كيف بدأت قصة ضيعتي "عين هِرماس" و"عين الثوام"؟ من وراءهما؟ ولماذا؟

[سندباد علي بابا]

كيف بدأت قصة ضيعتي "عين هِرماس" و"عين الثوام"؟ من وراءهما؟ ولماذا؟





بقلم: مارشال أحمد قايد صالح


كان يا مكان في قديم الزمن سَلْطنة بها ضيعتين في قلب صحراء قاحلة، يعيش سكانهما الفاقة والفقر والأمراض وغياب ماء الشروب والعزلة والتخلف وغياب أبسط متطلبات الحياة الآدمية.


كان يعيش في هاتين الضيعتين رجلين "مغبون" و"مهموم" هما صورة مصغرة عن حال كل سكان الضيعتين، وما يعيشه هؤلاء من الفقر والفاقة والمرض، حتى أنهما في لباسهما لا يلبسان إلا لباساً رثاً ومرقعاً وحتى ما ينتعلانه من "كلاكيطا" [حذاء] مصنوع من البلاستيك الرديء النوعية بفعل التفقير وهكذا كان حال أهل الضيعتين.


يعيشان في تلك المنطقتين ودرجة الحرارة تصل في الصيف إلى حدود 50 درجة فوق الصفر ولا مكيفات ولا مسابح ولا أماكن ووسائل تقيهم لفح الحرارة الحارقة.


كانت ضيعتاهما تُسميان: "عين هرماس" و"عين ثوام"، ولكن تَعودَ هؤلاء السّكان على نطقهما "اللكنة" بــ "اِن هرماس" و اِن ثوام".


اِهمال وغياب سلطات السّلطنة عن المكان وتخليهما عن تلبية مطالب السُّكان أدى لظهور قُطاع طُرق قادمين من سلطنات أخرى مجاورة انتشرت فيها هذه الظاهرة بفعل تفقير "هرقل" ووكلائه لهم.


كانت هناك إمبراطورية مجاورة لهذه السلطنة يقودها حاكم يُسمى "هرقل" كانت له علاقات كبيرة مع بعض رجالات تلك السلطنة الّتي بها الضيعتان، وكانت تربط السلطان علاقات طيبة مع "هرقل".


وكان حول السلطان قايد السّيافة و"حنش" له شلة من حوله من جماعة هرقل في قصور السُّلطان.


كان "هرقل" يعرف منذ مدّة طويلة أنّ صحراء الضيعتين تختزنان كنوزاً ثمينة فطمع في تلك الأرض وفكر في سلبها بواسطة مجموعته في قصور السلطنة بعدما تبين له فشل الغزو المباشر لها ولغيرها.


كان هُناك خلاف بين السّلطان و"الحنش" وزمرته هؤلاء من جماعة هرقل في قصور السّلطنة، فقد كانوا على علاقة كبيرة مع خوابير "هرقل".


كان السُّلطان وزبانيته يحملون بشرة بيضاء تشع زيتاً إذا ما رأتها الشّمس، يعيشون على ضفاف الشواطيء برمالها الذهبية وهوائها العليل لا يعرفون الجُوع أبداً، يعيشون في قصور فخمة ويمتلكون خيولاً وعربات فارهة ومراكب بحرية وضيعات لا تنتهي على اِمتداد البصر عكس سكان الضيعتين من شدة الحر احترقت بشرتهم ومن شدة الجوع نحل جسمهم ومن شدة القهر يئسوا من سلطانهم، وكان هؤلاء يتمتعون بكل شيء من عينين لماء يتدفق في الضيعتين يُقال أنّه يجلب الفرح والسّعادة إذا أخلط بمواد لا توجد إلا في مخابر "هرقل".


كان "هرقل" يأخذ هذه المادة العجيبة من السّلطان مُقابل عدم اعتداء إمبراطورتيه على السّلطنة وبعض النقود الذهبية التي يحتفظ بها للسلطان وزبانيته في بيت المال في عاصمته "كبريس".


ذات مرة بدأ سُكان الضيعتين يتذمرون من الظروف القاسية التي كانوا يعيشون فيها، ما تعلق بِقُطاع الطُّرق والخوف من إغارة "هرقل" عليهم ومن البذخ الّذي يعيشه السّلطان مع زبانيته والّذي تأتَّى لهم من عينا ماء الضيعتين العجيب، وهم لا يستفيدون منه بشيء أبداً، ويعيشون حياة صعبة في تلك الصحراء القاحلة، حتّى أن بعضاً من أبناء الضيعتين من شدة يأسه ذهبوا وانضموا إلى مجموعات قُطاع الطُّرق تلك.


وصلت معلومات للسُّلطان عن أحوال الضيعتين وعن تملمُلهما فأحظر قايد السيوف الّذي كان "للحنش" تأثيراً كبيراً عليه، كما كان لمجموعة "هرقل" المُندسَّة في قُصور السُّلطان تأثيراً سحرياً على "الحنش" وعرض عليهم الموضوع.


السُّلطان: سمعت أن بعض رعايا سلطنتي من ضيعتي "عين هِرماس" و"عين ثوام" غاضبون جداً من أوضاع سيئة يعيشون فيها، فماهي معلوماتكم؟ وما هي اقتراحاتكم لحلها؟


جماعة هرقل في قُصور السُّلطان: إنَّ سُكان الضيعتين مستائين على اليافطتين في مدخل المدينة والّلتان تشير للقادم إليهما اِسمهما والّلتان حملتا اِسما "عين هِرماس" و"عين ثوام"، فشباب الضيعتين يقولون كيف للسُّلطان أن يضعهما ونحن ننطقهما "إنْ هرماس" و"وإنْ ثوام"، غريب إنَّ السُّلطان مُتمسك كثيراً بالتاريخ ومُتشدد فيه !!!


السُّلطان: أليست المُشكلة في غياب التنمية؟ والفقر؟ واِختلال التَّوازن بين عاصمتي ومُدني والتي من بينهم هاتين الضيعتين؟


جماعة هرقل في قُصور السُّلطان: لا.. يا سيدي السُّلطان، فالتنمية وفك العزلة وتوصيل الماء الصالح للشرب ورفع حالة التهميش والعدالة في توزيع الثروة التي جزء منها يأتي منهما، وشق طُرق وبناء سكنات لائقة ومُستشفى وتوفير أطباء وتوفير عمل هو آخر شيء يفكرون فيه.


السُّلطان: إذن ماذا يُريد هؤلاء؟


جماعة هرقل في قُصور السُّلطان: إنَّهم يُريدون تغيير يافطات التعريف باِسمي الضيعتين المنصُوبتين عند مدخلهما وتحويلهما من "عين هرماس" و"عين ثوام" إلى "اِن هرماس" و"واِن ثوام"، حتى تتطورا الضيعتين وتكونا في مصاف "كَبريس".


السُّلطان: هل تعتقدون أن الأمر كذلك.


جماعة هرقل في قصور السلطان: نعم، بالتأكيد.


دعا السلطان لاِنصراف زبانيته تلك، وفي الليل نام السُّلطان وحلُم بحلُمٍ رأى فيه أنَّه قام بزيارة سُلطانية إلى ضيعتي "عين هرماس" و"عين ثوام" اِلتقا فيهما جماهيرهما من ضمنهم رجلين قيل أنَّ اِسمهما "مغبون" و"مهموم".


رأى السُّلطان أنّه يعتلي المِنصة الشَّرفية ومن حوله قائد السيوف و"الحنش" وجماعة هرقل في قُصور السلطان، وبدأ يخطب في أهل الضيعتين:


يا شعب ضيعتيّ "عين هرماس" و"عين ثوام" لقد فهمتكم .. لقد فهمتكم .. لقد فهمتكم [مقولة قديمة استعارها من خطاب لهرقل] .. لقد وافقت على أن أتغوط على التاريخ وعلى تقرعيش العلمي.. الّذي يقول أنّ ضيعتكم اِسمهما الأصلي "عين هرماس" و"عين ثوام" وأحولهما بجرّة قلم وأعبث بهما كما عبثت في الماضي بوثيقة السّلطنة المقدسة الّتي تُنظم علاقتي بكما وبشعبي وأُحولهُما إلى "اِن هرماس" و"اِن ثوام" .. فهل أنتم مبسُوطين وفرحانين الآن؟


خرج "مغبون" و"مهموم" من بين صُفوف جموع النّاس الّتي اِحتشدت حول السُّلطان وقالا: سيدي السّلطان الضيعتان ليسا مُشكلتهما العين والياء ولكن مُشكلتهما التنمية وغياب العدالة في توزيع الثروة؟


السُّلطان: عليكما أن تفرحا وتبتهجا لقد حققت لكما السَّلْطَنة مُشروع القرن في ضيعتكما، لقد حرفنا التاريخ من أجلكما أقصد من أجل "هرقل" .. عين وياء ضرب 2، عينان وياءان.. تعاليا واِصعدا المنصّة الشّرفية.


وفي هذه الأثناء أحظرت مجموعة هرقل في قُصور السُّلطان يافطة حديدية جديدة كُتبا عليهما "اِن هرماس" و"اِن ثوام" ونزلوا جميعاً من المنصّة واتجهوا مع الحُشود الشَّعبية نحو مكان اليافطتان القديمان فقاما بإزالتهما ونُصبتا ورُفعتا اليافطتان الجديدتان بدلاً عن الأوليان واللتان بلا شك ستقضيان على الحالة المُزرية التي تعيشها الضيعتان وشعبيهما وتحولهما إلى "لاس فيغاس" السّلطَنة.


وهو غارق في منَّامه ذاك إذ بالسُّلطان يسمع صوتاً يوقظه، سيدي السُّلطان.. سيدي السُّلطان إنّ "هرقل" يُهدد بغزو السَّلطنة لمُحاربة قُطَّاعِ الطُّرق.. وقايد السيوف يقول: لا حلَّ إلَّا مُحاربة قُطَّاع الطُّرق، لا حلَّ إلَّا مُحاربة قُطَّاع الطُّرق .. مُحاربة قُطَّاعِ الطُّرقِ.


الحنش: توقفوا توقفوا.. المُشكلة في الشّعب وفي الإيمان يجب القضاء عليهما ومنع وصُول واحدٍ من اختيار الشَّعب .. من الشَّعب المُؤمن ليكون سلطاناً على السّلطنة... والسّلطان في تلك الأثناء يتثاءب .. ويتكاسل اِستعدادا لاِستيقاظه.



يُتبع..

[سندباد علي بابا]

الظروف السياسية والجيوسياسية

طبيعة شعب اليوم [الشباب]

طبيعة التطور الحاصل عالميا

طبيعة الظروف الأمنية المحيطة بالبطحة

لا يسمح بتكرار انحرافات التسعينات سواء أطراف من الجهاز أو من أطراف في المؤسسة أعداء الانتماء والهوية والذين ما زالوا رهينة الماضي

ولا يواكبون التطور الحاصل ولا يستشرفون المستقبل ولا من الإسلاميين..

هو مجرد تخويف..

وإذا انجرَّ هؤلاء إلى الحالة السودانية لمنع الاستحقاق الديمقراطي القادم ..فالبطحة مُهددة بالتفكك

لا مناص من اختيار الشعب لحاكمه.. والأحسن الوقوف مع علماني وليس انفصالي عدو الانتماء والهوية [يدعو لانفصال البطحة عن تاريخها وهويتها وانتمائها وامتدادها الجغرافي]، وطني حقيقي أفضل من أن يصل إسلامي أو انفصالي مُحارب لهوية وانتماء البطحة..

فالإسلاميون وأعداء الهوية والانتماء من خارج السلطة ومن داخل النظام سواء مدنيين وعسكريين باتوا اليوم يشكلون تهديداً وجودياً للبطحة

فإذا فاز الفريق الأول فإن البطحة إلى زوال وإذا تمسك الطرف الثاني بمشروعه الاستئصالي فإن البطحة إلى التقسيم.

البطحة في حاجة إلى حاكم وطني حقيقي جامع يكون محل قبول أغلبية الشعب.

[سندباد علي بابا]

هم يضربوا في هذو

















































































وأنت قالك شد يديتك ببلاكة "إن ثوام" و"إن هرماس"..

[سندباد علي بابا]

قابيل أقصد مجموعة البربريست المُتطرفة تضرب في الصحيح

والذين وهرهم الأفافاس يضربوا في الريح... كل همهم عين وياء.. هل رأيتم تخلف مثل هذا؟

[سندباد علي بابا]

جديد: المخرج الجزائري محمد أوقاسي الذي ينحدر من منطقة القبائل يقول: عيد 12 يناير من وضع قيصر الروم سنة 46 ق.م

[سندباد علي بابا]