نيكولا تيسلا عبقري مجهول الجزء4 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > الحوار الأكاديمي والطلابي

الحوار الأكاديمي والطلابي ساحة حوار عامة لمناقشة القضايا الاكاديمية وكذا طرح الأسئلة والاستفسارات والمشاكل الطلابية والاجتماعية والبحث عن الحلول والارشادات المناسبة لها....

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نيكولا تيسلا عبقري مجهول الجزء4

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-11-11, 18:23   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الاسم
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي نيكولا تيسلا عبقري مجهول الجزء4

في الوقت الذي تسود فيه منظومة تيسلا للتيار المتناوب في كافة أنحاء العالم، هناك اختراع آخر لا يقل عظمة ‫وروعة، هو ما يسمونه بـ"وشيعة تيسلا" ‪ ‬التي لم تشهد ذات الانتشار الواسع الذي شهده التيـار ‫المتناوب. عدت وشيعة تيسلا من بين أكثر الأجهزة الكهربائية روعة وإثارة، بحيث يمكنهـا تحويـل الطاقـة ‫الكهربائية العادية إلى وتيرة عالية جدا وبكمية هائلة من الجهود الكهربائية.‬
خلال فترة شهرته الوجيزة جدا، استخدم تيسلا هذه الوشيعة لخلـق استعراضـات مدهـشة مـن الظـواهر ‫الكهربائية، مثل ذلك الاستعراض الذي أقامه في المعرض الدولي بمدينة شيكاغو عام1893. لازالت وشـائع ‫تيسلاتصنع حتى اليوم من قبل الكثير من المخترعين الجسورين الذين يسيرون على خطى تيـسلا المحر‬مـة‫‬ والغير ‪‬معترف بها علميا.
وشيعة تيسلا هي عبارة عن محو‬ل ذات لب هوائي عالي التردد. يتلقى خرجا كهربائيا من مصدر تيار متناوب ‫120 فولط، مارا بمحو‬ل ودارة يخرج منهما التيار على شكل عدة كيلو فولطات، ثم يرفعه إلى جهود كهربائية ‫عالية جدا. يمكن أن تصل قيمتها إلى مليون فولط، فيتم تفريغها على شكل أقواس وشرارات كهربائيـة ‫مذهلة. لقد استطاع تيسلا، من خلال استخدام وشيعة عملاقة، أن يولد100مليون فولط ولا أعتقـد أن ‫أحدا استطاع تحقيق هذا الإنجاز بعده. إن وشائع تيسلا فريدة من نوعها بحيث أنها الوحيدة التي يمكنها خلـق‬ ‫مجالات كهربائية قوية جدا. ومن المعروف جيدا أن وشائع تيسلا الكبيرة الحجـم تـستطيع إنـارة مـصابيح‬ ‫الفلوريسنت لاسلكيا! عبر مسافة تتجاوز 50 قدما! ولأن هذا التيار اللاسلكي يدخل مباشـرة إلـى المـصابيح‬ ‫وليس بحاجة إلى الأقطاب، فهذا يجعل المصابيح المحروقة تتوهج وتضيء أيضا.‬
كان تيسلا مختبرا وباحثا محترفا طوال حياته. كان يتصف بدرجة عالية من الفضول مما جعله يخوض فـي‬ ‫متاهات وألغاز ظاهرة كهربائية معي‬نة لمدة أيام متتالية دون توقف، مع عـدم اكتـراث لراحتـه الشخـصية‬ ‫وصح‬ته. في الوقت الذي ينام فيه أديسون مؤجلا أبحاثه إلى وقت آخر، إلا أن تيسلا لا ينام أبدا حتى يحقق‬ ‬نجاحا في البحث الذي كان يشغله. هذا العمل الشاق في البحث والاختبارالمتواصل قد يدوم لأيام. كان جميع‬ ‫مساعديه التقنيين مندهشين من هذه الطبيعة العجيبة التي لديه. لقد أصبح مألوفا لديهم حقيقة أن تيـسلا كـان‬ ‫يعمل مدة 72 ساعة متواصلة دون توقف أو تعب.‬
كان العصر الفيكتوري يفيض بالاكتشافات الكهربائية الجديدة يوما بعد يوم. كانت ملاحقة أخبـار الاكتـشافات‬ ‫والابتكارات المتعلقة بالكهرباء من بين المهمات التي كان تيسلا يتمتع بها ويفض‬لها. لذلك بالإضافة إلى أعماله‬ ‫في البحث والتطوير والابتكار، كان يجد وقتا لقراءة كافة صفحات المجلات العلمية وكذلك الكتب والمجلدات‬ ‫الضخمة. بفضل منظومة التيار المتناوب التي ابتكرها، أصبح نيكولا تيسلا، ‫مليونيرا قبل سن الثلاثين من عمره! لقد حاز تيسلا على كافة الظروف والشروط المناسبة التي طالما حلم بها‬ ‬‫لمتابعة مسيرته الاستثنائية في البحث والتطوير والابتكار.‬
عندما يشاهد تأثيرا كهربائيا غامضا يبدأ مباشرة بحملة واسعة من البحث والاختبار متبعا المئات مـن النمـاذج‬ ‫والطرق التجريبية المختلفة حتى يصل إلى جواب يقين. كل دراسة أجراها منحته قـدرا كبيـرا مـن العلـم‬ ‫والمعرفة بحيث أن ظاهرة واحدة فقط قد تمكنه من الخروج بالعديد من الابتكارات والحصول على مجموعـة‫ من براءات الاختراع.‬ ‬
‫‫لقد أعاد تيسلا مراجعة كل ما لديه من معلومات ومعطيات. لقد تسائل عن مدى صحة ومـصداقية المبـادئ‬ ‫الكهربائية الأساسية التي آمن بها ونشأ عليها في الماضي‬ ‫. من خلال هذا الاكتشاف، يكون تيسلا قـد خرق قـوانين‬ ‫‬ ‫"ماكسويل" الرياضية المقد‬سة. من المعروف جيدا أن "ماكسويل" استخلص مواصفاته الرياضـية للتحـريض‬ ‫الكهرومغناطيسي من مجموعة كبيرة من الظواهر الكهربائية. لكن ربما لم يدرس هذه الظاهرة جيـدا خـلال‬ ‫وصفها في معادلاته!‬
ربما لم يتم اكتشاف ظواهر جديدة في حينها، وبالتالي لم يأخذها "ماكسويل" بعين الاعتبار. كيف يمكن تبريـر‬ ‫اعتبار معادلات ماكسويل بأنها كاملة ونهائية وبالتالي لا يمكن خرقها أو تجاوزها؟!‬
من خلال استنباط قوانين التحريض الكهرومغناطيسي، فرض "ماكسويل" اختياراته الشخصية خلال تقرير مـا‬ ‫هي التأثيرات الكهربائية التي تعتبر أساسية. لكن في الحقيقة، كان هناك عدد غيـر محـدود مـن الظـواهر‬ ‫الكهربائية التي تم ملاحظتها وتدوينها منذ القرن الثامن عشر.‬ ‫لقد واجه "ماكسويل" منذ البداية صعوبة في اختيار ما اعتبره التأثيرات التحريضية "الأكثر أساسـية". كانـت‬ عملية الاختيار استبدادية تماما. بعد أن قرر أي من التأثيرات التحريضية هي الأصلية، قام "ماكسويل" بعـدها‬ ‫بتقليص هذه الحالات الم‬ختارة ثم وصفها رياضياتيا‬
لقد علم تيسلا جيدا، وآخرون معه، بأن هناك أشكال ونماذج ومظاهر شاذة للتحريض الكهرومغناطيسي، والتي‬ ‫كانت تشاهد بالصدفة دائما وباستمرار خلال التجارب والاختبارات. وكانت هذه المظـاهر الـشاذة تختلـف‬ ‫بطبيعتها حسب اختلاف التجارب. كانت أخبار "اكتشاف قوى كهربائية جديدة" تحتل أغلفة المجـلات العلميـة‬ ‫دائما في تلك الفترة. لكن رغم ذلك كله، لازالت الطبقة الأكاديمية المتمـس‬كة بالمـسلمات العلميـة‬ ‫الم‬نزلة، مقتنعين بأن كل الظواهر الكهربائية قد تم وصفها وتدوينها من قبـل الـولي الـصالح "ماكـسويل"،‬ ‫وبالتالي، يرفضون تقب‬ل ادعاءات تيسلا بخصوص اكتشافه الجديد.‬
لكن هذه الطبيعة الكسولة للمجتمع الأكاديمي لم تزعج تيسلا. إن تيسلا الآن يحوز على‬ ‫تأثير لم يتنبأ به "ماكسويل"، ولذلك راح يعيد النظر في معلوماته العلمية التي تعتمـد بـشكل أساسـي علـى‬ ‫"معادلات ماكسويل". لقد ناقـضت‬ الحقائق التجريبية جميع الحقائق التي لقن بها منذ كان تلميذا وعمل وفقها طوال حياته المهنيـة! فـأي منهـا‬ ‫سيختار؟ لقد قال "غوثيه" ‪ Goethe‬بأن الطبيعة تقود الإنسانية وليس النصوص والمسلمات..‬
لقد اتخذ القرار: القبول بالحقائق التجريبية ورفض النظريات العلمية التقليدية.
