> بسم الله الرحمان الرحيم
_ جاء في كتاب المخادمة الفرنسي.
حيث يقول .
> *بحث في أصل المخادمة
1 / 6
الباب الأول
قبيلة المخادمة
قبيلة المخادمة التي لم يُعرف أصلها بدقة و التي لم تحمل هذا الاسم دائما، ظهرت بورقلة في تاريخ محل جدل: في القرن الثاني عشر، حسب بعض المؤرخين و الذين يدّعون أنهم زناتة تعربوا بعد الغزو الهلالي في القرن الحادي عشر؛ و حسب روايات أخرى ظهرت المخادمة بورقلة في القرن السادس عشر. و دون الدخول هنا في مناقشة هته الأطروحات، فحن نظن أن استقرار المخادمة كقبيلة مكوِّنة لورقلة لا يمتد الى ما قبل منتصف القرن السابع عشر.
المخادمة تنحدر من قبيلة سعيد (أو دايد) التي أتت الى إفريقيا في القرن الحادي عشر. و نزلت في منطقة تماسين-الحجيرة، ثم تفككت في بداية القرن السابع عشر، لتعطي أربع قبائل جديدة: سعيد أولاد عمر، سعيد مولات، سعيد عتبة و المخادمة. حسب المصادر التي استقيناها من الحجيرة، هته القبائل الأربع لها جد واحد. هذا الجد، متزوج من امرأتين و له ولدين من كل واحدة. الولدان من المرأة الأولى تمخض عنهما سعيد أولاد عمر و سعيد مولات، و الآخرين سعيد عتبة و المخادمة. ثم كان افتراق على خلفية تلاسن بين مجموعتي الأخوين؛ المخادمة و سعيد عتبة ذهبا الى منطقة ورقلة، بينما سعيد أولاد عمر و أولاد مولات بقيا في منطقة الحجيرة-تماسين. ثم أنه في الفريقين الإخوة تخاصموا فيما بينهم، فتشكل الأربع قبائل: سعيد أولاد عمر بقوا بالحجيرة، أولاد مولات ذهبوا الى منطقة تامرنا-جامعة؛ سعيد عتبة استقروا بنقوسة و المخادمة بورقلة.
المخادمة لم تأخذ هذا الاسم – الذي يمكن ترجمته بـ"في خدمة"، و هي صفة تحقيرية بالنسبة للبدو الآخرين – لم تأخذ هذا الاسم إلا بعد أن دخلوا في خدمة أولاد سيد الشيخ. وعلامات الابل تشبه أغلبها تقريبا علامات إبل أولاد سيد الشيخ أو ابنه سيد الحاج بوحفص (بحوص) (باستثناء علامات إبل أولاد نصير).
لدى وصولهم الى منطقة ورقلة، سعيد عتبة و المخادمة استُقبلا بحفاوة من طرف السلطان علاهم و المدنيين الذين يعيشون في خوف من حميان. و كان قد سبقهم الشعانبة و بني ثور. قريبا، هته القبائل البدوية سيصبحون أسياد البلاد.
حسب روايات القبيلة، العائلات الأولى للمخادمة هي: ڨطاي و بوضياف، بن دفة و بن السايح، خوالد و ميدوني و بن ڨنان.
تاريخ القبيلة خلال القرن 18 و 19 حتى وصول الفرنسيين، يمكن تلخيصه بسهولة في جملة واحدة: صراع غير متناه من صراعات "الصفوف" 'جمع صف' بين الشعانبة، المخادمة و بني ثور و القبيلة المدنية بني سيسّين في مواجهة سعيد عتبة المعتمدين على قبيلة بني واڨّين- أما القبيلة المدنية الثالثة بورقلة (بني ابراهيم) فكانت تنتقل من معسكر الأول الى الثاني حسب الظروف. من المعروف أن هناك فترات عدة تنقلب فيها التحالفات، تبدل المعسكرات، الخيانات...الخ.
1 مناطق الترحال (خارطة 1)
كي نأخذ تصورا أقرب ما يمكن الى الدقة لمناطق البدو (منازل الترحال) للمخادمة، لجأنا الى طريقة الترتيب الزمني التي اعتمدها السيد دوبياف Dubief [1].
