حَقًّا.. إنَّ العشرَ الأواخرَ مِنْ رمضانَ هديةٌ مِنَ اللهِ إليْنَا
ورمضانُ كُلُّهُ شهرٌ ممتلِىءٌ بالخيرِ..
رَحَمَاتٌ وَبَرَكاتٌ،
وعَطَايا وهِبَاتٌ،
ومغفرةٌ لِلزَّلَّاتِ،
ورِفْعَةٌ في الدَّرَجَاتِ،
ولكنَّ العجيبَ أنَّ هذا الشَّهْرَ العظيمَ كُلَّمَا مَرَّ مِنْهُ يومٌ صَارَ خَيْرُهُ أكثرَ وأكثرَ..
وكُلَّمَا قَارَبَ على الانتهاءِ زَادَ اللهِ فيهِ منَ العطاءِ..
فإنَّ أفضلَ أيَّامِهِ هِيَ العشرُ الأواخرُ..
هلْ تدري لماذَا كانَ العشرُ الأواخِرُ هيَ أفضلُ أيَّامِ رمضانَ؟..
لأنَّ فيها مِنْ أنواعِ العبادةِ ووسائلِ السَّعادةِ ما ليسَ في الأيَّامِ السَّابِقَةِ..
وفِيهَا ليلةُ الْقَدْرِ عظيمةُ القدرِ..
في العشرِ الأواخرِ تتهيَّأُ نفسُ المؤمنِ للعبادةِ أفضلَ تَهَيُّؤٍ..
فهَا نحنُ قضَيْنَا مِنَ الشَّهْرِ عشرينَ يومًا..
مَا بينَ صلاةٍ وزَكَاةٍ..
وقِرَاءَةٍ للقرآنِ..
وبِرِّ وإحسانٍ..
وقد تعوَّدَتِ النُّفُوسُ الاجتهادَ في العبادةِ من أجلِ إرضاء ِرَبِّ العبادِ..
وقد تلذَّذَتِ النُّفوسُ بالعبادةِ وأحبَّتِ الرُّكوعَ والسُّجُودَ وتلاوةَ القرآنِ بالصَّوْتِ الْحَسَنِ..
وقد فَرِحَتِ النُّفوسُ بمظاهرِ رمضانَ الكريمِ.. النَّاسُ مُتَحابُّونَ.. والقلوبُ مُتَصَافِيَةٌ.. والأمنُ مُنْتَشِرٌ مُسْتَتِبٌّ..
إنَّ ذلكَ نعمةً كبيرةً..
حِينَما يحسُّ المؤمنونَ بأنَّ هذهِ النِّعْمَةَ ستنتهِي بانتهاءِ رمضانَ، يحاولونَ الاجْتِهَادَ في العبادةِ.. لينالُوا أكبرَ قدرٍ من النِّعْمَةِ قبلَ انتهائِهَا..
اقتداءً برسولِنَا الكريمِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ..
فمَنْ أَحْسَنَ العملَ في أوَّلِ رمضانَ زَادَ مِنْ إحسانِهِ في العشرِ الأواخرِ ليزدادَ عندَ اللهِ رِضًا وفي الجنَّاتِ رِفْعَةً..
وكذلكَ مَنْ أساءَ وقَصَّرَ في أوَّلِ رمضانَ استدركَ على نفسِهِ التَّقْصِيرَ.. وحاولَ أن يُصْلِحَ ما أفسدَهُ بالتَّوْبَةِ إلى اللهِ قبلَ انقضاءِ الشَّهْرِ، فيُسارِعُ إلى ِالتَّهَجُّدِ وَالِازْدِيَادِ من الصالحات..
إِنَّهَا فرصةٌ لا تتكرَّرُ..
رمضانُ سوفَ يُوَلِّي وسوفَ تنتهِي بركاتُهُ العظيمةُ فلا تعودُ إلا بعدَ عامٍ كاملٍ..
أنتَ يا بُنَيَّ العزيزَ..
يجبُ أن تُحِسَّ بقيمةِ هَذِهِ النِّعْمَةِ الَّتي يُحْرَمُ منها كثيرٌ مِنَ الْكُسَالَى عَنِ العبادةِ وقراءةِ القرآنِ..
يجبُ أنْ تشاركَ ملايينَ المسلمينَ سعادَتَهُمْ بهذا الشَّهْرِ الكريمِ..
واسْتِفَادَتَهُمْ من العشرِ الأواخِر..
وأن تخرجَ مِثْلَهُمْ من رمضانَ وأنتَ مغفورٌ لكَ..
مكتوبةٌ لَكَ الجنَّةُ بإذنِ اللهِ تعالَى..