الكيل بمكيالين في خطاب النخب المعارضة في الجزائر.

[الزمزوم]

الكيل بمكيالين في خطاب النخب المعارضة في الجزائر.

تدخل "إيمانويل ماكرون" القائد الأوروبي في الشؤون الداخلية للجزائر لنجدة الفرانكو بربريست [العلمانيين] في الجزائر حرام وتدخل البرلمان الأوروبي في الشؤون الداخلية للجزائر بذريعة ما يسمى بحقوق الإنسان دعماً للإسلاماويين والعلمانيين معاً في الجزائر حلال.
أقاموا الدنيا ولم يقعدوها على تصريح "ايمانويل ماكرون" لمجلة "جون أفريك" الفرنسية التي تحدث فيها عن مرحلة انتقالية وعن شجاعة الرئيس وعن عزمه تقديم المساعدة للرئيس للانتقال الديمقراطي وهو كما يعلم من يملك ذرة بصيرة أنه خطاب زائف ومخادع وكاذب الهدف منه إعادة الحياة لوكلائه في الجزائر الذين أصابهم الضعف والتشتت وأفول شعبيتهم لدى الرأي العام الجزائري، والدليل على هذا الكلام حجم الهجمة الشرسة على الجزائر شعباً وقيادةً التي أعقبت التصريح مباشرةً من طرف هؤلاء "المعارضين" الذين وفر لهم سيدهم "ايمانويل ماكرون" فرصة ذهبية بتصريحاته الأخيرة للتهجم على الجزائر وإحياء العبث السياساوي والفوضى المجتمعية ولكن ما خطط له الرجل انتهى بالفشل الذريع المخيب لآمال السيد والعبيد.
كانت حجة هؤلاء ممن تهجم على الجزائر قيادةً وشعباً أن ما فعله "ايمانويل ماكرون" هو تدخل سافر في شؤون الجزائر وهذا صحيح وحقيقي وليس عليه غبار البتة ونرفضه رفضاً قاطعاً رغم أننا نعتبر أن كل ما قاله "ايمانويل ماكرون" كلام كاذب ومخادع ومراوغ لا يصبو إلى مساعدة أي أحد إلا أولئك الذين مازالوا يتظاهرون الآن لتحقيق مشروعه في اسقاط النظام والدولة في الجزائر الذي هو في نظر الدولة العميقة في فرنسا [السفير الفرنسي السابق برنار باجولي] أنه وقف حجرة عثرة لإفلات فرنسا من جرائمها في حق الجزائريين، لأن بقاء هذا النظام سيذكر فرنسا دائماً بفظائعها في الجزائر وضرورة تقديم الاعتذار واسترجاع أرشيف الجزائر وجماجم المقاومين والتعويض عن استعمار فرنسا للجزائر لأكثر من 130 سنة عجافاً لذلك بات من الضروري لفرنسا أن تسعى لإسقاط هذا النظام وتأسيس مرحلة انتقالية ومجلس تأسيسي يؤسس لإلغاء الماضي الاستعماري لها في الجزائر والقضاء على الهوية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للجزائر ومبادئ الدولة الوطنية الجزائرية التي تأسست مع اندلاع ثورة نوفمبر 1954 المجيدة وبيانها التاريخي المؤسس.
ما فعله هؤلاء من استنكار شيء محمود ولكن "الحلو ما يكملش" على رأي أشقائنا في مصر المحروسة.
التصريحات الأخيرة لماكرون شهدت استنكاراً واسعاً وردة فعل كبيرة منددة بتلك التصريحات من الطبقة السياسية في الداخل ومن المعارضة [محور باريس لندنستان] في الخارج واعتبروها تدخلاً سافراً وغير مقبول في الشؤون الداخلية للجزائر وهذا شيء جيد جداً يعبر عن غيرة هؤلاء عن الجزائر ورفضاً قاطعاً لأي وصاية لفرنسا على الجزائر.
اليوم الخميس وفي البرلمان الأوروبي الذي تقوده فرنسا "ايمانويل ماكرون" باعتبارها قاطرة أوروبا بعد انسحاب بريطانيا [بفعل البريكست] يناقش هذا البرلمان ما يسمى بحقوق الإنسان في الجزائر والسؤال الذي نوجهه للوطنيين المنددين والمستنكرين لجريرة "ايمانويل ماكرون" هو:
هل ما فعله البرلمان الأوروبي اليوم في حق الجزائر تدخل في الشؤون الداخلية للجزائر أم لا ؟
وأين هو استنكار وتنديد قناة "الأوراس تي في" من هذا التدخل السافر في الشؤون الداخلية للجزائر؟
وأين هي الطبقة السياسية التي استنكرت تدخل "ايمانويل ماكرون" أحد قادة الإتحاد الأوروبي في الشؤون الداخلية للجزائر وسكتت سكوت الموتى على تدخل البرلمان الأوروبي الذي يتشرف بعضوية فرنسا كأحد أكبر مؤسسيه وأعضائه البارزين في الشؤون الداخلية للجزائر؟
لماذا استنكرتم تصريحات "ايمانويل ماكرون" الذي هو في خلاف جيوسياسي وإيديولوجي مع "طيب رجب أردوغان" ومع الإسلام السياسي في أوروبا [وضع جماعة وتنظيم الإخوان المسلمين وتأثيرها في مستقبل القارة العجوز] ودعمتم ضمنياً تدخل البرلمان الأوروبي في الشؤون الداخلية للجزائر هذا البرلمان الذي تقف فرنسا "ايمانويل ماكرون" كأحد أبرز الدول المؤسسة له والمؤثرة فيه تحت يافطة سجل حقوق الإنسان إن هذا الصمت المريب الذي يعبر عن تواطؤ وازدواجية معايير تطعن في تلك الوطنية التي يتغنى بها البعض منكم؟
علما أن شماعة حقوق الإنسان يستخدمها الغرب والدول الإمبريالية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول ، وذريعة لفرض الإملاءات وتحصيل التنازلات في القرارات السيادية للدول وانتهاك لاستقلال البلدان، والتي إذا لم تستجب لها تلك الدول الضعيفة المُطَالبة بذلك تعطي شرعية للتدخلات العسكرية للدول الاستعمارية.
من الجبن على أولئك الذين استنكروا تصريحات "ايمانويل ماكرون" الأخيرة بذريعة أنها تدخل في الشؤون الداخلية للجزائر السكوت الآن عن التدخلات السافرة للبرلمان الأوروبي في الشؤون الداخلية للجزائر، فلماذا نطقتم دهراً على ماكرون الأوروبي [منتخب] وسكتم كفراً على البرلمان الأوروبي [منتخب]، أليس ما فعله ماكرون الأوروبي والبرلمان الأوروبي تدخلٌ في الشأن الداخلي للجزائر وقد يضعف ذلك من مؤسسات الدولة ويقلص من سيادتها واستقلالها في ظل الأخطار المحدقة بالجزائر؟
بقلم: الزمزوم
ملاحظة: هذا البرلمان الأوروبي هو الهيئة التشريعية لما يسمى الإتحاد الأوروبي والذي تدخل في ليبيا بواسطة ذراعه العسكري "حلف النيتو" [الهراوة نتاع الغرب] لإسقاط النظام السياسي الليبي السابق بالقوة العسكرية وخارج الشرعية الدولية والقانون الدولي وتشاء الصدف أن تكون فرنسا قاطرة أوروبا في عهد الرئيس "نيكولا ساركوزي" هي من "تشرفت" في ذلك الوقت باقتراف جريمة الحرب تلك و تدمير ليبيا والتي مازالت آثارها المدمرة على الشعب الليبي وعلى المنطقة العربية والإسلامية حتى لحظة كتابة هذه السطور.