ماهي مظاهر "زواج المتعة" بين النظام والإسلام السياسي في الداخل؟ ماهي أسبابه؟ وماهي مآلاته؟
بداية يجب أن نميز بين نوعين من المعارضة الإسلامية للنظام السياسي في بلادنا، المعارضة الإسلامية في الخارج وهي أكثر راديكالية كما تزعم والمعارضة الإسلامية في الداخل وهي تزعم أنها "وسطية"، ويرجع هذا الاختلاف ليس إلى الأهداف ولكنه تكتيك وتبادل أدوار فقط.
وهذه المظاهر وباختصار هي كالتالي:
1/ ما يسمى "الباديسية النوفمبرية" ووقوفها إلى جانب النظام أو بعبارة أصح إلى جانب "عبد المجيد تبون" في انتخابات 12/12.
2/ وقوفها مع النظام في قضية الصحراء الغربية وهي أعز شيء على قلب النظام وهي تعرف ذلك جيدا لذلك تدغدغ مشاعر النظام وتتسلل إلى قلبه من هذه النقطة حصرا.
3/ المعركة الدونكيشوتية التي قام بها هؤلاء في إحدى الجمعيات استنكراً لتصريحات أحمد الريسوني رئيس ما يسمى بالإتحاد العالمي للعلماء المسلمين القطري، والعمل على إسقاطه من على رأس الإتحاد وهذا الذي حدث في نهاية المطاف.
4/ اختيار شخصية إسلامية إخوانية يقال أنها "صوفية" لقيادة المسجد الأعظم برتبة وزير.
5/ وقوف نواب هؤلاء في المجالس المنتخبة مع سياسات النظام الاقتصادية والسياسية.
6/ القبول بترسيم اللغة الإنجليزية لغة تدريس بديلا عن الفرنسية بحجة أنها لغة علم وهي من المطالب الكبرى التي سعت إليها هذه الجماعات وقد تحقق لها ذلك المطلب في آخر المطاف وهو نوع من أنواع التعبير عن الولاءالتام والدائم لأمريكا كما دأب على فعله أتباع فرنسا عندنا أيضا بترسيم اللغة الفرنسية في وقت سابق، وأمريكا الآن مزهوة ومبتهجة لما فعله وكلاؤها وما تحركات السفيرة الأمريكية هنا وهناك إلا دليل على ذلك.
7/ موقف الحياد ظاهريا من أحداث أوكرانيا وروسيا وهو أمر ذو حساسية بالنسبة للنظام ويقلقه لأنه اختار على ما يبدو موقف عدم الانحياز كما يقول.
8/ تأجير أقلام إعلامية وصحفية محسوبة على هؤلاء في عدة وسائل إعلام وصحف ودعوتها للبلاتوهات التلفزية للتنظير لأطروحات النظام والإشارة والتعريج على ميوله الإديولوجية وتأييدها.
9/ الفوز بمناصب ذات أهمية إستراتيجية بالغة في داخل دواليب السلطة الحالية...إلخ
10/ استغلال الطريقة التيجانية للامتداد في داخل القارة الإفريقية وقد رصدت السلطة في سبيل ذلك الهدف أموال طائلة لأتباع والقائمين على هده الطريقة.
11/ تدليل ومحاباة أتباع هذه الجماعات في مؤسسات الدولة وفي الإدارات وفي داخل المجتمع المدني.
عن المناسبة:
النظام يبحث عن شرعية وقد توفرت له كعكة كبيرة نتيجة أزمة الطاقة في العالم وظهر دلك جليا من خلال المداخيل المهولة من بيع الغاز والنفط التي تشبعت بها الخزينة العمومية في ظرف 7 شهور الماضية، والإسلاميين في الداخل كما يعلم الجميع انتهازيين يريدون أن يفوزوا بجزء كبير من المكاسب ومن هذه الكعكة الكبيرة جدا جدا.
عن الأسباب:
1/ غياب التيار الوطني – جبهة التحرير الوطني- و-التجمع الوطني الديمقراطي- بسبب الحصار الذي فرضه الحراك ودعوته لإلغائهما.
2/ غياب التيار الديمقراطي أللائكي لأنه اختار معادة السلطة.. والمعارضة العدمية؟!!
فلم يبقى في الساحة إلا الإسلام السياسي في الداخل ليدلدل رجليه على الآخر ويستفيد من ريع السلطة في ظل تدفق الأموال الطائلة على النظام بسبب أزمة الطاقة في العالم.
فالنظام يريد البقاء وهو مستعد للتحالف مع أي كان ممن يمكنه مساعدته على البقاء والإسلاميين هؤلاء انتهازيين وطلاب دنيا ولذلك يستغلون ضائقة وحاجة النظام وكل هذه الظروف لتحسين مواقعهم السياسية والمالية.
هل سيصل الإسلاميون إلى السلطة؟
لا، الإسلاميون كالعادة لن يصلوا إلى السلطة وإن كان هذا هدفهم منذ البداية وفعلوا الأفاعيل في سبيل تحقيق هذا الهدف حتى أنهم رفعوا السلاح في وجه الأنظمة تارة وجنحوا إلى السلم تارة أخرى ولكن أقصى ما سيحققه هؤلاء في نهاية المشوار هو الظفر بالكثير من المال والمواقع في داخل السلطة، وعندما تنتهي الأموال لدى السلطة سيعودون إلى عادتهم القديمة. فعلوها في الماضي فقد تحالفوا مع النظام منذ 1995 إلى غاية 2012 أين بدأت ملامح بزوغ ما يسمى "بالربيع العربي" وانسحبوا من التحالف ذاك. وبعد ذلك انهالوا على النظام يصفونه بأبشع الأوصاف ويدعون إلى إسقاطه ولكن عندما فشل حراك 2019 عادوا للمهادنة وتجميع صفوفهم وإعداد العدة لليوم الموعود.
الأخطر في كل ذلك أنهم يعملون سرا على الدفع بقيادة جديدة للجيش موالية لأمريكا ولكن هذا لن يحدث لأن روسيا لن تسمح أبداً لسلاحها الذي تبيعه للنظام بأن يتحكم فيه مسؤول محسوب على أمريكا.
سلام