قيم تستند على الرؤيه
تختلف الأساسيات في الحياة من شخص إلى آخر، ولا يشكل ذلك أدنى غرابة
وهي في الأصل تخضع لبيئة وثقافة الشخص، والأهم من ذلك احتياجاته العادية ومن ثم الملحة
ولكن يظل الأكثر أهمية هو قناعات هذا الشخص وقدرته على اتخاذ القرار
والحصول على ما يريد وفق اختيار وليس بالتوجيه من أحد
أو محاصرة ليحصل على ما لديك، أو ما ترغب فيه
يستوعب من يؤمنون أن الحياة لايمكن أن نعيشها سوى مرة واحدة
أن أهم ما يمكن الارتكاز عليه من أجل التمتع بهذه المرة الواحدة والاقتناع بها وملامسة سلامها، وأمانها
أن تقوم على الخيار، على ما تريد، وليس ما يملَى عليك أو يحدده أحدهم، أو مجموعة
على الاقتناع بهذا الخيار والذي ستدفع أثمانه على امتداد العمر
آخرون يرون أن الحياة من أجل أن تعاش للمرة الواحدة فقط ينبغي الاستماع للآخرين
نقل تجاربهم رغم اختلاف الزمان والمكان .. الحياة كما أرادوا هم لا كما تريد أنت أو ترغب، لا يخططون
ولا يفكرون ولكن ينقلون من منطلق أن هذا النقل يحمي من مخاطر الاختيار، والتفكير الشخصي الذي قد لا يكون صحيحاً
آخر قد يعترض على حياة أحدهم وطريقة العيش فيها
من خلال أن تفاعله مع الحياة لا ينفك أن ينفلت من سيطرة عاطفية قد تقوده إلى التهلكة
وقد ينصحه وقد يفرض عليه بقوة، خاصة إن كان أكثر خبرة بأن الحياة إذا أراد أن يعيشها
فعليه أن يعيش دون قلب، ودون عاطفة
فالعواطف مدمرة، وهي التي تدفع إلى الأزمات وتغلق أبواب التفكير
ولذلك عليه أن يتفاعل مع عقله بجفاف، على أن يفتح أبواب قلبه بدقة
آخر يريد أن يعيش بسلام وهدوء، بمعنى أن لا يكون له خلاف مع أحد، أو مشاكل
هـــــكــــــذا هـــــي تــــركـــيــــبــــتــــه
ولايــمــكـــنــه أن يـغــيّـــرهـــا
يقتحمه أحدهم مرشداً وناصحاً مع أول مشكلة يصطدم بها
محمّله النتائج وقبلها الأسباب لضعفه، وعدم قوته، واختياره حياة مسالمة
معاكسة للواقع الذي يحتاج أن يكون فيه الشخص عنيفاً قوياً متصادماً مع كل شيء
مهاجماً كل شخص، رافضاً لكل من حوله، متناغماً مع داخل مشوه
يعتقد أن القوة هي مصدر الحياة، وأساسياتها، وأن التصادم هو أولى ابجديات العيش الآمن
آخر طموحه ليس محدوداً ولكن يرغب في أن يحيا بهذه الطريقة المبسطة
والتي ليس فيها ماراثون ركض يومي خلف ما هو بعيد أو ما ليس يتحقق
يراه الآخر انه غير طموح وكسول، وغير مجتهد، أو مثابر، وأوقف حياته على حدود دنيا، بالرغم أنه كان يستطيع ان يكون خلاف ذلك
أتذكر شابة صغيرة كانت تقول لي لا أستطيع أن أحيا، أو أعيش إلا متمردة على كل شيء ولكن دون الاعتداء على الآخر
بمعنى لا يستطيع أحد أن يخضعني لما يريد دون رغبتي
وهذه رؤيتي للحياة، وإحساسي بها، وقيمتها لديّ لكن الآخرون يصفونني بأنني افتقد التربية، والعقل، والتشكيل التقليدي
هذه النماذج وغيرها من النماذج الإنسانية، التي اختارت حياتها من منطلق رؤيتها، وقناعاتها، وخياراتها
أيضاً بصرف النظر إن كانت هذه الخيارات تبدو محاور النجاح الشخصي، أو النجاح أمام الآخر
إلا أنها اقتنعت بها، واستمتعت، وما تراه أنت فشلاً، أو تراجعاً، أو صورة بلا ألوان
أراه أنا صورة بالألوان الطبيعية، وأشعر بمتعته
وما تعتقده أنه جرأة غير محسوبة هو في الأصل حق طبيعي ومشروع لي لابد أن أحصل عليه
ولذلك لايمكن لأحد أن يفرض فلسفته على آخر وهو يجلس في مكانه ويرى أنه أضاع عمره في كذا
وكان ينبغي أن يكون كذا بالرغم من أن ما قام به هو أيضاً مضيعة للوقت ولكن اعتدت أن لا تتدخل في خيارات الآخرين
فمثلاً هو يرى أنه نجح في الحياة من خلال جمع المال وتأمين ما تبقى من العمر
حتى وإن لم يعش كما ينبغي
وأنت ترى أن ذلك الأسلوب غير مناسب، ولا تتواءم معه
بالرغم من أهمية المال
لكنه يظل عصباً واحداً للحياة وليس كل الأعصاب
وأن الجماليات متعددة والقناعات خاصة ولكن الخضوع لقوانين حياتية مفروضة يظل بعيداً عن التحقق
بالرغم من أن الأساسيات للحياة واحدة لكن الإدارة هي التي تمنحها النجاح والفشل
على سطح هذه الأرض وجدنا أنفسنا.
الخروج عن القطيع، ليس عملاً جميلاً بالضرورة .. لكنه عمل شجاع، لان هناك يوجد ثقب أسود قبيح، نظرة كئيبة تعيسة للحياة، من الممكن أن تسحبك إليها و لا مجال للخروج منها .. و إذا لاحظت فمعظم الفلاسفة و الأنبياء إمتلئوا بالحزن.
مع القطيع يوجد الأمان، حتى لو سار القطيع الى فوهة البركان .. أنت لا تدري الا حين تحترق، فتظل سارحاً تتوهم السلام .. و خارج القطيع تبصر، و العقل إذا رأى فقد رأى، لا رجعة .. لقد علقت مع الحقيقة -ربما هي الحقيقة- و ماذا لو كانت تعيسة و كئيبة، لم تكن ذاك النور الجميل المشع كما تخيلها الجميع؟
الرغبة هي سر الحياة، هم يحاربون سر الحياة .. أو يخافون عليه، فيدعوك الى الإقتصاد فيه، حتى لا ينفذ فتصير بلا رغبة، و حينها لا معنى للوجود.
الأزلية كما أُؤمن بها، لا تنبع عن الحياة بعد الموت حيث هذه بأي حال هي أزلية أُخرى لا تُعنى بالحياة على الأرض .. الأزلية هي إستمرار الجنس البشري كجنس .. تبدأ بالحب و تنتهي بالطفل، بهذا يصير لعملك معنى حتى و ان كنت فانٍ .. تعمل لمستقبل أفضل لهذا الطفل، و لكل طفل .. بدون هذه الرغبة الصميمة بالحب و الأُبوة، لا معنى للمستقبل .. و حينها فقط يصير الوجود عدم.
أمَّا الغاية فهي الرضى.