انقل لاخوتي هذا الموضوع من صحيفة القدس العربي...والذي يرتبط مباشرة بالموضوع الاصلي....
لماذا اعتقل كاراديتش الآن؟
09/08/2008
ليس من قبيل الصدفة أو الحظ العاثر لكاراديتش وقوعه يقع في يد العدالة الدولية التي مهما حكمت عليه وتشددت في الحكم فإنه لا يوجد حكم يمكن أن يكون مناسباً للجرائم والفضائح التي ارتكبها كاراديتش ورغم ذلك عاش المجرم كاراديتش سنوات عديدة في حماية المخابرات الأمريكية ومن السذاجة بمكان أن نقول أن المخابرات الأمريكية فقدت أثره بعد العام 2000م ولكن أمريكا آثرت أن تضحي بكاراديتش في هذه الأيام لا لشيء إلا لكي تبرر طلب إدعاء محكمة الجنايات الدولية بالقبض على الرئيس السوداني الذي لم يثبت عليه مطلقا لا بالتحريض ولا بالفعل على ما يحدث في ساحة الحرب بحيث يموت من الجيش والمتمردين على السواء أمريكا تحاول أن تثبت للعالم وربما للداخل الأمريكي أنها مع العدالة والدليل أنها قامت بالقبض على كاراديتش وهي لا تستهدف الدول العربية أو الإسلامية عندما تضغط للعمل على إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس البشير الذي يسعى بكل جدية لحل لأزمات السودان المتكررة ما إن تفرج أزمة في شرق السودان إلا وتفتحت أزمات في غربه وجنوبه وحتى شماله وما إن يبدأ حوار وتعهد بمحاكمة المذنبين على أيدي قضاة سودانيين وداخل السودان إلا وتطلب الدول الغربية بتسليم المواطنين السودانيين للمحكمة الدولية مع العلم أن هذه الدول ترفض وبشدة مثول أي من مواطنيها أما هذه المحكمة فأي ازدواجية في هذا العالم ؟ لقد قاد حظ كاراديتش العاثر بأن يجعل صاحبه جزءاً من المسرحية الهزلية لتحقيق العادلة المفقودة في هذا العالم أليس الأجدر بالولايات المتحدة أن تطبق العدالة في حق جنودها الذين ثبت بالأدلة القاطعة قتلهم لعزل عراقيين بدلاً من الأحكام المخففة التي يحكم بها على أصحاب الجرائم أو الجنح البسيطة وأين أمريكا من إحقاق العدل ضد المجرمين الصهاينة الذين يقتلون ويبطشون ويستخدمون الأسلحة المحرمة دوليا ضد المدنيين والعزل من الفلسطينيين واللبنانيين ولماذا لا أحد يطالب بالمجرمين الذين قاموا بمجازر ضد الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا. بالمختصر المفيد إنها محاكمات سياسية لكل من يقف ويرفع رأسه أمام أمريكا وياللعجب المؤسسة التي لا تعترف بها أمريكا هي ذات المؤسسة التي تستخدمها في إذلال الشعوب والتدخل في شؤونها الداخلية وياللعجب مازال هناك منا الكثير من يعتقد أن هذه المحكمة هي لصالح الشعوب الفقيرة والمغلوبة على أمرها مع العلم أن أمريكا لا تهتم بهذا الأمر إن كانت الأنظمة الحاكمة تابعة لها ومنقادة في أمرها كما في تركمانستان وربما يكون البشير قد أخطاء في معالجة قضية دارفور من غير قصد ولذلك فلا يجب أن يأخذ إلى المحكمة الدولية لكي يتحقق الباطل المتمثل في إهانة وإذلال الشعوب العربية والإسلامية على عكس كاراديتش الذي ظل تحت رعاية وحماية المخابرات الأمريكية طيلة الوقت الذي مضى منذ انتهاء الحرب الإجرامية الصربية ضد كل من لا يتبع العرق الصربي والذي كان يجاهر بعنصريته وجرائمه ورغم ذلك تمت حمايته إلى الوقت الذي تستفيد منه الولايات المتحدة الأمريكية لذلك فهذه هي لعبة أمريكا ولن تمر علينا وليس لنا بها أي أهمية. جلال الوهبي - اليمن