أم المسجد الاقصى المبارك أمس، أكثر من 80 ألف مصل من القدس والداخل الفلسطيني، ونحو 200 مصل من قطاع غزة، تفوق اعمارهم ال 60 عاما بتصاريح لساعات محدودة للصلاة. فيما شهدت المدينة المقدسة حركة نشطة قبل وبعد صلاة الجمعة.
ودعا خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري الى نبذ الفرقة والخلافات ورص الصف الفلسطيني وانهاء الانقسام البغيض الذي استغلته إسرائيل، والتمسك بالثوابت والحقوق الفلسطينية والالتفاف حول الاقصى وحمايته والقدس وأهلها.
وقال:"في الوقت الذي تقام فيه التكتلات والتحالفات وتتحد فيه الدول مع بعضها البعض في الغرب، نحن في العالم العربي نتمزق ويجري تفتيت الدول العربية وتقسيمها".
وتطرق خطيب الأقصى، الى الأسرى الأبطال، وقال "إنهم يطالبون بإلغاء الأحكام الإدارية الظالمة بحقهم والتي تستند الى قانون الطواريء المزعوم الذي سبق ان صدر عام 1945 من قبل الاستعمار البريطاني الظالم لفلسطين، مؤكدا ان هذا القانون الذي وضع خصيصا ضد أهل فلسطين لمعاقبتهم دون محاكمة ودون إدانة ودون تهمة ودون أدلة".
واضاف:" تقوم الآن السلطات الإسرائيلية، بتطبيق هذا القانون على أهل فلسطين فقط استمرارا للاستعمار البريطاني"، مؤكدا الوقوف مع الأسرى، والمطالبة بإخلاء سبيلهم، وإلغاء قانون الطوارئ الظالم الذي عفا عليه الزمان لينعم الأسرى بنسيم الحرية فهي من حقهم الإنساني".
وندد الشيخ صبري بالاقتحامات اليومية الاستفزازية للمسجد الاقصى المبارك تحت مسمى ب(السياحة بغير المسلمين)، وباسقاط الدعوى القضائية ضد المتطرف (يهودا كليك)الذي اعتدى على مصلية وتسبب في كسر يدها، وبالسماح له بمعاودة اقتحام المسجد الاقصى المبارك مع المتطرفين،وحمل السلطات الإسرائيلية مسؤولية هذه الاعتداءات .
وقال الشيخ صبري :" ان ما يحدث من عبث وحفريات في القصور الأموية جنوب الجدار الجنوبي للمسجد الاقصى المبارك، ذات الآثار الإسلامية الحضارية التاريخية يعتبر مسا واعتداء على حقوق المسلمين والاوقاف الإسلامية".
وشدد على ان السلطات الإسرائيلية تدرك بان الاقتحامات للأقصى لن تكسبه أي حق فيه، لأن الأقصى للمسلمين وحدهم ولا علاقة لليهود به، مؤكدا ان سرقة حجارة القصور الأموية لن تثبت لهم تاريخا ولا حضارة".
وتساءل خطيب المسجد الاقصى: "لماذا يسرقون حجارة القصور الأموية..؟ لان اليهود ليس لهم حضارة، وليس لهم آثار يستندون إليها في فلسطين، لذا يعتدون على آثار غيرهم، وهذا كله فساد وإفساد، ولن نسكت عن الظلم ولن نستسلم، ولن نيأس فان الفجر آت.
وندد الشيخ عكرمة صبري بقيام السلطات الإسرائيلية باستهداف القدس وضواحيها واستهداف التعليم بأسرلة المناهج وبمنع بناء المدارس لا بل وهدم المدارس القائمة، وقال:" لقد هدمت السلطات الإسرائيلية العسكرية مدرسة ابو النوار في منطقة العيزرية بالقدس تلك المدرسة التي تتكون من (كارفانات)غرف متنقلة للمواطنين البدو الذين يجري ملاحقتهم واستهدافهم منذ النكبة عام ١٩٤٨، علما بأن المدرسة عبارة عن غرف متنقلة بأثاث مدرسي متواضع لتدريس أبناء البدو مؤكدا ان إسرائيل بجيشها وقوتها تستضعف هذه المدرسة وتظهر قوته على مبنى بسيط وعلى غرف متنقلة، وذلك دون رحمة او خوف بهدف تجهيل للأجيال الصاعدة" .
واضاف :" إن هدم مدرسة أبو النوار يتزامن مع إضراب المعلمين الفلسطينيين، موضحا ان المعلم شعر بالظلم الفادح الذي وقع عليه والمحدق به فاحتج واضرب عن العمل، لأنه لم يجد أذنا صاغية لإنصافه".
وأكد ان الأمم والشعوب الحضارية الناهضة تعطي المعلم راتبا مرتفعا يفوق أعلى راتب في الدولة، لان المعلم هو الذي ينهض بالأجيال الصاعدة، وهو الذي يبني مجتمعا سليما حضاريا.واعتبر ان سحق المعلم هو ضرب للعملية التعليمية التربوية وقال خطيب المسجد الاقصى أننا مع المعلم في تلبية حقوقه وإعطائه راتبا يحفظ كرامته حتى يقوم بواجبه ويؤدي رسالته السامية".
وختم خطيب المسجد الاقصى بالقول بالدعاء لوحدة الشعب الفلسطيني والامتين العربية والإسلامية وبنصرة الاسرى والاقصى، مشدداً على اهمية الثبات في المسجد الأقصى في قلب مدينة القدس.