مساوئ الأخلاق ومذمومها - الصفحة 6 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مساوئ الأخلاق ومذمومها

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2021-06-20, 14:42   رقم المشاركة : 76
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

الوسائل المعينة على ترك الإسراف والتبذير

1- الاعتدال في النفقة:

قال تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا

وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا [الفرقان: 67].

2- البعد عن مجالسة المسرفين والمبذرين:

ويكون بـ (الانقطاع عن صحبة المسرفين

مع الارتماء في أحضان ذوى الهمم العالية

والنفوس الكبيرة، الذين طرحوا الدنيا وراء ظهورهم

وكرسوا كلَّ حياتهم

من أجل استئناف حياة إسلامية كريمة

تصان فيها الدماء والأموال والأعراض

ويقام فيها حكم الله عز وجل في الأرض

غير مبالين بما أصابهم ويصيبهم في ذات الله

فإنَّ ذلك من شأنه أن يقضي على كلِّ مظاهر السرف

والدعة، والراحة، بل ويجنبنا الوقوع

فيها مرة أخرى، لنكون ضمن

قافلة المجاهدين، وفي موكب السائرين)


[4321] ((آفات على الطريق)) للسيد محمد نوح (1/37).

3- قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم:

فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

نعم الأسوة والقدوة، وهو الذي يقول

كما يروي ذلك أبو هريرة، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا ))


[4322] رواه مسلم (1055).

(أَي: كفايتهم من غير إسراف

وهو معنى كفافًا، وقيل: هو سدُّ الرمق)


[4323] ((الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج)) للسيوطي (6/284).

4- قراءة سيرة السلف الصالح:

فالصحابة من سلف هذه الأمة والتابعون لهم بإحسان

كانوا ينظرون إلى الدنيا على أنها دار ممرٍّ لا دار مقرٍّ،

وأنهم غرباء مسافرون عنها

ولذلك كان عيشهم كفافًا

فقد رُوي عن عمر بن الخطاب أنَّه دخل على ابنه

عبد الله رضي الله تعالى عنهما فرأي عنده لحمًا

فقال: (ما هذا اللحم ؟

قال: أشتهيه. قال: وكلما اشتهيت شيئًا أكلته؟

كفي بالمرء سرفًا أن يأكل كلَّ ما اشتهاه)

ودخل سلمان على أبي بكر، وهو في سكرات الموت

فقال: أوصني. فقال: (إنَّ الله فاتح عليكم الدنيا

فلا تأخذنَّ منها إلا بلاغًا).


[4324] ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (4/476)

5- أن يفكر في عواقب الإسراف والتبذير.

6- تذكر الموت والدار الآخرة:

فالمسلم حينما يتذكر الموت وأهوال يوم القيامة

والحساب والميزان والجنة والنار

لا شك أن ذلك سيكون خير معين له

على تجنب الإسراف وحياة البذخ

وسيتقرب إلى الله بإنفاق

ما زاد عن حاجاته في أوجه الخير.


ما قيل في التوسط في الأمور

قال تعالى:وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ

وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ [الإسراء: 29]

(عليك بالقصد بين الطريقتين، لا منع ولا إسراف

ولا بخل ولا إتلاف. لا تكن رطبًا فتعصر

ولا يابسًا فتكسر، ولا تكن حلوًا فتسترط

ولا مرًّا فتلفظ. ...


[4329] ((التمثيل والمحاضرة)) للثعالبي (ص 429).

اخوة الاسلام

و لمن يريد الاطلاع علي المزيد

يمكنه من خلال الروابط التالية


ما قيل في التهكُّم على مبذِّر

ذم الإسراف والتبذير في واحة الشعر

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل الاستفادة من خلق اخر








 


رد مع اقتباس
قديم 2021-06-21, 15:26   رقم المشاركة : 77
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

خُلُقِ التعسير

معنى التَّعْسِير لغةً:

العُسْر: نقيض اليُسْر. والعُسْرة والإعسار: قِلَّة ذات اليَد

وأصل هذه المادة يدلُّ على صُعوبةٍ وشِدَّة.

يقال: عسُر الأمر عسرًا وعَسارة

فهو عسير. أي: صعب شديد

وعسِر الأمر وتعسَّر واستعسر

وعسِر الرجل: قلَّ سماحه في الأمور.

وعسَرتُ الغريم أعسُره طلبت منه الدين

على عُسره، وأعسرته كذلك


[4771] ((العين)) للخليل بن أحمد الفراهيدي (1/327)

((تهذيب اللغة)) للأزهري (2/48)

((مقاييس اللغة)) لابن فارس (4/259)

((المصباح المنير)) للفيومي (2/409). .


معنى التَّعْسِير اصطلاحًا:

أن يشدِّد الإنسان على نفسه أو غيره في أمر الدِّين

بالزِّيادة على المشروع

أو في أمر الدُّنيا بترك الأَيْسَر ما لم يكن إثمًا


[4772] ((نضرة النَّعيم)) (9/4209). .

التفريق بين طلب الأكمل في العبادة والتنطع فيها

عن أبي هريرة عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:

((إنَّ الدِّين يُسْرٌ، ولن يُشادَّ الدِّين أحدٌ إلَّا غلبه

فسدِّدوا وقاربوا، وأبشروا

واستعينوا بالغدوة والرَّوحة وشيء مِن الدُّلجة


[4814] الدلجة: هو سير الليل.

((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (2/ 129).

) [4815] رواه البخاري (39) واللَّفظ له، ومسلم (2816). .


قال ابن المنِير:

(في هذا الحديث عَلَمٌ مِن أعلام النُّبوَّة؛

فقد رأينا ورأى النَّاس قبلنا أنَّ كلَّ متنطِّعٍ

في الدِّين ينقطع، وليس المراد منع طلب

الأكمل في العبادة

فإنَّه مِن الأمور المحمودة

بل منع الإفراط المؤدِّي إلى الملَال أو المبالغة

في التَّطوع المفضي إلى ترك الأفضل

أو إخراج الفرض عن وقته

كمن بات يصلِّي اللَّيل كلَّه

ويُغَالِب النَّوم إلى أن غلبته عيناه في آخر اللَّيل

فنام عن صلاة الصُّبح في الجماعة

أو إلى أن خرج الوقت المختار

أو إلى أن طلعت الشَّمس فخرج وقت الفريضة)


[4816] ((فتح الباري)) لابن حجر (1/94). .

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التعسير









رد مع اقتباس
قديم 2021-06-22, 15:05   رقم المشاركة : 78
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذَمُّ التَّعْسِير والنَّهي عنه مِن القرآن الكريم

- قال تعالى: فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا

بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى [الطَّلاق: 6].

تضمنت هذه الآية (معاتبة للأمِّ على المعَاسَرة

كما تقول -لمن تستقضيه حاجةً فيتوانى-:

سيقضيها غيرك. تريد أن تبقى غير مقضيَّة فأنت مَلُومٌ

قال سعدي المفتي: ولا يخلو عن معاتبة الأب -أيضًا-؛

حيث أسقط في الجواب عن حيِّز شرف الخطاب

مع الإشارة إلى أنَّه إن ضُويِقَت الأمُّ في الأجر

فامتنعت مِن الإرضاع لذلك

فلا بدَّ مِن إرضاع امرأة أخرى

وهي -أيضًا- تطلب الأجر في الأغلب الأكثر

والأُمُّ أشفق وأحنُّ، فهي به أولى

وبما ذكرنا يظهر كمال الارتباط بين الشَّرط والجزاء


[4773] ((روح البيان)) لإسماعيل حقي (10/29).

- وقال تعالى: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ

وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة: 280].

قال ابن كثير:

(قوله: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ

وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ :

يأمر تعالى بالصَّبر على المعسر الذي لا يجد وفاءً

فقال: وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ.

أي: لا كما كان أهل الجاهليَّة يقول أحدهم لمدِينه

إذا حلَّ عليه الدَّين: إمَّا أن تقضي وإمَّا أن تُرْبِي.

ثمَّ يندب إلى الوضع عنه

ويَعِدُ على ذلك الخير والثَّواب الجزيل

فقال: وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ .

أي: وأن تتركوا رأس المال بالكليِّة وتضعوه عن المدِين)


[4774] ((تفسير القرآن العظيم)) (1/717).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التعسير









رد مع اقتباس
قديم 2021-06-23, 15:14   رقم المشاركة : 79
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذمُّ التَّعْسِير والنَّهي عنه في السُّنَّة النَّبويَّة

- عن عبد الله بن أبي قتادة، أنَّ أبا قتادة

طلب غريمًا له، فتوارى عنه ثم وجده،

فقال: إني معسر، فقال: آلله؟ قال: آلله؟

قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول: ((من سرَّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة

فلينفِّس عن معسر، أو يضع عنه ))


[4775] رواه مسلم (1563). .

(أي: ليؤخر مطالبة الدين عن المدين المعسر.

وقيل: معناه يفرج عنه، أو يضع عنه، أي: يحط عنه

وهذا مقتبس من مشكاة قوله تعالى:

وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ)


[4776] ((دليل الفالحين)) لمحمد علي البكري الصديقي (7/164). .

قال القاري: (فلينفِّس -بتشديد الفاء المكسورة-

أي: فليؤخِّر مطالبته عن مُعْسِر

أي: إلى مدَّة يجد مالًا فيها، أو يضع -بالجزم-

أي: يحطُّ ويترك عنه

-أي عن المعْسِر- كلَّه أو بعضه. فائدة الفرض

أفضل مِن النَّفل بسبعين درجة إلَّا في مسائل.

الأَوْلَى إبراء المعْسِر مندوب وهو أفضل من إنظاره)


[4777] ((مرقاة المفاتيح)) لملا علي القاري (5/1954). .

- عن أنس رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلَّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم:

((لا تشدِّدوا على أنفسكم فيشدِّد الله عليكم

فإنَّ قومًا شدَّدوا على أنفسهم فشدَّد الله عليهم

فتلك بقاياهم في الصَّوامع والدِّيار

رهبانيَّة ابتدعوها ما كتبناها عليهم))


[4778] رواه أبو داود (4904)

قال ابن تيمية: (ففيه نهي النبي صلى الله عليه وسلم

عن التشدد في الدين بالزيادة على المشروع.

والتشديد: تارة يكون باتخاذ ما ليس بواجب

ولا مستحب: بمنزلة الواجب والمستحب في العبادات

وتارة باتخاذ ما ليس بمحرم

ولا مكروه بمنزلة المحرم والمكروه

في الطيبات؛ وعلل ذلك بأنَّ الذين شددوا

على أنفسهم من النصارى، شدَّد الله عليهم لذلك

حتى آل الأمر إلى ما هم عليه من الرهبانية المبتدعة)


[4779] ((اقتضاء الصراط المستقيم)) (1/322).

وقال ابن القيِّم: (نهى النَّبيُّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم

عن التَّشديد في الدِّين، وذلك بالزِّيادة على المشروع

وأخبر أنَّ تشديد العبد على نفسه هو السَّبب

لتشديد الله عليه، إمَّا بالقَدَر، وإمَّا بالشَّرع

فالتَّشديد بالشَّرع: كما يشدِّد على نفسه بالنَّذر الثَّقيل

فيلزمه الوفاء به، وبالقَدَر: كفعل أهل الوسواس

فإنَّهم شدَّدوا على أنفسهم، فشدَّد عليهم القَدَر

حتى استحكم ذلك، وصار صفة لازمة لهم)


[4780] ((إغاثة اللهفان)) (1/132).

- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال:

((جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج

النبي صلى الله عليه وسلم

يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم

فلما أخبروا كأنهم تقالُّوها

فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟

قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدًا.

وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر.

وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا.

فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم

فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا

أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له

لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد

وأتزوج النساء

فمن رغب عن سنتي فليس مني ))


[4781] رواه البخاري (5063).

قال ابن تيمية معلقًا على هذا الحديث:

(والأحاديث الموافقة لهذا كثيرة في بيان

أنَّ سنته التي هي الاقتصاد: في العبادة

وفي ترك الشهوات؛ خير من رهبانية النصارى

التي هي: ترك عامة الشهوات من النكاح وغيره

والغلو في العبادات صومًا وصلاة)


[4782] ((اقتضاء الصراط المستقيم)) (1/325).

وقال ابن حجر: (قوله: إني لأخشاكم لله وأتقاكم له

فيه إشارة إلى رد ما بنوا عليه أمرهم من أن المغفور

له لا يحتاج إلى مزيد في العبادة بخلاف غيره

فأعلمهم أنَّه مع كونه يبالغ في التشديد في العبادة

أخشى لله وأتقى من الذين يشددون وإنما كان كذلك

لأنَّ المشدد لا يأمن من الملل بخلاف المقتصد

فإنه أمكن لاستمراره وخير العمل ما داوم عليه صاحبه)

[4783] ((فتح الباري)) (9/105).

- عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((مَن أنظر معسِرًا، أو وضع عنه

أظلَّه الله في ظلِّه ))


[4784] رواه مسلم (3006).

قال الطَّحاوي: (الإِعسار قد يكون على العدم الذي

لا يُوصَل معه إلى شيء، وقد يكون على القِلَّة التي

يُوَصل معها، ما إذا أخذ ممَّن عليه الدَّين فَدَحَه

وكَشَفَه، وأضرَّ به، والعُسْرَة تجمعهما جميعًا

غير أنَّهما يختلفان فيها

فيكون أحدهما بها مُعْدَمًا

ولا يكون الآخر منهما بها مُعْدَمًا

وكلُّ مُعْدَمٍ مُعْسِر، وليس كلُّ مُعْسِرٍ مُعْدَمًا

فقد يحتمل أن يكون المعْسِر المقصود

بما في هذه الآثار إليه هو المعْسِر الذي يجد

ما إن أُخِذ منه فَدَحه، وكَشَفه، وأضرَّ به

فمَن أَنْظَر مَن هذه حاله بما له عليه

فقد آثره على نفسه

واستحقَّ ما للمُؤثِرين على أنفسهم

وكان مِن أهل الوَعْد الذي ذكره

رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآثار)


[4785] ((مشكل الآثار)) (8/315).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التعسير









رد مع اقتباس
قديم 2021-06-24, 14:56   رقم المشاركة : 80
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

استكمال ذمُّ التَّعْسِير والنَّهي عنه في السُّنَّة النَّبويَّة

- عن أبي هريرة رضي الله عنه

عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، قال:

((كان تاجر يُدَاين النَّاس، فإذا رأى مُعْسِرًا

قال لصبيانه: تجاوزوا عنه، لعلَّ الله

أن يتجاوز عنَّا، فتجاوز الله عنه ))


[4788] رواه البخاري (2078)، ومسلم (1562).

قال النَّووي: (والتَّجاوز والتَّجوُّز معناهما المسَامَحة

في الاقتضاء والاستيفاء، وقبول ما فيه نقص يسير

كما قال: وأتجوَّز في السِّكة.

وفي هذه الأحاديث فضل إنظار المعْسِر والوضع عنه

إمَّا كلَّ الدَّين، وإمَّا بعضه مِن كثيرٍ أو قليلٍ


وفضل المسَامَحة في الاقتضاء وفي الاستيفاء

سواء استوفى مِن مُوسِر أو مُعْسِر

وفضل الوضع مِن الدَّين

وأنَّه لا يحتقر شيء مِن أفعال الخير

فلعلَّه سبب السَّعادة والرَّحمة.

وفيه جواز توكيل العبيد، والإذن لهم في التَّصرُّف)


[4789] ((شرح النووي على مسلم)) (10/224).

- عن أنس بن مالك قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا ))


[4790] رواه البخاري (69)، ومسلم (1734).

قال النَّووي: (جمع في هذه الألفاظ

بين الشَّيء وضدِّه

لأنَّه قد يفعلهما في وقتين

فلو اقتصر على ((يسِّروا)) لصدق ذلك على

مَن يسَّر مرَّةً أو مرَّات، وعَسَّر في معظم الحالات

فإذا قال: ((ولا تعسِّروا)) انتفى التَّعْسِير

في جميع الأحوال مِن جميع وجوهه

وهذا هو المطلوب، وكذا يقال في: ((يسِّرا ولا تنفِّرا

وتطاوعا ولا تختلفا ))

لأنَّهما قد يتطاوعان في وقت، ويختلفان في وقت

وقد يتطاوعان في شيء، ويختلفان في شيء.

وفي هذا الحديث الأمر بالتَّبشير بفضل الله

وعظيم ثوابه، وجزيل عطائه، وسعة رحمته

والنَّهي عن التَّنْفِير بذكر التَّخويف

وأنواع الوعيد محضة مِن غير ضمِّها إلى التَّبشير.

وفيه تأليف مَن قَرُب إسلامه

وترك التَّشديد عليهم، وكذلك مَن قارب البلوغ

مِن الصِّبيان ومَن بلغ، ومَن تاب مِن المعاصي

كلُّهم يُتَلطَّف بهم، ويُدرَجون في أنواع الطَّاعة

قليلًا قليلًا، وقد كانت أمور الإسلام في التَّكليف

على التَّدريج، فمتى يسَّر على الدَّاخل في الطَّاعة

-أو المريد للدُّخول فيها- سَهُلَت عليه

وكانت عاقبته -غالبًا- التَّزايد منها

ومتى عَسُرت عليه أوشك أن لا يدخل فيها

وإن دَخَل أوشك أن لا يدوم

أو لا يَسْتَحْلِيَها. وفيه أمر الوُلَاة بالرِّفق

واتِّفاق المتشاركين في ولاية ونحوها

وهذا مِن المهمَّات؛ فإنَّ غالب المصالح لا يتمُّ إلَّا بالاتِّفاق

ومتى حصل الاختلاف فات. وفيه وصيَّة الإمام الوُلَاة

وإن كانوا أهل فضل وصلاح

كمعاذ وأبي موسى

فإنَّ الذِّكرى تنفع المؤمنين)


[4791] ((شرح النَّووي على مسلم)) (21/41).

- وعن أبي هريرة قال:

((قام أعرابيٌّ فبال في المسجد، فتناوله النَّاس

فقال لهم النَّبي صلى الله عليه وسلم: دعوه

وأريقوا على بوله سجلًا مِن ماء، أو ذَنُوبًا مِن ماء

فإنَّما بُعِثتُم ميسِّرين، ولم تُبْعَثوا معسِّرين))


[4792] رواه البخاري (220)، ومسلم عن أنس بلفظ آخر (284).

قال العيني: (فيه مراعاة التَّيسير

على الجاهل، والتَّألف للقلوب)


[4793] ((عمدة القاري)) (3/127).

وأولى الناس بالتيسير الداعية إلى الله؛ اقتداء

برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك المفتي عليه

أن يراعي التيسير ورفع الحرج عن الناس.

يقول ابن العربي (إذا جاء السَّائل عن مسألة

فوجدتم له مَخْلَصًا فيها، فلا تسألوه عن شيء

وإن لم تجدوا له مَخْلصًا فحينئذ اسألوه

عن تصرُّف أحواله وأقواله ونيَّته

عسى أن يكون له مَخْلصًا)


[4794] ((أحكام القرآن)) (4/75).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق التعسي

.










رد مع اقتباس
قديم 2021-06-25, 16:53   رقم المشاركة : 81
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

أسباب الوقوع في التَّعْسِير

1- مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأمره بالتيسير.

2- لا يلجأ للتعسير وتعقيد الأمور

إلا من كان في خلقه التواء، وفي طبعه كزازة


[4811] الكزازة: اليبس والانقباض.

((لسان العرب)) لابن منظور (5/400).


وفي تربيته نقص وخلل .

[4812] ((شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة))

لمحمد الهاشمي (ص 265).


3 – حب الدنيا، والتعلق بالمال، دون النظر إلى الغير

أو مراعاتهم، أو تقدير ظروفهم.

4- الجهل بعواقبه الدنيوية والأخروية

والجهل بما يجنيه التيسير من مكاسب وفوائد.

5- ضعف الإيمان، وقلة الدين

والبعد عن مواطن الخير.

6 – مجالسة من يتخلقون به، فمن جالس جانس

وصاحب الأخلاق الرديئة يعدي كما يعدي الأجرب.

7- سوء التربية، فمن تربى في مجتمع يسوده

التشديد في الأمور، والتعسير

فسينشأ على هذا الخلق ويعتاده.

8- تزيين الشَّيطان له.

9- ضعف أواصر المحبَّة والألفة بين المسلمين.

10- قلَّة المربِّين والموجِّهين المخلصين.

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق التعسير










رد مع اقتباس
قديم 2021-06-26, 13:39   رقم المشاركة : 82
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

صور التَّعْسِير

للتَّعْسِير صورٌ كثيرةٌ، أهمُّها ما يلي:

1- التَّعْسِير على المدِين عند تأخُّره عن قضاء الدَّين

-لعدم مقدرته- وعدم إنظاره، ويخرج مِن هذه الصُّورة:

أن يكون المدِين قادرًا على الإعطاء

ومع ذلك يمتنع عن دفع دَيْنِه

فيجوز للدَّائن عندئذ شكايته لولي الأمر

-أو مَن ينوب عنه- لأخذ ماله عَنْوَة

لذا قال صلى الله عليه وسلم:

((مَطْل [4809] المطل: هو ترك إعطاء

ما حل أجله مع طلبه.

((فتح الباري)) لابن حجر (1/ 189).

الغنيِّ ظُلْمٌ )) [4810]

رواه البخاري (2287)، ومسلم (1564).
.

2- التَّعْسِير في النَّفقة، وهي تضييق الرَّجل

على أهله في النفقة، ولها حالتان:

أولًا: إذا كان هذا بغير اختياره فلا شيء عليه

كما قال تعالى: لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ

رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا

إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا [الطَّلاق: 7].

ثانيًا: إذا كان هذا باختياره -مع مقدرته على الإنفاق

عليهم بما يسدُّ حاجتهم- فيحرم عليه

كما قال تعالى: وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ [الطَّلاق: 6].

3- التَّعْسِير مع الأجير: بعدم إعطائه حقَّه كاملًا، أو ببخسه

4- التَّعْسِير على مَن أراد النِّكاح بالمغالاة في مهور النِّكاح

بل واشتراط بعض الشُّروط الخارجة عن المهر: كحجز

قاعة لإقامة العرس

وغيره ممَّا يدفع الشَّباب للعزوف عن النِّكاح.

5- التَّعْسِير على الفقير والمحتاج.

6- تَعْسِير ولاة الأمور على الرَّعية: بعدم تلبية حاجاتهم

أو وضع العوائق الكثيرة للحصول على تلك الحاجيات.

7- استعمال الشدة في الدَّعوة والأمر بالمعروف

والنَّهي عن المنكر

فالأمر بالمعروف لا يكون إلَّا بالمعروف

والنَّهي عن المنكر يكون غير منكر.

8- تَعْسِير المرء على نفسه: فربما يترك الأخذ بالرخصة

فيقع في حرج ومشقة، معسِّرًا على نفسه

مع أنَّ الله سبحانه يحب أن تُؤتَى رخصه

وقد رفع عنا الحرج

وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ [الحج: 78]

يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة: 185].

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق التعسير










رد مع اقتباس
قديم 2021-06-30, 14:26   رقم المشاركة : 83
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

أسباب الوقوع في التَّعْسِير

1- مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأمره بالتيسير.

2- لا يلجأ للتعسير وتعقيد الأمور

إلا من كان في خلقه التواء، وفي طبعه كزازة


[4811] الكزازة: اليبس والانقباض.

((لسان العرب)) لابن منظور (5/400).


، وفي تربيته نقص وخلل

[4812] ((شخصية المسلم

كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة))

لمحمد الهاشمي (ص 265).


3 – حب الدنيا، والتعلق بالمال

دون النظر إلى الغير أو مراعاتهم، أو تقدير ظروفهم.

4- الجهل بعواقبه الدنيوية والأخروية

والجهل بما يجنيه التيسير من مكاسب وفوائد.


5- ضعف الإيمان، وقلة الدين

والبعد عن مواطن الخير.

6 – مجالسة من يتخلقون به، فمن جالس جانس

وصاحب الأخلاق الرديئة يعدي كما يعدي الأجرب.

7- سوء التربية، فمن تربى في مجتمع يسوده التشديد

في الأمور، والتعسير

فسينشأ على هذا الخلق ويعتاده.

8- تزيين الشَّيطان له.

9- ضعف أواصر المحبَّة والألفة بين المسلمين.

10- قلَّة المربِّين والموجِّهين المخلصين.


اخوة الاسلام

و لمن يريد الاطلاع علي المزيد

يمكنه من خلال الروابط التالية


أقوال السَّلف والعلماء في التَّعْسِير

ذم التَّعْسِير في واحة الشِّعر

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل الاستفادة من خلق اخر









رد مع اقتباس
قديم 2021-12-08, 15:37   رقم المشاركة : 84
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

خُلُقِ التقليد

التقليد لغةً:

التقليد: وضع الشيء في العنق مع الإحاطة به

ويسمى ذلك قلادة، ويأتي بمعنى الإلزام

والتناوب وأصل هذه المادة يدل على تعليق شيء وليه به


((المطلع على ألفاظ المقنع)) لمحمد بن أبي الفتح البعلي (87)

وانظر: ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/19)

((لسان العرب)) لابن منظور (3/366)

((مختار الصحاح)) للرازي (259)

((الصحاح)) للجوهري (2/527)

((أساس البلاغة)) للزمخشري (2/96).


التقليد اصطلاحًا:

قال ابن تيمية: التقليد هو قبول القول بغير دليل

((المسودة)) (462).

وقال الجرجاني:

(عبارة عن اتباع الإنسان غيره فيما يقول أو يفعل

معتقدًا للحقيقة فيه

من غير نظر وتأمل في الدليل)


((التعريفات)) (64).

الفرق بين التقليد والاتباع:

كل من اتبعت قوله من غير أن يجب عليك

قبوله لدليل يوجب ذلك- فأنت مقلده

والتقليد في دين الله غير صحيح.


وكل من أوجب عليك الدليل اتباع قوله فأنت متبعه

والاتباع في الدين مسوغ


انظر: ((جامع بيان العلم وفضله)) لابن عبد البر (2/992).

- الفرق بين العلم والتقليد:

أنَّ العلم هو اعتقاد الشيء على ما هو به على سبيل الثقة.

والتقليد قبول الأمر ممن لا يُؤمن عليه الغلط بلا حجة

((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (97).

- الفرق بين التقليد والتنحيت:

أن التنحيت هو الاعتقاد الذي يعتدُّ به الإنسان

من غير أن يرجحه على خلافه

أو يخطر بباله أنه بخلاف ما اعتقده

وهو مفارق للتقليد ما يُقلَّد فيه الغير

والتنحيت لا يُقلَّد فيه أحد


((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (97).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق التقليد










رد مع اقتباس
قديم 2021-12-09, 14:58   رقم المشاركة : 85
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذمُّ التقليد والتبعية والنهي عنهما في القرآن الكريم

- قال تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ

قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ

شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ

إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ [البقرة: 170-171].


قال السعدي: (أخبر تعالى عن حال المشركين

إذا أُمِروا باتِّباع ما أنزل الله على رسوله -ممَّا تقدَّم وصفه-

رغبوا عن ذلك، وقالوا: بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا

فاكتفوا بتقليد الآباء، وزهدوا في الإيمان بالأنبياء

ومع هذا فآباؤهم أجهل النَّاس، وأشدُّهم ضلالًا

وهذه شبهة -لردِّ الحقِّ- واهيةٌ

فهذا دليلٌ على إعراضهم عن الحقِّ، ورغبتهم عنه

وعدم إنصافهم، فلو هُدُوا لرُشْدِهم، وحسن قصدهم

لكان الحقُّ هو القَصْد، ومن جعل الحقَّ قصده

ووازن بينه وبين غيره، تبيَّن له الحقُّ قطعًا

واتَّبعه إن كان مُنصفًا.


ثمَّ قال تعالى: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ

بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ [البقرة: 171].


لـمَّا بيَّن تعالى عدم انقيادهم لِمَا جاءت به الرُّسل

وردَّهم لذلك بالتَّقليد، عُلِم مِن ذلك أنَّهم غير قابلين للحقِّ

ولا مستجيبين له، بل كان معلومًا لكلِّ أحدٍ أنَّهم

لن يزُولُوا عن عنادهم، أخبر تعالى أنَّ مَثَلَهم عند دعاء الدَّاعي

لهم إلى الإيمان، كمَثَل البهائم التي ينعِق لها راعيها

وليس لها علمٌ بما يقول راعيها ومناديها، فهم يسمعون

مجرَّد الصَّوت الذي تقوم به عليهم الحجَّة، ولكنَّهم لا يفقهونه

فقهًا ينفعهم، فلهذا كانوا صمًّا لا يسمعون الحقَّ سماع

فهمٍ وقبول، عُمْيًا لا ينظرون نظر اعتبار

بُكْمًا فلا ينطقون بما فيه خيرٌ لهم


((تيسير الكريم الرحمن)) (81).

وقال القرطبي: (قال علماؤنا:

وقوَّة ألفاظ هذه الآية تعطي إبطال التَّقليد

ونظيرها: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ

وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا [المائدة: 104] الآية)


((الجامع لأحكام القرآن)) (2/211).

- وقال تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى

الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ

آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ [المائدة: 104].

أي: إذا دُعوا إلى دين الله وشرعه وما أوجبه

وترك ما حرَّمه، قالوا: يكفينا ما وجدنا عليه الآباء والأجداد

مِن الطَّرائق والمسالك، قال الله تعالى:

أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا أي: لا يفهمون حقًا

ولا يعرفونه، ولا يهتدون إليه، فكيف يتَّبعونهم والحالة هذه؟

! لا يتَّبعهم إلَّا مَن هو أجهل منهم، وأضلُّ سبيلًا


((تفسير القرآن العظيم)) (3/211).

- وقال -سبحانه-: قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا

عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ

وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ [يونس: 78].


أي: أجئتنا لتصدَّنا عمَّا وجدنا عليه آباءنا مِن الشِّرك

وعبادة غير الله، وتأمرنا بأن نعبد الله وحده لا شريك له؟!

فجعلوا قول آبائهم الضَّالين حُجَّةً

يردُّون بها الحقَّ الذي جاءهم به موسى -عليه السَّلام-


((التَّصوير النَّبوي للقيم الخلقية والتشريعيَّة)) لعلي صبح (ص 178).

- وقوله تعالى: قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ [الأنبياء: 53].

- وقال: قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ [الشُّعراء: 74].

قال ابن كثير: (لم يكن لهم حُجَّة سوى صنيع آبائهم الضُّلَّال)

((تفسير القرآن العظيم)) (5/348).

وقال: (يعني: اعترفوا بأنَّ أصنامهم لا تفعل شيئًا

مِن ذلك، وإنَّما رأوا آباءهم كذلك يفعلون

فهم على آثارهم يُهرَعون)


((تفسير القرآن العظيم)) (6/146).

وقال ابن عبد البر بعدما سرد الآيات

التي فيها ذم التقليد كقوله تعالى:

- إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ

وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ

مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ

أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ [البقرة: 166-167]

- وقوله: إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا

عَاكِفُونَ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ []الأنبياء: 52-53[. ]


وقوله: إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا [الأحزاب: 67].

قال: (وقد احتج العلماء بهذه الآيات في إبطال التقليد

ولم يمنعهم كفر أولئك من جهة الاحتجاج بها

لأن التشبيه لم يقع من جهة كفر أحدهما وإيمان الآخر

وإنما وقع التشبيه بين التقليدين بغير حجة للمقلد

كما لو قُلِّد رجل فكفر، وقُلِّد آخر فأذنب، وقُلِّد آخر

في مسألة دنياه فأخطأ وجهها، كان كلُّ واحد ملومًا

على التقليد بغير حجة؛ لأنَّ كلَّ ذلك تقليد يشبه

بعضه بعضًا، وإن اختلفت الآثام فيه)


((جامع بيان العلم وفضله)) لابن عبد البر (2/977).

ذمُّ التقليد والتبعية والنهي عنهما في السُّنَّة النَّبويَّة

- عن عدي بن حاتم: ((أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

وفي عنقي صليب، فقال لي: يا عدي بن حاتم، ألق هذا الوثن

من عنقك. وانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة حتى أتى على هذه الآية

اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ [التوبة: 31].

قال: قلت: يا رسول الله، إنا لم نتخذهم أربابًا، قال: بلى

أليس يحلون لكم ما حرم عليكم فتحلونه

ويحرموه عليكم ما أحل الله لكم فتحرمونه؟

فقلت: بلى، قال: تلك عبادتهم ))


رواه الترمذي (3095)

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق التقليد










آخر تعديل *عبدالرحمن* 2021-12-10 في 13:47.
رد مع اقتباس
قديم 2021-12-10, 14:11   رقم المشاركة : 86
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

صور التقليد والتبعية

1- الذي يقلِّد غيره في أصل عقيدته

كما فعل قوم إبراهيم وغيرهم:


قال تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ

قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا

أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ [المائدة: 104].

2- الذي يقلِّد غيره في أخلاقه ولو ساءت

كما ذكر الله تعالى عن أهل الجاهلية في قوله:

وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا

بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ

مَا لاَ تَعْلَمُونَ [الأعراف: 28].


3- الإمَّعة في فروع الدِّين، ومِن ذلك: التَّعصُّب المذهبي:

كالذي يقلِّد غيره في العبادات حتى لو أخطأ

وظهر له الدَّليل على خطئه، كما في التَّعصُّب المذهبي.


4- التَّشبُّه بالكفَّار في عاداتهم وتقاليدهم

وهذا واضح في تقليد كثير مِن المسلمين لغيرهم في كثير

مِن العادات والتَّقاليد، حتى حقَّقوا في ذلك وصف الإمَّعة:


إليك بعض الأمثلة

عيد الأمِّ، عيد شمِّ النَّسيم، عيد الحبِّ... وغيرها

. فكلُّ ذلك مِن العادات التي غالبًا ما يُسأل عنها فاعلوها

فيقولون: هكذا يفعل النَّاس!!

وقد سُئل محمَّد بن صالح العثيمين السُّؤال التَّالي:

(انتشر في الآونة الأخيرة الاحتفال بعيد الحبِّ

-خاصة بين الطَّالبات- وهو عيد مِن أعياد النَّصارى

ويكون الزيُّ كاملًا باللَّون الأحمر -الملْبَس والحذاء-

ويتبادلن الزُّهور الحمراء، نأمل مِن فضيلتكم

بيان حكم الاحتفال بمثل هذا العيد

وما توجيهكم للمسلمين في مثل هذه الأمور

والله يحفظكم ويرعاكم؟.

فأجاب: الاحتفال بعيد الحبِّ لا يجوز؛ لوجوه:


الأوَّل: أنَّه عيدٌ بدعيٌّ لا أساس له في الشَّريعة.

الثَّاني: أنَّه يدعو إلى العشق والغرام.

الثَّالث: أنَّه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التَّافهة

المخالفة لهدي السَّلف الصَّالح -رضي الله عنهم-.


فلا يحلُّ أن يحدث في هذا اليوم شيء مِن شعائر العيد

سواءً كان في المآكل، أو المشارب، أو الملابس

أو التَّهادي، أو غير ذلك.

وعلى المسلم أن يكون عزيزًا بدينه

وأن لا يكون إمَّعة يتبع كلَّ ناعق)


((مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين)) (16/199-200).

5- التَّبعيَّة السِّياسية

مثل ما يطالب به الكثيرون اليوم مِن جعل الدَّولة مدنيَّةً

على غرار مدنيَّة الغرب التي تعني إقصاء الدِّين.


6- الإمَّعة في الصَّحافة والإعلام

بنشر كلِّ ما يقال بدون تثبُّت وتروٍّ، ويا ليتهم يعقلون

قوله تعالى: وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ

وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ

يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ

لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً [النَّساء: 83].


7- ذو الوجهين نوع مِن الإمَّعة:

قال الغزالي: (وقد اتَّفقوا على أنَّ ملاقاة الاثنين بوجهين نفاق

وللنِّفاق علامات كثيرة وهذه مِن جملتها)

((إحياء علوم الدين)) (4/272).

8- مُسَايرة الواقع:

ومِن صور الإمَّعة: فتنة مُسَايرة الواقع

فهي كثيرة ومتنوعة اليوم بين المسلمين

وهي تترواح بين الفتنة وارتكاب الكبائر أو الصَّغائر

أو التَّرخُّص في الدِّين، وتتبُّع زلَّات العلماء

لتسويغ المخالفات الشَّرعية النَّاجمة عن مسايرة الرَّكب

وصعوبة الخروج عن المألوف

واتِّباع النَّاس إن أحسنوا أو أساؤوا.

ومَن هذه حاله يَنطَبق عليه وصف الإمَّعة

((مجلة البيان)) العدد (147)

من مقال (فتنة مسايرة الواقع) لعبد العزيز الجليل.


من هو الإمعة؟

الإمَّعةُ والإِمَّعُ -بكسر الهمزة وتشديد الميم-:

الذي لا رأْي له ولا عَزْم، فهو يتابع كلَّ أَحدٍ على رأْيِه

ولا يثْبُت على شيء، والهاء فيه للمبالغة

ولا نظير له إِلَّا رجل إِمَّرٌ وهو: الأَحمق.

قال الأَزهري:

وكذلك الإِمَّرةُ وهو الذي يوافق كلَّ إنسان على ما يُريده


((لسان العرب)) لابن منظور (8/340)

وانظر: ((الصحاح)) للجوهري (3/1183)

((غريب الحديث)) للقاسم بن سلَّام (4/50).


وقال الزَّمخشري:

(الإمَّعة: الذي يَتْبَع كلَّ ناعقٍ

ويقول لكلِّ أحدٍ: أنا معك

لأنَّه لا رَأْي له يرجع إليه)

((الفائق)) للزَّمخشري (1/57).

وقال ابن الأثير: (الإمَّعة:

الذي لا رأي له، فهو يتابع كلَّ أحد على رأيه

وقيل: هو الذي يقول لكلِّ أحدٍ: أنا معك)

((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (1/67).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق التقليد










آخر تعديل *عبدالرحمن* 2021-12-10 في 14:18.
رد مع اقتباس
قديم 2021-12-10, 17:21   رقم المشاركة : 87
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

أقوال السَّلف والعلماء في التقليد والتبعية

- عن ابن مسعود رضي الله عنه أنَّه كان يقول:

(اغْدُ عالما أو متعلِّمًا، ولا تَغْد إمَّعة فيما بين ذلك )

رواه الطَّحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (15/407)

وأبو خيثمة في ((كتاب العلم)) (116)

وصححه ابن القيم في ((إعلام الموقعين)) (2/160).


- وعنه -أيضًا- قال: (أَلَا لا يقلِّدنَّ أحدكم دينه رجلًا

إن آمن: آمن، وإن كفر: كفر

وإن كنتم لا بدَّ مقتدين، فاقتدوا بالميِّت

فإنَّ الحيَّ لا يُؤمن عليه الفتنة)


رواه الطَّبراني في (9/152) (8764)

قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (1/185):

رجاله رجال الصحيح.


- وعنه -أيضًا- قال: (لا يكون أحدكم إمَّعة

قالوا: وما الإمَّعة يا أبا عبد الرَّحمن؟

قال: يقول: إنَّما أنا مع النَّاس، إن اهتدوا اهتديت

وإن ضلُّوا ضللت، ألَا ليوطِّن أحدكم نفسه

على إن كفر النَّاس، أن لا يكفر )


رواه الطَّبراني في (9/152) (8765)

قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (1/185):

فيه المسعودي، وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات‏‏.


- وعنه -أيضًا- قال: (لا يكوننَّ أحدكم إمَّعة

قالوا: وما الإمَّعة؟ قال: يجري مع كلِّ ريح)

ذكره الغزَّالي في ((إحياء علوم الدين)) (3/158).

- وقال الخلَّال: وأخبرني حرب بن إسماعيل الكِرْماني

قال: (قلت لإسحاق -يعني ابن راهوية-

ما معنى قوله: (لا يكون أحدكم إمَّعة)؟

قال: يقول: إن ضلَّ النَّاس ضللت، وإن اهتدوا اهتديت)


(شرح السُّنَّة)) (3/560) ح (944).

- قال عبد الله بن مسعود: (ليوطِّننَّ المرء نفسه

على أنَّه إن كفر مَن في الأرض جميعًا لم يكفر

ولا يكوننَّ أحدكم إمَّعة، قيل: وما الإمَّعة؟

قال: الذي يقول: أنا مع النَّاس؛ إنَّه لا أسوة في الشَّرِّ)


((المعجم الكبير)) للطبراني (9/152).

- وفي رواية: (إذا وقع النَّاس في الفتنة

فقل: لا أسوة لي بالشَّرِّ)


((المعجم الكبير)) للطبراني (9/128)

وقال الهيثمي في ((المجمع)) (7/584):

فيه خديج بن معاوية، وثَّقه أحمد وغيره وضعَّفه جماعةٌ.


- وعن الفضيل بن عياض قال: (اتَّبع طريق الهدى

ولا يضرُّك قلَّة السَّالكين، وإيَّاك وطرق الضَّلالة

ولا تغتـرَّ بكثرة الهالكين)


((الاعتصام)) للشاطبي (1/112).

- و(عن كُمَيْل بن زياد أنَّ عليًّا رضي الله عنه قال:

يا كُمَيل: إنَّ هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها للخير

والنَّاس ثلاثة: فعالم ربَّانيٌّ، ومتعلِّم على سبيل نجاة

وهمج رعاع أتباع كلِّ ناعق، لم يستضيئوا بنور العلم

ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق.. إلى أن قال:

أُفٍّ لحامل حقٍّ لا بصيرة له، ينقدح الشَّكُّ في قلبه بأول

عارض مِن شبهة، لا يدري أين الحقُّ، إن قال أخطأ

وإن أخطأ لم يدر، مشغوفٌ بما لا يدري حقيقته

فهو فتنةٌ لمن فُتن به)


رواه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/79)

وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (50/255)

قال ابن عساكر: طريق غريب.


- وعن ابن مسعود أنه قال :

( كنا ندعو الإمعة في الجاهلية الذي يدعى إلى الطعام

فيهذب معه بآخر، وهو فيكم المحقب دينه الرجال الذي

يمنح دينه غيره، فيما ينتفع به ذلك الغير

في دنياه، ويبقى إثمه عليه)


] ((شرح مشكل الآثار)) للطحاوي (15/407).

- وقال ابن القيم: (وكانوا يسمون –

أي: الصحابة والتابعون- المقلد الإمعة ومحقب دينه

كما قال ابن مسعود: الإمعة الذي يحقب دينه الرجال

وكانوا يسمونه الأعمى الذي لا بصيرة له

ويسمون المقلدين أتباع كل ناعق

يميلون مع كل صائح)


((إعلام الموقعين)) (2/184).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق التقليد










آخر تعديل *عبدالرحمن* 2021-12-10 في 17:22.
رد مع اقتباس
قديم 2021-12-11, 13:00   رقم المشاركة : 88
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

آثار التقليد والتبعية

1- التفرق والميل عن سبيل الله:

قال تعالى: وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ

السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام: 153].

2- الخذلان وفقدان النصير:

قال تعالى:وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ

قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ

مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ [البقرة: 120].

قال تعالى: قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم

مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى

إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا

فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ

وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ


بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ [الأعراف: 38-39]

4- التبرؤ والحسرة:

قال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً

يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ

ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ

إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ


بِهِمُ الأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا

تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ

وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ [البقرة: 165-167

5- العذاب المهين والاستقبال المشين في جهنم:

قال تعالى:هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ

الْمِهَادُ هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ هَذَا


فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لا مَرْحَبًا

بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ [ص: 55-60].

6- التخاصم والتلاوم:

قال تعالى: وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ

تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم

مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ


فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ

إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ [الصافات: 27-34].

7- التقليد يعمي عن إدراك الحقائق


((لوامع الأنوار البهية)) للسفاريني (1/48).

الوسائل المعينة على ترك التقليد والتبعية

1- الاعتبار بمصارع القرون الأولى:

قال تعالى: فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا

وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ

وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا [العنكبوت: 40].

2- اتباع القدوة الحسنة:

قال تعالى: أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ [الأنعام: 90].

3- إظهار الصورة المنفرة للمقلدين:

قال سبحانه: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ

لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا

أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف: 179].

4- الشعور بالمسؤولية الفردية:

فإن المقلد على غير هدى يتحمل تبعة تقليده

ولا يدفع المتبوعين عنه شيئًا، قال تعالى:

مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ

عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الإسراء: 15].



اخوة الاسلام

و لمن يريد الاطلاع علي المزيد

يمكنه من خلال الروابط التالية


التقليد والتبعية في الأمثال

ذم التقليد والتبعية في واحة الشِّعر

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل الاستفادة من خلق اخر










رد مع اقتباس
قديم 2021-12-13, 11:56   رقم المشاركة : 89
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

خُلُق الجَزَع

معنى الجَزَع لغةً:

الجَزَع، بالتَّحريك: نقيض الصَّبر.

وقد جَزِع يَجْزَع جَزَعًا فهو جازِع، فإذا كَثُر منه الجَزَع

فهو جَزُوع. والجَزُوع:

ضدُّ الصَّبور على الشَّرِّ. وأَجْزَعه غيره


((الصحاح)) للجوهري (3/1196)

((تهذيب اللغة)) للأزهري (1/221).


معنى الجَزَع اصطلاحًا:

قال أبو هلال:

(الجَزَع: إظهار ما يلحق المصَاب مِن المضَض والغَمِّ)

((الفروق)) (ص 200).

وقال الرَّاغب:

(والجَزَع هو: حُزْن يَصْرِف الإنسان

عمَّا هو بصدده، ويَقْطَعه عنه)


((المفردات)) (194-195).

وقال ابن فارس:

(هو انقطاع المنَّة عن حَمْل ما نزل)

((مقاييس اللغة)) (1/453).

- الفرق بين الجَزَع والفَزَع:

قال الرَّاغب: (الفَزَع والجَزَع أخوان

لكن الفَزَع ما يعتري الإنسان مِن الشَّيء المخِيف

والجَزَع ممَّا يعتري مِن الشَّيء المؤلم

والفَزَع لفظ عام، سواء كان عارضًا

عن أمارة ودلالة، أو حاصلًا لا عن ذلك)


((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) (ص 234).

- الفرق بين الجَزَع ورِقَّة القلب:

قال ابن القيِّم: (والفرق بين رِقَّة القلب والجَزَع:

أنَّ الجَزَع ضعفٌ في النَّفس، وخوفٌ في القلب

يمدُّه شدَّة الطَّمع والحرص

ويتولَّد مِن ضعف الإيمان بالقَدَر...

فمتى عَلِم أنَّ المقَدَّر كائنٌ- ولا بدَّ- كان الجَزَع

عناءً محضًا ومصيبة ثانية. أمَّا رِقَّة القلب فإنَّها مِن الرَّحمة

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرَقَّ النَّاس قلبًا

وأبعدهم مِن الجَزَع

فرِقَّة القلب رأفةٌ ورحمةٌ

وجَزَعُه مرضٌ وضعفٌ، فالجَزَع حال قلبٍ مريضٍ بالدُّنيا

قد غشيه دخان النَّفس الأمَّارة، فأخذ بأنفاسه

وضيَّق عليه مسالك الآخرة

وصار في سجن الهوى والنَّفس، وهو سجنٌ ضيِّق الأرجاء

مظلم المسلك، فانحصار القلب وضيقه يجعله يَجْزَع

مِن أدنى ما يصيبه ولا يحتمله

فإذا أشرق فيه نور الإيمان واليقين بالوعد

وامتلأ مِن محبَّة الله وإجلاله

رَقَّ وصارت فيه الرَّأفة والرَّحمة

فتراه رحيمًا رقيق القلب بكلِّ ذي قُرْبَى ومسلم

يرحم النَّملة في جحرها، والطَّير في وَكْرِه

فضلًا عن بني جنسه، فهذا أقرب القلوب مِن الله تعالى)


((الروح)) (ص 250).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق الجَزَع










رد مع اقتباس
قديم 2021-12-14, 13:18   رقم المشاركة : 90
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

أخوة الإسلام

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

ذَمُّ الجَزَع والنَّهي عنه في القرآن الكريم

قال تعالى: أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ [إبراهيم: 21.]

قال ابن عاشور: (وجملة أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا

مِن كلام الذين استكبروا. وهي مستأنفة تُبين عن سؤالٍ مِن الضُّعفاء

يستفتون المستكبرين: أيصبرون أم يجزعون

تطلُّبًا للخلاص مِن العذاب، فأرادوا تأييسهم مِن ذلك، يقولون

: لا يفيدنا جَزَعٌ ولا صَبْرٌ، فلا نجاة مِن العذاب.

فضمير المتكلِّم المشارك شامل للمتكلِّمين والمجابين

جمعوا أنفسهم إتمامًا للاعتذار عن توريطهم)


((التحرير والتنوير)) (13/217).

- وقال تعالى: إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا

وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلاَّ الْمُصَلِّينَ [المعارج: 19-22].


قال السعدي: (فيَجْزَع إن أصابه فقرٌ أو مرضٌ

أو ذهابُ محبوبٍ له، مِن مالٍ أو أهلٍ أو ولد

ولا يستعمل في ذلك الصَّبر والرِّضا بما قضى الله)


((تيسير الكريم الرحمن)) (ص 887).

- وقال تعالى: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ [يوسف: 18].

قال ابن القيِّم: (لا جَزَعَ فيه)

((بدائع الفوائد)) (4/175).

- وقال تعالى: وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ

أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا [يونس: 12].


قال ابن كثير عند هذه الآية:

(يخبر تعالى عن الإنسان وضجره وقلقه إذا مسَّه الضُرُّ

وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ [فصلت: 51]

أي: كثير، وهما في معنى واحد

وذلك لأنَّه إذا أصابته شدَّةٌ قَلِقَ لها، وجَزِع منها

وأكثرَ الدُّعاء عند ذلك

فدعا الله في كَشْفِها ورَفْعِها عنه ...)


((تفسير القرآن العظيم)) (4/252).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُق الجَزَع










آخر تعديل *عبدالرحمن* 2021-12-14 في 13:19.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:43

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2023 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc