هناك الكثير من المسائل والأمور التي تهدد مستقبل الأسرة، أو تؤدي إلى فشل العلاقات الأسرية، و الفشل في تحقيق الأهداف على كل الأصعدة الحياتية للأسرة، بسبب غياب الحوار المثمر والحقيقي بين أفرادها، فالحوار الأسري من أهم الأشياء التي تحتاجها كل أسرة؛ حتى يكتب النجاح لعلاقاتها وأهدافها.
قد يظن الكثيرون أن الحوار داخل الأسرة ليس من الأمور ذات الأهمية، أو التي تستحق التوقف عندها، لكن الحقيقة خلاف ذلك، إذ أن الحوار الأسري من المفاتيح الأساسية لاستمرار العلاقة الزوجية بصورة جيدة وناجحة، وجعل علاقة أفراد الأسرة في أفضل حالاتها، لكن ذلك يحققه الحوار الأسري الناجح والصحيح.
في حين أن الحوار الأسري الذي يتم بصورة خاطئة تخلو من الاحترام، قد يؤدي إلى نتائج عكسية تدمر العلاقات الأسرية، وتزيد الشرخ بين أفراد الأسرة الواحدة بدلاً من أن تعزز أواصر المودة بينهم، لذلك فالحوار الأسري من مفاتيح الحلول القريبة والبعيدة عن متناول اليد في آنٍ واحد، إذ أن كيفية إجراء الحوار داخل الأسرة، وتوقيته، والطرق المستخدمة فيه، تلعب الدور الرئيسي في جعل الحوار مثمراً أم لا، فما أهمية الحوار الأسري؟ وكيف يمكن جعله حواراً مثمراً؟.
أهمية الحوار داخل الأسرة
إن الحوار الأسري يتضمن كل ما يدور بين أفراد الأسرة من نقاشات وحديث حول أمر ما يمس الأسرة بأكملها أو أحد أفرادها، فيتم خلاله توضيح العقبات والمشاكل ومن ثم النقاش حول أفضل الحلول، قد يكون الحوار حول مشروع يمس مستقبل الأسرة، فيتبادل أفراد العائلة الآراء والأفكار بغية التوصل إلى رأي يجتمعون عليه جميعهم، بذلك يكون الحوار جسراً يعمق الصلة بين أفراد الأسرة، ويزيد أواصر المودة، ومن أهم ما يمكن أن يقدمه الحوار الأسري:
1- الحوار الأسري يشكل أساساً للعلاقات الحميمة
إن الحوار الأسري بما يتضمنه من نقاش وتبادل للآراء والأفكار يمكن أن يكون سبيلاً أساسياً لتوطيد العلاقات الأسرية وجعلها أكثر حميمية، إذ أن اجتماع أفراد الأسرة والحديث بأشياء تمس أفرادها يساعد في كسر كل الحواجز التي قد تولد بينهم، وقد تؤدي في حال عدم كسرها إلى جعل المسافة كبيرة بين أفراد الأسرة، ومن ثم تضعف العلاقة الأسرية شيئاً فشيئاً.
2- الحوار الأسري مفتاح للعلاقات الزوجية الناجحة
يشكل الحوار الأسري مفتاحاً لنجاح العلاقات الزوجية، حيث يشكل تراكم المشاكل دون حوار سبباً في حدوث سوء الفهم والاختلاف فيما بعد، فتتولد المشاكل التي قد تدمر الأسرة أو العلاقة الزوجية، حيث أن الحوار بين الزوجين ينخفض بالمشاكل الزوجية إلى أدنى درجاتها، لأن الزوجين يقرران معاً ويفكران معاً.
كما يواجهان كل ما يمس أسرتهما معاً، وهذا يقوي العلاقة الزوجية، ويجعلها أكثر متانة ونجاحاً أيضاً، حيث تصبح ثقافة الحوار أساساً يلجأ إليه الزوجان في كل مشكلة تقف في وجههما، حيث أن غياب الحوار بين الزوجين كثيراً ما يؤدي إلى انتهاء العلاقة الزوجية بالطلاق، بسبب سوء الفهم وعدم مناقشة الأخطاء ووضع الحلول لها، و عدم التعود على تقبل الآخر.
3- الحوار الأسري يساعد في تنشئة الأطفال تنشئة صالحة
فإذا كان الوالدان متفقين كما أشرنا سابقاً على كل التفاصيل فسينشأ الطفل في بيئة يسودها الاتفاق والهدوء، كما أن الحوار يؤتي ثماره من خلال مناقشة مستقبل الأطفال وطريقة تربيتهم.
ومن ثم مناقشة المشاكل التي يتعرض لها الأطفال سواء في المدرسة أو مع أقرانهم ووضع الحلول لها، كما أن نشوء الأطفال في جو تسوده ثقافة الحوار يجعلهم يحترمون تلك الثقافة، ومن ثم يكبرون على احترام أهلهم واحترام إخوتهم، ومناقشة الأهل حول تفاصيل حياتهم.
4- زيادة الاحترام بين أفراد الأسرة وتعميق أواصر المودة
من أهم الأمور التي تسهم في نجاح العلاقات الأسرية هي مسألة الاحترام، وهو ما يخلقه الحوار الأسري، إذ يجعل كل فرد يتعلم ثقافة الإصغاء إلى الآخر، وثقافة تقبل وجهات النظر المختلفة، بهذه الحالة ينشأ الأفراد على احترام بعضهم، كما أن الحوار والمواجهة بين أفراد الأسرة تزيد من التقارب بينهم، وتجعل كل فرد يتفهم الطريقة التي يفكر بها الفرد الآخر، فيتجنب ما يمكن أن يسبب له الإزعاج أو يؤدي إلى التصادم.