لكل من يبحث عن مرجع سأساعده - الصفحة 114 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم البحوث العلمية والمذكرات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لكل من يبحث عن مرجع سأساعده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-12-29, 22:15   رقم المشاركة : 1696
معلومات العضو
بيلسان91
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية بيلسان91
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

......................................









 


رد مع اقتباس
قديم 2013-12-29, 22:43   رقم المشاركة : 1697
معلومات العضو
taibimed
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

ارجوكم عندى طلب لم اجد اية فكرة على هذه البحوث و ارجو مساعدتكم في اقرب وقت (الدعوة العباسية,الشيعة,الحكومة الجزائرية المؤقتة , تحليل بيان اول نوفمبر ) ولو حت فكرة اوخطة او مصدر او مرجع ارجو تلبية طلبي هذا










رد مع اقتباس
قديم 2013-12-30, 00:37   رقم المشاركة : 1698
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taibimed مشاهدة المشاركة
ارجوكم عندى طلب لم اجد اية فكرة على هذه البحوث و ارجو مساعدتكم في اقرب وقت (الدعوة العباسية,الشيعة,الحكومة الجزائرية المؤقتة , تحليل بيان اول نوفمبر ) ولو حت فكرة اوخطة او مصدر او مرجع ارجو تلبية طلبي هذا
الدعوة العباسية قراءة تأسيسية

دخلت الاُمة الإسلامية بعد هدنة الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية ابن أبي سفيان منعطفاً خطيراً، إذ اُحيلت الخلافة الإسلامية إلى وراثة كسروية وملك قيصري، ومن جرّاء ذلك نشطت التيارات السياسية، وانطلقت توجّهات دينية وفلسفات ثقافية وتطلّعات طائفية جرّاء التعسفات التي أصابت الاُمة، وخلقت بذلك دواعيَ للتكتّلات السياسية، بل قل: للتجمّعات السرية التي روّجت من خلال نشاطها فكرة الانقلابات السياسية التي تأطّرت بإطار الثورة الداعية إلى التغيير بلافتة علوية تدعو للرضا من آل محمدٍ صلى الله عليه وآله.

ويبدو أنّ المتاجرة بهذا الشعار هو أقصر الطرق للوصول إلى الغايات المرجوّة، فكانت الدعوة العباسية حاضرة في الأحداث الإسلامية، بل من أقوى الأنشطة المعارضة للسياسة الاُموية المجحفة بحقوق المسلمين؛ لذا فقد نجحت هذه الدعوة في استقطاب الكثير ممّن دعتهم مقتضيات النصرة لآل البيت بالانضمام إلى تكتّلات هذه الدعوة، ودخل الكثير ممّن كان ناقماً من التعسّف الاُموي الذي أذاق الناس وبال السكوت عن الظلم والقبول بالواقع المعاش، وسارع الآخرون الذين حلموا بالحصول على مناصب حرموا من التمتع بها في عهد الاُمويين. وكان الهاشميون أوائل طلائع التنظيم، فأبو هاشم بن محمد بن الحنفية هو صاحب فكرة التنظيم، والعلويون هم أهل «براعة الاختراع» لهذه الحركة الهاشمية، وآل العباس أتباع مستضعفون ينضوون تحت لواء العلويين في هذا التنظيم السرِّي الذي تزعّمه أبو هاشم بن محمد بن الحنفية، الذي عرّفه بعض المؤرِّخين بالزعيم الكيساني، وهو ما يمكن استبعاده في جوٍّ ملبّدٍ بغيوم الريبة حيال أي توجّهٍ خارجٍ عن إطار عقيدة آل البيت عليهم السلام، ومن غير المناسب أن يخالف أبو هاشم بن محمد بن علي بن أبي طالب دين آبائه لينتسب إلى الكيسانية أو غيرها من التوجّهات العقائدية. نعم، بالإمكان القول بأنّ التفاف بعض الكيسانية حول دعوته وهو في طور التأسيس السِرِّي جعل البعض ينظر إلى أبي هاشم بمنظار الكيسانية، ويبدو أنّ قتل أبي هاشم على يد سليمان بن عبدالملك جعل الدعوة السرية تنحو مساراً آخر اتخذته للحفاظ على‏ خطّ هذه الحركة وسرّيتها، بعد أن تسلّم مهامّها محمد بن علي بن عبداللَّه بن العباس، أي تحال الدعوة العلوية إلى دعوة عباسية، ومن الغريب في الأمر انتقال هذه الدعوة إلى محمد بن علي العباسي، بعد أن عهد بها إليه زعيمها العلوي أبو هاشم بعد موته، كما عليه أكثر المؤرخين.

ويمكن أن نتوقّف عند هذه الحادثة الغريبة، فمن العجيب أن يتجاوز أبو هاشم بن محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي، وأن لا يعهد إلى أحد من الهاشميين حتى‏ وقع اختياره على محمد بن علي العباسي، ومهما يكن من أمر فإنّ توجّسات الريبة تحيط بتحركات هؤلاء العباسيين. وحادثة عبيداللَّه بن العباس لازالت في ذاكرة الهاشميين بعد غدره بالإمام الحسن بن علي عليهما السلام في حادثة الانهزام عن قيادة جيشه والالتحاق بمعاوية، واستيلاء عبداللَّه بن العباس على أموال البصرة حسبما ذكره بعض المؤرّخين، إلّا إنّ بعضهم كانوا يُبرِّئون ساحة عبداللَّه وينسبون الحادثة إلى عبيداللَّه، أو إلى‏ أحد أولاد العباس بن عبدالمطلب. أو أنّ بعضهم اعتمد على مُسوِّغات هذا التصرف من قبل عبداللَّه بن عباس، وجعل ذلك في ضمن دائرة الممكن من الأعمال التي يرتكبها غير المعصوم، والذي يفسِّر الاُمور فى ضوء اجتهاداته القاصرة، إلى غير ذلك من تعثّر العلاقة بين آل عليٍّ وآل العباس، وهذا ما يدفعنا إلى عدم ترجيح إمكانية إيكال الأمر بالوصية إلى محمد بن علي العباسي من قبل أبي هاشم بن محمد العلوي، وأغلب الظن أنّ الاحتمال عندنا يقوم على أساس إمكانية استغلال الفراغ العلوي في دعوة أبي هاشم، فربّما كان الاغتيال مفاجأةً أربكَ العلويّين دون أن يدخلوا في عملية انتقال الدعوة إليهم، أو أنّ محمد بن علي بن عبداللَّه بادر إلى استلام الدعوة بصورة خاطفة ليقطع فيها الطريق على الآخرين، ومنهم العلويين إلى استلام الدعوة.

أو يمكن القول: إنّ العلويين لم يزجّوا أنفسهم في مثل هذه التنظيمات «الحزبية» التي يعلمون فيها عاقبة أمرهم من مطاردة الاُمويين لهم، ومن كون أنفاسهم تُحصى‏ من قبل عيون الاُمويين الذين راحوا يراقبون أدنى حركاتهم، ودليل ذلك: أنّ أبا هاشم بن محمد بن الحنيفة وقع في فخ الاُمويين، فكانت نتيجته التصفية والتنكيل، وذلك لمراقبة الاُمويين تحركات العلويين ومنهم أبو هاشم، في حين يبقى بنو العباس بعيدين عن عيون السلطة وتوجّساتها؛ حتى استطاع محمد بن علي أن يُكمل مسيرة الدعوة دون الوقوع تحت أنظار السلطة الاُموية، وبالفعل استمرت الدعوة العباسية حتى أتت اُكلها.

ولا يمكننا أن نغفل عن إمكانية محمد بن علي التنظيمية، ومعها يمكن أن نكتشف دقة تحركاته، وإمكانية اختطاف هذا العمل التنظيمي من صاحب الدعوة الرئيسي الزعيم العلوي أبو هاشم، ومن هنا يمكننا أن نرجّح أنّ هناك انقلاباً دُبّر في ليل على دعوة العلويين ليحوزها العباسيون، ويبقى الشك قائماً على‏ كون محمد بن علي قد تزعّم التنظيم بوصية أبي هاشم بعد موته.

فالتنظيم الدقيق الذي عمله محمد بن علي يكشف عن براعة ودهاء وحسن تدبير في تحويل التنظيم باسمه، فقد عمل محمد بن علي على اختيار اثني عشر نقيباً من الدعاة العباسيين: سليمان بن كثير الخزاعي، ومالك بن الهيثم، وطلحة بن زريق، وعمر بن أعين، وعيسى بن أعين، وقحطبة بن شبيب الطائي، ولاهز بن قريظ التميمي، وموسى بن كعب، والقاسم بن مجاشع، وأبو داود خالد بن إبراهيم الشيباني، وأبو علي الهروي شبل بن طهمان الحنفي، وعمران بن اسماعيل المعيطي.

واختار سبعين رجلاً يأتمرون بأمر هذه المجموعة. ولكنّنا لم نجد في هذه الأسماء مَن يمكن ترجيح علويته، فهؤلاء إلى العباسيين أقرب منه إلى آل علي، فضلاً عمّا نقرؤه في كتاب هذا الزعيم العباسي من تبصّر في أحوال البلدان، وتقلّبات شعوب الأمصار، وتوجّهات العامة في أقطار الدولة الإسلامية، وهو في ضوء رؤيته هذه اختطّ العباسيون لأنفسهم خارطة الدعوة والتنظيم السري، فقد جاء في كتاب محمد بن علي ما نصّه:

أمّا الكوفة وسوادها فشيعة عليٍّ وولده، وأمّا البصرة وسوادها فعثمانية تدين بالكفّ، تقول: كُن عبداللَّه المقتول ولا تكن عبداللَّه القاتل، وأمّا الجزيرة فحرورية مارقة، وأعراب كأعلاج، ومسلمون في أخلاق النصارى. وأمّا أهل الشام فليس يعرفون إلّا آل أبي سفيان وطاعة بن مروان، وعداوةً راسخةً وجهلاً متراكماً. وأمّا مكة والمدينة فقد غلب عليهما أبو بكر وعمر، ولكن عليكم بخراسان، فإنّ هناك العدد الكثير والجلد الظاهر، وهناك صدور سليمة، وقلوب فارغة، لم تتقسّمها الأهواء ولم يتوزّعها الدغل، وهم جند لهم أبدان وأجسام، ومناكب وكواهل وهامات، ولِحىً وشوارب، وأصوات هائلة، ولغات فخمة تخرج من أجواف منكرة... وبعد، فإني أتفاءل إلى المشرق، وإلى مطلع سراج الدنيا ومصباح الخلق[1].

والرسالة تقدم مسحاً شاملاً لشعوب البقعة الإسلامية، وتصنّف الناس على أساس الولاء السياسي والفكر العقائدي، الذي وزّع أهواءهم بين شيعة علويين كما في الكوفة، وبين عثمانية الدين كما في البصرة، أو حرورية مارقين كما في الجزيرة، وإلى مروانية الشام، وعمرية المدينتين، وهو بقدر ما يتشاءم في توزيعه هذا يتطّلع إلى أهل خراسان الذي ضمن ولاءَهم بوصفهم «أهل الصدور السليمة والقلوب الفارغة»، وهي إشارة إلى إمكانية استغلال الخراسانيين، والإملاء عليهم ولاء آل بني العباس بحجة النصرة لآل محمد والرضا لهم، وهم بذلك سيكسبون الجولة في دعوتهم هذه بحزب خراسانيٍّ جاهز الولاء...

إنّ ما يثير التساؤل حقّاً هو ما أشار إليه محمد بن علي العباسي، من أنّ توجّساً حذراً يحيط بولاء الكوفيّين في استجابتهم لدعوته، وهو ما يكشف لدينا أنّ الفجوة الكبيرة التي تفصل الكوفيين عن دعوة العباسيين هذه سببها ما ينظر إليه شيعة الكوفة من عدم الثقة في تحرّك محمد بن علي، بل عدم مشروعية تحرّكه، وهو ما يثبت لدينا قضيتين:

الاُولى: أنّ كيسانية أبي هاشم بن محمد بن الحنفية مختلقة حقاً، إذ لو كانت حقيقةً لاستفاد من ولاء الكوفيّين الشيعة، والكيسانيين الذين يتمركزون في الكوفة كذلك، وهي نفس الدعوى الباطلة في كيسانية المختار الثقفي الذي ظنّ بعض المؤرّخين أنّه اتّخذ الكوفة منطلقاً لحركته؛ لما تضمّه الكوفة من المذهب الكيساني، في حين نجد أنّ محمد بن علي بن عبداللَّه يبعد احتمالية نصرة الكوفيين له وانضمامهم لدعوته، ممّا يؤكد لنا أنّ كيسانية أبي هاشم غير ثابتة، وأنّ أنصاره من الكيسانية أمرٌ غير حقيقى.

الثانية: أنّ ابتعاد محمد بن علي بن عبداللَّه بدعوته عن الكوفيين الشيعة يثبت عدم ولاء الشيعة له، وبالتالي فهو على غير وفاق مع أبي هاشم بن محمد، الذي أثبتنا عدم كيسانيته، بل الأصحّ هو ثبوث تشيّعه حقيقة، وهي قضية توحي لنا بأنّ شكّاً يحوم حول مصرع أبي هاشم على يد سليمان بن عبدالملك، فلربّما كانت تصفية أبي هاشم على يد محمد بن علي بن عبداللَّه؛ ليحوز بحظوة قيادة الحركة التنظيمية العلوية، وليحيلها عباسية صرفة، وهي ما تشير إليه أخبار التنظيم السري من أنّ محمد بن عليّ اختار لحركته اثني عشر نقيباً غير معروفين بالولاء العلوي، بل يختصّون بولائهم العباسي، أي أنّ هناك انقلاباً نقل زعامة التنظيم بهدوء من القيادة العلوية إلى القيادة العباسية، وهو ما أردنا الوصول إليه بعد بحثنا هذا، وخلاصته:

إنّ قتل أبي هاشم بن محمد بن الحنفية يحتمل أن لا يكون على يد سليمان بن عبدالملك؛ وذلك إذا كان القتل بسبب ما علمه الاُمويّون من حركة أبي هاشم التنظيمية السرية لكان الآخرون الذين مع أبي هاشم قد تعرضوا للتصفية كذلك، ولو كان الاُمويون قد اكتشفوا التنظيم وأخذوا أبي هاشم بجريرة الحركة السرية والانقلاب على سلطتهم لكان أتباعه الآخرون معرضّين لنفس المصير، خصوصاً محمد بن علي بن عبداللَّه الذي عُرف بشخصيته ومنزلته الخطيرة في قلوب أتباعه، والترجيح القائم لدينا أنّ تصفية أبي هاشم بن محمد بن الحنفية حدثت على يد محمد بن علي بن عبداللَّه، أو بأمرٍ منه، ممّا حدا بمحمدٍ هذا أن ينقل التنظيم إلى العباسيين ويخصّهم وحدهم به، لذلك حاول أن يبتعد عن مركز الولاء العلوي وهو الكوفة، وأن يجد ولاءً جديداً يحمله الخراسانيون؛ وذلك بعد أن بذل جهداً استثنائياً ليربّيهم على دعوته، دون أن يُدخل مراكز الولاء العلوية الاُخرى كالكوفة واليمن وغيرها في خطّته.

هذا ما يمكن أن يكون رأينا في خصوص العلاقة بين أبي هاشم العلوي وبين محمد بن علي العباسي، أي أنّ هناك اختطافاً مفاجئاً حدث في نقل التنظيم السري من العلويّين إلى العباسيّين، ومنذ تلك اللحظة بدأ تنافس العباسيين للعلويين وتوجّسهم من وجودهم، وشعور العباسيين بأنّ هناك حالة غبن تحصل في مشاعر العلويين من استيلاء العباسيين على الجهد التأسيسي لحركة الثورة على الاُمويين واستئصالهم، وكأنّ شعور الذنب هذا لدى العباسيين ولّدَ عقدةَ الدونية والنقص لديهم حيال أبناء عمومتهم العلويين؛ ممّا دعاهم إلى ملاحقتهم ومحاولة استئصالهم ظنّاً منهم بأنّ العلويين يتطلّعون إلى سلطة مغبونة اختطفها منهم العباسيون في يوم من الأيام، ولعلّ هذا أحد أسباب العداء العباسي لآل عليٍّ ومحاولة تصفيتهم وملاحقتهم في كل مكان.

على أنّ التصفية العباسية للخصوم فلسفة نشأت منذ تولّي العباسيين زعامة التنظيم السري، وهي سليقةٌ تعاظمت لديهم منذ ذلك الحين، فحين نقف على وصية إبراهيم بن محمد بن علي المعروف بإبراهيم الإمام نجد أنّ حالة الانتقام وتصفية الخصوم هي فلسفة الحركة العباسية، بل الدولة العباسية بعد ذلك، إذ استطاع العباسيون أن يفرضوا هيمنتهم على الخراسانيين بأخذ البري‏ء بتهمة الجاني، لا على أساس اليقين، بل إنّ الشكل كان هو الحاكم في اتخاذ قرار تصفية الخصوم الحقيقيين أو الوهميين؛ لذا فقد سار أبو مسلم الخراساني على أساس وصية إبراهيم بن محمد بن علي العباسي المعروف بإبراهيم الإمام، على أن يقتل كلّ من ظنّ في معارضته أو شكّ في ولائه، أو تحسّب من معارضته مستقبلاً، أو ترجى إصلاح خطّتهم بتصفيته.

وخطورة الكتاب المرسل إلى أبي مسلم الخراساني تتبيّن حين أحصى المؤرّخون أنّ مقتل الخصوم أو المعارضين للعباسيين بلغ ستمائة نفس قتلت صبراً، بغض النظر عن صحة هذا الرقم أو المبالغة فيه، وهو أمر ممكن في ظل الظرف السياسي الحرج الذي عاشته الدعوة العباسية والتي لم تجد سبيلاً للنصر إلّا بتصفية الخصوم وقتلهم بطريقة أبي مسلم البربرية، فقد جاء في رسالة إبراهيم الإمام ابن محمد بن علي العباسي الموجّهة إلى أبي مسلم الخراساني ما نصّه:

إنّك رجل منّا أهل بيت[2]، احفظ وصيتي: انظر هذا الحيّ في اليمن فالزمهم واسكن بين أظهرهم، فإنّ اللَّه لا يُتمّ هذا الأمر إلّا بهم، واتّهم ربيعة في أمرهم، وأمّا مُضَر فإنّهم العدوّ القريب الدار، واقتل من شككت فيه، وإن استطعت أن لا تَدَع بخراسان من يتكلّم بالعربية فافعل، وأ يّما غلامٍ بلغ خمسة أشبار تتّهمه فاقتله[3].

وبهذا انتهج العباسيون منذ ذلك الحين سياسة تصفية الخصوم، والقتل على الظنّة والتهمة، وسار خلفاؤهم على هذه السياسة من البطش والتنكيل بأدنى معارضة تصدر، فهم يتّهمون الجميع في ولائهم، حتى صنّف إبراهيم الإمام معارضي الدعوة العباسية إلى أربعة أقسام:

أولاً: ربيعة، فإنّهم متّهمون في ولائهم للعباسيين، فولاء ربيعة علوي يتطلّعون لآل عليّ ويتشوّقون لخلافتهم، وهم بعد ذلك قليلو الحظّ من نصرة العباسيين وتأييدهم.

ثانياً: المُضريّون، وهم أصحاب ولاءٍ اُموي، لا يَرون لغير الاُمويين بديلاً؛ فلذا عبّر عنهم بأ نّهم «العدوّ القريب الدار».

ثالثاً: كل من تكلم العربية، والظاهر أنّ ذلك إشارة إلى أنّ التشيّع في خراسان عربي الأصل، والذين يتكلمون العربية هم من شيعة علي، بل هم نواة التشيّع في خراسان، لذا فإنّ إبراهيم الإمام يتوجّس من كلّ من تكلم العربية، وهذا التحذير أثبت أنّ هوية التشيّع هي العربية، وهو أمر يشير إلى اُولئك البائسين الذين ينظرون إلى أنّ التشيع فارسي الأصل، وأنّ كل شيعيٍّ يحمل معه الهوى الفارسي، في حين يطالعنا هذا النصّ خلاف ما أشاعه بعض المؤرّخين الجدد الذي يحملون في عباراتهم تهمة الفارسية لمذهب التشيّع، بل بالعكس، فإنّ تشيّع الخراسانيين عربي الأصل وإن كان ينتسب إلى العرب بالولاء، ولذا أشار إبراهيم الإمام على أبي مسلم من أن يُخلي خراسان من العرب الذين هم شيعة علي.

رابعاً: اليمنيون، فهم معروفون بمقامهم ومنزلتهم في خراسان، وهم وإن كانوا شيعة عليٍّ إلّا أنّ الدعوة العباسية لا تتمّ إلّا باستقطاب هؤلاء اليمنيين إلى هذه الدعوة الجديدة؛ ليضمنوا ولاء الخراسانيين لبني العباس، فإقناعهم يتطلّب أمراً كبيراً وجهداً استثنائياً تتطلّبه كفاءة أبي مسلم الخراساني. وهنا نقف على جهود اليمنيين - شيعة أهل البيت - وهم أشعرية اليمن في بذل الجهود الاُولى في تشيّع الخراسانيين الفرس، وبذلك فالتشيع الفارسي عربي الهوى والهوية.





--------------------------------------------------------------------------------

[1] عصر المأمون، لأحمد فريد رفاعي: 83.

[2] الظاهر: منّا أهل البيت، وهي اللغة التي خاطب بها العباسيون رعيتهم وأنصارهم، ودعوى أ نّهم هم أهل البيت دعوى تتركّز فيها حالة العداء والتنافس لأهل بيت النبي من آل علي صلوات اللَّه عليهم؛ لذا حاول العباسيون أن يسوقوا فكرة انتسابهم لآل البيت لعقدة النسب التي كان يعاني منها بنو العباس، فضلاً عن شعورهم بمنافسة آل علي بنسبهم التليد هذا، والذي يأخذ مأخذه من قلوب المسلمين فينزلونهم بمنزلتهم العظيمة، في حين يبقى العباسي يعاني من عقدة هذا الشعور، فهو يحاول أن يعزّز فكرة الانتساب هذا بطرقٍ عدة ليقطع الطريق على المعارضة العلوية التي تطالبه - على الأقلّ - بشرف الانتساب للنبي وكونهم سلالته وذرّيته، فضلاً عن تعزيز فكرة أنّ آية التطهير تشمل حتى العباسيين؛ لأ نّهم من آل البيت المقصودين في الآيةإِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» الأحزاب: 33. فهم مشمولون بالعصمة، ومعنى ذلك: أ نّهم منزّهون عن ارتكاب القبائح، وكلّ ما يفعله العباسي يدخل في نطاق العصمة، ولا يُعدّ خرقاً للمحذور الشرعي.

[3] عصر المأمون، أحمد فريد رفاعي: 84.









رد مع اقتباس
قديم 2013-12-30, 00:41   رقم المشاركة : 1699
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taibimed مشاهدة المشاركة
ارجوكم عندى طلب لم اجد اية فكرة على هذه البحوث و ارجو مساعدتكم في اقرب وقت (الدعوة العباسية,الشيعة,الحكومة الجزائرية المؤقتة , تحليل بيان اول نوفمبر ) ولو حت فكرة اوخطة او مصدر او مرجع ارجو تلبية طلبي هذا
الدعوة العباسية ومرحلة تنظيمها وطبيعتها
قامت الدولة العباسية على اثر دعاية واسعة دامت ثلث قرن تقريباً،ضمت إلى صفوفها كل المعارضين للدولة الأموية،وقد نظمت تنظيماً قويا تحت شعار(الرضا من آل محمد صلى الله عليه واله وسلم) وتمكنت من النهاية من إسقاط الدولة الأموية،وقامت الدولة العباسية،أما تسميتها فنسبة إلى العباس بن عبد المطلب عم الرسول (ص).
أعقب العباس عم الرسول (ص) أولاد كثيرين،نذكر منهم ابنه الثاني عبد الله(رض) والذي جاء من نسله البيت العباسي،وقد أنجب عبد الله ولدا اسماه عليا وتم استدعائه إلى الشام أيام الخليفة عبد الملك بن مروان اقطعوه قرية في البلقاء بشرق الأردن اسمها(الحميمة)،وظل علي في الحميمة حتى وفاته عام 118 هـ وقد أنجب ولداً اسمه محمد.
كانت علاقة محمد بن علي مع أبي هاشم محمد بن الحنفية وثيقة،وقد اخذ العلم عنه،واستمرت هذه الصلة فترة من الزمن حتى غضب الوليد بن عبد الملك من تصرفات أبي هاشم فأمره بترك دمشق،فرافقه في طريق العودة محمد بن علي وكان أبو هاشم مريضاً فلما وصل الحميمة توفي هناك.
كان مع أبو هاشم ستة من أتباعه،وقبل وفاته أوصى لمحمد بن علي وعهد إليه ولهذا استقر الأمر له اثر هذا العهد عام 98هـ. طلب محمد بن علي من أتباعه التعاون والحذر في التنظيم السياسي وكان له أتباع في دمشق والكوفة وكان عدد الأتباع تسعة أو ثلاثة عشر على اختلاف الروايات من بينهم بكير بن ماهان و أبو سلمه الخلال وزياد بن درهم الهمداني وغيرهم .
اخذ محمد بن علي يدير الدعاية بشكل سري ويرسل الدعاة والنقباء إلى مختلف الجهات وقد اقتصرت الدعوة في بداية الأمر على الكوفة وتبين للدعاة أن الكوفة ليست بالمكان المناسب لنشر الدعاية للعباسيين لقربها من دمشق مركز الخلافة الأموية ثم وقع الاختيار على منطقة خراسان مع وجود الإمكانيات المتعددة.
سافر بكير بن ماهان إلى خراسان وحصل على بعض الأتباع البارزين منهم سليمان بن كثير الخزاعي ويزيد بن النهيد وغيرهم واستطاع سليمان بن كثير أن يكسب وجوه قبيلة خزاعة منهم مالك ابن الهيثم وعمرو بن أعين وزياد بن صالح ....
أكد محمد بن علي أهمية منطقة خراسان لتكون مسرحا للتنظيم السياسي فقال لهم:
((عليكم بخراسان فان هناك العدد الكثير والجلد الظاهر..))
ويعود السب لاهتمام العباسيين بمدينة الكوفة لأنها مركز لدعايتهم ومقرا لكبير دعاتهم فضلا عن مركزها المهم في المواصلات.
أمر الإمام إبراهيم بالاهتمام بالتنظيم السياسي في خراسان وقد اقترح تعيين اثني عشر نقيباً للإشراف على الدعاية وكان هؤلاء النقباء لمدينة مرو، أما سائر الكور فكل داعية لها هو نفسه النقيب وله أن يختار أمناء لنفسه من أهلها.
يبدو أن الاثني عشر نقيباً كونوا مجلسا مركزيا للإشراف على أمور التنظيم السياسي وكان سليمان بن كثير الخزاعي من الشخصيات البارزة في مرو وبعد أن توفي محمد بن علي بالحميمة خلفه ابنه إبراهيم الذي عرف فيما بعد بإبراهيم الإمام.
اتصل بإبراهيم الإمام شاب وكنيته أبو مسلم وهو الذي أرسله إبراهيم إلى خراسان ممثلا له وقد واجه تعيين أبو مسلم معارضة سليمان بن كثير فاضطر سليمان إلى قبول ذلك خوفاً على التنظيم من التصدع وقد أوصى الإمام إبراهيم أبا مسلم بطاعة سليمان بن كثير فلا يعصى له أمرا فقال الطبري (( ولا تخالف هذا الشيخ يعني سليمان بن كثير...)) وعندما أسندت قيادة التنظيم السياسي للعباسيين في خراسان إلى أبي مسلم أوصاه إبراهيم بضرورة التأكيد على العرب.
تم الاتفاق على أن تكون مرو هي المكان المفضل للثورة وأمر أبو مسلم الناس بالتجمع في قرية (سفيذنج) قرية سليمان الخزاعي ثم انتقل أبو مسلم أواخر عام 129 هـ إلى قرية (ماخوان) لأنه لاحظ أن سليمان بن كثير الخزاعي قد أصبح حجر عثرة في طريقه.
أرسل أبو مسلم رسالة إلى نصر بن سيار والي الأمويين في خراسان داعيا له بان يطيعه ،فأرسل إليه نصر جيشاً بقياده مولى له اسمه يزيد، وكانت نتيجة المعركة انتصار أبي مسلم.
اتخذ العباسيون اللون الأسود شعاراً لهم، أما سبب ذلك فيروى أن الرسول كانت له راية سوداء تدعى العقاب ويبدو أن اللون اتخذ بالضد من شعار الأمويين وهو البياض.
استعمل أبو مسلم اليمانيين إلى جانبه، ودحر حملة عسكرية أرسلها إليه نصر بن سيار والذي هرب في نهاية الأمر ودخل أبو مسلم مدينة مرو.
الصراع بين الأمويين والعباسيين:
بعد دخول أبو مسلم مدينة مرو عين قحطبة بن شبيب الطائي قائدا للجيوش العباسية، وفي أواخر عام 130هـ أرسل نصر بن سيار جيشا لمحاربة العباسيين فاندحر الجيش الأموي كما تم التخلص من زعماء اليمانية(علي الكرماني وأخيه عثمان) وبذلك أخذت تتضح أهداف أبو مسلم للتخلص من الزعماء العرب البارزين.
ونتيجة لما وصل إليه حال نصر بن سيار في خراسان اضطر ابن هبيرة إلى إمداده بالجند بناءا على توجيهات الخليفة الأموي مروان بن محمد فأرسل إليه نباته بن حنظله ألكلابي إلا انه لم يتعاون مع نصر بل التحم مع قحطبة بن شبيب الذي استطاع دحره توفي نصر عام 113هـ وتوجه قحطبة بن شبيب وابنه الحسن غربا واخضع المدن الواحدة بعد الأخرى ،وأصبح بهذا الطريق الى العراق مفتوحاً، واصطدم مع جيش هبيرة الذي انسحب على أثرها إلى واسط وتحصن في المدينة.
دخل الحسن بن قحطبة قائد الجيش العباسي الكوفة عام132هـ وسلم الأمر إلى أبي سلمة الخلال الذي دعي بوزير آل محمد.
عهد إبراهيم الإمام إلى أخيه أبي العباس قبل أن يقبض عليه وأوصاه بالرحيل إلى الكوفة واخبر أبو سلمه الخلال بمقدمه فأنكر ذلك وأراد إبقائهم خارج الكوفة ثم سمح لهم بعد ذلك.
وهناك رواية مفادها أن أبا سلمه الخلال أراد نقل الخلافة إلى العلويين وظل أبو سلمه هو المصرف للامور ومسيطر على الكوفة ثم اكتشف احد الأتباع محل إقامة أبي العباس فذهب إليه وبايعه عام 132هـ.
معركة الـزاب:
شغل بال الخليفة العباسي الأول أبو العباس مهمة القضاء على الدولة الأموية حيث لايزال آخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد وعندما تقدمت الجيوش العباسية صوب العراق بقيادة قحطبة بن شبيب الطائي أرسل قحطبة أبو العون عبد الملك بن يزيد الازدي على راس جيش عباسي لملاقاة الجيش الأموي بقيادة عبد الله بن مروان وتقابل الجيشان في موقعة شهرزور في شمال العراق وانتصر الجيش العباسي وكان لابد من مواجهة الموقف فأرسل الخليفة أبو العباس عمه عبد الله بن علي لتولي قيادة الجيش وفي يوم 11 جمادي الآخر عام 132هـ التقى الأمويين مع العباسيين على نهر الزاب الكبير انتهت بانتصار العباسيين عرفت هذه الموقعة بموقعة الزاب وكان عدد الجيشين متقارباً، فضلا عن امتلاك الجيش الأموي للأموال والخزائن أما معنويات الجيش العباسي فكانت أفضل من معنويات الجيش الأموي وقد تحصن مروان بن محمد بين نهري دجلة والزاب الا انه ارتكب خطاً ستراتيجيا بعبوره إلى الساحل الأيسر من نهر الزاب حيث فقد سيطرته وموقعه الحصين وقد استمرت المعركة عشرة أيام ثم اتجه مروان بن محمد إلى الموصل التي رفضت أن تفتح له أبوابها ثم غادرها إلى بلاد الشام فوجد الناس منقسمين بين مؤيد ومعارض له، فاتجه صوب مصر التي كانت تغلي بالفتن فتعقبته الجيوش العباسية حيث قتل في إحدى قرى مصر (بوصير) في ذي الحجة عام 132هـ.
أبو العباس ومهمة القضاء على العناصر المناهضة:
بعد القضاء على آخر خلفاء الأمويين مروان بن محمد بقي احد المعاقل المهمة للأمويين في العراق ألا وهو مدينة واسط حيث كان يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري قد تحصن بها فأرسل إليه أبو العباس الحسن بن قحطبة لمحاصرته وعندما قتل مروان بن محمد أرسل أبو العباس أخاه أبو جعفر المنصور لكي يشرف على الحصار وقد كتب إلى قائد الجيش وبقية القادة و دام حصار مدينة واسط احد عشر شهراً استطاع بن هبيرة أن يديم فترة الحصار ويطيله وقد ساعده في هذا قوة حصون واسط ويبدو سبب رفض ابن هبيرة من الاستسلام للعباسيين هو انتظاره لقيام ثورات اموية ضد العباسيين وحاول أبو جعفر استمالة القبائل اليمانية بإدامة العلاقات الطيبة مع رؤسائهم فضلا عن استمالة عدد من رؤساء وقادة وأتباع ابن هبيرة إلى جانبه ،ولما عرف ابن هبيرة أن لاجدوى من المقاومة طلب الصلح حيث أعطاه أبو جعفر ألامان إلا ان ابن هبيرة لم يعش طويلا إذ قتل في ظروف غامضة.
وبعد القضاء على ابن هبيرة أصبحت الدولة العباسية أمام خطر جديد إلا وهو تعاظم أبي سلمه الخلال وذكرنا انه كيف أخفى خبر أبي العباس قرابة الشهرين ويقال انه اتصل بالعلويين وأراد نقل الخلافة إليهم ويبقى هو المسيطر على الأمور يبدوا أن أبا العباس أراد التخلص من مستشاره أبي سلمه لذلك أراد أن يجس نبض أبي مسلم الخراساني فكتب إليه يبين له ما قام به أبو سلمه فأشار أبو مسلم بقتله فكتب إليه أبو العباس أنت أولى بالحكم فيه فابعث من يقتله فوجه مرار بن انس الضبي الذي كمن له ليلا فقتله.
أبو جعفر المنصور:
عند وفاة الخليفة الأول أبو العباس أعلن عبد الله بن علي نفسه خليفة وادعى أن ابن أخيه قد عهد له بولاية العهد وقد بايعه الجند الذين معه وكان قسم منهم من سكان بلاد الشام.
عالج أبو جعفر المنصور هذا التمرد بهدوء وبعد نظر فكان أمامه شخصان معارضان لسياسته أبو مسلم الخراساني وعمه عبد الله بن علي ولهذا ارتأى أن يضرب احدهما بالآخر فأبو مسلم قد تعاظم خطره وأراد الاستقلال بخراسان وانه قتل رئيس الدعاة سليمان بن كثير أثناء وجود أبي جعفر في خراسان لهذا أمر أبو جعفر المنصور أبا مسلم بالتوجه إلى بلاد الشام لمحاربة عمه عبد الله بن علي لكي يتخلص من احدهما فتردد أبو مسلم في بداية الأمر ثم وافق بعد ذلك.
كان عبد الله قد تحصن في مدينة(نصيبين) وهي تسيطر على كل بلاد الشام وكانت عقدة المواصلات فيها وهي مدينة محصنة جدا لذلك أدرك أبو مسلم انه لايستطيع منازلته في هذه المدينة فتظاهر انه لم يأت لمحاربة عبد الله بن علي بل انه جاء واليا على بلاد الشام فتجاوز نصيبين وموقعها الحصين لذلك اجبر الجند الشامي عبد الله بن علي على مغادرة موقعه الحصين لأنهم خافوا على أهلهم وأموالهم وعندما غادرها عبد الله بن علي التف أبو مسلم ودخل المدينة واستولى عليها فأصبح جيش عبد الله بن علي خارج المدينة وهنا اخذ عبد الله يشك في الجند وقادتهم وكان من بين هؤلاء حميد بن قحطبة الطائي الذي فر بعد ذلك إلى الجيش العباسي وكان قائدا في جيش عبد الله ويعرف نقاط الضعف والقوة فيه واشتبك الطرفان وقد دامت الحرب ما يقارب الخمسة اشهر فر عبد الله بن علي إلى أخيه سليمان بن علي والي البصرة وبقي عنده لغاية عام 139هـ حيث سلمه إلى أبو جعفر المنصور بعد أن أعطى ألامان وظل محبوسا حتى توفي عام 147 هـ .
التخلص من أبو مسلم الخراساني:
وبعد أن قضى أبو جعفر المنصور على تمرد عمه عبد الله بن علي أرسل احد الأشخاص ليحصي الغنائم التي حصل عليها من حربه لعبد الله بن علي فغضب أبو مسلم الخراساني وقال:
((أمين على الدماء خائن على الأموال...)) وأراد قتل المبعوث يضاف إلى ذلك كان أبو مسلم يستهزئ برسل الخليفة المنصور.
بعد القضاء على عبد الله بن علي اتجه أبو مسلم يريد خراسان وانه غادر الشام بدون إذن ولان في وصوله إلى خراسان معناه العصيان لذلك أرسل له المنصور كتاباً جاء فيه ((قد وليتك مصر والشام فهي خير لك من خراسان ...)) وقد أراد المنصور من هذا الإجراء أولا إبعاده من خراسان وثانيا وضعه تحت المراقبة لكن أبا مسلم لم يستجيب لهذا الأمر وقال ((هو يوليني الشام وخراسان لي ...)) وجرت عدة مراسلات بينهما يدعوه فيه لمقابلة الخليفة وأخيرا وافق أبو مسلم على مقابلة المنصور في مدينة المدائن انتهت بمقتل أبو مسلم وقد ذكر كل من الطبري والبلاذري وابن الأثير النقاط التي دار حولها الجدل وبمقتله قضت الخلافة العباسية خطر كان من اشد الأخطار عليها.
بناء مدينة بغداد:
بعد قيام الدولة العباسية اخذ الخلفاء العباسيون يبحثون عن عاصمة جديدة فاختاروا مكانا قرب الكوفة سموه هاشمية الكوفة ثم انتقلوا إلى شمالي الانبار لهذا فكر أبو جعفر المنصور ببناء عاصمة فوقع اختياره على منطقة تقع بين نهري دجلة والفرات عرفت فيما بعد بمدينة بغداد سميت بعدة أسماء منها مدينة السلام والزوراء والمدوره ومدينة المنصور وغيرها.
أسباب اختيار موقع بغداد:
1. إن البناء قرب نهر دجلة يمكن أن يمتد إلى ضفتي النهر
2. وقوعها في منطقة زراعية وفيرة المياه
3. وقوعها في وسط العراق
4. تقع على طرق المواصلات بين الشرق والغرب
5. تقع بين نهري دجلة والفرات وتمتاز بموقع ستراتيجي
6. حسن مناخها وطيب جوها مقارنة مع الكوفة الانبار
خطط المنصور مدينة بغداد على شكل دائري حيث يبعد المركز بأبعاد متساوية عن جميع نقاط السور واستغرق بناء المدينة أربعة أعوام (145-149 هـ) وقد احضر لها المنصور المهندسين وأهل المعرفة بالبناء والمساحة والصناع من الشام والموصل والبصرة والكوفة وكان في كل سور من أسوار المدينة الثلاثة أربعة أبواب حديدية مزدوجة كل باب عبارة عن بابين باب خارجي وباب داخلي وأسماء هذه الأبواب هي :
1. باب الشام ويقع في الشمال الغربي
2. باب البصرة ويقع في الجنوب الشرقي
3. باب خراسان ويقع في الشمال الشرقي
4. باب الكوفة ويقع في الجنوب الغربي
وقد جلب أبو جعفر المنصور أبواب الحديد من واسط والشام والكوفة وأقيمت الأسوار في بداية الأمر على الطرق الرئيسة في مدينة بغداد ثم اخرج المنصور الأسواق وأصحاب المهن خارج المدينة إلى منطقة الكرخ وبنى لهم مسجدا جامعا ثم اتخذ أبو جعفر المنصور معسكراً للجيش العباسي في رصافة بغداد لتكون مقرا لابنه المهدي وربطها ببغداد عبر ثلاثة جسور عقدت على نهر دجلة.

العلاقة مع العلويين:
عندما تولى أبو جعفر المنصور مقاليد الخلافة خاف من طموح محمد ذي النفس الزكية فقام أبو جعفر بالقبض على والدهم عبد الله بن الحسن وسجنه هو وأهل بيته ثم نقلهم إلى العراق لان عبد الله رفض أن يدل المنصور على محل أبنائه.
وقد عمل المنصور بوسائله الخاصة وأعوانه الذين اخذوا يراسلون محمد ذا النفس الزكية ويعلنون وقوفهم إلى جانبه مما دفع محمد لإعلان الحرب على الخلافة العباسية، لقد كان الاتفاق أن يخرج محمد في المدينة المنورة ويخرج أخوه إبراهيم في مدينة البصرة في وقت واحد إلا أن مرض إبراهيم أخر ذلك لمدة شهرين مما سهل القضاء عليها بصورة منفردة.
أعلن محمد خروجه على المنصور في عام 145 وقد أيده قسم من أهل المدينة وعندما سمع أبو جعفر المنصور حاول القضاء عليه باللين والمراسلة ويبدو أن هذه الرسائل قد فشلت في التوصل إلى حل بينهما، لذا فقد أرسل المنصور ابن عمه عيسى بن موسى على راس جيش كبير إلى المدينة وكانت غاية المنصور التخلص من احدهما، بعد أن علم محمد ذو النفس الزكية بوصول الجيش العباسي حفر خندقا حول المدينة ثم ألقى خطبة على أتباعه، أما المنصور لم يكتف بإرسال جيش إلى الحجاز للقضاء عليه وإنما فرض الحصار الاقتصادي عليها برا وبحرا لذلك نصح أتباعه محمد بالانتقال إلى مصر أو غيرها من الأقاليم فرفض محمد ذلك ،حاول عيسى بن موسى الاتصال بالشخصيات المهمة التي أيدت محمد ذي النفس الزكية،وأقنعها بضرورة ترك القتال فاخذ الناس يغادرون المدينة وبعد ذلك دخل الجيش العباسي المدينة وقضى على حركة محمد.
أسباب فشل حركة محمد ذي النفس الزكية:
1. اتخاذ الحجاز مقراً لحركته والحجاز منطقة فقيرة الموارد تعتمد على غيرها من البلاد في إمدادها بالمواد الغذائية.
2. قوة الجيش العباسي
3. الاتصالات السرية التي أجراها عيسى بن موسى مع زعماء المدينة.
4. لقد أضعفت الخطبة التي ألقاها محمد في أتباعه روحهم المعنوية إذ انه أحلهم من الأيمان والعهود التي قطعوها على أنفسهم.
5. حفر الخندق حول المدينة زاد من عزلتها
6. لقد شتت محمد قواته بإرسالها إلى بقية مناطق الحجاز
7. الخطأ في التوقيت بين حركة محمد وأخيه إبراهيم
أما أخوه إبراهيم فقد خرج في البصرة عام 145هـ واستطاع السيطرة على البصرة والخطأ الذي وقع فيه إبراهيم هو عدم مهاجمة الكوفة أولاً حيث أن المنصور كان قد تفرقت عنه جيوشه في أقاليم الري وأرمينية والشام.
استفاد المنصور من التأخر في مهاجمة الكوفة وحث عيسى بن موسى بضرورة التعجل لسحق حركة إبراهيم كما منع التجوال في الكوفة ليلا واخذ يشعل النيران فيها وجرت الموقعة بين الجيش العباسي وجيش إبراهيم في منطقة (باخمري) وكاد النصر أن يكون حليف إبراهيم في بداية الأمر لولا صمود عيسى بن موسى ومن معه ثم جرت حركة التفاف على جيش إبراهيم وقتل إبراهيم في المعركة.
الحركات الفارسية:
1.حركة بهافريد: ظهرت زمن أبي العباس زار عدة مناطق وعندما رجع إلى خراسان اختفى سنة ثم ظهر وادعى إن الله أرسله نبياً فتجمع حوله عدد من الأتباع وحاول بهافريد أن يؤكد على الديانات الفارسية وقد تم القضاء على هذه الحركة عندما حرض أبا مسلم عليه فأرسل له فرقة عسكرية أسرته هو وأتباعه وصلب بعد ذلك في مدينة نيسابور .
2. حركة الراوندية: هي فرقة الغلاة الذين تستروا بالإسلام وأبطنوا أرائهم الفارسية وديانتهم المجوسية وينسبون إلى أبي الحسين عبد الله الراوندي خرجوا على الخليفة أبي جعفر المنصور في عام 141 هـ في مدينة هاشمية الكوفة حيث أتى هؤلاء إلى مقر المنصور وطافوا حوله ويقولون هذا قصر ربنا فأرسل المنصور الى رؤسائهم فحبس منهم مائتين، ولما خرج المنصور إليهم كادوا أن يقتلوه لولا حضور معن بن زائدة الشيباني، أما عقيدة الراوندية فهي القول بإلهية البشر فزعموا إن أبا جعفر المنصور هو ربهم والقول بتناسخ الأرواح وغير ذلك.
3. حركة سنباذ : خرج سنباذ متمردا لمقتل أبي مسلم الخراساني وطلباً لثائره وهو من قرية (آهن) إحدى قرى نيسابور وكان احد قواد جيش أبي مسلم الخراساني ومن المقربين له.
بدأ حركته هذه في نيسابور والتف حوله أتباع كثيرون وكان اخطر الشعارات التي رفعها هي نهاية الدولة العربية الإسلامية فوجه إليه المنصور حملة على رأسها جهور بن مراد ألعجلي وألحقها بتعزيزات أخرى وقد التقى الجيشان في معركة انتهت بمقتله وعدد كبير من أتباعه.
4. حركة اسحق الترك : هو من أتباع أبي مسلم الخراساني وقيل أن أبا مسلم أرسله لغرض بث التنظيم السياسي في بلاد الترك وقد استغل إسحاق سوء العلاقة بين والي خراسان خلد بن إبراهيم الذهلي وأبي جعفر المنصور وعندما أعلن تمرده على الخلافة العباسية قتله خالد بن إبراهيم عام 140 هـ .
5. حركة استاذ سيز : ظهر في خراسان عام 150هـ وسيطر على مناطق واسعة من خراسان وسجستان وقد أساء استاذ سيز معاملة المسلمين وأرسلت إليه الخلافة العباسية عدة جيوش استطاع أن يهزمها حتى استطاع القائد العربي خازم بن خزيمة التميمي من القضاء عليه بعد أن أمده المهدي بالجيش هرب استاذ سيز إلى إقليم الجبال فتبعه خازم بن خزيمة وتمكن من محاصرته حتى استسلم فأرسله مقيدا إلى بغداد حيث أرسله المهدي إلى الخليفة أبي جعفر المنصور وأمر بقتله.
6. حركة الزندقة : هي إحدى الحركات الفارسية التي تسترت بالإسلام كغطاء لتحركاتها وحاولت هدمه من الداخل وتسمى الزندقة بالشعوبية أيضا وكانت حركة الزندقة تتخذ الديانات الفارسية القديمة أساسا لها في مهاجمة عقيدة المسلمين وأدبهم وتراثهم وقد شاعت آرائهم في زمن الخليفة المهدي الذي كان عهده عهد هدوء واستقرار سياسي، لهذا برز المهدي لمحاربة هذه الحركة فقد جد المهدي في تتبعهم منذ عام 163هـ وانشأ ديواناً خاصاً لهم عرف بديوان الزندقة وعين عليه مسؤولين من بينهم عمر الكلواذي وعبد الجبار وغيرهم هذا في العاصمة أما في مراكز الأقاليم فكان عريف الزنادقة هو الذي يشرف عليه ويعاونه المحتسبون ورجال الشرطة. وقد خول الخليفة المهدي مسؤول ديوان الزندقة أو عريف الزنادقة سلطات واسعة جداً منها قتل كل من يدان بهذه التهمة وجعل للزنادقة سجناً خاصاً بهم سمي بسجن الزنادقة كما أمر الخليفة المهدي الجدليين من أهل البحث من المتكلمين بتصنيف الكتب والرد عليهم واستمرت المطاردة للزنادقة في عهد الهادي وهارون الرشيد ولم تقتصر مقاومة الزندقة على الدولة فقط إذ لعب العلماء والمحدثون والمتكلمون دوراً في الرد على الزنادقة وتفنيد آرائهم منهم أبو محمد هشام بن الحكم(ت 199هـ) كتاب الرد على الزنادقة والرد على أصحاب الاثنين، وأبو علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي(ت 235 هـ) كتاب الرد على أصحاب التناسخ والخرمية،وأبو محمد الحسن بن موسى النوبختي في كتاب الرد على أصحاب التناسخ وغيرهم.
أسباب إعلان الحرب على الزنادقة:
• السبب الديني : وهو أن أتباع هذه الديانات اخذوا يحاربون الدين الإسلامي فكان لابد من القضاء عيها،لأنها ترفع شعار إنهاء الدين الإسلامي ومحاربته.
• السبب السياسي : كان اغلب الزنادقة من الفرس وقد اعتقدوا أن السلطة محصورة في العرب بينما يريد الزنادقة أن تكون الدولة فارسية بكل مظاهرها فسعوا لقب نظام الحكم فأشاعوا نشر الديانات الفارسية القديمة فالزندقة بإضعافها للدين الإسلامي تضعف من سلطان الخليفة وتهدم أساس الدولة وتفسخ مقومات المجتمع.
7.حركة المقنع : وهو من أتباع أبو مسلم الخراساني، أما في بداية الأمر فقد ذهب إلى خراسان واخذ يدعوا الناس له فاتخذ القناع لكي يستر عيوبه لأنه كان لا يظهر وجهه لقبحه فلذلك لقب بالمقنع بدأت حركة المقنع في عهد الخليفة المهدي عام 159هـ وكان يستخدم السحر وتعجب الناس من فعله فكان يظهر لهم قمراً في بئر ولما فشل أمره تبين أن في أسفل البئر زئبق وغير ذلك.
ادعى المقنع الإلوهية كما انه أكد على الحلول والتناسخ ودعى الناس إلى ترك الفرائض كالصوم والصلاة والحج كما أباح النساء ،انتشرت حركة المقنع في منطقة كش منذ سنة 159هـ اخذ المقنع بعد أن كثر أتباعه بمهاجمة القرى وقطع الطرق فاضطر الوالي العباسي حميد الطائي إلى اعتقاله ثم هرب إلى بلاد ما وراء النهر وأرسلت إليه عدة حملات عسكرية باءت بالفشل فأرسل إليه الخليفة المهدي سعيد الحرشي للقضاء عليه وبعد حصار طويل اضطر أصحاب المقنع إلى التسليم لكن المقنع رفض ذلك وألقى النحاس والقطران في التنور وألقى نفسه فيه وانتهت حركته عام 163هـ.
8. حركة بابك الخرمي : ظهر بابك الخرمي في المنطقة المحصورة بين أذربيجان وأرمينية وبدأ حركته ضد الخلافة العباسية عام 201هـ واستمرت إلى سنة 222هـ وانظم إلى حركته العناصر الفارسية وقد دعا بابك الخرمي الناس إلى الديانة الخرمية وحلل لهم المحرمات وأخذت حركته تتوسع بعد أن لقي العون والمساعدة من الدولة البيزنطية وقتلت الكثير من المسلمين، وقد عقد المعتصم للافشين من اجل القضاء على بابك وأمده بالكثير من الأموال والجيوش. جرت عدة مواقع بين جيش بابك والجيش العباسي انتهت باستيلاء الافشيين عليه وبذلك سقطت حركته وهرب بابك إلى قرى أرمينية ثم قبض عليه وسلموه إلى الافشين الذي أرسله إلى المعتصم في سامراء.
9. حركة المازيار بن قارن : عندما قضى الافشين على حركة بابك الخرمي طمع بولاية خراسان وحرض المازيار بن قارن صاحب طبرستان لكي يعلن حركته فيقوم المعتصم بتوليه على خراسان ويعزل عبد الله بن طاهر عنها لكن المعتصم أمر عبد الله بن طاهر بمحاربة المازيار وقد أعلنت هذه الحركة سنة 224هـ فوجه إليه الخليفة المعتصم محمد بن إبراهيم لمحاربته في جيش كبير وكتب إلى عبد الله بن طاهر أن يمده بالجيوش فحاربوه وحاصروه فالقي القبض على المازيار ووعده عبد الله بن طاهر بالأمان أن هو اظهر الكتب التي كان يرسله له الافشين ثم أرسل إلى الخليفة المعتصم بالله الى سامراء حيث قتل وصلب بجانب بابك الخرمي عام 226هـ أما الافشين فبعد أن علم المعتصم بعلاقته بحركة المازيار وتشجيعه له وجمعه الأموال وانحرافه عن الإسلام ويظهر انه كان يميل إلى المظاهر والقيم المجوسية ويكره القادة العرب فسجن وبقي في السجن حتى مات .
الخليفة المهدي ونظام النظر في المظالم:
هو أبو عبد الله بن المنصور ولد عام 127 هـ تولى الخلافة بعد وفاة والده المنصور (158-169 هـ)، وقضى في الخلافة زهاء عشر سنين،قام المهدي بعدة اعمال منها تتبع الزنادقة والقضاء عليهم،وامر بالافراج عن المسجونين وبنى الابنية في طريق مكة،كما بنى الاحواض التي تملئ من الابار لسقاية القوافل،واجرى على اهل السجون وغيرهم،وزاد في المسجد الحرام واقام البريد بين مكة والمدينة واليمن وعين الامناء في الولايات ليوافوه باخبار الولاة فساد العدل وعم الرخاء جميع ارجاء الدولة.
النظر في المظالم : وهو إلى جانب القضاء وكان صاحب المظالم ينظر في ((حكم يعجز عنه القاضي،فينظر فيه من هو اقوى منه يداً)) . ومن اختصاصات قاض المظالم:
1. النظر في القضايا التي يقيمها الأفراد والجماعات على الولاة اذا انحرفوا عن طريق العدل والانصاف،وعلى عمال الخراج اذا اشتطوا في جمع الضرائب وكتاب الدوواين اذا حادوا عن اثبات اموال المسلمين بنقص او زيادة.
2. تنفيذ ما يعجز القاضي والمحتسب عن تنفيذه من الأحكام.
3. مراعاة إقامة العبادات كالحج والأعياد والجمع والجهاد.
اهتم الخليفة المهدي بامر النظر في المظالم فكان يجلس لها بنفسه ويشرك القضاة عند النظر فيها،واتخذ بيتا له شباك حديد توضع فيه العرائض وتجمع بعد ذلك لكي لاتخفى الشكوى او تتاخر،وانشأ ديوان المظالم للنظر في شكوى الرعية من الولاة من ظلمهم وتعسفهم في الجباية،وكان يغلب على هذا الديوان ان ينظر في غلاء الاسعار وفي كثرة ايداع الناس السجون من غير تدقيق في دعاويهم،واحياناً كان ينظر فيما وقع ظلماً من مصادرة املاك بعض الناس.

البرامكة:
اصلهم مجوس وجدهم برمك من مجوس مدينة بلخ،وكان يقوم بخدمة معبدهم المشهور(النوبهار) حيث كانت النيران التي يعبدونها توقد فيه ولا تنطفئ،وكان برمك هو الذي يشرف عليه واشتهر هو وبنوه بخدمته،ولم يعلن اسلامه وانما اسلم من اولاده خالد ثم يحيى بن خالد.
وقد اسلم خالد البرمكي في الدولة العباسية وتولى الوزارة في عهد الخليفة أبو العباس السفاح محل ابي سلمه الخلال،اما يحيى البرمكي فكان على احسن حال فقد اتخذه الخليفة المهدي مؤدباً لولده هارون الرشيد ليقوم بتربيته وتهذيبه ولما اصبح خليفة اخذ يناديه يا أبت معرفة بحقه. تولى ابنه أبو العباس الفضل بن يحيى الوزارة في عهد الرشيد وكان اخيه جعفر له مكانه عالية عند الرشيد.
اسباب القضاء على البرامكة :
1. يشير ابن الطقطقي في كتابه الفخري في الاداب السلطانية إلى البرامكة بقوله ((وقيل ان جعفر والفضل بن يحيى بن خالد ظهر منهما من الاذلال ما لاتحتمله نفوس الملوك فنكبهم لذلك)).
2. ان الاسباب الحقيقة لسقوط البرامكة يلخصها ابن خلدون (ماكان من استبدادهم على الدولة واحتجاجهم امول الجباية حتى كان الرشيد يطلب اليسير من المال فلا يصل اليه فغلبوه على امره وشاركوه في سلطانه ولم يكن له معهم تصرف في امور مكة فعظمت اثارهم وعمروا مراتب الدولة وخططها بالرؤساء من ولدهم وصناعهم).
3. الاسباب السياسية والميول الخطيرة على الدولة حيث قام الفضل بن يحيى عند توليه خراسان عام 178هـ بتكوين جيش ضم اهل خراسان وجعل ولاءه لآل برمك فضلا عن اشارات وردت من جعفر عن نيته في التآمر واعداد العدة لضرب الدولة وقلب نظام الحكم.
4. حبهم للنقاش في الجدال في امور السياسة العقيدة والكلام ويظهر ان مجالسهم كانت عامرة بالكتاب والادباء والشعراء واصحاب العقائد والمذاهب المختلفة وهذا ماكان يكرهه الرشيد حيث منع الجدال والنقاش والفلسفة في الدين لانه كان يهدد سلامة الدولة ويؤدي إلى ظهور التيارات المعادية للدولة.
5. ظهور الكتلة العربية ضد البرامكة تزعمها الفضل بن ربيع بن يونس حاجب الخليفة هارون الرشيد الذي سعى بهم ــ البرامكة بالتامر على الدولة في خراسان.
6. هناك روايات تشير ان للبرامكة ميلاً إلى العجم وانهم حاولوا ادخال مظاهر الحضارة والقيم الفارسية إلى المجتمع العربي الاسلامي.
هذه العوامل التي قررت مصير البرامكة حيث نكبهم الرشيد عام 187هـ / 803 م بالقبض عليهم ومصادرة املاكهم وامر الرشيد بقتل جعفر البرمكي اما يحيى والفضل فقد امر بحبسهما.


المـأمون والنهضة العلمية:
تميز عصر المامون عمن سبقه بانه كان عصر العلم والعلماء،وكان ارقى عصور الخلافة العباسية في العلم،وبلغ في عصره شوطا كبيراً وتطلعت نفسه إلى معرفة علوم الاولين فانكب على دراستها وترجمتها والتامل فيها.
امر الخليفة المامون عند انتقاله من مرو إلى بغداد عام 204هـ / 818 م ان يدخل عليه العلماء والفقهاء لكي يختار منهم جماعة لمجالسته ومحادثتهم واختير له عدداً منهم،واحاط المامون نفسه بالعلماء من كل اختصاص واتاح لهم فرصة المناظرة مع حرية المناقشة والجدل وبرز إلى جانبه عدد من العلماء مثل ابي الهذيل العلاف وابراهيم بن سياد وغيرهم وكذلك نشطت حركة الترجمة للكتب الفلسفية والمنطق نشاطاً كبيرا في عهد المامون وطور بيت الحكمة واقتنع ان الترجمة ستمده بوسائل جديدة تساعده في الرد على الزندقة والشعوبيين،وقد احضر حنين بن اسحق الطبيب (ت 260 هـ / 873 م) وطلب منه مقل كتب اليونان اللغة العربية وبذل من الاموال والعطايا شيئاً كثيراً.
ارسل الخليفة المامون رحلات علمية إلى بيزنطة للحصول على الكتب العلمية والفلسفية وقد ارسل كل من الحجاج بن مطر ويوحنا بن البطرق وصاحب بيت الحكمة إلى بيزنطة فاخذوا مما وجدوا هناك، وطلب من حنين بن اسحق ان يقوم بترجمتها إلى اللغة العربية، ويذكر ان الخليفة المامون كان يعطيه من الذهب زنة ماينقله من الكتب إلى العربية اضافة إلى مترجمين اخرين هم جبيش بن الحسن،ثابت بن قرة وغيرهم ويمنحون شهريا خمسمائة دينار للنقل والملازمة.
وكلف الخليفة المامون المترجم يوحنا بن البطريق الذي كان اميناً على الترجمة بالبحث عن كتاب ارسطو طاليلس (السياسة في تدبير الرياسة) المعروف بـ(سر الاسرار) وتم نقله من اللسان اليوناني إلى الرومي ثم إلى العربي.
ولهذا نلاحظ ان الحركة العلمية في عهد المامون كانت لها اثارها ونتائجها في العقلية العربية اولا وفي المدينة العربية ثانياً واصبح يضرب به المثل في عظيم الحركة العلمية والحق ان المامون وعصره كانا متقدمين على زمنهما،وكانا ارقى بكثير من ملوك اوربا وحكامها،وكذلك كان للنهضة العلمية في عهد المامون اثار ونتائج في زيادة الثروة اللفظية في اللغة العربية وظهور حركة التجديد في اللغة العربية.






العلاقات الخارجية :
1. العلاقات مع الدولة البيزنطية :
أثناء انشغال الدولة العباسية في القضاء على الدولة الأموية أخذت الدولة البيزنطية تستغل الظروف لتهاجم الحصون والثغور الإسلامية لهذا أمر الخليفة الأول أبو العباس بإعداد جيش لغرض مواجهة البيزنطيين إلا أن وفاة الخليفة أبو العباس وتمرد عبد الله بن علي على الخليفة أبو جعفر المنصور حال دون إرسال هذه الحملة العسكرية فاستغل الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الخامس هذه الظروف واخذ يهاجم هذه الثغور الإسلامية.
إزاء هذا التصرف عمل الخليفة أبو جعفر المنصور(136-1558هـ) على تحصين الثغور وإعادة بناء ماهدمه البيزنطيون وكانت الثغور في عهده مقسمة قسمين الثغور الجزرية التي خصصت للدفاع عن الجزيرة وشمال العراق ومن حصونها ملطية والمصيصة وغيرها ومنطقة الثغور الشامية وخصصت للدفاع عن الشام ومن حصونها طرطوس وأدنه.
حشد المنصور فيها آلاف المقاتلين والمرابطين ووزع عليهم الأموال ونظم حملات ألصوافي والشواتي وكانت هذه الحملات تنظم سنويا براً وبحراً.
أما في عهد الخليفة محمد المهدي (158-169هـ) فقد سار على خطى والده المنصور في الاهتمام بتحصين الثغور وشحنها بالمقاتلة. وفي عام 159هـ أرسل المهدي حملة للرد على هجوم البيزنطيين في عهد ليون الرابع الذي هاجم سمياط ووصلت هذه الحملة إلى مدينة أنقرة لكنها لم تستطع فتحها وفي عام 160هـ و161هـ كانت هناك صائفتان غير إن قوات البيزنطيين فاجأت الجيش الإسلامي وأوقعت فيه فأرسل الخليفة محمد المهدي الحسن بن قحطبة على راس جيش كبير فتوغل في بلاد الروم.
كرر البيزنطيون هجومهم في السنة التالية إذ هاجموا حصن الحدث وخربوا سور هاشم فوجه إليهم المهدي الحسن بن قحطبة على راس جيش تعداده ثلاثين ألف مقاتل معظمهم من العراق والحجاز فتوغل هذا الجيش في بلاد الروم فادخل الرعب في صفوفهم.
وفي عام 163هـ سار المهدي على راس جيش كبير وحب ابنه هارون الرشيد وقد رافق هذه الحملة العسكرية الحسن بن قحطبة والربيع بن يونس وسار المهدي مع الجيش الى الموصل ثم إلى حلب ثم رجع إلى بغداد وأثناء توجه الرشيد صوب بلاد الروم توفي ليون فحكمت زوجته (ايرين) وصية على ابنها الصغير قسطنطين فتوغل هارون الرشيد في بلاد الروم وتوجه إلى حصن (سمالو) وحصاره ثم فتح مدينة طرطوس وحصونها لأهميتها العسكرية. أما صائفة 164هـ فقد أسندت قيادتها إلى عبد الكبير بن عبد الرحمن الا أن الجيش البيزنطي انتصر عليه ثم اعد المهدي جيشا كبيرا واسند قيادته إلى ابنه هارون ففتح عدد من الحصون مثل حصن ماجدة واضطرت الإمبراطورة أيرين إلى طلب الصلح فأجابه الرشيد وتم التوقيع على هدنة بين الطرفين:
1. عقد هدنة لمدة خمس سنوات
2. التعهد بدفع جزية سنوية تتراوح بين 70 إلى 90 ألف دينار
3. تجهيز الجيش الإسلامي بالإدلاء
4. تسهيل مهمة تموين الجيش أثناء رجوعه

أما عن الحملات البحرية فهي :
1. حملة بحرية توجهت نحو قبرص عام 156 هـ
2. حملة إلى سواحل بلاد الروم عام 157 هـ
3. حملة الغمر بن العباس الخثعمي عام 160و161 هـ .
أما عن العلاقة بين الدولة الإسلامية والدولة البيزنطية في عهد الخليفة هارون الرشيد(170-193 هـ) فقد اهتم الخليفة بالحدود الإسلامية المطلة على الدولة البيزنطية وكانت علاقته معهم علاقة حربية وقد أثبتت هذه الحروب تفوق العرب على أعدائهم.
اهتم الخليفة الرشيد بتنظيم إدارة منطقة الحدود مع البيزنطيين إذ أمر بفصل منطقة عن ولاية الجزيرة عام 170 هـ وجعلها منطقة واحدة سماها العواصم وزاد الرشيد في تحصين الجبهة البيزنطية ببناء حصون أخرى كما اهتم بالأسطول وأضاف إليه قطعاً بحرية أخرى للرد على تحرشات البيزنطيين كما حصل في عام 174هـ عندما هاجم الأسطول البيزنطي السواحل الإسلامية فقد تحرك الأسطول الإسلامي والتحم معه وهزمه.
أما عن الحملات البرية فقد وجه الرشيد عدة حملات كان يتولى قيادة بعضها ففي عام 181هـ قاد حملة عسكرية قاصدا بلاد الروم ثم حدثت بعض التطورات داخل الدولة البيزنطية ففي عام 187 خلع نقفور ايريني عن العرش فقطع نقفور الجزية وأرسل رسالة إلى الرشيد فلما قرأها غضب جداً وأجابه على نفس الكتاب... الجواب ما تراه دون أن تسمعه، فسار الرشيد على راس جيش كبير واستولت مقدمة جيشه على أنقرة فاندحر نقفور واخذ بمفاوضة الرشيد الى تجديد الصلح فقبل الرشيد إلا أن الإمبراطور البيزنطي نقض الصلح فأعاد الرشيد الكرة مرة أخرى وهاجم عدة حصون لهذا توجه الرشيد في عام190هـ الى بلاد الروم واستطاع ان يفتح هرقلة بعد حصار دام شهراً ثم فتح حصون الطوانة،ودبسة وغيرها فاضطر نقفور إلى طلب الصلح فقبل هارون الرشيد على أن يدفع جزية سنوية مقدارها ثلاثمائة الف دينار وان يدفع عن نفسه جزية سنوية مقدارها أربعة دنانير وعن ابنه دينارين واشترط عليه الرشيد أن لا يبني حصناً وهكذا يقبل الصلح ثم ينقضه.
أما في عهد المأمون (198-218 هـ) فقد استمرت العلاقة الحربية بين الطرفين وقد سار المأمون على خطة والده الرشيد في الاهتمام بالثغور والعواصم وضرورة شحنها بالجند والميرة.
أثناء انشغال المأمون بأحداث مصر استغل البيزنطيون الفرصة عام 215هـ فهاجموا طرطوس،والمصيصة وقتلوا العديد من المسلمين فتوجه إليهم المأمون وتوغل في أرضهم واحتل هرقلة القريبة من عمورية فأرسل تيوفيل بن ميخائيل رسالة إلى المأمون يطلب فيها الصلح وعقد الهدنة:
1. عقد هدنة لمدة خمس سنوات
2. الانسحاب من الحصون التي احتلها المسلمون
3. التعهد بدفع الجزية السنوية
4. إعادة جميع الأسرى المسلمين.

لكن الخليفة المأمون رفض شروط الصلح واستمر في القتال وبعد الإجراءات التي اتخذها المأمون في تحصين الحدود فقد حصن مدينة الطونة واتى بالجند إلى العواصم من العراق وسورية ومصر ويبدو أن المأمون استعد لحصار عمورية إلا أن الوفاة أدركته وهو يقود الجيش ضد الروم البيزنطيين.
أما عن العلاقة مع الدولة البيزنطية في عهد المعتصم(218-227 هـ) فقد سار على سياسة أخيه المأمون في مواجهة البيزنطيين الذين اخذوا يغيرون على حدود الدولة الإسلامية وفي عام 223 هـ أغار تيوفيل بن ميخائيل على البلاد الإسلامية وتوجه صوب زبطرة، وسبى أهلها فقتل من بها من الرجال والنساء وأغار على اهل ملطية وغيرها من حصون المسلمين وسبى النساء المسلمات فخرج إليهم أهل الثغور من الشام والجزيرة.
وعندما وصل الخبر الى المعتصم استعظمه وصاح في قصره النفير وجمع العساكر ووجههم إلى بلاد الروم ثم لحق بهم وتوجه نحو أنقرة ثم اتجه منها إلى عمورية وأمر المعتصم بردم خندق عمورية بجلود الغنم المملؤة ترابا فطموه وعمل دبابات كبار وسلاليم ومنجنيقات وظلوا يقاتلونهم حتى فتحوها ثم أمر المعتصم بحرق مدينة عمورية وهدم سورها انتقاما لما فعله إمبراطور الروم بمدن المسلمين وكانت غنائم المسلمين في هذه الحملة كبيرة جداً.
المعتصم واستخدام الجند الاتراك :
الاتراك هم سكان بلاد ماوراء النهر وتركستان،ويمتازون بالقوة والشجاعة،ويعد الخليفة المعتصم بالله اول من اكثر من استخدام الاتراك في الجيش في الجيش والبلاط ،فقد جلب عام 220هـ / 835 م قوما من بخارى وسمرقند وفرغانة واشروسنة وبلغ عددهم مايقارب الثمانية عشر الفاً والبسهم ملابس متميزة من الديباج المذهب .
واراد الخليفة المعتصم استغلال مواهبهم العسكرية للحفاظ على الدولة في ظل الصراع العربي الفارسي،فاستخدم الاتراك بشكل واسع وجعل القادة منهم وخصهم بالنفوذ واصبح لهم نفوذ في السياسة وبنى لهم مدينة سامراء،ولهذا نجد ان دخول الاتراك إلى المؤسسة العسكرية والادارية بصورة فعالة في عهد المعتصم،وكان له ارتباط باحكام السيطرة على بلاد ماوراء النهر والاقاليم المجاورة لها والعمل على نشر الاسلام وتسهيل عملية هجرة الاتراك إلى العراق،فضلاً عن التقارب بين طبيعة الخليفة المعتصم وهؤلاء الاتراك وثقافتهم،فلم يكن لهم ميل نحو امور الحضارة وتقاليدها بقدر ميلهم إلى امور الحرب والسلاح،وقد اطلق عليهم الجاحظ اسم (اعراب العجم) بقوله (وكذلك الترك اصحاب عمد وسكان فياف وارباب مواش،وهم اعراب العجم) وهذا ماكان يريده المعتصم الذي نشأ مولعا بالحرب والفروسية فضلا عن ان ولاءهم سوف يكون للخليفة العباسي وليس لقبيلة او شخص اخر.
بعد ان تزايد عدد الاتراك في بغداد والتصادم بينهم وبين اهل بغداد لان هؤلاء جفاة يركبون الدواب ويسيرون في بغداد من دون نظام وضيق المدينة بهم،كل هذه الامور دعت الخليفة المعتصم إلى التفكير في مكان جديد لهم،فاختار موضع دير على دجلى شمالي بغداد يبعد 150 كم فبنى (سر من رأى) اي سامراء عام 220 هـ / 835 م . وكان الاترام يؤذون الطفل المراة والشيخ وحتى الباعة المتجولين واصحاب المحلات كل هذه الامور جعلت المعتصم يشرع في بناء عاصمة جديدة للخلافة العباسية عام 220 هـ وصممت المدينة على شكل محلات واحيطت بخمس شوارع متوازية تربط فيما بينها شوارع فرعية تقطع المدينة من الشمال إلى الجنوب،ووضع في وسطها المسجد الجامع وقصر الخلافة ودواوين الدولة ومؤسساتها،ثم الاسواق،اما الجيش فتم عزلهم عن سكان المدينة وجعل لهم ثكنات خاصة لهم خارج مدينة سامراء،وبقيت مدينة سامراء عاصمة للخلافة العباسية إلى عام 278هـ حيث رجع الخليفة المعتمد على الله إلى بغداد بعد وفاة اخيه الموفق طلحة وخوفه من شغب الجند الاتراك عليه والانفراد به .
جهود المتوكل لاقصاء النفوذ التركي:
بدا في هذه الفترة تدخل الاتراك في امور الدولة العباسية وفي تنصيب وعزل الخلفاء وسمل عيونهم وقتلهم،وقد تولى الخلافة أبو الفضل جعفر بن المعتصم عام ــــــ بعد وفاة اخيه الواثق،فاختاره القادة الاتراك الذين بلغ قسماً منهم مرتبة كبيرة مثل ايتاخ الذي كانت له الجيش والمغاربة والاتراك زالبريد والحجابة ودار الخلافة والاشراف على بيوت الاموال،واخذ المتوكل يحاول القضاء عليه فعندما ذهب إلى الحج نقل المتوكل الحجابة إلى وصيف الخادم وعندما عاد من الحج امر والي بغداد بالقبض عليه وحبسه،كما عزم على قتل بعض قادة الاتراك ومنهم وصيف،وانشأ فرقة عسكرية عربية واخلها في الجيش العباسي فضم إلى وزيره عبد بن يحيى بن خاقان نحواً من اثني عشر الفا من العرب وغيرهم .
فكر المتوكل بعد ذلك بالانتقال من سامراء إلى دمشق ونقل الدوواين اليها،الا انه استوبأ البلد فرجع إلى سامراء،وكان مقامه بدمشق شهرين واياما،ولما عاد إلى سامراء امر ببناء الماحوزة وسماها (الجعفرية) عام 245 هـ واقطع القواد واصحابه فيها وكان يسميها المتوكلية.
وبعد قيام المتوكل في تحديد نفوذ الاتراك الا انهم دبروا له مؤامرة اشترك فيها بغا ووصيف وبدبرها باغر،فهجموا على المتوكل وقتلوه وبمقتله ينتهي العصر العباسي الاول وتبدأ فترة النفوذ التركي التي استمرت حتى دخول البويهيين بغداد عام 334 هـ.
تولى بعد المتوكل المنتصر وقد لعبت الخلافات بين القادة الاتراك دورا كبيرا ي تازيم الوضع الداخلي وتدخل الاتراك في اختيار الخليفة العباسي واضطربت الاوضاع في كل من سامراء وبغداد واضطر بعدها المستعين إلى التوجه إلى بغداد،ولما تولى المعتز فلم يكن حاله افضل من الذي سبقه فدخل عليه الاتراك وقتلوه،وفي عهد المهتدي شعر الاتراك بانه خليفة قوي فارادوا خلعه،الا انه وقف بوجههم فقتل بعض قادتهم وحاول تقسيم صفوف الجيش وضرب بعضهم ببعض، وقتل بابكيال فهاج الاتراك عليه وانتهى صراعه معه إلى مقتله .
الخليفة المقتدر بالله ومظاهر الضعف العام:
تولى أبو الفضل جعفر بن المعتضد الخلافة بعد وفاة المكتفي عام 295 هـ وظل فيها حتى قتل عام 320 هـ وقد جرت عدة محاولات لعزله،ولكن اهم مشكلة في فترة المقتدر هي توفير اموال الجند ولذلك نجد كثرة عزل وتولي الوزراء خلال فترة حكمه منهم علي بن الجيش ينتهز الفرص من اجل اثارة المشاكل والمطالبة بارزاق اضافية او زيادة الرواتب كان واجب الوزير ينحصر في توفير الاموال لكن سوء الاحوال دفع في بعض الاحيان إلى تولي وزراء ضعاف وعدم معرفتهم كيفية الادراة،يضاف إلى ذلك ان الوظائف لاتعطى إلى للاشخاص الاكفاء بل لمن يدفع اكثر.وكان عزل الوزراء والعمال يرافقه مصادرات نظراً لاستئثار بعضهم بالاموال،كما يلاحظ كثرة تدخل الحريم في امو الدولة فكان لامه (شغب) ودور كبير في تمشية امور الدولة وعزل الوزراء،وكان المقتدر لايرد لها طلباً،كل هذه العوامل كان لها اثر سيئ على الادارة.
وعندما استفحلت الامور وكثر شغب الجند وتدخل القادة الترك أراد المقتدر ان يستغل الوضع ويضرب فرقه بعضها بعضاً،وهكذا اضطربت الاوضاع الداخليه في الخلافة حتى مقتله عام 320 هـ .
عصر الامراء 320 هـ -334هـ :
تولى الخلافة في هذه الفترة ثلاثة خلفاء هم القاهر بالله ثم خلع وسملت عيناه وهو اول خليفة عباسي يسمل،بويع بعده أبو العباس احمد بن المقتدر ولقب بالراضي بالله (322 – 329 هـ)ثم تولى ابراهيم بن المقتدر الخلافة عام (329 – 333 هـ) ولقب بالمتقي لله ثم خلع وبويع بعده أبو القاسم عبد الله ولقب بالمستكفي بالله (333 – 334 هـ) وبقي في الخلافة حتى دخل البويهيين بغداد .
تميزت هذه الفترة بالاضطرابات وعدم الهدوء والاستقرار،والسبب الرئيسي هو عدم توفير الاموال لدفع رواتب الجند،وشغب الجند لم يقتصر على الخلفاء بل تعداه إلى الوزراء اذ كانوا يشعرون انهم قد استاثروا بالاموال دونهم .
ونتيجة لهذا الوضع الاقتصادي السيئ وعدم استطاعة الوزراء احداث موازنة بين الواردات والمصروفات اضطر الخليفة إلى البحث عن حل،فاستحدث منصب امير الامراء وقد تم الاتفاق بين الخليفة العباسي وبين ابن رائق ان يسند اليه منصب امير الامراء لقاء القيام بتوفير نفقات الدولة والجيش,وباستحداث هذا المنصب فقد منصب الوزارة اهميته وعلت مرتبة امير الامراء على منصب الوزير،واصبح امير الامراء يتولى تعيين الولاة والعمال وعزلهم وشارك الخليفة في امتيازاته،اذ صار اسمه يذكر في خطبة الجمعة والاعياد،واخذ يتدخل في امر البيعة وولاية العهد.
وقد حاول الخلفاء العباسيون التخلص من سيطرة الاتراك وامير الامراء وقادة الجيش التركي،الا ان محاولاتهم باءت بالفشل،واخذت هذه الحالة باحوال الناس الاقتصادية سيما بعد ان كثرت المصادرات من امير الامراء جعفر بن شيرزاد الذي اكثر من مصادرات الناس والتجار في بغداد،وتفنن في فرض الضرائب الاضافية من اجل توفير اموال الجند حتى اضطر التجار إلى الرحيل عن مدينة بغداد .


المادة المعروضة اعلاه هي مدخل الى المحاضرة المرفوعة بواسطة استاذ(ة) المادة . وقد تبدو لك غير متكاملة . حيث يضع استاذ المادة في بعض الاحيان فقط الجزء الاول من المحاضرة من اجل الاطلاع على ما ستقوم بتحميله لاحقا . في نظام التعليم الالكتروني نوفر هذه الخدمة لكي نبقيك على اطلاع حول محتوى الملف الذي ستقوم بتحميله .
https://www.museumsalama.com/vb/showthread.php?p=169









رد مع اقتباس
قديم 2013-12-30, 00:43   رقم المشاركة : 1700
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taibimed مشاهدة المشاركة
ارجوكم عندى طلب لم اجد اية فكرة على هذه البحوث و ارجو مساعدتكم في اقرب وقت (الدعوة العباسية,الشيعة,الحكومة الجزائرية المؤقتة , تحليل بيان اول نوفمبر ) ولو حت فكرة اوخطة او مصدر او مرجع ارجو تلبية طلبي هذا
https://www.laghouat.net/vb/showthread.php?t=62403









رد مع اقتباس
قديم 2013-12-30, 00:44   رقم المشاركة : 1701
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taibimed مشاهدة المشاركة
ارجوكم عندى طلب لم اجد اية فكرة على هذه البحوث و ارجو مساعدتكم في اقرب وقت (الدعوة العباسية,الشيعة,الحكومة الجزائرية المؤقتة , تحليل بيان اول نوفمبر ) ولو حت فكرة اوخطة او مصدر او مرجع ارجو تلبية طلبي هذا
بحث كامل عن تاريخ الدولة العباسية


بحث كامل عن تاريخ الدولة العباسية


مقدمة
شغلت الخلافة العباسية حيزًا كبيرًا من الزمن طال عدة قرون، وقد توسعت هذه الدولة توسعًا كبير، وضمت في أرجائها أعراقا وأجناسا شتى من البشر، ولكن الباحث في تاريخ هذه الدولة يواجه صعوبات كثيرة في دراسته، ولهذا أسباب، يجدر بنا الإطلاع عليها:

أسباب صعوبة دراسة التاريخ العباسي:
1ـ دولة مترامية الأطراف فيها أقاليم عدة:

وصف المملكة الإسلامية حين استيلاء بني العباس:

كانت المملكة الإسلامية تمتد من أقصى المشرق عند كاشغر إلى السوس الأقصى على شاطئ بحر الظلمات..

وتمتد عرضًا من شاطئ بحر قزوين إلى أواخر بلاد النوبة، وهي مقسمة إلى أقسام كبرى، وكل قسم يشتمل على عدة ولايات، وها نحن أولاء نذكر هذه الأقسام وما فيها من الولايات:

1ـ جزيرة العرب: وتشتمل على أربع كور جليلة:

ـ الحجاز.

ـ اليمن.

ـ عمان.

ـ هجر.

وبهذه الجزيرة مكة وبها بيت الله الحرام والكعبة المقدسة التي جعلها الله قيامًا لناس وهي قبلة المسلمين كافة في صلاتهم، وبها طيبة: وهي مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعث النور الإسلامي..

أمة هذا القسم عربية محضة، تتكلم اللسان العربي إلا بصحار ـ قصبة عمان على شاطئ بحر الهند ـ فإن نداءهم وكلامهم بالفارسية وأكثر أهل عدن وجدة فرس إلا أن لغتهم عربية، ومذاهبهم السياسية: التشيع ببلاد اليمن، والخوارج بعمان وهجر، والسنة فيما عداهما..

2ـ إقليم العراق وبه ست كور:

ـ الكوفة.

ـ البصرة.

ـ واسط.

ـ المدائن.

ـ حلوان.

ـ سامراء.

وهذا الإقليم كان يسمى في القديم: إقليم بابل، وهكذا كان اسمه في التقويم الأول عهد

العباسيين، ولقد كان زهرة ملك العباسيين وأجمل بلدان الدنيا وأثراها وروافده الدجلة والفرات من أحسن أنهار الدنيا..

وأمة هذا الإقليم نبطية، دخل عليها العرب في بلادها، فزاحموها وصارت كأنها لهم، ولذلك صارت لغة هذا إقليم عربية، وأصبح لغاتهم الكوفية لقربها من البادية وبعدهم عن النبط وأما البطائح فنبط، والذين نزلوا بهذا الإقليم من العرب أكثر من الذين نزلوا منهم بأي إقليم آخر ما عدا الشام والجزيرة، وقد كانوا بهذه الأقاليم الثلاثة قبل الإسلام، وكان بها منهم ملوك المناذرة بالعراق، والغساسنة بالشام، إلا أنهم لم يكونوا مستقلين بالملك، بل كانوا تحت رعاية الفرس والروم، فلما جاء الإسلام اتسق لهم الملك بالإقليمين، وكان الشام مهد الدولة الأموية، كما كان العراق مهد الدولة العباسية..

3ـ إقليم الجزيرة: جزيرة أقور أو أثور أو أشور وهي ما بين دجلة والفرات، بها ثلاث كور:

ـ ديار ربيعة.

ـ ديار مضر.

ـ ديار بكر.

وقد نزل العرب قبل الإسلام بهذا الإقليم،وكانت به قبائل شتى من جميع العدنانيين حتى سميت كورة بأسمائهم، ولذلك يعتبر إقليمًا عربيًا محضًا، لأن من كان به من الآشوريين وغيرهم درست آثارهم، وينتهي هذا الإقليم إلى حدود الروم وأرمينية..

4ـ إقليم الشام وبه ست كور:

ـ قنسرين.

ـ حمص.

ـ دمشق.

ـ الأردن.

ـ فلسطين.

ـ الشراة.

وهذا الإقليم دخله العرب قبل الإسلام، وملكوا به، وزاحموا من كان به من الأمم القديمة..

ولما جاء الإسلام، كان مهدًا عظيمًا من مهود الحضارة العربية الإسلامية، ولغة أهله عربية..

وبهذا الإقليم: بيت المقدس، وهو ثالث المساجد المقدسة، بناه سليمان بن داود عليهما السلام حينما كان ملكًا على بني إسرائيل، ويعظمه جميع الأديان السماوية..

5ـ إقليم مصر، وبه سبع كور على حسب التقويم القديم:

ـ الجفار.

ـ الحوف.

ـ الريف.

ـ إسكندرية.

ـ مقدونيا.

ـ الصعيد.

ـ الواحات.

وأمة هذا الإقليم كانت في القديم مصرية قبطية، ساكنها كثير من الأمم التي ملكتها كاليونان والرومان وغيرهم، وكان بالحوف بعض قبائل عربية تقيم فيها..

وعندما جاء الإسلام جاءها كثير من العرب الفاتحين، فأقاموا في مدنها الكبرى، ثم جاءت قبائل كثيرة من قيس في عهد الدولة الأموية، وأقامت بالحوف (الشرقية)، ثم اختلطت هذه الأمة الفاتحة، بالمصريين تمام الاختلاط، فتزاوجوا حتى غلب على الجمهور اللسان العربي والدين الإسلامي وذلك بعد تملك الدولة العباسية..

أما أول عهدها: فكان أكثر الفلاحين بالقرى أقباطًا لا يزالون على دينهم..

6ـ إقليم المغرب، وهو سبع كور:

ـ برقة..

ـ إفريقية.

ـ تاهرت.

ـ سلجماسة.

ـ فاس (السوس الأدنى).

ـ السوس الأقصى.

ـ الأندلس.


وهذا الإقليم كان يسكنه قبل الإسلام البربر، وساكنهم فيه كثير من الرومان والويز الذين ملكوا المغرب قبل الإسلام، فلما جاء الإسلام دخله العرب الفاتحون وزاحموا البربر، إلا أنهم لم يكثروهم لقتلهم، ولم يكثر العنصر العربي بها إلا بعد ذلك في منتصف القرن الخامس، فأمة هذا الإقليم الغالبة عليه لهذا العهد بربرية، واللسان الغالب هو اللسان البربري..

7ـ إقليم المشرق، وهو إقليم ذو جانبين:

ـ في الشرق، ويسمى جيحون أو أموداريا، ويسمى بما وراء النهر أو هيطل.

ـ في الغرب، وهو ما كان غربي جيحون ويسمى خراسان.

أولاً: ما وراء النهر: قال البشاري: "هذا الجانب أخصب بلاد الله تعالى وأكثرها خيرًا وفقهًا وعمرة، ورغبة في العلم، واستقامة في الدين، وأشد بأسً، وأغلظ معروفًا وضيافةً وتعظيمًا لمن يفهم"..

وبهذا القسم ست كور:

ـ فرغانة.

ـ أسبيجاب.

ـ الشاش.

ـ أشروسنة.

ـ الصغد.

ـ بخارى.

ثانيًا: خراسان، وبها تسع كور:

ـ بلخ.

ـ غزنين.

ـ بست.

ـ سجستان.

ـ هراة.

ـ جوزجانان.

ـ مرو الشاهجان.

ـ نيسابور.

ـ قهستان.

وهذا الإقليم من أعمر الأقاليم الإسلامية، وأهل خراسان منه هم الذين أقاموا الدولة العباسية وشيدوا صرحها، ومعظمهم كان شيعة لهم، أما أهل ما وراء النهر فجلهم من التركمان ولم يكن الإسلام قد شملهم لأول عهد العباسيين، وقد دخل العرب هذا الإقليم ولم يتجاوزوا النهر إلا في عهد الدولة الأموية، وقد كثرت فتوحاتهم فيما وراء النهر في عهد قتيبة بن مسلم الباهلي العامل من قبل الحجاج بن يوسف ولم تتغلب اللغة العربية على هذا الإقليم وما يأتي بعد من الأقاليم الفارسية، ولكن الدين الإسلامي شملهم فصار منهم أمة إسلامية قادرة، عمَّها العلم ـ ولا سيما الديني ـ ووجد منهم أفاضل الفقهاء من الشافعية والحنفية والمحدثين والعلماء في العلوم كافة..

8ـ إقليم الديلم، وبه خمس كور:

ـ قومس.

ـ جرجان.

ـ طبرستان.

ـ الديلمان.

ـ الخزر.


وهذا الإقليم لم يفشُ الإسلام به إلا في عهد الدولة العباسية، ولم يتأثر كثيرًا باللغة العربية..

9ـ إقليم الرحاب، وهو ثلاث كور:

ـ أران.

ـ أرمينية.

ـ أذربيجان.

وهذا الإقليم به كثير من الأجناس والألسنة، فيه الكرد والأرمن والفرس وغيرهم، ولم يفش الإسلام بهذه البلاد إلا في عهد الدولة العباسية، واللغة العربية به قليلة..

10ـ إقليم الجبال وبه ثلاث كور:

ـ الري.

ـ همذان.

ـ أصفهان.

11ـ إقليم خوزستان، ويعرف بالأهواز وبه سبع كور، وهي:

ـ السوس، وهي تتاخم العراق والجبال.

ـ جنديسابور.

ـ تستر.

ـ عسكر مكرم.

ـ الأهواز.

ـ الدورق.

ـ رامهرمز.

ولهذا الإقليم لسان خاص به يعرف باللسان الخوزي..

12ـ إقليم فارس وبه ست كور:

ـ أرجان.

ـ أردشيرخرة.

ـ درابجراد.

ـ شيراز.

ـ سابور.

ـ أصطخر.


وبهذا الإقليم عدد عظيم من الأكراد وباسمه سميت البلاد الفارسية كلها..

13ـ إقليم كرمان، وبه خمس كور:

ـ بردسير.

ـ نرماسير.

ـ السيرجان.

ـ بم.

ـ جيرفت.

14ـ إقليم السند وبه خمس كور:

ـ مكران.

ـ طوران.

ـ السند.

ـ ويهند.

ـ قنوج.

فهذه أربعة عشر إقليمًا منها ستة عربية وثمانية أعجمية، والمراد بكونها عربية: تغلب اللسان العربي على أهلها، وإلا فأصل إقليم العرب هو جزيرتهم فحسب..

وتشتمل هذه الأقاليم على ثلاث وثمانين كورة يجبي منها جميعها الخراج إلى حاضرة الدولة حيث يحمل منها ما بقي عن مصروفها، وذلك شيء عظيم..

هذا هو الملك الطويل العريض الذي ورثه العباسيون بهمة شيعتهم من أهل خراسان، وليس عدد ولاة هذه الدولة بعدد الأقاليم التي بيناها، بل كان بعض الأقاليم فيه الواليان والثلاثة، وبعضها قد يضم إلى إقليم آخر حسب الأحوال.(1)
المصدر: منتدى و منتديات مركزي - من قسم: ارشيف كرز

fpe ;hlg uk jhvdo hg],gm hgufhsdm
https://forums.mrkzy.com/t26867.html









رد مع اقتباس
قديم 2013-12-30, 00:47   رقم المشاركة : 1702
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taibimed مشاهدة المشاركة
ارجوكم عندى طلب لم اجد اية فكرة على هذه البحوث و ارجو مساعدتكم في اقرب وقت (الدعوة العباسية,الشيعة,الحكومة الجزائرية المؤقتة , تحليل بيان اول نوفمبر ) ولو حت فكرة اوخطة او مصدر او مرجع ارجو تلبية طلبي هذا
الدعوة العباسية قراءة تأسيسية

دخلت الاُمة الإسلامية بعد هدنة الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية ابن أبي سفيان منعطفاً خطيراً، إذ اُحيلت الخلافة الإسلامية إلى وراثة كسروية وملك قيصري، ومن جرّاء ذلك نشطت التيارات السياسية، وانطلقت توجّهات دينية وفلسفات ثقافية وتطلّعات طائفية جرّاء التعسفات التي أصابت الاُمة، وخلقت بذلك دواعيَ للتكتّلات السياسية، بل قل: للتجمّعات السرية التي روّجت من خلال نشاطها فكرة الانقلابات السياسية التي تأطّرت بإطار الثورة الداعية إلى التغيير بلافتة علوية تدعو للرضا من آل محمدٍ صلى الله عليه وآله.

ويبدو أنّ المتاجرة بهذا الشعار هو أقصر الطرق للوصول إلى الغايات المرجوّة، فكانت الدعوة العباسية حاضرة في الأحداث الإسلامية، بل من أقوى الأنشطة المعارضة للسياسة الاُموية المجحفة بحقوق المسلمين؛ لذا فقد نجحت هذه الدعوة في استقطاب الكثير ممّن دعتهم مقتضيات النصرة لآل البيت بالانضمام إلى تكتّلات هذه الدعوة، ودخل الكثير ممّن كان ناقماً من التعسّف الاُموي الذي أذاق الناس وبال السكوت عن الظلم والقبول بالواقع المعاش، وسارع الآخرون الذين حلموا بالحصول على مناصب حرموا من التمتع بها في عهد الاُمويين. وكان الهاشميون أوائل طلائع التنظيم، فأبو هاشم بن محمد بن الحنفية هو صاحب فكرة التنظيم، والعلويون هم أهل «براعة الاختراع» لهذه الحركة الهاشمية، وآل العباس أتباع مستضعفون ينضوون تحت لواء العلويين في هذا التنظيم السرِّي الذي تزعّمه أبو هاشم بن محمد بن الحنفية، الذي عرّفه بعض المؤرِّخين بالزعيم الكيساني، وهو ما يمكن استبعاده في جوٍّ ملبّدٍ بغيوم الريبة حيال أي توجّهٍ خارجٍ عن إطار عقيدة آل البيت عليهم السلام، ومن غير المناسب أن يخالف أبو هاشم بن محمد بن علي بن أبي طالب دين آبائه لينتسب إلى الكيسانية أو غيرها من التوجّهات العقائدية. نعم، بالإمكان القول بأنّ التفاف بعض الكيسانية حول دعوته وهو في طور التأسيس السِرِّي جعل البعض ينظر إلى أبي هاشم بمنظار الكيسانية، ويبدو أنّ قتل أبي هاشم على يد سليمان بن عبدالملك جعل الدعوة السرية تنحو مساراً آخر اتخذته للحفاظ على‏ خطّ هذه الحركة وسرّيتها، بعد أن تسلّم مهامّها محمد بن علي بن عبداللَّه بن العباس، أي تحال الدعوة العلوية إلى دعوة عباسية، ومن الغريب في الأمر انتقال هذه الدعوة إلى محمد بن علي العباسي، بعد أن عهد بها إليه زعيمها العلوي أبو هاشم بعد موته، كما عليه أكثر المؤرخين.

ويمكن أن نتوقّف عند هذه الحادثة الغريبة، فمن العجيب أن يتجاوز أبو هاشم بن محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي، وأن لا يعهد إلى أحد من الهاشميين حتى‏ وقع اختياره على محمد بن علي العباسي، ومهما يكن من أمر فإنّ توجّسات الريبة تحيط بتحركات هؤلاء العباسيين. وحادثة عبيداللَّه بن العباس لازالت في ذاكرة الهاشميين بعد غدره بالإمام الحسن بن علي عليهما السلام في حادثة الانهزام عن قيادة جيشه والالتحاق بمعاوية، واستيلاء عبداللَّه بن العباس على أموال البصرة حسبما ذكره بعض المؤرّخين، إلّا إنّ بعضهم كانوا يُبرِّئون ساحة عبداللَّه وينسبون الحادثة إلى عبيداللَّه، أو إلى‏ أحد أولاد العباس بن عبدالمطلب. أو أنّ بعضهم اعتمد على مُسوِّغات هذا التصرف من قبل عبداللَّه بن عباس، وجعل ذلك في ضمن دائرة الممكن من الأعمال التي يرتكبها غير المعصوم، والذي يفسِّر الاُمور فى ضوء اجتهاداته القاصرة، إلى غير ذلك من تعثّر العلاقة بين آل عليٍّ وآل العباس، وهذا ما يدفعنا إلى عدم ترجيح إمكانية إيكال الأمر بالوصية إلى محمد بن علي العباسي من قبل أبي هاشم بن محمد العلوي، وأغلب الظن أنّ الاحتمال عندنا يقوم على أساس إمكانية استغلال الفراغ العلوي في دعوة أبي هاشم، فربّما كان الاغتيال مفاجأةً أربكَ العلويّين دون أن يدخلوا في عملية انتقال الدعوة إليهم، أو أنّ محمد بن علي بن عبداللَّه بادر إلى استلام الدعوة بصورة خاطفة ليقطع فيها الطريق على الآخرين، ومنهم العلويين إلى استلام الدعوة.

أو يمكن القول: إنّ العلويين لم يزجّوا أنفسهم في مثل هذه التنظيمات «الحزبية» التي يعلمون فيها عاقبة أمرهم من مطاردة الاُمويين لهم، ومن كون أنفاسهم تُحصى‏ من قبل عيون الاُمويين الذين راحوا يراقبون أدنى حركاتهم، ودليل ذلك: أنّ أبا هاشم بن محمد بن الحنيفة وقع في فخ الاُمويين، فكانت نتيجته التصفية والتنكيل، وذلك لمراقبة الاُمويين تحركات العلويين ومنهم أبو هاشم، في حين يبقى بنو العباس بعيدين عن عيون السلطة وتوجّساتها؛ حتى استطاع محمد بن علي أن يُكمل مسيرة الدعوة دون الوقوع تحت أنظار السلطة الاُموية، وبالفعل استمرت الدعوة العباسية حتى أتت اُكلها.

ولا يمكننا أن نغفل عن إمكانية محمد بن علي التنظيمية، ومعها يمكن أن نكتشف دقة تحركاته، وإمكانية اختطاف هذا العمل التنظيمي من صاحب الدعوة الرئيسي الزعيم العلوي أبو هاشم، ومن هنا يمكننا أن نرجّح أنّ هناك انقلاباً دُبّر في ليل على دعوة العلويين ليحوزها العباسيون، ويبقى الشك قائماً على‏ كون محمد بن علي قد تزعّم التنظيم بوصية أبي هاشم بعد موته.

فالتنظيم الدقيق الذي عمله محمد بن علي يكشف عن براعة ودهاء وحسن تدبير في تحويل التنظيم باسمه، فقد عمل محمد بن علي على اختيار اثني عشر نقيباً من الدعاة العباسيين: سليمان بن كثير الخزاعي، ومالك بن الهيثم، وطلحة بن زريق، وعمر بن أعين، وعيسى بن أعين، وقحطبة بن شبيب الطائي، ولاهز بن قريظ التميمي، وموسى بن كعب، والقاسم بن مجاشع، وأبو داود خالد بن إبراهيم الشيباني، وأبو علي الهروي شبل بن طهمان الحنفي، وعمران بن اسماعيل المعيطي.

واختار سبعين رجلاً يأتمرون بأمر هذه المجموعة. ولكنّنا لم نجد في هذه الأسماء مَن يمكن ترجيح علويته، فهؤلاء إلى العباسيين أقرب منه إلى آل علي، فضلاً عمّا نقرؤه في كتاب هذا الزعيم العباسي من تبصّر في أحوال البلدان، وتقلّبات شعوب الأمصار، وتوجّهات العامة في أقطار الدولة الإسلامية، وهو في ضوء رؤيته هذه اختطّ العباسيون لأنفسهم خارطة الدعوة والتنظيم السري، فقد جاء في كتاب محمد بن علي ما نصّه:

أمّا الكوفة وسوادها فشيعة عليٍّ وولده، وأمّا البصرة وسوادها فعثمانية تدين بالكفّ، تقول: كُن عبداللَّه المقتول ولا تكن عبداللَّه القاتل، وأمّا الجزيرة فحرورية مارقة، وأعراب كأعلاج، ومسلمون في أخلاق النصارى. وأمّا أهل الشام فليس يعرفون إلّا آل أبي سفيان وطاعة بن مروان، وعداوةً راسخةً وجهلاً متراكماً. وأمّا مكة والمدينة فقد غلب عليهما أبو بكر وعمر، ولكن عليكم بخراسان، فإنّ هناك العدد الكثير والجلد الظاهر، وهناك صدور سليمة، وقلوب فارغة، لم تتقسّمها الأهواء ولم يتوزّعها الدغل، وهم جند لهم أبدان وأجسام، ومناكب وكواهل وهامات، ولِحىً وشوارب، وأصوات هائلة، ولغات فخمة تخرج من أجواف منكرة... وبعد، فإني أتفاءل إلى المشرق، وإلى مطلع سراج الدنيا ومصباح الخلق[1].

والرسالة تقدم مسحاً شاملاً لشعوب البقعة الإسلامية، وتصنّف الناس على أساس الولاء السياسي والفكر العقائدي، الذي وزّع أهواءهم بين شيعة علويين كما في الكوفة، وبين عثمانية الدين كما في البصرة، أو حرورية مارقين كما في الجزيرة، وإلى مروانية الشام، وعمرية المدينتين، وهو بقدر ما يتشاءم في توزيعه هذا يتطّلع إلى أهل خراسان الذي ضمن ولاءَهم بوصفهم «أهل الصدور السليمة والقلوب الفارغة»، وهي إشارة إلى إمكانية استغلال الخراسانيين، والإملاء عليهم ولاء آل بني العباس بحجة النصرة لآل محمد والرضا لهم، وهم بذلك سيكسبون الجولة في دعوتهم هذه بحزب خراسانيٍّ جاهز الولاء...

إنّ ما يثير التساؤل حقّاً هو ما أشار إليه محمد بن علي العباسي، من أنّ توجّساً حذراً يحيط بولاء الكوفيّين في استجابتهم لدعوته، وهو ما يكشف لدينا أنّ الفجوة الكبيرة التي تفصل الكوفيين عن دعوة العباسيين هذه سببها ما ينظر إليه شيعة الكوفة من عدم الثقة في تحرّك محمد بن علي، بل عدم مشروعية تحرّكه، وهو ما يثبت لدينا قضيتين:

الاُولى: أنّ كيسانية أبي هاشم بن محمد بن الحنفية مختلقة حقاً، إذ لو كانت حقيقةً لاستفاد من ولاء الكوفيّين الشيعة، والكيسانيين الذين يتمركزون في الكوفة كذلك، وهي نفس الدعوى الباطلة في كيسانية المختار الثقفي الذي ظنّ بعض المؤرّخين أنّه اتّخذ الكوفة منطلقاً لحركته؛ لما تضمّه الكوفة من المذهب الكيساني، في حين نجد أنّ محمد بن علي بن عبداللَّه يبعد احتمالية نصرة الكوفيين له وانضمامهم لدعوته، ممّا يؤكد لنا أنّ كيسانية أبي هاشم غير ثابتة، وأنّ أنصاره من الكيسانية أمرٌ غير حقيقى.

الثانية: أنّ ابتعاد محمد بن علي بن عبداللَّه بدعوته عن الكوفيين الشيعة يثبت عدم ولاء الشيعة له، وبالتالي فهو على غير وفاق مع أبي هاشم بن محمد، الذي أثبتنا عدم كيسانيته، بل الأصحّ هو ثبوث تشيّعه حقيقة، وهي قضية توحي لنا بأنّ شكّاً يحوم حول مصرع أبي هاشم على يد سليمان بن عبدالملك، فلربّما كانت تصفية أبي هاشم على يد محمد بن علي بن عبداللَّه؛ ليحوز بحظوة قيادة الحركة التنظيمية العلوية، وليحيلها عباسية صرفة، وهي ما تشير إليه أخبار التنظيم السري من أنّ محمد بن عليّ اختار لحركته اثني عشر نقيباً غير معروفين بالولاء العلوي، بل يختصّون بولائهم العباسي، أي أنّ هناك انقلاباً نقل زعامة التنظيم بهدوء من القيادة العلوية إلى القيادة العباسية، وهو ما أردنا الوصول إليه بعد بحثنا هذا، وخلاصته:

إنّ قتل أبي هاشم بن محمد بن الحنفية يحتمل أن لا يكون على يد سليمان بن عبدالملك؛ وذلك إذا كان القتل بسبب ما علمه الاُمويّون من حركة أبي هاشم التنظيمية السرية لكان الآخرون الذين مع أبي هاشم قد تعرضوا للتصفية كذلك، ولو كان الاُمويون قد اكتشفوا التنظيم وأخذوا أبي هاشم بجريرة الحركة السرية والانقلاب على سلطتهم لكان أتباعه الآخرون معرضّين لنفس المصير، خصوصاً محمد بن علي بن عبداللَّه الذي عُرف بشخصيته ومنزلته الخطيرة في قلوب أتباعه، والترجيح القائم لدينا أنّ تصفية أبي هاشم بن محمد بن الحنفية حدثت على يد محمد بن علي بن عبداللَّه، أو بأمرٍ منه، ممّا حدا بمحمدٍ هذا أن ينقل التنظيم إلى العباسيين ويخصّهم وحدهم به، لذلك حاول أن يبتعد عن مركز الولاء العلوي وهو الكوفة، وأن يجد ولاءً جديداً يحمله الخراسانيون؛ وذلك بعد أن بذل جهداً استثنائياً ليربّيهم على دعوته، دون أن يُدخل مراكز الولاء العلوية الاُخرى كالكوفة واليمن وغيرها في خطّته.

هذا ما يمكن أن يكون رأينا في خصوص العلاقة بين أبي هاشم العلوي وبين محمد بن علي العباسي، أي أنّ هناك اختطافاً مفاجئاً حدث في نقل التنظيم السري من العلويّين إلى العباسيّين، ومنذ تلك اللحظة بدأ تنافس العباسيين للعلويين وتوجّسهم من وجودهم، وشعور العباسيين بأنّ هناك حالة غبن تحصل في مشاعر العلويين من استيلاء العباسيين على الجهد التأسيسي لحركة الثورة على الاُمويين واستئصالهم، وكأنّ شعور الذنب هذا لدى العباسيين ولّدَ عقدةَ الدونية والنقص لديهم حيال أبناء عمومتهم العلويين؛ ممّا دعاهم إلى ملاحقتهم ومحاولة استئصالهم ظنّاً منهم بأنّ العلويين يتطلّعون إلى سلطة مغبونة اختطفها منهم العباسيون في يوم من الأيام، ولعلّ هذا أحد أسباب العداء العباسي لآل عليٍّ ومحاولة تصفيتهم وملاحقتهم في كل مكان.

على أنّ التصفية العباسية للخصوم فلسفة نشأت منذ تولّي العباسيين زعامة التنظيم السري، وهي سليقةٌ تعاظمت لديهم منذ ذلك الحين، فحين نقف على وصية إبراهيم بن محمد بن علي المعروف بإبراهيم الإمام نجد أنّ حالة الانتقام وتصفية الخصوم هي فلسفة الحركة العباسية، بل الدولة العباسية بعد ذلك، إذ استطاع العباسيون أن يفرضوا هيمنتهم على الخراسانيين بأخذ البري‏ء بتهمة الجاني، لا على أساس اليقين، بل إنّ الشكل كان هو الحاكم في اتخاذ قرار تصفية الخصوم الحقيقيين أو الوهميين؛ لذا فقد سار أبو مسلم الخراساني على أساس وصية إبراهيم بن محمد بن علي العباسي المعروف بإبراهيم الإمام، على أن يقتل كلّ من ظنّ في معارضته أو شكّ في ولائه، أو تحسّب من معارضته مستقبلاً، أو ترجى إصلاح خطّتهم بتصفيته.

وخطورة الكتاب المرسل إلى أبي مسلم الخراساني تتبيّن حين أحصى المؤرّخون أنّ مقتل الخصوم أو المعارضين للعباسيين بلغ ستمائة نفس قتلت صبراً، بغض النظر عن صحة هذا الرقم أو المبالغة فيه، وهو أمر ممكن في ظل الظرف السياسي الحرج الذي عاشته الدعوة العباسية والتي لم تجد سبيلاً للنصر إلّا بتصفية الخصوم وقتلهم بطريقة أبي مسلم البربرية، فقد جاء في رسالة إبراهيم الإمام ابن محمد بن علي العباسي الموجّهة إلى أبي مسلم الخراساني ما نصّه:

إنّك رجل منّا أهل بيت[2]، احفظ وصيتي: انظر هذا الحيّ في اليمن فالزمهم واسكن بين أظهرهم، فإنّ اللَّه لا يُتمّ هذا الأمر إلّا بهم، واتّهم ربيعة في أمرهم، وأمّا مُضَر فإنّهم العدوّ القريب الدار، واقتل من شككت فيه، وإن استطعت أن لا تَدَع بخراسان من يتكلّم بالعربية فافعل، وأ يّما غلامٍ بلغ خمسة أشبار تتّهمه فاقتله[3].

وبهذا انتهج العباسيون منذ ذلك الحين سياسة تصفية الخصوم، والقتل على الظنّة والتهمة، وسار خلفاؤهم على هذه السياسة من البطش والتنكيل بأدنى معارضة تصدر، فهم يتّهمون الجميع في ولائهم، حتى صنّف إبراهيم الإمام معارضي الدعوة العباسية إلى أربعة أقسام:

أولاً: ربيعة، فإنّهم متّهمون في ولائهم للعباسيين، فولاء ربيعة علوي يتطلّعون لآل عليّ ويتشوّقون لخلافتهم، وهم بعد ذلك قليلو الحظّ من نصرة العباسيين وتأييدهم.

ثانياً: المُضريّون، وهم أصحاب ولاءٍ اُموي، لا يَرون لغير الاُمويين بديلاً؛ فلذا عبّر عنهم بأ نّهم «العدوّ القريب الدار».

ثالثاً: كل من تكلم العربية، والظاهر أنّ ذلك إشارة إلى أنّ التشيّع في خراسان عربي الأصل، والذين يتكلمون العربية هم من شيعة علي، بل هم نواة التشيّع في خراسان، لذا فإنّ إبراهيم الإمام يتوجّس من كلّ من تكلم العربية، وهذا التحذير أثبت أنّ هوية التشيّع هي العربية، وهو أمر يشير إلى اُولئك البائسين الذين ينظرون إلى أنّ التشيع فارسي الأصل، وأنّ كل شيعيٍّ يحمل معه الهوى الفارسي، في حين يطالعنا هذا النصّ خلاف ما أشاعه بعض المؤرّخين الجدد الذي يحملون في عباراتهم تهمة الفارسية لمذهب التشيّع، بل بالعكس، فإنّ تشيّع الخراسانيين عربي الأصل وإن كان ينتسب إلى العرب بالولاء، ولذا أشار إبراهيم الإمام على أبي مسلم من أن يُخلي خراسان من العرب الذين هم شيعة علي.

رابعاً: اليمنيون، فهم معروفون بمقامهم ومنزلتهم في خراسان، وهم وإن كانوا شيعة عليٍّ إلّا أنّ الدعوة العباسية لا تتمّ إلّا باستقطاب هؤلاء اليمنيين إلى هذه الدعوة الجديدة؛ ليضمنوا ولاء الخراسانيين لبني العباس، فإقناعهم يتطلّب أمراً كبيراً وجهداً استثنائياً تتطلّبه كفاءة أبي مسلم الخراساني. وهنا نقف على جهود اليمنيين - شيعة أهل البيت - وهم أشعرية اليمن في بذل الجهود الاُولى في تشيّع الخراسانيين الفرس، وبذلك فالتشيع الفارسي عربي الهوى والهوية.





--------------------------------------------------------------------------------

[1] عصر المأمون، لأحمد فريد رفاعي: 83.

[2] الظاهر: منّا أهل البيت، وهي اللغة التي خاطب بها العباسيون رعيتهم وأنصارهم، ودعوى أ نّهم هم أهل البيت دعوى تتركّز فيها حالة العداء والتنافس لأهل بيت النبي من آل علي صلوات اللَّه عليهم؛ لذا حاول العباسيون أن يسوقوا فكرة انتسابهم لآل البيت لعقدة النسب التي كان يعاني منها بنو العباس، فضلاً عن شعورهم بمنافسة آل علي بنسبهم التليد هذا، والذي يأخذ مأخذه من قلوب المسلمين فينزلونهم بمنزلتهم العظيمة، في حين يبقى العباسي يعاني من عقدة هذا الشعور، فهو يحاول أن يعزّز فكرة الانتساب هذا بطرقٍ عدة ليقطع الطريق على المعارضة العلوية التي تطالبه - على الأقلّ - بشرف الانتساب للنبي وكونهم سلالته وذرّيته، فضلاً عن تعزيز فكرة أنّ آية التطهير تشمل حتى العباسيين؛ لأ نّهم من آل البيت المقصودين في الآيةإِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» الأحزاب: 33. فهم مشمولون بالعصمة، ومعنى ذلك: أ نّهم منزّهون عن ارتكاب القبائح، وكلّ ما يفعله العباسي يدخل في نطاق العصمة، ولا يُعدّ خرقاً للمحذور الشرعي.

[3] عصر المأمون، أحمد فريد رفاعي: 84.









رد مع اقتباس
قديم 2013-12-30, 00:50   رقم المشاركة : 1703
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taibimed مشاهدة المشاركة
ارجوكم عندى طلب لم اجد اية فكرة على هذه البحوث و ارجو مساعدتكم في اقرب وقت (الدعوة العباسية,الشيعة,الحكومة الجزائرية المؤقتة , تحليل بيان اول نوفمبر ) ولو حت فكرة اوخطة او مصدر او مرجع ارجو تلبية طلبي هذا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



افتراضي التاريخ ببساطة (الدولة العباسية)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نسب العباسيين
سميت الدولة العباسية بهذا الاسم، نسبة إلى العباس عم الرسول (، فمؤسس الدولة العباسية وخليفتها الأول هو أبو العباس عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب عم رسول الله وقد اشتهر أبو العباس بأبى العباس السفاح.

كيف آلت الخلافة إلى العباسيين؟

عندما ضعفت الدولة الأموية، تطلع الناس إلى رجل يعود بالأمة إلى الجادة والطريق الصحيح، يرفع عنهم الظلم، ويقيم فيهم العدل، ويرهب بهم الأعداء، فحسبوا أن أصلح الناس لهذا الأمر، رجل يكون من بنى هاشم، فكتبوا فى هذا الشأن إلى "أبى هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية بن على بن أبى طالب" أحد العلماء الثقات، وكان مقيمًا بالشام قريبًا من مركز الخلافة الأموية.. وما لبث أمر تلك المكاتبة أن وصل الخليفة الأموى "سليمان بن عبد الملك"، فخشى أبو هاشم على نفسه -وكانت قد تقدمت به السِّنّ- بطش الخليفة، فانتقل إلى "الحميمة" من أرض الشام؛ حيث يقيم عمه "عليّ السَّجَّاد بن عبد الله بن عباس"، وهناك حضرته منيته، فأوصى إلى "محمد بن على بن عبد الله بن عباس" بما كان من أمر الناس معه، ودفع إليه الكتب التى كتبوها إليه، وقال له: أنت صاحب هذا الأمر، وهو فى ولدك. ثم مات، وكان ذلك فى خلافة سليمان بن عبد الملك سنة 99هـ/ 718م.
وأخذ محمد العباسى فى تنفيذ ما أوصاه به أبوهاشم، فاتصل بالناس، واختار من بينهم دعاة يخرجون وينتشرون فى ربوع الدولة الأموية، يشهرون بها وينتقدون عيوبها، ويدعون إلى ضرورة أن يتولى أمر الخلافة رجل من آل البيت قادر على أن يملأ الأرض عدلا، ووجدت تلك الدعوة صدى عند الناس ورواجًا.
ويموت محمد بن على بن عبد الله بن عباس سنة 124هـ/742م، بعدما أوصى ابنه إبراهيم الملقب بالإمام بمواصلة المسيرة.
وتأخذ الدعوة العباسية عند إبراهيم الإمام صورة أخرى غير التى كانت عليها قبل ذلك، فهى لم تكن منظمة، أما الآن فقد صار لها نظام، وقادة معلومون، من أمثال أبى سلمة الخلال على الكوفة، وأبى مسلم الخراسانى على خراسان.
وما تكاد سنة 129هـ/ 747م، تقبل حتى يصدر أمر الإمام العباسى "إبراهيم بن محمد" أن يكون "أبو مسلم الخراسانى" رئيسًا للدعاة جميعًا فى خراسان وما حولها، وكلَّفه أن يجهر بالدعوة للعباسيين علنًا، وأن يعمل على جعل خراسان قاعدة للانطلاق بقواته ضد البيت الأموى.
انتقال الخلافة إلى العباسيين:
بعد هذا العرض يصبح فى مقدورنا أن نعرف كيف تحولت الخلافة من الأمويين إلى العباسيين.
لقد صدر الأمر إلى أبى مسلم بالجهر بالدعوة للعباسيين فى عهد آخر خلفاء بنى أمية "مروان بن محمد"، ولم يلبث أبو مسلم أن دخل "مرو " عاصمة خراسان، وكاد أن يستولى عليها إلا أنه لم يتمكن من ذلك هذه المرة، وهنا أسرع الوالى على خراسان من قبل بنى أمية، وهو "نصر بن سيار" يستغيث بمروان بن محمد ويطلب منه مددًا، وينبه رجال الدولة إلى الخطر المحدق فيقول:
أَرى خَلَلَ الرَّمادِ وَميِضَ نــــارٍ ويُوشكُ أن يَكُونَ لَهَا ضِـرَامُ
فإن النارَ بالعودين تُذْكــــــى وإن الحربَ مبدؤها كـــــلامُ
فقلت من التعجب ليتَ شِعرى أأيقاظ أمية أم نيـــــــــام؟
ولم يهتم بنو أمية بهذا الأمر بسبب انشغالهم بصراعات أنصارهم القدماء بالشام، وانشقاق زعماء الأمويين على أنفسهم، ولم يمدُّوا واليهم على خراسان بشىء، فأدرك أبو مسلم الخراسانى أن الوالى الأموى لن يصبر طويلا، وأن "مرو" ستفتح يومًا ما قريبًا، فأخذ يجمع العرب من حوله، ثم انقضَّ بهم على "مرو" ففتحت له، وهرب واليها "نصر بن سيار" وكان ذلك سنة 130هـ/ 748م.
وواصل أبو مسلم فتوحاته، فدانت له "بلخ" و"سمرقند" و"طخارستان" و"الطبسين" وغيرها، وتمكن من بسط سيطرته ونفوذه على خراسان جميعًا، وراح يتطلع إلى غيرها، وكان كلما فتح مكانًا أخذ البيعة من أهله على كتاب الله-عز وجل-وسنة نبيه ( "وللرضا من آل محمد"، أى يبايعون إمامّا مرضيًا عنه من آل البيت من غير أن يعِّيَنهُ لهم.
والواقع أن بنى أمية كانوا نيامًا فى آخر عهدهم، لا يعلمون من أمر القيادة الرئيسية لهذه الدعوة العباسية شيئًا، ولما وقع فى يد الخليفة (مروان بن محمد) كتاب من "الإمام إبراهيم العباسى" يحمل تعليماته إلى الدعاة، ويكشف عن خطتهم وتنظيمهم، كان منشغلا بتوطيد سلطانه المتزعزع وقمع الثائرين ضده، واكتفى الخليفة "مروان بن محمد" بأن أرسل إلى القائم بالأمر فى دمشق للقبض على الإمام "إبراهيم بن محمد" "بالحميمة" وإيداعه فى السجن، وتم القبض عليه وأودع السجن، فظل به حبيسًا إلى أن مات فى خلافة مروان بن محمد سنة 132هـ/750م. ولما علم "إبراهيم" بالمصير الذى ينتظره، وعلم أن أنصاره ومؤيديه قد واصلوا انتصاراتهم، وأن الكوفة قد دانت لهم وصارت فى قبضتهم أوصى لأخيه "أبى العباس" بالإمامة طالبًا منه أن يرحل إلى الكوفة ومعه أهل بيته؛ لينزل على داعى العباسيين بها وهو "أبو سلمة الخلال" فهناك يكون فى مأمن من رقابة الأمويين وسلطانهم

مبايعة أبى العباس:
وهناك فى الكوفة -بعد قليل من وصول آل العباس إليها- تمت مبايعة أبى العباس خليفة للمسلمين، وتوجه "أبو العباس" إلى مسجد الكوفة عقب مبايعته بالخلافة فى الثانى عشر من ربيع الأول سنة 132هـ/ 750م، وألقى على الملأ خطبة كانت بمثابة الإعلان الرسمى عن قيام الدولة العباسية، ومما جاء فى تلك الخطبة:
.................................................. ..وإنى لأرجو ألا يأتيكم الجور من حيث جاءكم الخير، ولا الفساد من حيث جاءكم الصلاح، وماتوفيقنا أهل البيت إلا بالله، فاستعدوا أيها الناس، فأنا السَّفَّاح المبيح والثائر المنيح (يقصد أنه كريم جواد) ".ومن هذه المقولة التصقت به صفة السفاح، فقيل أبو العباس السفاح، مع أنه ما قصد ذلك المعنى الذى شاع على الألسنة

لقد أعلنها صريحة مدوية فى الآفاق بينما كان "مروان بن محمد" آخر خلفاء بنى أمية يجلس على كرسى الخلافة، فكيف تمت المواجهة بين هؤلاء وأولئك؟ وكيف تحققت الغلبة للعباسيين؟

اللقاء الحاسم بين الاموبيين والعباسيين
يالها من لحظات حاسمة فى تاريخ الأمم والشعوب، إن شمس الأمويين الغاربة تؤذن بالزوال، بينما شمس العباسيين فى صعود، وهذه هى الدنيا، فيوم لنا ويوم علينا، والأيام دُوَل.
وكان اللقاء الحاسم بين الأمويين والعباسيين على أحد فروع دجلة بالقرب من الموصل وهو "نهر الزَّاب الأعلى".فجيش العباسيين يقوده عم الخليفة، وهو "عبد الله بن على"، بينما يقود جيش الأمويين الخليفة نفسه "مروان بن محمد".
كان ذلك يوم السبت لإحدى عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة 132هـ/ 750م، ولم يجد "مروان" أمام جحافل العباسيين إلا أن يفر إلى "دمشق" مهزومًا أمام مطاردة "عبد الله بن على".
لقد راح يُطارده، فاستولى على "دمشق"، واستولى على مدن الشام واحدة بعد الأخرى، وكان استسلام دمشق العاصمة معناه سقوط دولة بنى أمية، وانتهاء عهدها كعاصمة للدولة الإسلامية، لكن مروان قد فرّ إلى مصر وتوجه إلى صعيدها، وقرب الفيوم، عند قرية "أبوصير" أُلقِىَ القبضُ عليه، وقُتِلَ بعدما ظل هاربًا ثمانية أشهر، يفر من مكان إلى مكان.
ومضى عهد، وأقبل عهد جديد، وسيظل عام 132هـ/ 750م فاصلا بين عهدين، وتاريخًا لا يُنسى.
الدولة العباسية
يتفق بعض المؤرخين على تقسيم الدولة العباسية الى عصرين متميزين : عصر عباسي أول يعبرون عنه بالعصر الزاهي ، ويمتد من نشأة الدولة عام 132هـ حتى أيام الخليفة الواثق بن المعتصم سنة 232هـ وبموته انتهى العصر الذهبي للدولة العباسية ، وعصر ثان هو عصر التدهور والإنحلال ، ابتدأ بخلافة المتوكل على الله سنة 232هـ وانتهى بسقوط الدولة العباسية على أيدي التتار سنة 656هـ .
ويعمد فريق من المؤرخين الى جعل العصور العباسية أربعة تبعا للنفوذ السياسي الذي شهدته بغداد وللأوضاع السياسية التي كانت سائدة :
العصر العباسي الأول : دام نحوا من قرن ، امتاز بالنفوذ الفارسي ، حكمه سبعة خلفاء، وهو عصر القوة والزهو.
العصر العباسي الثاني : دام نحوا من قرن ، امتاز بالنفوذ التركي مع الخليفة المعتصم ، وفيه كان بدء الضعف.
العصر العباسي الثالث : دام نحوا من قرن ، امتاز بالنفوذ البديهي وهو عصر الضعف الفعلي وقيام الدويلات ومنها : الحمدانية في الموصل وحلب ، البويهية في شيراز ، الأخشيدية في الفسطاط بمصر …الخ.
العصر العباسي الرابع : دام نحوا من قرنين ، وهو عصر الانحلال الذي انتهى بسقوط بغداد في أيدي المغول سنة 656هـ (1258م ) ، كما امتاز بالنفوذ السلجوقي .
وقد أخذ العباسيون باستخدامهم الأعاجم ، بدلا من العصبية العربية التي اعتمدتها الدولة الأموية اعتمادا كليا .. واحتاج العباسيون في اصطناعهم الأعاجم الى المال ، فوقعوا تحت نفوذ الأغنياء كما أصبح الأعاجم من الفرس والترك والديلم والصغد وغيرهم ، يتسابقون الى الإستئثار بالنفوذ عن طريق المال .
وحكمت الدولة العباسية زهاء خمسة قرون ساست فيها العالم .. وفي ذلك يقول الفخري صاحب الآداب السلطانية : " واعلم أن هذه الدولة من كبريات الدول ساست العالم سياسة ممزوجة بالدين والملك، فكان أخيار الناس وصلحاؤها يطيعونها تدينا ، والباقون يطيعونها رهبة أو رغبة .. لقد كانت دولة كثيرة المحاسن ، جمة المكارم أسواق العالم فيها قائمة وبضائع الآداب فيها نافقة ، وشعائر الدين فيها معظمة ، والخيرات فيها دارة ، والدنيا عامرة ، والحرمات مرعية ، والثغور محصنة .. ومازالت على ذلك حتى أواخرها ، فانتشر الجبر واضطرب الأمر ، وانتقلت الدولة ".

أبو العباس السفاح .. مؤسس الدولة العباسية
هو أول من جلس على عرش الدولة العباسية سنة 231 هـ، وفي يوم الجمعة أقام أبو العباس الخطبة على المنبر قائماً، وكان بنو أمية يخطبون قعوداً ، فحياه الناس وقالوا: " أحييت السنة يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم". وختم خطبته بقوله: "أنا السفاح المبح، والثائر المبيد"، فعرف من ثم بالسفاح .. وقد قضى السفاح معظم عهده في محاربة قواد العرب الذين ناصروا الدولة الأموية، وقضى على أعقاب الأمويين، حتى أنه لم يفلت منهم إلا عبدالرحمن الداخل مع نفر من أهله .. كذلك وجه السفاح همته إلى الفتك بمن والوا عبد الرحمن الداخل وساعدوه على تأسيس دولته في الأندلس، فقتل أبا سلمة الخلال، وهم بقتل أبي مسلم لولا أن المنية عاجلته .. وكان أبو العباس جميلاً وسيماً كريماً وقوراً سخياً، كثير الجباء .. وقد بقي في الخلافة أربع سنوات وتسعة أشهر ومات بالجدري في مدينة الأنبار التي اتخذها قاعدة لخلافته سنة 631 هـ، وكان ابن ثلاث وثلاثين سنة.
خلفاء العصر العباسي الأول
بعد السفاح تولى أبو جعفر المنصور الخلافة ( شقيقه ) ويعد المنصور المؤسس الحقيقي للدولة العباسية لأنه أحكم الرابطة بين القوة الزمنية والسلطة الدينية .. ومن أهم أعماله بناء بغداد وتحصين الحدود بينه وبين الروم .. واتخذ خالد بن برمك وزيراً له ، فبدأت عظمة البرامكة الذين قاموا بأعباء الوزارة في صدر الدولة العباسية، وكانوا من أكبر دعائم التقدم والرقي .. وكان المنصور يشرف على أعمال الدولة بنفسه، ويستعرض الجند، ويفتش الحصون، ويراجع الداخل والخارج، ويحاسب عماله حساباً دقيقاً.
ولما أنهكت الأعمال صحته، قصد مكة ليقضي فيها بقية حياته، فمات على بعض ساعات منها، وذلك سنة 851 هـ.
تولى المهدي ابنه الخلافة وقد رسخت قدم الدولة وثبتت دعائمها، وسكن الناس إلى حكمها .. وكان المهدي كريماً رحيماً، فعزم على محو كل إساءة اقترفها المنصور، فعفا عن المسجونين السياسيين، ورد إلى بني هاشم ما كان والده قد أخذه منهم، ووسع المدارس وزاد من عددها، كما وسع الحرم النبوي في المدينة المنورة، وأنشأ القصور على الطريق من بغداد إلى مكة، وسعى في توفير الماء على طول هذه الطريق، كذلك رتب البريد بين مكة والمدينة. وكان يعاصر المهدي في غرب أوروبا الامبراطور شارلمان، فصادقه واستمرت المودة بين الدولتين إلى زمن الرشيد. أما الدولة الرومانية الشرقية فكان العداء مستحكماً بين المهدي وبينها، فقامت الحرب بينهما براً وبحراً، وانتهى الأمر بأن تقدم المهدي وابنه هارون الرشيد إلى البوسفور، فصالحته الملكة "ايريني" على دفع جزية سنوية.
وجاء بعد المهدي ابنه موسى الهادي سنة 169 هـ، فلم يعمر أكثر من أربعة عشر شهراً وقد حاول أن يخلع أخاه الرشيد من ولاية العهد وينقلها إلى ابنه جعفر وبينما هو يسعى لاتمام ذلك عاجلته منيته سنة 170 هـ.
هارون الرشيد :
مع تولي الرشيد الخلافة 170 هـ بلغت الدولة العباسية غاية قوتها وتجلى عصرها الذهبي في أسمى مظاهره فلم يكن على وجه الأرض دولة تضارعها في عظمة السلطان وضخامة الثروة ونشر العلوم والآداب وشيوع النعيم والترف واستتباب الأمن .. ويعد الرشيد من أكبر حكام العالم، فقد قام متمسكاً بدينه، تقياً محسناً محباً مع هذا لمظاهر العظمة، ماهراً في قيادة الجيوش .. ومن أجل هذا كان أبوه يؤثره على أخيه الهادي .. وكان كثير التجول في أملاكه، بقصد القضاء على الفوضى، وتوطيد الأمن، والتعرف على أحوال الرعية فسارت الطرق آمنة، وتقلب فيها التجار والحجاج والعلماء من أقصاها إلى أقصاها .. وقد شيد الرشيد من المساجد والمدارس والمستشفيات والقناطر والترع، ما يشهد له بالحرص على مصالح رعيته، والهمل على راحتهم .. وفي عصره عظمت بغداد وكثرت فيها القصور الفخمة التي أبدع المهندسون تنسيقها .. وعظمت كذلك الرصافة المقابلة لها على الشاطئ الشرقي لنهر دجلة، وذلك بفضل ما أنشأه البرامكة من قصور ومساجد وحمامات .. وفي عهده اتسع عمران العاصمة حتى بلغ مليوني نسمة، وصارت ملتقى التجارة بين الهند والصين والشام والجزيرة وبحر المشرق .. وقد زاد تبعاً لذلك خراج الدولة، فأخذ الخليفة ووزراؤه يغدقون بدون حساب على الشعراء والعلماء والكتاب والمحتاجين، وينفق هؤلاء عن سعة .. فراجت التجارة، وكثر التأنق في المعيشة، وبلغ الترف مبلغه الذي سارت به الأمثال في أنحاء المعمورة، ولم ينقطع تغني الشعراء به حتى وقتنا هذا .. وعهد هارون لأبنائه الأمين، ثم المأمون، ثم القاسم، وأخذ عليهم العهود بألا يغيروا هذا الترتيب .. ومات الرشيد بعد أن حكم ثلاثاً وعشرين سنة، بلغت فيها شهرته الآفاق البعيدة، حتى اتصل بامبراطور الصين، وتبادل شارلمان معه الهدايا، فأرسل إليه الرشيد هدايا كثيرة تشهد بما كانت عليه الدولة من الثروة والتقدم، ولاسيما الساعة التي دهش لها الأوروبيون وحسبوها سحراً .. ثم تولى الأمين الخلافة بعد أبيه سنة 193 هـ، فكان مسرفاً، مغرماً بالبذخ والترف .. وقيل أن وزيره الفضل بن الربيع أغراه بخلع أخويه ونقل العهد إلى أبنائه دونهما .. فأرسل الأمين جيشاً يأتيه بالمأمون فانهزم عند الري وأعلن المأمون نفسه خليفة بالبذخ والترف .. وقيل أن وزيره الفضل بن الربيع أغراه بخلع أخويه ونقل العهد إلى أبنائه دونهما فأرسل الأمين جيشاً يأتيه بالمأمون فانهزم عند الري وأعلن المأمون نفسه خليفة ، وقبلته فارس بأجمعها .. وحاصر المأمون بغداد إلى أن سلم الأمين نفسه لأخيه.. ولكن بعض الجند الفرس قتلوه، وقد أكرم المأمون أبناء أخيه وزوجهم من بناته .. وكان المأمون مولعاً بالعلوم والفلسفة والآداب، فكان عصره أرقى العهود في العصر العباسي .. وظهر فيه علماء مشهورون من أهل الحديث وعلماء الكلام، وجعل لهم المأمون مجالس للمناظرة .. وكانت الترجمة عن الفرس واليونان والهنود قد بدأت من قبل، وبخاصة الطب، فنقلت عن اليونانية أيام المنصور كتب أبقراط وجالينوس في الطب، وترجم ابن المقفع كتاب كليلة ودمنة عن البهلوية، كما ترجم المجسطي لبطليموس.
فلما كان عصر الرشيد غرف المترجمون من كنز العلوم اليونانية، فحملت الكتب إلى بغداد ونقلت إلى العربية برعايته وتشجيع البرامكة فنشأ المأمون متشبعاً بتلك العلوم، مقتنعاً بفائدتها، فنشطت حركة النقل نشاطاً كبيراً، بفضل تعظيمه العلماء وما كان يغدقه عليهم من الأرزاق .. وكان للمأمون شغف خاص بأرسطاطاليس، فأرسل في طلب كتبه جماعة إلى القسطنطينية، ممن يعرفون اليونانية، ومعهم صاحب "بيت الحكمة". وقد أصلح علماء العرب أخطاء اليونان وشرع بعضهم يضع مؤلفات علمية وفلسفية جديدة.
وقد راجت علوم الأقدمين واشتغل بها المتعلمون في بغداد وخارجها من حواضر الإسلام، فكان المأمون حامل لواء العلوم على أنواعها، وسبب تلك النهضة الكبرى.
توفي المأمون في آخر غزواته ببلاد الدولة البيزنطية سنة 218 هـ، إذ أصابته الحمى فقضت عليه، وكان قد أوصى بالخلافة بعده إلى أخيه المعتصم .. وقد أوصى المأمون أخاه المعتصم وصية جاء فيها: "يا أبا إسحاق، أدن مني، واتعظ بما ترى، وخذ بسيرة أخيك في القرآن، واعمل على الخلافة إذا طوقكها الله عمل المريد لله، الخائف من عذابه وعقابه، ولا تغتر بالله ومهلته، فكأن، قد نزل بك الموت، ولا تغفل أمر الرعية، والعوام العوام، فإن الملك، الملك بهم، والمنفعة فيهم وفي غيرهم من المسلمين".
قوة ونفوذ الأتراك
لما تولى الخليفة المعتصم أراد أن يكبح جماع جيوشه، فكون جيشاً جديداً من الأتراك يقودهم ضباط بينهم، تحت إمرة الخليفة مباشرة .. ولما ضاقت بهم بغداد انتقل المعتصم وجيشه إلى مدينة "سر من رأى" أو "سامراء" التي أصبحت حاضرة خلافته الجديدة .. وتقع سامراء شرقي دجلة على بعد ستين ميلاً شمالي بغداد .. وسرعان ما أصبح لهؤلاء الأتراك من القوة ما جعلهم يهيمنون على الخلافة، حتى أصبح بيدهم عزل الخلفاء وتعيينهم
أسباب سقوط الدولة العباسية
مع موت الواثق سنة 232 هـ انقضى عهد عظمة العباسيين، إذا لم يخلفه إلا رجال يرتقون الخلافة ولا حول لهم ولاقوة، ويموتون غير مأسوف عليهم، يوليهم الأتراك أو الفرس ذو النفوذ ويعزلونهم، أو يقتلونهم متى أرادوا .. على أن اسم الخلافة العباسية استمر ببغداد حتى سنة 656 هـ (1258م) حين أغار عليها هولاكو المغولي، وقتل المعتصم آخر خليفة عباسي في بغداد، فانقضت بذلك الدولة العباسية .. أما أسباب سقوط هذه الدولة فكثيرة نجملها بما يأتي:
1- تفوق العناصر غير العربية: كان الأمويون يعتمدون على العرب، ويولونهم المناصب العالية كلها، مما أثار حفيظة [غيظ] الموالي من الفرس فعملوا على القضاء على دولتهم، لعلهم يستردون شيئاً من سابق نفوذهم وسلطانهم القديم فأخذوا ينشرون الدعوة لبني العباس، وتمكنوا في النهاية من انتزاع الخلافة من الأمويين، فجاءت دولة العباسيين فارسية الصبغة وقد عمل الفرس على اقصاء العصبية العربية عن الخلفاء بحجة أن العرب يطمحون إلى الخلافة، فأصبح الفرس يحكمون الدولة، كما نرى ذلك مممثلاً في سطوة البرامكة ولما خشي المعتصم مغبة الأمر استكثر من المماليك الأتراك واتخذ منهم جنداً استعان بهم على الفرس والعرب معاً.
2- سوء الحالة الإقتصادية : بعد أن وطد خلفاء العصر العباسي الأول أركان الملك، جاء من بعدهم حكام اخلدوا إلى الدعة [الراحة والهدوء]، وامعنوا في الترف وجر ذلك إلى كثرة في النفقات وزيادة الضرائب، فانحطت موارد الثروة وقل ايراد الحكومة، وضعفت بالتالي شوكة الدولة وعجزت عن تحصيل ضرائبها.

3- ظهور الدويلات المستقلة: تمكن العلويون من اقتطاع أجزاء من الدولة العباسية أصبحت مستقلة عنها ومنها دولة الأدارسة في المغرب، والدولة الفاطمية التي امتدت من المحيط الأطلسي إلى اليمن والحجاز، ودولة بني بويه التي سيطرت على بغداد، وغير ذلك من الدول في العالم الإسلامي ويضاف إلى ذلك أن اتساع الرقعة العباسية حمل الخلفاء على تعيين حكام من أعوانهم على المناطق النائية، فعمد أولئك الحكام إلى الاستقلال بمقاطعاتهم عن بغداد.
4- تعدد الأجناس والمذاهب: لم يكن تعدد الأجناس وظهور مذاهب دينية معروفاً أيام الأمويين، بل سرت إلى الإسلام في العصر العباسي من الديانات القديمة كالمجوسية والمانوية والمزدكية وقد أدى ذلك إلى كثرة الملل والنحل، كما أذكى نار العداوة بين المسلمين فتفرقوا مللاً وأحزاباً، تحسبهم جميعاً وقلوبهم مشتتة.


حروب وفتوحات الدولة العباسية
في بلاد الهند :

لما قامت الدولة العباسية ولى أبو جعفر المنصور هشام بن عمر التغلبي بلاد السند .. وفي عهده فتحت كشمير وهدم معبد "بوذا" وبني في موضعه مسجد .. وقد تقدمت هذه البلاد في عهد هشام التغلبي واستقر بها الأمن وتوطدت أركانه .. وفي عهد الخليفة المهدي غزا المسلمون بلاد الهند 901 هـ وحاصروا مدينة "باربد" وضربوها بالمنجنيق وفتحوها عنوة على أن هذه الغزوة كانت كارثة على جند العباسيين، فقد فشا الموت فيهم وقضى على عدد كبير من المقاتلين، ثم دمرت الزوابع سفنهم في الخليج العربي فغرق كثير من الجند .. وفي عهد الخليفة المأمون توسعت فتوحات المسلمين في السند والهند، وفي عهد المعتصم انتشر الإسلام في البلاد الواقعة بين كشمير وكابول والملتان.
مع البيزنطيين :
لم تنقطع الحرب بين العرب والروم منذ ظهور الإسلام. فلما انتقل الحكم إلى العباسيين تغيرت وجهة الحرب بينهما وأصبحت عبارة عن غارات، الغرض منها الهدم والتخريب وإتلاف النفس والمال وهذا ما كان يخالف ما كانت عليه الحال أيام الأمويين الذين كانت لهم سياسة مرسومة لمحاربة البيزنطيين بغية احتلال القسطنطينية وبقيت الحرب بين العباسيين والبيزنطيين تشتعل من حين إلى آخر حتى سنة 551هـ، حين طلب الإمبراطور قسطنطين الرابع الصلح مع العباسيين على أن يؤدي لهم جزية سنوية.
وفي سنة 951 هـ خرج الخليفة المهدي على رأس جيش كثيف لغزو بلاد الروم، ووصل إلى "البردان" وعسكر به، وأرسل العباس بن محمد فبلغ أنقرة، وفي سنة 561 هـ أعاد المهدي الكرة على البلاد البيزنطية فجمع جيشاً كثيفاً وعبر الفرات وجعل عليه ابنه هارون فوصل هذا الجيش إلى سواحل البوسفور وأرغم الملكة "ايرين" أرملة "ليو" الرابع، وكانت وصية على ابنها قسطنطين السادس أن تدفع للمسلمين تسعين ألف دينار جزية سنوية، وأن تقيم لهم الأسواق والأدلاء في الطريق عند عودتهم إلى بلادهم، وأن تسلم أسرى المسلمين وانتهت هذه الغزوة بهدنة بين الفريقين لمدة ثلاث سنوات ولما تولى الرشيد الخلافة سار بنفسه سنة 181 هـ على رأس جيش كبير إلى آسيا الصغرى، فانتصر على البيزنطيين في معارك كثيرة وظل يتابع فتوحه حتى وصل إلى القسطنطينية فسارعت الامبراطورة "ايرين" إلى طلب الهدنة مقابل دفع الجزية السابق ذكرها غير أن نقفور الذي اعتلى العرش بن ايرين أرسل إلى الرشيد سنة 781 هـ كتاباً ينتقض فيه الهدنة، ويلح في استرداد الجزية من جديد. ولم يقتصر الرشيد في حروبه مع الروم على آسيا الصغرى، بل تعداها إلى البحر المتوسط ففي سنة 190 هـ غزا جزيرة قبرص وأسر منها عدداً كبيراً من بينهم أسقفها.
أما عصر المأمون فقد اكتفى بتشجيع توماس الصقلبي الثائر على الامبراطور "تيوفيليوس"، وعمل على تتويجه امبراطوراً على الدولة البيزنطية نفسها ولكن سرعان ما اكتشفت حملة توماس ولم يتم له ما أراد وقد اتبع الامبراطور البيزنطي السياسة نفسها مع الخليفة العباسي، فجل بلاد الروم موئلاً للخرمية أتباع بابك الخرمي الفارسي الذي ثار سنة 102 هـ على المأمون وقد استطاع المعتصم القضاء على بابك، ثم تفرغ لمحاربة الروم، فسار من فوره إلى أنقرة في جيش ضخم، وهزم الامبراطور البيزنطي واستولى على أنقرة. ثم تابع المسير حتى وصل عمورية حيث انتصر على البيزنطيين سنة 322 هـ، واقتحم عمورية وخربها وعاد إلى سامراء حيث استقبل استقبالاً باهراً وفي هذه المناسبة نظم أبو تمام قصيدة مشهورة جاء فيها:
السيف أصدق أنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف ... في متونهم جلاء الشك والريب
فيما بعد ساءت الحال في الدولة العباسية، فاستبد الأتراك والبويهيون بالسلطة دون الخلفاء فوجد البيزنطيون في ذلك فرصة سانحة للإغارة على المناطق الخاضعة للدولة العباسية فقد استولوا على ساحل مصر سنة 832 هـ، كما أغاروا في زمن المتوكل على مدينة "عين زربا" سنة 142 هـ، وعلى الأراضي الواقعة شمالي العراق فبلغوا آمد وأسروا كثيراً من المسلمين ولكن الخليفة المتوكل عول على الانتقام، فاستولى على بعض المناطق البيزنطية جنوبي آسيا الصغرى وأسر أحد البطارقة، واستولى على مدينة لؤولؤة ومنذ عهد الخليفة المعتمد كانت الخلافة العباسية قد تقلصت إلى حدود الجزيرة والعراق، وتجدد النزاع بين المسلمين والروم الذين راحوا يعبثون ببعض بلاد الدولة العباسية .. وكانت شوكة الدولة البيزنطية قد قويت وانتشر فيها الأمن منذ اعتلاء باسيل الأول العرش سنة (352 هـ) 768م، فتمكن من احراز النصر على بعض أمراء المسلمين، ساعده على ذلك ضعف الخلفاء أو استبداد القوط بهم وثورة الجند عليهم.
الحروب في مصر :
كان من أثر تحول الخلافة من الأمويين إلى العباسيين أن قامت حضارة جديدة حلت مكان الفسطاط، هي العسكر وقد قام الجند العرب في مصر بدور مهم في شؤون الدولة السياسي. فقد اشتركوا في كثير من الفتن والثورات، مثل فتنة محمد النفس الزكية في عهد المنصور وعاونوا "دحية" في خروجه على العباسيين في الصعيد، في عهد الخليفة المهدي كذلك كان للجند العرب في مصر نصيب كبير في الفتنة التي قامت بين الأمين والمأمون وغدا اشتراك هؤلاء الجند في الثورات مألوفاً حتى في الحالات التي لم يكن ثمة ما يدعو إلى الاشتراك فيها وقد دعت هذه الحال الخليفة المعتصم سنة 812 هـ إلى أن يسقط أسماء الجند العرب في مصر من ديوان العطاء وبذلك اندمج العرب بالمصريين فاحترفوا الزراعة والصناعة وغيرها، وبذلك قضي تماماً على العصبيات العربية والشعوبيات في مصر وهذا أمر لم يحدث في أي اقليم آخر من الأقاليم التابعة للدولة الإسلامية.
في بلاد النوبة :
اتصل العرب اتصالاً وثيقاً بالبجة في القرن الثاني للهجرة عن طريق البحر الأحمر، وعن طريق وادي النيل، وخاصة اقليم أسوان، بعد أن عقد مع ابن الحبحاب معاهدة هدنة وحسن جوار غير أن البجة لم يحافظوا على العهد الذي قطعوه على أنفسهم مه ابن الحبحاب، وكثرت غاراتهم على جهات أسوان عهد الخليفة المأمون فقامت بين الفريقين مواقع عدة انتهت بإبرام هدنة جديدة، كان من أهم شروطها أن تكون بلاد البجة من حدود أسوان، وعلى أن تكون منطقة السودان ملكاً للخليفة العباسي، وأن يدفع ملك البجة كل عام الخرج، وهو مائة من الإبل أو ثلاثمائة دينار وأن يحترم البجة الإسلام ولا يمنعوا أحداً كل عام من المسلمين الدخول في بلادهم للتجارة، وإذا نزل البجة صعيد مصر مجتازين أو تجاراً فلا يظهرون سلاحاً ولا يدخلون المدن والقرى بحال.
في بلاد المغرب :
غدت أفريقيا مسرحاً للفتن والقلاقل في العصر العباسي، وذلك لبعدها عن السلطة المركزية في بغداد، ولجهل البربر في ذلك العصر، وعدم استعدادهم لقبول الحضارة الإسلامية وبغضهم ولاتهم من العرب وفرضهم الضرائب الفادحة عليهم وقد ساعد هذا الواقع على قيام دولة الأدارسة بالمغرب الأقصى سنة 271 هـ، كما ساعد الأغالبة في تونس على تأسيس دولتهم، وكان الرشيد قد أقطع ابراهيم بن الأغلب تونس سنة 481 هـ.
أما عن جهل البربر وعدم استعدادهم للحضارة الإسلامية، فكان من آثاره أن السلام لم يتوطد بين البربر والعرب النازلين في بلادهم منذ أن امتدت الفتوحات الإسلامية إلى هذه البلاد وهذا يفسر لنا انتشار مذهبي الخوارج والشيعة في بلاد المغرب، وقيام البربر في وجه العباسيين بين الحين والآخر. وأما عن بغض البربر لولاتهم من العرب فيرجع إلى فداحة الضرائب التي أثقلت كاهل الأهلين .. والحق أن قيام الخوارج من البربر في وجه العباسيين لم يكن خروجاً على الدين بل كان خروجاً على السلطة الحاكمة لظلم الولاة لهم وفرضهم عليهم الضرائب الفادحة.
استمرت قبائل البربر في أفريقيا تناوئ سلطان العباسيين، حتى بعث إليهم الرشيد سنة 181 هـ هرثمة بن أعين على رأس جيش كثيف استطاع أن يضعف قوتهم على أن هرثمة رأى بثاقب نظره وطول خبرته تأصل العداء في نفوس البربر، فأرسل إلى الرشيد يعتذر عن البقاء بالمغرب بعد أن وليها سنتين ونصف السنة .. ثم ولى الرشيد محمد بن مقاتل، فأساء معاملة الأهلين، فتجددت ثورات البربر والعرب، وتمكن البربر من دخول القيروان .. إلا أن ابراهيم بن الأغلب تمكن من طردهم، وأعاد إلى الرشيد ولايته .. وكان من أثر العداء الذي اضمره البربر للأمويين والعباسيين، وانضمام بعض العرب إلى مذهب الخارجين أن قامت الفتن والقلاقل في هذه البلاد، وعمل بعض زعمائهم على الاستقلال عن الدولة العباسية، فتأسست ولايات من البربر، على يد زعماء من العرب، استقلت استقلالاً يكاد يكون تاماً ومن الولايات التي استقلت ولاية تاهوت وولاية سلجمانة (تافيلالت الحالية) التي أسسها بنو مدرار، وولاية تلمسان التي أسسها الصنهاجيون، وولاية برغواطة في تامسنا (الشاوية الحالية) على ساحل المحيط الأطلسي، ودولة الأغالبة في تونس، ودولة الأدارسة في المغرب الأقصى.

في بلاد الأندلس :
تقلص سلطان العباسيين عن بلاد الأندلس بعد أن أفلت عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك وانتقل إلى الأندلس ولكن أبا جعفر المنصور لم يهدأ باله من ناحية عبد الرحمن الداخل (صقر قريش) ، فعمل على القضاء عليه، وأرسل إليه العلاء بن مغيث ولكن الداخل هزمه وقتله واحتز رأسه وأرسله إلى المنصور .. فغير المنصور بعد ذلك سياسته مع الداخل وعمل على استمالته، وكثيراً ما كان يظهر اعجابه بشخصيته، وقد لقبه بصقر قريش .. وكان الخليفة المهدي يضمر العداء للداخل فأرسل من يحرض عبدالرحمن بن حبيب الفهري عليه فراح يحث الناس على الدخول في طاعة العباسيين، واتصل بسليمان بن يقظان من أجل ذلك ولكن سليمان خذله وحاربه وقضى عليه وبذلك لم تنجح سياسة المهدي في إعادة الأندلس إلى الدولة العباسية .. وقد حكم عبد الرحمن الداخل ثلاثاً وثلاثين سنة، وعاصر من الخلفاء العباسيين: المنصور والمهدي والهادي والرشيد.
الأدب في العصر العباسي
وصلت الحياة الفكرية في العصر العباسي إلى ذروة التطور والازدهار، ولاسيما في العلوم والآداب .. وقد عرف العصر حركات ثقافية مهمة وتيارات فكرية بفضل التدخل بين الأمم .. وكان لنقل التراث اليوناني والفارسي والهندي، وتشجيع الخلفاء والأمراء والولاة، وإقبال العرب على الثقافات المتنوعة، أبعد الأثر في جعل الزمن العباسي عصراً ذهبياً في الحياة الفكرية .. ونحاول فيما يأتي التعرف إلى الإنتاج الأدبي، شعره نثره، على اختلاف فنونه، وما لحقه من خصائص وتطورات.
في العصر العباسي كانت العربية قد أصبحت اللغة الرسمية في البلدان الخاضعة لسيطرة المسلمين، وكانت لغة العلم والأدب والفلسفة والدين لدى جميع الشعوب. وقد كتب النتاج بمجمله في اللغة العربية مع أن قسماً كبيراً من أصحابه ليسوا من العرب !!

تركت الثقافات الدخيلة أثراً عميقاً في علوم العرب وفلسفتهم، ولكن آداب الأعاجم لم يكن لها مثل هذا الأثر فالعرب لم ينقلوا إلا جزءاً ضئيلاً من الآداب الأعجمية، لأنهم لم يشعروا بحاجتهم إليها ولم يكن أدباء العرب وشهراؤهم يتقنون لغات غربية، فظل أدبهم في مجمله صافياً بعيداً عن التيارات الأجنبية.
وقد غلب الطابع العربي على الأعاجم الذين نظموا وكتبوا بالعربية، فتأثروا بالاتجاهات الأدبية العربية وانحصر تجديدهم ضمن القوالب التقليدية فالعصر العباسي حمل الأدب كثيراً من التجديد، ولكن ضمن الأطر التقليدية.
في العصر العباسي انتشرت المعارف، وكثر الاقبال على البحث والتدوين، وأنشئت المكتبات وراجت أسواق الكتب وقد وضعت المؤلفات في مختلف فروع المعرفة، في التاريخ والجغرافيا، والفلك والرياضيات، والطب والكيمياء والصيدلة، والصرف والنحو، واللغة والنقد، والشعر، والقصص والدين، والفللسفة والسياسة، والأخلاق والاجتماع وغير ذلك .. ويكفي أن نقرأ كتاب الفهرست لابن النديم لنعرف إلى أي مدى كانت حركة التأليف مزدهرة .. وأقبل الأدباء على الثقافات الجديدة يكتسبون منها معطيات عقلية، وقدرة على التعليل والاستنباط وتوليد المعاني، والمقارنة والاستنتاج .. فالأدب العباسي جاء أغنى مما سبقه، ويدلنا على هذا الغنى ما نراه في شعر أبي نواس وأبي تمام وأبي الطيب والمتنبي وأبي علاء، وما نراه في نثر ابن المفقع والجاحظ وبديع الزمان وسواهم .. ثم ان عمق الثقافة ساعد على عمق التجربة الانسانية، فجاءالأدب العباسي زاخراً بالمعطيات الانسسانية من حيث تصويره لجوهر الانسان وما يتعقب على النفس من حالات اليأس والأمل، والضعف والقوة، والحزم والفرح وغير ذلك .. كما رسم الأدب العباسي المشاكل العامة في الاجتماع والفكر والسياسة والأخلاق .. وهذا كله ظهر في خمريات أبي نواس وخواطر الرومي، وحكم المتنبي، ووجدانيات أبي فراس، وتأملات المعري، وأمثال ابن المفقع، وانتقادات الجاحظ .. فضلاً عن ذلك عرف العصر مدارس أدبية شعرية ونثرية، منها مدرسة أبي نواس ومدرسة أبي تمام، ومدرسة أبي العتاهية، ومدرسة المعري في ميادين الشعر.
وفي النثر عرفت مدرسة ابن المفقع، ومدرسة الجاحظ، ودرسة القاضي الفاضل، ومدرسة بديع الزمان الهمذاني وكل من هذه المدارس خصائصها واتجاهاتها، وقد كان لها الفضل في إعلاء شأن الحياة الأدبية في العصر العباسي.
ازدهر الشعر السياسي في العصر الأموي لأسباب متعددة أهمها قيام الأحزاب السياسية وتناحرها .. ولكن هذا اللون انحسرت أهميته في العصر العباسي بسبب ضعف الأحزاب والعصبيات القبلية .. وقد ازدهر بالمقابل شعر المدح بفعل ازدهار الحياة الاقتصادية وتطور الحياة الإجتماعية، مع ميل الخلفاء إلى الترف وحب الإطراء .. فأقبل الشعراء يمجدون الخلافة والأمراء وأصحاب النفوذ، مقابل العطايا السنية وهذا ما جعل الشعراء يحملون بالثروات الطائلة، فيقصدون بغداد والعواصم الأخرى للإقامة في جوار القصور .. وقوي الهجاء كذلك بدافع تحاسد الشعراء، وإلحافهم في طلب الجوائز، وضمنوا هجائهم الكلام المقنع أحياناً.
أما الغزل فقد مال به أصحابه بصورة عامة، إلى التهتك والإباحية، والفحش في الألفاظ وكثر في العصر العباسي الخلعاء من الشعراء الماجنين، وأهمهم أبو نواس، وحماد عجرد، ومطيع بن اياس، والضحاك، ووالبة بن الحباب .. إلا أن فئة من المتعففين حافظ أفرادها على العذرية في الشعر، من أمثال البحتري وأبي تمام وابن الرومي وأبي فراس الحمداني والشريف الرضي فهؤلاء جاءت قصائدهم الغزلية صادرة عن وجدان صحيح فيه الصدق والبراءة والمحافظة على الآداب العامة .. ثم ان الفخر الذي بني في الجاهلية على العصبية القليلة ضعف شأنه مع ظهور الإسلام، إلا ما كان منه جماعياً وبالدين الإسلامي وأهله .. أما العصر العباسي فقد تحول فيه الفخر إلى العصبية العنصرية أو القومية، ولكنه لم يكن قوياً في العصر الأول والثاني.
وقد ازدهر الفخر في العصر الثالث مع اضطراب الأحوال السياسية وكثرة المغمرين والاعتداد بالنفس وأبرز شعراء الفخر أبو الطيب المتنبي وأبو فراس و الشريف الرضي .. وهذه الموضوعات الشعرية كانت معروفة في العصور السابقة وحافظ الشعراء العباسيون على قوتها إلا أن البيئة العباسية ساعدت على ازدهار فنون جديده كانت من قبل ضعيفة أو غير معروفة .. وأهم هذه الفنون شعر المجون الذي كان وليد انتشار الزندقة وتفشي الفساد بفعل اختلاط الشعوب ، واتيان الأعاجم بفنون من الخلاعة والفحش وردئ العادات .. أما شعر الخمر فقد ارتقى على أيدي أبي نواس وصحبه ، وأصابه من معطيات العصر ما جعل الشعراء يبدعون فيه .. ومن دوافع ازدهار شعر الخمر الثقافة التي تيسرت للعباسيين فعمقت تجربتهم وكثفت شعرهم .. فأبو نواس تجاوز الأعشى والأخطل والوليد بن يزيد في هذا الفن ، واهتدى الى معان وصور وآفاق وأساليب صار معها حامل لواء التجديد في الشعر العباسي وجعل من الخمريات رمزا لهذا التجديد وأساسا لنشر الآراء وفلسفة الحياة والوجود .. وبعد أبي نواس استمرت الخمريات فنا شعريا راقيا اشتهر فيه ابن المعتز ومعز الدولة البويهي والغرائي وسواهم.
ومن الفنون الشعرية التي حافظت على رواجها وتطورت في العصر العباسي فن الوصف التي شمل الطبيعة المطبوعة والطبيعية المصنوعة .. ولهذا اهتم الشعراء بالرياض والقصور، والبرك، والأنهار، والجبال، والطيور، والمعارك، ومجالس اللهو، وغير ذلك.
في العصر العباسي تطورت المعاني الشعرية عمقاً وكثافة ودقة في التصوير، فجاءت شاملة للحقائق الانسانية وقد انصرف الشعراء عن المعاني القديمة إلى معان جديدة، يساعد على ذلك ما كسبه العقل العباسي من الفلسفة وعلم الكلام والمنطق، وما وصلوا إليه من أساليب فنية قوامها المحسنات اللفظية والمعنوية ومثال ذلك أن أبا تمام يجمع في قصيدة "فتح عمورية" بين العملية الفكرية والعملية الفنية، فأخرج من القصيدة شعراً جديداً راقياً، فيه من القديم مسحة ومن الجديد أخرج معاني وصوراً طريفة وكثرت في الشعر العباسي الأمثال والحكم (المتنبي والمعري)، وبرز فيه المنطق والأقيسة العقلية، وترتيب الأفكار (أبو تمام، وابن الرومي، المتنبي). كما ظهر الإبداع في التصوير والاعراب في الخيال، ومجاراة الحياة والفنون في الزخرفة والنقش، والاهتمام بالألوان (ابن الرومي، والبحتري).
امتاز الشعر العباسي بدقة العبارة وحسن الجرس والايقاع، وذلك بتأثير الحضارة ورفاه العيش كما امتاز بخروجه على المنهجية القديمة في بناء القصيدة وترتيب أجزائها. وكثيراً ما ثار الشعراء على الأساليب القديمة، وفي ذلك ذلك يقول المتنبي:
إذا كان شعر فالنسيب المقدم ... أكل بليغ قال شعراً متيم
وتمتاز القصيدة العباسية بوحدة البناء، وفيها صناعة وهندسة، مع استخدام الصور البيانية، فضلاً عن التجديد في الألفاظ المستعملة والموحية.


https://vb.n4hr.com/125914.html









رد مع اقتباس
قديم 2013-12-30, 12:33   رقم المشاركة : 1704
معلومات العضو
amocha
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

سلام عليكم انا طالبه ادب عربي السنة الثالثة تخصص ادب حديث اريد عناوين كتب وان امكن تحميلها تتمحور حول الادب النسوي بالاندلس ارجوكم انا في امس الحاجة اليها وشكرا مسبقا










رد مع اقتباس
قديم 2014-01-01, 15:10   رقم المشاركة : 1705
معلومات العضو
معيوف6
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية معيوف6
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخي انا اريد بحث حول تقنيات القراءة الحديثة والقديمة تخصص علم اجتماع الله يرضى عليك اليوم قبل بكرى










رد مع اقتباس
قديم 2014-01-05, 17:17   رقم المشاركة : 1706
معلومات العضو
abou abou
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي بحث حول النظام النقدي الدولي

السلام عليكم, أبحث عن بحث حول النظام النقدي الدولي بالمراجع و الهوامش, فان لم يكن فبعض المراجع و الهوامش
شكرا مسبقا










رد مع اقتباس
قديم 2014-02-02, 12:28   رقم المشاركة : 1707
معلومات العضو
ramzy28
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي البورصات الأسيوية : طوكيو،بكيين،سيول

salam j'ai besoin de votre aide stp j'ai cette exposé a faire et je ne trouve rien aider moi svp

البورصات الأسيوية : طوكيو،بكيين،سيول










رد مع اقتباس
قديم 2014-02-21, 09:18   رقم المشاركة : 1708
معلومات العضو
ندى العيون
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية ندى العيون
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل لك بمعلومات عن المذهب الحدسي










رد مع اقتباس
قديم 2014-02-22, 12:55   رقم المشاركة : 1709
معلومات العضو
asma anoucha
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام وعليكم هل من مراجع حول الموحدين في عهد الاندلس وشكرا.









رد مع اقتباس
قديم 2014-02-27, 14:39   رقم المشاركة : 1710
معلومات العضو
ندى العيون
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية ندى العيون
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم , رجاءا اريد مساعدة في المذهب الحدسي,عاجل










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مرجع, يبدة, ساساعده


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:23

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc