مفهوم الإرهاب:
أ- لغة: الإرهاب لغة مأخوذ من رهب بالكسر، يرهب رهبة، رهبا أ, رهباـ وهو بمعنى خاف مع تحذر واضطراب([1]).
والاسم الهرب، الرهبي والرهبون، والرهبوني ومن ذلك قول العرب: رهبون خبر من رحمون، أي لأن ترهيب خبر هي أن ترحم([2]).
وترهبه: توعده، أهربه ورهبه واسترهبه: أخافه وفزعه([3]).
ب- اصطلاحا:
"الإرهاب كلمة مبنى لها معاني ذو صور متعددة مغزاها الإخافة والترويع للآخرين، وقد تجاوز الإخافة والترويع إلى إزهاق الأنفس البريئة واتلاف الأموال المعصومة أو نهبها وهتك الأعراض المصونة وشق عصا الجماعة ومن ثمة تغير النعم لتحل محلها الفتن والنقم ويظهر الفساد في الأرض"([4]).
هناك من الباحثين من يستبعد فكرة تعريف للإرهاب، وذلك بسبب اختلاف أنظار الباحثين في تعريفه، إذ كل منهم ينظر وفق ما يملي عليه هواه ومصلحته هذا من جانب ومن جاب آخر فإن مسألة التعريف بالنسبة إليهم غير مصدية أو مضيعة للوقت، والحق أن الذي دفع هؤلاء إلى اعتناق هذا الرأي هو عجز المجتمع الدولي وعلى اختلاف هيئاته ومؤسساته من التوصل إلى تعريف شامل للإرهاب يحظى بقبول الجميع.
كما أن هناك من يرجع الإرهاب إلى أصول إسلامية كالباحث "علي حرب" الذي يرى أن هناك علاقة بنيوية بين الإسلام والإرهاب من وجهين:
على المستوى الفكري: ثمة علاقة منطقية بين المفهومين بالإسلاميين بوصفه دينا يؤمن أتباعه بأنهم أصحاب كتاب مقدس ينطق بالحقيقة المطلقة والنهائية، هو مصدر لإنتاج التعصّب والتطرف والعنفـ لأن مآل هذا الاعتقاد هو قمع حرية التفكير بتغليب الأمر على الرأي والاشتغال بلغة الإدانة والتكفير على سبيل الاقصاء للآخر على المستوى الرمزي أو الجسدي، وهذا هو مآل كل مشروع أصولي جذري يدعي اهله احتكار الحقيقة([5]).
وعلى المستوى المجتمعي: ثمة علاقة بين الإرهاب والإسلام، لأن المجتمع الغسلامي يشكل بمؤسساته البيئة الحضانة التي يتحرك فيها النشاط الإرهابي، بهذا المعنى الإرهاب هو ثمرة لصعود الإسلام بأحزابه ودعاته الذين احتلوا الشاشات والساحات([6]).
[1] - الفيروز آبادي:القاموس المحيط، دار الحديث، القاهرة، 2008، ص: 118.
[2] - ابن منظور:: لسان العرب، دار المعارف، القاهرة، د ت، د ط ، ج1، ص: 436.
[3] - أبو هلال العسكري: الفروق في اللغة، دار الآفاق الجديد، بيروت، ط1، 1997، ص: 236.
[4] - نعيمة علي حسين: مشكلة الإرهاب الدولي دراسة قانونية، رسالة ماجستير، كلية القانون، جامعة بغداد، 1984، ص: 57.
[5] - علي حرب: الإرهاب وصناعه، المرشد الطاغية المثقف، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، لبنان، ط1، 2015، ص: 8.
[6] - المرجع نفسه، ص: 8.