فلسطين، هي حلقة الوصل بين قارتي أفريقيا وآسيا، والأرض المقدسة لكافة الديانات السماوية، وقبلة المُسلمين الأولى ومهد المسيح عليه السلام. تعتبر فلسطين أغنى بلدان المشرق العربي تاريخًا وحضارة لكثرة الأماكن السياحية وتنوعها فيها ووفرة الآثار القديمة فيها.
فلسطين كانت قديمًا تستقبل الجميع، رحَبت بكُل السياح من كل أنحاء العالم، ولكن كما تعرفون فهي اليوم تعاني واقعًا مرًا وصعبًا قسَّمها إلى أجزاء ومناطق، فلولا الإحتلال الصهيوني الذي شرد أهلها وهدّم كثيرًا من معالمها لكانت فلسطين إحدى اهم الوجهات السياحية ليس في الشرق فحسب، وإنما في العالم أجمع، ولكنها جميلة، وستبقى جميلة بمعالمها وشعبها المقاوم
هيا بنا نتعرف على أهم المعالم السياحية والتاريخية في فلسطين، كُل فلسطين
المسجد الأقصى وقبة الصخرة القدس
يعتبر المسجد الأقصى وقبة الصخرة في مدينة القدس أحد أكثر الأماكن قدسيةً لدى المسلمين في كل أنحاء العالم، فهو قبلة الإسلام الأولى ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم كما أنه ذُكر في القرآن بسورة الإسراء. يقع المسجد الأقصى داخل البلدة القديمة في مدينة القدس، وهو يعتبر أحد أقدم المساجد في العالم ولا يُعرف متى تم بنائه على وجه التحديد، حيث تقول الرواية أن بنائه تم بعد بناء الكعبة بأربعين عام. أما إسمه فأطلق عليه لبعده عن المسجد الحرام
المسجد الإبراهيمي الخليل
يعتبر المسجد الإبراهيمي في الخليل أكثر الأماكن قدسية في فلسطين بعد المسجد الأقصى، فهو أقدم مساجد مدينة الخليل إلى جانب كونه يضم جثمان النبي إبراهيم عليه السلام الذي قام ببنائه. يحيط بهذا المسجد التاريخي سور قديم يعود إلى أكثر من 2000 عام مضت
كنيسة المهد بيت لحم
أطلق عليها هذا الإسم كونها مهد المسيح عليه السلام ومكان مولده، مما يجعل منها إحدى أكثر الأماكن قدسية لدى المسيحين حول العالم، حيث تعتبر مزارًا ومحجًا لهم. تقع كنيسة المهد في مدينة بيت لحم الفلسطينية، وقد تم إدراجها ضمن قائمة مواقع التُراث العالمي لمنظمة اليونسكو في عام 2012 لتصبح أول موقع فلسطيني يدخل هذه القائمة
.
قصر هشام أريحا
يُعتبر قصر هشام الواقع في مدينة أريحا أحد أهم المعالم السياحية في فلسطين. تم تشييد هذا القصر على يد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك. يمتاز هذا القصر الفريد بالجوامع والقاعات المليئة بالاعمدة الاثرية التي تُزينه، كما تشكل الفسيفساء، والزخارف والحلي التي يضمها مثالًا رائعًا لجمال الفن المعماري الإسلامي، فهذه الفسيفساء تعتبر من اجمل الأعمال الفنية في العالم
البلدة القديمة والميناء يافا
تعتبر مدينة يافا واحدة من أهم المدن الفلسطينية، حيث كان مينائها بوابة فلسطين نحو العالم الخارجي قديمًا. تمتاز البلدة القديمة في مدينة يافا بشوارعها وأزقتها الساحرة التي ستجعلك تعود بالسنين إلى القدم، وهي تقع على أعتاب ميناء اليافا الشهير. اليوم، تخلو البلدة القديمة في يافا من العرب الذي هُجروا و شُردوا منها، ولكنهم ما زالوا يثبتون وجودهم هناك من خلال المساجد والكنائس والمسارح التي يقصدونها باستمرار. أما الميناء فهو أحد أقدم وأهم موانئ فلسطين قديمًا، حيث أنه فقد أهميته اليوم بعد الإحتلال الإسرائيلي وذلك بعد أن مُنعت السفن التجارية من دخوله، ولكنه ما زال يحتفظ بعبقه وروعته.
باب الرحمة
باب مغلق من السور الشرقي للمسجد الأقصى يبلغ إرتفاعه 11.5 م ويوجد داخل مبنى مرتفع يُنزل إليه بدرج طويل من داخل المسجد الأقصى وهو مكون من بوابتين الرحمة جنوبًا والتوبة شمالا
يعد هذا الباب من أشهر الأبواب المغلقة في السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، ويمثل جزء من السور الشرقي للبلدة القديمة، والباب مكون من بوابتين ضخمتين , وبينهما عمود من الحجر باب الرحمة جنوباً والرحمة شمالاً
هذا الباب دمر في أكثر الحروب وأعيد ترميمه، دخل منه هرقل الروم بعد انتصاره على الفرس عام 628م، ويعتقد أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر باغلاقه، أما البناء الحالي فيؤكد الباحثون أن الذي أمر ببناءه هو الخليفة مروان بن عبد الملك ثم جُدد البناء في عهد صلاح الدين الأيوبي
بُني هذا الباب بمهارة فائقة ؛ أبدع فيه الصناع وطوروه ليكون لوحة فنية خلابة يُشهد لها بالجمال والروعة وتَشْغَفَ بها الأنظار والأبصار ؛ حتى يُظن أنه بنى بقطعة واحدة من الحجر، وفيه زخارف تشهد على ازدهار وعظمة الفن المعماري الإسلامي
ومن أسماء هذا الباب :البوابة الأبدية و البوابة الدهرية وباب توما وباب الحكم
وباب القضاء ويطلق عليه الغربييون اسم الباب الذهبي ، بالإضافة إلى الرحمة والتوبة يقع إلى الشرق من الباب خارج السور مقبرة باب الرحمة التي تضم قبري الصحابيين شداد بن أوس وعبادة بن الصامت رضي الله عنهما