لا تدلل ابنك ولا تكن معه قاسي
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشتكي الكثير من الاطفال خاصة وأمهاتهم وبعض الراشدين أحيانا، من ظاهرة تعيقهم كثيرا وتعقّد أمورهم وحياتهم بكاملها، حيث يصعب عليهم قضاء ليلة خارج منزلهم عند عائلة قريبة أو عند صديق أو في مخيم··الخ وغالبا ما يعيش معظمهم في خجل وكبت وعزلة كبيرة·
إنه مرض يصيب الطفل في صغره واسبابه عديدة احيانا تكون عضوية (10%) وتتطلب اللجوء الى عملية جراحية واحيانا اخرى وأكثرها (90%) نفسانية محضة قد تعود الى عدم نجاح الابوين في تربية طفلهم سواء بتدليله أكثر من اللازم أو العكس منعه من كل شيء أو معاقبته بقساوة أو إهانته أمام اخوانه أو اصدقائه··الخ
ينبغي على الاولياء تجنب النزاعات العائلية وتوتر العلاقات ما بين الأب والأم والاصغاء الى ما يريد الطفل قوله وإحاطته بالحنان الكافي والمحبة وجعله يحس بالامان والطمأنينة وتفادي معاقبته أو إهانته في أول حماقة يرتكبها· يجب على الاولياء ان يكونوا لينين ومتفاهمين مع ابنهما الذي اذا سمحا له غلطته أكيد سيحاول عدم ارتكابها مجددا، أما اذا تعاملا معه بقساوة فأكيد سيعيد نفس الشيء من أجل الانتقام·
إن الليونة في المعاملة هي أحسن وسيلة للنجاح في تربية الطفل والحصول على ما نريده منه، أما التسلط على الطفل والمبالغة في الاهتمام بكل ما يفعله هما أمران لا يخدمانه بتاتا بالعكس·
يتمثل هذا المرض المنتشر نوعا ما في التبول في الفراش عند الطفل الذي تجاوز سنه 4 سنوات والذي من المفروض أن يكون فيه كل طفل نظيفا ويتحكم جيدا في هذه الوظيفة·
قد تعود هذه الظاهرة التي تمس الطفل وهو صغير ويستمر بها الى عمر تتجاوز20 سنة فما فوق والتي يسببها خاصة التعامل الخاطئ للآباء مع ابنهما في تلقينه كيف يعتني بنظافته والتعنت في ان يبلغ هذا الهدف في اسرع وقت والتكفل المفرط بالطفل أو بسبب النزاعات المتكررة ما بين الابوين أو ما بين الطفل وأبويه أو نقص الحنان عند الطفل أو عدم النضج والحياء المفرط أو الغيرة من الأخ أو الاخت··الخ·
إن هذه الظاهرة أكثر انتشارا عند الذكر الذي يصعب عليه التحكم في وظيفته البولية والذي يداوم تبليل فراشه تقريبا كل ليلة بصفة لاإرادية·
قد تكون هذه الظاهرة المحرجة منفردة أو قد تصحب بظواهر اخرى مثل التحكم في التبول حتى في النهار واضطرابات في السلوك وغيرها وقد تكون أحيانا مستمرة منذ الصغر حتى سن متقدم أو قد تظهر بعد مرور عدة سنين كان فيها الطفل نظيفا أو قد تدل على امراض مثل التهاب المثانة أو التهاب في الجهاز التناسلي أو وجود دود في الامعاء أو الإمساك المزمن··
ممكن ان يتكرر التبول عند البعض كل ليلة أو مرتين أو ثلاثة في الاسبوع فقط أو حتى نادرا عند البعض الآخر، ينبغي ملاحظة سلوك وتصرفات الطفل خلال النهار لأن الطفل الذي لايتمكن من البقاء نظيفا في النهار لا يمكنه ذلك في الليل·
قد تعقد بعض العوامل هذه الحالة المرضية البائسة وتتسبب في استمرارها أو في ظهورها من جديد مثل غياب الاولياء أو افتراقهما أو إثر تغيير السكن أو المعاملة القاسية، أو قد يعود ذلك الى لامبالاة الاولياء أو عدم الرقة في معاملتهما أو في الاعتناء بحالة غرفة الطفل وفراشه وأغطيته أو فيما يخص درجة الحرارة السائدة ونوع الانارة أو الافراط في المشروبات وغيرها· أما الحالات التي تعود الى اصابة عضوية فقد تكون بسبب ضرر ما في الجهاز البولي أو ضرر عصبي أو مرض عدوي···الخ· يتم علاج هذه الظاهرة بطرق عديدة حسب نوع الظاهرة التي قد تكون لها علاقة بالطابع العصبي الذي يميز الطفل أو الى غضبه المبالغ أو الى عدم نضجه أو عدم تربيته··الخ بإعادة الطمأنينة للطفل وتدريبه على التحكم في هذه الوظيفة وهذا بطرق نفسانية يضمنها سواء طبيب نفساني أو تقني في علم النفس· مع إعادة تربيته على النظافة الجسدية والانقاص من المشروبات ومتابعته لبعض الادوية واحترام بعض القواعد الضرورية وإحاطته بكل العناية اللازمة ومكافأته حسب النتائج المسجلة·
قد تدوم فترة المعالجة هذه أشهر عديدة أو حتى سنة وممكن أن تتجدد الظاهرة مرة ثانية إثر صدمة أو رسوب أو غيره أو إثر ازدياد أخ أو أخت··الخ والتي تحتاج الى إعادة المعالجة من جديد·
ممكن ان يشفى الكثير من المصابين بهذه الظاهرة عند تقدمهم في السن بصفة تلقائية وهذا دون أن تترك عنده أي أثر
طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة مقعدا