ما أشبه أحداث مصر بأحداث الجزائر ، نحن في مركب واحد .

[الزمزوم]

ما أشبه أحداث مصر بأحداث الجزائر ، نحن في مركب واحد .

من الذي جعل أثيوبيا التي كانت من أفقر الدول وأكثرها تخلفاً والتي اشتهرت في السنوات الماضية بانتشار المجاعات فيها والتي كانت تتنظر بعض الطعام مما يُتصدق عليها من المنظمات الأممية الدولية أن تتجرأ بعد العام 2011 على مصر وتقطع مياه النيل عنها بحجة هي "حق أريد به باطل" بايعاز ومساعدة مادية ودبلوماسية وتقنية من الكيان الصهيوني .
عندما اشتدت الانتقادات على النظام المصري الجديد اضطر رئيسه "عبد الفتاح السيسي" إلى الكشف عن السبب الحقيقي وراء ذلك، وقال بصريح العبارة أن الأحداث التي دارت في مصر والتي يطلق عليها الإعلام الغربي ثورات الربيع العربي ومنها الثورة الملونة 25 يناير2011 التي أسقطت نظام "حسني مبارك" قد كشفت ظهر الأمة المصرية وأضعفتها وهي السبب في هذا الهوان الذي تعرضت له أمام أثيوبيا المسيحية الصليبية الصهيونية من خلال التنازلات المجحفة والمذلة التي قدمتها مصر والسودان لصالح أثيوبيا فيما يعرف بمشروع سد النهضة . اليوم مصر تسعى إلى ترميم ما يمكن ترميمه بسبب تلك الأحداث التي كادت أن تأخذ مصر في "ستين داهية" لولا لطف الله .
لنا أن نتساءل كجزائريين من الذي جعل نظام المخزن يجرؤ على المحرم ويقوم بما قام به في منطقة الكركرات في الصحراء الغربية المحتلة ويفتح ثغرة في الأراضي المحررة باتجاه موريتانيا ، لماذا لم يفعلها المغرب طيلة 29 سنة الماضية أي بعد اتفاق وقف اطلاق النار بينه وبين البوليساريو في 1991 وحتى يوم 12 نوفمبر 2020 ؟
والجواب بسيط جداً ، ما قيل عن مصر يمكن اسقاطه على الجزائر ، فالأحداث التي انطلقت منذ 22 فيفري 2019 وبقيت لأكثر من سنة كاملة أضعفت مؤسسات الدولة . هذه الأحداث على حد تعبير "عبدالفتاح السيسي" كشفت ظهر الأمة [والمقصود بهذه العبارة هنا الأمة الجزائرية] للأعداء وهي العامل الأساسي الذي حفز وشجع نظام المخزن ليتحرك بثقة في النفس في الأيام القليلة الماضية أي يوم 13 نوفمبر 2020 بتشجيع من قوى معادية للجزائر وفعل الذي فعله.
إن السبب في تحرك نظام المخزن الاستفزازي في الصحراء الغربية سببه "الثورة الملونة" في الجزائر التي انطلقت في 22 فيفري 2019 والتي تواصلت لأكثر من سنة كاملة .
هناك من يرد الأمر إلى مرض الرئيس ولكن الرئيس السابق بوتفليقة ظل مريضاً طيلة ثمان سنوات ومع ذلك لم يجرؤ نظام المخزن على ارتكاب حماقة مثل التي يرتكبها اليوم [ليس لأن الرئيس السابق قوي] ، لسبب بسيط أن مؤسسات الدولة كانت تعيش استقراراً والجبهة الداخلية كانت قوية وموحدة [ فاستقرار مؤسسات الدولة وفره لها قوة ووحدة الجبهة الداخلية]، ولم تكن حينها الجزائر مرتبكة كما هي اليوم بسبب ما يسمى بأحداث 2019 أو ما يسمى بالحراك أو "الثورة الملونة" والتي على ما يبدو أن نظام المخزن وحلفاؤه من العرب والغربيين لم يعطوا إشارة إنطلاق العمل الاستفزازي ضد الجزائر في منطقة الكركرات إلا بعدما أحسوا أن ذلك الحراك أو ما يسمى بالثورة الملونة " ثورة الابتسامة" أنهكت قوى النظام ، وضعضعت مؤسساته وأفقدت شرعية السلطة أمام الشعب وأصبحت الجبهة الداخلية اليوم بفضل هذا الحراك مشتتة ومنقسمة ومتصارعة بفعل تحريض المعارضات المختلفة الإيديولوجيات والأهداف والمتعددة الأجندات والارتباطات وبفعل المطالب المتناقضة التي رفعها الحراك الدخيل وليس الأصيل، أي بعبارة أخرى أي بعد ما كشف حراك 2019 ظهر الدولة الجزائرية فكانت أحد الثمار التي إلتقطها أعداء الجزائر ومن بينهم نظام المخزن والتي تمثلت في الاستيلاء على معبر الكركرات واحتلاله وضمه للأراضي المحتلة من الأراضي المحررة بالصحراء الغربية المحتلة وذلك لتصريف بضاعته وسلعه وعلى رأسها المخدرات نحو دول غرب إفريقيا لتخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية الخانقة بسبب كوفيد 19 التي يمر بها هذا النظام القروسطي، وقضم أراضي جديدة من الجزء المحرر حتى يستخدمها كورقة ضغط في المفاوضات القادمة [تحسين وضعه التفاوضي] فمن يملك الأرض يملك الشرعية وحق التفاوض وقوة الحجة والبرهان "كما يعتقد هو".

المروك [نظام المخزن] يقطف أولى ثمار الحراك الدخيل في الجزائر [وهو جزء صغير، لأنه نهم وينتظر المكافأة الكبرى في أرض الجزائر] ... من التالي؟

بقلم: الزمزوم