[صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني إسرائيل
قال سبحانه وتعالى في كتابه العظيم : {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } ( النمل 76) )
من خلال التطعيم الذي تلقيناه من الكهنوت الاعرابي والذي اكسبنا مناعة ضد الحق حتى اصبح التخلص من أثار هذا اللقاح الاعرابي امرا مستحيلا من جسم الامة الا اذا رجع الى الحق القطعي الثابت من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم دون وساطة ووصاية اعرابية .
فان ذكر بنو إسرائيل اشمأزت النفوس وتقززت الابدان وتجهمت الوجوه وحضر اللعن بكل لفظ مدرك في قواميس اللغات .فهم حسب هذا الزبور الموروث
- أشد الناس عداوة للمؤمنين
- يقتلون الأنبياء والمرسلين
-حرفوا التوراة وزيفوا كلام الله وافتروا عليه
-نقْض المواثيق والعهود
ومن أوصافهم
-الاستِهزاء بالدِّين وشَعائره
-أكْل الرِّبا والمال الحرام
-قَسوَة القلب
-الجبن وحبُّ الدُّنيا
-الذلة والمسكنة
فمن هو إسرائيل ؟
ومن هم بنو إسرائيل ؟
وهل توجد ايات بينات من القران تخاطب بني إسرائيل كمون أساسي في شبه الجزيرة العربية ؟
وهل يوجد لصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من بني إسرائيل ؟
وما غاية الكهنوت الاعرابي في طمس هذه الحقائق القطعية ؟
أولا من هو إسرائيل :
قال الشوكاني -رحمه الله- في تفسيره فتح القدير 1/91: اتفق المفسرون على أن إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، ومعناه عبد الله، لأن "إسر" في لغتهم هو العبد، و"إيل" هو الله، قيل: إن له اسمين، وقيل: إسرائيل لقب له.
فاسرائيل هو سيدنا يعقوب ابن إسحاق ابن إبراهيم -عليهم السلام-، وانتقل هو وذريته إلى مصر حين أرسل لهم يوسف -عليه السلام- رسولًا أن ائتوني بأهلكم أجمعين، وتمكنوا في مصر إلى أن جاء فرعون واستعبد ذرية إسرائيل واستحيا نساءهم وقتل أبناءهم، وبنو إسرائيل كانوا مسلمين على دين إبراهيم فيهم الصالحون وفيهم اغير ذلك، أما اليهود فهم الذين عبدوا العجل ثم تابوا وهم فئة من بني إسرائيل على زمن موسى -عليه السلام- وذكر الله -تعالى- سيدنا يعقوب في القرآن بكلا الاسمين:
يعقوب وإسرائيل، وذكر لفظ بني إسرائيل كثيراً في القرآن الكريم لأنَّ كثيرًا من الأنبياء كانوا من بني إسرائيل وفي قصصهم الكثير من المواعظ والعبر، فسيدنا يوسف وموسى وهارون -عليهم السلام- على سبيل المثال كانوا من بني إسرائيل
قال تعالى: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (آل عمران (93
يقول ابن كثير في تفسيره: إن إسرائيل هو نبي الله يعقوب، ويُناديهم الله بأبيهم كأنه يقول لهم: يا بني العبد الصالح المُطيع لله، كونوا مثل أبيكم في متابعة الحق، كما تقول: يا بن الكريم، افعل كذا، يا بن الشُّجاع، بارِز الأبطال، يا بنَ العالِم، اطلب العِلم ونحو ذلك، ومِن ذلك أيضًا قوله تعالى: ï´؟ ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ï´¾ [الإسراء: 3]، فإسرائيل هو يعقوب، والدليل على ذلك ما رواه ابن عباس قال: حضرتْ عِصابة مِن اليهود نبيَّ الله -صلى الله عليه وسلم- فقال لهم: ((هل تعلمون أنَّ "إسرائيل" يعقوب؟))، قالوا: اللهم نعم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((اللهم اشهد))، وقال ابن عباس: إن إسرائيل كقولك: "عبدالله"
وذهب اخرون من المتأخرين الى أن إسرائيل ليس يعقوب
بل هو رجل صالح ليس من ذرية النَّبيِّ إبراهيم ولهم في ذلك دلائلهم
قال تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا} (مريم 58).
لقد ذكر النَّصُّ (وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ) وذريته تبدأ من إسحاق، ويعقوب، ويوسف، ومن يأتي بعدهم، فالنَّبيُّ يعقوب هو من ذرية النَّبيِّ إبراهيم عليهم السلام جميعاً، والخطاب يتضمنه ضرورة، وبما أن النَّصَّ قد ذكر (إسْرَائِيلَ) معطوفاً على النَّبيِّ إبراهيم، فقطعاً غير داخل في خطاب (وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ) لأن ذلك عبث، وحشو، منزه عنه النَّصُّ القرءاني، والمقصود هو اشتراك النَّبيِّ إبراهيم، وإسرائيل في جملة (وَمِن ذُرِّيَّةِ) بمعنى، ومن ذرية إبراهيم، ومن ذرية إسرائيل، وعدم تكرار كلمة (ذرية) لإسرائيل هو للدلالة على اشتراك ذريتهما وتداخلهما معاً.
وبنو إسرائيل هم أرومة القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية، ويحتضنون ذرية النَّبيِّ إبراهيم، وهم من ذرية ممن حملنا مع نوح {وَآتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً _ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً} الإسراء2-3، ولا علاقة لليهود بذلك قط.
– والدليل الآخر: هو أن يعقوب قد ذكره الله في كتابه بأنه نبي وإمام{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ *وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} (الأنبياء 72-73) {فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً} (مريم 49).
بينما لم يذكر الله إسرائيل كنبيٍّ أبداً، مع ذكر نبوة الجميع فرداً، فرداً. ما يدل على أن إسرائيل ليس نبياً، وبالتالي ليس هو النبيَّ يعقوب.
– والدليل الثالث: هو أن النَّبيَّ لا يحق له فعل التحريم لشيء أبداً، لا على نفسه، ولا على غيره، لأنه مأمور باتِّباع ما أنزل الله عليه، وفي حال مخالفة هذا الأمر من قبل النَّبيِّ سرعان ما ينزل التنبيه والتصويب لإرجاع الأمور إلى نصابها، كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (التحريم 1)، بينما نجد أن إسرائيل قد قام بتحريم بعض الأمور على نفسه دون أمر من الله ظناً منه أنه يتزلف إلى الله بذلك التحريم، ولم ينزل عليه أي وحي إلهي يصوِّب له هذا الفعل، الذي ما ينبغي أن يفعله، لأن صفة التحريم هي صفة فعل لله لا يشاركه فيها أحد.
قال تعالى: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (آل عمران (93).
– الدليل الرابع: لم يذكر النَّصُّ القرءاني صراحة أن النَّبيَّ يعقوب قد قام بتحريم أي أمر من تلقاء نفسه، وإنما ذكره دائماً بالنُّبوَّة والاتِّباع للوحي، وفعل الخيرات، وجعله إمام هداية للناس، بخلاف إسرائيل فقد حرَّم على نفسه ما أحلَّ الله له.
{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ *وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} (الأنبياء 72-73).
وعلى كل حال فإسرائيل نبي من انبياء الله عليهم السلام او رجل موحد
يتبع باذن الله عز وجل
[/size][/font]