نهاية حُلم الشّعب السّوداني في الدولة المدنية. - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية

قسم الأخبار الوطنية و الأنباء الدولية كل ما يتعلق بالأخبار الوطنية و العربية و العالمية...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نهاية حُلم الشّعب السّوداني في الدولة المدنية.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2023-04-18, 09:56   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سندباد علي بابا
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سندباد علي بابا
 

 

 
إحصائية العضو










B11 نهاية حُلم الشّعب السّوداني في الدولة المدنية.

نهاية حُلم الشّعب السّوداني في الدولة المدنية.


منذ 2011 وحتى انطلاق الحرب بين فصيلين عسكريين في السودان ظلت الشعوب العربية والإسلامية تتوق لبناء أنظمة مدنية على أنقاض الدولة والأنظمة العسكرية وريثة الاستعمار في المنطقة العربية.



لقد انطلقت الثورات المُضادة لتطلعات الشعوب ولم تتوقف أبداً في بلدان ما يسمى بالربيع العربي والتي كان آخر الضحايا منها الشعب التونسي الذي تم فيها تثبيت حُكم الفرد الواحد.


ورغم أن ليبيا لم تتضح بعد ملامح النظام السياسي الذي سيحكُمها في المستقبل القريب ولكن كل المُؤشرات تُؤكد على إمكانية حُكم العسكر لها.


لقد ظلّ الشّعب السوداني الذي تمثل ثورته الشّعبية الموجة الثانية مما يسمى بالربيع العربي يُقاوم حتّى وصل إلى اتفاق بموجبه يُسلم الجيش السلطة إلى المدنيين، ولكن الأحداث الأخيرة في السودان والمُتمثلة في النّزاع العسكري بين فصيلين عسكريين هما الجيش وقوات الدعم السريع تكون قد أجهضت بلا شك ذلك الاتفاق بين الفصيل المدني والفصيل العسكري أين كان من المفروض فيه أن يتم انسحاب هذا الأخير من الحياة السّياسية وتسلّم المدنيين في السودان لمقاليد الحُكم.


إن القشّة التي تكون قد قصمت ظهر البعير هي الفقرة التي جاءت في الاتفاق الّذي يُحدد الاطار القانوني والسّياسي لانتقال السلطة من العسكر إلى المدنيين هو المتعلق بتوحيد القوات المسلحة النّظامية أو توحيد قوات الجيش، يعني دمج قوات الدعم السريع في داخل الجيش، هذا الأمر الّذي لو تم ستُنهي نُفوذ القائد العسكري لقوات الدعم السريع بخاصة ولنفوذ هذه المجموعة العسكرية بعامة الّتي تتكون من مائة ألف مُسلح والّتي تأسست في السنوات الأولى من التسعينات.


ومهما كان ما جرى هل هو خلاف بين البرهان قائد الجيش وحميدتي قائد قوات الدعم السريع أو أنّه مسرحية دموية اضطر العسكر في السودان للذهاب إليها للتنصل من اتفاق نقل السّلطة من العسكر نحو المدنيين وفقدان الحكم والنفوذ، فإنّ المؤكد أن الجيش السوداني يرفض التفريط في السلطة إلى آخر رمق فيه، وما حصل من جولات وتعثر في الفترة الماضية هو سعي العسكر لتضييع الفرص وربح الوقت حتى حانت ساعة الحقيقة التي نراها اليوم.


إنّ ما يحصُل في السودان من اقتتال الجيش مع بعضه البعض يراه بعض المراقبين "انقلاب" العسكر على الاتفاق الذي جمعهما مع المدنيين.


إنّ التوقيت الّذي حصل فيه هذا "الانقلاب" مُهمٌ للغاية فقد حدث ذلك نتيجة ضعف الولايات المتحدة وأوروبا والتي أدت أزمة أوكرانيا بلا شك إلى الحالة التي وصلا إليها هؤلاء "رُعاة الثورات الملونة وحكم المدنيين" [ليس دائماً].


إنّ الولايات المتحدة الّتي لا يهمُها لا حرية شعوب ولا ديمقراطية ولا حقوق إنسان في منطقتنا وإنما مصالحها ومصالحها فقط تقف إلى جانب الجيش السوداني وإلى جانب المدنيين من المعارضة في نفس الوقت، وهي تستخدم المدنيين لتخويف الحُكام من العسكر وأنّه كلما دعت المصلحة لوقوفها مع المدنيين لإضعاف السلطة الحاكمة من الجيش وقفت مع المدنيين، وكلما دعتها مصلحتها للوقوف مع العسكريين لإضعاف المدنيين من المعارضة في السودان وقفت إلى جانب هؤلاء العسكريين لعبة تُحسنها أمريكا والّتي ظلت تُمارسها طوال تسعُون أو ثمانون عاماً [أقصد من تاريخ العلاقة بين أمريكا والمنطقة العربية والإسلامية] من استقلال هذا البلد السودان وغيره من بلدان في المنطقة العربية والإسلامية.


وبعكس الولايات المُتحدة فإنّ الصين وروسيا تقف مع الحكام الفعليين ومع الطرف الأقوى وهي تُفضل التعامل مع العسكر والأنظمة العسكرية.


إنّ الأحداث الجارية في السودان من اقتتال بين العسكر الخاسر الوحيد فيه هو الشّعب السوداني ولا ريب الّذي يتطلع إلى حياة أفضل فقدها على مدى عُقود من الزمن في ظل حُكم العسكر للسودان ويرى أن إمكانية حُكم المدنيين للسودان قد يُحقق له هذا الحلم وهذه الأمنية.

إنّ الرابح الأكبر من أحداث السودان من اقتتال العسكر الذي أَخرَ على ما يبدو انتقال السّلطة من العسكريين إلى المدنيين ورفع من معنوياتهم وآمالهم في البقاء والاستمرار في حكم البلاد العربية والإسلامية هي الأنظمة العسكرية الّتي زادت آمالها وانتعشت بورصة استمرارها واستمراريتها، ولكن أملها هذا وفرحتها ممزوجة بالخوف نتيجة تعثر بروز عالم مُتعدد القطبية شبيه بعالم الثنائية القطبية وعدم حسم روسيا لمعركتها مع الغرب في أوكرانيا، ولكن بالمُقابل فإنّ أزمة أوروبا الاقتصادية والسّياسية وصعُود اليمين المُتطرف والمشاكل الاقتصادية والانقسام المجتمعي في داخل الولايات المتحدة الأمريكية وصراع النُّخب السّياسية بين اليسار واليمين يكون حافزاً بالغ الأهمية في هذه الفرحة.



إنّه من المؤكد أن الأحداث الجارية في السودان الآن من اقتتال للعسكر فيما بينهم على الحُكم والنُفوذ بعث رسائل خوف إلى تلك الأنظمة العسكرية في المنطقة من كون الجيوش يُمكن اختراقها وتقسيمها وبالتالي اضعافها وسحقها من طرف تلك الجهات التي تُكن العداء لجيوش المنطقة وتسعى لتفكيكها وتحويلها لأجهزة شرطة تُعنى بتوفير الأمن للسكان وحماية الملكية الفردية والعامة فقط في عالم أمريكا اليسار أو اليمين.


كما أنّ الأحداث الدامية في السودان الحاصلة الآن أكدت على أنّ الجيوش قد تضطر للتضحية في داخل صفوفها من أجل حماية مصالحها ونفوذها في الحكم.


لقد كانت أحداث البطحة مثلاً اِثرى أحداث 2019 والّتي دارت مُجرياتها بين قيادة الجيش وجهاز المخابرات شبيهة بما يجري الآن في السودان بين العسكر أنفسهم، الخلاف الوحيد فقط هو في طريقة وأسلوب علاج ذلك الصراع داخل المؤسسة العسكرية والّذي تمَّ دون دُخان أو بارود أو ضجيج.


إنَّ خوف الأنظمة العسكرية في المنطقة الآن هو في المألات المُنتظرة والمتمخضة عن هذا الصّراع ومن إمكانية أن تنتهي الأمور في السودان بعد الأحداث الدامية بسبب الحرب بين فصيلين عسكريين فيه على السّلطة والحُكم والسلطان والنفوذ بعزل كلا الطرفين المتنازعين على السّلطة في نهاية المطاف وإمكانية عودة وأن يؤول الحُكم في النهاية إلى المدنيين في هذا البلد الممزق بالاثنيات والمدمر بفعل الاستبداد بسبب غياب الديمقراطية وعندها فقط من المؤكد أنه ستبدأ رحلة طويلة في سقوط الأنظمة العسكرية تلك في المنطقة واحداً بعد الآخر، لأنّه ساعتها سيُصبح السودان نموذجاً مثالياً لنجاح الثورات الملونة وتطلعات شعوب المنطقة في بناء أنظمة مدنية تحكُمها تُعطيها من الحقوق والحريات والديمقراطية والكرامة ما عجزت عنه تلك الأنظمة العسكرية طيلة عُقود من حُكمها للبلاد العربية والإسلامية بعد خروج الاستعمار وحتى اللحظة.


بقلم: عابر سبيل








 


رد مع اقتباس
قديم 2023-04-18, 10:15   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سندباد علي بابا
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سندباد علي بابا
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

في عالمنا العربي يحدث هذا الصراع


العسكري يعادي المدني


والمدني يعادي العسكري


والمدني ينقسم إلى إسلامي وعلماني


العلماني يعادي الإسلامي


والإسلامي يعادي العلماني.


أحيانا المدني العلماني يتحالف مع العسكري ضد الإسلامي كما هو الحال في تحالف اللائكيين مع انقلابيي الجانفيست.


وأحياناً أخرى المدني الإسلامي يتحالف مع العسكري ضد العلماني [الشيوعي] كما هو الحال مع اسلامي السودان ونظام البشير.


ايديولوجيا اليمين المتطرف بدأت تتسلل إلى أوطاننا ابراهيم عيسى وزاهي حواس .. يؤسسون لعلمانية ولقومية متطرفة قُطرية على غير التي كانت عليه في فترة المدّ القومي العربي.. هذه القومية يمينية علمانية عربية [أنصارها من المنطقة العربية شكلها السابق المقترح الليبراليين العرب] تستبعد العروبة والإسلام.









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc