صوت الدجاجة الذي أنقذ تلميذا ومعلمه والبقرة أيضا !

[صـالـح]

السلام عليكم ورحمة الله
عنوان مثير .. أليس كذلك ؟
كثيرا ما نرى أمثاله في "اليوتيوب" مثلا فنلج موضوعه لنصاب بخيبة أمل وإضاعة وقت

ولكن الأمر هنا حقيقي من لدن الواقع وهو تعليمي بالدرجة الأولى وفيه فوائد
وإليكم القصة .. قال معلم :

دخلتُ يوما قسم أحد الزملاء المعلمين وهو معلم طيب مجتهد فسألته عن أحوال البراعم ، فقال : تبقى عندي مشكلة مع برعم لا ينطق حرف القاف . فقلتُ: كيف لا ينطقها !؟ قال: هذا هو حاله وشرح لي عقدته ثم قال له قل : بقرة ، فلم يستطع الولد إخراج القاف من مخرجها
قلتُ له اليوم إن شاء الله سينطقها فقال لي صاحبي المعلم ممازحا إن نطقها فسأعترف أنك الزعيم .. فمشيتُ إليه فقبلته وعانقته ومازحته
تبسم وتهلل وجهه ،فهيأتُ له الجو وأشعلته حماسا كأنه في مهمة قتالية سيقاتل الأشرار ... تخيلوا المشهد هنا وتباعا
قلتُ له : أتعرف صوت الدجاجة ؟ فقال: نعم ، فقلتُ : هيا الآن ستردد معي صوت الدجاجة: بق .. بق .. بق (1)
فردد: بك .. بك .. بك ( مخرج الكاف كان ضعيفا وهو يحاول الوصول إلى مخرج القاف ) والأطفال يضحكون
فأعدتُ عليه اسمع جيدا كيف أنطق وكررتُ له
وقلتُ له - في جو حماسي مشتعل وقد تحمس البرعم فعلا - انطق بقوة بقوة وجعل يردد : بك .. بك .. بق .. بق نطقها أخيرا
لم تمر أكثر من دقيقتين حتى نطق القاف .. ويا لها من فرحة
قلتُ الآن سننشد صوت الدجاجة: بق .. بق .. باق .. باق ( طبعا الأطفال كانوا يضحكون خلال هذا التدريب )
فقلت ُ: الآن قل : بقرة ، فقال : بقرة ... قل : بقرة ، فقال : بقرة ، .. بقرة ... بقرة
قلتُ قل : قال ، فقال : قال
فلما استدرتُ إلى صديقي المعلم رأيت وجهه يتهلل ويضحك ... ثم قال أنا حاولتُ معه شهرا ولم ينطقها ، فقلتُ له : لو قلت له : بق .. بق .. لنطقها فانفجر ضاحكا ولم يستطع التوقف من شدة الضحك وضحك الأطفال معنا

تحية إليكم .. والمغزى لكم
وتحية إلى كل معلم

ــــــــــــ
(1) وأحسن من ذلك ( إِقْ ) بكسر الهمزة وإسكان القاف لأن الألف الهوائية أسهل المخارج وإسكان الحرف يعطي قوة للنطق
وهكذا مع الحروف جميعها نستعمل هذا التدريب .