بجرد أسماء السنوات و العشب منذ 1884، نحصل على تسلسل زمني يختلف قليلا على تسلسل دوبياف. و هذا يعود لكوننا لجأنا الى مصدر معلومات يختلف عن مصدر السيد دوبياف: مصدرنا هو خمـڤاني احمد بن محمد، 77 سنة – فرع أولاد خملة. فلا يوجد تسلسل زمني صالح لمجموع القبيلة، و كما بين السيد دوبياف: "لكل فرع من القبيلة تسلسله الزمني الخاص به"1.
فيما يخص مناطق الترحال، خارطتنا التي رسمناها بعد استجوابات، تغطي تقريبا تلك التي رسمها السيد دوبياف. فإذا ما قارنا الخريطتين، نخرج بفكرة تكاد تكون دقيقة عن مناطق رعي قبيلة المخادمة.
على خارطتنا، الدوائر السوداء تشير الى المناطق التي سميت بها السنوات. و نضيف الى ذلك خنشلة (تبعد كثيرا لنضعها على الخارطة: انظر الخارطة رقم 3)، و التي يشير اسمها الى 1947. فالمنطقة المحدَّدة بالدوائر هي منطقة الأماكن المعتادة للرعي: الجنوب و الغرب من ورقلة.
غير أنه لا ينبغي أن يغيب عن نظرنا أنه يوجد أماكن تخييم أخرى لم يُعط اسمها للسنة. فاستجواباتنا و بالخصوص التقارير الشهرية لملحقنا (Annexe) تعطينا بعض الأعداد. و كي لا نحشو الخارطة، لم نذكر أسماء الأماكن – و هي الأكثر عددا – و هي الموجودة على تخوم المنطقة المحددة حسب منهجية التسلسل الزمني. و من ضمن أماكن التخييم الأخرى، تمت الإشارة فقط الى الأبعد على شكل مثلثات.
1 بالفعل يستحسن تطبيق هذا المنهاج على فرع القبيلة عوض القبيلة؛ فقد لاحظنا أن بعض الفروع لها مناطق محددة و تعود إليها؛ فمثلا بني حسن يذهبون عادة الى واد نسا، القرارة أو زلفانة، و لا يذهبون الى غير ذلك إلا عند انعدام العشب في هته المناطق.
2 / 6
نستخلص بالتالي أن "المنطقة المعتادة" تمتد الى الشمال الغربي. هته المنطقة (واد زرڨون و واد سڨور) هي مناطق رعي قديمة، كانت التردد عليها سابقا أكثر. "قبل قرن من الزمن، كانت المخادمة تقود قطعانها الى الغرب نحو واد زرڨون و واد سڨور. و إثر نزاعات فقدت جزءا من ماشيتها فتقلصت هجرتها. و في نهاية القرن 19، البعض كان يصل حتى بريزينة، غير أن القبيلة لم تعد تطلب العشب بالتل" [II]. القايد قدور صرح لنا لن قبيلته لا زالت تصل الى واد زرڨون و واد سڨور في بداية القرن، حتى الى حوالي 1914، إلا أنها حاليا لا تذهب الى هناك. و لا بد من الاشارة أن بعض المخادمة لا زالوا يترددون الى تلك المناطق. بالفعل، سجلنا في التقارير الشهرية حتى 1950، كانت بعض الخيام بآفلو؛ و في 1955، كانت 11 خيمة بوادي سڨور، 6 قرب الأغواط، 4 ببريزينة، 2 بآفلو و 6 قرب جيريفيل (البيض)؛ و أخيرا في 1956، 7 قرب البيض و 7 ببريزينة.
هل يمكننا انطلاقا من منهجية التسلسل الزمني الاستنتاج تغيّر مناطق الترحال؟ ليس الأمر سهلا. بالفعل، إذ ينبغي عدم نسيان أن التخييم يتم اختياره دوما حسب حالة المراعي؛ فلما تكون "السنة سيئة"، ستبحث القبيلة عن مراع في أماكن لم تذهب إليها من قبل. من جهة أخرى، كون السنة تأخذ اسم مرعا لا يدل أبدا على أن مجموع الخيام، أو حتى أغلبها ستحل بذلك المكان: فالخيام تكون على متناثرة على المنطقة المحددة على خارطتنا 1. و اليوم "الهجرات الرعوية و القوافل تكون على شكل تنقلات صغيرة فوضوية". أخيرا، من المفيد الاشارة الى أنه خلال فترة رعي محددة (بالتقريب نهاية جانفي الى نهاية جويلية)، الخيام تتنقل متّبعة العشب. كذلك يمكننا القول أنه منذ 1951، تقلصت منطقة الترحال، و أنه منذ السنوات الأخيرة، يظهر الصعود تجاه الشمال: زلفانة، نغوسيات، قرارة، صيف و زيوة. و القوانين الإدارية زادت في التقلص؛ فالبدو الذين يرغبون في الخروج من الملحق عليهم الآن أخذ تصريح بالخروج من إدارة الملحق الفرنسي.
للأسباب التي ذكرناها، لا يمكن القول أن بعض الأماكن يكثر التردد عليها دون غيرها. مع ذلك لو عدنا فقط الى منهجية التسلسل التاريخي، فحاسي الحجر يكون بالنسبة للقبيلة على الدوام مقصدا، و قد أعطى اسمَه الى سبع سنوات. يأتي بعده حاسي الكربنة (خمس سنوات)، زلفانة (3 سنوات)2.
ينبغي التدقيق على أن منطقة الترحال المحددة كما سبق ليست حكرا على القبيلة3. الجميع يؤكد أن المنطقة الفولانية أكثر سلوكا من طرف القبيلة الفولانية التي تعرف مساراتها، نقاط الماء بها و التي مواشيها تعرف أماكن العشب بها. الجميع يمكنه الخروج بحرية و ذلك يحصل على الدوام، بالخصوص في السنوات السيئة (العجاف). وحدها علاقات الجوار تحد من هذا المبدأ: فمثلا المخادمة لا ترى بعين الرضا أحد سعيد عتبة يحط بالقرب من منازلها، فالمنافسة بين القبيلتين قديمة.
2 مناطق التمدن (خارطة 1 و 2).
لدى قدومهم الى ورقلة، خصص الفرنسيون لكل قبيلة بدوية ماكثة خارج أصوار المدينة منطقة محددة لإقامتها بالشتاء. و أُنشأت خارطة آنذاك تبين الحدود (1886)؛ مع الأسف لم نجد أثرا لهته الخريطة.
حسب تصريحات قائد القبيلة، حدود منطقة المخادمة هي:
شمالا، الطريق القديم لغرداية؛
جنوبا، خط يربط بين دار العسكري و نقطة بجبل عابد بڨارة كريمة4.
في البداية، كانت المنازل وحدها بورقلة تُستعمل كمخازن للبدو، و إذ شيئا فشيئا شيدوا مخازن بالقرب من خيامهم أو زرائبهم. ثم أن حركة التمدن تتابعت، فصاروا يبنون أمام المخازن باحات "حوش" لينصبوا فيه خيامهم، ثم يضيفون غرفة ثم اثنان فثلاثة: و هكذا تُبنى المنازل. و هي طريقة كلاسيكية نجدها حيثما وُجد البدو في طريق التمدن. المساكن الأولى للمخادمة تعود الى السنوات 1890-1895.
المجموعة السكانية تتوسع تدريجيا. و مقارنة بين خارطتي 1922-1923 و الصور الجوية 1955-1957 تُظهر بوضوح التوسع لكل دار، التناقص في عدد المساكن المنعزلة و تكوّن مجموعات المساكن المتلاصقة [V] و كذا تزايد عدد المنازل.
في 1989، كانت توجد 17 دار (7 فوارس، 4 أولاد تمام، 2 أولاد احمد، 2 أولاد نصير، 1 بني حسن، 1 أولاد خملة).
"في 1917، من 60 الى 70 دار [VI]".
2 انظر الملحق 1.
3 انظر بهذا الخصوص الخارطة المنشأة سنة 1876 من طرف النقيب باريزو Parisot [III] حيث يعزو نفس المسار الى المخادمة و بني ثور. و انظر كذلك ما كتبه سنة 1880 [IV]: "الى الجنوب و الغرب من ورقلة، المخادمة و الشعانبة هب الريح يسلكون نفس الطريق برغاوي (حاسي الهدادرة على خارطتنا) الى حاسي بركان، حاسي الجمل و عين الطيبة". انظر كذلك الخارطة التي أنشاها السيد دوبياف [I] حيث مناطق المخادمة و بني ثور متداخلة بوضوح.
4 نذكر أنه أثناء قيامنا بهذا البحث على الأرض، القايد لم يستطع تبيان هذا الخط.
3 / 6
في 1921، كان العدد 16 فوارس، ابتداء من هذا التاريخ بدأ المخادمة يهتمون فعليا بالبناء.
في 1940، كانت توجد بين 280 الى 300 دار.
في 1956، تم بناء حوالى أربعين دار.
في 1957، كانت توجد 500 دار
في 1957 تم بناء حوالى 80 دار جديدة.
اليوم لكل واحد سقف: و الذين لم يبنوا بعد يسكنون مع آبائهم أو إخوانهم. و لا زلنا نرى الخيام تُنصب في باحات المساكن، إلا أنها تتناقص تدريجيا.
بالطبع لا يمكننا الحديث عن العمران: فالمنازل بُنيت على أماكن الخيام، و هي متناثرة خوفا من اختلاط المواشي. و هو ما تأكد لنا: فالقاطن بالمسكن أو الخيمة له نفس الجار، و المولود الجديد يجد نفسه في خيمة أسرته. بينما نجد في الأحياء التي شُيدت مؤخرا، بعض الاهتمام بتسويتها على نفس الخط و تشكّل الشوارع.
مركز تجمع السكان للمخادمة يقع الى الجنوب الغربي لمدينة ورقلة. و كما تبينه الخارطة رقم 2، مختلف فروع القبيلة تجمعوا على شكل أحياء. كما نجد بعض العدد من النخيل و النخيل المنعزل5. غالبية البناءات حديثة؛ بالخصوص تلك الموجودة بالغرب من المساكن التي يعود تاريخها الى نهاية القرن الماضي؛ و هي تتماشى مع تنقل غابات النخيل تجاه المناطق المنخفضة، مثلما بينها السيد لابلي Lablée [VII].
أخيرا، خلال السنوات الأخيرة، منطقة المخادمة أخذت شكلا جديدا. ففي 1954، التنقيب في طبقة السنونن سمح بإنشاء آبار بعمق 150-195 متر بتدفق 540 لتر/دقيقة. فتم انشاء أو شركة فلاحية ريفية (SAR) بورقلة. و في 1956، الـ13 هكتار الأولى من النخيل كانت بالمخادمة. و في ديسمبر 1956 تم تشغيل أول بئر ألبي (Albien) بعمق 1100 – 1250 متر بتدفق نظري 15000 لتر في الدقيقة و موجود بأعلى منطقة بورقلة، و هو يسقي 150 هكتار من غابات النخيل القديمة و 150 هكتار من الغابات الجديدة (SAR): 75 هكتار للمخادمة و 75 هكتار لسعيد عتبة.
التمدن المتصاعد للمخادمة تسبب في اكتظاظ منطقة القبيلة و تنقّل6 البعض نحو الشمال، بالخصوص بني حسن و أولاد احمد. إذ أنشئا قرى جديدة أو حلا بقرى موجودة من قبل. ذهابا من الجنوب نحو الشمال، نجد: بامنديل، التي أُنشأت حوالي 1900 من طرف المخادمة فرع أولاد نصير (عائلتي الشنين و عواريب) الذين لم يكن لهما إبل و لا يمكنهما الرحيل. فاستقروا أسفل الهضبة، و هكذا يمكن لعنازهم الترحال في اعلى الهضبة بالنهار7. شيئا فشيئا، حفرا الآبار و غرسا النخيل. في الوقت الحالي توجد ببامنديل 85 عائلة (60 من أولاد نصير، البقية أجانب عن القبيلة). و قد عُرفت العائلتان بفلاحيها و بنائيها المتميزين. و على عكس ما يجري بقطاع المخادمة، فالبساتين ببامنديل تشترك مع المنازل، و في أغلب الأحيان، تكون موجودة بالأسفل. خاصية أخرى لبامنديل مقارنة بالمخادمة، إذ توجد منازل على شكل كهوف بالجبال.
بامنديل الجنوبي8، تم التخلي عنه منذ حوالي 15 سنة، الشباب فضل العودة الى المخادمة و العمل في التيمشنت. و الرضى باستثمار ما هو موجود من النخيل.
بحاسي الميلود: بعض المخادمة له نخيل "الأوائل" (نخيل بور ينضج تمره قبل النخيل المسقي)، و الدلاع 'بطيخ أخضر' بالخصوص. هذا البعض له مساكن بالمخادمة و لا يأتي الى حاسي الميلود، حيث له زريبة أو خيمة، إلا في فترة العمل بالبساتين. البعض يقطع المسافة يوميا.
عين موسى: 6 عائلات فلاحية تسكن هناك، دون حساب بعض المخادمة الذين لهم زريبة و يأتون للعمل بالبساتين.
نڤوسة: عدد تقريبا متساو من العائلات (1 رجل، 12 امرأة، 19 طفل) يسكنون نڤوسة؛ و هم إما خماس أو فلاح، و ينتمون بالخصوص الى بني حسن و أولاد احمد.
البور: أُنشأ حوالي 1880، من طرف الشعانبة [VI]. استقرار المخادمة بهذا القصر الصغير قديم: فقد وجدنا أحد أولاد أحمد زيادة 1896 بالبور. و اليوم لا توجد إلا عائلة واحدة مخادمة (بني حسن).
افران: تم إنشاؤه سنة 1885، أغلب الظن من المخادمة فرع بني احسن. و هم مساكين لا يمكنهم الذهاب الى الترحال؛ فيذهبوا الى فران لجلب الحطب لبيعه في ورقلة. كما يشتروا جلود المواشي لدبغها و صناعتها. ذريتهم استقرت بفران. يمكننا الآن
5 في غابات النخيل القديمة، المخادمة نخيلهم موجود أغلبه لدى بني سيسين و قليلا لدى بني واڤين و بني ابراهيم و كذا بني ثور. و كما رأينا فيما سبق، بني سيسين كانوا حلفاء المخادمة في حالات الحروب، إضافة الى ذلك، المخادمة كانوا يشغلون الخمامسة (جمع خماس) لدى بني سيسين.
6 و كذا الهجرات.
7 حاليا، إذا ما جلب المطر العشب في أعلى الهضبة، بعض عائلات قطاع المخادمة يذهبون للرعي هنالك تحت خيامهم.
8 لا يوجد إلا مسكن واحد مبني، البقية كلها كهوف.
4 / 6
تعداد 80 عائلة (بني حسن و أولاد أحمد). المساكن ابعد ما تكون متطورة مثل المخادمة بورقلة. و لا زالت في طور المنازل المتناثرة الغير متجاورة، بالخصوص أن نصف هؤلاء المخادمة ليس لدسهم مساكن بل يعيشون في الزرائب. من جهة أخرى، الفروع ليسوا مجتمعين في شكل أحياء.
دبيش: أُنشأ في 1930، و لا توجد إلا عائلتين اثنتين من المخادمة.
الزيت: يقع بمنطقة تراب ملحقة تقرت، و قد بناه المخادمة في 1931، التاريخ الذي غرس فيه أولاد أحمد النخيل الأوائل. اليوم نجد 12 عائلة مخادمة (أولاد احمد و بني حسن).
ينتج من هته الدراسة لمختلف المراكز أن تبادلا كبيرا حصل بين السكان، بالخصوص بين البور، فران، دبيش و الزيت. من جهة أخرى، أغلب المخادمة الموجودين هم نصف بدو، بالخصوص بفران الذين يرعون بوادي نسا و الزيت. أخيرا، بينما العدد الكبير بفران، يتعاطون تجارة الحطب، بعض الشباب يميلون الى الذهاب لورقلة بحثا عن العمل.
3 الجيران
فيما يخص مناطق الترحال، يصعب الحديث عن الجوار، حيث أن المناطق ليست حكرا و ليست محددة بدقة. فيمكننا بالتالي الإشارة على سبيل الاستدلال أن بني ثور يتداخلون مع منطقة المخادمة و يمتدون نحو الشرق و كذا شمال ورقلة (أنظر أدناه). بينما سعيد عتبة، يأخذون مواشيهم الى منطقة تيارت؛ البعض يرحل الى شمال ورقلة9، و البعض الآخر الى منطقة مزايد.
هذا التوزيع لمناطق الترحال يشبه، على الإجمال، مناطق الاستقرار حول قصر ورقلة. الى الشمال المخادمة لهم جيران هم سعيد عتبة، الذين يعيشون تحت الخيام (لهم مساكن قليلة: مع الشعانبة يعتبرون الأقل تمدنا). سعيد عتبة و المخادمة كانا على الدوام "أعداء"، و اليوم أيضا، حادثة يمكنها أن تحيي هته الخصومة القديمة "للصفوف"10 (جمع صف). الى الجنوب من ورقلة، للمخادمة جيران هم بني ثور، الأقدم و الأكثر تمدنا من الجميع: تجمعاتهم السكنية أكثر كثافة؛ سابقا العلاقات بين القبيلتين كانت أوسع11، و التحالفات أكثر من اليوم.
تقريبا لا يوجد أجانب عن قبيلة يسكنون القسم الأوسط لقطاع المخادمة. لم نسجل سوى حالتين: أجنبي متزوج من مخدمية، رجل من سطيف "متبنَّى" من طرف مخدمي. نشير كذلك، بشمال التجمع السكاني، بين حي بني احسن و أولاد أحمد و نخيل سيدي باعافو، الى وجود مجموعة من البيوت يسكنها شعانبة أولاد اسماعيل. إضافة الى ذلك، حي أولاد أحمد الواقع جنوب مسلك المنيعة، توجد خمس بيوت شعانبة. أخيرا، ببامنديل لاحظنا وجود حوالي عشرة عائلات أجنبية متحالفة مع المخادمة، أو يزعمون أن لهم نخيل لدى المخادمة. بالمبدأ، موافقة القايد ضرورية لكل أجنبي يرغب في الإقامة في قطاع المخادمة.
بنفس الطريقة بعض المخادمة يسكنون خارج قطاع قبيلتهم. و هكذا بسُكّرة، نجد تسع مساكن مخادمة، من بينهم ثمانية تعود الى أولاد تمام12، و لدى بني ثور، بالجنوب الشرقي لورقلة، يوجد ثلاث مخادمة، و لدى سعيد عتبة، في الشمال من ورقلة يوجد اثنان.
أما مراكز التوسع التي ذكرناها، فتجانسها ضعيف، و جميعها تضم الشعانبة، سعيد عتبة و المخادمة بنسب متفاوتة.
أخيرا لتحديد علاقات المخادمة بجيرانهم، قمنا بإحصاء للزواج خارج القبيلة. من 936 رجل متزوج13، وجدنا 664 زواج من القبيلة، أي 71%، و 29% خارج القبيلة. لاحظنا كذلك أن أفراد الفئة الأخيرة (الزواج خارج القبيلة) يتزوجون أكثر من الفئة الأولى: 2.05 مرة مقابل 1.43 مرة. فإذا ما أخذنا العدد الاجمالي للزواج14، نلاحظ أن خارج القبيلة يتم بالخصوص مع الشعانبة بنسبة 59%، مقابل 15% مع سعيد عتبة، 14% مع بني ثور و 12% مع "القبائل المدنية"، و أن أكثر الزيجات الأجنبية هي الفوارس 32%، و الأقل هي أولاد نصير 10%، و أولاد نصير معروفون في القبيلة باحترامهم لمبدأ الارتباط مع الأقرب درجة15.
9 أثناء زيارتنا الى وادي نسا، لاحظنا أن مراح (منزل) متكون إما من المخادمة و الشعانبة أولاد اسماعيل، أو من المخادمة و سعيد عتبة (هؤلاء الأخيرين بنسبة ضئيلة).
10 لقد استغربنا لما علمنا أنه بموجب الإصلاح البلدي المطبق سنة 1959، القبيلتان سعيد عتبة و المخادمة تم جمعهما في بلدية واحدة.
11 حسب القائد قدور، ذلك يعود الى أن بني ثور هم "خدام سي الحاج بوحفص" (ابن سيد الشيخ) مثلما أن المخادمة "خدام سيد الشيخ".
12 تجمع أسسه الشعانبة، سُكّرة تقع على طرفي المخادمة و بني ثور، غير أنها تتمدد نحو بني ثور أكثر من المخادمة. جميع القبائل الرحل لورقلة موجودة بسُكّرة.
13 لا توجد لدينا معلومات كافية عن مخدميات متزوجات خارج القبيلة حتى ندرجها هنا.
14 إحصاؤنا تمثل في 1511 زواج: نقص المعلومات الدقيقة أجبرنا على عدم الأخذ في الحسبان زواج "الأجانب" (أنظر هذا الباب). فلم نأخذ هنا سوى حالات الزواج الخارجي مع قبائل منطقة ورقلة.
15 نسجل بهذا الصدد، أن في 1511 زواج المذكور سابقا، 188 (أي 12%) بين أبناء العم أو أبناء الخال (دون حساب الزيجات من أبناء عمومة أو أبناء أخوال أقل درجة).
5 / 6
4 الهيكلية الاجتماعية
قبيلة المخادمة تحوي اليوم ستة فرق: أولاد تمام و أولاد خملة ينحدر كل منهما من بني خليفة، بني احسن، الفوارس، أولاد نصير و أولاد احمد. جمال الفرق الأربع الأولى تحمل طابع سيد الشيخ، بينما الفريق الخامس جماله تحمل طابع سيد الحاج بوحفص.
في الساعة الحالية، لا يوجد إلا أربع رؤساء فرق، أحدهم يحكم في نفس الوقت الفوارس، بني احسن و أولاد احمد. رئيس القبيلة الحالي من الفوارس تم تعيينه من طرف الادارة سنة 1942، ضد إرادة العدد الأكبر. سابقا، القائد ينتمي الى فرقة أولاد أحمد: عائلة خوالد حتى سنة 1916؛ ثم عائلة بن ڤنان من 1916 الى 1942.
هناك خصومة كامنة دوما بين مختلف الفرق، بالخصوص بين أولاد تمام و أولاد خملة من جهة الفوارس من جهة أخرى. و لقد سألنا الأفراد الذين تقدموا للفحوص البسيكوتقنية عن العلاقات التي تربطهم بأفراد القبيلة الآخرين. و من 269 جواب، وجدنا 63% يقيمون علاقات جيدة مع أفراد القبيلة الآخرين، 16% لهم علاقات عمل فحسب، و 14% لا يقيمون مع أي أحد و 7% يقيمون علاقات مع بعض الأصدقاء.
لا توجد نظريا مساواة اجتماعية بين مخادمة اليوم: و هناك تسلسل اجتماعي لا زال محترَما. فلا بد من التمييز بين:
* الشرفة أو المنحدرين من ذرية الرسول (ص). تقريبا جميع مولاي (أولاد احمد) هم شرفة، و كذا عائلة بلعالم (أولاد تمام)؛
* الأجواد: عائلة خوالد و بن ڤنان (أولاد أحمد)؛
* الأحرار: بقية القبيلة.
* الزواى: اولاد سيدي الشيخ.
__________
_..يقول جون ليتو في كتابه ورقلة واحة صحراوية حيث تكلم عن تاريخ ورقلة من القديم الي الحديث.
> حيث يقول في الصفحة 207 .
......جاء ثلاثة رفقاء وهم فدول وأحمد وعثمان ، كان اساسهم تيميمون ، هم أيضًا يأتون إلى* أنقاض سدراتة إنهم يقدمون أنفسهم على أنهم شرفة ، حيث يتم استقبالهم بشكل جيد من قبل البدو. ( تشير ذكريات العاىلة انهم استقرو في وسط اثار سدراتة في القصر الغربي وهي بلدة تتالف من اربع او ثلاث قري صغيرة ) ، لكن عثمان لا يحب الأرض ويعود إلى تيميمون ، أحمد بن عبد القادر ميدونة ، على العكس من ذلك ، يثبت نفسه بقوة وفدول يتزوج مع أخت سيدي* عباس بن يحيى حيث لديه طفل يسميه أحمد تكريما لصديقه، يترك زوجته حامل ثم يذهب إلى خنشلة ويموت هناك.
> تم يقول في الهامش عائلة سيدي الحاج بن يحيى المرابطية التي فرقت أهله في كل الاتجاهات ، والأب لديه قبه في بستان النخيل بالجوليا( المنيعة حاليا)* ابنه في منتصف الطريق بين البيض وافلو ، وآخر على حدود جبل عمور في موكب فيوكس غرداية يسمى خنق الملاح.* يذهب البعض مباشرة إلى ورقلة أو يصل إلى هناك بعد الالتفاف عبر الجريد التونسي أو تقرت.
> * . جماعة سعيد عتبة تسمى صبرات ، يقول البعض إن الرياح الرملية ذات يوم كانت شديدة لدرجة أنهم اضطروا إلى التخلي عن مخبأهم في أنقاض سدراتة ، والخروج منها.
> * . سيصبح أولاد سيدي أحمد ، نسله ، رؤساء كل المخادمة.
> . سيدي عباس هذا كان من عائلة (سيدي الحاج يحي دفين بستان النخيل في المنيعة).
> * سيصبح افدول أبناءه ، رؤساء سعيد عتبة.
>
> .* أما أولاد سيدي عباس الثلاثة ، فيشكلون جذور المجموعات الثلاث ، عباز، بن عباس ، وشاشوع.
_____________
> وجاء ايضا: في كتاب .
> المدرسة العليا للخطابات الجزائر
> المراسلات الافريقية
> السنة الرابعة
> 1885 .
> ....يقول في هامش الصفحة 237 ان اول شيخ لقبيلة المخادمة هو الشيخ علي بوعافية .
> ويقول ايضا في الصفحة 408 ويذكر ان اولاد احمد في عرش بني سيسين حيث جاؤ من قورارة،( توات) .
_________
ويذكر الشيخ اعزم في كتابه غصن البان في تاريخ ورجلان .صفحة 148.دراسة وتحقيق دكتور ابرهيم بحاز و الاستاذ سليمان بومعقل.
.....ان الشيخ الغريب بن دقيش الغربي الجيد ، كان من شيوخ ورقلة في سنة 1040 هجري/ 1631م.
_______________
> ويقول الاستاذ الازهاري عباز،
> مذكرة شهادة ماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر، بعنوان (نظام المشايخ في العهدين العثماني والفرنسي 1603م /1884 م).
> ...في الصفحة 25.
> ...المخادمة تنقسم الي سبعة عروش وهي:
> اولاد عبدالرحمان ( العرش الذي ينحدر منه شيخ القبيلة ).
_____________
> وكتب الاستاذ بلال بوجراف في شهادة دكتوراه، ( بعنوان المجال والهوية الاجتماعية في حواضر الصحراء الجزائرية دراسة انثوبولوجية بمدينة ورقلة).
> حيث يقول في الصفحة137 .
> ....واما عائلة فضول فيعود اصلهم الي تيميمون حطوا هم وعاىلة احمد بن عبدالقادر ميدونة في اثار سدراتة وختلطوا بسعيد عتبة واصبح لهم مكانة مرموقة حتي تولو قيادة العرش.
ملاحظة:
_ اولاد احمد كانو يملكون عن تسمي مرغوب.
_ اولاد احمد يعرفون باولاد عبدالرحمان.
_ سيدي علي بوعافية الغريب دفين مقبرة العرب في بن يزقن.
________
المراجع بالعربية:
*غصن البان في تاريخ ورجلان.
تحقيق الاستاذ سليمان بومعقل .والدكتور ابراهيم بحاز.
____
* رسالة ماجستير ( نظام المشايخ في العهدين العثماني والفرنسي ) الاستاذ الازهاري عباز.
* شهادة دكتوراه ( المجال والهوية الاجتماعية في حواضر الصحراء الجزاىرية دراسة انثوبولوجية بمدينة ورقلة.
____
المراجع بالفرنسية:
* كتاب جون ليتو ( ورقلة واحة صحراوية ).
jean LETHiELLEUX.
Ouargla ClTÉ SAHARlENNE.1983.
____
*كتاب المدرسة العليا للخطابات الجزائر
.
Ecole des Lettres (Alger). Auteur du texte. Bulletin de
correspondance africaine : antiquités libyques, puniques,
grecques et romaines / École supérieure des lettres d'Alger. 1885.
_____
* كتاب المخادمة.
LES MEKHADMA.
Etude sur ľévolution ďun groupe humain dans le Sahar moderne.1960.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2013-09-16, 08:00
العرض المتطور
