الربا

[ب.جلولي]

لقد شاع في الوقت الحالي التعامل بالربا جهارا نهارا وكأن الآيات واّلأحاديث التي جاءت لتحرمه نسخت، فالدنيا حلوة والعيش فيها لذيذ؛ لكن عذاب الله غدا شديد أعاذنا الله منه، والمرابي لا يهمه الحلال أو الحرام كلما يهمه الحصول على المال؛ وإياك وأن تحدثه في موضوع تحريم الربا فتصبح من ألد الأعداء إليه، يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي في كتابه فتاوى القرآن ص94 " ومن العجيب أن نجد القوم الذين صدروا لنا النظام الربوي يحاولون الآن جاهدين أن يتخلصوا منه، لا لأنهم ينظرون إلى هذا التخلص على أنه طهارة دينية، ولكن لأنهم يرون أن كل شرور الحياة ناشئة عن هذا لربا، وليست هذه الصيحة حديثة عهد بنا، فقديما أي من عام ألف وتسعمائة وخمسين قام رجل الاقتصاد العالمي (شاخت ) في ألمانيا وقد رأى اختلال النظام فيها وفي العالم، فوضع تقريره بأن الفساد كله ناشيء من النظام الربوي، وأن هذا النظام يضمن للغني أن يزيد غنى، ومادام هذا النظام قد ضمن للغني أن يزيد غنى، فمن أين يزداد غنى؟ لا شك أنه يزداد غنى من الفقير، إذاً فستئول المسألة إلى أن المال سيصبح في يد أقلية في الكون تتحكم في مصائره كلها ولا سيما الخلقية، لماذا؟
لأن الذين يحبون أن يستثمروا المال لا ينظرون إلا إلى النفعية المالية، فهم يديرون المشروعات التي تحقق لهم تلك النفعية، وهناك رجل اقتصاد آخر هو ( كينز ) الذي يتزعم فكرة ( الاقتصاد الحر ) في العالم يقول قولته المشهورة: إن المال لا يؤدي وظيفته في الحياة إلا إذا انخفضت الفائدة إلى درجة الصفر، ومعنى ذلك أنه لا ربا ".
ونحن لضعفنا وكما قيل " المغلوب مولع بتقليد غالبه " لا نؤمن إلا بما يأتينا من الغرب أو الشرق، سنكف عن التعامل بالربا عندما يريد لنا الشرق والغرب ذلك.