسي مشيرا لذلك الصياد بكلامه ثم قال إن جاءتكم هذه الذئاب دون أذية فأطعموها واسقوها وإن جاءت بغية الأذية فأبعدوها ولا تؤذوها فهي حيوان لكنها وقفت وقفة خير من بني الإنسان ،وقال كثرتم يا ذئاب بني الإنسان فتفوق عليكم ذئاب أمة الحيوان ٍثم رفع يده للشهادة ثم دعا وقال اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون، وخرجت روحه ولما أحس الذئاب بموته تعال عويلهم وكأنهم يودعونه ثم ابتعدوا قليلا عن القرية وهم يراقبون عائلة الحطاب ماذا تفعل ، وغُسِلَ الحطاب واقيمت صلاة الجنازة بالقرب من المقبرة القريبة من الغابة ثم دفن وحضرها كل من بالقرية وبعض من في المدينة وكذامجموعة الصيادين وبعد إتمام دفنه عاد كل الناس إلى بيوتهم وتأخر ذلك الصياد قليلا في الرجوع ، وإذا به يشاهد الذئاب مع جرائها تدور حول قبر الحطاب و تعوي بصوت حزين مرة فرادى ومرة جماعة وكأنها تدعو له وتترحم عليه ، فاستغل الصياد الموقف وأراد الاقتراب لكن الذئاب لمحته فهرولت وابتعدت أما الذئب الأم دارت إليه وحدقت فيه ثم عوت بصوت يوحي بالانتقام لما فعل بها أثناء حبسها بالقفص من ضرب وتجويع ...الخ.
نعم أحبتي هذه هي نهاية قصة صديقنا الحطاب مع الذئب ، والتي تخيلتها وألفتها وكتبتها.
وإلى اللقاء في قصة أخرى سأنسج خيوطها وسأعنونها بالذئب والصياد وسأجعلها امتدادا لقصة الحطاب والذئب .ووفقنا الله وإياكم إلى ما فيه الخير والصلاح آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:32

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc