المقراض الحاد في نقض شبه دعاة الوعدة وبيان ما هي عليه من الفساد - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

المقراض الحاد في نقض شبه دعاة الوعدة وبيان ما هي عليه من الفساد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-02-06, 22:16   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بشير بن سلة
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي المقراض الحاد في نقض شبه دعاة الوعدة وبيان ما هي عليه من الفساد

المقراض الحاد في نقض شبه دعاة الوعدة وبيان ما هي عليه من الفساد



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الله تعالى يقول في محكم تنزيله :{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }[ الذاريات :56 ـ 58]
قال العلامة المفسر عبد الرحمن بن ناصر السعدي في كتابه "تيسير الكريم الرحمن "(ص 813)
(( هذه الغاية، التي خلق الله الجن والإنس لها، وبعث جميع الرسل يدعون إليها، وهي عبادته، المتضمنة لمعرفته ومحبته، والإنابة إليه والإقبال عليه، والإعراض عما سواه، وذلك يتضمن معرفة الله تعالى، فإن تمام العبادة، متوقف على المعرفة بالله، بل كلما ازداد العبد معرفة لربه، كانت عبادته أكمل، فهذا الذي خلق الله المكلفين لأجله، فما خلقهم لحاجة منه إليهم.)) ا.هـ
وقال العلامة المحدث عبد الرحمن بن يحيي المعلمي اليماني ((حَصرتْ هذه الآية خلقَ الجن والإنس في علّيّة العبادة، لأن الاستثناء من أعم العلل، أي: لا سببَ لخلْق الله تعالى لهم إلّا إرادتُه أن يعبدوه)) ([1])
فالعبادة هي الحكمة التي من أجلها خلق الله تعالى الخلق ، ومن أجلها خلق السموات والأرض والدنيا والآخرة والجنة والنار ، ومن أجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وسن الأحكام وبين الحلال والحرام ، ليبلوكم أيكم أحسن عملاً، قال الله تعالى:{الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور}[الملك: 2]
وهذه العبادة التي خلق الله تعالى من أجلها الخلق قد بينها الله عز وجل في القرآن أتم البيان، وأوضحها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأفصح اللسان.
وهي مجموعة التكاليف الشرعية ، والسنن المرعية التي كلف الله بها عباده سواء كان ذلك فيما يجب له عليهم ، أو فيما يجب لبعضهم على بعض ، أو فيما يجب عليهم أن يفعلوه في أنفسهم ، كإعفاء اللحية وقص الشارب وتحريم الإسبال وتحريم أكل الربا وأكل الميتة وتحريم شرب الخمر وما أشبه ذلك.
وقد عرف بعض أهل العلم العبادة فقال: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
وأصلها : الخضوع والتذلل مع محبة وتعظيم .
قال العلامة حافظ الحكمي ـ رحمه الله ـ في كتابه القيم " معارج القبول بشرح سلم الوصول"(2/ 437) شارحا تعريف العبادة آنف الذكر (فَالظَّاهِرَةُ : كَالتَّلَفُّظِ بِالشَّهَادَتَيْنِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَإِغَاثَةِ الْمَلْهُوفِ وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ وَتَعْلِيمِ النَّاسِ الْخَيْرَ وَالدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَغَيْرِ ذَلِكَ .
وَالْبَاطِنَةُ : كَالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ وَخَشْيَةِ اللَّهِ وَخَوْفِهِ وَرَجَائِهِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ وَالرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ إِلَيْهِ وَالِاسْتِعَانَةِ بِهِ, وَالْحُبِّ وَالْبُغْضِ فِي اللَّهِ وَالْمُوَالَاةِ وَالْمُعَادَاةِ فِيهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ .
ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّهَا لَا تُقْبَلُ الْأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ مَا لَمْ يُسَاعِدْهَا عَمَلُ الْقَلْبِ, وَمَنَاطُ الْعِبَادَةِ هِيَ غَايَةُ الْحُبِّ مَعَ غَايَةِ الذُّلِّ وَلَا تَنْفَعُ عِبَادَةٌ بِوَاحِدٍ مِنْ هَذَيْنِ دُونَ الْآخَرِ؛ وَلِذَا قَالَ مَنْ قَالَ مِنَ السَّلَفِ: مَنْ عَبَدَ اللَّهَ بِالْحُبِّ وَحْدَهُ فَهُوَ زِنْدِيقٌ, وَمَنْ عَبَدَهُ بِالرَّجَاءِ وَحْدَهُ فَهُوَ مُرْجِئٌ, وَمَنْ عَبَدَهُ بِالْخَوْفِ وَحْدَهُ فَهُوَ حَرُورِيُّ, وَمَنْ عَبَدَهُ بِالْحُبِّ وَالْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ فَهُوَ مؤمن موحد.)) ا.هـ
ولا تكون العبادة عبادة صحيحة حتى تكون لله تعالى خالصة ، وعلى شريعة محمد صلى الله عليه وسلم نقية واضحة ، فإن شابها شيء من الشرك أو البدع كانت مردودة على صاحبها، وباطلة من أصلها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في "مجموع الفتاوى"(1/ 333 ـ 334) :
(( وَبِالْجُمْلَةِ فَمَعَنَا أَصْلَانِ عَظِيمَانِ.
أَحَدُهُمَا: أَنْ لَا نَعْبُدَ إلَّا اللَّهَ .
وَالثَّانِي: أَنْ لَا نَعْبُدَهُ إلَّا بِمَا شَرَعَ لَا نَعْبُدُهُ بِعِبَادَةِ مُبْتَدَعَةٍ .
وَهَذَانِ الْأَصْلَانِ هُمَا تَحْقِيقُ " شَهَادَةِ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ " كَمَا قَالَ تَعَالَى {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} ، قَالَ الْفُضَيْل بْنُ عِيَاضٍ: أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ. قَالُوا: يَا أَبَا عَلِيٍّ مَا أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ؟ قَالَ: إنَّ الْعَمَلَ إذَا كَانَ خَالِصًا وَلَمْ يَكُنْ صَوَابًا لَمْ يُقْبَلْ وَإِذَا كَانَ صَوَابًا وَلَمْ يَكُنْ خَالِصًا لَمْ يُقْبَلْ حَتَّى يَكُونَ خَالِصًا صَوَابًا. وَالْخَالِصُ أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ وَالصَّوَابُ أَنْ يَكُونَ عَلَى السُّنَّةِ. وَذَلِكَ تَحْقِيقُ قَوْله تَعَالَى {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} .
وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ لَهُ: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ عَمَلِي كُلَّهُ صَالِحًا وَاجْعَلْهُ لِوَجْهِك خَالِصًا وَلَا تَجْعَلْ لِأَحَدِ فِيهِ شَيْئًا "، وَقَالَ تَعَالَى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} ، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ {مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ} وَفِي لَفْظٍ فِي الصَّحِيحِ {مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ} وَفِي الصَّحِيحِ وَغَيْرِهِ أَيْضًا يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: {أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ؛ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ؛ وَهُوَ كُلُّهُ لِلَّذِي أَشْرَكَ} ، وَلِهَذَا قَالَ الْفُقَهَاءُ: الْعِبَادَاتُ مَبْنَاهَا عَلَى التَّوْقِيفِ كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَبَّلَ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ وَقَالَ" وَاَللَّهِ إنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّك حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُك مَا قَبَّلْتُك "
وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ أَمَرَنَا بِاتِّبَاعِ الرَّسُولِ وَطَاعَتِهِ ، وَمُوَالَاتِهِ وَمَحَبَّتِهِ ، وَأَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إلَيْنَا مِمَّا سِوَاهُمَا وَضَمِنَ لَنَا بِطَاعَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ مَحَبَّةَ اللَّهِ وَكَرَامَتَهُ ، فَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} وَأَمْثَالُ ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدِ أَنْ يَخْرُجَ فِي هَذَا عَمَّا مَضَتْ بِهِ السُّنَّةُ وَجَاءَتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ )) ا.هـ
فبهذا يتبين أن الإخلاص وتجريد المتابعة هما أصل العبادة بهما تستقيم الطاعة وتجتمع الجماعة ، وعليهما مدار التوحيد الذي اعتنى به القرآن ودعا إليه رسل الرحمان وجاءت به جميع شرائع الإيمان .
فالقرآن كله لتقرير التوحيد ونفي ضده، وأكثر الآيات يقرر الله فيها توحيد الألوهية، وإخلاص العبادة لله وحده، لا شريك له، ويخبر أن جميع الرسل إنما أرسلت تدعوا قومها إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وأن الله تعالى إنما خلق الجن والإنس ليعبدوه، وأن الكتب والرسل بل الفطر والعقول السليمة كلها اتفقت على هذا الأصل، الذي هو أصل الأصول كلها، وأن من لم يَدِنْ بهذا الدين الذي هو إخلاص العبادة والقلب والعمل لله وحده فعمله باطل {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ}[الزمر: 65]، {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأنعام: 88] ، ويدعوا العباد إلى ما تقرر في فطرهم وعقولهم من أن الله المنفرد بالخلق والتدبير والمنفرد بالنعم الظاهرة والباطنة ، هو الذي يستحق العبادة وحده، ولا ينبغي أن يكون شيء منها لغيره، وأن سائر الخلق ليس عندهم أي قدرة على خلق، ولا نفع، ولا دفع ضر، عن أنفسهم فضلا عن أن يغنوا عن أحد غيرهم من الله شيئا.
ويدعوهم أيضاً إلى هذا الأصل بما يَتَمَدَّح به، ويُثني على نفسه الكريمة، من تفرده بصفات العظمة والمجد، والجلال والكمال، وأن من له هذا الكمال المطلق الذي لا يشاركه فيه مشارك ، أحق من أُخلصت له الأعمال الظاهرة والباطنة.
ويقرر هذا التوحيد بأنه هو الحاكم وحده، فلا يحكم غيره شرعاً ولا جزاء {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [يوسف: 40] .
وتارة يقرر هذا بذكر محاسن التوحيد، وأنه الدين الوحيد الواجب شرعاً وعقلاً وفطرة، على جميع العبيد، وبذكر مساوئ الشرك وقبحه، واختلال عقول أصحابه بعد اختلال أديانهم، وتقليب أفئدتهم، وكونهم أضل من الأنعام سبيلا.
وتارة يدعو إليه بذكر ما رتب عليه من الجزاء الحسن في الدنيا والآخرة، والحياة الطيبة في الدور الثلاث، وما رتب على ضده من العقوبات العاجلة والآجلة، وكيف كانت عواقب المشركين أسوأ العواقب وشرها. ([2])
ولم يستقل القرآن بعلاج وإهتمام بقضية التوحيد ، بل جاءت السنة معه في تقرير هذا الأصل من بزوغ فجر الإسلام إلى أخر لحظات وفاته صلى الله عليه وسلم ، ففي كتب السنة والسيرة النبوية عشرات النصوص التي تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ أول ما بدأ بمحاربة الأوثان وكسرها وهدمها وبيان عجزها وضعفها عن نصرة من عبدها وألهها .
وأنا ذاكر منها ما تيسر في هذه العجالة ليعلم منها سوء صنيع من بنى دعوته على غير هذا الأساس وغض الطرف عمن ناقضه وهدمه ممن تصدوا للدعوة في هذا الزمان ، زاعمين أن ذلك لا يخرجهم من حظيرة الإسلام ما داموا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ناسين ما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة من النصوص التي لا تحصى ، والتي تنادي على عملهم بالبوار وعلى صنيعهم بالخسار، حيث هدموا من الإسلام الركن الأعظم وضلوا في دعوتهم عن الطريق الأقوم فإنا لله وإنا إليه راجعون.