إذا، فقد تمكنت تيارات على شكل نبضات عالية الجهد من إنتاج تأثيرا مشع ‪ لا زال مجهولا.‬ ‫في الحقيقة، نحن أمام تأثيرا إرسالي للطاقة الكهربائية يجعلها تنتقل لاسلكيا ، والذي من خلال تجـسيده مـن‬ ‫خلال العديد من الابتكارات والتصاميم العجيبة، جعل تيسلا يتميز في أعماله عن المخترعين الآخـرين. هـذا‬ التأثير الجديد للقوة الكهربائية ‪ا‬عتبر اكتشافا مذهلا بحيث له وقع تاريخي عظيما على مسار البشرية. لكن رغم‬ ‫هذه الحقيقة، القليل من الأكاديميين استوعبوا هذه الأهمية الكبرى للاكتشاف. فهم مشغولون الآن في تكـريس‬
وترسيخ أعمال "ماكسويل" المقدسة.
يكمن السر مبدئيا في تطبيق تيار مستمر خلال وشيعة اسطوانية الشكل وقطعه خلال فسحة زمنية خاطفة جدا. لقد درس تيسلا هذه الفـسحة‬ ‫الزمنية الخاطفة ودورها في العملية، معتقدا بأنه من الممكن إزالة التأثير المؤلم في موجات الصدمة المنطلقة،‬ ‫ذلك من خلال تقصير الفسحة الزمنية الخاطفة أكثر وأكثر. لذلك بدأ العمل في الفاصلة الدوارة المسؤولة عـن‬ ‫فصل ووصل التيار. من خلال سلسلة من الاختبارات الجريئة والمبدعة بنفس الوقت، طـور فواصـل دوارة‬ ‫ميكانيكية خاطفة جدا والتي تعاملت مع جهود مستمرة عالية جدا. وكل عملية وصل للتيار دامت عشرة آلاف‬ ‫جزء من الثانية!‬ ‫بعد تحليل هذه الحالة جيدا، تبين أن الطاقة الكهربائية، أو الطاقة المولدة للكهرباء، كانت تنطلق من جهاز توليد‬ النبضات على شكل أشع‬ة وليس موجات. لقد ذهل تيسلا لاكتشافه بأن هذه الإشعاعات تنتقل بحركـة طوليـة‬ ‫تماما عبر الفراغ، وقد وصفها في براءة اختراعه على أنها "أشعة شبه ضـوئية"‬‬ .‬ ‫في مقالة علمية أخرى، أشار إليها تيسلا بـ"الأشعة المظلمة"، وبـ"الأشعة التي هـي قريبـة مـن خـواص‬ ‫الضوء". هذه الأشعة لم تتلاشى أو تتضاءل بفعل المساحة المغلقة جدران الغرف ولا بفعل مـسافة انتقالهـا ‬البعد عن المصدر. يبدو أنها تمتد لمسافات بعيدة جدا بنفس القوة والشدة‪
تذكر أننا نتحدث عن فترة لم يتم فيها اكتشاف الراديو أو الإشارات اللاسلكية بعد. مع العلم أن المبادئ التـي‬ ‫بنى عليها ماركوني ابتكاره للإرسال اللاسلكي تعتمد جميعها على الأجهزة والأدوات التي اخترعهـا تيـسلا‬ ‫خلال خوضه في اختبار ودراسة هذه الظاهرة الجديدة التي نحن في صددها الآن. بمعنى آخر، لقـد فرحـت‬ البشرية كثيرا عندما أعلن عن اختراع الإشارات اللاسلكية في بدايات القرن الماضي ود‬هشوا لمـدى التقـدم‬ ‫العلمي الذي تجسد في تلك الفترة، لكن ماذا لو علموا أن المبادئ التي اعتمد عليها الراديو وجدت ‪‫أصلا لنقل الطاقة الكهربائية لاسلكيا!!‬
بعد بناء العديد من هذه الوشائع، أصبحت جاهزة للتجربة. عندما تنبض كل وشيعة مغناطيـسية، شـاهد تيـسلا‬ ‫جداول هائلة بيضاء تنطلق من نهاياتها الع‬ليا. إنها تفريغات كهربائية تتجاوز جهودها المليون فولط!! رغم أن‬ ‫مصدر الطاقة المغذية للمنظومة لم تتجاوز مستوى الجهود الطبيعية التي هي أقل بكثير. بالإضـافة إلـى أن‬ الوشيعة لم تكن مؤلفة من آلاف اللفات السلكية. هذا التجسيد لكل هذا الكم من الجهود الهائلة غير المتوقعة هو‬ ‫نتيجة حصول تحو‬ل في الطاقة ‫
علق تيسلا بأن الجهود الكهروستاتية عبر سطح الوشيعة من النهاية إلى النهاية يمكن أن تقد‬ر بعـشرات‬‬ ‫ألوف الفولطات مقابل كل واحد بوصة من اللفات.! هذا يعني أن وشيعة اسطوانية بطول 10 بوصـة يمكنهـا‬ ‫إنتاج تفريغات بقيمة مئة ألف فولط. بالإضافة إلى ذلك، لم يجد أي تجسيد للتيار الكهربائي في نهايات أسـلاك‬ هذه الوشيعة. أي أصبح لدينا هنا حالة معي‬نة يصبح فيها التيار بدرجة "صفر"! او بمعنى اخر لا وجود لاي شحنات كهربائية والنتيجة ان الكهرباء الناتجة غير حارة بل باردة ولا يمكنها اصابة الجسم باي ضرر ومن هنا فهي ليست الكهرباء التي وصفها ماكسويل في معادلاته بل نوع اخر جديد ومختلف إنها ببساطة معـضلة أخـرى‬ ‫تظهر تناقضا كبيرا في علم الكهرباء، وهذه المعضلة شغلت عقول الأكاديميين لعقود طويلة من الزمن.‬
كميات هائلة من التفريغات الكهربائية، مع تيار بقيمة "صفر" أمبير!‬
لقد أدرك تيسلا فجأة بأن الوشيعة تمثل عنصرا مهما في أبحاثه. إن المقاومة الآنية التي وفرتهـا أي وشـيعة‬ ‫للنبضات كان هائلا بحيث أن التيار لا يستطيع الجريان عبر الأسلاك. أي، كنتيجة مباشرة لهذه الظاهرة، لـم‬ ‫يجري أي تيار عبر الأسلاك بالمطلق! ورغم ذلك، يمكن مشاهدة الشرارات الهائلة المنتقلة عبر الوشيعة مـن‬ النهاية حتى النهاية. هنا أيضا لدينا ظاهرة شاذة تنافي المنطق العلمي!‬
لقد اكتشف تيسلا بأنه من الممكن إنتاج الملايين من الفولطات الكهروستاتية بواسطة هـذه الوسـيلة‬ ‫ لقـد مثلـت هـذه‬ ‫الأجهزة الجديدة نقطة تحو‬ل في نظرياته المتعلقة بالكهرباء، طالما أنه أصبح بإمكانه الحصول على أكثر مـن‬ ‫مليون فولط من القوة النابضة من جهاز لا يتجاوز طول طفل صغير!‬
وجد تيسلا أن هذه "المحو‬لات النبضية" الجديدة تعمل على تضخيم الطاقة التي تتزود بها، وبالتـالي تتعـاظم‬ ‫تأثيرات الكهرباء المشع‬ة المنطلقة منها. لقد وجد أنه من الممكن إرسال الطاقة الكهروسـتاتية لاسـلكيا عبـر‬ ‫مسافات بعيدة، بحيث تضيء المصابيح بأقصى قدرة لديها. خلال هذه الاختبارات، تمكن بسهولة مـن‬ ابتكار أنظمة إرسال إشارات لاسلكية والتي نسبت بعد سنوات للمخترع الإيطالي ماركوني. وجد أنـه مـن‬ ‫الممكن تحويل تلك التأثيرات التي تسببها الموجات المشعة ‪ إلى إشارات تيليغرافية. لقد فعل ذلك من خلال جعل‬ ‫أجهزة ذات صمامات مفرغة، بعيدة عن الموقع، تتجاوب مع الوشيعة التي في مختبره. لقـد أجـرى تيـسلا‬ اختبارات على التلغراف اللاسلكي في التسعينات من القرن التاسع عشر 1890.‬
لقد وجد أنه من الممكن تشغيل محر‬كات مصنوعة خصيصا لهذا الغرض، عبر مسافات بعيدة، وذلك من خلال‬ ‫التقاط التردد الخاص بهذا التيار من الطاقة المشعة ‪ المسافرة عبر الفراغ. إن اكتشافه الجديد هـذا جعـل مـن‬ ‫نظامه القديم المتمثل بالتيار المتناوب مجر ‬د خردة بالية تستحق الرمي في الزبالة! كان هذا الاكتشاف الجديـد‬ ‫أكثر جاذبية ومتعة. سوف يشهد العالم تحولا ثوريا! لقد اكتشف وسائل خاصة لتركيز الطاقة المـشعة بحيـث‬ ‫يوجهها إلى أي نقطة دون غيرها من هنا جاء مبدأ الإشعاع القاتل الذي تكلمنا عنه في مقال سابق. أما إعلانه عن إنارة سـماء نيويـورك‬ ‫بواسطة منارة عالية تعمل بمبدأ الطاقة المشعة، فقد فتنت قلوب كل من سمعه.‬ ‫لقد أصبح تيسلا الآن يحوز على وسيلة تجعل الطاقة المشعة تتضخم ومن ثم تـسافر عبـر مـسافات‬ بعيدة‫. أصبح بإمكانه تحويل الطبيعة الجوهرية للإشعاع ليجعله يحمل المزيد من الطاقة. لقد أصبح جاهزا‬ ‫الآن لتطوير تكنولوجيا ثورية جديدة، والتي سوف تبعث المزيد من الحيوية للعالم أجمع. أصبح مـن الممكـن‬ للطاقة أن تبث إلى أي موقع في العالم دون حاجة لأسلاك! يمكن أخيرا استثمار الكهرباء المشع‬ة في مجالات‬ ‫جديدة تماما وبأشكال مختلفة أيضا. إن عالما جديدا على وشك أن يولد!‬ ‫أبراج خاصة، تفصل بينها بحار شاسعة، تستقبل وترسل الطاقة المشعة. يمكن لسفينة أو سيارة أو طائرة،‬ ‫تكون في دائرة تأثير هذا البث اللاسلكي، ومجه‬زة بدارة استقبال خاصة، أن تعمل على هذه الطاقة.‬ ‫إن النشاطات الجارية في الطبيعة مشبعة بالطاقة النابضة، وليست المتناوبة. إن الطبيعة وكافة نشاطاتها ‬ ‫انطلقت من نبضة واحدة رئيسية. إن الطبيعة تفيض بالنبضات‬ ‫من كل الأنواع. ابتداء من البرق حتى أصغر نبضة عصبية في الكائن الحي. جميع تحر‬كات الطبيعة تحـصل‬ ‫على شكل نبضات. لقد اعتبرت النبضات من قبل تيسلا على أنها تملأ العالم الطبيعي بالكامل.‬
لم يكن المنهج العلمي الفيكتوري واثقا ما هي طبيعة الكهرباء بالضبط، حيـث تـتشابك الـسمات والمظـاهر‬ ‫المنسوبة لهذا المصطلح الزئبقي. راح فلاسفة القرن السابع عشر والثامن عشر يخمنون ويتحيرون بخصوص‬ ‫كل من القوى الكهربائية والمغناطيسية. وتشارك كل من "غيلبرت" و"ديكارت" في الاعتقاد بأن هـذه القـوى‬ ‫مثلت نوع من الشحنة الجارية ‬أو نوع من جدول فضائي مشع ‪تجسد في خطوط محد‬دة. والبعض ساوى القوى الكهرومغناطيسية بـ"ضوء مظلم ‪ ،‬وهذا ما أثبته‬ ‫"فون رايتشنباخ" بشكل جازم.‬
اكتشف "ج.ج. ثومسون" ‪ J.J. Thomson‬الإلكترونات في تفريغات صمامية. مفترضا بأن هـذه الجـسيمات‬ ‫الكهربائية تعمل في جميع الحالات التي تجسدت فيها الكهرباء. لم يقبل الباحثون الفكتوريون هذه الفرضية أبدا.‬ ‫لقد اعتبرت "إلكترونات" ثومبسون كنتيجة لتصادمات عنيفة عبر الفراغ المتسارع للصمام. لـم يكـن ممكنـا‬ ‫التأكيد إن كانت هذه الجسيمات التي تحد‬ث عنها "ثومسون" هي ذاتها التي تنشط في النواقل الكهربائية العاملة‬ ‫بجهود صغيرة.‬
الكثير من الباحثين البارزين، إلى جانب تيسلا، استمر‬وا في القول بأن الكهرباء الجارية عبر الفـراغ هي الكهرباء الحقيقة ‪‬‬ ‫‬
يعتمد بعد المسافة التي يمكن للمصباح أن يضيء خلالها تلقائيا على حجم وقوة الوشـيعة. لكـن ذات الأمـر‬ ‫سيتجس‬د في كافة الأحوال. إذا كانت الوشيعة قوية بشكل كافي، ووقفت بعيدا عنها مسافة عدة أمتـار‬‫ فسوف يسطع المـصباح‬ بأعلى قوته! المصباح لا يسخن أبدا! تذكر أنها كهرباء باردة. أوصل أحد الأقطاب بالأرض بواسطة سلك، ثم ابدأ بالتقر‬ب من الوشيعة، عندما تصبح على مسافة‬ ‫معي‬نة منها يضيء المصباح بقوة!‬
سوف يبقى برج "واردن كليف" الأسطورة الذي بناه تيسلا في بدايات القرن الماضي لنقل الطاقة الكهربائية لاسلكيا والذي توقف لاسباب تكلمنا عنها في مقال سابق حسرة في وجدان كل من ‫عرف هذا الرجل وإنجازاته الرائعة، بينما في الوقت نفسه، سيبقى بالنسبة للآخرين مجر‬د رواية خيالية شي‪‬قة‬ ‫تدغدغ مشاعر المحبطين الراسخين تحت السيطرة الاستبدادية لاقتصاد الطاقة التي فرضها المسيطرون الكبار‬ ‫على شعوب العالم طوال قرن من الزمان.‬ وستبقى الكهرباء الاثيرية النعمة التي حرمونا منها طيلة قرن من الزمن حقيقة اصلية وواقعا ملموسا
كانت أراء وقناعات تيسلا بخصوص الطاقة المشع‬ة، الأثير، الكهرباء،المغناطيسية، والطاقة الذر‬ية مناقـضة‬ ‫تماما للنظرة التي يتخذها المنهج العلمي الرسمي في هذه الأيام والتي يتم تلقينها اليوم في المؤسسات التعليمية.‬
قام تيسلا بطرحها جانبا بعد أن أثبتت اختباراته العديدة واكتشافاته الجديدة عدم صح‬تها وجدواها، وراح يطور‬ ‫تكنولوجيا خاصة لتوفير نوع من الطاقة النظيفة والآمنة وبكمية غير محدودة. لهـذا الـسبب لازال العلمـاء‬ ‫المنهجيين يعتبرون أفكاره العلمية راديكالية وخارجة عن المنطق العلمي المستقيم.‬
الرجل الذي ابتكر كل مظهر من مظاهر عالمنا العصري مات فقيرا في سن 86، بينما كان يقبع منسيا و مهملا‫ في إحدى فنادق نيويورك، وذلك بتاريخ 7 كانون ثاني 1943. رغم أن جنازته كانت متواضعة، دون أي ‫حضور رسمي أو رفيع المستوى، إلا أن أكثر من2000 شخص كان حاضرا يراقب الجنازة من بعيد.‬
‬ ‬ ‬









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مجهول, الجزء4, تيسلا, عبقري, نيكولا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc