حينما يرى أحدنا العنوان لربما يقول إن من مسح الغبار عن عينيه هو شخص أدرك الصواب بعد أن كان على خطأ بمعنى زوال الغشاوة التي كانت تحجبه عن الرؤية... ولكن الغبار كان حقيقيا.
بينما أنا أمشي في طريقي إذ هبت ريح تحمل غبارا فدخل الغبار في عيني
فتحركت يدي اليمنى من دون إرادة مني
ثم تحركت السبابة والإبهام من دون إرادة مني لتتحركا كحركة المقص لتمسحا الغبار عن عيني لقد أزالتا الغبار وصرت أرى بوضوح ولكن.
توقفت مع نفسي لأقول وأتساءل لماذا تحركت السبابة والإبهام من الخارج نحو الداخل كل منهما باتجاه الأنف لتمسحا الغبار ولم تتحركا بالعكس؟؟؟؟ من علمني هذا؟؟؟؟ لماذا كان ذلك من دون إرادة مني؟؟؟
بدأت أتذكر شكل العينين وصنعهما فوجدت أن لهما فتحتان إلى الداخل بجانب الأنف وليس لهما فتحتان نحو الخارج، تذكرت بأن الدموع تنزل من العينين لتنحدر نحو الداخل على جنبات الأنف ولا تنحدران نحو الخارج، إذا فحركة السبابة والإبهام كانت منطقية إنهما تدفعان الغبار نحو المخرج الصحيح له ولربما الدمع يتم العمل لتصفى العينين.
أما الإجابة عن سؤال من علمني هذا؟؟؟ فأدركت بأنه لم يعلمني ذلك أحد من البشر، ولكن ما معنى أن تقوم بفعل لم يعلمه لك أحد من البشر؟؟؟؟ فكانت الإجابة بأن هذا الفعل قد جبل عليه بنو آدم.
ولكن لماذا كان ذلك من دون إرادة مني؟؟؟ لم أجد إجابة عن هذا السؤال سوى أنني أدركت بأنني شخص ضعيف فتذكرت بأن القلب ينبض من دون إرادة مني أيضا فتساءلت إن كان الإنسان يعجز عن التحكم في كثير من حركات أعضاء جسمه فلماذا يدعي القوة ويتجبر في الأرض ويتكبر على أخيه الإنسان؟؟؟ حاولت الغوص بفكري فخانتني المعلومات المتعلقة بالطب وتذكرت الأطباء فقلت: لماذا بالرغم من الأسرار التي يدركها كثير من الأطباء تجدهم لا ينتبهون ويتبعون الطريق غير السوي؟؟؟؟
ولكن بالرغم من أن المعلومات المتعلقة بالطب قد خانتني فلم تخني معلومات أخرى:
بدأت أنظر في يداي وكانتا أقرب الأعضاء إلي لأقول في نفسي: لكل أثر مؤثر، ولكل مصنوع صانع ولكل سبب من مسبب.
وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