~رحمـــة الله التي وسعت كل شيء ..~ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

~رحمـــة الله التي وسعت كل شيء ..~

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-10-10, 22:19   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زهرة المسيلة
جَامِـعَـةُ الزُّهُـورْ
 
الصورة الرمزية زهرة المسيلة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي ~رحمـــة الله التي وسعت كل شيء ..~

إذا انتبهت إلى الأسماء الحسنى تجد أنّ اسم اللـه الرحمـن الرحيـم يسبق كل الأسماء و يحتل المركز الأوّل، أتعلم لما ؟ لأنه يصف صفة في الله تجعل عطاءه لكل عباده من بداية الخلق إلى نهايته دون تميز ، نعم هي ذاتها صفة الرحمة التي يحسن بها الله على كل مخلوقاته فيصلحهم و يفرحهم فهوالقائل : " و رحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون "
أي أنّ رحمته وجبت لجميع عباده من مسلمين و غير مسلمين و بالتالي سبقت غضبه عليهم فجعل عفوه قبل انتقامه
أجل أعيدها و أكررها لا تتعجب و لا تستغرب كون الله قد أهدى رحمة لجميع عباده مسلمين و غير مسلمين ، و لكن أتراه لما قد يفعل هذا ؟ أليس لأنه يريد أن يسعد و يفرح الجميع
كيف لا و قد افتتح الكون برحمته و يقول النبي صلى الله عليه و سلم {إنّ الله خلق يوم خلق السماوات و الأرض مائة رحمة ، كل رحمة كطباق ما بين السماء و الأرض أنزل منها إلى الأرض رحمة واحدة فيها يتراحم الخلائق }
استمعن في هذا الحديث و تخيّل معي .. رحمة واحدة فقط أنزلها الله إلى الأرض و كل مخلوقاته من إنس و جن و دواب يعيشون تحتها فجعلتهم يتراحمون فيما بينهم حتى و إن تباينت أصنافهم و أجناسهم و ديانتهم و مجتمعاتهم فكيف ستكون حالتنا إذن و نحن تحت ظل مائة رحمة و شتـــــان ثم شتــــان بين رحمة و مائة رحمة
يا الله أنا عن نفسي لا أستطيع الاستوعاب ...رحمة واحدة وسعت كل الخلائق فما بالك ب 100 رحمة
فهاته الرحمة سيجمعها الله يوم القيامة بضم رحمة الدنيا ب 99 رحمة فيبسطها على خلقه ، فيومها لا يهلك إلاّ هالك فحتى ابليس سيتطاول أن تدركه رحمة الله عزوجل
أتعلم أن كلمة رحمة هي أول كلمة سمعها سيدنا آدم عليه السلام من ربه ؟ نعم لما خلق الله سيدنا آدم جعل دخول الروح من رأسه فلمّا دخلت عطس آدم فقالت له الملائكة " يا أدم قل الحمد لله " فقال الحمد لله فقال له الله " يرحمك ربك " ، يا لعظمة هاته الكلمة التي لا يتجاوز تعداد أحرفها الأربع كأنها تسابق كل الكلمات و تحاول الفرار منها لإنتزاع لقب أول كلمة يقولها الله لعبده آدم .. أجد أنّ لها كل الحق في ذلك.. كيف لا و هي منطوقة من عند اللــــــه لإجتياز سمع سيدنـــا أدم عليه السلام
يالله كم هي جميلة و رقيقة هاته الكلمة التي كونت أجمل جملة في الوجود { يرحمــــــك ربــــك } يالله هل وصلك معناها الأن ؟
حتى و ان لم يصلك المعنى أنظر إلى نفسك و ستتحقق من الرحمة التي أنت فيها ، ألست مسلم و نبيّك و شفيعك محمد صلى الله عليه و سلم فكونه نبيّك فقط أنت في رحمة فكيف و به سيكون شفيعك و هو من قال عن الله تعالى أنه رحمة في قوله " و ما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين "
أتدري الأن أنك بين رحمتين رحمة وجود الله و رحمة وجود النبي صلى الله عليه و سلم ، هل أحسست الأن بحجم النعمة التي أنت فيها ؟
أنظر فقط في كتاب الله عزوجل القرآن الكريم و أنت سترى بأم عينيك تجليات اسم الله الرحمن الرحيم ، أليست كل سور القرآن تسبقها بسملة ؟ نعم البسملة التي هي أيضا تحمل تحت جوانحها رحمـــة الله فهنا أيضا تجلت رحمته و مثلما افتتح الكون بالرحمة افتتح سور القرآن أيضا ببسم الله الرحمن الرحيم ، وليس سور القرآن فقط فحتى عندما نأكل و نشرب و في كل أعمالنا نبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم ، فحتى الجنـــــة لن ندخلها بأعمالنا و إنّما برحمة الله و يقول النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك :"ليس منكم من يدخل الجنة بعمله "قالو : و لا أنت يارسول الله ؟ قال : " و لا أنا إلاّ أن يتغمدني الله برحمته " ياللعجب فحتى الجنة لن ندخلها إلا برحمة الله كيف لا و الجنة تعتبر رحمة في حد ذاتها فهي التي قالعنها الله عزوجل: { و أما الذين ابيضت وجوههم فهم في رحمة الله هم فيها خالدون }، أي قصد بذلك أهل الجنة الذين أعد لهم ما لا عين رأت و لا خطر على قلب بشر لسبب واحد و هو أنه يريد أن يسعدك بالجنة حتى و ان تعثرت حياتك في الدنيا و يقول النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك " الدنيــــا سجن المؤمــــن و جنــــة الكـــافر " و لما سمع أحد الكفرة هذا القول سأل الإمام الرازي عن ذلك فقال له : كيف يقول رسولكم أن الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر و إني أراك في أبهى الثياب و أحسن الأحوال أما أنا فأجد نفسي في أرث الثياب و أسوء الأحوال ، فأجابه الإمام قائلا : { يا هذا إنّ ما أنا فيه إذا ما قيس بما أعده الله للمؤمن في الجنة من نعيم فأنا في سجن و إنّ أنت ما فيه من بلاء إذا ما قيس بما أعده الله للكافر من عذاب فأنت في جنة} ، فسكت الرجل قليلا و قال صدق رسولكم فأسلم
فمن هذا الحديث تعلم أيها العبد أنه مهما كثرت عليك الابتلاءات و المصائب ليس لأن الله لا يحبك و إنما لأنه يريد أن يصلحك و يتغمدك برحمته حتى يسعدك في الجنة
فحتى الموت إذا نظرت له من زاوية أخرى ستجد أنه هو أيضا رحمة ..نعم سيكون رحمة إذا أحسنت في اجتياز امتحانك الدنيوي و نلت النقاط التي قد تمكنك من تحصيل مقعد بالجنة و يقول النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك : " أول ما يأتي العبد الموت يأتيه ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس فيجلسون منه مدّ البصر يبشرونه ، ثم يأتي ملك الموت فيجلس عند رأسه و يقول له يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي "
تخيل إذن الفرحة التي قد تكون فيها إذا كنت من بين هؤلاء الناس الذين تحفهم الملائكة ، أتريد أن تكون منهم ؟ أتريد أن تقول لك الملائكة { فلان ابن فلان أخرج إلى رضا من الله و رضوان و رب راض غير غضبان أخرجي إلى رحمة الله }









 


رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:11

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc