هل الآثار الرومانية هي في الحقيقة آثار قبيلة عاد؟! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية

منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية منتدى الآداب و اللغات، علوم النفس و التربية، فلسفة، تاريخ ، علم الإجتماع...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

هل الآثار الرومانية هي في الحقيقة آثار قبيلة عاد؟!

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2020-04-12, 16:50   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سارية
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي هل الآثار الرومانية هي في الحقيقة آثار قبيلة عاد؟!

هل الآثار الرومانية هي في الحقيقة آثار قبيلة عاد
بسم الله الرحمن الرحيم

عندما رأيت الآثار العتيقة للمدينة الأثرية التي بنيت عليها مدينة جرش الأردنية أخذني العجب من بنيانها وهيئتها

وأكثر ما شدني في تلك المدينة هي كثرة أعمدتها حتى سميت مدينة الألف عامود

حتى دفعني هذا إلى الاعتقاد بأنها مدينة إرم ذات العماد عاصمة مملكة عاد القويّة

ولكن المؤرخين المعاصرين يزعمون أن هذه المدينة وهذه الآثار هي مدن وآثار رومانية أسسها الرومان أثناء احتلالهم لبلاد الشام وأن لها نظيرات أخريات متفرقات في أصقاع الأرض

ومع كوني كنت مصدقا بهذا من قبل ولكني بعد أن أمعنت النظر في تلك المدينة وبحثت بين الآيات وكتب التاريخ أصبحت أشك أن للرومان علاقة بهذه المدن وأن هذه الآثار ليست سوى آثار قبيلة عاد

فيا ترى ما حقيقة هذه الآثار وهل الأثار الرومانية هي في حقيقتها آثار قبيلة عاد؟

إن ما وصف الله به قبيلة عاد ومدنهم وآثارهم في القرآن الكريم ينطبق تماما على الآثار المنسوبة اليوم إلى الرومان

فالله تبارك وتعالى وصف قبيلة عاد بأنهم ذو قوة وشدة وبطش فقال تعالى: (وإذا بطشتم بطشتم جبارين)

وأنهم ظهروا على أمم الأرض وقهروهم فقال تعالى حاكياً عنهم: (وقالوا من أشد منّا قوة)

زد على ذلك ما وصفه الله بهم من أنهم يمشون في الأرض ويبنون المباني فقال تعالى: (أتبنون بكل ريع آية تعبثون)
والريع هو المكان المرتفع.
والحقيقة أن من يرى انتشار المباني الشبيهة بالمدينة التي بنيت عليها مدينة جرش وتفرقها في البلاد بشكل عشوائي يرى ترابطاً كبيراً بين ذلك وبين ما وصف الله به قبيلة عاد من العبث بتشييد المباني فوق كل ريع!
ولكن من صفات هذه المباني أنها (آية) أي أعجوبة من العجائب ونادرة من النوادر،
إذا فهي ليست مباني عاديّة،
ومن مميزات هذه المباني أنها قادرة على الديمومة والاستمرار فقال تعالى: (وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون)
أي من سيما هذه المباني أنها مصنوعة بطريقة قوية ومتينة قادرة على مقاومة العوامل الطبيعية
فمن قام ببناء هذه المباني العجيبة بناها وكأنه يعتقد بأنه سوف يخلد في هذه الدنيا
لذلك بناها بطريقة قادرة على الديمومة والاستمرارية!
إذا قبيلة عاد كانت قبيلة قوية ظهرت على أمم الأرض واستولت على كثير من البلاد حتى أصابهم العجب وظنوا أنه لا يوجد أحد أشد منهم قوة
وأنهم بنو البنايات العجيبة الهائلة القوية المذهلة
وأنهم كانوا أينما حلوا في البلاد التي يستولون عليها يقومون ببناء الأبنية الشبيهة بدار مملكتهم إرم من باب العبث وتضييع الوقت فقط!
كل هذ الصفات في الحقيقة تنطبق على الآثار المنسوبة إلى الرومان.
فهي بنايات قوية وعجيبة ومذهلة ومنتشرة في أصقاع كثيرة من الأرض فتوجد في الشام في جرش وصحراء تدمر ولبنان ومصر وشمال أفريقيا (ليبيا والجزائر وتونس) والمغرب العربي وأخيراً روما وإسبانيا وغيرها.
ولعل هذه الإشارات هي التي دفعت ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان إلى أن يصف الآثار الموجودة في الشام بأنها آثار عاديّة، أي أنه شك أن تكون لهذه المباني علاقة بقبيلة عاد.
فوجود هذه المباني المنسوبة إلى الرومان ذات نمط واحد ومنتشرة في أصقاع شتى من الأرض في آسيا وإفريقيا وأوروبا شبيه تماما بما وصف الله به قوم عاد
لكن هنا إشكالية وهو العرف السائد بين رواة المسلمين من أن قبيلة عاد كانت تقيم بالأحقاف وأن الأحقاف هي كثبان الرمال التي تغطي الجزء الواقع بين حضرموت وعمان.
وهذا بالنسبة لي أعتبره وهم من الرواه تناقلته الكتب والحقيقة أن كتب التراث الإسلامي لم تحصر وجود قبيلة عاد في هذه المنطقة بل جعلت هذا أحد الافتراضات حول أماكن سكنى قبيلة عاد
ففي كتب التراث الإسلامي يتبين أن الصحابي الجليل عبدالله بن عباس رضي الله عنه
وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه
تردد في موضع الأحقاف فقال مرة: هي جبل بالشام، وأشار مرة إلى أنها كثبان الرمال التي تقع بين حضرموت وعمان.
إذا فالمراجع الإسلامية لم تقطع بأن عاد كانت تقيم في جنوب الجزيرة العربية.
والحقيقة أن الذي أذكى هذا القول وسعى في نشره بين الناس هم قصاص اليمن لأسباب اجتماعية محضة
وذلك أنه لما ثارت العصبية بين العدنانية والقحطانية في القرون الإسلامية الأولى
وفخرت بنو عدنان بأبيهم إسماعيل بن إبراهيم
أدعى بنو قحطان أنهم من ولد هود عليه السلام
متذرعين بالرواية التي تقول بأن قبيلة عاد عاشوا في جنوب الجزيرة العربية.
ولذلك سعوا إلى إذكاء هذه الرواية - أي رواية أن قبيلة عاد كانت تقيم في جنوب الجزيرة العربية - للتأكيد على أنهم من سلالة هود عليه السلام
ولكن القرآن فند هذا القول بصراحة تامة لأن عاد هلكوا جميعا ولم يبقى لهم باقية
فأما كفارهم فهلكوا في العذاب
وأما مسلميهم فقد تلاشت أعقابهم
وهذا ما يؤكده القرآن العظيم حيث قال الله تعالى مخاطباً النبي صلى الله عليه وسلم ومخبراً عن قبيلة عاد: (فهل ترى لهم من باقية)
فكيف يقول الله تبارك وتعالى لنبيه هذا القول وهو يرى نبيّه يرى سلاة قحطان بن النبي هود - كما يزعم القحطانيون - قد ملئوا السهل والجبل!!
هذا لا يكون ومن يقول بهذا القول هو في الحقيقة مكذب بالقرآن العظيم.
والمكذب بالقرآن كافر فليتق الله هؤلاء القوم في أنفسهم فإن المجد لا ينال بمثل ذلك.
واليمن وقبائل قحطان لديها من التاريخ والأمجاد ما يغنيها عن مثل ذلك.
إذا تبين لنا أن الأحقاف اختلف في موضعها
منهم من قال بأنها الكثبان الرملية الواقعة جنوب الجزيرة العربية
ومنهم من قال بأنها جبل في الشام
والسبب في ذلك هو حيرتهم في مدلول كلمة الأحقاف
فلا توجد أرض في الجزيرة العربية تحمل اسم الأحقاف
فالجزيرة العربية في عرف العرب جميعا مقسمة إلى عدة مناطق وهي: الحجاز وتهامة ونجد والبحرين وعمان وحضرموت واليمن.
فلما ورد في القرآن أن مواطن قبيلة عاد تدعى الأحقاف
تحيروا في الموضع الذي قد يطلق عليه هذا الاسم
وبما أن الأحقاف في لغة العرب ومفردها "حقف" تعني: المعوجّ، وهي تطلق في لغة العرب كما ذكر ذلك ابن منظور في لسان العرب على أصل الرمال وأصل الجبل وأصل الجدار
لأن أصول هذه الأشياء تأتي عادة معوجة فأطلق عليها حقف وجمعها أحقاف.
فلما كانت كثبان الرمال في المنطقة الواقعة بين حضرموت وعمان معوجة وصفوها بأنها أحقاف.
وأيضا لما رأوا الجبال في الشام معوجة وصفوها بالأحقاف وجبال الشام كما نعلم هي عبارة عن سلاسل جبلية في الغالب.
فأما الأحقاف الرملية الواقعة بين حضرموت وعمان فلم يعثر فيها على مباني تحمل صفات المباني الموجودة في القرآن الكريم
وأما الأحقاف الجبلية الواقعة بالشام فقد عثر على مباني يطابق وصفها وصف إرم الواردة في القرآن
فهي مباني عظيمة هائلة عجيبة قادرة على مقاومة العوامل الطبيعية
والأهم من هذا أنها (ذات العماد) أي تكثر فيها الأعمدة الحجرية المزخرفة
وقد بنيت بجوار هذه المباني العجيبة مدينة عربية اسمها (جرش)
ومما يزيد إيماننا بأن الآثار الموجودة في مدينة جرش هي مدينة إرم ذات العماد عاصمة قبيلة عاد
أن الله تبارك وتعالى قال: (أتبنون بكل ريع آية تعبثون)
والريع في لغة العرب لا يطلق إلا على المرتفعات الجبلية فقط
وهذا مما يؤكد أن إرم وسائر مدن عاد لم تكن في أراض رملية
ولعل هذا الدليل يقطع الطريق على من زعم أن الأحقاف هي الكثبان الرملية بين حضرموت وعمان
ولكن هناك دليل أخر يستأنس به في هذا الجانب
وهو أن الله تبارك وتعالى قال في محكم التنزيل: (وعاد وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم)
الشاهد من الآية الكريمة هو قوله تعالى: (وقد تبين لكم من مساكنهم)
فهل كان الله تبارك وتعالى يعني بذلك مساكن قبيلة ثمود فقط أم أراد بذلك مساكن قبيلة ثمود وعاد أيضاً
الحقيقة أن سياق الآية يفيد أنه أراد مساكن القبيلتين
وهذا فيه دليل على أن قريشاً كانوا يمرون بمساكن عاد كما كانوا يمرون بمساكن ثمود.
وقد علمنا أن قريشاً كانت لهم رحلتان:
رحلة في الشتاء إلى اليمن ورحلة في الصيف إلى الشام
فأما اليمن فلا يوجد فيها إلا الآثار المنسوبة إلى قبيلة سبأ
وهذه الآثار حقيقة لا تحمل صفات المدينة التي ذكرت في القرآن
وأما رحلتهم إلى الشام فهي تمر على الآثار المنسوبة إلى الرومان في جرش وتدمر
والآثار التي في جرش وتدمر تحمل صفات مدن قبيلة عاد وطبعهم في العبث في بناية البنيان.
فإذا تأكدنا أن قريشاً كانوا يمرون بإرم وأن إرم ليست في اليمن
لم يبقى لنا خيار إلا أن نقول بأن المقصود بإرم هي الآثار الواقعة بالقرب من مدينة جرش وتدمر بالشام
وأن مدينة جرش على الأرجح بنيت على آثار أعظم عاصمة حوت أعظم مملكة عرفها التاريخ يوماً
وأن تدمر من ملحقاتها، وهي إحدى الآيات التي بناها بنو عاد في الريعان "جمع ريع" عبثاً ولهواً
ومن الأمور العجيبة أن علماء الآثار، صرّحوا أن قرية جرش التي بنيت على أنقاض مدينة إرم ذات العماد، وجدت بها آثار يعود عمرها إلى ما قبل 7500 سنة
وهذا هو العمر التقريبي الذي حدده المؤرخون للزمن الذي عاش فيه بنو عاد
بينما الرومان لم يحتلوا بلاد الشام أو يمتد سلطانهم خارج حدود بلادهم في روما إلا قبل ما يقارب 2500 سنة فقط! فكيف يقال بأن هذه المدينة من إنشاء الرومان!!
إن من أشد ما أثار استغرابي حقيقة هو الضرر الذي لحق بتلك المباني الحجرية القوية
فكما يزعم من ينسب هذه الآثار العظيمة إلى الرومان فقد بنيت هذه المدن الحجرية في مدة أقصاها 2000 سنة مضت
فهل يعقل أن 2000 سنة كافية لتدمير هذه المدن الحجرية؟! الحقيقة هذا لا يعقل ولا يصدق!
وأنا أضرب لكم مثالاً، فمثلا قصر الحمراء باسبانيا تمّ تشييده قبل خمسة قرون ميلادية وربع القرن
وهو مبني من الطوب المصنوع من الطين والحجر والجير، ومع ذلك بقي صامدا كل هذه المدة بل لا يزال بحالة ممتازة رغم مرور كل هذه القرون
ولا تزال قادرة على الصمود خمسمائة سنة قادمة بإذن الله تعالى
أيعقل أن تصمد هذ القلاع الطينية الجيرية كل هذه المدة وتعجز تلك المدن الحجرية التي هي في قوتها وصمودها على أضعاف كثيرة من القلاع المصنوعة من الطين الجيري من الصمود 2000 سنة؟!
الحقيقة هذا غير منطقي وغير معقول ولا يمكن تقبله بأي حال من الأحوال.
إن ما لحق بهذه المدن الحجرية من دمار لا يمكن أن يقع في ألفي سنة بل يحتاج إلى آلاف السنين ليلحق بها الضرر الذي نراه اليوم
وهذا يدل على أن أعمار هذه المدن أكثر بكثير من 2000 سنة
فالعوامل الطبيعية لن تستطيع أن تدك هذه الصروح بهذه السهولة
وكما أن العوامل الطبيعية تحتاج إلى آلاف السنين حتى تنحت جبلا وتغيّر من مظهره، فكذلك في هذه المدن الحجرية، لن تستطيع العوامل الطبيعية التأثير عليها إلا عبر آلاف السنين
وقد حاول الآثاريون تعليل الدمار الذي حل بمدينة جرش فزعموا أن سبب ذلك زلزال ضرب المدينة
فإذا كان الزلزال هو من ألحق الأضرار بمدينة جرش فهل الزلزال امتد ليلحق الضرر بأخواتها من المدن في تدمر ومصر وليبيا والجزائر وتونس واسبانيا واليونان وتركيا وروما؟! هذا تعليل غير مقبول بتاتاً
مما يجعلنا نجزم أن هذه المدن ليست من بناء الرومان، وإن كان للرومان أثر فهم مجرد مقلدين أحياناً ومرممون أحيانا أخرى
كل هذه الشواهد والقرائن تفيدنا بأن الآثار المنسوبة للرومان ليست سوى آثار قوم عاد
إلا أنه أعترض مسار هذا البحث ما تم إعلانه سنة 2014 ميلادي عبر قناة رؤيا الأردنيّة
حيث تم إعلان العثور على حجر أثري في الآثار الموجودة بمدينة جرش
والتي يرجح كاتب هذه السطور أنها مدينة إرم ذات العماد
عثر في هذا الحجر المزخرف على كتابة بالخط الروماني ينص فيها على اسم مهندس إحدى المعابد الوثنية الذي اطلق عليه اسم: زيوس، في جرش والذي ذكر في النص باسم: ثيودور زبيداس الجرشي!
ويذكر اسم المتبرع ببناء المعبد باسم: ديوميتريوس!
والذي وصفه الآثاريين بأنه من طبقة النبلاء في مدينة جرش!
والحقيقة أنني كدت أن أضعف أمام هذا الخبر
لولى أنني آثرت التريث للتحقق من صحة هذا الخبر
فليس كل خبر يتم الإعلان عنه يكون عادة صحيحاً
خصوصاً مع من لديه أطلاع كاف ومعرفة تامة بمدى التلاعب الذي يصنعه الغرب بالعلم بشكل عام وبالتاريخ بشكل خاص.
فالغرب في الحقيقة فقراء تاريخياً
خصوصاً الفترة ما قبل 1400 سنة .
وأكثر تواريخهم مأخذوة من كتب الأمم المجاورة لهم
أو من الكتب القلائل التي خلفها مؤرخي اليونان
وهي كتب تغلب عليها الأخبار الملفقة والأساطير الموضوعة
مثل تاريخ هيرودوست وغيره.
وهي لا تتعدى بضع كتب
ولكن هذه البضع كتب شيدت - بطريقة ما - تاريخا عمره أكثر من 2500 سنة!
ولن أكون مبالغاً لو قلت لكم أن تاريخ الرومان نفسه هو عبارة عن سلسلة من الافتراضات لا أكثر
وبحكم أن كل معضلة لها حل
فما لا يوجد في بضع هذ الكتب لا شك أنهم سوف يجدونه في المنحوتات الصخرية
والتي لن تستطيع التأكد من صحتها أو الطعن في صحة خبر ناقليها
فمن أعلن هذا الاكتشاف هم ثلة من الأكاديميين الذين لا يمكن بأي حال أن يكذبوا عليك
فهم محل ثقة الناس جميعا
وأكيد أن ما يقدمونه من معلومات لا يخضع لأي أيدلوجية معيّنة
وليس له اي سبب وإن كان هذا السبب هو محاولة صنع أمجاد زائفة لشعوب فقيرة تاريخيا بالمعنى الحرفي!
أخذت أشاهد هذا الخبر عدة مرات فكان مما استوقفني في هذا الخبر أسماء سكان مدينة جرش.
فالمهندس أسمه: ثيودور زبيداس الجرشي واسم المتبرع ببناء المعبد باسم: ديوميتريوس!
وهذه أسماء رومانية محضة!
ولعل سائلا يقول: وماذا في ذلك؟
والجواب: أن جرش باتفاق جميع المؤرخين هي مدينة عربية منذ نشأتها
وسكانها هم العرب
بل إن اسم مدينة جرش اسم عربي
وقد سميت بها بعض المدن في جنوب الجزيرة العربية
ومن المعلوم أن غالب القبائل العربية التي استوطنت الشام هي قبائل من الأزد وقضاعة.
وهي قبائل يمنية
وقد ذكر هيرودوست وهو الذي كان حياً - حسب الروايات الغربية - في القرن الخامس قبل الميلاد
أن العرب كانت لهم مملكة قوية في الشام في زمانه
أي قبل 1000 سنة من بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، و 2400 سنة من الآن.
وهذا يدل على أن العرب استوطنوا تلك الديار قبل زمن هيرودوست بزمن طويل
أهلهم فيما بعد لتكوين مملكة قوية في زمنه
ولا شك أن جزءاً من أهالي مدينة جرش في جنوب الجزيرة العربية
عندما انتقلوا إلى الشام
أسسوا مدينة واطلقوا عليها اسم جرش
التي هي اسم مدينتهم في جنوب الجزيرة العربية
والتي ضلت قائمة منذ ذلك اليوم إلى زماننا
إذن علمنا أن من أسس مدينة جرش هم العرب
وبهذا نقطع الطريق على من يحاول أن يقول : لعل الرومان هم أول من أسس هذه المدينة ثم استولى العرب عليها بعد ذلك
فالآن نحن متأكدون أن جرش منذ تأسيسها قبل أكثر من 1000 عام من بعثة النبي وهي عربية و 2400 سنة من زماننا
مع أول نزول للعرب في الشام
واستمرت جرش في أيدي العرب إلى اليوم!
فكيف يكون سكانها من الرومان؟!
قد يقول قائل: لعل الرومان الموجودون في جرش هم عبارة عن حامية وموضفون رومان لضمان تبعية هذه المدينة للرومان
والجواب: قد يكون هذا صحيحاً ولكن يعترض على هذا كون المباني التي يدعى أنها للرومان تؤكد على أنها كانت مدينة ضخمة وقوية
بينما لو كان الأمر كما تقولون فالحاميات لن تؤسس مدينة بأكملها
بل سوف تؤسس ثكنة عسكرية أو ما شابه كما هي عادة الرومان
فلن يكون هناك مهندسون وتجار وأصحاب صنائع وما شابه من الرومان
لأن هذه الطبقات من المجتمع سوف تكون مقتصرة على أبناء المدينة المحتلة نفسها
ومن خلالهم يتم انتزاع الضرائب وإرسالها إلى روما لتزداد ثراءً وقوة
فروما لم تأتي إلى هذه البلاد لتتخذ منها محل سكنى وتقوم بتطويرها وتعمل على ازدهارها والتحسين من أوضاع أهلها المعيشية،
بل جاءوا كجامعي ضرائب شأنهم شأن غيرهم من الأمم،
وما حال عاد سوى حالة استثنائية،
لأنهم إنما يقومون بتشييد تلك المدن لتكون مستوطنات لهم،
فكل ما توسعوا في الأرض وجازت لهم طبيعتها اسسوا بها مدينة لهم وسكنوها،
وهم في ذلك يشبهون العرب زمن الفتح الإسلامي عندما كانوا يستقرون في المدن التي قاموا بفتحها إذا أعجبهم المقام بها،
والعبث الذي وقع فيه قبيلة عاد هو أنهم يبالغون في تشييد مبانيهم وتقوية جدرانها وأركانها ببناءها بالحجر أو الطين المخلوط بالجير والأحجار والمبالغة بتزيينها وزخرفتها.
إذا نستنتج أن هذه المدينة ليست للرومان حتى لو صح ما ذكرتموه من وجود حامية من الرومان في مدينة جرش
إذا ما قصت هذا الحجر؟
الغريب أنهم عندما أخرجوا الحجر كان نظيفاً
ولم يكن هناك أثر على أنه تم استخراجه من التربة
بل إنهم أخرجوه من المعبد
وكانوا يزعمون أنه كان معلقا في سقف المعبد
ويبدو حسب ما يظهر من تصريحاتهم أن هذا الحجر سقط من السقف وتصدع إلى ثلاث قطع قاموا بتجميعها ليكتشفوا هذا النص المذهل!
فهل يعقل أنهم لم يكتشفوا هذا الحجر على مدى هذه السنوات الطويلة من التنقيب والبحث في هذه الآثار إلا في سنة 2014 ميلادية مع وضوح مكانه وبروزه !!
إن هذا حقيقة ليبعث على التعجب والاستغراب
وحقيقة يدفعنا إلى أن نقول أن جميع معطيات القصة تفيد أنها مفبركة
ولكن من قام بفبركتها لم يكن حاذقاً
فبدل أن يضع أسماء عربية وضع أسماءً رومانية ظناً منه أن أهالي جرش كانوا من الرومان
وبدل أن يدفن الأثر المزعوم في التربة استخرجه من المعبد
وبما أنه لا يستطيع أن يدعي اكتشاف هذا الأثر في وقت مبكر أدعى أنه للتو اكتشفه
ولكنه ادعاء مفضوح
إذ لا يعقل أنه مع تنقيبهم الدؤوب منذ سنوات للتو يكتشفون أثراً هاماً بمثل هذه الأهمية وبمكان مكشوف واضح مثل مكان هذا الحجر المزعوم !!
حقيقة هذه القرائن تدل على أمر هام
وهو أن الكتابة مزيفة
فتم أخذ الحجر وإضافة هذه الكتابة إليه
كدليل أخر على انتماء هذه الحضارة إلى الرومان.
وأما الشهود الذين قدموا للشهادة على صحة هذا الحجر فلا نستبعد أن يكونوا إما أنهم مغرر بهم أو أنه تم شراءهم بالمال،
وكما قلت سابقا لهم في ذلك دوافع كثيرة إما أنهم يريدون بذلك المحافظة على الدعم المادي لأبحاثهم الآثارية فقد سبق وأن قاموا بذلك وتم كشف تلك الحيل وقد يكون المراد منه إثبات ملكية الرومان لهذه الآثار وبناء أمجاد زائفة
ومن هنا اطمئن قلبي إلى أن هذا الخبر مفبرك وأنه لن يكون حجر عثرة في سبيل هذا البحث
والشيء بالشيء يذكر فقد جرني ادعاء اكتشاف هذا الحجر إلى محاولة البحث عن الخط الروماني من حيث النشأة والرسم
فعثرت على بعض الكتابات بالخط الروماني - كما يسمونه - منها جدارية عثر عليها في روما وهي هذه الصورة:

لكنني لم اهتد إلى صورة البناية كاملة لأهتد لحقيقة هذه اللوحة، لكن مما يظهر لي من هيئة الصورة ولونها أنها لا علاقة لها بآثار قبيلة عاد في روما،
مما يشر إلى أن الرومان تأثروا بالطراز المعماري لقبيلة عاد وهناك شيدوا مبانيهم الخاصة وخلطوها بآثار قوم عاد التي قاموا بترميم ما استطاعوا ترميمه منها.
وهذا التأثير استمر إلى الوقت الحاضر حيث تجد النمط العادي هو الغالب على تصميم القصور والمعالم الأوروبية
مثل نافورة تريفي التي بنيت سنة 1762م فقد أخذت الطابع العادي بأكمله،
ومن الظريف أنك تستطيع أن تفرق بين بنيان قبيلة عاد وبين البنيان الذي أحدثه الرومان بعدهم من هيئة البنايات ولونها وحداثتها
نافورة تريفي:

وهنا إضافة مهمة: لا أعلم حقيقة ما هو الزي الحقيقي لرجال شعوب أوروبا القديمة ولكن وحسب ما لدي من معلومات أظنه يتكون من قمصان قصيرة إلى الورك أو انصاف الأفخاذ مع سروال طويل وأظنها مصنوعة من الجلد في ما أظن والأمر في هذا الجانب يحتاج إلى مزيد من الدراسة أن أزياء الرومان لن تختلف عن أزياء الشعوب الأوروبية الأخرى ولكن إن اختلف زيهم عن أزياء الأمم الأوروبية الأخرى فمعنى هذا أنهم تأثروا بحضارة وافدة أخرى
والغريب أن المؤرخين ومن خلال الرسومات التي وجدوها في الآثار القديمة في روما والتي يعتقد بأنها من صنع الرومان وجد أن أزياءهم لا تمت للأزياء الأوروبية بصلة
فأزياءهم عبارة عن إزار ورداء أو قميص ذو كم طويل أو كم قصير وهذه هي أزياء الشعوب في غرب آسيا (جزيرة العرب والشام والعراق وفارس والسند والهند)
ولا يمكن تفسير هذا إلا أن نقول بأن هذ الصورة والمجسمات القديمة لا علاقة لها بالرومان بل هي لأقوام انتقلت من آسيا الغربية وحلت في روما ونقلت معها ثقافتها أو أن الرومان تأثروا بتلك الحضارة فأصبحوا يقلدونهم في أزياءهم
والذي شدني أكثر حقيقة هي التماثيل التي أبرزت على أنها تماثيل تجسد صورة المرأة الرومانية فقد بدى لي واضحاً أن ملابسها يشبه بدرجة كبيرة ملابس نساء شعوب غرب آسيا
ومن المعلوم أن المرأة الهندية هي أكثر نساء شعوب غرب آسيا حافظت على اللباس الغرب آسيوي
مما يشير إلى أن هذه التماثيل إما أن تكون لقبيلة عاد أو أن الرومان تأثروا بأزياء الشعوب الغرب آسيوية فكن نساءهم يرتدين هذه الأزياء
وقد عثر في المقبرة المصرية في سقارة التي يؤكد علماء الآثار المصريين على أنها مقبرة رومانية على صورة امرأة ترتدي الملاباس لمذكورة بطريقة تطابق أزياء النساء في الهند
وكتب تحت الصورة بخط روماني جملة هي أشبه ما تكون بتعليق على الصورة
وتعليل ذلك عندنا أن هذه المقبرة لم تكن رومانية قطّ
وأن الرومان عثروا عليها فجأة فاستخرجوا هذه الآثار ونحتوا عليها شيئا من كلامهم على سبيل التعليق على هذه الصور
ومما يثبت ذلك أنه وجد في إحدى الصور التي تخص الآلهة المصرية نفس الكتابات التي وجدت على صورة تلك المرأة مما يدل على أن هذه الآثار مصرية حقيقة وأنها عبارة عن آثار عادية خلطت بآثار فرعونية اظيفت إليها لا حقا
فكان من بنا تلك المقبرة جمع ما عثر عليه من آثار لقبيلة عاد وضمها إلى ما لديه من منحوتات مصرية وحفظها في تلك المقبرة فجاء الرومان واستخرجوا تلك المنحوتات واضافوا إليها تعليقاتهم بلغتهم في أسفل تلك المنحوتات
وهذه هي الصورة:

وهنا نشاهد الشبه القوي بين لباس المرأة في المنحوتات وبين لباس المرأة الهندية:

جميع ما سبق يثبت أن ما استنتجته ورجحته من أن آثار هذه المدن الحجرية في جرش وتدمر ومصر وليبيا والجزائر وتونس واسبانيا وروما وسائر مملكة الرومان كبومبي وغيرها تعود ملكيتها لقبيلة عاد وأنه ليس لها علاقة بالرومان وأن الرومان تأثروا بهذه المباني التي وجدوها مبنية قبل أن يحلوا في تلك الأراضي فأثر هذا في حسهم الفني والمعماري والثقافي وحاولوا تقليد هذه الفنون والثقافة
ولعل سائلا يقول : لماذا الرومان وحدهم هم من تأثر بثقافة قوم عاد؟
والجواب: أن التأثر بالأمم المتحضرة والمتقدمة هو ديدن الشعوب البدائية فالرومان لم يكن لديهم حضارة بالمعنى الحرفي لكلمة حضارة ولذلك كان من السهل أن يتأثروا بحضارة عاد والتي أجزم أنهم لم يدركوها بل بينهم وبينها آلاف السنين وإنما تأثروا بما خلفوه من آثار وصور ومجسمات ولذلك تجد من الشعوب الأفريقية التي سيطر عليها الرومان وأرادت أن تعيش حياة الحضارة والتمدن من تأثر بحضارة الرومان التي اكتسبوها من قبيلة عاد بينما المصريين ومع استيلاء الرومان عليهم لم يتأثروا بهم بل كانوا مستقلين ثقافياً لأنهم أصلا يعيشون الحضارة ولكن بطريقتهم الخاصة التي أغنتهم عن تقليد غيرهم
ولا أستبعد أننا لو كنا أحياء في عصر ازدهار الرومان وقوتهم لوجدناهم لا يعرفون من بنى هذه الآثار
فهذا أشبه بأمة شيدت المدن والقلاع والحصون فهلكت وورثت بلادها أمة أخرى فجاء من بعدهم ونسب هذه الآثار إلى الأمة الوارثة لأنه يعتقد أنها هي من شيدتها!!
ولعل من أهم العوامل التي ساعدت على نسبة الآثار العادية إلى الرومان هي أن الرومان سيطروا على ذات المواقع التي سيطر عليها العاديون من قبل وورثوا آثارهم التي نسبت إليهم فيما بعد
والله وحده أعلم وأحكم

هذا جهد مقل وهو كالنبتة الصغيرة التي تحتاج إلى عناية وإلى مزيد من البحث والتثبت والمطالعة فأهيب بعلماء الآثار المهتمين والمنصفين ممن لديه القدرة على التوسع في البحث في هذا الشأن أن يبحث أكثر وأكثر في هذا الشأن حتى تتبين الحقيقة وإن كنت أكاد أجزم أن ما توصلت إليه هو الحقيقة بعينها والله وحده أعلم وأحكم
كتبه أبو عبدالرحمن صقر بن نزهان بن عبيد









 

الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 0_1ea734_ff15760a_orig.jpg‏ (135.4 كيلوبايت, المشاهدات 1)
نوع الملف: jpg 3-tri1.jpg‏ (81.6 كيلوبايت, المشاهدات 1)
نوع الملف: jpg 277601-الكشف-الاثرى---Copy.jpg‏ (202.2 كيلوبايت, المشاهدات 0)
نوع الملف: jpg H044da293a8b34676bbf0be4d67c25990u.jpg_q50.jpg‏ (138.6 كيلوبايت, المشاهدات 0)

رد مع اقتباس
قديم 2020-04-12, 23:56   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سارية
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

إذا ومن خلال ما سبق يتبين لنا أن الرومان عندما حلوا بالبلاد التي هم بها وجدوا تلك الأبنية الهائلة قابعة أمامهم مما جعلهم كأمة بدائية تتأثر بهذا الفن المعماري وتحاول تقليده وعندما استولوا على الأراضي التي بها هذه الآثار في تركيا والشام ومصر وليبيا والجزائر وتونس واسبانيا قاموا بتجديدها لتكون صالحة للاستعمال واضافوا عليها لمساتهم الخاصة

مما يثبت هذ الفرضية أن السلاجقة لما استولوا على تركيا ووجدوا المسرح الكبير الموجود في تركيا قاموا بتجديده واستخدامه فتصوروا لو أن السلاجقة ورثوا جميع المناطق التي كانت تحت حكم الرومان أليس كان السلاجقة سوف يقومون بترميم تلك الأبنية الأخرى ويضعون لمساتهم عليها أيضاً ؟

الجواب: بلى

إذا فكذلك فعل الرومان بتلك الآثار العادية










رد مع اقتباس
قديم 2020-05-19, 23:10   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ibtissam25
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

موضيع مميز واصل المشاركة










رد مع اقتباس
قديم 2021-11-01, 23:11   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
sami11222
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

وفقك الله




--------------------------------------------------------------------
مذكرة تخرج
مواضيع دكتوراه سابقة
مصادر ومراجع
--------------------------------------------------------------------









رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:48

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc