مصر حضارة السبعة آلاف سنة لن تتأثر برعاة البقر الذي لا يتعدى وجودهم الثلاثمئة سنة .... سيهتدي المصريون إلى سبيل للخروج من النفق ... و غيرتي شخصيا على أرض الكنانة هو ما يدفعني دوما إلى التأكيد على الدور التاريخي الخطير الذي ينتظر الإخوان المسلمين في مصر .. و هو دور لا يمكن الناجح فيه إلا بكثير من الدهاء و الذكاء و الحنكة .. إن فشل الإخوان في مصر فسيقول الغرب فشل الإسلام .. و إن تمكن افخوان سيقول الغرب هل رأيتم أن الإسلام دين ظلاميين طغاة ....
و الله لا احسد الإخوان المسلمين في مصر على مصيبتهم ... و على كل غيور على الدين أن لا يزيد الطين بلة و من كان يريد أن يتحدث عن أخطاء الإخوان فليفعل ليس على سبيل التنبؤ بما سيحدث مستقبلا بل على سبيل كشف الخطأ الحاصل فعلا و المساعده على إصلاح ما يمكن إصلاحه.
و ليبتعد الجميع عن عقلية العداء المبدئي حين يتعلق الأمر بأبناء الأمة الواحدة .. و متى كان هدفنا هو خدمة الوطن الإسلامي فبكل تأكيد لن نختلف أبدا إلا في الوسائل و الرؤى و الموضوعات التفصيلية الجزئية.
عشنا حياتنا كلها نقول أن الحل في الإسلام ... فلنعط الناس فرصة و لنرقب و ننظر لنرى ...
جربنا العلمانيين دهرا و الليبراليين دهرا و الإشتراكيين دهرا و القومييين دهرا... و لم نجن سوى الطغيان و الإستبداد و التخلف و الفقر و الظلم و ضياع الحقوق و الواجبات ... فلنجرب " الإسلاميين " لبضع سنين فقط و لنحكم بعدها.
إستعملت لفظ الإسلاميين بين قوسين .. لأن التسمية في حد ذاتها تحمل مغالطات كبيرة ... فنحن جميعا مسلمون و كل أفكارنا و رؤانا تنطلق من الإسلام و تعود إليه .. قد نحمل فكرة ما و لكننا نتخلى عنها لنعود إلى الحق بمجرد أن نكتشف تعارض أفكارنا مع الدين ... و انا لست من الإخوان و لم أكن منهم يوما و لن أكون ... و لكنه صوت العقل و المنطق لا غير