تَعَبْ'؛, - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الخـــواطر

قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تَعَبْ'؛,

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-10-29, 11:39   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ايمان و امل
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي تَعَبْ'؛,

أقلِبُ ورقة أخْرى ,سأكمل هذا الجُزْء ثُمَّ أخْلُدُ للنوم ...


إنَّها العِبارَة التِي أُكَرِّرُها مُنْذُ ساعَتَين،...
يمر الوقتُ، ورقة ورقة... و تزحفُ الدَّقائِقُ اللَّزِجَةُ على أعْصابِي لٍتُخَدِّرَها بحقْنة تعبٍ أخِرى ،فلم يَبْقَ لِي من المُورفينات ما يُسكتُ الطِّفلَة الصارِخة بداخلي إلا التَّعب.



و تتراكم السَّاعاتُ على مكْتَبِي ،أوْراقًا مُزْدَحِمَّة بالأمْراض و أعْراضها و أدْوِيَتِها ،ولا مَكانَ للإنْسانِيَّة أراهُ بَيْنَها ، فقط يَتَحول جسْم الإنْسان إلى كَومَة أعراضٍ و تَحاليل ،و يحاول العقْل الطِّبِي تَجْرِيدَها من المشاعر و الأحاسيس ...
كيف يَتَحَوَّلُ هذا الكائن المُعقَّدُ إلى نَظِريَّاتٍ مُمَنْطَقَةٍ مُبْسوطَةٍ فِي أوراقَ مكتوبة بالفرنسية و جاهزة للحِفْظ الأصَم ،هكذا ببساطَةٍ بِغَباءٍ و تفاهَة.



وَرَقَةٌ أُخْرى ، إنَّها الواحِدَة بعد مُنْتصَفِ الليْلِ، لا بُدَّ أن أحْلام النّاَئِمِين أيضا جاوَزَت المُنْتَصَفْ،... فقطْ لمن مازال يَحْلُم يكون الليل نوما و النَّوم هَناءا ،أحْلامي أنا تَسَلَّلَت مني زَحْفا، خارج مَجال الذَّاكرة ،وقَطَعت أخادِيد الجُرْح و الشَّفاء و ... اخْتَفَتْ فِي ......لست أدري أين .


أكْتافِي مُتْعَبَة، ولكن ليسَ بَعْد ليس بما يكفي مازال فيَّ ما يكفي للتفكير و الذِكْريات...


ورَقَةٌ أُخْرى....أصابِعي تَكْتُبُ بكَسَلْ ...أرَى الدَّخان الرمادِي يَتَصاعدُ منها مشْحونا برائحة الحبر و رذاذ السَّخافة المالح،
و تَخْتَفي الحروف و السُّطور من على الورق، ويظل يتصاعد هذا الدخان... يلُفُّنِي يَمْلأ مِحْجَرَيّْ عَيْنَيَّا بالحبر و المُلوحَة ،



هَذا الدُّخان به ... رائحَة سَجائِرِك و لَون أنْفَاسِكَ الحَارَّة و ضَبابِيَّة كَلماتِك...


إنَّهُ يَتَمَرَّدُ على سِيادَة التَّعَب لِيوقِظَ الآلام الرَّاقِدَة.


لَمْ يُغادِرْنِي هَذا الدُّخانُ المَسْمومُ مُنْذُ أن أخَذْتُ منك سِيجارتك لأغْرِسَها فِي يَدِي [من غَيْر قَصْد] فأنا أحْتَرِفُ الآلام [من غير قصد]


هل تذْكُرْ !

يوم أن يَبِسَتْ دَواخِلِي يَأسًا و سَكَنَ فِيها الخوف عَلَيْك، وأنا أراك تَلُفُّ شَبابك و صحتك في سيجارة و تُشْعِلَها

خَطَفْتُها منك و لم أدر ما ذا أفعَلُ بها

تحدَّيْتَنِي :


- ماذا؟ مآبك هل تريدين رشفَة ؟ كما في الأفلام مثلا ... إنَّك أضْعف من ذلك يا فتاة ... أضعف من أن تُنْقِذِيني أنا الذي اخترتُ الاحْتِراق...هاتِها ، إنها تُفْسِدُ مَنْظَر يَديك الجميلَتَين

ولم تُكْمل كلامك إلا و السِيجارة مَغروسَة في راحة يدي ،أطْفَأتُها و أشْعَلْتُ في روحي لهيبا ،و تسَرَّب دُخانُها إلى شَراييني ليسكُنها كَما تَسَرَّبت رجولتُك الطَّاغية في طُفوليَّتي ، في أنوثَتي في جلدي لتَحْتَلَّني ، أو كما تسَرَّبت نَظَراتُك في قلبي لَتوشِمَهُ بك...

وانْطَفأت السِيجارَة في دَهشة منك ، و مددت يَدَكْ السَّمْراء الكَبِيرَة لِتُطْبِقَها على يَدِي و تَفْتَح أصابِعي الموجوعَة الضاغطة على الجُرْح الحارْ...

نَظَرْتَ طَويلا إلى الجرح الرَّمادي ، ثم شَهِقْتَ ضاحِكًا:

- يا حَمْقاء.. ! ما كان عليك فعل ذلك، الجميع يعلم أنك لي، فلا داعي للأخْتام

لماذا ؟ لماذا ضحكتَ يومَها يا هشام، ماذا أخْفيت في تلك الضحكة الصاخبة، أي صوت صرخ فيك لتسكته بقهقهة ساخرة، لماذا يومها كنت قاسيا، قاسيا جدا معي.

تسرَّبت دموع مالحة ممزوجة بالدُّخان، و سَكَبْتُها داخليا، تَسَلَّخَت أعماقيَ الهشَّةُ وسالت أسياخا سوداء من وجع و يأسٍ و.... سَخافة.

و لم يسْقُط القناع عن وجهي، لم أبكِ أمامك يوما مهما فعلْت، لم تنزَع وشاح الكِبْرياء عني يوما.

ابْتَسَمْتُ ،ونَظَرْتُ إلى الجرْح و أنا التي تَدْري أنَّه ختْمُ الفِصال لا ختم امتِلاك

فأنت لم تَمْتَلِكْنِي يوما

أهذا ما أوجَعَكْ؟ أنَّي لم أرْكَع لَكَ يوما كما تفعل النَّساء ...

قُلْتُ لك:

- نعم لا بأس بالأخْتامْ في انْتِظار أن يَعلم العالم أنَّك لي...

و لم تكن لي و لن تكون أبدا


و تعالَت ضِحكاتك أكْثَر حتى ملأت موقف السَّيارات الذي كنا نقف فيه، تعالت ساخرة و مُرَّة.

- ألم تَتَعلَّمي بَعدْ؟ ليست هُناك من النَّساء من لديها الموهبة و الصّبْرُ ،و الأنوثة الكافية لتَحتَويَّني ...

- و أنا إذا؛ ماذا أكون؟

- أنت ؟ أنت لست امرأة أنت "طِفْلَة".....

نعم أعلم ذلك يا هشام، أعلم إني مازلت طفلة مهما كبرت، و أعلم أنّكَ مُسْتَبِدٌّ و طاغية، أطْغى من أن تحتملك امرأة، وأنَّ نَظراتك الحادَّة أمْضى من أن توقفها دروعٌ من كبريا؛
و أعلم أن هيْبَة رجولتك أقوى من أن تُذيبها حلاوة أنثى بدلالها..
أعلم أنَّك قاسٍ جدا و أنك تبْحث عن امرأة تُخرج منك الطِّفْل الخائف في داخلك، عن امرأة تحولك إلى طفل في العاشرة...

أعلم ذلك و أكثر.

إذا لما ؟ لما تركت النِّساء جميعا و جئتني ، كشفت لي عن وجهك الطِّفْل الشَّقي ...
ومددت يدك المُرْتَجِفة الخائفة إلى يَدي ،لتُخْرِج مني الطِّفْلَة
لنتمرَّد معا
لِنَلْعب معا تحت المَطر حتى التَّعبْ...

لما بنيت بيننا جسرا و ملعبا وغابات من الأحلام و البراءة و الحنان و غمرتـَ[هما] معا بالضياء

لم ؟ بعدما اعتادت أنا الطِّفلة عليك رميت بها في الوحل... و رحلْت

تلك الطِّفلة مازالت تصْرُخ ... صُراخُها يُخيفُني ،يُؤنِّبُني ، يُعذِّبُني
و الدُّخانُ الخارج منيَّ يَلُفُّني ، يخْنُقُني ، يَغْتالُني ...

أرْكُضُ...أرْكُضُ هاربة إلى النافذة، هارِبَةً منكْ ، من طَيْفِكَ و كَلماتِكْ ... من نَظَراتِكَ و بَحَّة صوتِكَ الذِي يعلو بالضحكة....هارٍبَة من الوجع من الخيبة و الزَّمَنْ...
أفْتَحُها بلهفة ، ليصْفَعَني هواءُ تشرينَ الباردُ النَّقي ، يُعِيدُني إلى غُرْفتي و أوراقي و تَعَبي... إلى هُنا ، حيثُ لا طِفْلٌ أنت و لا رَجُلْ،
إلى حيثُ لم يبْقَ منك إلَّا دُخانٌ تسَلَّلَ ذات شَقاوة سخيفة في أوردتي و احْتَلَّها...


حيث ما أنت إلا ذِكْرى موبوءة مُحاصَرةٌ باليأس و النَّدم.

أعود إلى مَكْتبي ، لأغْرَق من جديد في الورق...

أقلب ورقة أخرى، سأكمل هذا الجزء ثم أخلد إلى... تعبْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



قسنطينة 17/05/2015


13:04


إيمان~








 


رد مع اقتباس
قديم 2015-10-29, 14:25   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
MELLAD54
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي معاناة

يا لتعاسة قلب مرهف ،وقع فريسة في قبضة جائر مستبد!
حقيقة ، لا تكفي السجلات لتدوين الوقائع المؤلمة التي أسالت دمه.
لقد أزرى بك المارد . هي الدنيا العجيبة يا (أمل) كثيرا ما تجمعنا مع النقيض الذي يرمينا بسهام قاتلة.
وقد تفوت علينا فرصة الاستمتاع ، بمن يحمل إلينا وشائج المودة والحب .
أذهلني في البوح إصرارك على التحدي ، ومقارعة المارد في صبر وشموخ.
تدفق ثائر للمشاعر القوية ، جعلت نزفك ينساب كالنهرلطويل.. لاعدمنا فيك هذه االموهبة الواعدة.
سعدت بالمرور كالعادة ..دمت حاضرة في قلوبنا.











رد مع اقتباس
قديم 2015-10-29, 17:32   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
رحيق الكلمات
عضو متألق
 
الصورة الرمزية رحيق الكلمات
 

 

 
الأوسمة
مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
تناثرت اوراق الخريف
ومازلنا نرسم الحلم على كراسي الانتظار
نسيم بارد وشرود يغزو الذاكرة وبعض حنين
قيدناك يا قلم
حرفك يستدعينا للمكوث طويلا
دمت متألقة اختي









رد مع اقتباس
قديم 2015-10-29, 18:11   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ايمان و امل
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mellad54 مشاهدة المشاركة
يا لتعاسة قلب مرهف ،وقع فريسة في قبضة جائر متهور!
حقيقة ، لا تكفي أوراق الدنيا لتدوين الوقائع المؤلمة التي أسالت دمه.
لقد أزرى بك المارد . هي الدنيا العجيبة يا (أمل) كثيرا ما تجمعنا مع النقيض الذي يرمينا بسهام قاتلة.
وقد تفوت علينا فرصة الاستمتاع ، بمن يحمل إلينا وشائج المودة والحب الصادق..
أذهلني في النص إصرارك على التحدي ، ومقارعة المارد في صبر وشموخ.
تدفق ثائر للمشاعر القوية ، جعلت النص ينساب كالأنهر الطوال.. لاعدمنا فيك هذه القدرة على السرد.
سعدت بالمرور كالعادة ..دمت حاضرة في قلوبنا.




مساؤك أنوار ملاد العزيز

حقيقة. هي لمحة مما حدث أمامي ذات يوم و مع انني لم اسمع تماما الحوار الذي دار
الا انني اشعر انه لا يعدو ما كتبته هنا
و حول بُعدها الأدبي و حواليه ، هذه القصة القصيرة تحكي ذلك الجانب الانثوي الضعيف
في مواجهة الرجل المتلاعب الطاغية
و هو موضوع لا أحب الكتابة فيه عادة لأنني أُحب ان أكون سفيرة المرأة ذات الكبرياء
لكنها الحياة المعاشة يوميا و الواقع الذي يحشُر أبْجديته قسرا بين أوراقنا
و كما تعلم ، الكاتب مرآة عصْرِه قبل ان يكون مُتحدثا عن ذاته

أعتذر عن الاطالة ، مع أنها من منظور القصص هي مقبولة
فعلا وددت ان انشرها على مراحل ، لكن خشيت ان يضيع سياقها


صاحب الحضور الزاهر
شكرا لك









رد مع اقتباس
قديم 2015-10-29, 18:19   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ايمان و امل
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحيق الكلمات مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
تناثرت اوراق الخريف
ومازلنا نرسم الحلم على كراسي الانتظار
نسيم بارد وشرود يغزو الذاكرة وبعض حنين
قيدناك يا قلم
حرفك يستدعينا للمكوث طويلا
دمت متألقة اختي
أهلا بك نور

حين تتناثر أوراق الخريف ، تُحرِّكُ ارتجافاتُها أوتارا نائمة
فتوقظ فينا بعض الحنين
و الكثير من المشاعر الخجْلى و أحيانا... بعض الغضب


و يرتعش القلم المحموم ، يكتُبُ على كُل شيء
على الأرصفة و الطاولات
على فناجين القهوة و المناديل الورقية البيضاء
على نوافذ القطار
و حتى على غبار الرفوف في الذاكرة

لذا ننتظر الخريف

لنكتب


شكرا غاليتي
مرورك أناقة









رد مع اقتباس
قديم 2015-10-29, 18:36   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
رحيق الكلمات
عضو متألق
 
الصورة الرمزية رحيق الكلمات
 

 

 
الأوسمة
مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايمان و امل مشاهدة المشاركة
أهلا بك نور

حين تتناثر أوراق الخريف ، تُحرِّكُ ارتجافاتُها أوتارا نائمة
فتوقظ فينا بعض الحنين
و الكثير من المشاعر الخجْلى و أحيانا... بعض الغضب


و يرتعش القلم المحموم ، يكتُبُ على كُل شيء
على الأرصفة و الطاولات
على فناجين القهوة و المناديل الورقية البيضاء
على نوافذ القطار
و حتى على غبار الرفوف في الذاكرة

لذا ننتظر الخريف

لنكتب


شكرا غاليتي
مرورك أناقة
هي دفاتر الوجع تحركها رياح تشرين
والسؤال المحير
انقتفي أثر الغياب أم نمحي الذاكرة؟
أسقطنا الزمن في بؤرة التوتر فضعنا بين مفترق الطرق
دروب موصدة واخرى يسحبنا اليها الرحيل
أحاجينا باتت مملة وليلنا سدد رسم البقاء
وفاء متردد وخوف بين جنبين
ومازلنا لم نكتب ولم نفتح الدفتر









رد مع اقتباس
قديم 2015-10-29, 22:08   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
الاستاذة رجاء
مؤهّل منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية الاستاذة رجاء
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مساء خريفي على صاحبة القلم الحساس
مرهفة انتي في كلماتك التي مزجتها باختصاصك الدراسي
احب ان اقرأ لكي
متابعة لكي انا هنا و في صفحتك
دمتي متألقة
تحياتي










رد مع اقتباس
قديم 2015-10-30, 09:02   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
السجنجل
مشرف خيمة الجلفة و منتديات الثّقافة والأدب
 
الصورة الرمزية السجنجل
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

[quote=ايمان و امل;3994564883[SIZE=5]]أقلِبُ ورقة أخْرى ,سأكمل هذا الجُزْء ثُمَّ أخْلُدُ للنوم ...[/SIZE]


إنَّها العِبارَة التِي أُكَرِّرُها مُنْذُ ساعَتَين،...
يمر الوقتُ، ورقة ورقة... و تزحفُ الدَّقائِقُ اللَّزِجَةُ على أعْصابِي لٍتُخَدِّرَها بحقْنة تعبٍ أخِرى ،فلم يَبْقَ لِي من المُورفينات ما يُسكتُ الطِّفلَة الصارِخة بداخلي إلا التَّعب.


و تتراكم السَّاعاتُ على مكْتَبِي ،أوْراقًا مُزْدَحِمَّة بالأمْراض و أعْراضها و أدْوِيَتِها ،ولا مَكانَ للإنْسانِيَّة أراهُ بَيْنَها ، فقط يَتَحول جسْم الإنْسان إلى كَومَة أعراضٍ و تَحاليل ،و يحاول العقْل الطِّبِي تَجْرِيدَها من المشاعر و الأحاسيس ...
كيف يَتَحَوَّلُ هذا الكائن المُعقَّدُ إلى نَظِريَّاتٍ مُمَنْطَقَةٍ مُبْسوطَةٍ فِي أوراقَ مكتوبة بالفرنسية و جاهزة للحِفْظ الأصَم ،هكذا ببساطَةٍ بِغَباءٍ و تفاهَة.


وَرَقَةٌ أُخْرى ، إنَّها الواحِدَة بعد مُنْتصَفِ الليْلِ، لا بُدَّ أن أحْلام النّاَئِمِين أيضا جاوَزَت المُنْتَصَفْ،... فقطْ لمن مازال يَحْلُم يكون الليل نوما و النَّوم هَناءا ،أحْلامي أنا تَسَلَّلَت مني زَحْفا، خارج مَجال الذَّاكرة ،وقَطَعت أخادِيد الجُرْح و الشَّفاء و ... اخْتَفَتْ فِي ......لست أدري أين .


أكْتافِي مُتْعَبَة، ولكن ليسَ بَعْد ليس بما يكفي مازال فيَّ ما يكفي للتفكير و الذِكْريات...


ورَقَةٌ أُخْرى....أصابِعي تَكْتُبُ بكَسَلْ ...أرَى الدَّخان الرمادِي يَتَصاعدُ منها مشْحونا برائحة الحبر و رذاذ السَّخافة المالح،
و تَخْتَفي الحروف و السُّطور من على الورق، ويظل يتصاعد هذا الدخان... يلُفُّنِي يَمْلأ مِحْجَرَيّْ عَيْنَيَّا بالحبر و المُلوحَة ،


هَذا الدُّخان به ... رائحَة سَجائِرِك و لَون أنْفَاسِكَ الحَارَّة و ضَبابِيَّة كَلماتِك...


إنَّهُ يَتَمَرَّدُ على سِيادَة التَّعَب لِيوقِظَ الآلام الرَّاقِدَة.


لَمْ يُغادِرْنِي هَذا الدُّخانُ المَسْمومُ مُنْذُ أن أخَذْتُ منك سِيجارتك لأغْرِسَها فِي يَدِي [من غَيْر قَصْد] فأنا أحْتَرِفُ الآلام [من غير قصد]


هل تذْكُرْ !

يوم أن يَبِسَتْ دَواخِلِي يَأسًا و سَكَنَ فِيها الخوف عَلَيْك، وأنا أراك تَلُفُّ شَبابك و صحتك في سيجارة و تُشْعِلَها

خَطَفْتُها منك و لم أدر ما ذا أفعَلُ بها

تحدَّيْتَنِي :

- ماذا؟ مآبك هل تريدين رشفَة ؟ كما في الأفلام مثلا ... إنَّك أضْعف من ذلك يا فتاة ... أضعف من أن تُنْقِذِيني أنا الذي اخترتُ الاحْتِراق...هاتِها ، إنها تُفْسِدُ مَنْظَر يَديك الجميلَتَين

ولم تُكْمل كلامك إلا و السِيجارة مَغروسَة في راحة يدي ،أطْفَأتُها و أشْعَلْتُ في روحي لهيبا ،و تسَرَّب دُخانُها إلى شَراييني ليسكُنها كَما تَسَرَّبت رجولتُك الطَّاغية في طُفوليَّتي ، في أنوثَتي في جلدي لتَحْتَلَّني ، أو كما تسَرَّبت نَظَراتُك في قلبي لَتوشِمَهُ بك...

وانْطَفأت السِيجارَة في دَهشة منك ، و مددت يَدَكْ السَّمْراء الكَبِيرَة لِتُطْبِقَها على يَدِي و تَفْتَح أصابِعي الموجوعَة الضاغطة على الجُرْح الحارْ...

نَظَرْتَ طَويلا إلى الجرح الرَّمادي ، ثم شَهِقْتَ ضاحِكًا:

- يا حَمْقاء.. ! ما كان عليك فعل ذلك، الجميع يعلم أنك لي، فلا داعي للأخْتام

لماذا ؟ لماذا ضحكتَ يومَها يا هشام، ماذا أخْفيت في تلك الضحكة الصاخبة، أي صوت صرخ فيك لتسكته بقهقهة ساخرة، لماذا يومها كنت قاسيا، قاسيا جدا معي.

تسرَّبت دموع مالحة ممزوجة بالدُّخان، و سَكَبْتُها داخليا، تَسَلَّخَت أعماقيَ الهشَّةُ وسالت أسياخا سوداء من وجع و يأسٍ و.... سَخافة.

و لم يسْقُط القناع عن وجهي، لم أبكِ أمامك يوما مهما فعلْت، لم تنزَع وشاح الكِبْرياء عني يوما.

ابْتَسَمْتُ ،ونَظَرْتُ إلى الجرْح و أنا التي تَدْري أنَّه ختْمُ الفِصال لا ختم امتِلاك

فأنت لم تَمْتَلِكْنِي يوما

أهذا ما أوجَعَكْ؟ أنَّي لم أرْكَع لَكَ يوما كما تفعل النَّساء ...

قُلْتُ لك:

- نعم لا بأس بالأخْتامْ في انْتِظار أن يَعلم العالم أنَّك لي...

و لم تكن لي و لن تكون أبدا

و تعالَت ضِحكاتك أكْثَر حتى ملأت موقف السَّيارات الذي كنا نقف فيه، تعالت ساخرة و مُرَّة.

- ألم تَتَعلَّمي بَعدْ؟ ليست هُناك من النَّساء من لديها الموهبة و الصّبْرُ ،و الأنوثة الكافية لتَحتَويَّني ...

- و أنا إذا؛ ماذا أكون؟

- أنت ؟ أنت لست امرأة أنت "طِفْلَة".....

نعم أعلم ذلك يا هشام، أعلم إني مازلت طفلة مهما كبرت، و أعلم أنّكَ مُسْتَبِدٌّ و طاغية، أطْغى من أن تحتملك امرأة، وأنَّ نَظراتك الحادَّة أمْضى من أن توقفها دروعٌ من كبريا؛
و أعلم أن هيْبَة رجولتك أقوى من أن تُذيبها حلاوة أنثى بدلالها..
أعلم أنَّك قاسٍ جدا و أنك تبْحث عن امرأة تُخرج منك الطِّفْل الخائف في داخلك، عن امرأة تحولك إلى طفل في العاشرة...

أعلم ذلك و أكثر.

إذا لما ؟ لما تركت النِّساء جميعا و جئتني ، كشفت لي عن وجهك الطِّفْل الشَّقي ...
ومددت يدك المُرْتَجِفة الخائفة إلى يَدي ،لتُخْرِج مني الطِّفْلَة
لنتمرَّد معا
لِنَلْعب معا تحت المَطر حتى التَّعبْ...

لما بنيت بيننا جسرا و ملعبا وغابات من الأحلام و البراءة و الحنان و غمرتـَ[هما] معا بالضياء

لم ؟ بعدما اعتادت أنا الطِّفلة عليك رميت بها في الوحل... و رحلْت

تلك الطِّفلة مازالت تصْرُخ ... صُراخُها يُخيفُني ،يُؤنِّبُني ، يُعذِّبُني
و الدُّخانُ الخارج منيَّ يَلُفُّني ، يخْنُقُني ، يَغْتالُني ...

أرْكُضُ...أرْكُضُ هاربة إلى النافذة، هارِبَةً منكْ ، من طَيْفِكَ و كَلماتِكْ ... من نَظَراتِكَ و بَحَّة صوتِكَ الذِي يعلو بالضحكة....هارٍبَة من الوجع من الخيبة و الزَّمَنْ...
أفْتَحُها بلهفة ، ليصْفَعَني هواءُ تشرينَ الباردُ النَّقي ، يُعِيدُني إلى غُرْفتي و أوراقي و تَعَبي... إلى هُنا ، حيثُ لا طِفْلٌ أنت و لا رَجُلْ،
إلى حيثُ لم يبْقَ منك إلَّا دُخانٌ تسَلَّلَ ذات شَقاوة سخيفة في أوردتي و احْتَلَّها...

حيث ما أنت إلا ذِكْرى موبوءة مُحاصَرةٌ باليأس و النَّدم.

أعود إلى مَكْتبي ، لأغْرَق من جديد في الورق...

أقلب ورقة أخرى، سأكمل هذا الجزء ثم أخلد إلى... تعبْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ




قسنطينة 17/05/2015


13:04


إيمان~
أقلام أراها بالبراعة تسيل، وأخرى عن الفصاحة لا تميل، تكتب ما تطيب له نفس العليل ،عند السحر أو في جوف الليل، كأني أرى إحساس قلب من أنملة يسيل، فرسم منظرا لصدق الهواجس بين السطور، فأضحى المعنى غراء يربط الحروف ،ببراعة فيها نغم غير مألوف،

السجنجل









رد مع اقتباس
قديم 2015-10-30, 23:38   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ايمان و امل
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحيق الكلمات مشاهدة المشاركة
هي دفاتر الوجع تحركها رياح تشرين
والسؤال المحير
انقتفي أثر الغياب أم نمحي الذاكرة؟
أسقطنا الزمن في بؤرة التوتر فضعنا بين مفترق الطرق
دروب موصدة واخرى يسحبنا اليها الرحيل
أحاجينا باتت مملة وليلنا سدد رسم البقاء
وفاء متردد وخوف بين جنبين
ومازلنا لم نكتب ولم نفتح الدفتر







أنقْتَفي أثر الغِياب أم نمحي الذَّاكرة ؟

و الغِيابُ الذي تركَ في كُلِّ طَريقٍ أثَرًا ليَسْحبنا نَحو الرجوع
هل يا تُرى لُعبة ... أم يا تُرى فُرصة..؟

و الذَّاكرة ..،
سيِّدةُ نَّفسها لا تطلُب إذنا لتَفتَح الدَّفاتر المُصفرة المُغلَّفة
بالنِّسيان المُزيف

سقَطْنا بين التيارين
و كادت بل تكاد تُمزقنا حبالُ الوفاء و التردد

نور..،
تُخرجين الكثير مني فجأة..؛











رد مع اقتباس
قديم 2015-10-30, 23:44   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ايمان و امل
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معمر رجاء مشاهدة المشاركة
مساء خريفي على صاحبة القلم الحساس
مرهفة انتي في كلماتك التي مزجتها باختصاصك الدراسي
احب ان اقرأ لكي
متابعة لكي انا هنا و في صفحتك
دمتي متألقة
تحياتي



جميلتي رجاء

سررت كثيرا بمرورك البهي

احيانا. لا اتمكن مت الفصل بين الكتابة و الطب
احب ان تقرئي لي


شكرا










رد مع اقتباس
قديم 2015-10-30, 23:57   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ايمان و امل
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

أقلام أراها بالبراعة تسيل، وأخرى عن الفصاحة لا تميل، تكتب ما تطيب له نفس العليل ،عند السحر أو في جوف الليل، كأني أرى إحساس قلب من أنملة يسيل، فرسم منظرا لصدق الهواجس بين السطور، فأضحى المعنى غراء يربط الحروف ،ببراعة فيها نغم غير مألوف،

السجنجل[/quote]






تقودنا الأحاسيس أحيانا إلى عالم من الهواجس التي تأسرنا
بين جدران الخوف و الحيرة

بعض المشاهد
تُخاطب مباشرة ، ذلك الضُّعف فينا ، فتُهيجه


قليلا ما أغرق في عاصفة مشاعرية كهذه
لذا اجدني على غير عادتي هنا


السجنحل ..،
شكرا لك










رد مع اقتباس
قديم 2015-10-31, 19:23   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
سيد العرين
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سيد العرين
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أسجل حضوري
لي عودة جارتي









رد مع اقتباس
قديم 2015-10-31, 20:31   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
فاطمة شلف
عضو متألق
 
الصورة الرمزية فاطمة شلف
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اختي
تحياتي










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
تَعَبْ'؛


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc