اليمين المتطرف في روسيا يصطف إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية في حربها على روسيا في أوكرانيا؟!!!

[سندباد علي بابا]

يُقاتلون داخل روسيا.. هل ينجح "مناهضو الكرملين" بحرف مسار حرب أوكرانيا؟


في هجوم نادر وجريء، شنّت مجموعة مقاتلين مناهضين للكرملين متحالفين مع كييف هجمات داخل الأراضي الروسية في محاولة لإجبار الجيش الروسي على تحويل مسار القوات عن خط المواجهة الأمامي وإرجاعها للخلف من أجل الدفاع عن المناطق الحدودية.
يُقاتلون داخل روسيا.. هل ينجح "مناهضو الكرملين" بحرف مسار حرب أوكرانيا؟ (Others)
تابعنا


في هجوم نادر شهد واحداً من أكثر التوغلات جرأة للأراضي الروسية منذ بدء الحرب قبل أكثر من عام، شنت مجموعة مقاتلين مناهضين للكرملين متحالفين مع أوكرانيا، الاثنين، هجمات عبر الحدود من منطقة بيلغورود جنوبي روسيا. وأفادت التقارير وقوع انفجار في مصنع أسلحة ومناوشات عند معبر، وفقاً لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.


ونقلت الصحيفة عن إيليا بونوماريف، العضو المنفي السابق في البرلمان الروسي الذي وصف نفسه بأنه الممثل السياسي لفيلق روسيا الحرة، قوله إن التوغلات كانت محاولة لإجبار جيش موسكو على تحويل مسار القوات التي تقاتل في أوكرانيا وزعزعة استقرار حكومة بوتين من خلال إظهار عدم قدرتها على الدفاع عن حدودها الطويلة مع أوكرانيا.


وبينما أكد أشخاص يمثلون المقاتلين المناهضين للكرملين أن الهجمات مستمرة لليوم الثالث على التوالي، قالت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، إنها صدت جميع المقاتلين الموالين لأوكرانيا في منطقة بيلغورود وإن العشرات من "المخربين" قد قتلوا.


ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقاطع فيديو زعمت أنها تظهر ضربات مدفعية وقصفاً استهدفت أعضاء الوحدتين: فيلق المتطوعين الروسي وفيلق روسيا الحرة المناهضين للكرملين، الذين قالوا إن هدفهم هو تحرير بلادهم من فلاديمير بوتين.


هجوم نادر وجريء


يوم الاثنين، قال فيلق روسيا الحرة إنه "حرر" قرية كوزينكا في منطقة بيلغورود الحدودية مع جماعة أخرى موالية لأوكرانيا تسمى فيلق المتطوعين الروسي. ونشر الروس مقاطع فيديو لطائرات هليكوبتر تلقي قنابل إنارة فوق البلدة، بينما نشرت وسائل إعلام أوكرانية فيديو بطائرة مسيرة يظهر دخاناً يتصاعد من القرية بعد قصفها، وقالت إن روسيا قد اضطرت لإخلاء عدة قرى.


وذكر تقرير استخباراتي بريطاني يوم الثلاثاء: "تواجه روسيا تهديداً أمنياً متزايد الخطورة ومتعدد المجالات في مناطقها الحدودية، مع خسائر في الطائرات المقاتلة، وهجمات بالعبوات الناسفة على خطوط السكك الحديدية، والآن تحرك حزبي مباشر. من شبه المؤكد أن روسيا ستستخدم هذه الحوادث لدعم الرواية الرسمية بأنها الضحية في الحرب"، وفقاً لما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية.


بالمقابل، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف يوم الثلاثاء إن الهجوم أثار "قلقاً عميقاً" ويعني أن على روسيا أن تواصل حربها في أوكرانيا. وفي حفل توزيع الجوائز في موسكو، قال بوتين إن روسيا "كانت تمرّ بأوقات عصيبة"، ودعا إلى "تعزيز وطني" حول المجهود الحربي.


هل ينجحون بحرف مسار الحرب؟


بينما اعتبر البعض الغارة عبر الحدود بالعملية "النوعية" التي تهدف إلى صرف الانتباه الروسي في ساحة المعركة قبل هجوم مضاد أوكراني متوقع، رأى آخرون في الهجمات التي شنّها مقاتلون متحالفون مع أوكرانيا بأنها كانت محاولة لإجبار الجيش الروسي على تحويل مسار القوات عن خط المواجهة.


بينما يخشى بعض المحللين الموالين لروسيا أن تفتح هذه الهجمات مجموعة جديدة من المشاكل في ساحة المعركة لموسكو.


وقال أندري زاغورودنيوك، وزير الدفاع الأوكراني السابق، إن التوغلات على الحدود كانت علامة فارقة لأنها تضمنت قوات مسلحة، ما قد يجبر روسيا على نشر المزيد من قواتها على طول الحدود بدلاً من خط المواجهة. وأضاف: "سيرى الروس أن لديهم مشاكل بين مواطنيهم ، لذا فإن فكرة روسيا الموحدة قد تضررت بشكل خطير".


من جهتها، نفت أوكرانيا أي اتصال مباشر لها بالوحدات التي قامت بالهجوم، والتي انطلقت من الأراضي الأوكرانية، ويبدو أنها مزودة بمركبات عسكرية أمريكية الصنع، بما في ذلك عربات Humvees وما يشبه مركبات Maxxpro 1224 المضادة للألغام، والتي قالت الولايات المتحدة في عام 2022 إنها ستسلم عدة مئات منها إلى الجيش الأوكراني.


وعلى صعيد متصل، شكك المسؤولون في واشنطن في مزاعم استخدام أسلحة وفّرتها الولايات المتحدة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر: "سأقول إننا متشككون في هذا الوقت من صحة هذه التقارير. كمبدأ أكثر عمومية، كما قلنا وأعتقد أنني قلت بالأمس، نحن لا نشجّع أو نمكّن الضربات داخل روسيا، وقد أوضحنا ذلك. ولكن كما قلنا أيضاً، الأمر متروك لأوكرانيا لتقرر كيفية إدارة هذه الحرب".


وبينما وصفت كييف الهجمات على الحدود بأنها علامة على الانقسام الداخلي في روسيا، وصف نائب وزير الدفاع الأوكراني حنا ماليار المقاتلين بأنهم "وطنيون روس" يتمردون على حكومة الرئيس فلاديمير بوتين.


من مناهضو الكرملين؟


أعلنت مجموعة تسمى فيلق روسيا الحرة المكونة من الروس الذين حملوا السلاح لأوكرانيا، مسؤوليتها عن نقل الحرب إلى الأراضي الروسية. ويعمل هذا الفيلق إلى جانب وحدة المتطوعين الروس تحت مظلة الفيلق الدولي الأوكراني، الذي يشرف عليه ضباط أوكرانيون.


وتشير تقديرات متحفظة إلى أن عدد مقاتلي الوحدات المناهضة للكرملين، والتي تضم مقاتلين مناهضين لبوتين تربطهم صلات باليمين المتطرف الروسي، يبلغ 80 فرداً. بينما قال بعض المدونين العسكريين الروس المقربين من وزارة الدفاع إن العدد قد يصل إلى 500 مقاتل، وفقاً لما نقلته صحيفة الغارديان البريطانية.


وفي مطلع فبراير/شباط الماضي رفع مكتب الادّعاء العامّ الروسي دعوى إلى المحكمة العليا في البلاد لإعلان فيلق "روسيا الحرة" تنظيماً إرهابياً.


وفي سياق متصل، قال إيفان فومين، المحلل الروسي في مركز تحليل السياسة الأوروبية ومقره واشنطن، إنه بينما يعيش سكان منطقة بيلغورود منذ فترة طويلة مع أصوات وانفجارات الحرب، فإن الهجمات قد تعمق الخوف في روسيا وتضعف شعبية بوتين. وأضاف: "سترى بعض الشرائح الأكثر تشدداً في المجتمع الروسي هذه الهجمات على أنها علامة أخرى على ضعف الكرملين وعدم كفاءته. لذلك من المحتمل أن يفقد بوتين بعض الشعبية بين أولئك الذين يدعمون الحرب بقوة".




تي أر تي