الفوائد المنتقاة من كتاب ( العقلية الليبرالية ) للشيخ الطريفي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية .. > قسم التحذير من التطرف و الخروج عن منهج أهل السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الفوائد المنتقاة من كتاب ( العقلية الليبرالية ) للشيخ الطريفي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-03-21, 14:46   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
AyOuB0587
بائع مسجل (أ)
 
الصورة الرمزية AyOuB0587
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الفوائد المنتقاة من كتاب ( العقلية الليبرالية ) للشيخ الطريفي

العقلية الليبرالية
في رصف العقل ووصف النقل
للشيخ: عبد العزيز الطريفي

هذا الكتاب نفيس في بابه، ظهر فيه سعة اطلاع الشيخ الطريفي، وعمق أفكاره، وتفهمه لكثير من الدقائق والحكم المتعلقة بالعقل الإنساني عموما، وبالتشريع الإسلامي خصوصا.

وإليكم ( الفوائد المنتقاة ) من هذا الكتاب.
17
وأستعيذ به من التقليد وما فيه من إضاعة العقل وإهدار النقل

17
ولكني لا آتي ما آتي إلا وأنا واثق بعاقبته، ولا أدع ما أدع إلا وأنا حاسم طمع النفس والهوى من خيره.

17
لذا لن يصل إلى المقصود من هذا الكتاب صاحب الصدر الحرج والطباع الخائرة والعطن الضيق.
الليبرالية فكر عقلي يبدأ من العقل وينتهي إليه، يتسع باتساع العقل وقوته ويضعف بضعفه.

18
ولكون العقل يضلل فإن العقاب لا يكون عليه بل على الجسد والنفس لأنهما من قطع طريقه عن الوصول إلى الحق

18
والأفكار لا تكون صحيحة إلا بيقظة تامة ونظر فاحص وصدق في طلب الحق، ومن لم يملك ذلك تذبذب عند كل عارض يناقض عقيدته وفكرته ولو كان وهما.

18
القناعة الباطنة التي يؤصل لها وهي الإيمان بأنه يحق لكل أحد أن يختار لنفسه ما يريد من دين وسلوك وفكر وقول وفعل مهما كان ذلك شاذا عن طبيعة البشر

19
وهو فكر لا يعتني بالبواطن وتصحيحها بل عنايته بالظواهر؛ لأنه فكر دنيوي مادي محض ... ولا يرى الخوض في الدين وقضاياه الآخرة.

19
لأن الغالب في العقول العجلة خاصة الفارغة، وربما تحمل العقول كثيرا من المتناقضات ولا تشعر بها إلا عند الحاجة إلى العمل بها ولتعارضها مع غيرها، فتبدأ العقول بتصحيح أفكارها التي أخذتها بلا روية.

19
وزمننا أكثر الأزمنة إمكانا لقلب الحقائق والتأثير على العقول لقوة الإعلام / وسطوته وتأثيره في قلب الحقيقة أو تهويلها وهي صغيرة أو تحقيرها وهي كبيرة، والعقول تتأثر وتنخدع بما ترى ويتكرر عليها ولا تستطيع التمييز بين حقيقة تكرار وقوع الشيء عملا وبين كونه وقع مرة ولكنه يكرر ذكرا على العقول حتى تتأثر بتكراره ذكرا كما لو أنه تكرر وقوعا، لذا أصبح من السهل الترويج للأفكار والعقائد والدول والأشخاص وكذلك مناقضتهم بأسهل السبل.

20
فالتدليس والتغرير هما القوة القاسرة المستبدة بالعقول وهي علامة وأمارة على هذا الزمن المتأخر.

20
وقد ينغمس الهوى في العقل كما ينغمس شوك السعدان في الصوف فلا ينتزع إلا بمشقة، ولا بد للعاقل أن ينتزع معه شيئا صحيحا من نتاج العقل ليسلم له الباقي حيطة لدينه واحترازا من بقاء هوى النفس ولو قل.

21
والعقل الليبرالي لا يؤمن بشيء اسمه وساوس الشيطان وهوى النفس وحديثها.

21
وقد يكون الشيء المناقض للفكرة نادرا أو ضعيف التأثير، ولكن لهوى الإنسان وحاجته الخاصة إلى ثمرة تلك الفكرة من بين أكثر الناس أو لأن هناك من يعظم الفكرة المناقضة ويروج لها بقوته النافذة تضمحل الفكرة الصحيحة بحسب قوة الحجم المزيف للفكرة المعارضة، وتقوى عزيمة التابع للفكرة المزيفة من حيث لا يشعر.

22
أخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لقد قللوا في أعيننا يوم بدر حتى قلت لرجل إلى جنبي: تراهم سبعين؟ قال: لا بل مائة، حتى أخذنا رجلا منهم فسألناه قال: كنا ألفا.

23
وكل النفوس تؤمن بهذا التركيب البشري في الأصل، ولكنها تنفي نصفه السيء عن أفعال ذاتها.

23
وأمثل ما يطلب من النفس في ابتداء الإقرار بالحق أن تقر به عند نفسها فحسب.


23
فالحقيقة تجلت لقوم إبراهيم لحظة لما حطم أصنامهم وسألوه عن الفاعل، / قال تعالى: {فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون} فتجلت لهم الحقيقة عارضة {فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون} ولما رأوا أن لوازم هذه الحقيقة أفعال وتروك كثيرة جدا تركوا ذلك الحق الذي أقروا به لحظة بل قلبوه حجة باطلة على إبراهيم {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون} أي أنت تدرك أن أصنامنا لا تفهم الخطاب، ولا ترد الجواب، وما تريد بقولك {فاسألوهم إن كانوا ينطقون} إلا التنصل من جرمك.
وهذا هو سبب الحكمة الإلهية في توجيه الخطاب للنفوس والقلوب والعقول قبل خطاب الجوارح للعمل؛ لأن النفوس تحتاج ترويضا لتتمكن من قبول الحق قبل أن تعمل؛ لأن العمل والترك ثقيل بعد استدامته والاعتقاد والقناعة أسهل منهما وأسرع، وعلى أرض العقائد والأفكار تثبت [تنبت؟] الأفعال وليس العكس.

25
وأثقل الأحوال على النفس الاستدامة على عمل والتطبع على نهج مزيف

25
فالنفوس إذا تطبعت على الخطأ وطال الزمن عليها تصلبت حتى تكون أقسى من الحجارة في وجه التحول

25
ومصارع الألباب تحت ظلال الطمع

26
عن ابن عباس قوله {وأحضرت الأنفس الشح} والشح هواه في الشيء يحرص عليه.

26
ومن صور زيف الحقائق أنه متى كان أحد الداعين قويا في إظهار قوله فأتباعه أكثر ولو كان مخطئا ولكن متى ما انخفض صوته تبدد أتباعه والعاقبة للقول الصحيح

27
ويوجد من الناس من يؤمن بالحق ظاهرا لأنه أول شيء معلوم وارد إليه أو لأنه أقوى ظهورا وصوتا من الباطل، فإذا أصبح الباطل أقوى صولة وظهورا ينقلب وينتكس إلى الباطل فيظن أنه انتقل من باطل باطن إلى حق باطن، والصواب أنه اغتر بالصور المحسنة والمقبحة فانتقل من ظاهر ضعيف إلى ظاهر قوي ولم يهتم بالحقائق ويدقق فيها.
وأخطر ما تكون الأفكار المنحرفة والمفاهيم المغلوطة والعقائد الفاسدة إذا تبنتها ودعت إليها سياسة دولة.

27
ولذا يقول عمر رضي الله عنه: إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

27
وكثير من الحكام لقوة تأثيرهم في كثير من النفوس يكتفون في إقرار ما يريدون من الأفكار والأفعال بمدح الموافق ورفعه حتى يتبعه غيره ليكون مثل منزلته، من غير تهديد أو وعيد ويروى عن علي رضي الله عنه: ازجر المسيء بثواب المحسن.
وهكذا ترسم خريطة الأفكار في الأذهان وتباع الأقوال وتشترى الأفكار بلا عقود.

28
فأفعال الملوك والكبراء هي من أعظم أسباب سرعة انتشار الخطأ وترويجه ... ولهذا السبب كان الإنكار عليهم أعظم الجهاد.

28
وهكذا يتم تشريع الأفعال بفعل العظماء أقوى من قولهم، وخوض العالم القدوة التأثير على الناس بالقول أو الكتابة مع القدرة على الفعل قصور في البلاغ والاتباع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.

29
ومن نظر في التاريخ وجد أن أصح الناس عقولا وأنضجهم فكرا من بسطاء الناس وضعفائهم.

29
لهذا بين الله تعالى حجة الجن في مخالفتهم لأمره واقتدائهم بغيرهم تقليدا {وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا}.

29
وأفكار الفقراء وعقائدهم عند فقراء القلوب فقيرة

31
ومن القصور في الفكر إهمال الحقائق والبحث عن دلائل تحيي الشك وتنميه على حساب الحق ... فالحقائق تبدأ بالظن ثم تكون يقينا، ولكن كثيرا ما يوقف الهوى العقل لكي لا يمحص الشك ويزيله أو يرفعه إلى درجة اليقين.
وقد ينغمس الهوى في العقل كما ينغمس شوك السعدان في الصوف فلا ينتزع إلا بمشقة، ولا بد للعاقل أن ينتزع معه شيئا صحيحا من نتاج العقل ليسلم له الباقي حيطة لدينه واحترازا من بقاء هوى النفس ولو قل
32
والحقائق موجودة في النفوس كامنة دفينة تخرج إذا أثيرت وعدم استثارتها ظلم وعلو {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا}.

32
ومن يطلب كتب الأوائل ويجمعها وينظر فيها ويشتهي نوعا من المعاني معينا فلن يبصره إلا هو فيظن أنه فتح فاتح عليه من المعرفة ما يتأيد به فيأخذ المعلومات على وجه البتر لا على وجه التحقيق والجمع والإنصاف، فتارة يرى الرجال حجة وتارة يعتمد على الدليل وحيا وسنة، وتارة عمل الناس وتقبلهم وتارة هم رجال ونحن رجال، ولهم عقول ولنا عقول، والحق أن غايته قد استقرت من قبل هذه المطلوبات وإنما يطلب لها مؤيدا!
وكثيرا ما تزيد الحجة القوية السامع عنادا فيتشاغل باتهام الحجة بالضعف، قال تعالى عن كفار العرب {ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون}.
وربما أظهر حب الوصول إلى الحق فيطالب بحجج أخرى مغايرة أقوى .... وربما حاول صرف العقول عن سماع الحجج والبينات إلى الحديث عن شخصية المتحدث

33
وإن من أظهر ما يحسنه المعارضون للحق قطع الطريق على الحق أن يصل إلى العقول والأفهام وإشغالها عن أن تستوعب الحق المطروح بقضايا أخرى واختلاق نوازل وبلابل تفقد العقل التأمل والتركيز وتفقد صاحب الحق التوازن في الاسترسال في طرح الحق.

35
وكثير ممن يقيم الأفكار والعقائد تختل نتائج تقييمه للأشخاص وعقائدهم بمؤثر ظاهر أو باطن يقوى المؤثر ويضعف ودليل ذلك أنه ما من أحد يتحدث أو يكتب ليقرر أمرا إلا ويستحضر أمام عينيه أشخاصا وحوادث ومنافع ومضار انشغل قلبه يوما بها، ولهذه المستحضرات أثر على لسانه وقلمه دون أن يشعر

35
والعوارض على الذهن ولو كانت كلمح البصر لها أثر في الحكم المقترن بها

36
والعقلاء الذين يعرفون منافذ العقل إذا أرادوا التأثير على النفوس فإنهم يكثرون من عرض ما يريدون عليها سمعا وبصرا وحسا حتى تتشربه تلك النفوس وبهذا ترسخ الأفكار

37
وكل من ملك القدرة على الناس كالرؤساء والملوك والأغنياء يستطيعون أن يوجدوا أتباعا كثيرا لكل فكرة مهما كانت موغلة في الخطأ.

37
والدواخل على العقول من الأمراض والعلل أكثر من الدواخل على الأجساد، فالعوارض العقلية تمر على العقل والذهن كلمح البصر وتتابع ولا تنتهي.

37
ولكن الميزان مع كونه سليما في ذاته وصحيح النتيجة عند نفسه، إلا أنه يحتاج إلى أرض منبسطة يستقر عليها ليعدل في وزنه عند غيره من موازين العدل المكتملة شرائط السلامة، فبقدر ميل أرض الميزان يحيف في تقدير الموزونات، فالميزان هو الميزان والموزون هو الموزون.

38
فما كان أصل معرفته الدين فمرده النص والوحي الإلهي، فهو الحكم وهو الفصل، فمن قوم بالذوق والرأي المجرد فهو كمن يقوم الذهب والفضة باللون واللمعة ويدع الأوزان، فهذا اختلال في معرفة الأصل الذي يرجع إليه.

38
... الذوق والحس وموافقة كثرة الناس، وهذه موازين صحيحة ولكن وزن بها غير ما اختصت به ووضعت له.
فالذوق ميزان ولكنه للألبسة والأشربة والأطعمة والمساكن والمراكب ونحوها، وكذا الحس والموافقة لعمل الناس موازين لما وضعت له.

38
فلا فرق بين من يملك ميزانا لا يزن به وزن حق وبين من لا ميزان عنده الذي يخرص خرصا

39
فالطرق الثلاث الغالي والجافي والوسط، الجهل بواحد منها يؤثر على الحكم التام على الباقي

39
والواجب عند الحكم إجهاد الفكر والعقل بالتأمل وطول النظر
39
وما أكثر ما يخطئ الناس في الحكم على حال بسبب الجهل بالأحوال الأخرى التي لو تأنى الإنسان واطلع عليها لتغير حكمه

40
فالرجوع عن الباطل صعب خاصة عند التحدي والخصومة وشدة المناظرة

41
وكثيرا ما يعلم الإنسان من نفسه الصدق والتجرد ويظنه كافيا في إصابة الحق ويتكل على ذلك، فينشغل بتتبع مطامع نفسه وهواها ويغلق المؤثرات عليها حتى لا تؤثر في حكمه، فيحجبه هذا الانشغال عن تمحيص الحقائق التي يقررها والتحري فيها وعن ملاحظة سلامتها من الشوب، ويظن أنه معذور، وأن مخاصمته ومحاججته تعنت وتشدد وبغي عليه لأنه مخلص متجرد.

45
والأفكار التي لا تعتمد على أصل غريزي لا تستقر ولا تدوم غالبا

45
وكلما كانت الأفكار أقرب إلى الفطرة كانت أكثر اتباعا وأسهل في ورود القناعة بها والعمل بمقتضاها

45
لذا لا يهتم العقل الليبرالي بأفعال غيره لأنها لا تعنيه، وهذا نقص في إدراك لوازم الأفعال؛ لأن الأفكار لا تنضبط ويعرف صحيحها من فاسدها إلا / بمجموع فعل أصحابها.

47
والأفكار لا يتضح صحيحها من فاسدها وقويها من ضعيفها إلا بضربها ببعضها، فبالاقتران تتمايز المعاني والأجسام، ومن عجيب السنن الكونية أن الشيء إذا ضرب بشيء مماثل له على السواء انكسر الاثنان كالزجاجتين والصخرتين وإن اختلفا قوة أو هيئة انكسر الأضعف وظهر الأقوى، وهكذا العقائد والأفكار.

47
ولذا فالاسم الصحيح المطابق لليبرالية كما سماها / القرآن هو (السدوية) كما قال تعالى: {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} قال الشافعي: لم يختلف أهل العلم بالقرآن فيما علمت أن السدى الذي لا يؤمر ولا ينهى.

48
وما لا يمكن إنكاره [عندهم] يتم تأويله أو إفراغه من محتواه وإلغاء ثمرته.

48
جمهور الناس أصحاب ممارسات لا أصحاب تنظير وفكر

49
الإنسان يحب أن يقوم بإعادة ديناره المسلوب قسرا وظلما أكثر ممن يعطيه أضعافه هبة.

50
وأصل نشأة الليبرالية الذي نبتت فيه هو إعادة كل غريزة مسلوبة صحيحة أم خاطئة مستقيمة أم شاذة، فوافقت الليبرالية الغريزة من كل وجه والفطرة من بعض الأوجه

53
العلمانية هي الأساس الفلسفي لليبرالية، بل الجسر الذي تعبر عليه سائر الأفكار العقلانية حتى الماركسية، فكل ماركسي وليبرالي علماني بالضرورة

54
وأصبح من نظر في التركيبة الغربية من المنتسبين للإسلام ينقل تلك المفاهيم ويرددها في صراعاته مع الإسلام بلا تمييز ومعرفة بحقيقة الإسلام، وكثير منهم جهلة بحقيقة الإسلام أو أصحاب هوى يريدون الانسلاخ من شرائع الإسلام، فيدعون أن خلافهم مع رجال الدين المسلمين / ومفاهيمهم لا مع النص، وهذا المفهوم لا وجود له في الإسلام، فلا يوجد رجال دين حتى يقابلهم رجال دنيا.

55
لأن عقل الإنسان وإن كان واسعا لاحتواء العلوم، فلا يمكن أن يجد صاحبه عمرا ووقتا يضع فيه كل ما يحتاجه، ولذا يقول الشافعي: ينبغي للرجل ألا يسكن بلدا إلا وفيه طبيب ينبئه عن أمر بدنه وعالم ينبئه عن أمر دينه.

56
فالعلماء الصادقون سلفا وخلفا يحررون العقول والأبدان من كل وهم يحول بينهم وبين خالقهم سبحانه.

56
والصورة التي يصنعها المتأثرون بالفكر الليبرالي لحال المناكفين لهم هي صورة منقولة من فكر الحياة الغربية للخلاف مع الدين وأهله عندهم .... فليس من العقل أن تسقي الصحيح دواء لأن المريض شفي منه.

58
ففشلوا في تصحيح ظلام الكنيسة وتلبيسها من داخلها فلجئوا إلى التصحيح باسم العقل والفلسفة، فانفرط عقد العقل حيث لا ضابط له يحكمه من دين محكم صحيح.

64
ثم وضع [لوثر] ترجمة للكتاب المقدس من اليونانية إلى الألمانية حتى يتمكن الناس والعامة من قراءته فعد أساسا في تاريخ الأدب والدين الألماني، ويقال من داخل الكنيسة الكاثوليكية إن البروتستانت تأثروا بالإسلام للتوافق مع بعض أصوله وأول ما ظهر البروتستانت في ألمانيا ثم إنكلترا وأمريكا.

64
وقد وقع الخلاف بين أتباع لوثر وكالفن ودار بينهم سجال سمي بـ(حرب الثلاثين عاما) (1618-1648) فكان صراعا عريضا بين اللوثريين والكلفانيين ولم ينته الصراع إلا باجتماع مائة وواحد وعشرين ممثلا للبلاد الأوربية في بلدة وستفاليا في غرب ألمانيا عام 1648م وأقروا أن لا حل لفهم الحق وإقرار حكم سياسيو اجتماعي يؤخذ من الكتاب المقدس يجتمع عليه، لذا فلا بد من تنحية كل المفاهيم عن السياسة ومصالح المجتمعات، وبذلك أسسوا للعلمانية السياسية المبعدة للكتاب الوضعي المسمى زورا دين الله وشريعته.

65
واتفق أولئك المندوبون على إدخال الطوائف النصرانية الثلاثة الكاثوليكية واللوثرية والكلفانية تحت مظلة التسامح الديني وكل يجب أن ينشغل بنفسه

66
ولو أراد الواحد منهم [في عصور الظلام الأوربية] أن يتزوج بكرا فلا بد أن يواقعها قبله نبيل الأرض وسيدها، ثم تحل لعبد الأرض من بعده

67
وصنف روسو كتابه (العقد الاجتماعي) وعليه اعتمد الفرنسيون كثيرا في ثورتهم ....
وبلغ بفولتير أن أنكر عقيدة التثليث وأثبت تحريف التوراة وقال: (لا يجب الاعتقاد بالأساطير المسيحية وعقائدها لأن الدين المسيحي مشبع بالسخافات والكذب ولا يمكن أن يدافع عن نفسه)

68
ثم لما توسع اطلاعه [فولتير] عليه [الإسلام] كتب كتابا في العادات ومدح فيه الإسلام وأشاد بمحمد عليه الصلاة والسلام وبالقرآن وقال إن محمدا من أعظم مشرعي العالم.

68
وكان روسو أظهر تمسكا بالدين والقرب من الإسلام حتى اتهم به بعد موته ولم ينص على عقيدة التثليث في كتبه، بل يؤكد عموما على ضرورة الدين / ومعاقبة الخارجين عليه بالإعدام إذا اقتضى الأمر

73
ولم يكن الغرب منفلتا في أبواب الأخلاق كما هو عليه الآن، بل كان متمسكا بشيء من الفطرة إلى قرن قريب، فقد كانت المملكة الفكتورية إلى عام 1901م على شيء من الفطرة في الأخلاق ليس بالقليل، حتى لما ظهرت رواية تحكي أفعال جنسية اسمها (عشيق اللدي تشاترلي) لديفيد لورانس، منعت من البيع والتداول ولم تبع كاملة

76
فلو تواطأ عشرة أشخاص على شخص أن يشككوه في اعتدال خلقته وأنه دميم فجاءه واحد صباحا وتلاه آخر وآخر بصورة تنفي التواطؤ والاتفاق وعبر كل واحد منهم بتعبير مغاير يجمع معنى واحدا أنه دميم لصدق قولهم في يوم أنه كذلك، فكيف بإعلام يتقلب بين مرئي ومسموع ومقروء ومرسوم يطرق ليل نهار خلال أعوام على عقل سوي وفطرة صحيحة، ألا يقوى على أن يصوغ العقل ويعيد رسمه؟! فكيف إذا كان الإعلام يتقن صنعته وخبيرا بها والعقول بسيطة من السهل الغرر بها؟!

77
وقد قال ميشيل عفلق في آخر صراعه الفكري في مواجهة الإسلام: لقد ندمت في مواجهة الإسلام وتمنيت أني لم أكن معه في مواجهة، لقد فقدت نصف الأتباع في الصراع معه، لقد رجعوا إليه.

78
فحاول كثير منهم تصحيح الليبرالية والاستفادة منها بحسن قصد تحت أصل صحيح وهو أن (الإسلام في حقيقته لا يتعارض مع أي فكرة صحيحة)

79
ويصبرهم على ذلك أنهم وضعوا أمام باب الفهم والعقل تصرفات علماء مجتهدين أخطئوا في قضايا معينة، فعند كل موقف تبقى هذه التصرفات لوحا منصوبا أمام باب العقل، يمر بها كل قول وتحليل ونتيجة فتؤثر على حكمهم إذ يحترزون أن يكونوا مثلهم.

79
ومن نظر إلى سورة براءة في القرآن وآيات النفاق في غيرها يجد أن مرد صراع النفاق مع الإيمان هو صراع مادي مع إيماني غيبي.

80
فالاختلاف هو في تنزيل الحكم على الأعيان لا في أهلية النص للأمة ثباتا وتغيرا.








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-03-21, 14:48   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
AyOuB0587
بائع مسجل (أ)
 
الصورة الرمزية AyOuB0587
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الموضوع منقول، والفوائد جمعها الأخ أبو مالك العوضي
ولمن يرغب في الاطلاع على هذا الكتاب الرائع، والذي قلما تجد مثله في هذا الزمن الركيك الشاحب، الرابط في الاسفل:
تحميل كتاب العقلية الليبرالية في رصف العقل ووصف النقل










رد مع اقتباس
قديم 2014-03-30, 00:03   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ابوزيدالجزائري
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية ابوزيدالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

...كنت قد قرأت فصولا من هذا الكتاب ، و هو كتاب ماتع - يستحق المطالعة - ،
و قد طبعته دار المنهاج ،
و دخل إلى الجزائر في المعرض الدولي - الأخير -










رد مع اقتباس
قديم 2014-03-30, 00:27   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
malik34
عضو جديد
 
الصورة الرمزية malik34
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-16, 19:34   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
AyOuB0587
بائع مسجل (أ)
 
الصورة الرمزية AyOuB0587
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فوائد مهمة ورائعة










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-17, 07:17   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

أحسن الله إليك أخي أيوب ، كتاب رائع مفيد










رد مع اقتباس
قديم 2015-08-22, 22:06   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
AyOuB0587
بائع مسجل (أ)
 
الصورة الرمزية AyOuB0587
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 01 algeroi مشاهدة المشاركة
أحسن الله إليك أخي أيوب ، كتاب رائع مفيد
وإياكم أخي الكريم
سرني مرورك وكلامك الطيب









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للشيخ, الليبرالية, الموبقات, العقلية, الفوائد, الطريفي, كتاب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:23

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc