حكيم بن حزام ومكانته قبل الإسلام وبعده - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حكيم بن حزام ومكانته قبل الإسلام وبعده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-02-06, 21:39   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Abdellah M
عضو متألق
 
الصورة الرمزية Abdellah M
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 حكيم بن حزام ومكانته قبل الإسلام وبعده


حكيم بن حزام ومكانته قبل الإسلام وبعده




جزاء الصالحات[*] (1)



عن حكيم بن حزام - رضي الله عنه - قال: قلتُ: يا رسول الله، أرأيت أشياء كنتُ أتحنَّث بها في الجاهليَّة، من صَدقة أو عتاقة أو صِلة رَحِم[1]، فهل فيها من أجر؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أسلمتَ على ما سَلَفَ من خير))؛ رواه الشيخان، واللفظ للبخاري[2].

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: يا رسول الله، ابنُ جدعان كان في الجاهلية يَصِل الرَّحِم، ويُطعِم المسكين، فهل ذاك نافعه؟ قال: ((لا ينفعه؛ إنه لم يقل يومًا: ربِّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين))؛ رواه مسلم[3].

مسألة خطيرة ذاتُ شِقَّين:
يَزِلُّ كثيرٌ من الناس في مسألةٍ خطيرةٍ فرغ الإسلام منها، وبيَّنها في كتابه المبين، وعلى لسان نبيِّه الأمين أوْفَى بيان، تلك هي مثوبةُ غير المسلم على ما يتعبَّد به من قُرْبة، أو يصنعه من صنيعة، أو يُقدِّمه من الخير العام أو الخاص.

والمسألة ذاتُ شطرين: أن غير المسلم إذا مَرَنَ على فعل الخير[4] وأحبَّه، فقد يَمُنُّ الله عليه بالإسلام، ويُوفِّقه لما كان يفعل من البرِّ، فيتعبَّد به في إسلامه، ويتقرَّب به لمن أسلم وجهه إليه، كما منَّ على حكيم بن حزام - رضوان الله عليه.

وقد تغلب عليه شِقوتُه حتى يقضي نحبَه، وهو محروم من النعمة الكبرى، التي لا تُذكر نعمةٌ بجانبها وإن عَظُمت؛ نعمة الهداية إلى الإسلام، والإخلاص للمُنعِم - جلَّت آلاؤه.

وفي طليعة هؤلاء المحرومين المكذِّبين بيوم الدين، عبدالله بن جُدْعان القرشي التَّيمي، واحد بني تيم ورجالاتها، وقريبُ أمِّ المؤمنين عائشة - رضوان الله عليها - وهذا سرُّ سؤالها عنه واستفتائِها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في شأنه.

وإذا جمعنا بين هذين العظيمين في هذا الحديث - كما جَمَعَ الله بين السَّعادة والشقاوة، والنعيم والجحيم، في الذِّكر - فإنَّ من حقِّ قرائنا أن نبيِّن لهم - في صدر هذا البحث - حُكمَ الله ورسوله في مثوبتهما ومثوبة مَن سار على نهجهما؛ عسى أن يبيِّنوا للناس، فيتعلمَ جاهلٌ، أو يهتديَ حائرٌ، أو يثوبَ إلى رشده غاوٍ، ممَّن يتَّبِعون الهوى فيُضِلُّون عن سبيل الله، ويحكمون بغير ما أنزل الله، وكأن بأيديهم مفاتيح الجنة، يفتحونها لمن حكموا له بالقَبُول والفوز، وإن كان في كتاب الله شقيًّا، ويُغلِقونها في وجه مَن حكموا عليه بالحرمان والطرد، وإن كان في حُكم الله سعيدًا ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة: 44].

خيار الناس:
كان حكيم بن حزام بن خويلد ابن أخي أم المؤمنين خديجة - رضي الله عنها - وفي الطليعة من أشراف قريش ووجوهها، في الجاهليَّة والإسلام، ((والناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فَقُهوا))؛ كما في حديث الصحيحين.

مكانة حكيم قبل الإسلام وبعده:
أدرك في الجاهلية ستين عامًا، وفي الإسلام مِثلَها، وحسْبُه شرفًا أنه كان صديقًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - قبل بِعثته، وأنه - صلوات الله وسلامه عليه - كان يحبُّه ويودُّه، ويودُّ لو كان من السابقين الأولين، وأنه فَرِح بإسلامه يوم الفتح فرحًا عظيمًا، وقال - كما ثبت في السيرة والصحيح -: ((مَن دخل دارَ حكيم بن حزام، فهو آمن))[5].

وكان من المؤلَّفة قلوبهم الذين شهِدوا غزوةَ حُنين، فأعطاهم الرسول الأكرم - صلى الله عليه وسلم - عطاء مَن لا يخشى الفاقة! حدَّث عن نفسه قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاني، ثم سألتُه فأعطاني، ثمَّ سألته فأعطاني؛ ثم قال: ((يا حكيم، إن هذا المال خَضِرة حُلوة))، إلى أن قال: ((واليد العليا خير من اليد السفلى))[6]، وفي هذا الحديث أنه - رِضوان الله عليه - لم يسأل أحدًا من الناس حتى توفِّي، وأنَّ أبا بكر وعمر - رضوان الله عليهما - كانا يَعرِضان عليه العطاء مما يُفيء الله على المسلمين، فيأبى أن يقبله؛ وفاءً بما عاهد رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ألا يَرْزأ أحدًا بعده شيئًا حتى يُفارِق الدنيا[7].

تبرَّرَ حكيمٌ في جاهليته بكثير من جلائل الخيرات، وعظائم المكرمات؛ حتى انتظم في سِلكِ السَّادة النُّجُبِ، الذين يَصِلون الرَّحِم، ويَحمِلون الكلَّ، ويَكسِبون المعدوم، ويَقرُون الضَّيف، ويُعينون على نوائب الدهر، وسيدهم غير مُدافَع هو سيد ولد آدم - صلى الله عليه وسلم - ولنا الفخر بالعمل لا بالقول! ثم سيُّد الصِّدِّيقين أبو بكر- رضي الله عنه.

وكان من آثاره قبل أن يُسلِم أنه أعتق مائةَ رقبة من رِبقة الأسر وذُلِّ العبودية، وحمل على مائة بعير؛ أي: تَصدَّق بها كلها.

ثم مَنَّ الله عليه بنعمة الإسلام، فأحسن إسلامه، وزاده الله حسنًا، فأتى صدَيقه الحميم الكريم - صلوات الله عليه وسلامه - مستفتيًا فيما أسلف من هذا البِر، فبشَّره الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - بحُسن جزائها، وكَرَم قَبُولها، وأنه أسلم على ما قدَّم لنفسه من الخير، قال حكيم - رضي الله عنه -: فوالله، لا أدع شيئًا صنعته في الجاهلية، إلا فعلتُ في الإسلام مثله[8].

صِدقه ما عاهد الله عليه:
ولقد صدَق حكيم ما عاهَد اللهَ عليه، فصنع بعد الإسلام كما صنع قبله، بل زاد عليه؛ جاء في الصحيحين أنه لمَّا أسلم حمل على مائة بعير وأعتق مائة رقبة[9]، قال ابن عبدالبر: حجَّ في الإسلام ومعه مائة بدنةٍ قد جلَّلها بالحِبَرة، وكفها عن أعجازها[10]، وأهداها، ووقف بمائة وصيف بعرفة، في أعناقهم أطواق الفضة، منقوش عليها: ((عتقاء الله عن حكيم بن حزام)) وأهدى ألف شاة.

وكانت بيده دار الندوة، فباعها من معاوية بمائة ألف درهم، فلامه عبدالله بن الزبير وقال له: بعتَ مكرمة قريش! فقال له: يا بن أخي، ذهبت المكارم إلا التقوى، اشتريتُ بها دارًا في الجنة، وتصدَّق بالدراهم كلها!

عقدٌ واسطته الإسلام:
بخ بخ يا حكيم! لقد نَظمتَ عقدًا من الخيرات الجِسام، وبارَك الله عليه إذ جعل واسطته الإسلام، فهل تظن أن الله يَنقُصه، وهو أكرم الأكرمين، وأرحم الأرحمين، وهو الذي يَرزُق من يشاء بغير حساب؟!

المصدر: من ذخائر السنة النبوية؛ جمعها ورتبها وعلق عليها الأستاذ مجد بن أحمد مكي

[*] مجلة الأزهر، العددان الثالث والرابع، المجلد السادس والعشرون (1374).

[1] بيان لما كان يتحنَّث به، والتحنث: التعبُّد، ولا يخفى أنه كان تعبدًا صوريًّا؛ لأن رُوح العبادة معرفة المعبود، ولا يعرف إلا بالإسلام (طه).

[2] رواه البخاري (1436) في كتاب الزكاة، باب مَن تَصدَّق في الشرك ثم أسلم، ومسلم (123) في الإيمان.

[3] رواه مسلم (214).

[4] أي: تعوَّد على فعل الخير واستمرَّ عليه وألِفه.

[5] أورده الذهبي في "السير" 3 : 48 من طريق حماد بن سلمة، عن هشام، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم الفتح: ((مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومَن دخل دار حكيم بن حزام فهو آمن، ومن دخل دار بُديل بن ورقاء فهو آمن، ومَن أغلق بابه فهو آمن))، ورجاله ثِقات، لكنه مُرسَل، وقال الحافظ في "المطالب العالية" 17: 462 أخرجه إسحاق بن راهويه، وهو حديث صحيح، وصحَّح إسناده أيضًا الصالحي في "سبل الهدى والرشاد" 5: 326.

[6] أخرجه البخاري (1472)، ومسلم (1035).

[7] بسطنا شرحَ هذا الحديث في الجزء الثاني من المجلد الثامن عشر (طه).

[8] أخرجه مسلم (123).

[9] أخرجه البخاري (2538)، ومسلم (123).

[10] جللها: غطاها، والحِبَرة - كعِنَبة -: البرد الموشَّى، وضمير (كفها) المنصوب، فيما يظهر يعود على الحِبَرة؛ محافظة على جمالها ونظافتها، وذلك من تعظيم الشعائر، وفي إبدائه الصدقات وإعلانه الشعائر، دعوة إلى الخير وتحدُّثٌ بنعمة الله.








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-02-14, 11:28   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الإدريسي العلوي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية الإدريسي العلوي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2014-02-14, 15:56   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
Abdellah M
عضو متألق
 
الصورة الرمزية Abdellah M
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الإدريسي العلوي الهاشمي مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك وجزاك خيرا
شكرااااااااااااااااااااااااا على مرووووووووووووووووووووورك أخي الكريم









رد مع اقتباس
قديم 2014-02-14, 17:39   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
musta emo
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية musta emo
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك










رد مع اقتباس
قديم 2014-02-15, 10:19   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
Abdellah M
عضو متألق
 
الصورة الرمزية Abdellah M
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة musta emo مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
أميييييييييييييييييييييييييييييين
شكراااااااااااا على مروووووووووووورك أخي الكريم









رد مع اقتباس
قديم 2014-02-21, 14:10   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*الامبراطورة*
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية *الامبراطورة*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2014-02-21, 14:46   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
Abdellah M
عضو متألق
 
الصورة الرمزية Abdellah M
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samia annaba مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك
شكراااااااااااااااااااا على مرووووووووووووووووووورك أختي الكريمة









رد مع اقتباس
قديم 2014-02-21, 15:11   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*الامبراطورة*
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية *الامبراطورة*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الإسلام, خصال, حكيم, ومكانته, وبعده


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:52

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc