من الذي حرك أبو حما ( أستاذ من أدرار) يغمى عليه أربع مرات أما الملأ.
من الذي حرك جازية من ولاية الشلف تجلس وسط الطريق يعجز حشد من الشرطة المدججين بأدوات مكافحة الشغب أن ينقلوها إلا خارج الطريق وهي تصيح بكل ثقة : لن أتزحزح لن أتحرك إلا بعد الادماج.
من الذي يجبرني مع 250 أستاذ و 40 أستاذة على المبيت في الشارع في ليلة باردة جدا فقدت جلدي من الشعور بالبرد فيها.
من الذي يجبر شاباين من المرادية بالمجيئ إلا ساحة الادماج 4 مرات في ليلة واحدة وهم يحملون البيتزا الساخنة والياوورت وقارورات الماء سعيدة والبرتقال.
من الذي يجبر أستاذا من وهران نزع الغطاء من عليه وغطى به أستاذا من المدية كان يرتعد بردا وهو نائم ( لم يشعر إلا بالحرارة ولشدة نومه لم يعلم حتى أنه قد أظيف له الغطاء).
رأيت شابا جالسا في الطريق وعناصر من الشرطة تسحبه لتعيده إلى الرصيف وهو يحاول منعهم وتمسكه أستاذة يمسكها أربع أستاذات يمسكهن 7 أستاذات أخريات.
في أول ليلة بتنا هناك حاولت الشرطة منعنا وفي إلتحام مباشر قلت لأستاذة كانت أمامي من ولاية المسيلة إذهبي لتنامي وأتركي الشقاء لنا مع الشرطة فأقسمت لي على البقاء بجانبنا.
في إحدى اللحظات توقف قلبي عن النبض تماما بعدما رأيت الشرطي يدفع بأقصى ما يملك من قوة الأساتذة المقبلين على قطع الطريق فسقطت درعه البلاستيكية فحملها أستاذ وأهداها للشرطي وقال اعمل عملك والله إني أعلم أنك في داخلك تساندني.
- رأيت ابتسامة لم أر مثلها إلا في مشاهد غزة حيث القمع الوحشي من بعض عناصر الشرطة ( أقول البعض ) يقابله رضا تام على الشرطي من طرف الأستاذ.
- قامت الشرطة باعتقال أربع من الأساتذة فقررنا قطع الطريق حتى رجوعهم وإذا بي أجلس على الأرض وأربعة شرطة يحملونني كل من جهة وعشرات الأستاذات يمسكن بي لمنعهم من أخذي حتى أخذوني وعندما ركبت في السيارة ( بيضاء من نوع cadic قال لي الشرطي شكرا لكم ، لقد أثبتم أنكم أساتذة ، لم تشتموا ولم تسبوا ولم تكسروا ولم تتعدوا على أملاك الناس، والله إننا نحس بمعاناتكم ونبكي لبكائكم ولكن لابد أن نتظاهر بهذه القسوة لكي لا يفكر الاتنتهازيون بالدخول وسطكم، وبمجرد نهاية الكلام رجعت إلى الرصيف ومعي زملائي الأربع الذين أخذتهم الشرطة ولم يمسسنا أحد بأذا ، بل كانوا يعاملوننا على أساس أننا حقا النخبة فألف تحية لهم.
- ضاع مكبر الصوت الذي كنا نعمل به وسط التداخل الذي حصل بيننا وبين الشرطة أثناء محاولة قطع الطريق فقرر الأساتذة أن يقوموا بجمع تبرعات من أجل شراء مكبر آخر فساهم الكثير من عناصر الشرطة والشرطيات معنا في التبرع.
- لم أجد أستاذا يأكل وحيدا ولا يتكلم وحيدا ولا مشي وحيدا ولا منعزل ولا صامت، بل كان الكل أسرة واحدة حتى هناك بعض الأساتذة الذين أكلمهم أول مرة أحسست فيها أنني أعرفهم منذ سنوات.
- لم أكن أعتقد أنه في الجزائر هناك من يفكر في المبيت بالعراء ( البرودة والأمطار) من أجل الجميع فالكل كان يقول لي المهم يدمجونا ولي ماجاش الله يسهل عليه.
- لم أر أستاذا قلل الأدب أو سلك سبيلا سلبيا أو صرخ في وجه أستاذ أو لام أحدا أو استجاب لاستفزازات بعض عناصر الشرطة الذين لا ينتمون إلا عائلة ( كلاب).
بالله عليك إن كان لك قلب ألا تود رؤيت هؤلاء، ألا تود الحديث إليهم ، ألا تود الفخر والقول أنني كنت معهم، أليست أياما فقط ومع الادماج كما قال أستاذ وهراني كل شيء يهون.
الحمد لله أنني كنت ولازلت واحد منهم.
الآن أنا أدرك أنه هناك من الجزائريين من له قلب. فهل أنت أيها القارئ منهم؟؟؟