نسب الجعافرة الطيارون في الأردن و فلسطين
يقول المؤرخ النسابة الأردني عمر مرشد الزعبي الجيلاني في كتابه (العائلات الشريفة في الأردن و فلسطين /نظرة في سجلات المحاكم الشرعية العثمانية /ص٨٩-٩٥) :
(الجعافرة الطيارون)
يتواجد في الاردن وفلسطين عدد من العائلات الممتد نسبها الى الصحابي الجليل جعفر الطيار رضي الله عنه ، قال المؤرخ احسان النمر: وهم ال هاشم والحنبلي ونسبهم مشهور وهم منتشرون في نابلس وعمان ومنهم فرع في مصر اما ال الحنبلي في دمشق فهم من ال سيف في ذنابة وبرقة .
وقال المؤرخ مصطفى مراد الدباغ: ومن احفاد جعفر الطيار هذا العائلات المعروفة بنابلس وتحمل اسم : هاشم والحنبلي والنقيب وكذلك الثوابية المقيمون في قرية عيمة من اعمال الكرك .
ال الجعفري ( هاشم / الحنبلي)
تسكن هذه العائلة نابلس منذ القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي، قال مجير الدين العليمي في ترجمة جدهم: الفقيه المحدث تقي الدين أبو عبد الله يوسف بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور بن رافع بن حسن بن جعفر المقدسي ثم النابلسي الْحنبلي ولد عام ست وثمانين وخمسمائة تقريبا بالقدس الشريف وسمع بدمشق من جماعة وتفقه وولي الامامة بالجامع الغربي بنابلس وحدث وهو ابن عم الحافظ عبد الْغني المقدسي وكان على طريقة حعام توفي في عاشر ذي الْقعدة عام ثمان وثلاثين وستمائة بنابلس .
وقد برز منهم علماء كبار وفقهاء وقضاة ونقباء اشراف، قال ابن حجر العسقلاني: محمد بن عبد القادر بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة ابن سلطان بن سرور الجعفري النابلسي شمس الدين ولد بنابلس وسمع بها من عبد الله بن محمد بن يوسف كتاب التوكل وجزء سفيان بإجازته لهما من السبط ورحل إلى دمشق فسمع بها أيضا ومات ببلده عام ٧٩٧هـ وكان فاضلا وله إلمام بالحديث قال ابن الجزري في البلياني صحب ابن قيم الجوزية وتفقه به وقرأ عليه أكثر تصانيفه وتصدر للتدريس والإفتاء وكان دينا خيرا حسن البشر انتهى .
وقال السخاوي: محمد بن عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور بن رافع بن حسن بن جعفر البدر أبو عبد الله بن الشرف بن الشمس أبي عبد الله بن الشرف بن الفخر بن الإمام الجمال أبي الفرج الجعفري المقدسي النابلسي الحنبلي والد الكمال محمد الاتي ويعرف بابن عبد القادر، من بيت كبير بينت من في عمود نسبه من الأعيان في ترجمته من معجمي، ولد في عام إحدى وتسعين وسبعمائة بنابلس ونشأ بها فحفظ الخرقي وأخذ عن بلديه التقي المفتي أبي بكر بن علي بن أبي بكر بن حكم وسمع عليه وعلى القباني والتدمري وغيرهم ممن كان يمكنه السماع من أقدم منهم بل لا أستبعد أن يكون أجيز له من جده وغيره مع أني رأيت من قال أنه سمع من جده وأبي الخير بن العلائي ولكن قائله لا أعتمده. وقدم القاهرة مرارا فأخذ في عام إحدى وأربعين عن المحب بن نصر الله في الفقه وغيره وناب عنه ثم عن البدر البغدادي بها، ثم ولاه النظام بن مفلح في عام ثلاث وأربعين قضاء نابلس حين كان أمرها لقضاة الشام مع كون قضاء الحنابلة بها مما تجدد في أوائل هذا القرن أو أواخر الذي قبله، واستمر على قضاء بلده دهرا وانفصل فِي أثنائه قليلا ثم أضيف إليه قضاء القدس وقتا وقضاء الرملة، وأجاز لي بعد ثم لقيه العز بن فهد فأخذ عنه، ولما كبر أعرض عن القضاء لأولاده واقبل على ما يهمه، وحج أربع مرار ولقيته بنابلس في عام تسع وخمسين فسمع بقراءتي على بعض الرواة، ومات في يوم الخميس سادس عشر رمضان عام إحدى وثمانين رحمه الله .
ومن الفقهاء المتاخرين منهم الشيخ محمد افندي بن هاشم الجعفري ت ١٢٢٨هـ / ١٨١٣م، قال عادل مناع: هو ابن الشيخ هاشم الجعفري الملقب بزيتون، تعلم في نابلس ثم في دمشق، وتضلع في المذهب الحنبلي حتى اصبح من اعلامه، وقد عين قاضيا في محكمة القدس الشرعية على قول احسان النمر، واختير لمناظرة علماء نجد، فظهر امره وكاد يقضي هو وصاحبه الشيخ اسماعيل القدومي هناك لولا ان الامير سعود حماهما واعادهما سالمين، وبعد رجوعهما ارسلا اليه كتابا من العقيدة للسفاريني، وكان الشيخ محمد ورعا زاهدا، ترك ثروة كبيرة لولده عمر، وبنى دارا فخمة جر اليها الماء واقام حولها حديقة لطيفة زاخرة بالاشجار والازهار، وقد جاء في كتاب مختصر طبقات الحنابلة عن هاشم الجعفري في نابلس ما يأتي: "وبنو هاشم ابو الجعفري في نابلس بيت علم ومجد قديما وحديثا ونسبتهم الى سيدنا جعفر بن ابي طالب" .
كما برز منهم عدد من نقباء الاشراف من اشهرهم السيد محمد مرتضى افندي الجعفري الذي انتقلت منه النقابة الى اسرة تفاحة الحسينية حتى نهاية الحكم العثماني.
وقد الف في نسب هذه العائلة العالم الموسوعي المسند النسابة محمد مرتضى الزبيدي ت ١٢٠٥هـ / ١٧٩٠م، وسمى كتابه الروض المعطار في نسب ال جعفر الطيار، ثم ذيل عليه السيد محمد الناجي قراجا الحسيني ثم اكمل التذييل شقيقه الشيخ حسن قراجا الحسيني، واضاف الزبيدي ايضا نسبهم في تذييلاته على كتاب المشجر الكشاف في نسب السادة الاشراف للنسابة محمد بن عميد الدين النجفي.
وقد ورد ذكرهم بالفاظ السيادة والشرف في اقدم سجلات نابلس العثمانية ففي حجة مؤرخة عام ١٠٦٧هـ / ١٦٥٦م اعطيت وظيفة النظر على اوقاف مسجد الحنابلة بنابلس "للسيد عبد القادر بن السيد عبد العزيز الحنبلي" عوضا عن "المرحوم السيد مصطفى الحنبلي" ، وتولية اخرى ل "فخر السادات المكرمين العلامة مولانا الشيخ صلاح الدين بن المرحوم فخر الاشراف الكرام السيد مصطفى الحنبلي" على نفس الوقف .
وكان منهم "السيد مصطفى بن المرحوم السيد احمد الحنبلي" كاتبا في محكمة نابلس في عام ١٠٦٦هـ / ١٦٥٥ م .
وللعائلة حجج وقفية منها وقفية مؤرخة عام ١٢٢٢هـ / ١٨٠٧م لصاحبتها "زين المخدرات عين المحجبات السيدة سارة بنت المرحوم السيد الحاج صالح الحنبلي" .
ومنها حجة مؤرخة عام ١١٤١هـ / ١٧٢٨م حضر فيها "فخر السادات الكرام السيد صالح بن السيد ابراهيم الحنبلي" وكالة عن خالته خديجة بنت مراد .
وقد كان للنساء دور فاعل في ادارة اوقاف العائلة، فقد ورد في إحدى الحجج الشرعية عام ١٢٤٧هـ / ١٨٣١م أنّ "السيدة مريم بنت السيد يوسف الحنبلي" كانت ناظرة على وقف جدها السيد حسن الحنبلي .
ويظهر من خلال الحجج لشرعية المكانة العالية التي كانت لهذه العائلة الشريفة في المجتمع الفلسطيني، فقد كانت السيدة حنفية ابنة نقيب اشراف القدس مصطفى الحسيني زوجة للسيد عبد القادر الحنبلي نقيب اشراف نابلس، وبعد وفاة زوجها تم تعيينها وصية على ولديها القاصرين عن درجة البلوغ وهما محمد مرتضى وصالحة وفقا لحجة مؤرخة عام ١٢٢١هـ / ١٨٠٦م .