فمنها حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه الذي رواه مسلم في صحيحه. كتاب صلاة المسافرين :
عن أبي أمامة قال: قال عمرو بن عبسة السلمي: "كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة وأنهم ليسوا على شيء وهم يعبدون الأوثان فسمعت برجل في مكة يخبر أخباراً فقعدت على راحلتي فقدمت عليه فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخيفاً جرءاء عليه قومه فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة فقلت: ما أنت: قال أنا نبي. فقلت: وما نبي؟ قال: أرسلني الله. فقلت بأي شيء أرسلك قال أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يوحد الله ولا يشرك به شيء. قلت له: فمن معك على هذا: قال حر وعبد ـ قال ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن معه ـ فقلت ـ إني متبعك. قال: إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا. ألا ترى حالي وحال الناس، ولكن ارجع إلى أهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني..." رواه مسلم الحديث.
والشاهد في هذا الحديث قوله: "أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يوحد الله لا يشرك به شيء"
فأي دعوة لا تقوم على هذا الأساس فهي دعوة باطلة اتخذت طريقاً غير طريق الرسل وسبيلاً غير سبيلهم والله تعالى يقول: {قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني}[يوسف: 108]
والبصيرة هي العلم بدعوة الرسل، والأسس التي قامت عليها والسير على نهجها .....
وبالجملة فإن عشرات النصوص بل مئات النصوص موجودة في بطون الكتب من تفسير وحديث وسير تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبدأ في دعوته بغير التوحيد ومحاربة الشرك ، والنصوص الدالة على ذلك من الكتاب والسنة أشهر من أن تذكر وأكثر من أن تحصر فأيما داع دعا قوماً إلى الله فبدأ بغير التوحيد مع أن الشرك فيهم فاش والأضرحة التي هي بمنزلة اللات والعزى لديهم موجودة والناس لها قاصدون وعليها مترددون بها يطوفون ويتمسحون وبأسماء أصحابها في الصباح والمساء يهتفون ويلهجون ، ولهم من دون الله يدعون وإليهم عند الشدائد يفزعون ويلجؤن، ولتلك الأضرحة ينذرون، وعلى أسمائهم يذبحون، معتقدين أنهم يعطون ويمنعون ويغنون إذا شاؤا ويفقرون، إن من دعا قوماً هذه حالهم فسكت عن شركهم سكوت المقر ودعا إلى غير التوحيد الذي هو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله ، فإنه قد خالف الرسل كلهم من أولهم نوح عليه السلام إلى آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم واتخذ سبيلاً غير سبيلهم ومنهجاً غير منهجهم ؛ بل قد خالف قول الله تعالى: {قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} .
وأولى به أن يوفر على نفسه الجهد والعناء لأن كل ما كان على غير منهج الرسل فهو مردود غير مقبول .
قال عليه الصلاة والسلام: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" .
فمن تهاون في هذا الأصل الذي اهتم به ـ الرسل عليهم الصلاة والسلام ـ وغض الطرف عن الشرك الذي بدأوا بهدمه، بل حاضر في بعض أوكاره ولم ينبس ببنت شفه في إنكاره وكان همه جمع من تسمى بالإسلام ولو كان بعيداً كل البعد عن حقيقته ولو تعاطى ما يهدمه من أساسه ويقوض بنيانه من قاعدته كالشرك الأكبر الذي يخرج العبد من الإسلام ويحتم عليه الخلود في النار ويحرم عليه دخول الجنة من غير تصحيح لعقائدهم ولا بيان لما هم عليه من الشرك الأكبر والبدع والضلالات فقد انحرف عن الصراط المستقيم الذي أمر الله عز وجل باتباعه حيث يقول:{وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}[الأنعام: 153]
وإن الذي سار عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته حيث مكث عقداً من الزمن لا يأمر إلا بالتوحيد ولا ينهى إلا عن الشرك، شأنه شأن الأنبياء قبله الذين أخبر الله عنهم جميعاً أنهم كلفوا أول ما كلفوا بهذا الأصل قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}[الأنبياء: 25]
وأخبر أن هذا الأصل هو الصراط المستقيم فأخبر عن عيسى أنه قال: {إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم}[آل عمران: 51]، {وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم}[مريم: 36]،{إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم}[الزخرف: 64]
فمن ترك هذا المنهج الواضح الذي مشى عليه جميع الأنبياء في دعوتهم فقد ترك الصراط المستقيم واتخذ لنفسه منهجاً مستقلاً وكانت دعوته مثلها كمثل رجل بنى بيتاً بدون أساس وعنى فيه بالمحسنات والزخارف فلم يلبث أن انهار، وإن التوحيد هو القاعدة الأساسية التي لا يقوم الدين بدونها ، قال تعالى {ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها}[إبراهيم: 24 ـ 25] وهذا مثل لكلمة التوحيد لا إله إلا الله ([3])
وأعلم ـ رحمك الله ـ يا أيها القارئ الكريم كما أن الله تعالى أمر بتوحيده وتحقيق عبادته وأن لا تصرف العبادة إلا له عز وجل كذلك أمر بوحدة الأمة ، وأن هذين الأصلين اتفقت عليهما الشرائع وأمر بهما جميع الرسل من لدن أولهم نوح عليه الصلاة والسلام إلى آخرهم محمد وهذان الأصلان هما: ـ
أولاً: توحيد الله عز وجل وهو إفراده بالعبادة دون سواه.
ثانياً: الحرص على وحدة الأمة وعدم التفرق في الدين بإقامة أسباب الائتلاف وترك أسباب الاختلاف، ولهذا فقد ذم الله عز وجل الفرقة في غير ما آية من كتابه جل وعلا كقوله تعالى : {وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة}[البينة: 4] ، وقوله تعالى:{وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم}[الشورى : 14] ،وقوله تعالى: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون}[الأنعام :159]،وقال تعالى: {وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون فتقطعوا أمرهم بينهم زبراً كل حزب بما لديهم فرحون}[المؤمنون: 51 ـ 52]
وقد أخبر الله عز وجل في الآية الأولى من هاتين الآيتين أن وحدة الأمة من العمل الصالح الذي أمرت به الرسل في الآية التي قبلها حيث يقول تعالى: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم}[المؤمنون: 51] ، فيستفاد من الثلاث الآيات معاً ، أن العمل الصالح الذي أمرت به الرسل جميعاً ينبني على أمرين اثنين:
أولاً: توحيد الإله.
وثانياً: وحدة الأمة.
فأما توحيد الإله فحقيقته أن تصرف العبادة إلى الواحد الأحد خالق هذا الكون والمتصرف فيه.
وأما وحدة الأمة فحقيقتها أن يعبد الله بما شرعت الرسل عقيدة وعبادة ، وأن تكون الأمة كلها كذلك، ربها واحد ودينها وعقيدتها واحدة ونبينها واحد ، وهو الإمام الذي يسيرون على شريعته وهدفها واحد وهو إعلاء كلمة الله في أنفسهم وفي غيرهم وغايتها واحدة وهو الحصول على رضا الله والجنة والنجاة من سخطه والنار، ولكن الأمم فعلوا غير ما أمروا به فتفرقوا قطعاً وتشتتوا شيعاً وكانوا أحزاباً متعادين وفرقاً متباغضين كل حزب يظن أنه على الحق، وكل من سواه على الباطل، وكل حزب بما لديهم فرحون، ولا يكون الاختلاف موجباً للانقسام والتفرق ومؤثراً أثراً سلبياً في وحدة الأمة إلا إذا كان في الأصول والعقائد كالتوحيد بأقسامه الثلاثة، فمن اعتقد جواز الاستغاثة بالمخلوقين فيما لا يقدر عليه إلا الله أو تغاضى عمن يطوف بالقبور ويقدم لها القرابين والنذور ويهتف بأصحابها راغباً إليهم في جلب الخير ودفع الشرور ، ويرى أنه لم يخرج من الإسلام بفعله لهذا المحذور ؛ بل يسميه أخاً ويجعله في دعوته عضواً ([4])، فإنه قد هدم توحيد الأولوهية بذلك، ومن تأول الصفات بما يوجب إبطال معناها الحقيقي الذي أراده الله في كتابه وأراده نبيه المبلغ عنه، زاعماً أن ظاهرها غير مراد، لأنه يلزم منه المشابهة كالأشعرية، أو نفاها بالكلية كالجهمية والمعتزلة، أو زعم أن القرآن ليس كلام الله وأنه مخلوق كسائر المخلوقات، وأن الله لا يراه المؤمنون في الآخرة كالمعتزلة ، ومن زعم أن العبد يخلق أفعاله كالقدرية النفاة ، أو أن العبد مسير كالحجر الذي يدهده أو الغصن الذي تحركه الرياح كالقدرية الغلاة في الإثبات لأفعال الله، أو زعم أن مرتكب الكبيرة كافر مخلد في النار كالخوارج، أو لا مؤمن ولا كافر وهو في الآخرة مخلد في النار كالمعتزلة، أو زعم أن الإيمان لا يضر معه ذنب وأنه مجرد التصديق وإن لم يصحبه نطق ولا عمل كالمرجئة ، أو زعم أن الطريقة الفلانية أو طريقة الشيخ فلان قرائتها والتزامها أفضل من قراءة القرآن أو أفضل من قراءة الحديث النبوي وأنها هي الحق أو فضَّل الطرق الصوفية أو بعضها على العقيدة السلفية ، أو اعتقد أن الأئمة الاثنى عشر معصومون من الخطأ ، أو اعتقد كفر الصحابة لأنهم قدموا أبا بكر وعمر وعثمان على علي في الخلافة واستحل سب الصحابة رضوان الله عليهم كالرافضة، فهذه الاعتقادات وما شابهها على ما بينها من التفاوت هي التي فرقت الأمة وهي التي توجب تفريقها ويتناولها الذم المصرح به في القرآن. ([5])
وإن من المظاهر الشركية البدعية التي مزقت الأمة وفرقتها أحزابا، وأدخلت عليها الضعف وأصابها بسببها الوهن وجرت إليها المحن والإحن، ذلك المشهد البدعي الخرافي المسمى بـ" الزردة" أو "الوعدة" ، الذي كثر وخاصة في مدن غرب الجزائر ـ كثرة فاحشة ، فلكل عشيرة وحي " وعدة " ، ولكل ربوة أو جبل " وعدة " ، ولشيخ الحلول " وعدة " ، والناس يحترمون هذه "الوعدات " احتراما كبيرا حتى وجد منهم من لا يقيم الصلاة ولا يأتي الزكاة ولا يحرم ما حرم الله ورسوله ، ولكنه يحرص على إقامة " الوعدة " كما يحرص المؤمنون المتقون على أركان هذا الدين الحنيف وإتباع سنن النبي الشريف صلى الله عليه وسلم!!!
وهم إذا أقاموا "وعدة " ارتاحت ضمائرهم واطمأنت نفوسهم وظنوا أنهم قد أدوا كل ما هو لله عليهم من الحقوق والواجبات ([6]) ، ([7])
هكذا صورها لهم الشيطان وزينها لهم ، وعرضها عليهم في زينة الفاجرة السافرة، وإن كانت حقيقتها ما هي إلا أعراس الشيطان ، وولائمه ومواسمه ، ولكن القوم لا يعقلون ولا يفقهون ،{فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}
فكل ما يقع في هذه الوعدة ـ يأيها الأخ المسلم ـ من البداية إلى النهاية كله رجس من عمل الشيطان ، وكل داع إليها أو معين عليها أو مكثر لسوادها فهو من أعوان الشيطان .
ألم تر إلى ما يقع فيها من فواحش ومحرمات ؟! وما يهتك فيها من أعراض وحرمات ؟!
أليس كل ذلك مما يأمر به الشيطان ، وأن ذلك مما ذكرنا القرآن وبين لنا أنه من أمره ووعده وتزيينه وإغوائه؟

موسم الوعدة
كلما انتصف فصل الربيع أو حل فصل الخريف من كل سنة تداعى أولياء الشيطان في كل بقعة من هذا القطر الجزائري الغربي إلى زردة يقيمونها على وثن معروف من أوثانهم يسوله لهم الشيطان : وليا صالحا ، بل يصوره لهم إلها متصرفا في الكون ، متصرفا في النفع والضر والرزق والأجل بين عباد الله ، وقد يكون صاحب القبر رجلا صالحا فما علاقة هذه الزردة بصلاحه ؟ وما مكانها من الدين ؟ وهل يرضى بها لو كان حيا وكان صالحا الصلاح الشرعي ؟
وقد كانت هذه الزرد تقام في أيام الجدوب للاستسقاء غير المشروع فأصبحت عادة مستحكمة وشرعة محكمة وعبادة موقوتة يتقرب بها هؤلاء المبتدعة إلى أوثانهم في أوقات الجدوب والغيوث على السواء يدعوهم إليها شيطانهم في النصف الأخير من كل ربيع فإذا جاء الغيث نسبوه إلى أوثانهم ، وإذا كان الجدب نسبوه إلى الله عكس ما قال الله وحكم ، ثم إذا جاء الصيف فاءوا إلى الأعمال الصيفية مضطرين فإذا أقبل الخريف عادوا إلى تلك العادة النكراء فأنفقوا فيها كل ما جمعوه ...
جل ما شئت في ناحية وهران في النصف الأخير من الربيع والنصف الأول من الخريف فإنك تسمع في كل سوق أذانا بزردة ، وترى في كل طريق حركة إلى زردة ، وركبا تشد إلى وعدة ، وسر ما شئت في جميع الأوقات وفي جميع طرق الموصلات ، تر القباب البيضاء لائحة في جميع الثنايا والآكام ورؤوس الجبال ،
وسل تجد القليل منها منسوبا إلى معروف من أجداد القبائل وتجد الأقل مجهولا والكثرة منسوبة إلى الشيخ عبدالقادر الجيلاني ([8])

بيان تاريخ ميلاد الوعدة وذكر أهداف وأغراض دعاتها ومروجين أمرها
أسأل الحقيقة تجيبك عن نفسها بأن الكثير من هذه القباب إنما بناها المعمرون الأوربيون في أطراف مزارعهم الواسعة بعدما عرفوا افتتان هؤلاء المجانين بالقباب واحترامهم لها وتقديسهم للشيخ عبدالقادر الجيلاني ، فعلوا ذلك لحماية مزارعهم من السرقة والإتلاف فكل معمر يبني قبة أو قبتين من هذا النوع يأمن على مزارعه السرقة ويستغني عن الحراس ونفقات الحراسة ثم يترك هؤلاء العميان ـ الذين خسروا دينهم ودنياهم ـ إقامة المواسم عليها في كل السنة وإنفاق النفقات الطائلة في النذور لها وتعاهدها بالتبييض والإصلاح وقد يحضر المعمر معهم الزردة ويشاركهم في ذبح القرابين ليقولوا عنه أنه محب في الأولياء خادم لهم حتى إذا تمكن من غرس هذه العقيدة في نفوسهم راغ عليهم نزعا للأرض من أيديهم وإجلاء لهم عنها وبهذه الوسيلة الشيطانية استولى المعمرون على تلك الأراضي الخصبة التي أحالوها إلى جنات ([9])
قال العلاّمة محمّد السّعيد الزّاهري رحمه الله في مقاله ( إلى زيارة سيدي عابد ) الذي نشرته جريدة الصّراط السّويّ في عددها السّادس : (( أصل ( الوعدة ) في التّاريخ أنّ فتيان العرب كانوا إذا خرجوا إلى الصّيد جعلوا فيما بينهم موعدا مكانا سوى يجتمعون إليه في يوم مُعيّن , ثمّ انتشروا يطلبون الصيد في بطون الأودية والشّعاب وفي المغاور والكهوف وعلى رؤوس الجبال وفي كلّ مكان يكون فيه الوحوش والطّير فإذا كان اليوم الموعود اجتمعوا في المكان المعيّن , ووجدوا أنّ عشيرتهم كلّها نساء ورجالا قد سبقتهم إلى الموعد وضربوا القباب ونصبوا الخيام وصنعوا الطّعام وطبخوا من لحوم الصّيد فأكلوا وشربوا ثمّ ركبوا الصّافنات الجياد , فلعبوا ما شاءوا وأتوا من أعمال الفروسيّة والشّهامة ما أرادوا وربّما أثاروا غزالا نافرا وأغروا به سلوقيا أو عقابا أو غلاما حديث عهد بركوب الخيل حتّى قضوا هنالك يوما وليلة أو قضوا ليالي وأيّاما رجعوا إلى ديارهم
وتلك هي (الوعدة ) في الزّمن القديم ، ولكنها تطورت بتطور الزمن وتنوسي الصيد وصارت إلى ما ترون وما كانت ( الوعدة ) لتقام باسم الولي الفلاني أو تقربا إليه كما تقام كثير من ( الوعدات ) في هذا العهد الأخير ، لكن ربما مات أحد الصيادين أو الفرسان في اليوم الموعود فدفنوه حيث مات ثم بنوا عليه قبرا يزار ثم صاروا يقيمون( الوعدة ) باسمه وتقربا إليه )) ا.هـ ([10])
وقال العلامة مبارك بن محمد الميلي ـ رحمه الله ـ في كتابه " الشرك ومظاهره "(ص 379) : (( الزردة فهي في لسان العرب : المرة من زرد اللقمة ـ كَفَهِمَ ـ زردا : بلعها وازدردها : ابتعلها وهي في عرفنا طعام يتخذ على ذبائح من بهيمة الأنعام عند مزارات من يعتقد صلاحهم ولها وقتان : أحدهما في فصل الخريف عند الاستعداد للحرث والآخر في فصل الربيع عند رجاء الغلة .
والغرض منها التقرب من ذلك الصالح كي يغيثهم بالأمطار تسهيلا للحرث أو حفظا للغلة فهو عندهم كوزير عند ملك يرشونه بالزردة ليقضي حاجتهم عند الله !! ما أجهلهم بمقام الألوهية !! ([11]) )) ا.هـ
وجاء في منشور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى الأمة الجزائرية المسلمة " : (( إن هذه الزردة التي كثرت عنها الإعلانات وجمعت لها الإعانات هي كحبة القمح التي توضع في الفخ ، وإن للمدبرين لها ثلاثة أغراض :
الأول : أنهم يعلمون أن العقلاء والشباب المتنورين من الأمة لا يرضونها وربما غلبت حرارة الشباب على العقل فثار الأخ على أخيه .
الثاني : تشويه دين الإسلام بنسبة هذه السخافات إليه وإقامة الحجة على الإسلام بكلام دعاة الزردة .
الثالث : وهو أكبرها إقامة الحجة على أن الهمجية طبيعية في المسلمين بحيث لم يسلم منها حتى المتنورين منهم والمتخرجون من الكليات والجامعات الحاملون لشهاداتها الكبرى بدليل أن القائم بهذه الزردة والداعي إليها ... دكتور )) ا.هـ ([12])
قال مقيده ـ عفا الله عنه ـ : بل أدهى من ذلك أن يكون الداعي إليها والمشجع لإحيائها حافظا للقرآن وإماما للمسجد وكان أولى به أن يحذر منها ويشد النكير على من يقوم بها ، ويكثف الجهود في دروسه وخطبه لبيان ضلالها وخزيها ومخازيها ، ولكن للأسف تجده شابت لحيته في الإسلام ولا يحرك ساكنا لما هو محيط حوله من هذه المظاهر الشركية البدعية ، يرى أمام عينيه مظاهر الشرك تقام ويصرف عليها الملايين ويجمع لها الجموع فلا يحسب لذلك حسابا لهذا الواقع المر ، لا محذرا منها ولا منبها على ما فيها من المنكرات الشركية والبدعية ، على أقل الشيء ما فيها من المعاصي المحرمة ، بل الأدهى والأمر أنهم يوجهون سهمهم الجارحة وطعوناتهم الجائرة ضد من ينكر ويتألم لهذا الواقع الجاهلي السيئ مع إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع بوجود الأوثان في ناحية ما ، يقض مضجعه ويقلقه عليه الصلاة والسلام فلا يقر له قرار ولا يجد راحة حتى يجهز لها جيشا لهدمها .
قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي في كتابه "منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل"(ص: 68)
(( جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً لذي الخلصة من المدينة إلى خثعم فغزاها، فعن جرير بن عبد الله البجلي ـ رضي الله عنه ـ قال: "كان بيت في الجاهلية يقال له: ذو الخلصة، والكعبة اليمانية، والكعبة الشامية. فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : ألا تريحني من ذي الخلصة؟ فنفرت في خمسين ومئة فارس من أحمس، فكسرناه وقتلنا من وجدنا عنده فأتيت النبي -- صلى الله عليه وسلم -- فأخبرته، فدعا لنا ولأحمس." وفي لفظ للبخاري: "وكان ذو الخلصة بيتاً باليمن لخثعم وبجيلة فيه نصب تعبد يقال له: الكعبة " متفق عليه ، ولفظه في البخاري ومسلم وأحمد: " ألا تريحني من ذي الخلصة؟"
انظر إلى هذا التعبير النبوي فكان وجود الأوثان يقض مضجعه ويقلقه عليه الصلاة والسلام فلا يقر له قرار ولا يجد راحة.
وأعجب من واقع كثير من الدعاة اليوم يرون أمام أعينهم مظاهر الشرك فلا تحرك فيم ساكناً ولا يحسبون لهذا الواقع المر حساباً، بل الأدهى والأمر أنهم يتذمرون ممن ينكر ويتألم لهذا الواقع الجاهلي السيئ.)) ا.هـ

حكم الزردة ( الوعدة ) وطعامها
قال فضيلة الشيخ المفتي أحمد حماني ـ رحمه الله ـ رئيس المجلس الإسلامي الأعلى سابقا : (( إن الطعام واللحم المقدم في الزردة لا يحل أكله شرعا لأنه مما نص القرآن على حرمة أكله فإنه سبحانه وتعالى يقول : ﴿حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به﴾ [المائدة:3] فاللحم من القسم الرابع أي مما أهل لغير الله , أي ذبح لغير الله بل للمشايخ. فزردة سيدي عابد أقيمت له وهكذا سيدي امحمد بن عودة وسيدي بومدين....الخ , أقيمت له الزردة ليرضى وينفع ويدفع الضر ، وتقول إن هذه الذبائح قد ذكر عليها اسم الله , فنقول : ولو ذكر اسم الله ، فإن النية الأولى وهي تقديمها إلى صاحب المقام يجعلها لغير الله .
برهان ذلك فعل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - مع والد الفرزدق ؛ سحيم ، فإن سحيما علم أن غالبا نحر ليطعم الناس فنحر , فسمع به غالب فنحر عشرات , فغالبه سحيم ونحر مثله وكثر المنحور حتى عد بالمئات , يريدان به الفخر , فلما جاء الأمر إلى علي – رضي الله عنه - نهى الناس عن أكل لحمهما واعتبرها مما أهل لغير الله , ولا شك أن ناحريها قد ذكروا عند نحرها اسم الله , لكن الناحرين قصدا بذلك التباهي والافتخار ، فكانت مما أهل به لغير الله ، فلحم الزردة حرام , وطعامها حرام ؛ لأنه صنع بذلك اللحم , والحضور في الزردة حرام ؛ لأنه تكثير لأهل الباطل ، ولو كان الذي حضر إماما أو رئيس أئمة أو دكتورا أو عالما ؛ فإنه عار علينا أن نزرد بأموال الدولة ، ونحن غارقون في الديون . وقد شاهدنا في تلفزتنا ما يحب الأروبيون أن نكون عليه من اللعب بالثعابين , فكل من أحيا فينا الغفلة التي كنا فيها بالأمس ليس بناصح لنا بل غاش ولن يفلح في مقاصده وسيكون كما قال الله في مثله ممن جعلوا المال للكيد بالمسلمين: ﴿ فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون﴾[الأنفال:36] ،وهذا وعد من الله صادق ولن يخلف الله وعده)) ا.هـ ([13])
والدلائل على كون الزردة (الوعدة ) لغير الله ، فإن كل من خالط العامة يجزم بأن قصدهم التقرب بالزردة من صاحب المزار، ومن شواهد هذا القصد:
أولاً: أنهم يضيفون الزردة إلى صاحب المزار فيقولون : زردة سيدي فلان أو طعام سيدي عبدالقادر مثلا
ثانيا: أنهم يفعلونها عند قبره وفي جواره ولا يرضون لها مكانا آخر .
ثالثا: أنهم إذا نزل المطر إثرها نسبوه إلى سر المذبوح له ، وقويَ اعتقادُهم فيه وتعويلهم عليه.
رابعا: أنهم إذا نُهوا عنها غضبوا ورَموا الناهي لهم بضعف الدين أو بالإلحاد، وقد يجاوزون الجهر بالسوء من القول إلى مد الأيدي بالأذية.
خامسا: أنهم لو تركوها فأُصيبوا بمصيبة نكسوا على رؤوسهم، وقالوا: إن وليهم غضب عليهم لتقصيرهم في جانبه!
فهذه دلائل من احوال الناس وأفعالهم وأقوالهم التي لم يلقنها لهم المكابرون والمتسترون وراء التأويل تريك أن ذبائح الزردة مما ذبح على النصب وأهل به لغير الله وإن ذكر عليها اسمه ([14])
جاء في "منشور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى الأمة الجزائرية المسلمة" : (( إن اللحوم التي تأكلونها في هذه الزردة حرام لأنها مما أهل به لغير الله وإن اللقم التي تأكلونها هي ثمن لضمائركم وإن هذه الأعمال كلها لعب بكم وسخرية بدينكم وفضيحة لكم أمام الأجانب )) ا.هـ ([15])
قال مقيده ـ عفا الله عنه ـ : إن من القبائح السافرة والفضائح الظاهرة التي يحكم بها على هذه الضلالة بالفساد
مما جلبته على العباد والبلاد إلا العار والنكد على رءوس الأشهاد في دنيا قبل يوم المعاد ، ما هو منتشر فيها من المعاصي من الإسراف والتبذير في المال والطعام ، وما فيها من الملاهي المنهي عنها من الغناء والموسيقى ، فتجد أحدهم ـ بين يدي آلات الموسيقى والمزمار ـ يصيح ويتخبط ويصرع كما الذي به المس ، وهذا مما يعلم تحريمه في شريعة الإسلام ، وما فيها من شرب الخمر والاختلاط الرجال بالنساء والاختلاء بهن مما هو معلوم من الإجرام ، وما فيها من التصوير وتسجيل أشرطة الفيديو ونشرها في الانترنت وتوفيرها للإعلام العتريف الغاشم ليقول : هؤلاء هم المسلمون ، وهذا هو الإسلام !!!
فهل يقر الإسلام ، وعقلاء الأنام بهذا الإجرام؟ كلا وألف كلا .
فعقلاء الإسلام وعلمائه النبلاء وحكامه الجحاجحة العظماء قد حاربوا هذه المظاهر الفاسدة وصاحوا على أهلها في كل مصر وعصر ، وأذاقوا كأس عقوبات ممن أرتكبها ، ومن أولئك العظماء العلماء النبلاء الذين وقفوا عند حدود شرع الله تعالى وما حابوا أحدا فيه عند السراء والضراء المجاهد الأمير عبدالقادر ، فهذا العالم العارف المجاهد لم يكن يرضى بمثل هذه الأفعال التي يرتكبها ويقع فيها أصحاب الوعدة ، بل كان يعاقب ممن يقع فيها ويباشرها .
يقول عنه ابنه محمد باشا في كتابه " تحفة الزائر في مآثر الأمير عبدالقادر وأخبار الجزائر "(1/202) :
(( .. واجتهد في تهذيب الأخلاق وبإصلاح الآداب العمومية بحيث لو أراد الله بإطالة المدة لعادت العرب إلى طريق أسلافهم المؤسسة على منطوق القرآن الكريم لأنه منع بشدة وصرامة شرب الخمر ولعب القمار لاسيما من العسكر ومنع استعمال الدخان لكونه إسرافا من دون فائدة سيما للفقراء ومنع الرجال من استعمال الذهب والفضة إلا في الأسلحة وعلى الخيول وأمر بالصلوات الخمس أن تكون في الجوامع ومن وجد في دكانه وقت الصلاة يجلد ، وعين مأمورين لذلك ، ومنع النساء من دخول الجوامع وأمر بوابي الجوامع بأن تكون معهم .. وكلما جاءت يسمونها بها ، فبهذه الواسطة انقطعت النساء عن دخول الجوامع ...))
ويقول د. خلدون مكي الحسني في " الحلقة الرابعة من رد الشبهات المثارة حول الأمير عبد القادر" مبينا مذهب أجداده ومنهم الأمير عبدالقادر : ((هناك فرق بين السيد محيي الدين ، وبين من يسمون بشيوخ الطرق الصوفية ، الذين ليس لهم أي نصيب من العلم والمعرفة ، وإنما حسبهم أنهم يجمعون الناس في زواياهم لأورادهم وأناشيدهم والرقص الصوفي والأكل والشرب .
إنّ زاوية السيد محيي الدين وصفها العلماء بأنها كانت معهداً للعلوم الشرعيّة يدرّس فيها جميع أصناف العلوم .
وللفائدة : فإنّ مذهب السيد محيي الدين هو محاربة الرقص الصوفي "الحضرات" ))
فإنا نطالب ممن يتمسح بهذا الرجل المجاهد ويدعي اتباع طريقته أن يتأسى به في العلم والعمل والدعوة إلى الله وينصر دينه في الضراء والسراء كما كان عليه الأمير عبدالقادر ـ رحمه الله ـ .
قال مقيده ـ عفا الله عنه ـ : ينبني على هذا الفصل أنه يحرم حضور لهذه المشاهد الشركية والبدعية أو مشاركة فيها أو إعانة على إقامتها أو بيع ما يستعن به على إظهارها أو تهنئة من يقوم بها أو اتخاذ أيامها يوم راحة وفرح وسرور وترك الوظائف في ذلك اليوم أو طبخ طعام مخصوص وصنع الحلوة وتوزيعها أو إيقاد الشموع وتبخير البخور وتزيين الشوارع والمباني وغير ذلك من الأمور المنكرة لأن في ذلك إعانة على المنكرات والله تعالى يقول في محكم تنزيله {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان }[المائدة:2]








 


رد مع اقتباس
قديم 2016-02-06, 22:19   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
بشير بن سلة
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

عرض شبه دعاة الوعدة مع بيان فسادها
إن حكمة الحق في الخلق اقتضت أن تكون هناك بينات وشبهات، وأن لا تكون البينات قاهرة ولا الشبهات غالبة، فمن جرى مع فطرته من حب الحق ورباها ونماها وآثر مقتضاها، وتفقد مسالك الهوى إلى نفسه فاحترس منها، لم تزل تتجلى له البينات وتتضاءل عنده الشبهات، حتى يتجلى له الحق يقيناً فيما يطلب فيه اليقين، ورجحاناً فيما يكفي فيه الرجحان، وبذلك يثبت له الهدى ويستحق الفوز، والحمد والكمال على ما يليق بالمخلوق، ومن اتبع الهوى وآثر الحياة الدنيا، تبرقعت دونه البينات، واستهوته الشبهات، فذهبت به "إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم" ([16])
فمن هذا القبيل ما عليه دعاة الوعدة وجنودها ، فقد أقاموا لترويج بضاعة الوعدة في المجتمعات الإسلامية بعض الشبه هي أوهى من بيت العنكبوت تتلاشى وتضمحل مع سلطان النصوص القرآنية والأخبار المحمدية .
فكان من الواجب على من عرف فساد هذه البضاعة ، وما عليه أهلها من الخسة والوضاعة أن يبين هذه الشبه المصطنعة نصحا للجماعة .
الشبهة الأولى : إذا أنكرت على أحدهم عدم مشروعية الزردة وأن ما يذبح فيها فهو لغير الله
ينفجر قائلا لك : إنا نحكم بالظواهر والله يتولى السرائر وقد ظهر من حال الذابح أنه ذكر اسم الله فلا نبحث عن نيته الباطنة .
فالجواب عن هذا ، نقول :
1 ـ إن الأمور بحقائقها وما أضفت إليه وقد علم وتيقن عندنا وعندهم ، بأن الزردة وما يتفرع عنها من الأعمال المقامة فيها من الطعام والذبائح فهي مضافة إلى صاحب المزار ، فيقولون : زردة سيدي فلان أو طعام سيدي عبدالقادر مثلا ، ثم يأتي أحدهم ويقول : إن هذه الذبائح قد ذكر عليها اسم الله !!!
فنقول : ولو ذكر اسم الله ، فإن النية الأولى وهي تقديمها إلى صاحب المقام يجعلها لغير الله .
برهان ذلك فعل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - مع والد الفرزدق ؛ سحيم ، فإن سحيما علم أن غالبا نحر ليطعم الناس فنحر , فسمع به غالب فنحر عشرات , فغالبه سحيم ونحر مثله وكثر المنحور حتى عد بالمئات , يريدان به الفخر , فلما جاء الأمر إلى علي – رضي الله عنه - نهى الناس عن أكل لحمهما واعتبرها مما أهل لغير الله , ولا شك أن ناحريها قد ذكروا عند نحرها اسم الله , لكن الناحرين قصدا بذلك التباهي والافتخار ، فكانت مما أهل به لغير الله ، فلحم الزردة حرام , وطعامها حرام ؛ لأنه صنع بذلك اللحم ([17])
قال العلامة مبارك بن محمد الميلي رحمه الله في رسالته "الشرك ومظاهره"([18]) : (( أولا : أن المفتي لا يقتصر دائما على الظواهر ففي الأيمان والطلاق مسائل تنبني على النية والقصد ويختلف حكمها باختلاف النية مع اتحاد اللفظ
ثانيا : إن من السرائر ما تحف به قرائن تجعل الحكم للنية ولا تقبل معه الظواهر
وذبائح الزردة من هذا القبيل فإن كل من خالط العامة يجزم بأن قصدهم بها التقرب من صاحب المزار )) ا.هـ
2 ـ من أذن لكم في هذا العمل هل لكم فيه دليل وسلطان من رب العالمين ، أو سنة من رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين؟!
لأن النسائك في الإسلام ثلاث : الأضحية والعقيقة والهدي لأهل الحرم لا للأضرحة والمزارات
وإذا كانت الذبيحة نسيكة تعبدية وجب أن تكون على الوجه المأذون به شرعا، قال الله تعالى { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } [الشورى: 21]
أما ما عدى ذلك فهو من العادات المباحة ومن ذلك ما يكرم به المرء نفسه ويوسع به على عياله أو يقدمه لضيفه وهو من النعيم المباح ولكن هذا لا يخصص له وقت وزمان أو مكان ويتقصد به فلان وفلان ويذبح له لغير الله وينسك حول الأضرحة ويحتفل لذلك على نحو ما نراه اليوم في الزردات كما ذكر ذلك العلامة مبارك بن محمد الميلي في رسالته "الشرك ومظاهره"
الشبهة الثانية : إنها من أفضل المناسبات والفرص للتزاور والالتقاء، ومواساة الفقراء
يقول العلامة مبارك بن محمد الميلي ـ رحمه الله ـ في رسالته "الشرك ومظاهره" مبينا وهاء هذه الشبهة :
1 ـ إن أغلب المجتمعين يضيعون الصلوات يوم الزردة ولا يشهد كثير منهم الجمع والأعياد ولا يصلون الأرحام وكثير من الفقراء والأيتام مقهورون عن الزردة منهورون
2 ـ إن المقصود بالذات هو التقرب من صاحب الضريح
3 ـ إن ما في الزردة من مفاسد أطم من ذلك الطفيف من المحاسن لو قصد بالذات وغلبة مفسدة الشيء
على مصلحته دليل الحظر منه ـ كما قال العلماء ـ أخذا من قوله تعالى في الخمر والميسر :{وإثمهما أكبر من نفعهما}[البقرة: 219]
ثم لو كانت الزردات خيرا ـ وهي كثيرة عندنا ـ لظهر خيرها أو لقلت كما قل كل خير ولكان السلف أولى بها كما هم أولى منا بكل خير ، فهل فعلها النبي صلى الله عليه وسلم على قبر سيد الشهداء عمه حمزة رضي الله عنه ؟!
أم صنعها الصحابة رضي الله عنهم على القبر الشريف ؟!
أم اتخذها التابعون على قبور الخلفاء أو الشهداء أو غيرهم ممن كل واحد منهم خير من ألف ممن يزردون لهم اليوم ؟! كلا لم يكن شيء من ذلك
لو ضبطنا ما ينفق بوطننا الجزائري على الزردات لهالنا الأمر واستهوتنا الأحزان إذ نرى التبذير الذي لا يحتمل في حين حاجتنا الشديدة إلى التعليم الحر وعجزنا ماليا عن سدها .......
إن ما يخرج في الزردات يعد بعشرات الملايين وتصور ذلك يقف بك على الخسارة الفادحة التي لم تقف على الوجه المادي بل تناولت ناحية الأخلاق والدين فاستفرغت الأيدي من المال والأدمغة من العقول والأفئدة من الدين وقضت على الذرية بالإهمال فكانت خسارة إيجابية في الجهل والجمود والفقر والعصيان وسلبية في العلم والتفكير والثورة والطاعة فيا ليتها أبقت علينا ديننا فتمثلنا بقول من مضى
إذا أبقت الدنيا على المرء دينه ..... فما فاته منها فليس بضائر .
الشبهة الثالثة : إدخالها في النذر وإهداء ثوابها للميت
يقول العلامة مبارك بن محمد الميلي رحمه الله في رسالته "الشرك ومظاهره" مبينا وهاء هذا التلبيس والمغالطة :
إدخال الزردات في النذر وإهداء الثواب : فقد صوره أحدهم بقوله ( لله علي شاة أو بدنة أو بقرة لسيدي فلان صدقة عليه ، أو إن شفى الله مريضي ، أو ولد لي ولد فعلي إطعام كذا بمحل كذا )
وهذه الصيغة لا تعرف عند العامة لفظها ولا معناها فليست تصويرا لما في نفوسهم إنما هي تأويل فيه تضليل ثم لا يتأيد من الدين بدليل . ا.هـ
سئل الإمام الفقيه محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ عن حكم الصدقة للأموات؟ وذبح الذبائح في رمضان وإهداء ثوابها للأموات؟
فأجاب فضيلته : الصدقة للوالدين والأموات جائزة ولا بأس بها إذا كانوا مسلمين، ولكن الدعاء أفضل من الصدقة لهما، لأن هذا هو الذي أرشد إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ووجه إليه في قوله: «إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» ولم يقل: ولد صالح يتصدق عنه، أو يصلي له، ولكن مع ذلك لو تصدق عن الميت لأجزأه، لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سأله رجل عن أب له مات ولم يوص، فهل ينفعه أن يتصدق عنه؟ قال: «نعم»، لكن ما يفعله بعض الناس في ليالي رمضان من الذبائح والولائم الكثيرة، والتي لا يحضرها إلا الأغنياء، فإن هذا ليس بمشروع، وليس من عمل السلف الصالح، فينبغي تركه، لأنه في الحقيقة ليس إلا مجرد ولائم يحضرها الناس، ويجلسون إليها على أن البعض منهم يتقرب إلى الله تعالى بذبح هذه الذبيحة، ويرى أن الذبح أفضل من شراء اللحم، وهذا يوجب أن يتقربوا إلى الله تعالى بنفس الذبح فيلحقها بالنسك في غير محله، لأن الذبائح التي يتقرب بها إلى الله هي الأضاحي، والهدايا، والعقائق، وهذه ليس منها، فلا يجوز إحداث شيء في دين الله تعالى. ا.هـ ([19])
الشبهة الرابعة : اعتقادهم مشروعية شد رحال لزيارة المشايخ، وتبرك بآثارهم، وتمسح بقبورهم، وتوسل بهم .
الرد على هذه الشبهة يكون من وجوه
الأول :
قال العلامة أحمد حماني ـ رحمه الله ـ: (( الزيارة الشرعية تكون للشيخ إذا كان من ذوي العلم والفهم والصلاح ، فيكتسب منه الزائر العلم والدين والصلاح ، ويأخذ منه المعقول والمنقول ، ويرجع بفوائد جمة . كما كان عالم المدينة بها ، وأبوحنيفة في العراق , هذه هي الزيارة المأذون فيها ، وكانت تضرب إليها آباط الإبل , فأما إذا كان الشيخ كالصنم فماذا يستفيد الزائر ؟ أعلما أم زهدا أم صلاحا أم نصيحة أم عقلا ؟ إن المشايخ كانوا خلوا من كل ذلك , وفاقد الشيء لا يعطيه .
والذين كان يمكن الاستفادة من علمهم لم يردوا في سؤالكم ، ولا يمكن أن يخطروا ببالكم ، مثل ابن باديس والتبسي - رحمهما الله - , فقد كان يزورهما الطلاب ، ويرجعون من عندهم بعلم وفير ونصائح جمة أفادت الوطن والأمة .
وإنما حكمت أنك لا تريد هذا الصنف المقيد من العلماء ؛ لأنك ذكرت مع زيارتهم ، البركة والتمسح بالقبور والزردة والوعدة ، ونسيت الهردة والوخدة والفجور والخمور , فقد أنقذوا هذه الأمة من هذه الشرور وخلصوها من قبضة مشايخ الطرق , فكان ذلك مقدمة لتحريرها ورفع رايتها, ولم يكن لغالب مشايخ الطرق إلا فضيلة النسب الشريف وهو مظنون , وإن صح ففي الحديث " من بطأ به عمـله لم يسرع به نسبه " رواه مسلم ، وأم الشرفاء قال لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: " يا فاطمة لا أغني عنك من الله شيئا" رواه البخاري ومسلم .
فإذا أردت أخذ البركة من المشايخ ؛ فاقصدهم للعلم والفضل والصلاح والزهد ، واقتد بهم ، واعمل عملهم ؛ تنتفع وتحصل لك أنواع من البركة الحقيقية لا المتخيلة )) ا.هـ
وقال العلامة المحدث أحمد بن يحيى النجمي ـ رحمه الله ـ في كتابه " المورد الذب الزلال"(ص: 134 ـ 135 )
(( إن الزيارة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: سنية وبدعية وشركية.
فمن دعا صاحب القبر فهو مشرك وزيارته شركية، ومن زعم أن الدعاء عند ذلك القبر مستجاب فهو مبتدع وزيارته بدعية ومن زار قبر فلان ليدعو له، لعلمه أن المقبور في حاجة إلى الدعاء فتلك هي الزيارة السنية التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكر الآخرة" أخرجه مسلم .
ولكن الزيارة السنية لا يجوز أن يشد إليها رحل لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" .....
والذهاب إليها والمحاضرة فيها عن غير الشرك الذي يجري فيها شاهد ثالث وفيه من المحاذير:
1 ـ إيهام العامة أن ما يجري عند تلك القبور من الدعاء لغير الله والاستغاثة بغيره من المخلوقين والذبح والنذر لهم دونه أنه هو الإسلام وذلك محاربة للإسلام الصحيح لا دعوة إليه.
2 ـ فيه تشجيع للوثنية التي حاربها الإسلام من أول يوم نزل القرآن فيه على النبي وبالأخص في السور المكية كقوله تعالى: {ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً لمن الظالمين}[يونس: 106].
3 ـ صدور هذا من داعية يظهر للناس أنه يمثل الإسلام الصحيح أعظم في التغرير بالسذج، وأكثر إيغالاً في الإيهام والخداع، وأنا لا أعتقد أن البنا قصد الإيهام، ومن سبر حاله من كتبه وسيرته يتبين له أن الذي أوقعه في ذلك هو الجهل بالإسلام الصحيح)) ا.هـ
الثاني : أما التمسح على قبورهم : فإن مثل هذا التمسح نوع من الشرك ولا يكون إلا للحجر الأسود بالكعبة فقط مع التوحيد الخالص لله وقد قال له عمر – رضي الله عنه - يخاطبه : « والله ما أنت إلا حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك » متفق عليه, فإن كنت مع الحجر الأسود كما قال عمر ، فلا بأس أن تقبله ، أما غيره فلا يجوز لك التمسح به ؛ فإن التمسح به وتقبيله شرك يتنـزه عنه المؤمن الموحد .
إن المؤمن يعلم - كما علم عمر – أنه حجر والله يقول في مثله من الجماد الذي كان يفتن العباد : ﴿ إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ﴾ [فاطر 14] ، فالبركة المستفادة من هذا التمسح هي الرجوع إلى عهد الجاهلية والشرك بالله ، هذا هو التمسح بالقبور , فإنها أجداث ، فإن قصدت ساكني القبور ، فإن ذلك منك أضل ، ألم تر أن صاحب القبر كان حيا يرزق ثم جاءه الموت , والموت كريه لا يحب زيارته أحد من الأحياء , فلم يستطع دفعه عن نفسه واستسلم مكرها ولو استطاع أن يفتدي منه لبذل له الدنيا وما فيها .
فمن رجا الخير من ميت أو دفع الضر المتوقع فلا أضل منه , فادع في كل ما يصيبك الحي الذي لا يموت فإنه النافع الضار وحده والله يوصي عباده فيقول﴿ ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ﴾[ فصلت :37]
الثالث : أما التوسل بهم ، فإن التوسل الشائع بين الناس وهو دعاء - الدعاء مخ العبادة – شرك محض , فالتوحيد أن تدعو الله الذي خلقك - ولو عظمت ذنوبك – فإنه معك يسمع دعاءك فإن كان لابد من التوسل فتوسل بصالح أعمالك كما فعل الثلاثة أصحاب الغار حينما نزلت عليهم الصخرة وسدته عليهم , فاستجاب لهم من يعلم بشدتهم, هذا هو التوسل الصحيح وغيره قد يوقع صاحبه في الشرك فلا تحم حوله ([20])
سئل الإمام ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: عن التوسل هل هو من مسائل العقيدة؟ وعن حكم التوسل بالصالحين؟
فأجاب : التوسل داخل في العقيدة، لأن المتوسل يعتقد أن لهذه الوسيلة تأثيرًا في حصول مطلوبه، ودفع مكروهه؛ فهو في الحقيقة من مسائل العقيدة؛ لأن الإنسان لا يتوسل بشيء إلا وهو يعتقد أن له تأثيرًا فيما يريد ، والتوسل بالصالحين ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول : التوسل بدعائهم فهذا لا بأس به؛ فقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يتوسلون برسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بدعائه: يدعو الله لهم فينتفعون بذلك؛ واستسقى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- " العباس بن عبد المطلب " بدعائه.
وأما القسم الثاني : فهو التوسل بذواتهم: فهذا ليس بشرعي؛ بل هو من البدع من وجه، ونوع من الشرك من وجه آخر.
فهو من البدع : لأنه لم يكن معروفًا في عهد النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأصحابه.
وهو من الشرك : لأن كل من اعتقد في أمر من الأمور أنه سبب ولم يكن سببًا شرعيًا فإنه قد أتى نوعًا من أنواع الشرك؛ وعلى هذا لا يجوز التوسل بذات النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مثل أن يقول: أسألك بنبيك محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلا على تقدير أنه يتوسل إلى الله -تعالى- بالإيمان بالرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومحبته فإن ذلك من دين الله الذي ينتفع به العبد، وأما ذات النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فليست وسيلة ينتفع بها العبد؛ وكذلك على القول الراجح لا يجوز التوسل بجاه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ لأن جاه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إنما ينتفع به النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نفسه؛ ولا ينتفع به غيره؛ وإذا كان الإنسان يتوسل بجاه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - باعتقاد أن للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جاهًا عند الله فليقل: اللهم إني أسألك أن تشفع بي نبيك محمدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وما أشبه ذلك من الكلمات التي يدعو بها الله عز وجل.ا.هـ

الخاتمة
في الخاتمة ـ ختم الله لنا ولكم بالحسنة ـ أتوجه بهذا النداء من القلب إلى كل قلب داعية إلى الوعدة وممن أغتر به ـ ممن نرجو فيه الخير وقبول الحق ومناصرته ـ فإنا نأمل فيكم الخير، ونرجو لكم السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة ، ونرجو أن تكون لكم قلوبا واعية ، وأذانا سامعة لما وجهناه إليكم من كلام دعاة الإصلاح أئمتكم الأقحاح الذين بصمودهم والكفاح قهروا قوة فرنسا ودمروا ما لديها من السلاح ، أن تعوا كلامهم وتتفهموه إذ يعود عليكم بالصلاح ، وينهض بكم في الدنيا إلى الرقي والنجاح ، ويضمن لكم في الآخرة النجاة والفلاح .
ولكم هذه النصيحة الذهبية ومسك الختام من إمامكم المشفق عليكم البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ يقول فيها :
يا قومنا أجيبوا داعي الله ولا تجيبوا داعي الشيطان ، يا قومنا إن أصول هذه المنكرات مفسدة للعقيدة وإن فروعها مفسدة للعقل والمال وإنكم مسؤولون عند الله عن جميع ذلك .
يا قومنا إنكم تنفقون هذه الأموال في حرام وإن الذبائح التي تذبحونها حرام لا يحل أكلها ، لأنها مما أهل به لغير الله ، فمن أفتاكم بغير هذا فهو مفتي الشيطان لا مفتي القرآن ([21]) ، والله المستعان .
اللهم إن هذا جهد مقل فتقبله مني فأنت تعلم أني دافعت به عن التوحيد والسنة التي هي عقيدة السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة المهتدين، وانفعني به في يوم الفاقة والحاجة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
اللهم ما كان فيه من حق وصواب فهو منك؛ لأنه تم بعونك وتوفيقك وتسديدك وما كان فيه من خطإ وباطل فهو مني، والله ورسوله بريئان من ذلك.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الهامش

([1]) آثار الشيخ العلامة عبد الرحمن بن يحيي المعلمي اليماني (4/ 7)
([2]) القواعد الحسان لتفسير القرآن (ص: 20) للإمام المفسر الأصولي عبدالرحمن السعدي ـ رحمه الله ـ
([3]) "المورد العذب الزلال"( ص 44 ـ 87 ) للعلامة المحدث أحمد بن يحيى النجمي ـ رحمه الله ـ ، مع شيء من التصرف مني
([4]) الإمام أحمد بن يحيى النجمي ـ رحمه الله ـ في هذه الأسطر الذهبية يبين ما عليه الجماعات الحزبية المبتدعة المعاصرة من الخليط في مناهجها وآرائها وأفكارها ، وأن همها تكثير أصوات صندوق حزبها ، ولا عناية لها بالتصفية والتربية والدعوة الإسلامية الصحيحة والتميز ، ضاربة حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ : خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا ثُمَّ قَالَ: «هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَقَالَ هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ، ثمَّ قَرَأَ {إِن هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبعُوهُ} "، عرض الحائط ، وكأنه لا يعنيهم !!
فكن على علم يا أيها القارئ الكريم بهذه المناهج المحدثة التي نبه الشيخ النجمي على بعض أصولها وأفكارها ، وإياك أن تغتر بمن يتقرب إليهم أو يدعو إلى التقرب بهم والتعاون معهم ، فعملهم هذا حركة بلا بركة ، ونعيقهم مهم سمع وانتشر فهو كالشاة المذبوحة تتحرك لتموت .
([5]) انظر كتاب "المورد العذب الزلال "للعلامة المحدث أحمد بن يحيى النجمي ـ رحمه الله ـ
([6]) انظر "كتاب أعراس الشيطان الزردة والوعدة"( ص 36 ) مقال الشيخ محمد السعيد الزاهري رحمه الله مع شيء من التصرف في عبارة الشيخ .
([7]) يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ مبينا أصل هذا الضلال ومنشأ فساده وعواقبه الوخيمة في "مجموع الفتاوى" (4/ 517 ـ 518) : (( وَأَصْلُ هَذَا الْكَذِبِ هُوَ الضَّلَالُ وَالِابْتِدَاعُ وَالشِّرْكُ فَإِنَّ الضُّلَّالَ ظَنُّوا أَنَّ شَدَّ الرِّحَالِ إلَى هَذِهِ الْمَشَاهِدِ؛ وَالصَّلَاةَ عِنْدَهَا وَالدُّعَاءَ وَالنَّذْرَ لَهَا؛ وَتَقْبِيلَهَا وَاسْتِلَامَهَا وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ وَالدِّينِ حَتَّى رَأَيْت كِتَابًا كَبِيرًا قَدْ صَنَّفَهُ بَعْضُ أَئِمَّةِ الرَّافِضَةِ " مُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ " الْمُلَقَّبُ بِالشَّيْخِ الْمُفِيدِ شَيْخِ الْمُلَقَّبِ بِالْمُرْتَضَى وَأَبِي جَعْفَرٍ الطوسي سَمَّاهُ " الْحَجُّ إلَى زِيَارَةِ الْمَشَاهِدِ " ذَكَرَ فِيهِ مِنْ الْآثَارِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَزِيَارَةِ هَذِهِ الْمَشَاهِدِ وَالْحَجِّ إلَيْهَا مَا لَمْ يَذْكُرْ مِثْلُهُ فِي الْحَجِّ إلَى بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ. وَعَامَّةُ مَا ذَكَرَهُ مِنْ أَوْضَحِ الْكَذِبِ وَأَبْيَنِ الْبُهْتَانِ حَتَّى أَنِّي رَأَيْت فِي ذَلِكَ مِنْ الْكَذِبِ وَالْبُهْتَانِ أَكْثَرَ مِمَّا رَأَيْته مِنْ الْكَذِبِ فِي كَثِيرٍ مِنْ كُتُبِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَهَذَا إنَّمَا ابْتَدَعَهُ وَافْتَرَاهُ فِي الْأَصْلِ قَوْمٌ مِنْ الْمُنَافِقِينَ وَالزَّنَادِقَةِ؛ لِيَصُدُّوا بِهِ النَّاسَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ. وَيُفْسِدُوا عَلَيْهِمْ دِينَ الْإِسْلَامِ وَابْتَدَعُوا لَهُمْ أَصْلَ الشِّرْكِ الْمُضَادَّ لِإِخْلَاصِ الدِّينِ لِلَّهِ كَمَا ذَكَرَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ مِنْ السَّلَفِ فِي قَوْله تَعَالَى عَنْ قَوْمِ نُوحٍ: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} {وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا} قَالُوا هَذِهِ أَسْمَاءُ قَوْمٍ صَالِحِينَ كَانُوا فِي قَوْمِ نُوحٍ فَلَمَّا مَاتُوا عَكَفُوا عَلَى قُبُورِهِمْ ثُمَّ صَوَّرُوا تَمَاثِيلَهُمْ. وَقَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ وَبَسَطَهُ وَبَيَّنَهُ فِي أَوَّلِ كِتَابِهِ فِي قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِهَا.
وَلِهَذَا صَنَّفَ طَائِفَةٌ مِنْ الْفَلَاسِفَةِ الصَّابِئِينَ الْمُشْرِكِينَ فِي تَقْرِيرِ هَذَا الشِّرْكِ مَا صَنَّفُوهُ وَاتَّفَقُوا هُمْ وَالْقَرَامِطَةُ الْبَاطِنِيَّةُ عَلَى الْمُحَادَّةِ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ حَتَّى فَتَنُوا أُمَمًا كَثِيرَةً وَصَدُّوهُمْ عَنْ دِينِ اللَّهِ. وَأَقَلُّ مَا صَارَ شِعَارًا لَهُمْ تَعْطِيلُ الْمَسَاجِدِ وَتَعْظِيمُ الْمَشَاهِدِ فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ مِنْ تَعْظِيمِ الْمَشَاهِدِ وَحَجِّهَا وَالْإِشْرَاكِ بِهَا مَا لَمْ يَأْمُرْ اللَّهُ بِهِ وَلَا رَسُولُهُ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّينِ؛ بَلْ نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ. وَأَمَّا الْمَسَاجِدُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ فَيُخَرِّبُونَهَا فَتَارَةً لَا يُصَلُّونَ جُمْعَةً وَلَا جَمَاعَةً بِنَاءً عَلَى مَا أَصَّلُوهُ مِنْ شُعَبِ النِّفَاقِ وَهُوَ أَنَّ الصَّلَاةَ لَا تَصِحُّ إلَّا خَلْفَ مَعْصُومٍ وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ ضَلَالَتِهِمْ. وَأَوَّلُ مَنْ ابْتَدَعَ الْقَوْلَ بِالْعِصْمَةِ لِعَلِيِّ وَبِالنَّصِّ عَلَيْهِ فِي الْخِلَافَةِ: هُوَ رَأْسُ هَؤُلَاءِ الْمُنَافِقِينَ " عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَبَأٍ " الَّذِي كَانَ يَهُودِيًّا فَأَظْهَرَ الْإِسْلَامَ وَأَرَادَ فَسَادَ دِينِ الْإِسْلَامِ كَمَا أَفْسَدَ بولص دِينَ النَّصَارَى وَقَدْ أَرَادَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ قَتْلَ هَذَا لِمَا بَلَغَهُ أَنَّهُ يَسُبُّ أَبَا بَكْر وَعُمَر حَتَّى هَرَبَ مِنْهُكَمَا أَنَّ عَلِيًّا حَرَقَ الْغَالِيَةَ الَّذِينَ ادَّعُوا فِيهِ الْإِلَهِيَّةَ وَقَالَ فِي الْمُفَضِّلَةِ: لَا أوتى بِأَحَدِ يُفَضِّلُنِي عَلَى أَبِي بَكْر وَعُمَر إلَّا جَلَدْته جَلْدَ الْمُفْتَرِي. فَهَؤُلَاءِ الضَّالُّونَ الْمُفْتَرُونَ أَتْبَاعُ الزَّنَادِقَةِ الْمُنَافِقُونَ يُعَطِّلُونَ شِعَارَ الْإِسْلَامِ وَقِيَامَ عَمُودِهِ وَأَعْظَمُهُ سُنَنُ الْهُدَى الَّتِي سَنَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ هَذَا الْإِفْكِ وَالْبُهْتَانِ فَلَا يُصَلُّونَ جُمْعَةً وَلَا جَمَاعَةً. وَمَنْ يَعْتَقِدُ هَذَا فَقَدْ يُسَوِّي بَيْنَ الْمَشَاهِدِ وَالْمَسَاجِدِ حَتَّى يَجْعَلَ الْعِبَادَةَ: كَالصَّلَاةِ وَالدُّعَاءِ وَالْقِرَاءَةِ وَالذِّكْرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مَشْرُوعًا عِنْدَ الْمَقَابِرِ كَمَا هُوَ مَشْرُوعٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرُبَّمَا فَضَّلَ بِحَالِهِ أَوْ بِقَالِهِ: الْعِبَادَةُ عِنْدَ الْقُبُورِ وَالْمَشَاهِدِ عَلَى الْعِبَادَةِ فِي بُيُوتِ اللَّهِ الَّتِي هِيَ الْمَسَاجِدُ حَتَّى تَجِدَ أَحَدُهُمْ إذَا أَرَادَ الِاجْتِهَادَ فِي الدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَنَحْوَ ذَلِكَ قَصَدَ قَبْرَ مَنْ يُعَظِّمُهُ كَشَيْخِهِ أَوْ غَيْرِ شَيْخِهِ فَيَجْتَهِدُ عِنْدَهُ فِي الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ وَالْخُشُوعِ وَالرِّقَّةِ مَا لَا يَفْعَلُهُ مِثْلُهُ فِي الْمَسَاجِدِ وَلَا فِي الْأَسْحَارِ وَلَا فِي سُجُودِهِ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ. وَقَدْ آلَ الْأَمْرُ بِكَثِيرِ مِنْ جُهَّالِهِمْ إلَى أَنْ صَارُوا يَدْعُونَ الْمَوْتَى وَيَسْتَغِيثُونَ بِهِمْ كَمَا تَسْتَغِيثُ النَّصَارَى بِالْمَسِيحِ وَأُمِّهِ فَيَطْلُبُونَ مِنْ الْأَمْوَاتِ تَفْرِيجَ الْكُرُبَاتِ وَتَيْسِيرَ الطَّلَبَاتِ وَالنَّصْرَ عَلَى الْأَعْدَاءِ وَرَفْعَ الْمَصَائِبِ وَالْبَلَاءِ وَأَمْثَالَ ذَلِكَ مِمَّا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إلَّا رَبُّ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ ...)) ا.هـ
قلت (بشير) : فهنيئا لهذه الشرذمة الضالة (أصحاب الوعدة) أن يكون قدوتهم وأسوتهم فيما هم فيه من الضلال والشرك والبدع ، الزنادقة والرافضة .
([8]) انظر مقال العلامة محمد البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ كتاب " أعراس الشيطان الزردة والوعدة"( ص: 22 ـ 24) ، مع التصرف اليسير في بعض الألفاظ مني .
([9]) مقال الشيخ العلامة محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله ، انظر كتاب " أعراس الشيطان الزردة والوعدة"(ص 24)
([10]) كتاب " أعراس الشيطان الزردة والوعدة" (ص 36 ـ 37)
([11]) فما أشبههم وألصقهم ببني ورسيفان البربرية في هذه الضلالة الشركية والمعتقد الفاسد ، إن لم تكن أصلها منهم أخذها المستعمر الفرنسي منهم وأحياها ودعا إليها .
قال العلامة مبارك بن محمد الميلي ـ رحمه الله ـ في (تاريخ الجزائر في القديم والحديث)(1/122)
(( قال البكري في خاتمة كتابه المغرب :"وبنو ورسيفان من البربر إذا أرادوا الحرب تقربوا بذبح بقرة سوداء للشماريخ ، وهي عندهم الشياطين ، ويقولون : هذا ذبح للشماريخ ، ويفتحون أوعيتهم في تلك الليلة من الطعام والعلف ، فلا يكون لها وكاء ولا سداد .
ويقولون : هذا طعام وعلف الشماريخ ، فإذا غدوا للقتال توقفوا حتى يروا زوابع الريح ، فيقولون قد جاءت الشماريخ أولياؤكم لنصرتكم ، فيحملون عند ذلك ، فينتصرون بزعمهم ، ويقولون أن ذلك لا يخطيهم "
ونظير ما ذكره البكري ما هو موجود اليوم من أن الناس إذا عز عليهم المطر في فصلي الربيع والخريف لم يستسقوا الاستسقاء الشرعي بل يتقربون بذبح البقر أو غيره من الأنعام لقبر من القبور التي يعتقدون صلاح صاحبها بالسماع من أسلافهم العوام ويطعمون الطعام ، ويسمون ذلك " زردة سيدي فلان ..."
فإذا أغاثهم الله بالمطر نسبوا ذلك لبركة ذلك السيد وأنه رضي عنهم ، وكثير من عقائد الأقدمين الوثنيين لم تزل رائجة بين الجهال البسطاء وعوام المتعلمين ، وإنما صبغت بلون آخر )) ا.هـ
([12]) انظر كتاب " أعراس الشيطان الزردة والوعدة"( ص: 17)
([13]) مقال ( لماذا نحيي عهد الزردة والوعدة ؟ ) ، انظر كتاب " أعراس الشيطان الزردة والوعدة"( ص: 44)
([14]) رسالة الشرك ومظاهره ، انظر كتاب " أعراس الشيطان الزردة والوعدة"( ص: 29)
([15]) كتاب " أعراس الشيطان الزردة والوعدة"( ص: 18)
([16]) كتاب "القائد إلى تصحيح العقائد"(ص 22) للعلامة المحدث عبدالرحمن بن يحيى المعلمي العتمي
([17]) مقال ( لماذا نحيي عهد الزردة والوعدة ؟ ) للعلامة أحمد حماني ، انظر كتاب " أعراس الشيطان الزردة والوعدة"
( ص: 44)
([18]) انظر كتاب "أعراس الشيطان الزردة والوعدة "(ص 29)
([19]) "مجموع فتاوى"(20/ 89) للإمام ابن عثيمين
([20]) ذكر هذا الوجه وقبله العلامة أحمد حماني في مقاله ( لماذا نحيي عهد الزردة والوعدة ؟ )
([21]) مقال العلامة محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله

كتبه وجمعه الفقير إلى الله : بشير بن عبدالقادر بن سلة الجزائري
وانتهى من إعادة النظر فيه ليلة الثلاثاء 16 ذو القعدة 1436 هـ الموافق لـ 31 أغسطس 2015 م
معسكر / الجزائر










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-06, 22:49   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
بشير بن سلة
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

تحميل الملف بصيغة ptf
https://up./downloadf-36r2id1-pdf.html









رد مع اقتباس
قديم 2016-02-07, 00:17   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
كاريتة
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

يععطيك الف عافية

العاب تنظيف










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-07, 01:06   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
جودي الجزائرية
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خير ونفع بك
وجعله في موآزين حسنآتك










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-07, 17:36   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عبد الرحيم بوعكيز
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
بارك الله فيك ، أخي الفاضل.










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-07, 19:08   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
على المنهج
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية على المنهج
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله في مجهودك










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-08, 14:13   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
غريب في الأنام
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية غريب في الأنام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أيها الفاضل ويرحم الله والديك
رحم الله الشيخ حماني فقد أفحم أصحابها وألقمهم من الحجارة ما ألجم أفواههم فلم يحرروا ردا إلا ما كان منهم من صدود عن الحق ورفض له واتباع الأهواء وما لم ترد به الدلائل والحجج والبراهين من زرداتهم ووعداتهم .
وهناك نابتة سوء هذه الأيام ظهرت وكأن وراءها من يحركها حيث أقيمت زردات ووعدات في جهات من الوطن الحبيب الجزائر ، وما وجدت من يرد قائلها ويصد فاعلها ، ايتهيأ للناس أن استسقاء الأمة بالصلاة التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم تعليمة صادرة من جهات مسؤولة يخادعون بها الله والناس ، فيرد عليهم أن كذبتم وجئتم بهتانا وقلتم زورا .
وإنما هي ذنوبنا ومعاصينا ومنع الزكاة وكثيرة هي الأسباب المانعة للقطر التي تتطلب منا مراجعة النفس ومحاسبتها والتوبة إلى الله والرجوع إليه .










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-20, 21:14   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
بشير بن سلة
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم










رد مع اقتباس
قديم 2019-02-09, 00:06   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أبو أنس بشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

يرفع للفائدة
بشير بن سلة










رد مع اقتباس
قديم 2020-10-15, 18:55   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أبو أنس بشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

تابعونا على الحساب الجديد*










رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:12

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc