الولايات المتحدة والأهداف الخفية وراء الانسحاب من أفغانستان.. هل تشهد أفغانستان حرباً عالمية ثالثة في أسيا - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية > أخبار عربية و متفرقات دولية

أخبار عربية و متفرقات دولية يخص مختلف الأخبار العربية و العالمية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الولايات المتحدة والأهداف الخفية وراء الانسحاب من أفغانستان.. هل تشهد أفغانستان حرباً عالمية ثالثة في أسيا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2021-07-17, 00:21   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الحاج بوكليبات
محظور
 
إحصائية العضو










B2 الولايات المتحدة والأهداف الخفية وراء الانسحاب من أفغانستان.. هل تشهد أفغانستان حرباً عالمية ثالثة في أسيا

الولايات المتحدة والأهداف الخفية وراء الانسحاب من أفغانستان.. هل تشهد أفغانستان حرباً عالمية ثالثة في أسيا


الدكتور حميد عزيزي*
في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001، أمر الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش بفخر وغطرسة بغزو أفغانستان كجزء من عملية الحرية الدائمة. بدأت العملية بقصف أجزاء مختلفة من أفغانستان وتدمير كامل للقوات الجوية الأفغانية وقواعد الاتصالات السلكية واللاسلكية والرادارات وجميع البنى التحتية التي خلفتها الحرب. استخدمت الولايات المتحدة قاذفات وصواريخ بعيدة المدى لاستهداف قادة وأفراد القاعدة وطالبان في مناطق مختلفة من أفغانستان، وخاصة في الجنوب والجنوب الشرقي، مما أسفر عن مقتل آلاف المدنيين.
متجاهلة مصير بريطانيا والاتحاد السوفيتي، وعلى الرغم من وجود منافسيها في الجوار الأفغاني، احتلت الولايات المتحدة أفغانستان، إلى جانب أكثر من 27 دولة ونحو 130 ألف جندي. كانت الخطوة الأولى في أفغانستان هي تجنيد الجماعات التي عملت مع خصوم الولايات المتحدة لسنوات وترك إرث سيء من الصراعات العرقية واللغوية والإقليمية والحزبية.
خلقت الحرب الأهلية السابقة بين طالبان والتحالف الشمالي تشابكات عميقة بين الفصائل ضمن إطار عرقي. وقفت الولايات المتحدة إلى جانب تحالف الشمال لقمع خصومها المتمثلين بطالبان. قصفت الولايات المتحدة المنازل وحفلات الزفاف وارتكبت أبشع الجرائم، حتى ضد البشتون الذين لا تربطهم أي صلة بطالبان، وذلك كله بهدف تعميق الانقسامات العرقية وإراقة الدم الأفغاني. ويمكن اعتبار صعود محمد أشرف غني رئيساً لأفغانستان وليد هذه الظروف وهذه المرحلة.
اتخذ غني الذي لم يحظى إلا بأصوات قليلة خلال انتخابات 2009، الدفاع عن طائفة “البشتون” شعاراً لحملته الانتخابية في عام 2014. حيث قال في مقابلة: “إن 98ظھ من سجناء بغرام هم من البشتون وأن العمليات الليلية تتم ضد البشتون”.
كانت هذه المواقف تدل بقوة على مؤامرات شريرة لتعزيز الانقسامات العرقية، والتي تجلت في الاصطفاف الانتخابي في العام نفسه ضد البشتون والطاجيك. والولايات المتحدة، بدلاً من حل القضية بشكل أساسي وتقديم المساعدة في إرساء الشفافية، أسس جون كيري حكومة تشاركية لإدامة الصراع على السلطة والانقسامات العرقية. ومع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية استمرت الخلافات والصراعات بين فصيلى الحكومة حول تقسيم السلطة وتوزيع السلطات حتى نهاية سنواتها الخمس.
كما طرد الأمريكيون الشخصيات القبلية البارزة من خلال أشرف غني، مما مهد الطريق لظهور فتن بين الطاجيك والهزارة والأوزبك. وعندما نزلت هذه الأقوام للتظاهر في الشوارع تم قتلهم بواسطة تفجيرات داعش. وكانت النتيجة النهائية لهذه المؤامرات قتل المدنيين من البشتون والطاجيك والهزارة والأوزبك وغيرهم من أقوام أفغانستان، فضلاً عن تعميق الانقسامات العرقية في أفغانستان. في بعض الأحيان كانت تُنشر معلومات ومواد إعلامية بطريقة مقصودة من داخل الحكومة، مما أدى بقوة إلى تحريض الرأي العام تجاه النظام والحكومة على شكل تحيزات عرقية ودينية ومناطقية.
ظهرت هذه المعضلات بشكل جلي في الانتخابات الرئاسية لعام 2019، حيث قام الأمريكيون بإعطاء الضوء الأخضر لتعزيز هذا الانقسام من خلال إعطاء الضوء الأخضر لشخصيتين لأداء اليمين الدستورية كرئيس لأفغانستان وفي يوم واحد. بعد 19 عامًا، جلبت الديمقراطية الأمريكية ثلاثة حكام إلى أفغانستان، رئيسان في كابول (غني وعبد الله) وأمير للمؤمنين هو زعيم طالبان.
من ناحية أخرى، أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية طبقتين من الأغنياء والفقراء في أفغانستان. لقد قدموا موارد مالية لا حصر لها لبعض الأشخاص كالمقاولين والقادة وأمراء الحرب، وما إلى ذلك. ومن ناحية أخرى، في هيكل ميزانية الحكومة الأفغانية، دفعوا رواتب منخفضة للغاية للمعلمين وموظفي الحكومة، والتي من الواضح أنها لم تستطع الوفاء باحتياجاتهم الأساسية.
من ناحية أخرى، في ظل الحكم الأمريكي، تم إنشاء وتقوية مجموعات مافيا لتهريب المخدرات، والاتجار بالبشر، والاختطاف والسرقة، واستغلال المشاريع الحكومية. لم يتم مواجهة هذه الجماعات بل تم إطلاق يدها في مصادرة أراضي الشعب الأفغاني وتقسيم الثروات فيما بينهم إلى أن تحولت هذه المجموعات إلى كيانات قانونية، لم يجد الشعب الأفغاني ملجأ من ظلمهم أبداً. وهكذا، وفقًا للإحصاءات العالمية، تم إنشاء ثاني أكثر الحكومات فسادًا في العالم تحت إدارة ووجود الولايات المتحدة في أفغانستان.
توضح تصريحات جو بايدن، الذي شغل منصب نائب الرئيس الأمريكي من 2009 إلى 2017، بشكل جيد استراتيجية الولايات المتحدة وأدائها في أفغانستان. حيث قال بايدن: “الأفغان لم يكونوا قط أمة موحدة، الحل الوحيد هو التفكك والتجزئة”. تخيل الآن مدى جدية وفاعلية هذه العقلية والاستراتيجية وراء الكواليس وخطط الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان.
أخيرًا، في 29 فبراير 2020، تم توقيع اتفاقية سلام بين الولايات المتحدة وطالبان في الدوحة. أنهى الأمريكيون حربهم مع طالبان، لكنهم تركوا الحكومة الأفغانية وطالبان في حرب مستمرة، كما ضغط الأمريكيون على الحكومة الأفغانية لإطلاق سراح أسرى طالبان، حتى تضعف الحكومة الأفغانية من قيمتها وتفقد مصداقيتها، ولا تملك في يديها أي أوراق تفاوضية مع طالبان.
استسلمت الولايات المتحدة لحركة طالبان دون أي شروط مسبقة ووافقت على مغادرة أفغانستان وإقامة حكومة إسلامية في أفغانستان ومواصلة مساعدتها، لكن في مقابل ذلك، امتنعت الحركة عن مهاجمة القوات الأمريكية أو حلفائها. تصرفت الولايات المتحدة كما لو كانت تفر من أفغانستان. لإجلاء قواتهم بأمان، أحضروا قاذفتين من طراز b-52 إلى قاعدة بغرام، وتم إجلاؤهم واحداً تلو الأخر، وفروا من أكبر قاعدتهم في بغرام ليلاً خوفا من الهجمات الأفغانية ودون علم الحكومة الأفغانية.
سافر الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني إلى واشنطن لإقناع المسؤولين الأمريكيين بالبقاء في أفغانستان. على عكس كل التقاليد الدبلوماسية، عامله الأمريكيون ببرود شديد وعدم احترام. كان هذا بمثابة ضوء أخضر لمعارضي الحكومة الأفغانية، بأن الحكومة الأفغانية لا تحظى بأي دعم دولي بعد الآن.
قادة الحكومة الأفغانية، الذين ضيعوا أكثر من عام في محادثات السلام، هم الآن في حالة ضعف، ويفقدون المزيد من المناطق (المدن) كل يوم، ويكرر الرئيس الأمريكي بلا خجل جملة واحدة أمام مطالبهم هي: “لم نأتي إلى أفغانستان لبناء أمة. وعلى الأفغان أنفسهم أن يختاروا ما يريدون “. هذه نهاية الحكام الذين يعتمدون على القوى الأجنبية بدلاً من الاعتماد على الأمة والشعب.
لكن يبقى السؤال المهم هو لماذا يخرج الأمريكيون من أفغانستان بعد تكبد أكثر من تريليون دولار من التكاليف والخسائر في أفغانستان على مدار العشرين عامًا الماضية، لماذا يخرجون ويتركون المسرح لمنافسيهم، في الوقت الذي خصصت الولايات المتحدة لمواجهة الصين لوحدها أكثر من 40 تريليون دولار وذلك خلال قمة g7 التي عقدت في يونيو 2021؟؟؟؟
الجواب هو أن الوجود الأمريكي في أفغانستان كان سببا في اتحاد مصالح الصين وروسيا وإيران والهند. الآن، مع انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، سيظهر تضارب المصالح بين هذه الدول مع مرور الوقت. على سبيل المثال زادت الصين ميزانيتها الدفاعية العام الماضي، ورداً على تصريحات عمران خان، تحدث وزير الخارجية الهندي عن إمكانية تقديم مساعدة عسكرية هندية لأفغانستان.
لقد تحدث الروس مرارًا عن احتمال وجود عسكري في أفغانستان، والإيرانيون لديهم تواجد ونفوذ كبير في أفغانستان. يمكن أن يؤدي تضارب المصالح بين هذه الدول إلى خلق جو شبيه بسوريا مع تضارب مصالح أعمق لهذه البلدان، مما قد يؤدي إلى صراع غير مباشر أولاً ثم صراع مباشر بين هذه البلدان. ومن المحتمل أن يتم إنفاق جزء من هذا المبلغ البالغ 40 تريليون دولار على مسرح الحرب نفسه. قد يكون هذا الصراع الآسيوي مفيدًا للولايات المتحدة مثل الحرب العالمية الثانية. حيث يتضرر المنافسون الرئيسيون للولايات المتحدة (الصين وروسيا وإيران) بشدة في هذه الحرب، ويمكن لباكستان أيضًا تحويل هذا المشهد إلى حرب نووية.
وفي الوقت نفسه، تخطط الولايات المتحدة لتدمير خصومها (كالصين وروسيا وإيران والهند وتركيا) وكذلك بعض أصدقائهم (باكستان وبعض الدول العربية). في هذه الحالة، ستؤدي تنبؤات هنتنغتون الذي تحدث عن صراع الحضارات، ليصب هذا الصراع لصالح الحضارة الغربية ويؤدي إلى هزيمة وتدمير الإسلام، وفي نفس الوقت ستتم إزالة بقايا الشيوعية من المسرح العالمي.
لقد ربطت الولايات المتحدة اقتصادات كل من هذه البلدان مع أفغانستان، وخلقت بشكل منهجي تهديدات ضعيفة ضدهم داخل أفغانستان من أجل زيادة مشاركتهم وزيادة الصراع مع أفغانستان. بدون تسمية أصدقاء للولايات المتحدة، بُذلت جهود لزيادة دور إيران وروسيا والهند والصين في أفغانستان بحيث يمكن الشعور بتنافس المصالح بين هذه الدول بسهولة في وقت لاحق.
والنتيجة النهائية لأسباب مغادرة الولايات المتحدة لأفغانستان: هي إما أن الولايات المتحدة تنهار، أو أنها تخطط لحرب آسيوية كبرى لتدمير منافسيها في أفغانستان، تماما كما حدث في الحرب العالمية الثانية، والتي أسميها “الحرب الغربية الثانية”. بحيث تصبح الولايات المتحدة المنتصر الأكبر من هذه الحرب وتقوم بتقوية موقعها في الساحة العالمية.
* أستاذ جامعي من أفغانستان
[رأي اليوم]








 


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:45

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc