لكل من يبحث عن مرجع سأساعده - الصفحة 204 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم البحوث العلمية والمذكرات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لكل من يبحث عن مرجع سأساعده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-02-24, 14:06   رقم المشاركة : 3046
معلومات العضو
ريتاج الدين 92
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية ريتاج الدين 92
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ممكن مصادر ومراجع حول المقاومة الثقافيةفي الجزائر خلال مطلع القرن 20 ممكن في اســـــــــــرع وقت









 


رد مع اقتباس
قديم 2018-03-03, 12:30   رقم المشاركة : 3047
معلومات العضو
همسة أحلام
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية همسة أحلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hano.jimi مشاهدة المشاركة
لكل من يبحث عن مرجع ساساعده في جمع مراجع من خلال الانترنت لتكون صدقة جارية لشخص عزيز لدي متوفي رحمه الله.
السلام عليكم
ارجو مراجع عن المدرسة الاسلامية









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-05, 10:52   رقم المشاركة : 3048
معلومات العضو
Roudina2
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي مولود قاسم نايت قاسم

اريد مصادر و مراجع تتحدث عنه










رد مع اقتباس
قديم 2018-03-05, 10:53   رقم المشاركة : 3049
معلومات العضو
Roudina2
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ارجو منك مساعدتي في بحثي مولود قاسم نايت قاسم










رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 17:50   رقم المشاركة : 3050
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Roudina2 مشاهدة المشاركة
ارجو منك مساعدتي في بحثي مولود قاسم نايت قاسم
العلامة الجزائريّ «مولود قاسم نايت بلقاسم» الأمازيغي المدافع عن العربية

(1927 م- 1992




مولد العلامة:
ولد في 06 جانفي سنة 1927 بقرية آيت عباس بمدينة بجاية الواقعة في منطقة القبائل الكبرى، أو كما عرف بمنطقة " جبال جرجرة "، والتي لعبت دورا تاريخيا مهما أثناء الثورة الجزائرية، فهو أمازيغي ابن فلاح عباسي قبائلي، وهو المجاهد الكبير في ثورة التحرير المباركة، كان مناضلا سياسيا نشطا في الدفاع عن قضية وطنه العادلة، وكان المجاهدون يطلقون عليه اسما ثوريا مميزا وهو:"سي بلقاسم الوطني"
رحلتـه العلميـة:
شهادة الشيخ " محمد الطاهر آيت علجت " حول مولود قاسم نايت بلقاسم كانت ثرية حقا، فهذا الشيخ هو من تولّى تدريس نايت بلقاسم مذ كان طفلا صغيرا، كما أنّه كان صديقا لوالده وأقرب جار له في قرية آيت عباس، وقال الشيخ آيت علجت إنّ مولود قاسم كان تلميذا نجيبا في صغره، وقد برز نبوغه عندما كان يدرس القرآن والحديث في مسجد القرية، وقال إنّ الله استجاب لدعوة والده الذي دعا له أن يصبح فقيها في الدين.
لمّا كتب له التوجّه للمدرسة الفرنسية في سنّ السادسة عشرة حيّر مولود قاسم مدرّسيه الفرنسيين لشدّة نبوغه وقوة ذاكرته، وحبّه الشديد لوطنه وللغته العربية ودينه الإسلاميّ، وبسبب بعده عن مقرّ سكناه قرّر مولود قاسم ترك تلك المدرسة الفرنسية التي كان يطلق عليها الشيخ بن باديس اسم " القلعة "، وكان
مولود قاسم يحبّ مخالطة من يكبره سنّا ليحرق مراحل تكوينه التعليميّ، وساهمت مبادراته العصامية في
زيادة نبوغه ونجاحه الدراسيّ .توجّه بعدها إلى تونس لمواصلة دراسته حيث كانت الدراسة متاحة في تونس أكثر من الجزائر التي عانت مؤامرات الفرنسيّين ومساعيهم لتجهيل الشعب الجزائريّ، ثمّ التحق مولود بجامع الزيتونة سنة 1946،
والتحق بعدها بحزب الشعب سنة 1947، قبل أن يبتعث إلى القاهرة تكريما له باعتباره الأول على الدفعة، وفي سنة 1954 التحق بجامعة باريس التي سجّل فيها أطروحته لنيل الدكتوراه، والتي حملت عنوان:
" الحرية عند المعتزلة " ، غير أنّه تخلّى عن المشروع سنة 1956 على إثر مضايقات الشرطة الفرنسية له والتي فرضت عليه مغادرة البلاد بسبب استجابته لنداء الإضراب الذي دعا إليه اتحاد الطلبة المسلمين، وتوجه بعدها إلى دولة التشيك، والتي سجّل بجامعتها مشروع أطروحة دكتوراه بعنوان " الحرية عند كانط"
، وما لبث برهة في التشيك، حتى دعاه نداء الوطن فترك مشروعه البحثيّ متجها نحو ألمانيا، حيث كلّفه المفاوض الجزائريّ " سعد دحلب " بكتابة ردّ على المفاوض الفرنسيّ جوكس في مفاوضات إيفيان سنة 1961، حول إصرار الجزائريين على رفض فصل الصحراء الجزائرية، ولولا أنّه اختار رحمه الله خطّ
الدراسات الإنسانية والاجتماعية لكان قد أصبح طيّارا كما رشّحه مدّرسوه لشدّة ذكائه وفطنته .تضحيته بشهادة الدكتوراه من أجل الجزائر:كان مولود قاسم نايت بلقاسم قادرا على نيل شهادة الدكتوراه غير إنّه آثر تلبية نداء الوطن، وقد تبيّن له أنّ دوره في ألمانيا مفيد ومساعد في الثورة الجزائرية، وعندما نالت الجزائر استقلالها كان هدف نيل شهادة الدكتوراه ما زال قائما، غير أنّ الجزائر كانت بحاجة إلى وقفة رجل شجاع للنهوض باللغة العربية من
جديد استكمالا لجهود الشيخين عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي، اللذين أسسا جمعية العلماء
المسلمين الجزائريين مطلع ثلاثينيات القرن الماضي بجهود متواضعة، لم تستطع وقف المدّ الكبير للغة الفرنسية في الجزائر، وقال مولود قاسم متحدّيا الفرنكوفونيين، حيث كان يعلم تماما كيف يفكّرون،
فقال لهم: " إنّ اللغة العربية كانت لغة العالم في يوم من الأيام، وإنّها كانت تقود العقول وتطوّر العلوم "، وكان مدافعا شرسا عن اللغة العربية من خلال إشرافه على المجلس الأعلى للغة العربية، كما أنّه لم يتوان عن الكتابة حول الموضوع، خصوصا في مقاله الشهير المنشور في مجلة " الثقافة " الجزائرية، والذي حمل عنوان: " بجاية الإسلام علّمت أوربا الرياضيات بلغة العروبة " ، وهو البحث المهم الذي جاء فيه بقيمة مضافة على الصعيد الفكريّ، حين أثبت أنّ اللغة العربية قادرة على استيعاب كل العلوم .يقول الدكتور " يوغرطة نايت بلقاسم" إنّ أباه كان محبّا للغة العربية ومدافعا كبيرا عنها، وإنّه كان ينعزل وحده في حزن عميق حين تمّ التراجع عن " قانون التعريب " عام 1992، وكان قد أحرز تقدّما كبيرا في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، وقد روى عنه ابنه أنّه كان شديدا مع أبنائه في دعوته لتعلّم اللغة العربية، فكان أمرهم بالمطالعة حتى عند الحلاق، وقد سأله الكثيرون عن سبب اختيار اسم يوغرطة
الأمازيغي لابنه فقال: " يوغرطة هو أعظم ملوك الجزائر عبر التاريخ " ،كما أنّه كان يجيب المشككين بأن له ابنة أخرى سمّاها :" جزائر ".شهادة أصدقائه برهان على نضاله:أنشأ محبو مولود قاسم نايت بلقاسم جمعية تعنى بحماية ما تركه العلامة الراحل من زاد الفكريّ متمثّل في عشرات الكتب والمقلات والدراسات والصور المهمة، التي تؤكّد مساعيه المخلصة في الدفاع عن اللغة العربية، وتردّ على الكتابات المشكّكة في نضاله الكبير رحمه الله، وقد قال فيه صديقه الكاتب أحمد بن نعمان: مولود قاسم نايت بلقاسم كان يجيد تسع لغات ولهجات أوروبية محلية،تعلمها بمفرده دون اللجوء إلى المدارس .كان مولود قاسم نايت بلقاسم يحوز مكانة مهمة في الحكومة، كونه مترجما بارعا، تولّى ترجمة كلّ ما يكتب عن الجزائر في الصحف الأوربية، إذ كان يحسن تسع لغات عالمية حتى القديمة منها كاللاتينية، وكان مولود قاسم رجلا عصاميّا تولى تكوين نفسه بنفسه حتّى وصل إلى إتقان هذه اللغات بلهجاتها المحليّة بكلّ طلاقة، وسخّر هذه القدرة في خدمة البلد في فترة الاستعمار وبعد الاستقلال، إلى درجة أنّه كان يشتغل
في بيته ليبقى متابعا لكلّ ما يكتب عن الجزائر .نقل عنه محمد الصغير بلعلام أحد أصدقائه الأوفياء، أنّ مولود قاسم كان يعتبر فكرة " حوار الديانات " آخر الأساليب الغربيّة المبتكرة لتنصير الشباب، لأنّ لكل دين خصوصيته وأصوله وقواعده، وقال بلعلام في شهادته التاريخية المميزة أثناء لقاء تكريم الراحل مولود قاسم، أنّ الفقيد قد أقسم بألاّ يوقّع على أيّة وثيقة
جزائرية باللغة الفرنسية، كما أنّه قرّر ألاّ يرد على أيّ بريد يرد إليه إلاّ باللغة العربية، وقال موظفو الوزارة التي كان يقودها أنّه كان صارما في التشديد على أهمية تشكيل الكلمات العربية باستخدام الآلة
الراقنة لتوصيل المعاني الصحيحة بين الوزارات الحكومية، وقيل إنّه قام بجلب كتب اللغة العربية من دمشق وبغداد وزوّد بها مقرّ حزب جبهة التحرير الوطنيّ لرعاية مشروع تعريب الجامعة الجزائرية،
لكنّه فوجئ باختفائها فيما بعد، فشاهد في دهشة مشروع التعريب وهو يفكّك أمام عينيه دون قدرة على التحرّك لوقف تلك المؤامرة.شهادةأخرى قدّمها المجاهد والمناضل والسياسيّ الكبير عبد الحميد مهري في حقّ مولود قاسم نايت بلقاسم رفيق دربه وزميل دراسته، حيث اعتبرمهري شخصية متعدّدة المواهب، وقال إنّه كان مكسبا للجزائر
حقّا، ذلك أنّ إسهام نايت بلقاسم فباثراء الحياة السياسية بفكره كان بنيّة جمعه رحمه الله بين هدفي الدفاع عن الأصالة والانتماء العربيّ والإسلاميّ وللأمازيغية، والانفتاح على العالم، كماأنّه ساهم في تقديم صورة جميلة عن الجزائر العريقة التي تحافظ على التقاليد وتسعى نحو الحداثة والعصرنة، بمعنى أنّه كان يسعى للمزاوجة بين مسعى ترسيخ قيم الإسلام والعروبة وتوطين الحداثة والتقدّم، وقال عبد الحميد مهري إنّ مولود قاسم نايت بلقاسم: كانيكرّس معالم النهضة في ملتقيات الفكرالإسلامي ، معتبرا أنّ من انتقده ذلك الوقت كان يريد أن يلصق به تهمة التشدّد، وهو لم يكن ليألو أيّ جهد في سبيل الوصول إلى ما كان يصبو إليه.
وفاة العلامة مولود قاسم نايت بلقاسم:
في 27 أوت من عام 1992 م ، كانت الجزائر تودع أحد رموزها الكبار مولود قاسم نايت بلقاسم رحمه الله، بعد رحلة طويلة وشاقة قاد فيها معارك ضد من أرادوا تحويل الجزائر إلى مزرعة، ورغم الصعاب والإحباطات اليومية كان مولود قاسم الرجل الثابت على مبادئه الذي أحب الجزائر وقدم لها كل ما يملك، هو الأمازيغي الذي خدم العربية كما لم يخدمها احد قبله ولا بعد، والذي دافع عن الإسلام الصحيح في صورته العصرية والمتفتحة داخليا وخارجيا.

https://igosten2100.ahlamontada.com/t51-topic









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 17:51   رقم المشاركة : 3051
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Roudina2 مشاهدة المشاركة
ارجو منك مساعدتي في بحثي مولود قاسم نايت قاسم
من أعلام الجزائر
مولود قاسم نايت بلقاسم من خيرة ما أنجبت الجزائر التّاريخية
سهام.ب السبت 13 جانفي 2018
مولود قاسم نايت بلقاسم من خيرة ما أنجبت الجزائر التّاريخية
حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط طباعة إرسال كن أول من يعلق!

كان حريصا على استرجاع العربية مكانتها


مولود قاسم نايت قاسم من مواليد 6 جانفي 1927 ببلدية بلعيان بأقبو بجاية، من خيرة ما أنجبت الجزائر، من العلماء والمفكرين والمثقفين العظماء ولا يمكن لأي جاحد أن ينكر ذلك، دافع عن اللغة العربية بإستماتة وكان حريصا على أن تسترجع هذه اللغة مكانتها ومركزها، كما ترك رصيدا علميا ومعرفيا كبيرا حول وجود الأمة الجزائرية، لكنه للأسف همّش إعلاميا.

يشهد كل من صاحب الأستاذ مولود قاسم ومن تابع مسيرة حياته، عن كثب وكذا من طالع جميع مؤلفاته، أنه كان يتمتع بذكاء ووعي شديدين وبذاكرة بديعة خارقة للعادة، وهو الشيء الذي أهله لتعلم وإتقان خمس عشرة لغة.
كان حسب اعترافه شخصيا، يكتب ويحاضر بخمس منها هي: العربية والفرنسية والإنجليزية والألمانية والسويدية، وكان أحد كتبه باللغة الألمانية ويحمل عنوان
ALGERIEN (الجزائر) وقد طبعه مكتب جامعة الدول العربية في بون عام 1957.
كما أن العديد من مقالاته ودراساته لا زالت متناثرة بمختلف الجرائد والدوريات العربية والعالمية القديمة، وهو ما يدل دلالة قاطعة على اجتهاده ونشاطه المكثف والحثيث منذ أن كان تلميذا في أول الطريق، وإلى أن إرتقى إلى أعلى المناصب الرسمية.
لقد ارتبط للأبد اسم الأستاذ مولود قاسم نايت بلقاسم، بالعديد من المنجزات والمواقف الوطنية «البطولية» المشرفة، بحيث يأتي على رأس الجميع إعداده وإشرافه بتفانٍ على ملتقى الفكر الإسلامي الذي كانت له اليد الطولى في إنجاحه، وإعطائه تلك الصورة الحضارية البارزة والجد محترمة إلى حدّ جلب اهتمام ومتابعة الصحافة العربية والعالمية ذات الصدى الواسع.
ومن بين النقاط الفكرية التي خالف فيها مولود قاسم غيره، هو تاريخ الجزائر وبدايته، ففي الوقت الذي ذهب البعض إلى اعتبار استقلال البلاد بداية لقيام الجزائر، وقال آخرون إن الفتح الإسلامي أو وصول العرب إلى الجزائر هو بدايتها في تلك الأثناء، خرج مولود قاسم على الناس ببحث تاريخي أسماه «شخصية الجزائر الدولية قبل 1830»، عاد فيه إلى الأصول القديمة لهذه الأمة التي كان لها دوما دور في التاريخ.
وحين قال الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان للرئيس الراحل هواري بومدين: «فرنسا التاريخية تمد يدها للجزائر الفتية»، غضب قاسم وقال للرئيس بومدين: «إنه يشتمنا»، كما أسهم من خلال ملتقيات الفكر الإسلامي بإبراز ماضي الجزائر وإسهامها في الحضارة الإسلامية.
بدأ مشواره الدراسي من مسجد قريته، بلعيان بآيت عباس، التابعة إداريا لبلدية آقبو، ثم واصل مشواره الدراسي في زاوية سيدي يحيى العيدلي ثم في تونس، حيث التحق بجامعة الزيتونة سنة 1946.
في تلك السنة التحق بحزب الشعب ثم في 1947 وبعد أربع سنوات، التحق بالقاهرة الأول في دفعته، ثم في 1954 التحق بجامعة باريس وسجل للدكتوراه حول بحث اسمه «الحرية عند المعتزلة»، ولكن في سنة 1956 تخلى عن المشروع استجابة لنداء الإضراب الذي دعا إليه اتحاد الطلبة المسلمين، ثم اضطرته مضايقات الشرطة الفرنسية إلى مغادرة التراب الفرنسي وتوجه إلى تشكسلوفاكيا، حيث سجّل مرة أخرى بحثا للدكتوراه حول «الحرية عند كانط»، لكن الوطن ناداه مرة أخرى فأسرع للتلبية وترك بحثه واتجه إلى ألمانيا. ثم طلبه سعد دحلب أثناء مفاوضات إيفيان، وكلفه بإعداد رد على المفاوض الفرنسي جوكس الذي كان يصرّ على أن الصحراء لا علاقة لها بالجزائر.
ثم بعد الاستقلال شغل مولود قاسم عدة مناصب، منها منصب مدير في وزارة الخارجية ثم وزيرا للتعليم الأصلي والشؤون الدينية ومستشارا لرئيس الجمهورية، ثم أصبح مسؤولا في حزب جبهة التحرير الوطني مكلفا بتعميم استعمال اللغة الوطنية ومسؤولا عن المجلس الأعلى للغة العربية.
أثبت في كل منها ولاءه للجزائر وحقّق في كل موقع نجاحات باهرة جلبت له عدة خصومات، لكن لم يعرف أنه استسلم في أي مرحلة من نضاله. خلال الثورة التحريرية ضحى مولود قاسم بطموح شخصي جامح تمثل في الحصول على الدكتوراه التي طرق أبوابها أكثر من مرة، لكن هجرته إلى ألمانيا حرمته نهائيا من هذا الهدف. وبعد الاستقلال، عاد سي مولود إلى أرض الوطن وجلب إلى بيته في العاصمة 8 أبناء لأخيه ليمكثوا معه في البيت.
كان المرحوم مولود قاسم حريصا كل الحرص، على أن تستعيد اللغة العربية مكانتها ومركزها ورغم انخراطه في التعريب أكثر من غيره، إلا أنه ظل رافضا لكل النظريات الفكرية القومية والبعثية التي أرادت أن تجعل من اللغة دينا، وروي عن مولود قاسم أنه سُئل عن القومية فقال أضيفوا نقطة فوق القاف.
في أبحاثه التاريخية، وصل مولود قاسم إلى عدد من أمجاد الأمة الجزائرية وكان منهم الملك يوغرطة، ولشدة إعجابه به وبدوره اختار أن يكون هذا الملك ملف العدد الأول من مجلة الأصالة التي أصدرها حين كان وزيرا للشؤون الدينية، وقد سبب له هذا الملف بعض المتاعب كان بعضها بحسن نية وبعضها الآخر لحاجات في نفوس أصحابها، لقد اعتبر مولود قاسم أن يوغرطة هو واحد من أهم أبطال الجزائر الذين لا يمكن أن نتخلى عنهم واعتبر الإعتزاز بهم لا يناقض الانتماء إلى الإسلام.
وفي كتابه «شخصية الجزائر»، قال نايت بلقاسم إن كفاح الأبطال السابقين هم مصدر فخر زمن الشدة. تأثر مولود قاسم بيوغرطة فاختار أن يمنح اسمه لابنه البكر، ولما سُئل عن سبب الاختيار قال: «إنه أعظم ملك في تاريخ الجزائر». توفي مولود بلقاسم نايت بلقاسم يوم 27 أوت 1992 بالجزائر العاصمة ودُفن بمقبرة العالية.
https://www.ech-chaab.com/ar/%D8%B5%D...%8A%D8%A9.html









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 18:03   رقم المشاركة : 3052
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Roudina2 مشاهدة المشاركة
ارجو منك مساعدتي في بحثي مولود قاسم نايت قاسم
مولود قاسم نايت بلقاسم رائد التعريب في الجزائر
الأحد 5 ذو الحجة 1438ﻫ 27-8-2017م, 06:31لا توجد تعليقات213
بقلم: رشيد فيلالي –
لقد أنجبت الجزائر عبر مسيرتها الطويلة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ شخصيات عظيمة فذة في جميع الميادين، حيث استطاعت هذه الشخصيات أن تترك وراءها بصمات متوهجة وطنيا وعربيا وعالميا، ومن هؤلاء –وهم كثر- المثقف الموسوعي مولود قاسم نايت بلقاسم اللغوي، المفكر، المؤرخ، المتضلع في علوم الدين، السياسي، الأنثروبولوجي، الغيور والعاشق مطلق العشق لوطنه الجزائر الذي أخلص له الود منذ نعومة أظفاره إلى أن افترش خده الكريم ترابها الخالد. من هو؟ذكر الدكتور أحمد بن نعمان في كتابه "مولود قاسم نايت بلقاسم، رمز كفاح الأمة" وكذا الأستاذ محمد الصالح الصديق في كتابه "خواطر وذكريات عن الأستاذ الراحل مولود قاسم نايت بلقاسم" أن "سي المولود" كما يلقبه عادة زملاؤه وأصدقاؤه قد ولد يوم 06 جانفي 1927 في قرية "بلعيال" بلدية أقبو ولاية بجاية، وقد تزوج بامرأة محافظة من عائلة شريفة بمدينة تنس، وهي تحمل شهادة الليسانس في علم التاريخ وتعمل أستاذة في الثانوية، وقد أنجب منها ابنه الذي صار طبيبا الآن "يوغرطا" وطفلة سماها "جزائر"، بالإضافة إلى ثمانية أطفال في الكفالة.والحقيقة أن الاسم الأصلي الكامل لأستاذنا الراحل هو مولود بن محمد وسعيد نايت بلقاسم. أما اسم "قاسم" فقد استعاره أثناء حرب التحرير والنضال السياسي في حزب الشعب الجزائري، كما كان يدعى في السرية وحركة انتصار الحريات الديمقراطية في الوثائق القانونية للاستدمار الفرنسي.تعلم مبادئ القراءة والكتابة على أيدي الشيخين محمد امقران شقار ومحمد أقسوح. حفظ القرآن في زاوية "تاموقرة"، ثم التحق بعد ذلك بمدرسة قلعة بني عباس العصرية التي كانت تشرف عليها جمعية العلماء آنذاك. وقد تلقى دروسه فيها على يد الشيخ المرحوم محمد وعمرو جلواح ليرحل بعدها إلى تونس طلبا للعلم من جامع الزيتونة العريقة الذي تخرج منه سنة 1946 الأول على دفعته وبدرجة ممتاز.سنة 1946 سافر إلى فرنسا لإتمام الدراسة ومن هناك عاد فسافر إلى مصر لينتسب إلى كلية الآداب جامعة القاهرة، حيث كان أبوه هو الذي يتولى الأنفاق عليه من فرنسا التي كان يعمل بها. وسنة 1954 تحصل على شهادة الليسانس في الفلسفة بدرجة ممتاز، وكان الأول أيضا على دفعته. ونذكر من بين أساتذته الدكتور علي عبد الواحد وافي، والدكتور عثمان أمين.وفي شهر أكتوبر من نفس السنة (1954) سجل بجامعة السوربون الفرنسية لإعداد رسالة دكتوراه الدولة في الفلسفة بعنوان "الحرية عند المعتزلة" بإشراف البروفيسور موريس دوغندياك Maurice De Gandillac لكنه لم يتمكن من إتمامها بسبب اندلاع ثورة التحرير وإضراب ماي 1956.وفي سنة 1957 رحل إلى ألمانيا ليلتحق بجامعة بون لتحضير دكتوراه في الفلسفة حول مبدأ الحرية عند كانط تحت إشراف البروفيسور تيسن Tyssen لكنه لم يكملها أيضا بعد أن تقرر تكليفه ببعض المسؤوليات السياسية كرئيس الوفد الدائم لمكتب التنسيق والتنفيذ لدى الحكومة المؤقتة لجبهة التحرير الوطني الجزائرية.ولم يتخل الأستاذ مولود قاسم عن طموحه العلمي حتى وهو وزير للتعليم الأصلي والشؤون الدينية بحيث حاول أن يعد للمرة الثالثة رسالة دكتوراه سنة 1973 بجامعة السوربون حول "اللغة والشخصية عند فيخته" وبإشراف دائما البروفيسور دوغيندياك لكن "ما كل ما يتمناه المرء يدركه" فقد منعه ككل مرة منصبه السياسي عن إتمام إنجاز هذه الخطوة العلمية الرزينة.صاحب الذاكرة الخارقةيشهد كل من صاحب الأستاذ مولود قاسم ومن تابع مسيرة حياته عن كثب وكذا من طالع جميع مؤلفاته المطبوعة –وكاتب السطور واحد من هؤلاء الأخيرين- أنه كان يتمتع بذكاء ووعي شديدين وبذاكرة بديعة خارقة للعادة، وهو الشيء الذي أهله لتعلم وإتقان خمسة عشر لغة.كان حسب اعترافه شخصيا، يكتب ويحاضر بخمس منها هي: العربية والفرنسية والإنجليزية والألمانية والسويدية، وكان أحد كتبه باللغة الألمانية ويحمل عنوان ALGERIEN (الجزائر) وقد طبعه مكتب جامعة الدول العربية في بون عام 1957كما أن العديد من مقالاته ودراساته لا زالت متناثرة بمختلف الجرائد والدوريات العربية والعالمية القديمة، وهو ما يدل دلالة قاطعة على اجتهاده ونشاطه المكثف والحثيث منذ أن كان تلميذا في أول الطريق، وإلى أن تربع على أعلى المناصب الرسمية.مفهوم الأصالة والمعاصرة عند مولود قاسميتسم مفهوم "الأصالة والمعاصرة" عند أستاذنا مولود قاسم بالمرونة والشمولية وبعد النظر بحيث ينتفي عنده ذلك الفصل الراديكالي التعسفي الفج بين المفهومين "الأصالة والمعاصرة" فهو ينظر إلى العلاقة التي تربط بين المفهومين كجدلية أساسية لا انفصام لها، وقد حدد ذلك في سياق تعليقه على عنوان كتابه الضخم (650 صحفة) "إنية وأصالة" حيث قال بتواضعه النادر: "كنا نوينا أن نعنون هذه الوريقات بعنوان النقطة الخامسة من جدول أعمال الملتقى الثامن للفكر الإسلامي في بجاية ربيع 1974 هكذا "الإنية والأصالة مع التفتح والعالمية" ثم عدلنا عن ذلك لوضوح الرؤية الآن لدى الكثير أن الأصالة تتضمن بحكم الحد والمضمون التفتح والعالمية
والتطور والتقدم، إذ أن الأصالة ليست الانغلاق والتجميد بل بقاء الإنسان هو مع الاستفادة من احتكامه بالغير، ومسايرته الركب الإنساني فيما ينسجم مع عناصر ذاتيته، ويتناغم مع مكونات شخصيته، إذ يتميزه ذلك فقط بكونه عنصرا يقدم مساهماته للفكر الإنساني والحضارة العالمية، وبدونه لا يثيرهما بشيء، بل يعيش على حسابهما عالة، يثقل الركب ولا يقدم الإنسانية قيد شبر!".إن المتمعن في السطور السابقة يعجب أمام هذه الرؤيا الفلسفية العارفة والتي تتكئ على مسلمات حضارية لسوء الحظ ما انفكت في العالم العربي تعاني من "زلة" الأخذ والرد على طريقة البيضة والدجاجة السوفسطائية المعروفة.وهذه الرؤيا الفلسفية في الحقيقة هي التي جرت على الأستاذ الراحل العديد من الهجومات والعداوات ذات الأحكام المسبقة والنظرة الاحادية السطحية الضيقة، سواء كان ذلك من دعاة التمسك المتزمت والمنغلق بتراثنا أو من غلاة الفرانكفونية ممن ذابت وانمحت شخصيتهم الذاتية استيلابا أعمى في ذوات الآخر.إنجازاته ومواقفه المشرفةلقد ارتبط للأبد اسم الأستاذ مولود قاسم نايت بلقاسم بالعديد من المنجزات والموقف الوطنية "البطولية" المشرفة، بحيث تقف على رأس الجميع إعداده وإشرافه المتفانين على ملتقى الفكر الإسلامي الذي كانت له اليد الطولى في إنجاحه وإعطائه تلك الصورة الحضارية البارزة والجد محترمة إلى حد جلب اهتمام ومتابعة الصحافة العربية والعالمية ذات الصدى الواسع.وقد نوّع الأستاذ مولود قاسم في المواضيع والقضايا الفكرية التي أراد للعلماء الأجلاء والأساتذة المشاركين أن يعالجوها في تلك الملتقيات الهامة التي أقيمت بمختلف مدن الوطن الجزائري، فابتداء من الملتقى الرابع تولى تنظيم هذا الملتقى مباشرة بعد أن كان يشرف عليه من بعيد وقد انعقد هذا الأخير بمدينة قسنطينة والخامس في وهران والسادس في الجزائر والسابع في تيزي وزو، والثامن في بجاية والتاسع في تلمسان والعاشر في عنابة والحادي عشر في ورقلة، والثاني عشر في باتنة، والثالث عشر في تمنراست، وهو الملتقى الأخير الذي حضره "وزيرا وأستاذا محاضرا".هذا فيما يتعلق بملتقيات الفكر الإسلامي، أما عن اهتمام الأستاذ مولود قاسم بتاريخ الجزائر في أقصى عهوده الغابرة، فلقد كانت له أيضا إسهامات ذات شأن عال في هذا المجال الطويل العريض الشديد التعقيد والصعوبة والذي لا يستطيع الخوض والاضطلاع به سوى من ملك رصيدا علميا كبيرا واطلاعا شاملا ومتوسعا مثل مولود قاسم الذي أراد أن يرد على كل من شك ويشكك في وجود "الدولة" الجزائرية قبل الاحتلال الفرنسي الغاشم، وما كتابه الذي صدر عن دار البعث في قسنطينة في جزئين والذي يحمل عنوان "شخصية الجزائر الدولية وهيبتها العالمية سنة 1830" إلا مرجعا علميا جادا تدعمه الوثائق التاريخية والرسمية النادرة التي تزيد في مصداقيته وتؤكد طروحات المؤلف في أغلب ما ذهب إليه، وقد عانى الأستاذ مولود قاسم الأمرين في سبيل الحصول على تلك الوثائق الهامة بجهده الشخصي خلال تنقلاته وأسفاره المتعددة لمختلف مدن العالم.إن أستاذنا مولود قاسم وطني صادق شهم وأصيل وما انتفاضته العارمة والحاسمة ضد كلمة الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان الذي قال أثناء زيارته إلى الجزائر سنة 1975 وفي مطار هواري بومدين تحديدا "إن فرنسا التاريخية تحيي الجزائر الفتية".لكأن الجزائر ولدت يوم استقلالها فقط مع أن تاريخها والآثار شاهدة على ذلك لا يقل عراقة وقدما عن تاريخ فرنسا ذاتها.دفاعه المستميت عن اللغة العربيةعديدة هي المقالات التي خطها قلم الأستاذ مولود قاسم نايت بلقاسم، دفاعا علميا مستميتا عن اللغة العربية كرمز من رموزنا الحضارية العليا، وكان لمقالاته تلك في كل مرة وقع موجع في نفوس "بعض" الفرنكوفونيين ممن تتملكهم نزعة استعلائية باثولوجية (مرضية) حتى ظنوا أنفسهم أوصياء على الفكر الإنساني عامة فنبذوا واستقذروا بل وحاربوا كل ما هو خارج "مدار" تفكيرهم ولو كان ذلك على حساب شخصيتهم وانتمائهم الديني والوطني، الأمر الذي أثار وأذكى بداخل الأستاذ الراحل روح النقد اللاذع المشاكس، وكيل الردود القاسية التي صبها على رؤوس هؤلاء الفرنكوفونيين "المتزمتين" حمما بركانية في غير رحمة.وقد كان بالفعل ينطلق في كل ذلك من منطلق حماسي انفعالي، لكنه لا يخلو بتاتا من وعي راسخ متيقظ بجوهر هذه القضية العادلة، حيث تشهد بذلك البراهين والمقارنات والدلائل اللغوية القوية التي كان يستشهد بها لتؤكد عن حق رأيه وهو يستقيها في الأعم الأغلب من أصولها ومصادرها الأولى إمعانا في افحام معارضيه.وقد يتصور من لم يتعمق في أطروحات الأستاذ مولود قاسم في هذا الشأن أنه "ضد" تعلم اللغات الأجنبية والفرنسية منها تحديدا، لكن هذا التصور الخاطئ سرعان ما يتبدد ويتلاشى (من المفروض) في ذهن صاحبه بمجرد قراءة مقالات ودراسات كتبها الأستاذ الراحل باللغة الفرنسية رأسا ومباشرة دون أي عقدة تذكر، وهو ما يعني لديه ولدينا ولدى رجل يحتكم إلى المنطق أن الكتابة باللغات الأجنبية ليست عيبا في حد ذاتها، بل "هو" بالأحرى "ضد" كل من يقوم بذلك "تنكرا" وتهميشا للغته الوطنية، الشيء الذي قد يفتح الباب على مصرعيه لانحرافات وانزلاقات ثقافية جد خطيرة يشكو منها الآن حتى الفرنسيون أنفسهم.وما هيمنة اللغة الأنجلو-أمريكية ببعيدة ولذلك فقد حث الأستاذ مولود قاسم على ضرورة إصدار وسن قوانين زاجرة ورادعة ضد كل من يقف حائلا في سبيل تطبيق وتعميم استعمال اللغة لعربية.ولم يكتف بذلك فقط بل راح أيضا يواصل اجتهاده في هذا الميدان بشكل واقعي ملموس، حيث عمل على إنشاء مجمع اللغة العربية الجزائري على غرار الدول الصديقة والشقيقة التي سبقتنا بأشواط عظمى وسنين طويلة في إنشاء مجامعها الوطنية كالمجمع اللغوي الفرنسي الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1635 والمجمع السوري (أقدم المجامع اللغوية العربية) عام 1919 والمصري عام 1932 والعراقي عام 1946 والأردني عام 1976 . فما الذي حصل إذن للمجمع اللغوي الجزائري المولود حديثا؟لنترك الإجابة عن ذلك للأستاذ مولود قاسم شخصيا، الذي يقول في هذا الصدد: "إن مجمع اللغة العربية قدمنا مشروعه وتفاوضنا كثيرا مع سائر السلطات وفي الأخير أنجز، وصوت عليه المجلس الشعبي الوطني بالإجماع سنة 1986 وقد قلت للنواب آنذاك تصويتكم اليوم على هذا القانون هو بمثابة أول نوفمبر ثقافي" أي ثورة جديدة.وصدر القانون مرسومه التطبيقي من طرف الرئيس السابق الشاذلي بن جديد نفسه وخصصت ميزانية له وعينت الأرض التي سينبني عليها وعينها الرئيس في منطقة الحامة (قرب فندق سوفيتال) والفندق أنجز وفتح أبوابه لكن الحجر الأساسي لهذا المجمع لم يتم وضعه! لقد عرضوا علينا جناحا في الطابق العلوي الأخير للمكتبة الوطنية وقلت أن هذا المكان لا يمكن أن يكون مقرا لمجمع لغوي لاستحالة عملية ... بل إنه عبارة عن "مذججة" أو "محممة" لموقعه غير الملائم في أعلى البناية فالدول التي تحترم نفسها لها مقرات خاصة لمجمعها اللغوي. انظر الأردن وسورية ومصر في الدول العربية كمثال فقط، أما فرنسا وإيطاليا وألمانيا وسويسرا وغيرها فهذه لا نتكلم عنها.إن اللغة عند الأمم المتمدنة ليست أداة اتصال وتواصل فحسب بل هي "المادة العليا" كما يقول الألمان، وأي إهمال يصيبها يصيب بالضرورة ذوات متحدثيها الكونية وعصب وجودهم في الصميم. وهذا ما أدركه الأستاذ الراحل مولود قاسم ببصيرته الفذة، وكرس له حياته بحماس وإخلاص وتفان كبير إلى أن غادرنا إلى الدار الباقية يوم الخميس 27 أوت (آب/اغسطس) 1993 فألف رحمة عليه.
مولود قاسم نايت بلقاسم رائد التعريب في الجزائر
الأحد 5 ذو الحجة 1438ﻫ 27-8-2017م, 06:31لا توجد تعليقات213
بقلم: رشيد فيلالي –
لقد أنجبت الجزائر عبر مسيرتها الطويلة الضاربة بجذورها في عمق التاريخ شخصيات عظيمة فذة في جميع الميادين، حيث استطاعت هذه الشخصيات أن تترك وراءها بصمات متوهجة وطنيا وعربيا وعالميا، ومن هؤلاء –وهم كثر- المثقف الموسوعي مولود قاسم نايت بلقاسم اللغوي، المفكر، المؤرخ، المتضلع في علوم الدين، السياسي، الأنثروبولوجي، الغيور والعاشق مطلق العشق لوطنه الجزائر الذي أخلص له الود منذ نعومة أظفاره إلى أن افترش خده الكريم ترابها الخالد. من هو؟ذكر الدكتور أحمد بن نعمان في كتابه "مولود قاسم نايت بلقاسم، رمز كفاح الأمة" وكذا الأستاذ محمد الصالح الصديق في كتابه "خواطر وذكريات عن الأستاذ الراحل مولود قاسم نايت بلقاسم" أن "سي المولود" كما يلقبه عادة زملاؤه وأصدقاؤه قد ولد يوم 06 جانفي 1927 في قرية "بلعيال" بلدية أقبو ولاية بجاية، وقد تزوج بامرأة محافظة من عائلة شريفة بمدينة تنس، وهي تحمل شهادة الليسانس في علم التاريخ وتعمل أستاذة في الثانوية، وقد أنجب منها ابنه الذي صار طبيبا الآن "يوغرطا" وطفلة سماها "جزائر"، بالإضافة إلى ثمانية أطفال في الكفالة.والحقيقة أن الاسم الأصلي الكامل لأستاذنا الراحل هو مولود بن محمد وسعيد نايت بلقاسم. أما اسم "قاسم" فقد استعاره أثناء حرب التحرير والنضال السياسي في حزب الشعب الجزائري، كما كان يدعى في السرية وحركة انتصار الحريات الديمقراطية في الوثائق القانونية للاستدمار الفرنسي.تعلم مبادئ القراءة والكتابة على أيدي الشيخين محمد امقران شقار ومحمد أقسوح. حفظ القرآن في زاوية "تاموقرة"، ثم التحق بعد ذلك بمدرسة قلعة بني عباس العصرية التي كانت تشرف عليها جمعية العلماء آنذاك. وقد تلقى دروسه فيها على يد الشيخ المرحوم محمد وعمرو جلواح ليرحل بعدها إلى تونس طلبا للعلم من جامع الزيتونة العريقة الذي تخرج منه سنة 1946 الأول على دفعته وبدرجة ممتاز.سنة 1946 سافر إلى فرنسا لإتمام الدراسة ومن هناك عاد فسافر إلى مصر لينتسب إلى كلية الآداب جامعة القاهرة، حيث كان أبوه هو الذي يتولى الأنفاق عليه من فرنسا التي كان يعمل بها. وسنة 1954 تحصل على شهادة الليسانس في الفلسفة بدرجة ممتاز، وكان الأول أيضا على دفعته. ونذكر من بين أساتذته الدكتور علي عبد الواحد وافي، والدكتور عثمان أمين.وفي شهر أكتوبر من نفس السنة (1954) سجل بجامعة السوربون الفرنسية لإعداد رسالة دكتوراه الدولة في الفلسفة بعنوان "الحرية عند المعتزلة" بإشراف البروفيسور موريس دوغندياك Maurice De Gandillac لكنه لم يتمكن من إتمامها بسبب اندلاع ثورة التحرير وإضراب ماي 1956.وفي سنة 1957 رحل إلى ألمانيا ليلتحق بجامعة بون لتحضير دكتوراه في الفلسفة حول مبدأ الحرية عند كانط تحت إشراف البروفيسور تيسن Tyssen لكنه لم يكملها أيضا بعد أن تقرر تكليفه ببعض المسؤوليات السياسية كرئيس الوفد الدائم لمكتب التنسيق والتنفيذ لدى الحكومة المؤقتة لجبهة التحرير الوطني الجزائرية.ولم يتخل الأستاذ مولود قاسم عن طموحه العلمي حتى وهو وزير للتعليم الأصلي والشؤون الدينية بحيث حاول أن يعد للمرة الثالثة رسالة دكتوراه سنة 1973 بجامعة السوربون حول "اللغة والشخصية عند فيخته" وبإشراف دائما البروفيسور دوغيندياك لكن "ما كل ما يتمناه المرء يدركه" فقد منعه ككل مرة منصبه السياسي عن إتمام إنجاز هذه الخطوة العلمية الرزينة.صاحب الذاكرة الخارقةيشهد كل من صاحب الأستاذ مولود قاسم ومن تابع مسيرة حياته عن كثب وكذا من طالع جميع مؤلفاته المطبوعة –وكاتب السطور واحد من هؤلاء الأخيرين- أنه كان يتمتع بذكاء ووعي شديدين وبذاكرة بديعة خارقة للعادة، وهو الشيء الذي أهله لتعلم وإتقان خمسة عشر لغة.كان حسب اعترافه شخصيا، يكتب ويحاضر بخمس منها هي: العربية والفرنسية والإنجليزية والألمانية والسويدية، وكان أحد كتبه باللغة الألمانية ويحمل عنوان ALGERIEN (الجزائر) وقد طبعه مكتب جامعة الدول العربية في بون عام 1957كما أن العديد من مقالاته ودراساته لا زالت متناثرة بمختلف الجرائد والدوريات العربية والعالمية القديمة، وهو ما يدل دلالة قاطعة على اجتهاده ونشاطه المكثف والحثيث منذ أن كان تلميذا في أول الطريق، وإلى أن تربع على أعلى المناصب الرسمية.مفهوم الأصالة والمعاصرة عند مولود قاسميتسم مفهوم "الأصالة والمعاصرة" عند أستاذنا مولود قاسم بالمرونة والشمولية وبعد النظر بحيث ينتفي عنده ذلك الفصل الراديكالي التعسفي الفج بين المفهومين "الأصالة والمعاصرة" فهو ينظر إلى العلاقة التي تربط بين المفهومين كجدلية أساسية لا انفصام لها، وقد حدد ذلك في سياق تعليقه على عنوان كتابه الضخم (650 صحفة) "إنية وأصالة" حيث قال بتواضعه النادر: "كنا نوينا أن نعنون هذه الوريقات بعنوان النقطة الخامسة من جدول أعمال الملتقى الثامن للفكر الإسلامي في بجاية ربيع 1974 هكذا "الإنية والأصالة مع التفتح والعالمية" ثم عدلنا عن ذلك لوضوح الرؤية الآن لدى الكثير أن الأصالة تتضمن بحكم الحد والمضمون التفتح والعالمية
والتطور والتقدم، إذ أن الأصالة ليست الانغلاق والتجميد بل بقاء الإنسان هو مع الاستفادة من احتكامه بالغير، ومسايرته الركب الإنساني فيما ينسجم مع عناصر ذاتيته، ويتناغم مع مكونات شخصيته، إذ يتميزه ذلك فقط بكونه عنصرا يقدم مساهماته للفكر الإنساني والحضارة العالمية، وبدونه لا يثيرهما بشيء، بل يعيش على حسابهما عالة، يثقل الركب ولا يقدم الإنسانية قيد شبر!".إن المتمعن في السطور السابقة يعجب أمام هذه الرؤيا الفلسفية العارفة والتي تتكئ على مسلمات حضارية لسوء الحظ ما انفكت في العالم العربي تعاني من "زلة" الأخذ والرد على طريقة البيضة والدجاجة السوفسطائية المعروفة.وهذه الرؤيا الفلسفية في الحقيقة هي التي جرت على الأستاذ الراحل العديد من الهجومات والعداوات ذات الأحكام المسبقة والنظرة الاحادية السطحية الضيقة، سواء كان ذلك من دعاة التمسك المتزمت والمنغلق بتراثنا أو من غلاة الفرانكفونية ممن ذابت وانمحت شخصيتهم الذاتية استيلابا أعمى في ذوات الآخر.إنجازاته ومواقفه المشرفةلقد ارتبط للأبد اسم الأستاذ مولود قاسم نايت بلقاسم بالعديد من المنجزات والموقف الوطنية "البطولية" المشرفة، بحيث تقف على رأس الجميع إعداده وإشرافه المتفانين على ملتقى الفكر الإسلامي الذي كانت له اليد الطولى في إنجاحه وإعطائه تلك الصورة الحضارية البارزة والجد محترمة إلى حد جلب اهتمام ومتابعة الصحافة العربية والعالمية ذات الصدى الواسع.وقد نوّع الأستاذ مولود قاسم في المواضيع والقضايا الفكرية التي أراد للعلماء الأجلاء والأساتذة المشاركين أن يعالجوها في تلك الملتقيات الهامة التي أقيمت بمختلف مدن الوطن الجزائري، فابتداء من الملتقى الرابع تولى تنظيم هذا الملتقى مباشرة بعد أن كان يشرف عليه من بعيد وقد انعقد هذا الأخير بمدينة قسنطينة والخامس في وهران والسادس في الجزائر والسابع في تيزي وزو، والثامن في بجاية والتاسع في تلمسان والعاشر في عنابة والحادي عشر في ورقلة، والثاني عشر في باتنة، والثالث عشر في تمنراست، وهو الملتقى الأخير الذي حضره "وزيرا وأستاذا محاضرا".هذا فيما يتعلق بملتقيات الفكر الإسلامي، أما عن اهتمام الأستاذ مولود قاسم بتاريخ الجزائر في أقصى عهوده الغابرة، فلقد كانت له أيضا إسهامات ذات شأن عال في هذا المجال الطويل العريض الشديد التعقيد والصعوبة والذي لا يستطيع الخوض والاضطلاع به سوى من ملك رصيدا علميا كبيرا واطلاعا شاملا ومتوسعا مثل مولود قاسم الذي أراد أن يرد على كل من شك ويشكك في وجود "الدولة" الجزائرية قبل الاحتلال الفرنسي الغاشم، وما كتابه الذي صدر عن دار البعث في قسنطينة في جزئين والذي يحمل عنوان "شخصية الجزائر الدولية وهيبتها العالمية سنة 1830" إلا مرجعا علميا جادا تدعمه الوثائق التاريخية والرسمية النادرة التي تزيد في مصداقيته وتؤكد طروحات المؤلف في أغلب ما ذهب إليه، وقد عانى الأستاذ مولود قاسم الأمرين في سبيل الحصول على تلك الوثائق الهامة بجهده الشخصي خلال تنقلاته وأسفاره المتعددة لمختلف مدن العالم.إن أستاذنا مولود قاسم وطني صادق شهم وأصيل وما انتفاضته العارمة والحاسمة ضد كلمة الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان الذي قال أثناء زيارته إلى الجزائر سنة 1975 وفي مطار هواري بومدين تحديدا "إن فرنسا التاريخية تحيي الجزائر الفتية".لكأن الجزائر ولدت يوم استقلالها فقط مع أن تاريخها والآثار شاهدة على ذلك لا يقل عراقة وقدما عن تاريخ فرنسا ذاتها.دفاعه المستميت عن اللغة العربيةعديدة هي المقالات التي خطها قلم الأستاذ مولود قاسم نايت بلقاسم، دفاعا علميا مستميتا عن اللغة العربية كرمز من رموزنا الحضارية العليا، وكان لمقالاته تلك في كل مرة وقع موجع في نفوس "بعض" الفرنكوفونيين ممن تتملكهم نزعة استعلائية باثولوجية (مرضية) حتى ظنوا أنفسهم أوصياء على الفكر الإنساني عامة فنبذوا واستقذروا بل وحاربوا كل ما هو خارج "مدار" تفكيرهم ولو كان ذلك على حساب شخصيتهم وانتمائهم الديني والوطني، الأمر الذي أثار وأذكى بداخل الأستاذ الراحل روح النقد اللاذع المشاكس، وكيل الردود القاسية التي صبها على رؤوس هؤلاء الفرنكوفونيين "المتزمتين" حمما بركانية في غير رحمة.وقد كان بالفعل ينطلق في كل ذلك من منطلق حماسي انفعالي، لكنه لا يخلو بتاتا من وعي راسخ متيقظ بجوهر هذه القضية العادلة، حيث تشهد بذلك البراهين والمقارنات والدلائل اللغوية القوية التي كان يستشهد بها لتؤكد عن حق رأيه وهو يستقيها في الأعم الأغلب من أصولها ومصادرها الأولى إمعانا في افحام معارضيه.وقد يتصور من لم يتعمق في أطروحات الأستاذ مولود قاسم في هذا الشأن أنه "ضد" تعلم اللغات الأجنبية والفرنسية منها تحديدا، لكن هذا التصور الخاطئ سرعان ما يتبدد ويتلاشى (من المفروض) في ذهن صاحبه بمجرد قراءة مقالات ودراسات كتبها الأستاذ الراحل باللغة الفرنسية رأسا ومباشرة دون أي عقدة تذكر، وهو ما يعني لديه ولدينا ولدى رجل يحتكم إلى المنطق أن الكتابة باللغات الأجنبية ليست عيبا في حد ذاتها، بل "هو" بالأحرى "ضد" كل من يقوم بذلك "تنكرا" وتهميشا للغته الوطنية، الشيء الذي قد يفتح الباب على مصرعيه لانحرافات وانزلاقات ثقافية جد خطيرة يشكو منها الآن حتى الفرنسيون أنفسهم.وما هيمنة اللغة الأنجلو-أمريكية ببعيدة ولذلك فقد حث الأستاذ مولود قاسم على ضرورة إصدار وسن قوانين زاجرة ورادعة ضد كل من يقف حائلا في سبيل تطبيق وتعميم استعمال اللغة لعربية.ولم يكتف بذلك فقط بل راح أيضا يواصل اجتهاده في هذا الميدان بشكل واقعي ملموس، حيث عمل على إنشاء مجمع اللغة العربية الجزائري على غرار الدول الصديقة والشقيقة التي سبقتنا بأشواط عظمى وسنين طويلة في إنشاء مجامعها الوطنية كالمجمع اللغوي الفرنسي الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1635 والمجمع السوري (أقدم المجامع اللغوية العربية) عام 1919 والمصري عام 1932 والعراقي عام 1946 والأردني عام 1976 . فما الذي حصل إذن للمجمع اللغوي الجزائري المولود حديثا؟لنترك الإجابة عن ذلك للأستاذ مولود قاسم شخصيا، الذي يقول في هذا الصدد: "إن مجمع اللغة العربية قدمنا مشروعه وتفاوضنا كثيرا مع سائر السلطات وفي الأخير أنجز، وصوت عليه المجلس الشعبي الوطني بالإجماع سنة 1986 وقد قلت للنواب آنذاك تصويتكم اليوم على هذا القانون هو بمثابة أول نوفمبر ثقافي" أي ثورة جديدة.وصدر القانون مرسومه التطبيقي من طرف الرئيس السابق الشاذلي بن جديد نفسه وخصصت ميزانية له وعينت الأرض التي سينبني عليها وعينها الرئيس في منطقة الحامة (قرب فندق سوفيتال) والفندق أنجز وفتح أبوابه لكن الحجر الأساسي لهذا المجمع لم يتم وضعه! لقد عرضوا علينا جناحا في الطابق العلوي الأخير للمكتبة الوطنية وقلت أن هذا المكان لا يمكن أن يكون مقرا لمجمع لغوي لاستحالة عملية ... بل إنه عبارة عن "مذججة" أو "محممة" لموقعه غير الملائم في أعلى البناية فالدول التي تحترم نفسها لها مقرات خاصة لمجمعها اللغوي. انظر الأردن وسورية ومصر في الدول العربية كمثال فقط، أما فرنسا وإيطاليا وألمانيا وسويسرا وغيرها فهذه لا نتكلم عنها.إن اللغة عند الأمم المتمدنة ليست أداة اتصال وتواصل فحسب بل هي "المادة العليا" كما يقول الألمان، وأي إهمال يصيبها يصيب بالضرورة ذوات متحدثيها الكونية وعصب وجودهم في الصميم. وهذا ما أدركه الأستاذ الراحل مولود قاسم ببصيرته الفذة، وكرس له حياته بحماس وإخلاص وتفان كبير إلى أن غادرنا إلى الدار الباقية يوم الخميس 27 أوت (آب/اغسطس) 1993 فألف رحمة عليه.









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 18:19   رقم المشاركة : 3053
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسة أحلام مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
ارجو مراجع عن المدرسة الاسلامية
المدرسة الاسلامية

تأليف: الامام محمد باقر الصدر



كلمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم



قبل ثلاث سنوات قمنا بمحاولة متواضعة: لدراسة أعمق الأسس التي تقوم عليها الماركسية والإسلام، وكان كتاب فلسفتنا تعبيراً عن هذه المحاولة، ونقطة انطلاق لتفكير متسلسل يحاول أن يدرس الإسلام من القاعدة الى القمة.

وهكذا صدر «فلسفتنا»، وتلاه بعد سنتين تقريباً «اقتصادنا»، ولا يزال الشقيقان الفكريان بانتظار أشقاء آخرين، لتكتمل المجموعة الفكرية التي نأمل تقديمها الى المسلمين.

وقد لاحظنا منذ البدء ـ بالرغم من الإقبال المنقطع النظير الذي قوبلت به هذه المجموعة، حتى نفد كتاب فلسفتنا خلال عدة أسابيع تقريباً ـ أقول لاحظنا مدى التفاوت بين الفكر الإسلامي في مستواه العالي، وواقع الفكر الذي نعيشه في بلادنا بوجه عام، حتى صعب على كثير مواكبة ذلك المستوى العالي إلاّ بشيء كثير من الجهد. فكان لا بد من حلقات

{6}

متوسطة يتدرج خلالها القارئ الى المستوى الأعلى، ويستعين بها على تفهم ذلك المستوى. وهنا نشأت فكرة: «المدرسة الإسلامية» أي محاولة إعطاء الفكر الإسلامي في مستوى مدرسي، ضمن حلقات متسلسلة تسير في اتجاه موازي للسلسلة الرئيسية: «فلسفتنا، واقتصادنا»، وتشترك معها في حمل الرسالة الفكرية للإسلام وتتفق وإياها في الطريقة والأهداف الرئيسية، وإن اختلفت في الدرجة والمستوى.

وحددنا خلال التفكير في إصدار «المدرسة الإسلامية» خصائص الفكر المدرسي، التي يتكون منها الطابع العام والمزاج الفكري للمدرسة الإسلامية التي نحاول إصدارها.

وتتلخص هذه الخصائص فيما يلي:

1 ـ ان الغرض المباشر من «المدرسة الإسلامية» الاقناع أكثر من الإبداع، ولهذا فهي قد تستمد موادها الفكرية من «فلسفتنا» و«اقتصادنا» وأشقائهما الفكريين، وتعرضها في مستواها المدرسي الخاص، ولا تلتزم في أفكارها أن تكون معروضة لأول مرة.

2 ـ لا تتقيد «المدرسة الإسلامية» بالصيغة البرهانية للفكرة دائماً، فالطابع البرهاني فيها أقل بروزاً منه في أفكار «فلسفتنا» وأشقائها، وفقاً لدرجة السهولة والتبسيط المتوخاة في الحلقات المدرسية.

{7}

3 ـ تعالج «المدرسة الإسلامية» نطاقاً فكرياً أوسع من المجال الفكري الذي تباشره «فلسفتنا» وأشقاؤها، لأنها لا تقتصر على الجوانب الرئيسية في الهيكل الإسلامي العام، وإنما تتناول أيضاً النواحي الجانبية من التفكير الإسلامي، وتعالج شتى الموضوعات الفلسفية أو الاجتماعية أو التاريخية أو القرآنية التي تؤثر في تنمية الوعي الإسلامي وبناء وتكميل الشخصية الإسلامية، من الناحية الفكرية والروحية.

وقد قدر الله تعالى أن تلتقي فكرة «المدرسة الإسلامية» بفكرة أخرى عن تمهيد فلسفتنا، فتمتزج الفكرتان وتخرجان الى النور في هذا الكتاب.

وكانت الفكرة الأخرى من وحي الإلحاح المتزايد من قرائنا الأعزاء على إعادة طبع كتاب فلسفتنا، وكنت استميحهم فرصة لإنجاز الحلقة الثالثة: «اقتصادنا»، والقيام بمحاولة توسعة وتبسيط البحوث التي عالجناها في «فلسفتنا» قبل أن نستأنف طبعه للمرة الثانية، الأمر الذي يتطلب فراغاً لا أملكه الآن.

وعلى هذا الأساس أخذت رغبة القراء الأعزاء تتجه نحو تمهيد كتاب «فلسفتنا»، بالذات، لأن إعادة طبعه لا تكلف الجهد الذي يتطلبه استئناف طبع الكتاب كله. وكانت الطلبات التي ترد لا تدع مجالاً للشك في ضرورة استجابة الطلب.

{8}

وهنا التقت الفكرتان، فلماذا لا يكون تمهيد كتاب فلسفتنا هو الحلقة الأولى من سلسلة المدرسة الإسلامية؟.

وهكذا كان.

ولكنا لم نكتف بطبع التمهيد فحسب، بل ادخلنا عليه بعض التعديلات الضرورية، وأعطينا بعض مفاهيمه شرحاً أوسع، كمفهومه عن غريزة حب الذات، وأضفنا اليه فصلين مهمين: أحدهما: «الإنسان المعاصر وقدرته على حل المشكلة الاجتماعية»، وهو الفصل الاول في الكتاب، يتناول مدى امكانات الإنسانية لوضع النظام الاجتماعي الكفيل بسعادتها وكمالها. والآخر: موقف الإسلام من الحرية والضمان، وهو الفصل الأخير من الكتاب قمنا فيه بدراسة مقارنة لموقف الإسلام والرأسمالية من الحرية، وموقف الإسلام والماركسية من الضمان.

وبهذا تضاعف التمهيد واكتسب إسمه الجديد، «الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية»، بوصفه «الحلقة الأولى» من «المدرسة الإسلامية» والله ولي التوفيق.

محمد باقر الصدر



الإنسان المعَاصِر وَقُدرته عَلّى حَل المشكلة الاجتماعيّة

{11}

بسِم اللهِ الرحمَن الرحّيم

مشكلة الإنسانية اليوم:

إن مشكلة العالم التي تملأ فكر الإنسانية اليوم، وتمس واقعها بالصميم، هي مشكلة النظام الاجتماعي التي تتلخص في إعطاء أصدق إجابة عن السؤال الآتي:

ما هو النظام الذي يصلح للإنسانية وتسعد به في حياتها الاجتماعية؟.

ومن الطبيعي أن تحتل هذه المشكلة مقامها الخطير، وأن تكون في تعقيدها وتنوع ألوان الاجتهاد في حلها مصدراً للخطر على الإنسانية ذاتها. لأن النظام داخل في حساب الحياة الإنسانية، ومؤثر في كيانها الاجتماعي بالصميم.

وهذه المشكلة عميقة الجذور في الأغوار البعيدة من تاريخ البشرية، وقد واجهها الإنسان منذ نشأت في واقعة الحياة

{12}

الاجتماعية، وانبثقت الإنسانية الجماعية تتمثل في عدة أفراد تجمعهم علاقات وروابط مشتركة. فان هذه العلاقات في حاجة ـ بطبيعة الحال ـ الى توجيه وتنظيم شامل، وعلى مدى انسجام هذا التنظيم مع الواقع الإنساني ومصالحه، يتوقف استقرار المجتمع وسعادته.

وقد دفعت هذه المشكلة بالإنسانية في ميادينها الفكرية والسياسية.. الى خوض جهاد طويل وكفاح حافل بمختلف ألوان الصراع، وبشتى مذاهب العقل البشري، التي ترمي الى إقامة الصرح الإجتماعي وهندسته، ورسم خططه ووضع ركائزه. وكان جهاداً مرهقاً يضج بالمآسي والمظالم، ويزخر بالضحكات والدموع، وتقترن فيه السعادة بالشقاء. كل ذلك لما كان يتمثل في تلك الألوان الاجتماعية من مظاهر الشذوذ والانحراف، عن الوضع الاجتماعي الصحيح. ولولا ومضات شعت في لحظات من تاريخ هذا الكوكب، لكان المجتمع الإنساني يعيش في مأساة مستمرة، وسبح دائم في الأمواج الزاخرة.

ولا نريد أن نستعرض الآن أشواط الجهاد الإنساني في الميدان الاجتماعي، لأننا لا نقصد بهذه الدراسة أن نؤرخ للإنسانية المعذبة، وأجوائها التي تقلبت فيها منذ الآماد

{13}

البعيدة، وإنما نريد أن نواكب الإنسانية في واقعها الحاضر وفي أشواطها التي انتهت اليها، لنعرف الغاية التي يجب أن ينتهي اليها الشوط، والساحل الطبيعي الذي لا بد للسفينة أن تشق طريقها اليه وترسو عنده، لتصل الى السلام والخير وتؤوب الى حياة مستقرة، يعمرها العدل والسعادة.. بعد جهد وعناء طويلين وبعد تطواف عريض في شتى النواحي ومختلف الاتجاهات.

والواقع إن إحساس الإنسان المعاصر بالمشكلة الاجتماعية أشد من إحساسه بها في أي وقت مضى من أدوار التاريخ القديم. فهو الآن أكثر وعياً لموقفه من المشكلة وأقوى تحسساً بتعقيداتها، لأن الإنسان الحديث أصبح يعي أن المشلكة من صنعه. وأن النظام الاجتماعي لا يفرض عليه من أعلى بالشكل الذي تفرض عليه القوانين الطبيعية، التي تتحكم في علاقات الإنسان بالطبيعة. على العكس من الإنسان القديم الذي كان ينظر في كثير من الأحايين الى النظام الاجتماعي وكأنه قانون طبيعي، لا يملك في مقابله اختياراً ولا قدرة. فكما لا يستطيع أن يطور من قانون جاذبية الأرض، كذلك لا يستطيع أن يغير العلاقات الاجتماعية القائمة. ومن الطبيعي أن الإنسان حين بدأ يؤمن بأن هذه العلاقات مظهر من مظاهر السلوك، التي يختارها الإنسان نفسه، ولا يفقد إرادته في

{14}

مجالها.. أصبحت المشكلة الاجتماعية تعكس فيه ـ في الإنسان الذي يعيشها فكرياً ـ مرارة ثورية بدلاً من مرارة الإستسلام.

والإنسان الحديث من ناحية أخرى أخذ يعاصر تطوراً هائلاً في سيطرة الإنسانية على الطبيعة لم يسبق له نظير. وهذه السيطرة المتنامية بشكل مرعب وبقفزات العمالقة، تزيد في المشكلة الاجتماعية تعقيداً وتضاعف من أخطارها، لانها تفتح بين يدي الإنسان مجالات جديدة وهائلة للاستغلال، وتضاعف من أهمية النظام الاجتماعي، الذي يتوقف عليه تحديد نصيب كل فرد من تلك المكاسب الهائلة، التي تقدمها الطبيعة اليوم بسخاء للإنسان.

وهو بعد هذا يملك من تجارب سلفه ـ على مر الزمن ـ خبرة أوسع وأكثر شمولاً وعمقاً من الخبرات الاجتماعية، التي كان الإنسان القديم يمتلكها ويدرس المشكلة الاجتماعية في ضوئها. ومن الطبيعي أن يكون لهذه الخبرة الجديدة أثرها الكبير في تعقيد المشكلة، وتنوع الآراء في حلها والجواب عليها.



الإنسانية ومعالجتها للمشكلة:

نريد الآن ـ وقد عرفنا المشكلة، أو السؤال الأساسي الذي واجهته الإنسانية منذ مارست وجودها الاجتماعي الواعي، وتفننت في المحاولات التي قدمتها للجواب عليه عبر تاريخها المديد ـ نريد وقد عرفنا ذلك.. أن نلقي نظرة عى ما تملكه الإنسانية اليوم، وفي كل زمان، من الامكانات والشروط الضرورية لإعطاء الجواب الصحيح على ذلك السؤال الأساسي السالف الذكر: ما هو النظام الذي يصلح للإنسانية وتسعد به في حياتها الاجتماعية.

فهل في مقدور الإنسانية أن تقدم هذا الجواب؟.

وما هو القدر الذي يتوفر ـ في تركيبها الفكري والروحي ـ من الشروط اللازمة للنجاح في ذلك؟.

وما هي نوعية الضمانات التي تكفل للإنسانية نجاحها في الامتحان، وتوفيقها في الجواب الذي تعطيه على السؤال، وفي الطريقة التي تختارها لحل المشكلة الاجتماعية، والتوصل الى النظام الأصلح الكفيل بسعادة الإنسانية وتصعيدها الى أرفع المستويات؟.

وبتعبير أكثر وضوحاً: كيف تستطيع الإنسانية المعاصرة

{16}

أن تدرك مثلاً: ان النظام الدمقراطي الرأسمالي، او دكتاتورية البروليتاريا الاشتراكية أو غيرهما.. هو النظام الأصلح وإذا أدركت هذا او ذاك، فما هي الضمانات التي تضمن لها أنها على حق وصواب في إدراكها؟

ولو ضمنت هذا أيضاً، فهل يكفي إدراك النظام الأصلح ومعرفة الإنسان به لتطبيقه وحل المشكلة الاجتماعية على أساسه، أو يتوقف تطبيق النظام على عوامل اخرى قد لا تتوفر بالرغم من معرفة صلاحه وجدارته؟.

وترتبط هذه النقاط التي أثرناها الآن الى حد كبير بالمفهوم العام عن المجتمع والكون، ولذلك تختلف طريقة معالجتها من قبل الباحثين، تبعاً لاختلاف مفاهيمهم العامة عن ذلك ولنبداً بالماركسية.



رأي الماركسية:

ترى الماركسية أن الإنسان يتكيف روحياً وفكرياً وفقاً لطريقة الانتاج، ونوعية القوى المنتجة. فهو بصورة مستقلة عنها لا يمكنه أن يفكر تفكيراً اجتماعياً، أو أن يعرف ما هو النظام الأصلح؟. وإنما القوى المنتجة هي التي تملي عليه هذه المعرفة، وتتيح له الجواب على السؤال الأساسي الذي طرحناه

{17}

في فاتحة الحديث، وهو بدوره يردد صداها بدقة وأمانة. فالطاحونة الهوائية مثلاً، تبعث في الإنسانية الشعور بأن النظام الاقطاعي هو النظام الأصلح، والطاحونة البخارية التي خلفتها تلقن الإنسان: أن النظام الرأسمالي هو الأجدر بالتطبيق ووسائل الانتاج الكهربائية والذرية اليوم، تعطي المجتمع مضموناً فكرياً جديداً يؤمن بأن الأصلح هو النظام الاشتراكي.

فقدرة الإنسانية على ادراك النظام الأصلح، هي تماماً قدرتها على ترجمة المدلول الاجتماعي للقوى المنتجة وترديد صداها.

واما الضمانات التي تكفل للإنسانية صوابها وصحة ادراكها ونجاحها في تصورها للنظام الأصلح.. فهي تتمثل في حركة التاريخ السائرة الى الامام دوماً. فما دام التاريخ في رأي الماركسية يتسلق الهرم، ويزحف بصورة تصاعدية دائماً، فلابد أن يكون الإدراك الاجتماعي الجديد للنظام الأصلح هو الادراك الصحيح. واما الادراك التقليدي القديم فهو خاطئ، ما دام قد تكوّن ادراك اجتماعي أحدث منه. فالذي يضمن للإنسان السوفياتي اليوم صحة رأيه الاجتماعي، هو ان هذا الرأي يمثل الجانب الجديد من الوعي الاجتماعي، ويعبر عن مرحلة جديدة من التاريخ، فيجب أن يكون صحيحاً دون غيره من الآراء القديمة.

صحيح ان بعض الأفكار الاجتماعية قد تبدو جديدة

{18}

ـ بالرغم من زيفها ـ كالفكر النازي في النصف الأول من هذا القرن، حيث بدا وكأنه تعبير عن تطور تاريخي جديد. ولكن سرعان ما تنكشف أمثال هذه الأفكار المقنعة، ويظهر خلال التجربة انها ليست إلا رجعاً للأفكار القديمة، وتعبيراً عن مراحل تاريخية بالية، وليست أفكاراً جديدة بمعنى الكلمة.

وهكذا تؤكد الماركسية: على ان جدة الفكر الاجتماعي (بمعنى انبثاقه عن ظروف تاريخية جديدة التكون) هي الكفيلة بصحته ما دام التاريخ في تجدد ارتقائي.

وهناك شيء آخر وهو: ادراك الإنسانية اليوم مثلاً للنظام الاشتراكي ـ بوصفه النظام الأصلح -، لا يكفي في رأي الماركسية لإمكان تطبيقه، مالم تخض الطبقة التي تنتفع بهذا النظام اكثر من سواها ـ وهي الطبقة العاملة في مثالنا ـ صراعاً طبقياً عنيفاً، ضد الطبقة التي من مصلحتها الاحتفاظ بالنظام السابق. وهذا الصراع الطبقي المسعور يتفاعل مع ادراك النظام الأصلح، فيشتد الصراع كلما نمى هذا الإدراك وازداد وضوحاً، وهو بدوره يعمّق الادراك وينميه كلما اشتد واستفحل.

***

{19}

ووجهة النظر الماركسية هذه تقوم على أساس مفاهيم المادية التاريخية، التي نقدناها في دراستنا الموسعة للماركسية الاقتصادية (1).

وما نضيفه الآن تعلية على ذلك هو: ان التاريخ نفسه يبرهن على ان الأفكار الاجتماعية بشأن تحديد نوعية النظام الأصلح.. ليست من خلق القوى المنتجة، بل للإنسان اصالته وابداعه في هذا المجال، بصورة مستقلة عن وسائل الانتاج وإلاّ فكيف تفسر لنا الماركسية ظهور فكرة التأميم، والاشتراكية وملكية الدولة في فترات زمنية متباعدة من التاريخ؟!. فلو كان الايمان بفكرة التأميم ـ بوصفه النظام الأصلح كما يؤمن الإنسان السوفياتي اليوم ـ نتيجة لنوعية القوى المنتجة السائدة اليوم فما معنى ظهور الفكرة نفسها في أزمنة سحيقة لم تكن تملك من هذه القوى المنتجة شيئاً.

أفلم يكن افلاطون يؤمن بالشيوعية ويتصور مدينته الفاضلة على أساس شيوعي؟!، فهل كان ادراكه هذا من معطيات الوسائل الحديثة في الانتاج التي لم يكن الاغريق يملك منها شيئاً؟!.

ماذا أقول؟!، بل ان الأفكار الاشتراكية بلغت قبل الفين

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع اقتصادنا ص 3 ـ 196.

{20}

من السنين، من النضج والعمق في ذهنية بعض كبار المفكرين السياسيين: درجة أتاحت لها مجالاً للتطبيق كما يطبقها الإنسان السوفياتي اليوم، مع بعض الفروق. فهذا (وو ـ دي) أعظم الأباطرة الذين حكموا الصين من أسرة (هان)، كان يؤمن في ضوء خبرته وتجاربه بالاشتراكية، باعتبارها النظام الأصلح. فقام بتطبيقها عام (140 ـ 187 ق م): فجعل موارد الثروة الطبيعية ملكاً للأمة، وأمم صناعات استخراج الملح والحديد وعصر الخمر. وأراد أن يقضي على سلطان الوسطاء والمضاربين في جهاز التجارة: فأنشأ نظاماً خاصاً للنقل والتبادل تشرف عليه الدولة، وسعى بذلك للسيطرة على التجارة، حتى يستطيع منع تقلب الأسعار الفجائي. فكان عمال الدولة هم الذين يتولون شؤون نقل البضائع وتوصيلها إلى أصحابها في جميع أنحاء البلاد، وكانت الدولة نفسها تخزن ما زاد من السلع على حاجة الأهلين، وتبيعها إذا أخذت أثمانها في الإرتفاع فوق ما يجب، كما تشتريها إذا انخفضت الأسعار. وشرع يقيم المنشآت العامة العظيمة، ليوجد بذلك عملاً لملايين الناس الذين عجزت الصناعات الخاصة عن استيعابهم.

وكذلك اعتلى العرش في بداية التاريخ المسيحي (وانج مانج) فتحمس بايمان لفكرة الغاء الرق، والقضاء على العبودية ونظام الاقطاع، كما آمن الأوروبيون في بداية العصر الرأسمالي..

{21}

والغى الرق، وانتزع الأراضي من الطبقة الاقطاعية، وأمم الأرض الزراعية، وقسمها قسماً متساوية ووزعها على الزراع وحرم بيع الأراضي وشراءها ليمنع بذلك من عودة الأملاك الواسعة الى ما كانت عليه من قبل، وأمم المناجم وبعض الصناعات الكبرى.

فهل يمكن أن يكون (وو ـ دي) أو (وانج مانج).. قد استوحيا ادراكهما الاجتماعي ونهجهما السياسي هذا من قوى البخار، أو قوى الكهرباء أو الذرة، التي تعتبرها الماركسية اساساً للتفكير الاشتراكي.

وهكذا نستنتج: إنّ ادراك هذا النظام أو ذاك ـ بوصفه النظام الأصلح ـ ليس صنيعة لهذه الوسيلة من وسائل الإنتاج أو تلك.

كما ان الحركة التقدمية للتاريخ، التي تبرهن الماركسية عن طريقها على: ان جدة الفكر تضمن صحته.. ليست إلاّ اسطورة اخرى من أساطير التاريخ، فان حركات الانتكاس وذوبان الحضارة كثيرة جداً.



رأي المفكرين غير الماركسيين:

وأما المفكرون غير الماركسيين فهم يقررون عادة: أن قدرة الإنسان على ادراك النظام الأصلح.. تنمو عنده من خلال التجارب الإجتماعية التي يعيشها. فحينما يطبق الإنسان الإجتماعي نظاماً معيناً ويجسده في حياته.. يستطيع أن يلاحظ من خلال تجربته لذلك النظام: الأخطاء ونقاط الضعف المستترة فيها، والتي تتكشف له على مر الزمن، فتمكنه من تفكير اجتماعي أكثر بصيرة وخبرة.. وهكذا يكون بامكان الإنسان أن يفكر في النظام الاصلح، ويضع جوابه على السؤال الأساسي في ضوء تجاربه وخبرته. وكلما تكاملت وكثرت تجاربه أو الأنظمة التي جرّبها، ازداد معرفة وبصيرة، وصار اكثر قدرة على تحديد النظام الأصلح وتصور معالمه.

فسؤالنا الأساسي: ما هو النظام الأصلح؟.. ليس إلاّ كسؤال: ما هي أصلح طريقة لتدفئة السكن؟.. هذا السؤال الذي واجهه الإنسان منذ أحس بالبرد، وهو في كهفه أو مغارته، فأخذ يفكر في الجواب عليه، حتى اهتدى في ضوء ملاحظاته أو تجاربه العديدة الى طريقة إيجاد النار. وظل يثابر ويجاهد في سبيل الحصول على جواب أفضل عبر تجاربه

{23}

المديدة، حتى انتهى أخيراً الى اكتشاف الكهرباء واستخدامه في التدفئة.

وكذلك آلاف المشاكل التي كانت تعترض حياته، فأدرك طريقة حلها خلال التجربة، وازداد إدراكه دقة كلما كثرت التجربة: كمشكلة الحصول على أصلح دواء للسل، أو أسهل وسيلة لاستخراج النفط، أو أسرع واسطة للنقل والسفر أو أفضل طريقة لحياكة الصوف... وما الى ذلك من مشاكل وحلول.

فكما استطاع الإنسان أن يحل هذه المشاكل، ويضع الجواب عن تلك الأسئلة من خلال تجاربه.. كذلك يستطيع أن يجيب على سؤال: ما هو النظام الأصلح؟!، من خلال تجاربه الاجتماعية، التي تكشف له عن سيئات ومحاسن النظام المجرّب، وتبرز ردود الفعل له على الصعيد الاجتماعي.



الفرق بين التجربة الطبيعية والاجتماعية:

وهذا صحيح الى درجة ما: فان التجربة الاجتماعية تتيح للإنسان أن يقدم جوابه على سؤال: ما هو النظام الأصلح؟ كما أتاحت له تجارب الطبيعة أن يجيب على الأسئلة الأخرى العديدة، التي اكتنفت حياته منذ البداية.

{24}

ولكننا يجب أن نفرّق ـ إذا أردنا أن ندرس المسألة على مستوى أعمق ـ: بين التجارب الاجتماعية التي يكون الإنسان خلالها إدراكه للنظام الأصلح، وبين التجارب الطبيعية التي يكتسب الإنسان خلالها معرفته بأسرار الطبيعة وقوانينها وطريقة الاستفادة منها: كأنجح دواء، أو أسرع واسطة للسفر، أو أفضل طريقه للحياكة، أو أسهل وسيلة لاستخراج النفط، او انجع طريقة لفلق الذرة مثلاً.

فإن التجارب الاجتماعية ـ أي تجارب الإنسان الاجتماعي للأنظمة الاجتماعية المختلفة ـ لا تصل في عطائها الفكري الى درجة التجارب الطبيعية ـ: وهي تجارب الإنسان لظواهر الطبيعة ـ، لأنها تختلف عنها في عدة نقاط. وهذا الاختلاف يؤدي الي تفاوت قدرة الإنسان على الاستفادة من التجارب الطبيعية والاجتماعية. فبينما يستطيع الإنسان أن يدرك أسرار الظواهر الطبيعية، ويرتقي في ادراكه هذا الى ذروة الكمال على مر الزمن، بفضل التجارب الطبيعية والعلمية.. لا يسير في مجال ادراكه الاجتماعي للنظام الأصلح إلاّ سيراً بطيئاً ولا يتأتى له بشكل قاطع أن يبلغ الكمال في ادراكه الاجتماعي هذا، مهما توافرت تجاربه الاجتماعية وتكاثرت.

ويجب علينا ـ لمعرفة هذا ـ أن ندرس تلك الفروق

{25}

المهمة، بين طبيعة التجربة الاجتماعية والتجربة الطبيعية.. لنصل الى الحقيقة التي قررناها وهي: أن التجربة الطبيعية قد تكون قادرة على منح الإنسان عبر الزمن فكرة كاملة عن الطبيعة، يستخدمها في سبيل الاستفادة من ظواهر الطبيعة وقوانينها، وأما التجربة الاجتماعية: فهي لا تستطيع أن تضمن للإنسان ايجاد هذه الفكرة الكاملة، عن المسألة الاجتماعية.

وتتلخص أهم تلك الفروق فيما يلي:

أولا: أن التجربة الطبيعية يمكن أن يباشرها ويمارسها فرد واحد، فيستوعبها بالملاحظة والنظرة، ويدرس بصورة مباشرة كل ما ينكشف خلالها من حقائق وأخطاء، فينتهي من ذلك الى فكرة معينة ترتكز على تلك التجربة.

وأما التجربة الاجتماعية فهي عبارة عن تجسيد النظام المجرب في مجتمع وتطبيقه عليه، فتجربة النظام الاقطاعي أو الرأسمالي مثلاً تعني: ممارسة المجتمع لهذا النظام فترة من تاريخه وهي لاجل ذلك لا يمكن أن يقوم بها فرد واحد ويستوعبها وإنما يقوم بالتجربة الاجتماعية المجتمع كله، وتستوعب مرحلة تاريخية من حياة المجتمع أوسع كثيراً من هذا الفرد أو ذاك. فالإنسان حين يريد أن يستفيد من تجربة اجتماعية، لا يستطيع

{26}

أن يعاصرها بكل أحداثها، كما كان يعاصر التجربة الطبيعية حين يقوم بها، إنما يعاصر جانباً من أحداثها، ويتحتم عليه أن يعتمد في الاطلاع على سائر ظواهر التجربة ومضاعفاتها.. على الحدس والاستنتاج والتاريخ.

ثانياً: ان التفكير الذي تبلوره التجربة الطبيعية، أكثر موضوعية ونزاهة، من التفكير الذي يستمده الإنسان من التجربة الاجتماعية.

وهذه النقطة من أهم النقاط الجوهرية، التي تمنع التجربة الاجتماعية من الارتفاع الى مستوى التجربة الطبيعية والعلمية فلا بد من جلائها بشكل كامل.

ففي التجربة الطبيعية، ترتبط مصلحة الإنسان ـ الذي يصنع تلك التجربة ـ باكتشاف الحقيقة، الحقيقة كاملة صريحة دون مواربه، وليس له ـ في الغالب ـ أدنى مصلحة بتزوير الحقيقة أو طمس معالمها، التي تتكشف خلال التجربة. فإذا أراد ـ مثلاً ـ أن يجرب درجة تأثر جراثيم السل بمادة كيماوية معينة، حين القائها في محيط تلك الجراثيم، فسوف لا يهمه إلاّ معرفة درجة تأثرها، مهما كانت عالية أو منخفضة، ولن ينفعه في علاج السل ومكافحته أن يزور الحقيقة، فيبالغ في درجة تأثرها أو يهوّن منها. وعلى هذا الأساس يتجه تفكير المجرب ـ في العادة ـ اتجاهاً موضوعياً نزيهاً.

{27}

وأما في التجربة الاجتماعية، فلا تتوقف مصلحة المجرّب دائماً على تجلية الحقيقة، واكتشاف النظام الاجتماعي الأصلح لمجموع الإنسانية، بل قد يكون من مصلحته الخاصة: ان يستر الحقيقة عن الأنظار. فالشخص الذي ترتكز مصالحه على نظام الرأسمالية والاحتكار، أو على النظام الربوي للمصارف مثلاً. سوف يكون من مصلحته جداً أن تجيء الحقيقة مؤكدة لنظام الرأسمالية والاحتكار والربا المصرفي، بوصفه النظام الأصلح حتى تستمر منافعه التي يدرها عليه ذلك النظام. فهو إذن ليس موضوعياً بطبيعته، ما دام الدافع الذاتي يحثه على اكتشاف الحقيقة باللون الذي يتفق مع مصالحه الخاصة.

وكذلك الشخص الآخر، الذي تتعارض مصلحته الخاصة مع الربا او الاحتكار، لا يهمه شيء كما يهمه ان تثبت الحقيقة بشكل يدين الأنظمة الربوية والاحتكارية. فهو حينما يريد أن يستنتج الجواب على المسألة الاجتماعية: (ما هو النظام الأصلح؟) من خلال دراسته الاجتماعية، يقترن دائماً بقوة داخلية تحبذ له وجهة نظر معينة، وليس شخصاً محايداً بمعنى الكلمة.

وهكذا نعرف: ان تفكير الإنسان في المسألة الاجتماعية لا يمكن ـ عادة ـ أن تضمن له الموضوعية والتجرد عن الذاتية بالدرجة التي يمكن ضمانها في تفكير الإنسان حين يعالج تجربة طبيعية، ومسألة من مسائل الكون.

{28}

ثالثاً: وهب ان الإنسان استطاع أن يتحرر فكرياً من دوافعه الذاتية، ويفكر تفكيراً موضوعياً، ويكشف الحقيقة وهي: ان هذا النظام أو ذاك هو النظام الأصلح لمجموع الإنسانية.. ولكن من الذي يضمن اهتمامه بمصلحة مجموع الإنسانية إذا لم تلتق بمصلحته الخاصة؟!، ومن الذي يكفل سعيه في سبيل تطبيق ذلك النظام الأصلح للإنسانية اذا تعارض مع مصالحه الخاصة؟!. فهل يكفي ـ مثلاً ـ ايمان الرأسماليين بأن النظام الاشتراكي أصلح سبباً لتطبيقهم للاشتراكية ورضاهم عنها، بالرغم من تناقضها مع مصالحهم؟!، أو هل يكفي ايمان الإنسان المعاصر (انسان الحضارة الغربية) ـ في ضوء تجاربه التي عاشها ـ بالخطر الكامن في نظام العلاقات بين الرجل والمرأة، القائم على أساس الخلاعة والأباحية.. هل يكفي ايمانه بما تشتمل عليه هذه العلاقات من خطر الميوعة والذوبان على مستقبل الإنسان وغده.. لاندفاعه الى تطوير تلك العلاقات بالشكل الذي يضمن للإنسانية مستقبلها ويحميها من الذوبان الجنسي والشهوي، ما دام لايشعر بخطر معاصر على واقعه الذي يعيشه، وما دامت تلك العلاقات توفر له كثيراً من ألوان المتعة واللذة؟؟!!

نحن اذن وفي هذا الضوء، نشعر بحاجة لا الى اكتشاف النظام الأصلح لمجموع الإنسانية فحسب، بل الى دافع يجعلنا

{29}

نعنى بمصالح الإنسانية ككل، ونسعى الى تحقيقها، وان اختلفت مع مصالح الجزء الذي نمثله من ذلك الكل.

رابعاً: ان النظام الذي ينشئه الإنسان الاجتماعي، ويؤمن بصلاحه وكفاءته، لا يمكن أن يكون جديراً بتربية هذا الإنسان، وتصعيده في المجال الإنساني الى آفاق أرحب.. لأن النظام الذي يصنعه الإنسان الاجتماعي، يعكس دائماً واقع الإنسان الذي صنعه، ودرجته الروحية والنفسية. فاذا كان المجتمع يتمتع بدرجة منخفضة من قوة الارادة وصلابتها مثلاً لم يكن ميسوراً له أن يربي ارادته وينميها، بايجاد نظام اجتماعي صارم، يغذي الارادة ويزيد من صلابتها.. لأنه ما دام لا يملك ارادة صلبة، فهو لا يملك القدرة على ايجاد هذا النظام ووضعه موضع التنفيذ وانما يضع النظام الذي يعكس ميوعة ارادته وذوبانها. وإلا فهل ننتظر من مجتمع لا يملك ارادته ازاء إغواء الخمورة ـ مثلاً ـ واغراءها، ولا يتمتع بقدرة الترفع عن شهوة رخيصة كهذه.. هل ننتظر من هذا المجتمع: ان يضع موضع التنفيذ نظاماً صارماً يحرّم أمثال تلك الشهوات الرخيصة، ويربي في الإنسان ارادته، ويرد اليه حريته ويحرره من عبودية الشهوة واغرائها؟!!. كلا طبعاً. فنحن لا نترقب الصلابة من المجتمع الذائب، وان أدرك اضرار هذا الذوبان ومضاعفاته. ولا نأمل من المجتمع الذي تستعبده شهوة الخمرة

{30}

ان يحرر نفسه بارادته، مهما احس بشرور الخمرة وآثارها.. لأن الاحساس انما يتعمق ويتركز لدى المجتمع إذا استرسل في ذوبانه وعبوديته للشهوة واشباعها، وهو كلما استرسل في ذلك اصبح أشد عجزاً عن معالجة الموقف، والقفز بانسانيته الى درجات أعلى.

وهذا هو السبب الذي جعل الحضارات البشرية التي صنعها الإنسان، تعجز عادة عن وضع نظام يقاوم في الإنسان عبوديته لشهوته، ويرتفع به إلى مستوى انساني أعلى. حتى لقد اخفقت الولايات المتحدة ـ وهي أعظم تعبير عن اضخم الحضارات التي صنعها الإنسان ـ في وضع قانون تحريم الخمرة موضع التنفيذ لأن من التناقض أن نترقب من المجتمع الذي استسلم لشهوة الخمرة وعبوديتها، أن يسن القوانين التي ترتفع به من الحضيض الذي اختاره لنفسه. بينما نجد ان النظام الاجتماعي الإسلامي الذي جاء به الوحي، قد استطاع بطريقته الخاصة في تربية الإنسانية ورفعها الي اعلى أن يحرم الخمرة وغيرها من الشهوات الشريرة، ويخلق في الإنسان الارادة الواعية الصلبة .

***

ولم يبق علينا ـ بعد أن أوضحنا جانباً من الفروق الجوهرية بين التجربة الاجتماعية التي يمارسها المجتمع بأسره والتجربة

{31}

الطبيعية التي يمارسها المجرب نفسه ـ إلا ان نثير السؤال الأخير في مجال المسألة التي ندرسها (مسألة مدى قدرة الإنسان في حقل التنظيم الاجتماعي، واختيار النظام الأصلح.)، وهذا هو السؤال: ما هي قيمة المعرفة العلمية في تنظيم حياة الجماعة وإرساء الحياة الاجتماعية، والنظام الاجتماعي على أساس علمي من التجارب الطبيعية، التي تملك من الدقة ما تتسم به التجارب في مجال الفيزياء والكيمياء، ونتخلص بذلك من نقاط الضعف التي درسناها في طبيعة التجربة الاجتماعية؟؟.

وبكلمة اخرى: هل في الامكان الاستغناء ـ لدى تنظيم الحياة الاجتماعية والتعرف على النظام الأصلح ـ عن دراسة تاريخ البشرية، والتجارب التي مارستها المجتمعات الإنسانية عبر الزمن، والتي لا نملك تجاهها سوى الملاحظة عن بعد، ومن وراء ستائر الزمن التي تفصلنا عنها.. هل في الامكان الاستغناء عن ذلك كله، باقامة حياتنا الاجتماعية في ضوء تجارب علمية نعيشها ونمارسها بأنفسنا على هذا أو ذاك من الأفراد، حتى نصل الى معرفة النظام الأصلح؟؟.

وقد يتجه بعض المتفائلين الى الجواب على هذا السؤال بالايجاب، نظراً الى ما يتمتع به انسان الغرب اليوم من امكانات علمية هائلة: أوَ ليس النظام الاجتماعي هو النظام الذي يكفل اشباع حاجات الإنسانية بأفضل طريقة ممكنة؟؟. أوليست

{32}

حاجات الإنسان اشياء واقعية قابلة للقياس العلمي والتجربة كسائر ظواهر الكون؟!. أوَ ليست اساليب اشباع هذه الحاجات تعني اعمالاً محدودة، يمكن للمنطق العلمي أن يقيسها ويخضعها للتجربة، ويدرس مدى تأثيرها في اشباع الحاجات وما ينجم عنها من آثار؟!. فلماذا لا يمكن ارساء النظام الاجتماعي على أساس من هذه التجارب؟!. لماذا لا يمكن ان نكتشف بالتجربة على شخص أو عدة اشخاص، مجموع العوامل الطبيعية والفسيولوجية والسيكولوجية، التي تلعب دوراً في تنشيط المواهب الفكرية وتنمية الذكاء، حتى إذا أردنا أن ننظم حياتنا الاجتماعية، بشكل يكفل تنمية المواهب العقلية والفكرية للافراد، حرصنا على أن تتوفر في النظام تلك العوامل لجميع الأفراد؟!!

وقد يذهب بعض الناشئة في التصور الى أكثر من هذا فيخيل له: أن هذا ليس ممكناً فحسب، بل هو ما قامت به أوروبا الحديثة في حضارتها الغربية، منذ رفضت الدين والأخلاق وجميع المقولات الفكرية والاجتماعية، التي مارستها الإنسانية في تجاربها الاجتماعية عبر التاريخ.. واتجهت في بناء حياتها على اساس العلم، فقفزت في مجراها التاريخي الحديث، وفتحت أبواب السماء، وملكت كنوز الأرض....

وقبل ان نجيب على السؤال الذي أثرناه: (السؤال عن مدى

{33}

امكان إرساء الحياة الاجتماعية على أساس التجارب العلمية) يجب ان نناقش هذا التصور الاخير للحضارة الغربية، وهذا الاتجاه السطحي الى الاعتقاد: بأن النظام الاجتماعي، الذي يمثل الوجه الأساسي لهذه الحضارة، نتيجة للعنصر العلمي فيها. فان الحقيقة هي: ان النظام الاجتماعي الذي آمنت به اوروبا والمبادئ الاجتماعية التي نادت بها وطبقتها، لم تكن نتيجة لدراسة علمية تجريبية، بل كانت نظرية أكثر منها تجريبية ومبادئ فلسفية مجردة أكثر منها آراء علمية مجربة، ونتيجة لفهم عقلي وايمان بقيم عقلية محدودة، أكثر من كونها نتيجة لفهم استنتاجي وبحث تجريبي في حاجات الإنسان وخصائصه السيكولوجية والفسيولوجية والطبيعية، فان من يدرس النهضة الاوروبية الحديثة ـ كما يسميها التاريخ الاوروبي ـ بفهم يستطيع ان يدرك: ان اتجاهها العام في ميادين المادة، كان يختلف عن اتجاهها العام في الحقل الاجتماعي والمجال التنظيمي للحياة. فهي في ميادين المادة كانت علمية، إذ أقامت افكارها عن دنيا المادة على أساس الملاحظة والتجربة، فأفكارها عن تركيب الماء والهواء او عن قانون الجذب او فلق الذرة افكار علمية مستمدة من الملاحظة والتجربة. وأما في الميدان الاجتماعي: فقد تكوّن العقل الغربي الحديث على أساس المذاهب النظرية، لا الأفكار العلمية. فهو ينادي مثلاً: بحقوق

{34}

الإنسان العامة، التي اعلنها في ثورته الإجتماعية، ومن الواضح ان فكرة الحق نفسها ليست فكرة علمية، لأن حق الإنسان في الحرية مثلاً ليس شيئاً مادياً قابلاً للقياس والتجربة، فهو خارج عن نطاق البحث العلمي، وانما الحاجة هي الظاهرة المادية التي يمكن أن تدرس علمياً.

وإذا لاحظنا مبدأ المساواة بين أفراد المجتمع، الذي يعتبر ـ من الوجهة النظرية ـ أحد المبادئ الأساسية للحياة الاجتماعية الحديثة.. فاننا نجد أن هذا المبدأ لم يستنتج بشكل علمي من التجربة والملاحظة الدقيقة، لأن الناس في مقاييس العلم ليسوا متساوين، إلاّ في صفة الإنسانية العامة، ثمّ هم مختلفون بعد ذلك في مزاياهم الطبيعية والفسيولوجية والنفسية والعقلية، وانما يعبر مبدأ المساواة عن قيمة خلقية هي من مدلولات العقل لا من مدلولات التجربة.

وهكذا نستطيع بوضوح : ان نميز بين طابع النظام الإجتماعي في الحضارة الغربية الحديثة، وبين الطابع العلمي. وندرك أن الإتجاه العلمي في التفكير الذي برعت فيه أوروبا الحديثة.. لم يشمل حقل التنظيم الإجتماعي، وليس هو الأساس الذي استنبطت منه اوروبا انظمتها ومبادئها الإجتماعية، في مجالات السياسة والإقتصاد والإجتماع.
https://iraq.iraq.ir/islam/maktaba_fkreia/book05/1.htm









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 18:21   رقم المشاركة : 3054
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسة أحلام مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
ارجو مراجع عن المدرسة الاسلامية



المدرسة في التربية الإسلامية
1- تمهيد في أهمية المدرسة ونشأتها:
لم تصل الإنسانية إلى إيجاد المدرسة على شكل الذي نراه اليوم إلا بعد أن مرت بمراحل طويلة، وتجارب عديدة.
فقد كان الطفل في الحياة البدائية يتعلم من أبويه، ومجتمعه كل شيء بأسلوب غير مقصود وغير منظم، تارة عن طريق التقليد، وتارة عن طريق التأمل والمحاكاة المقصودة، والتكرار والإعادة بقصد الإتقان.
بيد أنه كان للدين الفضل الأول في إيجاد تربية هادفة مقصودة، وذلك حين أوجد الدين الركنين الأساسيين لعملية التربية المقصودة، وهما: الهدف الواضح المحدود، وهو عبادة الله وحده، والتعريف به، والإيمان به، في جميع الأديان السماوية، والمنهج أو المادة الفكرية، والسلوكية المعينة المقصودة، وهو الاستسلام لتشريع الله، وأوامره التي أنزلها على رسله، ليحفظها الجيل ويعمل بمقتضاها، ثم ينقلها إلى الجيل الذي بعده، دواليك.
وتتابعت الأجيال، تتناقل شريعة الله وأوامره، وأسلوب عبادته، بالحفظ والتعلم، والتقليد والاتباع، فردا عن فرد، وجمعا عن فرد، وجمعا عن جمع، في الساحات والمواسم والصوامع، والبيع والمساجد، ولم تكن الكتابة قد انتشرت في أول الأمر، فكان التعليم مقصورًا على المشافهة، والمناقشة والمحاكاة والاتباع، والممارسة العملية والتجريب.
ولم يكن التعليم مقصورًا على الصغار، بل كان الصغار والكبار يتلقون التعاليم الدينية من رسل الله وأتباعهم، ويلقنونها؛ لأبنائهم ومن يليهم؛ فكان نشر الدين فريضة دينية وضرورة اجتماعية؛ لأن المجتمع المؤمن الموحد مهاجم، وأهل الحق قلة في أكثر العصور: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 12/ 103] ، فإذا لم يدافعوا عن أنفسهم بالدعووة إلى عبادة الله وحده، وبيان الحق والبرهان عليه، غلبوا وغزوا في عقر دارهم، واتهموا في صميم عقيدتهم وأفكارهم، ولم يخصص لتعليم أماكن خاصة، إلا إذا اعتبرنا المعابد دورا للتعليم، فكان التعليمممزوجا بكل ظروف الحياة الاجتماعية، العائلية منها والدينية والاقتصادية والحربية، والسلمية والمهنية من زراعية وصناعية.
واشتق من المعابد أماكن ملحقة بها تخصص لتخريج مختصين بالدعوة إلى الدين ينقطعون للعبادة، ويزهدون بالدنيا، وقد ذكر لنا القرآن هذه الفئة من الدعاة بقوله تعالى مشيرا إلى أتباع رسول الله عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام:
{وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 57/ 27] .
وهكذا كانت المعابد النواة الأولى للمدارس أو للتربة المقصودة، وكان رسل الله وأتباعهم المخلصون، الدعاة إلى دين الله، هم المعلمون الأوائل في هذه البشرية1.
وقد وردت في القرآن إشارات إلى تربية بعض الرسل لأبنائهم، وما علموهم من توحيد الله وعبادته، كوصية يعقوب لبنيه، ووصية إبراهيم من قبله: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 2/ 132-133] .
كما وردت إشارة إلى تربية بعض الصالحين لأبنائهم كوصية لقمان لابنه، وهو يعظه "سورة لقمان": [الآيات: من 13 حتى 19] .
ووردت إشارات كثيرة إلى حو ار طويل دار بين كل نبي وقومه، مثل: "نوح" و"شعيب" و"إبراهيم" و"موسى" و"صالح" و"لوط" حتى آمن من آمن، وكل هذه المحاولات يمكن اعتبارها مواقف تربوية، سنبسط بعضها عند ذكر "الطريقة الحوارية" في "أساليب التربية الإسلامية" في تمام هذا الباب إن شاء الله.
والذي يهمنا هنا هو مواقف هؤلاء الرسل التربوية، وما تبعهم عليه أتباعهم من أساليب الدعوة والتبشير بالدين، وما خصصوا من أماكن لتعليم الدين.
وهكذا استمر انتشار "دور التربية الدينية"، وكان ذلك بين مد وجزر؛ لأن الصراع كان دائما بين الكفر والإيمان، بين السحرة1 والكهان والعرافين، يربون الناس على الباطل، والخرافات الوثنية، وبين الرسل وأتباعهم يربون الناس على التفكير الصحيح، وتوحيد الله، والحرية والمسئولية والكرامة الإنسانية، والعدل، والإحسان، وتعليل الأمور تعليلا منطقيا بعيدا عن الخرافة والشرك، كما رأينا في "أسس التربية الإسلامية" في فصل سابق.
__________
1 ولا حاجة إلى اعتبار ما يسمونه "مدرسة القبيلة"، واتخاذ دور "الكهان" أو "العرافين" فيها: نواة لنشوء المدرسة؛ لأن الأخبار عن القبائل متناقضة ضعيفة السند في هذا الشأن بينما تجمع الأخبار الصحيحة من الأديان السماوية على ما ذهبنا إليه إجماعا لا يرقى إليه الشك، والوحي أقدم من الكهانة، والعرافة بصريح القرآن.

2- المدرسة في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم:
وبقي الأمر كذلك حتى ظهر الإسلام، واستقر حكمه في يثرب مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان المسجد أول مدرسة جماعية منظمة عرفها العرب، لتعليم الكبار والصغار، ولتربية الرجال والنساء.
كان لهذه المدرسة في "ليلي" ينام فيه من يأوي إليه من الأرياف، أو من الفقراء "كأهل الصفة"، فيجمعون بين التعلم الديني والدنيوي، حتى إذا أتقنوا حرفة أو وجدوا عملا ذهبو يطلبون الرزق، وبقوا يترددون إلى مدرستهم في النهار لطلب العلم وأداء العبادة، وكانت الألعاب والتمارين الحربية تقام في ساحته أحيانا، كما فعل الأحباش ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليهم من حجرته، ويقول لهم: "دونكم يا بني أرفدة"، والسيدة عائشة تنظر إليهم مع النبي صلى الله عليه وسلم1.
وبقي المسجد يؤدي وظيفتي العبادة والتربية الإسلامية، دون تمييز واضح بينهما حتى كان عهد عمر بن الخطاب، أمير المؤمنين، فنشأ في عصره إلى جانب المسجد أو بعض زواياه، كتاتيب للأطفال يتعلمون فيها.
وهنا بدأ بعض التنظيم لتعليم الأطفال، وكان يوم الجمعة يوم راحة أسبوعية استعدادا لصلاة الجمعة، فاقترح أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن يصرف الطلاب ظهر يوم الخميس ليستعدوا ليوم الجمعة، فكانت نظاما متبعا إلى يومنا هذا3، وعم رأيه الأمصار، وربما انتشر وذاع بشكل كيفي، دون قصد أو تعميم رسمي، لما كان يتمتع به من شخصية فذة محبوبة، وإيمان قوي جعله مسموع الكلمة.
وهكذا كان التعليم يقوم على جهود مؤسسات خاصة، يقوم عليها أشخاص يديرونها بجهود شخصية، وقد يتعاطى بعضهم أجرا زهيدا يقيم به أوده لانشغاله بالتعليم عن طلب الرزق.
فأصبح تعليم الأطفال مهنة حرة، ذات نظام "لا مركزي" يخضع لإشراف الدولة، ومراقبتها بين الحين والحين.
كان المسجد أو الغرف الملحقة به هو مكان هذه "الكتاتيب" في أول الأمر، وكان في المسجد حلقات علم بعضها يوازي مستوى "المرحلة الثانوية" في عصرنا هذا، وكانت الدولة تغدق العطايا لبعض العلماء القائمين على هذه الحلقات، وكانوا يدرسون كتبا معينة، في بعض العلوم، للمبتدئين في هذا العلم كالفقه والحديث، والتفسير، والنحو أحيانا.
__________
1 ثبت في القرآن وبعض مراجع التاريخ أن السحرة كانوا يعلمون الناس السحر، وكان الملوك الكافرون يغدقون عليهم العطايا ليؤيدوهم، ويدعوا الناس إلى عبادتهم، قصة الغلام والساحر، معروفة في الأحاديث الصحيحة، ولكن هذا كان في أحوال خاصة وظروف لا تتخذ مقياسا.
2 صحيح البخاري.
3 التراتيب الإدارية: عبد الحي الكناني.

3- المدارس في العصر العباسي المتأخر:
فلما استقلت الدويلات عن الخلافة العباسية، بدأ بعضها يبني مدارس للعلم كل مدرسة تؤوي عشرات من طلاب العلم، وكان نظام هذه المدارس داخليا يقوم على الانقطاع لطلب العلم، فكان في دمشق وحدها، مثلًا، زهاء ثلاث مئة مدرسة في سفح جبل قاسيون ما تزال آثار كثير منها على شكل قباب تشرف على بعض الحدائق العامة، هذا عدا عن المدارس التي كانت في قلب المدينة، كالمدرسة الظاهرية التي بناها الملك الظاهر، والمدرسة النووية التي بناها نور الدين الزنكي، وبقي التعليم في هذه المدارس حرا لا مركزيا من حيث المناهج، والكتب والأساليب، مع ارتباطها ماليا بالدولة التي تجري لها الجرايات، وتخصص لها الأوقاف، والهبات دون أن تقيدها نظام معين، أو مناهج محدودة، ثقة منها بالعلماء الأفذاذ الذين كانوا يديرونها، ويغذونها بالعلم.
وبقي الأمر كذلك زهاء عشرة قرون حتى جاء الاستعمار الغربي إلى بلادنا، فعم فيها نظام المدرسة الموحدة، والتعليم المركزي التابع لمركز العاصمة في البلاد، وللمستشارين الأجانب في الأقطار التي استعمرت عسكريا، ويرى علماء التربية أن لهذه المدرسة مهمات تربوية وجدت من أجل أدائها تذكر فيما يلي أهمها مع مناقشتها من وجهة النظر التربية الإسلامية:
https://kamiluszaman.blogspot.com/201...g-post_59.html









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 18:26   رقم المشاركة : 3055
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسة أحلام مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
ارجو مراجع عن المدرسة الاسلامية
مدارس ومناهج المدرسة الاسلامية
مارس 24, 2017
المطلب الأول: مفهوم النظرية الإسلامية في السوسيولوجيا
يقصد بالنظرية الإسلامية في السوسيولوجيا أسلمة علم الاجتماع موضوعا، ومنهجا، وتصورا، ورؤية، ومقصدية، وتمثل العقيدة الربانية في التعامل مع المواضيع الاجتماعية، والاحتكام إلى المعيار الأخلاقي والقيمي أثناء التعامل مع الوقائع والظواهر المجتمعية، وتقديم الحلول ضمن رؤية إسلامية بعيدة عن الطائفية والمذهبية والعرقية، واستحضار العقل الإسلامي في التحليل والتشخيص والتركيب، واقتراح الحلول الإسلامية الممكنة في معالجة الأدواء الاجتماعية، وتوجيه المجتمع وتعديله وتصويبه وتغييره. وفي هذا، يقول الباحث المغربي محمد محمد امزيان: " غير أن طائفة من المؤلفين أدركوا المعنى الحقيقي لأسلمة العلوم الاجتماعية الذي يتمثل في ضرورة حضور العقل الإسلامي في التحليل والتفسير وإخضاع الأفكار الاجتماعية للمذهبية الإسلامية، وجعل الخلفية العقائدية حاضرة في طرح القضايا الاجتماعية، سواء تعلق الأمر بقضايا التراث العربي الإسلامي أم بمشكلات المجتمع العربي الإسلامي أم بقضايا إنسانية عامة."[1]
ومن هنا، يمكن الحديث عن تيارين ضمن النظرية الإسلامية لعلم الاجتماع: تيار أول يربط أسلمة العلوم الاجتماعية بالمواضيع المتصلة بالإسلام تراثا وواقعا وفكرا؛ والثاني يربط ذلك بالعقائدية الإسلامية[2].
المطلب الثاني: السياق التاريخي
ظهرت النظرية الإسلامية في السوسيولوجيا، في سنوات السبعين من القرن الماضي، رد فعل على الكتابات السوسيولوجية الوضعية (أوجست كونت، وإميل دوركايم، وسان سيمون، وهربرت سبنسر) من جهة، والكتابات السوسيولوجية الماركسية (كارل ماركس، وإنجلز، ولينين، وماوتسي تونغ، وبيير بورديو، وكلود باسرون...) من جهة أخرى.
وقد" ظهرت الدعوة إلى أسلمة العلوم الاجتماعية كبديل للتناقضات التي وقع فيها هذا الفرع من العلوم الإنسانية، وتخليصه من المضامين الإلحادية التي يحملها. وقد تفاوتتهذه الجهود على مستوى العمق والتحليل وعلى مستوى الوضوح والرؤية والتصور. ففي الحين الذي ظهرت فيه طائفة من البحوث الجادة والمخلصة والتي حاولت أن ترسم معالم المنهج الجديد ظهرت محاولات أخرى تحمل نفس الشعار دون أن تكون على نفس المستوى من الجدة والوضوح.[3]"
وقد ظهرت دعوات جديدة لتأصيل علم الاجتماع في الوطن العربي؛ يمكن تصنيفها إلى ثلاث تجاربسوسيولوجيةكبرى: تجربة علم الاجتماع العربي؛ وتجربة علم الاجتماع القومي؛ وتجربة علم الاجتماع الإسلامي.
العربية، وتحدد والهدف من ذلك كله هو العودة إلى الذات العربية أو القومية، وتأصيل علم الاجتماع العربي، إما ضمن منظور عروبي، وإما ضمن منظور قومي، وإما ضمن منظور إسلامي، مع رفض المنطلقات المنهجية والفلسفية الغربية، ولاسيما آليات الكتابة السوسيولوجية الوضعية أو الماركسية. لذلك، سارع الباحثون إلى قراءة اجتماعية للتراث العربي؛ ودراسة الوضع الاجتماعي العربي الحالي في ضوء تراثنا؛ وخدمة الأهداف القومية للأمة العربية؛ وإغناء التراث الاجتماعي والإنساني بجهود الكتاب السوسيولوجيين العرب.
ومن أهم السوسيولوجيين الذين دافعوا عن علم الاجتماع القومي الباحثان المصريان أحمد الخشاب [4]في كتابه (التفكير الاجتماعي دراسة تكاملية للنظرية الاجتماعية)، وعبد الباسط عبد المعطي في كتابه (اتجاهات نظرية في علم الاجتماع)[5]...
ومن جهة أخرى، يعد السوسويولوجي العراقي معن خليل عمر من المدافعين الغيورين عن علم اجتماع عربي، كما يتجلى ذلك واضحا في كتابه (نحو علم اجتماع عربي)[6].
هذا، وقد أكدت محاولةأحمد الخشاب" ضرورة العناية بدراسة النظرية الاجتماعية القومية على أن تكون فكرية عربية خاصة تنطق بمستخلصات التجربة التاريخية الحضارية، وتجسد المشخصات العقائدية والثقافية للأمة مستويات تطلعاتها وأبعادها.ويقترح في هذا الصدد توجيه مزيد من العناية بدراسة النظرية الاجتماعية دراسة تحليلية نقدية، على أن نستشف لها أنموذجا إيديولوجيا يضمن إنماء العناصر الدافعة والمنشطة لديناميات الانتفاضات الاجتماعية المعاصرة من ناحية، وتعمل على تقويض الوضعية التعويقية التي كثيرا ما تستغل في الانتكاسات والارتدادات التي تمارسها الرجعية."[7]
المطلب الثالث: رواد النظرية الإسلامية
هناك مجموعة من الباحثين الذين تبنوا النظرية الإسلامية في دراسة علم الاجتماع إما جزئيا وإماكليا. ومن هؤلاء: زيدان عبد الباقي في كتابه (علم الاجتماع الإسلامي)[8]، ويوسف شلحود في كتابه( المدخل لسوسيولوجيا الإسلام) الذي صدر بالفرنسية سنة 1958م[9]، وسامية مصطفى الخشاب في كتابها ( علم الاجتماع الإسلامي)[10]، وزكي محمد إسماعيل في كتابه ( نحو علم الاجتماع الإسلامي)[11]، ونبيل محمد السيمالوطي في كتابه ( المنهج الإسلامي في دراسة علم الاجتماع)[12]، وصلاح مصطفى الفوال في كتابه ( المقدمة لعلم الاجتماع العربي والإسلامي)[13]، ومنصور زويد المطيري في كتابه ( الصياغة الإسلامية لعلم الاجتماع: الدواعي والإمكان)[14]، وإلياس بايونس وفريد أحمد في كتابه ( مقدمة فيعلم الاجتماع الإسلامي)[15]، وفضيل دليو وآخرون في كتابهم ( علم الاجتماع من الترغيب إلى التأصيل)[16]، ومحمد محمد أمزيان في كتابه (منهج البحث الاجتماعي بين الوضعية والمعيارية).....
هناك مجموعة من الباحثين الذين تبنوا النظرية الإسلامية في دراسة علم الاجتماع إما جزئيا وإماكليا. ومن هؤلاء: زيدان عبد الباقي في كتابه (علم الاجتماع الإسلامي)[17]، ويوسف شلحود في كتابه( المدخل لسوسيولوجيا الإسلام) الذي صدر بالفرنسية سنة 1958م[18]، وسامية مصطفى الخشاب في كتابها ( علم الاجتماع الإسلامي)[19]، وزكي محمد إسماعيل في كتابه ( نحو علم الاجتماع الإسلامي)[20]، ونبيل محمد السيمالوطي في كتابه ( المنهج الإسلامي في دراسة علم الاجتماع)[21]، وصلاح مصطفى الفوال في كتابه ( المقدمة لعلم الاجتماع العربي والإسلامي)[22]، ومنصور زويد المطيري في كتابه ( الصياغة الإسلامية لعلم الاجتماع: الدواعي والإمكان)[23]، وإلياس بايونس وفريد أحمد في كتابه ( مقدمة فيعلم الاجتماع الإسلامي)[24]، وفضيل دليو وآخرون في كتابهم ( علم الاجتماع من الترغيب إلى التأصيل)[25]، ومحمد محمد أمزيان في كتابه (منهج البحث الاجتماعي بين الوضعية والمعيارية).....
المطلب الرابع: التصور المنهجي
تنبني النظرية الإسلامية، في علم الاجتماع، على رفض التصورات السوسيولوجية الوضعية والماركسية من جهة، ورفض دراسة واقع المجتمع العربي في ضوء النزعات العربية والقومية والفئوية والطائفية والحزبية والإيدولوجية والإثنية. ومن ثم، تهدف هذه النظرية إلى دراسة الظواهر الاجتماعية في منظور المنهج الإسلامي موضوعا، ومنهجا، ورؤية، ومقصدية. وبالتالي، التركيز على المنظومة الأخلاقية الإسلامية، وتمثل المعايير الدينية في الوصف والتشخيص والوصف والتقويم، وتبني العقيدة الإسلامية في علاج المشاكل الواقعية، ومحاربة الإلحاد والنزعات المادية والإباحية، والاهتمام بدراسة التراث الاجتماعي، والاستفادةمن النظريات الاجتماعية الثاقبة عند علمائنا المسلمين، أمثال: الكندي، والفارابي، وابن سينا، والغزالي، وابن مسكويه، وابن خلدون، والجاحظ، وغيرهم.علاوة على تمثل الفكر الخلدوني في دراسة الوقائع والظواهر الاجتماعية بغية تأصيل علم الاجتماع وتأسيسه، قصد الانتقال من التقليد والتبعية والاجترار إلى الإبداع والتجديد والابتكار، وإعادة الثقة في الذات المسلمة. ومن ثم، التمسك الاجتماعي بالهوية والأصالة والخصوصية، وقراءة التراث الاجتماعي العربي القديم في ضوء رؤية إسلامية عميقة، واستحضار العقل المسلم في التحليل والوصف والتشخيص والعلاج. ولا ننسى أيضا ضرورة قراءة المجتمع الإسلامي المعاصر في ضوء المنظور الإسلامي الرباني، والاسترشاد بالأساس العقائدي لإصلاح ما اعوج من هذا الواقع، باقتراح وصفات علاجية تتلاءم مع الرؤية الإسلامية المعتدلة والمتكاملة والمتوازنة؛ وتمثل الوحي (قرآنا وسنة) مصدرا للمعرفة الاجتماعية، واستخدامه آلية للتوثيق السوسيولوجي. ويعني هذا أنه من الضروري أن يتسلح الباحث بالوحي في دراسة النظم الاجتماعية، ورصد قضايا الإنسان، وصياغة القوانين الاجتماعية. أضف إلى ذلك ضرورة التشبث بالمذهبية الإسلامية القائمة على التوحيد في فهم الواقع وتفسيره وتأويله.أي: يعتبر التوحيد أساسا نظريا ومنهجيا ومذهبا بديلا في دراسة الظواهر والوقائع، ورصد مستوى البناء والتقدم والتغير الحضاري[26].

[1] - محمد محمد امزيان: منهج البحث الاجتماعي بين الوضعية والمعيارية، فيرجينيا، منشورات المعهد العالمي للفكر الإسلامي، الولايات المتحدة الأمريكية، الطبعة الأولى سنة 1991م، ص: 227.
[2] - محمد محم أمزيان: نفسه، ص: 227.
[3] - محمد محمد أمزيان: نفسه، ص: 226.
[4] - أحمد الخشاب: التفكير الاجتماعي دراسة تكاملية للنظرية الاجتماعية، دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى سنة 1973م.
[5] - عبد الباسط عبد الباقي: اتجاهات نظرية في علم الاجتماع، عالم المعرفة،العدد44، الكويت، 1981م.
[6] - معن خليل عمر: نحو علم اجتماع عربي، منشورات وزارة الثقافة والإعلام، الجمهورية العراقية، سنة 1984م.
[7] - عبد الباسط عبد المعطي: نفسه، ص: 192.
[8] - زيدان عبد الباقي: علم الاجتماع الإسلامي، مطبعة السعادة، طبعة 1984م.
[9]- Joseph Chlhod:Introcuction à la sociologie de l’Islam ; de l’animisme à l’universalisme, Librairie GP.Maisoneuve, édition Besson, Paris, 1958.
[10] - سامية الخشاب: علم الاجتماع الإسلامي، دار المعارف، القاهرة، مصر، الطبعة الثانية، طبعة 1981م.
[11] - زكي محمد إسماعيل: نحو علم الاجتماع الإسلامي،دار المطبوعات الجديدة،الإسكندرية، مصر، طبعة 1981م.
[12] - نبيل محمد السيمالوطي: المنهج الإسلامي في دراسة علم الاجتماع،دار الشروق، الطبعة الأولى سنة 1980م.
[13] - صلاح مصطفى الفوال: المقدمة لعلم الاجتماع العربي والإسلامي،دار الفكر العربي، القاهرة، مصر، طبعة 1982م.
[14] - منصور زويد المطيري: الصياغة الإسلامية لعلم الاجتماع: الدواعي والإمكان، كتاب الأمة، 33، دار الكتب القطرية، الدوحة، طبعة 1992م.
[15] - إلياس بايونس وفريد أحمد: مقدمة فيعلم الاجتماع الإسلامي، ترجمة: أمين حسين الرباط؛ دراسات في التعليم الإسلامي، جامعة الملك عبد العزيز، شركة عكاظ، الرياض، طبعة 1983م.
[16] - فضيل دليو وآخرون: علم الاجتماع من التغريب إلى التأصيل، دار المعرفة، قسنطينة، الجزائر، الطبعة الأولى سنة 1996م.
[17] - زيدان عبد الباقي: علم الاجتماع الإسلامي، مطبعة السعادة، طبعة 1984م.
[18]- Joseph Chlhod:Introcuction à la sociologie de l’Islam ; de l’animisme à l’universalisme, Librairie édition Besson, Paris, 1958.
[19] - سامية الخشاب: علم الاجتماع الإسلامي، دار المعارف، القاهرة، مصر، الطبعة الثانية، طبعة 1981م.
[20] - زكي محمد إسماعيل: نحو علم الاجتماع الإسلامي،دار المطبوعات الجديدة،الإسكندرية، مصر، طبعة 1981م.
[21] - نبيل محمد السيمالوطي: المنهج الإسلامي في دراسة علم الاجتماع،دار الشروق، الطبعة الأولى سنة 1980م.
[22] - صلاح مصطفى الفوال: المقدمة لعلم الاجتماع العربي والإسلامي،دار الفكر العربي، القاهرة، مصر، طبعة 1982م.
[23] - منصور زويد المطيري: الصياغة الإسلامية لعلم الاجتماع: الدواعي والإمكان، كتاب الأمة، 33، دار الكتب القطرية، الدوحة، طبعة 1992م.
[24] - إلياس بايونس وفريد أحمد: مقدمة فيعلم الاجتماع الإسلامي، ترجمة: أمين حسين الرباط؛ دراسات في التعليم الإسلامي، جامعة الملك عبد العزيز، شركة عكاظ، الرياض، طبعة 1983م.
[25] - فضيل دليو وآخرون: علم الاجتماع من التغريب إلى التأصيل، دار المعرفة، قسنطينة، الجزائر، الطبعة الأولى سنة 1996م.
[26]محمد محمد أمزيان ،مرجع سابق ،ص392 .

https://salah93950.blogspot.com/2017...g-post_24.html









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 18:28   رقم المشاركة : 3056
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسة أحلام مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
ارجو مراجع عن المدرسة الاسلامية
منهج المدرسة الإسلامية الأولى


المدرسة الإسلامية الأولى، التي لم يكن للمسلمين مدرسةٌ قبلها، ولم ينجحوا في جميع أدوار تاريخهم في تأسيس مدرسةٍ تضارعها في مهمةِ تكوين الرجولة، وفي تهذيب النفس الإنسانية، وتوجيهها إلى الحق والخير - هي هذه البقعة التي لا تزال موجودةً إلى اليوم في المسجد النبوي بالمدينة بين منزل أم المؤمنين عائشة، الذي تشرَّف بالقبر المحمدي الطاهر، وبين موضع منبره صلى الله عليه وسلم في جنوب ذلك البيت، وتلك البقعة التي كانت فيها المدرسة الإسلامية الأولى، كانت في الوقت نفسه دار الحكم الأولى في الإسلام، ومركز التعبئة الأوَّل لكتائب الحق، وأول ندوةٍ أعد الله فيها دعاة المسلمين وقادتهم لإصلاح العالم، بعناية عبده ورسوله صلواتُ الله عليه وسلامه.


ولقد كان من واجبات المشتغلين بالتاريخ من رجال الأمة الإسلامية البحثُ عن النصوص السياسية، التي أبقاها لنا التاريخ دالةً على شيءٍ من الأساليب والطرق التي ربَّى بها الهادي الأعظم صلى الله عليه وسلم أصحابَه الأولين، وكوَّن منهم أمثلة الكمال في الرجولة، وفضائل النفس، والاستعداد العجيب لممارسة الحكم العادل الرحيم.


والذي عرفناه بتتبُّعنا لهذا الموضوع العظيم - الذي يتوقف بعثنا السعيد على معرفته والعمل به - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يهتَم بحشد المعلومات الكثيرة في ذاكرة أصحابه؛ وإنما يهتم بتلقينِهم المبدأ الصحيح بعد المبدأ الصحيح، والحقيقة الناصعة بعد الحقيقة الناصعة، والفضيلة المصهورة بعد الفضيلة المصهورة، ويطالبهم بأن يتخلَّقوا بكل خليقة من هذه الخلائق حتى تمازج دماءهم، وتخالط ينابيع الإيمان من قلوبهم ثم ينقلهم إلى غيرها، وكان الكتاب الذي يستمد منه هذه المبادئ والحقائق والفضائل هو كتاب الله، وينتهج في تمرين أرواح أصحابه عليها منهج التدريج عملاً بسنة الله في تنجيم النزول، فلا تنزل الآية أو الآيات من وحي الله حتى يكون أولياء الله من أصحاب رسوله تخلقوا بالآيات التي نزلت قبلها، وأصبحت سجيَّةً لهم، لا يعرفون سجيةً لهم غيرها.


وقد التزم هذه الطريقة تلاميذه من كبار الصحابة في نقل العلم المحمدي، والرسالة الإسلامية إلى نفوس تلاميذهم من كبار التابعين.



نقل شيخ الإسلام ابن تيمية في "رسالة الإكليل" [1] عن أبي عبدالرحمن عبدالله بن حبيب بن ربيعة السلمي تلميذ أميرَي المؤمنين؛ عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب وأضرابهما من علماء الصحابة: كعبدالله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبيِّ بن كعب، ثم كان شيخًا لشيوخ أئمة الإسلام: كعاصم بن أبي النجود، وعطاء بن السائب، وأبي إسحاق السبيعي، وعامر الشعبي، والحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب، وعشرات غيرهم من عظماء السلف، يقول أبو عبدالرحمن السلمي فيما نقله ابن تيمية: حدثنا الذين كانوا يُقْرِئُوننا - عثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما - أنهم كانوا إذا أرادوا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلَّموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا - أي الصحابة -: "فتعلمنا القرآن والعلم"، ورأيت مثل هذا النص في ترجمة أبي عبدالرحمن من طبقات القراء لابن الجوزي (1: 413 - الترجمة 1755): روى حماد بن زيد وغيره عن عطاء بن السائب: أن أبا عبدالرحمن السلمي قال: "أخذت القرآن عن قوم، أخبرونا: أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات، لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يعملوا ما فيهن، فكنا نتعلم القرآن والعمل به، وأنه سيرث القرآن بعدنا قومٌ لا يجاوز تراقيهم، بل لا يجاوز ههنا، ووضع يده على حلقومه".


ومن عمَلهم بالقرآن أن لا يعصوا الله بتناوُل الأجر عليه، قال عطاء بن السائب: "كان رجل يقرأ على أبي عبدالرحمن السلمي، فأهدى له فرسًا، فردها، وقال: ألا كان هذا قبل القراءة".


ولو أن أزهرنا ومعاهده، ومدارسنا وما بعدها من جامعات، تُعنَى بتربية نفوس التلاميذ قبل عنايتها بحشد المعلومات في ذاكرتهم، ولا تملي عليهم إلا الحق والخير، ولا تجاوز شيئًا من هذا الحق والخير إلا بعد أن يؤمن به تلاميذهم، ويعاهدوا على العمل به، وعلى إقامته في الأرض حتى يكون هو المعمول به، وهو المرجوع إليه، وهو المطلوب في التعامل والتعاون والتنافس في كل الظروف والأحوال - لأنتج هذا المنهج في التعليم في هذا القرن الرابع عشر مثل النتيجة التي كانت له في القرن الأول للهجرة.


مفهوم الإسلام:

الإسلام: "تسليم النفس إلى الحق الذي جاء من عند الله بلسان جميع أنبيائه ورسله".



والمسلم: "هو الذي يوطن نفسه على أن تكون منقادةً للحق، الذي تولَّت رسالات الله الدعوة إليه، ورفعت لواءه في أجيال الإنسانية من أقدم عهودها".


بين العلم والثقافة:

العلم شيء، والثقافة شيء آخر؛ فالعلم عالمي، لا تختص به أمَّةٌ دون أمَّةٍ، ولا تحتكره قارَّة من قارات الأرض فيكون غيرها عالةً عليها فيه، إنه مشاع كالهواء الذي نتنفسه، والبحار التي تحيط باليابسة، وتمخُر فيها ألوف السفن حاملة مئات الأعلام.

ثم إنَّ العلم تراثٌ إنسانيٌّ، ما من أمَّة إلا لها فيه جهادٌ وجهودٌ، وكل درجةٍ ارتقاها العلم في أي عصرٍ من عصوره على يد أمةٍ من الأمم في بلادٍ من بلاد الناس، إنما كان ذلك بفضل درجةٍ أخرى قبلها كان العلم قد وصل إليها في عصر آخر قبل ذلك العصر، وعلى يد أمةٍ أخرى من الأمم في بلدٍ غير ذلك البلد الذي وصل العلم فيه إلى الدرجة التي تلي تلك الدرجة.


ولكن ما العلم؟ وما الثقافة؟

ولماذا كانت غيره؟ وكان هو غيرها؟

العلم هو مجموعة الحقائق التي توصل إليها العقل البشري في مراحل تفكيره وتجاربه وملاحظاته المتسلسلة بتسلسل الزمن، والمحررة بالامتحانات المتكررة، فلا تختلف بتفاوت الأذواق، ولا تتغير بتطور المصالح، إن جدول الضرب من المعارف الإنسانية العريقة في القدم، وسيبقى حاجةً من الحاجات الأولية لطلاب علم الحساب في كل وطن وفي كل زمن، ولولا ما كان معروفًا قبل العرب والمسلمين من علم الحساب، لما توصَّل العرب والمسلمون إلى إتحاف الإنسانية بالحقائق الأولية من قواعد علم الجبر والمقابلة، ولولا علم الجبر والمقابلة الذي توصل علماؤنا إليه قبل مئات السنين لما تقدمت في العصور الأخيرة العلوم الرياضية الأخرى، التي وصلت بها الأعمال الهندسية إلى ما وصلت إليه الآن من التقدم؛ فالعلوم الرياضية والحقائق الهندسية من العلم العالمي المشاع بين البشر، والذي اشتركت عقول البشر، في تقدمه وارتقائه منذ العصور العريقة في القدم، ولا غضاضة على أمة في أن تطلب العلم به حيث تجده، وكذلك الطب وعلوم الطبيعة وكل ما تمس إليه حاجة الأمم في قوتها وأسباب عزتها، وتوفير حاجات أوطانها، والمسلمون على الخصوص يوجب عليهم دينهم أن يتعلموا ما تدعو حاجتهم في مرافقهم إلى تعلمه من العلوم، التي إن لم يحذقوها تولاها عنهم الأغيار، وكان جهلهم بها من أسباب ضعفهم القومي والملِّي.


هذا النوع من المعارف الإنسانية هو "العلم"، وهو واحد في كل أمة، وهو اليوم سبيل القوة في الحرب والسلم، وهو الذي ينبغي للمسلمين أن يكون فيهم - دائمًا - العدد الكافي من العالمين به ليتولوا مرافق بلادهم بأنفسهم، ويحققوا أسباب قوَّتهم الصناعيَّة والحربيَّة والاقتصاديَّة بأيديهم، وإذا لم يتحقَّق ذلك إلا بإرسال البعثات إلى البلاد التي تفوَّقَت به، فعليهم أن يوالوا إرسالها، إلى أن يتوافر عندهم من أبنائهم رجال الكفاية لسدِّ هذه الحاجة على قدرها.


ولكن هذا العلم، والثقافة شيء آخر، الثقافة في كل أمة لها لونٌ قوميٌّ خاصٌّ تستمده من مألوفها، ومن ذوقها، ومن مواريثها الأدبية، ومن ظروفها الجغرافية، ومن ضروراتها الإقليمية، وحاجاتها الاجتماعية؛ ولذلك نرى الثقافة الفرنسية تختلف عن الثقافة الألمانية، بل نرى الثقافة البريطانية تختلف عن الثقافة الأمريكية، مع اتحاد الأمتين في اللغة والآداب، والصينيون يتفقون مع اليابانيين في الكثير من المقومات، وكانوا بين الحربين العالميتين في حاجة إلى عضدٍ قويٍّ يستعينون به لمقاومة الاستعمار المحيط بهم من كل جانب، ومع ذلك فإن اختلاف الثقافتين أنشب الحرب بين الصين واليابان سنين طويلةً قبل الحرب العالمية الثانية وفي خلالها، ولو لم تكن الثقافة من الفوارق الجوهرية بين الأمم، لكان من المعقول أن تتعاون الصين واليابان وتتحد وجهتهما، وكانت تُكَوِّنُ منهما حينئذ قوةً رهيبة لعلها تكتسح الأمم، وذلك ما كان ينذِر به إمبراطور ألمانيا قبل الحرب العالمية الأولى، ويسميه "الخطر الأصفر".


تاريخ الأمة من عناصر ثقافتها، آداب الأمة من صميم ثقافتها، أخلاق الأمة في كل عصر من عصورها حلقة من سلسلة الأخلاق القومية التي هي من ميراث الماضي، وقد يكون في ميراث الأمة من أخلاق ماضيها الكثير من الخير والكثير مما ينافيه، فعليها أن تصلح بخيرها المتوارث ما ينافيه من الأخلاق التي تحتاج إلى إصلاح، فإذا حاولت الأمة أن تتنكر للطيِّب من تراثها الأخلاقي بتطعيمه بأخلاقٍ أجنبيةٍ عنها أضاعت نفسها، وفقدت أصالتها، وصارت إلى هجنة تنافي الأصالة، ويحتقرها الأصلاء من أصحاب تلك الأخلاق الأجنبية، وأذكر كلمةً حكيمةً لبسمارك، كان قالها لغليوم الثاني، لمّا كان لا يزال وليَّ عهد الإمبراطورية الألمانية، حينما أرسلوه إلى روسيا ليمثِّل ألمانيا في مناسبةٍ من المناسبات، فقد قال له بسمارك: "إنك ذاهبٌ إلى بلادٍ شرقيةٍ، فإذا رأيت الشرقي المتمسك بزيِّه الأصيل، فاعلم أنه لا يزال على ميراثٍ من فطرة الشرق وأصالته، وإذا رأيت الشرقي الذي لبس البنطلون تقليدًا للغرب، فاعلم أنه فقَد مواريثه من الفضائل، ولم يكتسب أخلاق الغرب وفضائلَه".


إن القول الفصل بين العلم والثقافة، هو أن العلم عالميٌّ، والثقافة قوميةٌ وملِّيةٌ، والعلم لا لون له، والثقافة ذات لونٍ، وكذِبٌ أنَّ في الدنيا ثقافةٌ عالميَّةٌ، ولا يمكن أن تكون فيها ثقافةٌ عالميةٌ، فعلى كل أمَّة أن تتمسَّك بثقافتها، وأن تبعث فيها أسباب الحيوية يوصل ما بين ماضيها وآتيها، خصوصًا نحن المسلمين الذين لا نكون مسلمين بارتياد الجامع فقط، ولا بتصحيح العقيدة فقط، بل إن إسلامنا يتناول البيت كما يتناول الجامع، ويفرض سننه وأحكامه على المجتمع كما يفرضه على الفرد، وسنن الإسلام وأحكامه مصدر كريم من مصادر ثقافتنا، فلا يكفي أن نعرف: كيف نصلي، بل يجب أن نعرف: كيف نكون أفرادًا مسلمين في مجتمع إسلامي؟ وأن نعرف: كيف نكون رعايا مسلمين لدولة إسلامية؟


وبعد؛ فإن للإسلام - وهو الدين الاجتماعي - ثقافةً واسعةً شاملةً في هذه الأمور، وفي كل الأمور، ولولا أن دانلوب حرم المتعلمين في مصر من أن يتعرفوا إلى ثقافتهم الإسلامية، فجرد مدارس الدولة منها، لكان الجيل القائم الآن خيرًا من الآن، ولقطعنا شوطًا طويلاً في طريقنا إلى القوة وإلى العزة وإلى السعادة والسلامة والعافية.


الأمل عظيم في وزارة التربية والتعليم - بعد أن جعلت التربية العنصر الأول من عناصر رسالتها - أن تلتمس كل الأسباب للتعرف إلى التربية الإسلامية وتعريف الجيل بها؛ لأن التربية من أهم عناصر الثقافة، وما دمنا في بلدٍ إسلاميٍّ عربيٍّ، فيجب أن تكون ثقافتنا إسلاميةً عربيةً، وهذا لا ينافي إرسال البعثات إلى أوروبا وإلى أمريكا لتخريج مهندسين في الطبقة الأولى، وكيماويين وأطباء في الذروة العليا، وعلماء معادن وجيولوجيا من الطراز الأول؛ لأن هذه المعارف التي لها لون قومي، لأقوام غير أقوامنا، ولها لونٌ وطنيٌّ لأوطانٍ غير أوطاننا، ولها لونٌ مليٌّ لمللٍ غير ملتنا، فذلك ما يسمى ثقافةً، ونحن في غنًى عنه بثقافتنا التي يجب أن نستمدها من مألوفنا، ومن ذوقنا، ومن مواريثنا الأدبية، وظروفنا الجغرافية، وضروراتنا الإقليمية، وحاجاتنا الاجتماعية، ولهذه الثقافة مثَلٌ في تاريخنا وتراجم أسلافنا، فيجب أن نعرفها بمعرفتهم، وأن ندرسها بدراسة تراجمهم، وأن نحييها بالتخلق بأخلاق أهلها واتخاذهم قدوة لنا وأسوةً.



رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/3582/#ixzz59BBQNhGi









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 19:28   رقم المشاركة : 3057
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريتاج الدين 92 مشاهدة المشاركة
ممكن مصادر ومراجع حول المقاومة الثقافيةفي الجزائر خلال مطلع القرن 20 ممكن في اســـــــــــرع وقت
https://studentshistory13.com/archives/15464









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 19:58   رقم المشاركة : 3058
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريتاج الدين 92 مشاهدة المشاركة
ممكن مراجع ومصادر او حتى خطة بحث حول المقاومة الثقافية في الجزائر في مطلع القرن 20 من فضلكم ارجوا المساعدة فورا
https://dspace.univ-km.dz/xmlui/handle/123456789/1462

https://theses.univ-oran1.dz/document/62201707t.pdf









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 20:00   رقم المشاركة : 3059
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليفة1234 مشاهدة المشاركة
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار
اللـهـم أسكنه فسيح الجنان واغفر لها يارحمن وارحمها يارحيم وتجاوز عما تعلم ياعليم

ممكن مساعدة في مذكرة تحرج ماستر علم اجتماع انحراف وجريمة تحت عنوان دور النشاط الرياضي في الوقاية من الانحراف
دور ممارسة النشاط الرياضي المدرسي في تنمية القيم الخلقية لدى الطلبة من وجهة نظر معلمي التربية الرياضية في محافظة نابلس
المجلة:
مجلة جامعة النجاح للأبحاث - العلوم الإنسانية - المجلد 27, الإصدار 11, 2013
صفحة البدء:
2381
صفحة النهاية:
2400
تاريخ الإستلام:
الاثنين, شباط (فبراير) 11, 2013
تاريخ القبول:
الخميس, آيار (مايو) 23, 2013
المؤلفون:
بدر دويكات
الملخص:
هدفت الدراسة التعرف الى دور النشاط الرياضي المدرسي في تنمية القيم الخلقية للطلبة من وجهة نظر معلمي التربية الرياضية، اضافة الى تحديد الاختلاف في دور النشاط الرياضي المدرسي في تنمية القيم الخلقية للطلبة تبعا الى متغيرات (المؤهل العلمي والجنس والخبرة)، ولتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام الاستبانه لجمع المعلومات والبيانات وعلى عينة قوامها (130) معلما ومعلمة في جميع مدارس محافظة نابلس التابعة لوزارة التربية والتعليم وبعد جمع البيانات تم استخدام برنامج الرزم الإحصائية (SPSS) لتحليل النتائج. أظهرت نتائج الدراسة أن للنشاط الرياضي دور بدرجة عالية في تنمية القيم الخلقية للطلبة على جميع المجالات، حيث وصلت النسبة المئوية للاستجابة عليها على التوالي: مجال التعاون (76,2%)، مجال الشجاعة (75%)، مجال الأمانه (73.2%)، مجال الصدق (72.8%) وعلى الدرجة الكلية وصلت النسبة المئوية الى (74.2%). يوصي الباحث الى ضرورة الاهتمام بالنشاط بشكل عام والنشاط الرياضي بشكل خاص ومتابعة ودعمه ماديا وتشجيع القائمين علية وضرورة ربطة بالقيم الخلقية المستمدة من شرعيتنا الاسلامية.

النص الكامل:
Binary Data
Search
العنوان

الملخص

المؤلفون

©2013 جامعة ال
https://scholar.najah.edu/ar/publica...9-%D9%85%D9%86









رد مع اقتباس
قديم 2018-03-08, 20:08   رقم المشاركة : 3060
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليفة1234 مشاهدة المشاركة
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار
اللـهـم أسكنه فسيح الجنان واغفر لها يارحمن وارحمها يارحيم وتجاوز عما تعلم ياعليم

ممكن مساعدة في مذكرة تحرج ماستر علم اجتماع انحراف وجريمة تحت عنوان دور النشاط الرياضي في الوقاية من الانحراف
مفهوم النشاط الرياضي , أهداف النشاط الرياضي: توجيه البرامج:
نشرت بواسطة: غازي العنزي في غير مصنف 25 ديسمبر 2008 5 تعليقات

مفهوم النشاط الرياضي
النشاط الرياضي هو نشاط تربوي يعمل على تربية النشء تربية متزنة ومتكاملة من النواحي: الوجدانية والاجتماعية والبدنية والعقلية، عن طريق برامج ومجالات رياضية متعددة تحت إشراف قيادة متخصصة تعمل على تحقيق أهداف النشاط الرياضي بما يساهم في تحقيق الأهداف العامة للتربية البدنية في مراحل التعليم العام، وينطلق من الأسس العامة للسياسة التعليمية في المملكة العربية السعودية التي منها: القوة في أسمى صورها واشمل معانيها: قوة العقيدة، قوة الخلق، وقوة الجسم فـ ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير……)

أهداف النشاط الرياضي:
يسعى النشاط الرياضي إلى الإسهام في تحقيق الأهداف العامة للتربية البدنية في مراحل التعليم العام من خلال ما يلي:
1- نشر الوعي الرياضي الموجه الداعي إلى ممارسة الرياضة لكسب اللياقة البدنية والنشاط الدائم وتقوية الجسم لإيجاد المؤمن القوي.
2- غرس وترسيخ المفاهيم الصحيحة للتربية البدنية والنشاط الرياضي ومنها العمل بمفهوم روح الفريق الواحد وإدراك البعد التربوي الصحيح للمنافسات الرياضية.
3- تنمية الاتجاهات الاجتماعية السليمة والسلوك القويم عن طريق بعض المواقف في الألعاب الجماعية والفردية وإكسابهم الثقة بالنفس وتنمية الروح الرياضية.
4- المساهمة في التخلص من التوتر النفسي وتفريغ الانفعالات واستنفاذ الطاقة الزائدة وإشباع الحاجات النفسية والتكيف الاجتماعي وتحقيق الذات.
5- تقدير أهمية استثمار وقت الفراغ ببعض النشاطات الرياضية المفيدة.
6- رفع مستوى الكفاءة البدنية للطلاب عن طريق إعطائهم جرعات مناسبة من التمرينات التي تنمي الجسم وتحافظ على القوام السليم.
7- إكساب الطلاب المهارات والقدرات الحركية التي تستند إلى القواعد الرياضية والصحية لبناء الجسم السليم حتى يؤدي واجباته في خدمة دينه ومليكه ووطنه ومجتمعه بقوة وثبات.
8- العناية والاهتمام بالطلاب الموهوبين في الألعاب الرياضية المختلفة والعمل على الارتقاء بمستوياتهم الفنية والمهارية.

توجيه البرامج:
ينبغي لكي تحقق برامج النشاط الرياضي أهدافها التربوية المأمولة توجيهها وفق ما يلي:
1- إبراز أهمية النشاط الرياضي في حياة أبنائنا الطلاب وغرس المفاهيم والقيم التربوية الفاضلة وفق تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
2- توجيه عنصر المنافسة بحيث لا تكون هدفا في حد ذاتها وإنما تكون وسيلة تربوية مشوقة وذلك بالتأكيد على المنافسات الشريفة والبعد عن مظاهر التعصب.
3- المساهمة في إعداد القيادات الواعية من الطلاب عن طريق إعطائهم الفرص الكافية للمشاركة في برامج الأنشطة من خلال لجان التنظيم والتحكيم والتسجيل.


inShare
الوسوم :معلومات رياضية منوعة مفهوم النشاط الرياضي



السابق:
أهداف التربية الرياضية في المرحلة الإبتدائية الأولية
التالي:
موسوعة المهارات الرياضية .. بالاكسل ..
عن غازي العنزي


مقالات مشابهة
اتمني تعاونكم والشكر مقدما للجميع وارجوا مساعدتي في هذا الاستبيان ودمتم بحفظ الله
9 مايو 2016

للغة الالكترونية دوراً كبيراً فى التعليم والتدريب
10 يونيو 2014

جوال ون لخدمة رسائل الجوال
23 مارس 2014

5 تعليقات

الزهورزهور
21 فبراير 2011 في 4:25 م
تسلم والله يعطيك العافيه

رد

anas
2 مايو 2012 في 10:39 م
بسم الله الرحمن الرحيم لااريد كتابة تعليق

رد

mohsin
1 ديسمبر 2013 في 9:54 م
رائع

رد

حسن
11 أبريل 2015 في 12:08 ص
السلام عليكم

الرئيسية › مفهوم النشاط الرياضي , أهداف النشاط الرياضي: توجيه البرامج:
مفهوم النشاط الرياضي , أهداف النشاط الرياضي: توجيه البرامج
يعطيكم العافية ياريت لو المصدر يذكر او تزودونا بكتاب عن الانشطة البدنبة المدرسية او البطولات المدرسية

رد

حسام
25 مايو 2015 في 2:09 م
المصدر لو سمحت و شكرا

رد
اضف رد
لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *



الإسم *

البريد *

الموقع

https://www.bdnia.com/?p=774









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مرجع, يبدة, ساساعده

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:12

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc